الأربعاء، فبراير 25، 2015

ميشال غولدمان مخرجة فيلم " أم كلثوم " تصور فيلما عن جمال عبد الناصر. تدشين مهرجان " جاز وأفلام " لموسيقى الأفلام في القاهرة. القدس العربي

الزعيم جمال عبد الناصر حبيب الملايين.إرفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعباد

أفيش فيلم " أم كلثوم ، صوت يشبه مصر " لميشال غولدمان وتصوير كمال عبد العزيز

ميشال غولدمان مخرجة فيلم «أم كلثوم» تصور فيلما عن جمال عبد الناصر

 تدشين مهرجان «جاز وأفلام» لموسيقى الأفلام في القاهرة






القاهرة – «القدس العربي»: في حفل متوهج بالفرح، والبهجة، وبحضور جمهور كبير امتلأت به قاعة عرض» نادي سينما الجيزويت» في حي الفجالة بالقاهرة عن آخرها، انطلقت الدورة الأولى من مهرجان «جاز وأفلام» للموسيقى في الأفلام، برعاية جمعية النهضة العلمية والثقافية، التي يترأسها الأب وليم سيدهم، حيث قام مؤسس المهرجان الكاتب والناقد السينمائي المصري صلاح هاشم مصطفى بإلقاء كلمة،عرض فيها لأهداف المهرجان، المخصص للبحث في العلاقة بين فن السينما وفن الموسيقى، والتفتيش عن دور «شريط الصوت» وأهميته في السينما.
وذكر هاشم أن التركيز على موسيقى الجاز في المهرجان، وقبل تناول الأنواع الموسيقية الأخرى لاحقا، نابع من «صلة الوصل» العضوية القوية التي تربطنا نحن المصريين من خلال موسيقى الجاز بقارة افريقيا، ومن ثم يكون البحث في تاريخ هذا النوع بمثابة عودة و»استكشاف» من جديد، لكل فنون وثقافات القارة. وذكر أن موسيقى الجاز كانت «المخزون العاطفي» الذي احتفط فيه الأفريقي الأسود المختطف، بايقاعات ونغمات وأصوات ولغات الحياة اليومية التي عاشها في القارة، وظلت عالقة بروحه حين حط في القارة الجديدة أمريكا لتؤسس أرضية لهذا النوع الممتد إذن بجذوره في قارة إفريقيا. 

 
ميشال غولدمان وكمال عبد العزيز في حفل تدشين مهرجان " جاز وأفلام " للموسيقى في السينما

وأكد هاشم أن المهرجان سوف يشتغل على «البعد الافريقي» في الشخصية المصرية، حيث أن معظم الاشتغالات الثقافية الراهنة تركز فقط على البعد العربي، وتهمل أو تتناسى البعد الافريقي. كماعرض هاشم أيضا لعناصر موسيقى الجاز الثلاثة: عنصر الارتجال وعنصر السوينج وعنصر البلوز والفيلنج (الاحساس) وشرح أن الإرتجال في موسيقى الجاز لا يعني الفوضى، بل هو مثل التقاسيم في الموسيقى العربية، حيث يسمح للعازف في موسيقى الجاز أن يضيف للحن من عنده، من تجاربه وخبراته الحياتية، كي يعمقه ويثريه، وهنا تظهر «شخصية» العازف، فموسيقى الجاز، كما نوه هاشم أكثر منها عزفا لمقطوعات وألحان، هي أسلوب وطريقة في العزف.

الكاتب والناقد السينمائي صلاح هاشم مؤسس مهرجان " جاز وأفلام " للموسيقى في السينما
 

ولم تكن فكرة إقامة مهرجان «جاز وأفلام» وليدة اليوم كما ذكر، بل ظلت تختمر لفترة تزيد على عشر سنوات في ذهنه يدرسها ويوثق لها ويقلبها من جميع النواحي، وكان عرض الفكرة على رؤساء المركز القومي للسينما في مصر الذين رحبوا بالمشاركة والتأييد، غير أن الظروف التي مرت بها مصر، دعت في كل مرة الى تأجيل المهرجان، حتى حلول العام الجاري، حيث تقرر تدشين دورته الأولى، بالتزامن مع الاحتفال بمرور أربعين عاما على رحيل كوكب الشرق أم كلثوم سيدة الغناء العربي، التي ما زالت رغم كل هذه السنوات التي تغيرت فيها حياة المصريين بعد ثورتين، تتربع على عرشه.


جون كولتران عازف الساكسفون العبقري 

 وكان فيلم «أم كلثوم صوت يشبه مصر» من انتاج عام 1996 أحد أهم الأفلام الوثائقية التي صنعت عن أم كلثوم يحتل قائمة ثلاثة أفلام أراد أن يعرضها هاشم في الدورة الأولى لمهرجان «جاز وأفلام» للموسيقى في السينما، من بينها فيلم للمخرج الالماني فيم فندرز وفيلم ثالث للمخرج الالماني من أصل تركي فاتح أكين.
وبعد أن شكر هاشم الأب وليم سيدهم، رئيس جمعية النهضة العلمية والثقافية التي رعت المهرجان، والاستاذ حسن شعراوي مدير نادي سينما الجيزويت، قدم للجمهور مخرجة الفيلم الامريكية ميشال غولدمان ومدير التصوير الفنان كمال عبد العزيز مصور الفيلم، اللذين حياهما الجمهور، وبدأ عرض فيلم «أم كلثوم صوت يشبه مصر»، الذي أعجب به وصفق له طويلا، وعبرعن حبه الكبير للفيلم ومخرجته ومصوره في الندوة التي أقيمت بعد العرض.





 

وبعد انتهاء الندوة تدافع الجمهور الذي عشق الفيلم لكي تلتقط له الصور مع ميشال وكمال عبد العزيز، وهنأوا صلاح هاشم بنجاح انطلاقة مهرجان «جاز وأفلام» السينمائي الوليد. المهرجان الذي أمتعهم بالفيلم الجميل العبقري عن أم كلثوم، وجعل الإبتسامة ببهجة الفرح ترتسم على وجوههم من جديد.
ودعت المخرجة الأمريكية ميشال المصريين في نهاية اللقاء أن لا يتحسروا على زمن أم كلثوم الجميل الذي مضى، بل أن يبدأوا ومن الآن صناعة ثقافة جديدة لمصر، تليق بماضيهم المجيد، وعندما ذكرت أنها في مصر حاليا لتصوير فيلم عن جمال عبد الناصر ودوما مع مدير التصوير كمال عبد العزيز، ضجت القاعة بالتصفيق، تحية تقدير لمسيرتها السينمائية الرائدة، ولحبها العميق لمصر.


ميشال غولدمان وكمال عبد العزيز

عن جريدة " القدس العربي " الصادرة من لندن بتاريخ 24 فبراير 2015

 

الاثنين، فبراير 23، 2015

السينما المصرية تتحدث عن نفسها، وأفكار ومقترحات خلاقة بقلم أ.ش.ع في مختارات " سينما إيزيس " .


 

السينما المصرية "تتحدث عن نفسها"
وأهمية طرح أفكار جديدة بشأن الأنشطة السينمائية
 
بقلم
أ ش أ

تتحدث السينما المصرية عن نفسها حاليا بقوة سواء في داخل مصر أو خارجها ويتجسد معنى القوة الناعمة كما يطرح مثقفون مصريون أفكارا جديدة لدعم الثقافة السينمائية.
وكان وزير الثقافة الدكتور جابر عصفور قد افتتح أمس الأول السبت الدورة الـ 18 للمهرجان القومي للسينما على المسرح الكبير للأوبرا بينما تألقت السينما المصرية في المغرب الشقيق بمشاركة زعيم السينما المصرية عادل إمام في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش والحفاوة الكبيرة التي حظى بها من جانب الشعب المغربي الشقيق فيما منح جائزة النجمة الذهبية تكريما لمسيرته الفنية الثرية، كما شهدت القاهرة افتتاح مهرجان سينمائي آخر للأفلام القصيرة.

كبار نجوم السينما المصرية   جعلونا نفتخر بمصريتنا

كما تجلى معنى السينما كقوة ناعمة في قول الدكتور جابر عصفور أثناء افتتاحه المهرجان القومي للسينما : هناك دول كثيرة ثرية وتمتلك قدرات عالية لكننا كدولة نمتلك أكثر منهم كما وكيفا، والدليل على ذلك أسماء وصور كبار نجوم السينما المصرية الذين جعلونا نفتخر بأننا مصريون .. مؤكدا أن مصر ستبقى حاملة لشعلة التنوير، ولن تتخلى أبدا عن رسالتها الفنية.
وبينما قال عادل إمام ليلة تكريمه في مراكش إنها حقا من أسعد اللحظات في حياتي كان لثريا جبران وزيرة الثقافة المغربية السابقة أن تصفه بأنه أسطورة حية للسينما المصرية بشهادة العالم..أنه أمام السينما العربية بلا منازع .
ونوهت بأن هذا الفنان المصري العظيم مؤمن بالحياة والحرية والتفاؤل والتحدي في أحلك الظروف فيما كان الآلاف من المغاربة قد احتشدوا في ساحة جامع الفنا التاريخية بمراكش لمشاهدة فيلم زهايمر هاتفين باسم الفنان المصري العربي الكبير الذي لم يتمالك دموعه أمام شلالات الحب التي غمرته .
وكان فيلم الفيل الأزرق للنجم المصري كريم عبد العزيز قد عرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي الدولي، وبالتزامن مع افتتاح المهرجان القومي للسينما بالقاهرة كان مهرجان قرطاج السينمائي يختتم في دورته ال25 بتونس مانحا جائزته الأولى لفيلم عمر للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد كأفضل فيلم في المسابقة الرسمية كما حصل هذا الفيلم على جائزة أفضل سيناريو.
وفي الوقت ذاته، كانت ضاحية مصر الجديدة القاهرية الأنيقة تشهد بسينما نورماندي افتتاح الدورة الرابعة لمهرجان كام السينمائي الدولي للأفلام القصيرة والتسجيلية والتي تستمر حتى يوم الخميس المقبل، وقال رئيس المهرجان المخرج علاء نصر إن هذه الدورة مهداه لروح المخرج العظيم سعيد مرزوق الذي رحل في شهر سبتمبر الماضي.ويشارك في هذه الدورة التي تعرضت لعراقيل كادت أن تتسبب في إلغائها 90 فيلما من نحو 27 دولة فيما اختيرت الصين كضيف شرف المهرجان الذي يقام هذا العام تحت شعار حورس..الرؤى .

  أفكارومقترحات
 
ومع كثافة المهرجانات والفعاليات السينمائية في تلك الأيام من نهاية العام بشتاء القاهرة قد يرى البعض عن حق أهمية طرح أفكار جديدة بشأن الأنشطة السينمائية في صيف عاصمة مصر المحروسة إلى جانب مهرجان الإسكندرية الدولي الذي يستضيفه الثغر السكندري صيف كل عام.
 ومن هذه الأفكار ما يمكن استعارتها من باريس مدينة النور التي تتحول ساحاتها في الصيف إلى شاشات تعرض روائع الأفلام في الهواء الطلق وتحت ضوء القمر على نحو لفت اهتمام المخرج والناقد السينمائي المصري صلاح هاشم وبصورة تثير مقارنات بين هنا وهناك. وتلك الأنشطة الصيفية التي تحول باريس اإلى شاشة لعرض الأفلام تتولى تنظيمها دار الأفلام الفرنسية السينماتيك الفرنسي ومحافظة باريس فيما يوضح صلاح هاشم أن الفيلم يعرض في ميدان ما بعد وضع عدد محدود من الكراسي داخل حديقة في الميدان وتجلس أغلبية الجمهور على العشب لمشاهدة الفيلم.
فهل يمكن للقاهرة أن تتحول في شهر أغسطس إلى شاشة كبيرة لعرض الأفلام للمصريين في الهواء الطلق بكل ما يعنيه ذلك من رفع للمستوى الثقافي ناهيك عن الترفيه الحميد ؟!.. وهل يأتي اليوم الذي تنصب فيه الشاشات الكبيرة بميادين القاهرة في ضوء القمر على غرار الشاشات التي تنصب في الشانزلزيه أو الكونكورد بالقرب من المسلة المصرية وبقية ميادين باريس ليتمتع البشر بروائع الفن السابع؟!.
يقول صلاح هاشم في طرح بمجلة الهلال : لما لا نجربها في بلادنا وتكون فرصة لنشاط جديد متميز للمركز القومي للسينما من خلال إقامة عروض ليلية مجانية للجمهور في الحدائق العامة في حر الصيف ؟! .. لافتا إلى أن هذه الفكرة تنطوي على إعادة اكتشاف روائع الأفلام المصرية القديمة العظيمة بالأبيض والأسود في أعمال صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وتوفيق صالح وبركات وغيرهم والتذكير بإلحاح على الإنجازات العظيمة والملهمة للسينما المصرية. ولا ريب أن السينما المصرية تسعى جاهدة رغم معوقات عديدة لتقديم أعمال جيدة ووفية لتراث سينمائي عظيم فيما تتوالى الأجيال وتتواصل على نحو شكل شعارا للمهرجان القومي الحالي للسينما.

جوهر السينما

 وإذ كانت النجمة المصرية ليلى علوي من بين أبرز الحضور من نجوم السينما العربية والأفريقية في مهرجان قرطاج وضمت لجنة التحكيم لهذا المهرجان المكونة من ستة أعضاء الممثلة المصرية منة شلبي فقد تساءل عادل إمام بإعجاب في مراكش ما هذا الاختراع الرائع، السينما العظيمة التي دخلنا في أعماقها ومن خلالها أحببنا الخير وكرهنا الشر، رأينا الطباع الإنسانية الجميلة وألقينا وراء ظهورنا ؟! فإنه كان في الواقع يتحدث عن جوهر السينما أو الفن السابع .
ونوه إمام السينما العربية بأنه قادم من بلاد الفن فيها متأصل من أيام الفراعنة معيدا للأذهان أن السينما المصرية هى أم السينما العربية فيما يتجه مهرجان مراكش حثيثا لمنافسة أكبر مهرجانات السينما العالمية فيما كان الدكتور جابر عصفور يؤكد بدوره في القاهرة أن مصر بكل هذا الكم من إعلام الفن لا يمكن أن تهزم أمام قوى الظلام .
ولئن كانت النجمة الفرنسية ايزابيل ادجاني هى رئيسة لجنة التحكيم بمهرجان مراكش فإن المخرج المصري سمير سيف تولى رئاسة المهرجان القومي للسينما بالقاهرة الذي جاء تحت شعار من جيل لجيل نتواصل وأهدى لروح الفنانة صباح ويتنافس فيه 124 فيلما يمثل ختام المهرجانات السينمائية المصرية لهذا العام.
وبمناسبة مئوية المخرج السينمائي المصري العظيم صلاح أبو سيف عرض فيلم القادسية في افتتاح هذا المهرجان الذي يستمر حتى 12 ديسمبر الحالي وهو فيلم من إخراجه عن قصة للأديب المصري المنحدر من أصل يمني علي أحمد باكثير وحوار محفوظ عبد الرحمن وبطولة عزت العلاليلي و سندريلا السينما العربية الراحلة الباقية سعاد حسني .
وأعرب المخرج سمير سيف عن تفاؤله بمستقبل صناعة السينما المصرية .. منوها في هذا السياق بما لمسه من اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم هذه الصناعة الثقافية المصرية الهامة فيما كان مثقفون مصريون قد شعروا بالارتياح حيال نتائج وجوائز مهرجان القاهرة السينمائي الأخير معتبرين أنها عبرت عن انتصار مصر للإبداع بغض النظر عن المواقف السياسية أو جنسيات الفائزين .

وكان الدكتور جابر عصفور قد أعرب عن سعادته بمغزى منح جائزة الهرم الذهبي لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال36 للفيلم الإيراني ميلبورن وكذلك حصول خالد أبوالنجا على جائزة أفضل ممثل.
ولا جدال أن حرية الإبداع شرط لا غنى عنه لازدهار السينما المصرية التي تشكل أحد أهم عوامل القوة الناعمة لمصر ومن هنا فقد رحب العديد من المثقفين بحكم محكمة القضاء الإداري الذي قضى مؤخرا بوقف قرار بمنع عرض فيلم حلاوة روح بصرف النظر عن أي مآخذ على هذا الفيلم وهى مآخذ كثيرة وجوهرية.
وهكذا قال الدكتور وحيد عبد المجيد إن الفيلم رديء هابط المستوى يسيء إلى الفن لكنه ليس وحده فقد أدى التجريف الذي تعرضت له مصر على مدى عقود إلى تدهور في مختلف المجالات بما فيها صناعة السينما غير أنه لفت إلى أن اللجوء للحظر ليس الحل لأنه يكرس الأزمة بل يفاقمها فضلا عن أنه يرتبط عادة بتقييد الحريات بوجه عام فيما لم تعد مصر تتحمل المزيد من التقييد .
ورأى عبد المجيد أن أجواء الحرية كفيلة بأن تتفتح فيها زهور جديدة وإطلاق طاقات مبدعة كامنة وهذه الزهور الجديدة هى التي ستطرد الفن الرديء الهابط من السوق تدريجيا ولكن من خلال التنافس الحر في أجواء ينتصر فيها الإبداع على الإسفاف .
وبقدر ما كشف الجدل حول فيلم حلاوة روح الذي كان قد تقرر منع عرضه مؤقتا في سياق مواجهة موجة من الأفلام الهابطة عن انقسامات عميقة عبرت عنها طروحات وأراء في الصحف ووسائل الإعلام فإنه أثار أسئلة ثقافية عميقة وحالة استنفار بين كثير من المثقفين دفاعا عن الإبداع الحقيقي ورفضا للانهيار الأخلاقي.
من بين هذه الأسئلة كما يكشف عنها الجدل المستمر في الصحف ووسائل الإعلام هل هى أزمة سينما أم أزمة مجتمع وتردي الذوق العام أم أن هناك علاقة جدلية بين الأزمتين كما هى العلاقة المعروفة بين البنية الفوقية والبنية التحتية للمجتمع ؟!.. وهل تعبر موجة الأفلام المصرية الأخيرة حقا عن المجتمع المصري أم أنها تخرب دعائم هذا المجتمع بقدر ما تسيء لتاريخ وعراقة السينما المصرية ؟!.
وهل الأزمة ترجع في أحد جوانبها لخفة الموازين الثقافية للقائمين على صناعة السينما المصرية في راهن المرحلة أو الذين تصدروا هذا المشهد واعتبروا بنوع ظاهر من المن أنهم ينقذون صناعة السينما من الانهيار بإنتاج أفلام هابطة بالمعايير الإبداعية الفنية ولكنها تحقق إيرادات عبر إثارة الغرائز بالعري والعنف الجسدي واللفظي؟.
وإذا كانت الدعوات تصاعدت من جانب العديد من المثقفين المصريين لوضع حد لموجة الأفلام الهابطة وسط حالة من الحسرة الظاهرة على التراجع المخيف في نوعية ومستوى الأفلام المصرية بعدما اقتحم الهجامة محراب الفن فذلك لا يعني الحجر والمنع كما يحاول البعض أن يصور الأمر!.

تماما كما أن أحدا لا يريد أو يتمنى أن يخسر أي منتج أمواله في السينما وإلا فإن الإنتاج السينمائي لن تدور عجلته ولن تظهر المزيد من الأفلام وستتعرض شريحة في المجتمع المصري مرتبطة بصناعة السينما لأضرار مؤكدة .. لكن السؤال هل الربح يقترن دائما بالإسفاف وانحطاط الذوق أم أن الكثير من الأفلام الجيدة والحاملة لأفضل القيم حققت الكثير من الأرباح كما يشهد تاريخ السينما في مصر والعالم؟!.
ويقول الشاعر والكاتب فاروق جويدة حرية بلا مسئولية انفلات وفوضى..وإبداع بلا هدف أخلاقي مغامرة غير محسوبة النتائج وجريمة في حق الإنسان .
وكانت أستاذة الاجتماع الدكتورة سامية الساعاتي قد أشارت إلى أن البعض من الذين يقدمون هذه الأفلام الهابطة يدافعون عنها بكل قوة بحجة الإبداع فيما تساءلت : لماذا أدمر أخلاقيات شعب بالكامل في سبيل تحقيق إيرادات كبيرة ؟!.
وفي إشارته لفيلم حلاوة روح أشار جويدة إلى أن الفيلم الهابط سقطة من مئات السقطات ولكن هناك كيانا ثقافيا وفكريا وحضاريا تهدده الآن غابة من العشوائيات المتوحشة التي تقودها فصائل من تجار القبح وسماسرة العبث وأوشكت أن تقضي على تاريخ طويل من الفن والإبداع الجميل .
وذهب معلقون إلى أن الفيلم الذي أشعل الجدل الحالي بعد قرار وقف عرضه مؤقتا هو فيلم رديء منسوخ من فيلم إيطالي جيد لأن مشاهده الخارجة كانت موظفة في سياقها الدرامي وتعبر عن منظور ثقافي يخص أصحابه ولا يمت لنا في مصر بصلة كما اعتبر بعضهم أن قرار المنع أضفى على هذا الفيلم أهمية لا يستحقها فيما تبدو هذه الموجة من الأفلام أبعد ما تكون عن السينما المصرية في مسيرتها المديدة التي شهدت أفلاما صنفت ضمن الأفلام العالمية.
والسينما المصرية قدمت في عصرها الذهبي نجوما مازال العالم يتذكر إبداعهم الفني وحضورهم الطاغي بل أن أحدهم وهو عمر الشريف البالغ من العمر الآن نحو 83 عاما ترك بصمة لا تمحى في الثقافة الغربية وداخل هوليوود على حد تعبير مارلون براندو عراب السينما الأمريكية الراحل وأحد أعظم ممثلي القرن العشرين أما المخرج الأيرلندي جيم شيريدان فقد اعتبر أن عمر الشريف يبقى بلا جدال أهم نجم سينمائي قدمه العالم العربي للدنيا كلها .
السينما المصرية - كما تقول ذاكرتها الموثقة - حققت منذ ثلاثينيات القرن العشرين مكانة فنية وثقافية بارزة لمصر في محيطها العربي والإقليمي والقاري بل أن الفيلم المصري كان موضع ترحيب في دور العرض السينمائي بدول مثل فرنسا واليونان وإيطاليا وبريطانيا والنمسا وألمانيا وسويسرا وحتى البرازيل.
والمشهد السينمائي المصري الراهن يستعيد عافيته بعد أن بدا شاحبا حتى قياسا على أفلام تقدمها دول عربية آخرى بينما بدت تيمة البلطجي والراقصة والمطرب الشعبي التي تشكل قوام موجة الأفلام الهابطة ظالمة لإبداعات وأفكار وخبرات السينمائيين المصريين وخاصة الجيل الشاب في صناعة كانت يوما ما من أهم مصادر الدخل القومي للبلاد ويقدر عدد العاملين حاليا في هذه الصناعة بنحو 300 ألف شخص.

وبعد أن كان متوسط الإنتاج السنوي يزيد على 40 فيلما في سنوات ماضية لم يتجاوز عدد الأفلام التي أنتجت عام 2013 ال15 فيلما والكثير منها ينتمي لما يعرف بالأفلام الهابطة بينما شكلت الأفلام التي تنتمي لما يعرف بالسينما المستقلة وتنتج بميزانيات محدودة نوعا من الرد الإبداعي البناء على تلك الموجة من الأفلام التجارية الهابطة.
وبين يناير 2011 ويونيو 2013 تأثرت السينما المصرية كثيرا بحالة الفوضى التي اصطنعها البعض وإهدار الفرص للنمو الاقتصادي بشعارات تعبر عن حالة زاعقة للمراهقة الثورية والانتهازية الإخوانية فيما تتحرك السينما المصرية حثيثا منذ ثورة 30 يونيو لاستعادة عافيتها وفاء لتاريخ مديد وعظيم.
فالفن لا يجوز اختزاله في راقصة ذات عبث مسعور..وتاريخ السينما المصرية لا يجوز تقديمه على طبق من ذهب للرقص العاري وزهزهة الساقين والوجه الهماز اللماز وكل صنوف الكذب ونزق المال المستوطن في العيون الشبقة لمزيد من أوراق البنكنوت مع كل فيلم هابط !.
السينما المصرية الآن يمكن بالفعل أن تقدم إجابة ثقافية إبداعية لتحديات جسيمة في الواقع وتعيد الاعتبار لسينما تحمل اسم مصر وثقافتها وقيمها وإبداعها..فالمجد للإبداع رغم انطباق الليل أحيانا وسطوة الجهل في بعض الأحيان!...مهما طال الدرب لابد من مجيء الفرح ببرق إبداع مشتعل!.

عن - بوابة الفجربقلم أ.ش.ع وبتاريخ 8 اغسطس 2014

عن مدارس " الوهم " في بلنا بقلم صلاح هاشم. فقرة من كتاب " نزهة الناقد. التفكير المعاصر في السينما " .


عن مدارس " الوهم " في بلدنا
فقرة من كتاب " نزهة الناقد.التفكير المعاصر في السينما 
تحت الطبع

بقلم


صلاح هاشم

خطرعلى بالي مع انتشار بعض الجمعيات والمدارس السينمائي الخاصة أو العامة التي تدعي أنها قادرة على منح البعض شهادات لكي يصبحوا بموجبها مخرجين أو نقاد سينمائيين وبيفهموا، أن من يصدق هذا الهراء، أو يشارك في نشره، يساهم في استشراء جهلنا، وتخلفنا، والاستهزاء بقيمة العلم الحقيقي والعلام، ففترة الثلاثين سنة من حكم مبارك والخراب الثقافي الذي إستحدثته لم تطرح ابدا اي من الدكاترة أو الأساتذة الذين يستحقون شرف هذا الكلمة وعن استحقاق. لأنه لايوجد ألان المعلم المثقف الموسوعي والقامات الفكرية الشامخة من أمثال د.لويس عوض ود. طه حسين ود. الحسين فوزي ود صقر خفاجة وفاطمة موسى ومجدي وهبة وغيرهم . فقد كانوا معلمين عظماء بجد، وقامات فكرية كبيرة، تربينا في حضنها. ومع احترامي لكل دكاترة الجامعات المصرية ، لم أجد منذ عودتي، وذلك أيضا وعلى مايبدو منذ وقت طويل، لم أجد ولم ألتق ولحد الآن أي دكتور أو أستاذ في الجامعة، وفهمت مما يقوله أي شيء.
واسألوا طلاب الجامعة أنفسهم، بعد أن صارت المدارس و الجامعات في بلدنا بلا تعليم وعلم ، بل مجرد.. " تلقين " عبثي ، ولا يفضي الى شيء، بالمرة ، ومجرد " مسكنات " و تطمينات وهمية خادعة، بأن التعليم على مايرام ، وأدي مصر ، وشكرا لكل الاغاني في حب مصر بلدنا. ولعلك تفهم ما أقوله.
وأردت من التحذير من الوقوع في شراك المعاهد والمدارس المذكورة وهى مجرد تجارة أن أنوه بقيمة العلم والتعليم، وكيف انهما تبدلا وبشكل خطير جدا ، فنحن لم نعد نتحدث حين نتحدث عن التعليم، والنهضة نتحدث عن نفس الأشياء، ولذلك انقطع " الحوار " بيننا. وفي غياب القضية واختلاط المفاهيم، واستشراء الفساد والنصب والنهب العلني لحقوق الآخرين، صرنا لا نعلم عما نتحدث بالضبط ونعيش فكريا حالة الضبابية و" الغيبوبة " الفكرية والثقافية والفنية التي نعيشها الآن .
نحن بحاجة في مصر بالفعل الى " ثورة " في التعليم ، على خطى رفاعة رافع الطهطاوي، الذي لم نستفد كاملا من تجربته في " تربية البنات والبنين ".

 بحاجة الى مشروع ثقافي رسمي نهضوي، وأن يشارك الشعب فيه ،والتخطيط له بوعى، فيؤخذ رأيه، ومشاركة كل الكوادر والكفاءات المصرية التي درست وتعلمت وتعيش في الداخل أو الخارج، والاستفادة من علمها وفكرها وإلا صارت حياتنا الى عبث.
 

وحيث أن الارادة الشعبية في مصرخلال السنوات الأربعة الأخيرة أظهرت انها كانت سباقة، حتي على رجال الحكومة والنظام - فهي تطلب مثلا أن يتم القصاص وبسرعة، في حين تتباطأ أحياناالحكومة، ويمضي وقت، قبل أن تسارع الى التنفيذ والتطبيق
كما كانت تلك الارادة VOLINTE أو العزيمة - نسبة الى الفيلم  المصري المعروف- سباقة في فرض خياراتها بحريتها بشأن تجديد " التعليم " في بلدنا. لذا لابد من مشاركة الناس في وضع خطة للنهوض بالتعليم في بلدنا، فمصر محتاجة الى " عقليات " جديدة .عقليات فكرية وثفافية وفنية في جميع المجالات.
كما أردت من ذلك التحذير بخصوص " بعض "  المعاهد السينمائية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، التي تبيع لك " الوهم "، أن أنوه بأن تلك الشهادات " الباطل " التي تمنحها، لاقيمة لها بجد، ولا تستطيع ان تصنع لنا ناقدا أو مخرجا فنانا .
لماذا ؟ .
لأن  "الاخراج " كما مارسته، وبعد أن درسته في الخارج، هو " تجربة " تلخص  " أوديسة " حياة، و" فلسفة حياة " كاملة. 

ولأن النقد السينمائي يحتاج الى "المثقف الموسوعي" الذي يفتقده شباب الحاضر الآن في بلادنا..

صلاح هاشم

كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس
مؤسس مهرجان " جاز وأفلام " للموسيقى في السينما
مؤلف كتاب " السينما العربية خارج الحدو د" الصادر حديثا عن الهيئة العامة للكتاب ومجموعة " الحصان الأبيض " قصص قصيرة .

الأحد، فبراير 22، 2015

لكي يستمر الغناء بقلم صلاح هاشم






                                   لكي يستمر الغناء
بقلم 
 صلاح هاشم



أول مرة اليوم الأحد، تظهر الشمس اليوم في مصر، وتسطع بقوة . بعد يومين من المطر، وعواصق التراب، والخوض في الأوحال. لعلها تحتفل معنا-قلت لنفسي - بنجاح إنطلاقة مهرجان " جازوأفلام " الوليد. وقد كانت أم كلثوم بطلته ، وتجمعت القلوب عندها وحولها، لكي يستمر " الغناء ". قدرنا كمصريين، أن يستمرالغناء، و أن لانركع لأحد. قدرنا أن لايملي علينا إرادته أحد، حتى ولو بسفك الدماء، لنعيش بالطريقة التي تعجبه، ومع أم كلثوم، سيستمر الغناء : حبيب قلبي وافاني في ميعاده، ونول بعد ماطول..بعاده. خبيب قلبي وافاني ...
                                       عذرنا أن في وجهنا نظر

 
من درويش مر في السكة على رأس سدر، على البحر الأحمر، في سكة سيناء وشرم الشيخ، الى صاحب الضيافة الكريمة الذي استضافنا عندهم. اتصلت بك هاتفيا لأقول لك انني ليس " قادم قريبا ؟ " ياشيخ العرب،  أيها البوذي الجميل، بل اني في مصر بالفعل ، وأريد أن نلتقي ، كي اقرأ عليك تأملاتي في رأس سدر، بجوار البحر، وأصف لك فقط تلك اللحظات الجميلة التي عشتها: تجربة السباحة في الخليج، والعناق مع المطلق، والولوج الى داخل المياه من دون وجل. لابد انها  كانت كما عشتها وعشقتها،  تلك" الطمأنينة" حقا، التي نجمعنا مع السحب، في واحد، وتجعلنا في لمح البصر، وعلى غقلة، ننتبه،فنتصالح مع أنفسنا والكون والعالم. كل التقدير من درويش مر في الطريق على رأس سدر، وشاركنا فرحتنا. إن عشقنا، عذرنا ياحبيبي أن في وجهنا نظر ياجميل..