الاثنين، نوفمبر 17، 2014

مهرجان القاهرة السينمائي 36 ..لكي يظل السرجاني بيننا ؟ بقلم صلاح هاشم

مهرجان القاهرة السينمائي 36 ..لكي يظل السرجاني بيننا ؟ 



بقلم


صلاح هاشم







من ندوات توقيع الكتب والابحاث، من اصدارات المهرجان في الدورة 36 التي حضرتها، احب أن أشيد هنا بندوتين حضرتهما ، وشاركت بمداخلة في الثانية : ندوة تدشين وتوقيع كتاب عن المرحوم المثقف المصري الكبير وصاحب الضمير خالد السرجاني - التقيت به لأول ولآخر مرة ، في حفلة عرض خاصة لفيلم " فتاة المصنع " لمحد خان ، وقبل خروج الفيلم للعرض في قاعات مصر. وكان السرجاني مهتما جدا بالحصول على نسخة من كتابي الصادر آنذاك في شهر يونيو عن المركز القومي للسينما في مصر بعنوان " الواقعية التسجيلية في السينما العربية الروائية " ليكتب عن الكتاب،  ويعرض له في صفحة جريدة "الاهرام" المخصصة للكتب ، والتي كان يحررها بنفسه، وكنت التقيت به في تلك المناسبة في صحبة الناقدة والمونتيرة صفاء الليثي، وبمجرد أن لمحني السرجاني تركها فجأة،  وركض باتجاهي مسرعا ،ومن دون حتى ان ينبه صفاء، الى انه ذاهب! وقد احببت في تلهفه على الحصول على نسخة  من الكتاب ذلك " التقدير غير المعلن " الذي يكنه لي..
 والجميل ان خالد يشعرك بذلك، لأنه كما سوف تكتشف من بعد ،قد قرأ لك كثيرا ،ويتابعك في سفرك وتنقلاتك ، ويبحث عنك دوما في ماتكتبه، عن القيم التي تنحاز لها وعن قناعاتك
 ، ولو ان احدهم حظى باهتمام وتقدير انسان ومثقف كبير مثل السرجاني، وكما فعل هكذا معي، لكان اعتبر ذلك " هدية محبة " من السماء، فحين يهتم بك شخص محترم في مقامه وثقافته الموسوعية ، ويوسع بذلك من دائرة الفضوليين والمهتمين  بما تكتب، وكيف تكتب، أي طريقة الكتابة ايضا وأسلوبك،فيشعرك ان همومك هي أيضا همومه، ومعركتك ايضا هي معركته ،على درب التنوير، فلابد أن تبتهج وتفرح  ، ولذلك كنت سعيدا جدا حين قابلت خالد السرجاني وكنت اقرا له، ومعجب بكتاباته في جريدتي الاهرام والمصري اليوم، اي اننا كنا نعرف بعض، وحتي قبل ان نلتقي، وكنا أصحاب وأصدقاء منذ زمن، الى ان سنحت لنا اخيرا فرصة اللقاء

ولذلك اندهشت وحزنت عندما قرات خبر وفاته الذي صدمني جدا وهزني وقد تأثرت جدا في تلك الندوة لتوقيع كتاب " خالد السرجاني. المثقف. المحترف . المحتج . 1960 - 2014 " من اعداد الاستاذ الكاتب ابراهيم منصور
تأثرت بالكلمات التي قيلت عنه ، وشعرت مع بعضها كما في كلمة الاستاذ الكاتب الناقد أسامة عرابي ، شعرت كما لو أني كنت كاتبها وخيل الي في التو ، انني ايضا - يا إلهي ! - أعرفه

ثم تعجبت واندهشت أكثر ، حين ناولت منصور نسخة من الكتاب ،وطلبت ان يكتب لى إهداء ، وقلت له اسمي صلاح هاشم ، ولم اكن اعرف منصور او التقيت به من قبل ، لكني كنت اقرأ له ، فقال لي، أو هكذا خيل الي إن أهلا أستاذ صلاح هاشم، كان السرجاني بيكلمني عنك، ثم كتب لي ابراهيم منصور الإهداء التالي: الى الناقد العظيم والاستاذ صلاح هاشم ، ليظل السرجاني بيننا " !!
 ..مصر بخير، ومهرجان القاهرة السينمائي 36 بخير،  لأن السرجاني يقينا لم يفارقنا قط، ومازال يعيش بيننا.
 
 
**
أما عن الندوة الثانية فلنحدثكم عنها في الغد، والمقصود هنا من خلال الحديث عن الندوتين،  أن يكون بمثابة " تحية "  الى  ادارة مهرجان القاهرة السينمائي الجديدة برئاسة الناقد سمير فريد 
التي حققت لنا من خلال أكثر من 17 كتب وأبحاث صدرت مع هذه االدورة 36 التي تعتبر " علامة فارقة " في تاريخ المهرجان، بل وتاريخ كل المهرجانات السينمائية في مصر،وسوف يؤرخ ..ويوثق لها من بعد ، حققت أقصي أحلامنا وطموحاتنا في أن

يتاسس في مصر مهرجان سينمائي حقيقي،  ويسعى الى أن يكون " مؤسسة " لنشر ثقافة السينما والتنوير، وبحيث لاتتحقق له كينونته ويترسخ،  إلا عندما يوظف السينما ليس فقط

للمتعة ، بل لأن تكون أيضا كما يقول المفكر والمخرج الفرنسي جان لوك جودار أداة " تأمل " و " تفكير " في مشاكل عصرنا ، ومتناقضات مجتمعاتنا الانسانية، وسكة الى " أندلس جديدة "..


ليست هناك تعليقات: