الخميس، نوفمبر 06، 2014

" فاكهة غريبة " في كتاب " نشأة وتطور موسيقى الجاز في أمريكا والعالم . التابع ينهض " لصلاح هاشم

فاكهة غريبة تشدو بها حنجرة بيلي هوليداي


" ثمار غريبة "

قصيدة في كتاب " نشأة وتطور موسيقى الجاز في أمريكا والعالم. التابع ينهض "
لصلاح هاشم


قبل ان يحصل الزنوج الافارقة في امريكا على حقوقهم المدنية في نهاية فترة الستينيات وبعد تاريخ طويل من الكفاح والنضال، كانت عصابات الامريكان البيض القذرة التابعة لجماعات الكلوكلوسكلان العنصرية الفاشية للسادة البيض تضطهدهم ،وتعاملهم مثل الحيوانات الضالة النجسة 


بل وكانت تعلق لهم المشانق بعد حرقهم وذبحهم ، وتجعل جثثهم  تتدلي من على الشجر لتكون عبرة للعبد الزنجي المختطف من افريقيا إن ارد أن ينهض،  ويطالب بحريته، وقبل أن يفتح فمه، أو ينطق بحرف.
حتي أصبحت مناظر جثث السود المحروقة التي تتدلي من على الشجر بعد شنقهم " لترويع وترهيب السود ، "ظاهرة" في الجنوب الامريكي العنصري، LYNCHAGE  - من سحل بشع وتمثيل مرعب بالجثث - مما دفع مدرس امريكي يدعى ابيل ميروبول الى ان يكتب هذه القصيدة بعنوان " فاكهة غريبة " STRANGE FRUIT عن تلك الجثث التي تتدلي من على الشجر، والتي تشدو بها حنجرة مغنية الجاز الامريكية السوداء العظيمة بيلي هوليداي، وتعتبر احد أعظم الاغنيات في تاريخ القرن العشرين، وتاريخ موسيقى الجاز في العالم، وتقول الاغنية القصيدة :


فاكهة غريبة
 


ماهذه الفاكهة الغريبة التي تحملها أشجار الجنوب ! دماء على الشجر، ودماء على الجذور! ، يالها من فاكهة غريبة من الجثث السوداء التي تتأرجح في نسيم الجنوب. ثمار غريبة، تتدلي من الشجر المحبوب.

ياللمشهد الريفي في الجنوب الشجاع، بتلك العيون المثقوبة والفم الملتو، حين تهب رائحة ثمار المانوليا الحلوة الطازجة المنعشة، فإذا برائحة الجلد المحروق تصعد فجأة. 
ثمار تلتقطها مناقير الغربان،ويلملمها المطر، وتمتصها الريح ،وهي تتعفن في المطر، فيلفظها  الشجر. ياله من حصاد مر حقا،.. وغريب! ..

فقرة من كتاب " نشأة وتطورموسيقى الجاز في أمريكا والعالم . التابع ينهض " لصلاح هاشم ، تحت الطبع

ليست هناك تعليقات: