السبت، نوفمبر 29، 2014

مختارات " سينما إيزيس " : الدورة الـ 36 لمهرجان القاهرة السينمائي تطغى على التفاصيل بقلم ناهد صلاح

   
     
مختارات  سينما إيزيس
 الدورة الـ 36 لمهرجان القاهرة
 السينما تطغي علي التفاصيل

بقلم


نـاهـد صـلاح

بصرف النظر عن مظاهر حفل الافتتاح أو الختام وتفاصيلهما، هذا شيء لا يعني كثيراً الشغوفين بالسينما، وحتي بصرف النظر عن الشكوي من المشادات علي باب قاعات العروض وسوء تنظيم الدخول، وبصرف النظر ثالثاً عن عدم صلاحية بعض القاعات للعرض، فإن الدورة الـ 36 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي اتسمت بهذه الحيوية التي حملتنا إلي أجواء قديمة كنا حسبنا أنها قد لا تعود، جمهور يحرص علي اقتناء دعوات حضور الأفلام أو "قطع" تذكرة الدخول للعروض والوقوف في طابور طويل لا ينتظر شيئاً سوي التواصل مع السينما وعوالمها المختلفة ومسائلها المتنوعة وقضاياها الإنسانية، كانت هذه اللحظة المفعمة هي الجسر الواصل بين الماضي والآني،حيث هذا الحافز اللغز الذي يُحرك الناس بإشارة خفية أو مبهمة تجاه شاشة بيضاء يجلسون أمامها ويتفاعلون مع شخوصها وحكاياتها. ثمة حالة سينمائية خاصة تجلت بمعني ما كأنها تقدم نوعاً من التعويض عن سنوات الفراغ الفسيح وتُلوَح بانتهاء طقسه، لتنجو هذه الدورة بالسينما وحدها وننجو معها.. دورة احتفت بالفنانة نادية لطفي ومُنحت لاسم الراحلة مريم فخر الدين، جاءت البرامج الموازية للمسابقة الرسمية لنجد فيها الأجوبة عن الكثير من الأسئلة حول موضوعات مهمة تحتشد بها الذاكرة ولنتعرف مجدداً علي المشهد السينمائي بشكل عام، ماضيه وحاضره، ومن هذه الزاويةتأقيم معرض المخرج هنري بركات (1914 ـ 1997) احتفاءً خاصاً بمئوية ولادته، وعُقدت حلقة البحث "مهرجانات السينما الدولية في العالم العربي" التي سُميت باسم الناقد الراحل قُصي درويش، بخلاف الإصدارت المتنوعة من الكتب التي تُعلي من فكرة أن المهرجان ليس فقط نافذة لعرض الأفلام، واستكمالاً لمساحة التنوع طالعتنا أفلام عُرضت في إطلالة أخري خارج المسابقة الرسمية كسرت فكرة أن الفيلم الأفضل هو الذي يشارك في المسابقة الأكبر، وهو ما برهنته علي سبيل المثال أفلام قسم "سينما الغد الدولي"، المخصص للأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة وطلاب معاهد السينما في العالم والذي قدم أفلام شباب السينمائيين، فكان مفتاحاً لتجارب مُشرعة علي أفق مختلف، والمثير أن هذا القسم المستحدث في المهرجان والذي الفيلم البرازيلي "صديقي نيتشه" إخراج فاوستون دا سيلفا بجائزته الكبري والفيلم الفلندي "سانترا والأشجار المتحدثة" لميار تريفو علي جائزة أفضل فيلم للطلاب، وحصل كل من الفيلم المكسيكي "التماثيل" لروبرتو فيسكو، والفيلم الكولومبي "تلك الموسيقي" لداريو فجرانو، والفيلم الألماني "حبيبي" لايزابيلا بلوشنسكا، علي شهادات تقدير، قد نجح في لفت الانتباه إليه وجذب جمهور ظهر ولعه واضحاً بالسينما، فيما بدت اختيارات الأفلام فيه ذكية بدرجة تدل علي رؤية طموحة وفرصة حقيقية لعرض أفلام طلبة معاهد السينما والتعرف علي طرائقهم وأساليبهم ونظرتهم للسينما والعالم.
فيض الأفلام في هذه الدورة بدأ بفيلم الافتتاح "القطع" للمخرج الألماني الجنسية التركي الأصل فاتح أكين، شارك أيضاً في كتابة السيناريو مع الكاتب مارديك مارتن، واستعرض صوراً قاسية لمذابح الأرمن التي ارتكبها العثمانيون خلال الحرب العالمية الأولي، ما جعل خط الفيلم منذ البداية ينحو إلي أجواء ميلودرامية اتسعت حتي أضاعت من الجماليات البصرية أكثر مما يتوقع، فأصبح الفيلم زاعقاً كعبارته الترويجية التي صاحبت "تريللر" الخاص به: (جريمة لن يغفرها الزمن)، وهو يرصد رحلة هذا الأب الأرمني (ناظارات مانوجيان) الحداد الذي كان يعيش مع زوجته (راكيل) وابنتيه (أرسيني ولوسيني) في "ماردين" جنوب شرقي تركي قبل أن يقبض عليه عسكر درك الأتراك وتبدأ  رحلة العذاب والتعذيب لـ (ناظارات) الذي جسده الممثل الفرنسي ذو الأصول الجزائرية طاهر رحيم، حيث تطالعنا المشاهد الأولي بتحرك القوات العثمانية وقبضها علي المئات من الأرمن لكي يعملوا بـ"السخرة" في رصف الطرق، ثم يتركونهم لمجموعة من العصابات التي تنفذ فيهم مذابح جماعية، وركز المخرج علي وحشية هذه الجريمة في عدة مشاهد وجمل حوارية بالفيلم منها صراخ قائد القوات لجنوده عندما يستعدون لتنفيذ الجريمة وقوله لهم: لا أريد إضاعة طلقة رصاص واحدة، في تلميح علي أن طلقات الرصاص أكثر قيمة لديه من حياة الأرمن. وفي خلال هذه الرحلة التي يتغير مسارها بهروب (ناظارات) لم يتغير مسار الفيلم نفسه الذي زوَد من المشاهد المأساوية وقصص البؤس والشقاء التي زادت من قسوة الصورة وميلودراميتها.
في حين جاءت أفلام المسابقة الرسمية هي الحلقة الأضعف، ربما لأن الاختيارات كانت محدودة، فأغلب الأفلام ذهبت إلي مهرجانات أخري كان آخرها أبو ظبي الفائت، ومع ذلك فقد حقق فيلم التحريك الياباني "جزيرة جيوفاني"، حضوراً مميزاً داخل المسابقة الرسمية، فالفيلم الذي أخرجه ميزوهو نيشيكوبو يرسم لوحة لواقع اليابان عقب الحرب العالمية الثانية، حكاية إنسانية من حكايات الحروب علي خلفية منسوجة بطابع عاطفي يحاول من خلاله المخرج أن يقدم حكايته ببساطة تساوي ما أراده من طرح وجهة نظر لا تشتغل علي الادعاء أو الابهار واستعراض العضلات، فقط يروي قصة جونبي وكانتا شقيقين يعمل والدهما ضابطاً بالجيش علي جزيرة شيكوتان الصغيرة، التي بدأت معاناتها لما استسلمت اليابان واحتلت قوات الاتحاد السوفيتي الجزيرة وقامت بطرد السكان من بيوتهم، أما جونبي (10 سنوات) الذي كان يطلق علي  نفسه جيوفاني فيعيش مع شقيقه الأصغر كانتا أو كامبانيلا حياة طبيعية.. طفلان لا يعلمان شيئا من الدنيا سوي اللهو واللعب، حرمهما الله من أمهما، ومنحهما أباً ثورياً، محباً للخير، يبذل قصاري جهده من أجل مساعدة الغير، والبطل الرئيسي في هذا الفيلم ليس الإبهار التكنولوجي، كما اتفقنا، وإنما هي أنسنة الحكاية حتي أن جونبي يقع في حب "تانيا"  ابنة القائد السوفيتي، وسرعان ما تنشأ بينهما علاقة صداقة قوية، لا يوترها سوي اعتقال السوفيت لوالده، وتتغير حياة جونبي وشقيقه عندما يتم ترحيلهمها من جزيرتهما، ونقلهما إلي معسكر خارجها، ومن المشاهد المفعمة بالعواطف مقابلة الطفلين لوالديهما، كان المشهد الأكثر تأثيرا في الفيلم، فرح وخوف وقلق، وسعادة لا تكتمل، لأن السياج تمنعهم من احتضان والدهما،  ومشهد موت الشقيق الأصغر قبل وصوله إلي السفينة التي تحمله هو وشقيقه الأكبر إلي اليابان. اعتمد المخرج ألواناً ما بين الأزرق والبنفسجي تعبر عن تدرج حكايته وظلالها العاطفية.
وفي هذا الإطار جاء الفيلم الاسترالي "بلد شارلي" (Charlies Country) لمخرجه رولف دي هيرو والذي شارك أيضاً في كتابة السيناريو مع ديفيد جالبليل، متوغلاً في حكاية أخري عن الوطن تدور حول مشاكل المواطنين الأصليين في استراليا والذين يعانون من محاولة السكان البيض، تغيير حياتهم والعبث في تقاليدهم ونسفها تماماً، ويحاول  بطل الفيلم "شارلي" الذي يعيش بالفطرة أن يحافظ علي تلك التقاليد ، لكن المستوطنين البيض يغيرون كل شيء من حولهم بداعي الحداثة والتطوير، دون النظر إلي طبيعة الأهل الأصليين لأستراليا، ويعاني شارلي كثيراً ويدخل السجن ليخرج بعد ذلك ويقرر أن يعلم الأطفال الصغار الرقص التقليدي، وقراره هذا لا يعني أن المشكلة انتهت أو أن الأوضاع تغيرت ولكن الرغبة في الحياة.
الوجع عربي
متحرر من "الكليشيهات" لكنه يتمحور حول نفس القضية .. وجع الأوطان ومعاناة الشعوب، وهو الموضوع الذي انتقاه فيلم "عيون حرامية" تأليف وإخراج نجوي نجار في تجربتها الروائية الطويلة الثانية بعد "المر والرمان" (2008)، لا يفلت الفيلم عن قضبان القضية لكنه يكسر جداراً آخر قد يحجب الحقائق، الفيلم الذي يحكي عن معاناة الفلسطينيين قام ببطولته  الجزائرية سعاد ماسي (حضورها طاغ في الفيلم، والمصري خالد أبو النجا بجوار الفلسطينيين: ملك أرميلة، خالد الحوراني، إيمان عون، إلياس نيقولا، نسرين فاعور وإميل أندريه، والذي اختير الفيلم لتمثيل فلسطين في مسابقة الأوسكار 2015؛ حيث ينافس علي أوسكار أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، صُور بالكامل وعلي مدي 25 يوماً في فلسطين المحتلة (منها 21 يوماً في مدينة نابلس والمناطق الريفية المحيطة بها)، ويحكي قصة حقيقية وقعت أحداثها في ذروة الانتفاضة الفلسطينية عام 2002، من خلال "طارق" الذي يكتنف حياته الكثير من الغموض، و يعاني من جروح في جسده تدفع بعض الراهبات إلي مساعدته في الهرب، ونعرف أنه سبق له أن اعتقل بواسطة جنود الاحتلال الإسرائيلي، وبعد الإفراج عنه يعود إلي بلدته ليقتفي أثر ابنته "نور"، التي تركها طوال سنوات السجن التي امتدت زهاء العشر سنوات، ويبدأ في تفقد المكان الذي طرأت عليه تغييرات كثيرة، وتصبح الفرصة مهيئة لكشف الماضي الخفي للبطل "طارق"، مع تسليط الضوء علي طبيعة المجتمع الفلسطيني من الداخل، وخيارات البقاء والمقاومة.
علي حين يوجه الفيلم الفلسطيني "فلسطين ستريو" للمخرج رشيد مشهراوي، شارك في برنامج آفاق السينما العربية، إدانة للسياسات الفلسطينية التي تتحمل مسئولية تدهور أوضاع الفلسطينيين ومأساتهم الإنسانية، وذلك من خلال مشاهد تكشف جانباً من جوانب معاناة الأسري في السجون الاسرائيلية، وينقل مظاهرات تطالب بحقهم في معاملة لائقة، ويوضح أن الفلسطينيين يجلسون فوق خازوقين، الأول هو اسرائيل والثاني هو الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، كما ورد علي لسان أحد أبطاله.
أما الوثائقي "ماء الفضّة ـ سوريا: صورة ذاتية" للمخرج السوري أسامة محمد ووئام سيماف بدرخان فيغوص أكثر في الوجع عبر صور متعددة من هواتف وكاميرات، ضرب.. إعدامات .. جثث الأطفال، اللقطات تصور من مسافة قريبة، لخاطفين وقتلة وضحايا علي حد سواء (مع درجات متفاوتة من الوضوح)، ورغم قسوة الصورة لكن هناك براعة في استخدامها واستعراض كل حالات العنف والمدن التي تتحول إلي أطلال والناس الذين يهربون من الجحيم، وحوار بين مخرج في فرنسا وكردية في سوريا، يحيطه كل أنواع القلق والاغتراب، تسأله: "لو كانت كاميرتك هنا، ماذا كنت لتصور؟، يجيبها: الموت واليأس.

أبيض وأسود
قال ذات مرة المخرج الأمريكي الراحل جون فورد عن فيلمه االباحثون  The Searchers (1956) معلقاً علي استخدامه الأبيض والأسود: "أي مدير تصوير يستطيع التصوير بالألوان، لكنك تحتاج إلي فنان حقيقي لكي يصور بالأبيض والأسود"، ربما تأثر بعض المخرجين بهذا القول وقدموا أفلاماً تحقق لهم جزءً من الحنين إلي الماضي أو ربما أشبعت لديهم نزعة التغيير، أو كان هذا الأنسب من وجهة نظرهم لموضوع أفلامهم، لكن لا أظن أن هذا ما حدث مع فيلم "باب الوداع" الفيلم المصري المشارك في المسابقة الرسمية والذي يخطو به مخرجه كريم حنفي خطوته الأولي مستخدماً نمطاً غرائبياً ثلاثة مشاهد هي ثوابت الفيلم: الأم بهواجسها وخوفها، الجدة تعيش لحظتها المتكررة علي خلفيتها صوت القرآن ينبعث من الراديو، الابن طفلاً وشاباً يقف في نفس الزاوية ولا يتغير الكادر، خط واحد يسير علي وتيرته، بشكل يثير الأعصاب أو تمرين لها كما وصفه الناقد اللبناني حين كتب في صفحته علي فيس بوك :"فيلم بليد جداً عُرض اليوم في مهرجان القاهرة السينمائي: "باب الوداع" لكريم حنفي. تمرين لأعصاب المشاهد من خلال مجموعة لقطات غير مترابطة ولدت ميتة. أجهل كيف من الممكن انجاز فيلم كامل كل جزء فيه ينتهي بـ"فايد تو بلاك" (اظلام تدريجي الي السواد). هذا ينم عن استحالة تركيب فيلم سينمائي. مهما ابتكرنا من اشكال وصيغ، مهما اعجبنا بمعلمي تخريب الحكايات، يبقي ان كل اهمية السينما في اللحمة بين الشيء وما يليه - سواء أكانت المتتاليات تلتحم ببعضها البعض في شكل عضوي او تنفصل عن بعضها البعض ايديولوجياً -. ولكن عندما ينعدم التماس بينها، لا تعود هناك سينما، بل لوحات تشكيلية معلقة علي جدران متحف. ما شاهدته هو استيتيك دعايات مطعم ببعض الشاعرية التي عفا عليها الزمن. والاستيتيك الطاغي في اي فيلم من الفخاخ القاتلة. الفن الذي لا يقدم إلا الجمال الشكلي، صار فناً "ديموديه" منذ زمن طويل، إذ مهما بلغتَ درجة عالية من الجمال، لن تكون "أفضل" من آخر دعاية لـ"مرسيديس". نافسوا في مجال آخر غير الجمال.."
وثمة فيلم آخر هو اليوناني "إلي الأبد" التزمت بتيمة اللونين فقط، وإن كانت مخرجته ومؤلفته مارجريتا ماندا صرحت أنه لا يمكن اعتباره من فصيلة الأبيض والأسود، لكنها صورته بطريقة داكنة ومعتمة، حتي تستطيع التعبير عن الحالة النفسية لأبطال الفيلم، وللمدينة، وعيشهم في وحدة شديدة، حتي استخدامها للون الأبيض في النهاية بررته كإشارة إلي التفاؤل، وإلي وقوع البطل والبطلة في الحب، علي الرغم من الشجن والحزن الموجود في الفيلم. مُلخصة ببساطة فيلمها الذي يدور حول ثنائي هما "أنا وكوستا"، واللذين يعيشان حياة صعبة تكسوها الوحدة، والرتابة والروتين، وفجأة تنتهي وحدتهما بعد وقوع كل منهما في غرام الآخر.
أما فيلم "ديكور"، فربما أراد صناعه (المخرج أحمد عبدالله ومؤلفاه شيرين ومحمد دياب) أن يثبتوا أن الحياة ليست أبيض وأسود، لكن هناك خيارات أخري، واستخدامه لتقنية الأبيض والأسود يفسرها أحمد عبدالله بأنها أتاحت له استخدام أشكال فنية جديدة ساعدته علي أن يوفي القصة حقها، من خلال الصراع الذي تعيشه "مها" بطلة الفيلم بين عالمين أحدهما حقيقي والآخر وهمي، وتطرح من خلال قصتها سؤالاً حول هل العالم الحقيقي بعيد عن العالم الوهمي؟ وهل الاختيارات التي نختارها في حياتنا تكون سهلة، أم تحكمنا بعض العوامل الأخري؟...
عين علي التاريخ
في أول فيلم روائي للمخرج الأردني ناجي أبو نوار (مخرجاً ومؤلفاً)، يتماهي مع التاريخ من خلال قصة الصبي البدوي "ذيب" الذي يذهب في رحلة بعيدة يفقد فيها طفولته البريئة، مواجهاً الوقائع الرهيبة علي طول رحلته عشية اندلاع الثورة العربية في عام 1916. فالصبي مع قبيلته التي تتجول في صحراء الحجاز بسلام غير مدركة بأن العالم يعيش في حرب، وتنقلب حياة ذيب رأساً علي عقب مع وصول الجندي البريطاني " إدوارد"، ويدور الفيلم علي خلفية التغيرات التاريخية الكبيرة التي شهدتها الإمبراطورية العثمانية. يتوجه ذيب في رحلته شمالاً إلي وادي رام في الأردن باتجاه معن. ويوجه المخرج أبو نوار سؤاله من خلال شخصيات الفيلم: امن هي الشخصيات الحقيقية علي أرض الواقع؟ وتأتي ويمتزج التاريخ بملحمية للقصة مع التمثيل العفوي التلقائي ما يجعلنا أمام تجربة مهمة وثرية وقصة دافئة ينتج عنها فيلم كبير ونموذج جديد للإنتاج يمكن أن يشكل علامة بارزة من علامات السينما العربية.
علي صعيد مقارب جاء الفيلم المغربي "الصوت الخفي" سيناريو وإخراج كمال كمال الذي يسترجع جزءًا من التاريخ بأسلوب خاص، فالمخرج المولع بالموسيقي، يستخدمها بشكل مختلف وليست كموسيقي تصويرية وإنما هي ركن أساسي في العمل، حيث يستدعي المخرج الماضي بأداء أوبرالي يستعيد جانبا من تاريخ العلاقات المغربية الجزائرية، أثناء حرب التحرير الجزائرية..
وعلي نفس الأرضية وقف فيلم الختام اليوناني "انجلترا الصغيرة" لمخرجه بانتيلس فولجاريس وهو ملحمة عن عائلة استثنائية ترصد حياة الشقيقتين "سالتافيرو: أورسا وموسكا ووالديهما وأزواجهما وأطفالهما عبر عقدين من التاريخ الحديث لليونان.
عن جريدة " أخبار الأدب " بتاريخ 22 نوفمبر 2014



ليست هناك تعليقات: