الأربعاء، نوفمبر 12، 2014

باب الوداع لكريم حنفي في القاهرة السينمائي (36) محاولة سينمائية جسورة بقلم صلاح هاشم




باب الوداع في مهرجان القاهرة السينمائي( 36)
 محاولة سينمائية جسورة
لقطة من فيلم باب الوداع
 
بقلم

صلاح هاشم


فيلم " باب الوداع " لكريم حنفي الذي عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي 36 وهو الفيلم المصري الوحيد المشارك في المسابقة، الذي شاهدته  في المهرجان بالأمس، وأعجبت به مع الكثير من التحفظات، أعتبره محاولة سينمائية جسورة، لكنها محاولة فهمناها، وشعرناها، واستسلمنا لها عن طواعية ،وشاركنا بطل الفيلم مأساة الفراق وحزن الأم بالطبع لكننا صبرنا عليها ايضا كثيرا، واحترمناها - ويحسب هنا للجمهور المصري صبره واحترامه للفيلم - غير ان تلك المحاولة الجسورة كانت طويلة جدا، وربما بأكثر مما تستحق، و..مملة

ولذلك كانت أيضا بالنسبة لي مؤلمة، لأنها.. بقت وظلت تدور في حلقة مفرغة، ولم تتطور الى الامام لكي تصنع فيلما طويلا ،ووقفت عند حدود التجريب والاستغراق الممل في" شاعرية الصورة " جمالها وحسنها كي تجعلنا يقينا نطلق صيحات الاعجاب.. أوه يالسحر الفوتوغرافيا !.. وأوه يالروعة الاداء والتمثيل، وأوه.. يالجمال الموسيقى في الفيلم، و نستمتع

 لكن أي فيلم روائي طويل لايمكن أن يصبح  "مجموعة صيحات اعجاب" فقط ، لكي يحركنا ويؤثر فينا، بل يجب ايضا في اعتباري، ان يحمل هما، وتكون له قضية..

 لأن الشاعرية الجميلة التي نحبها، مسألة " شكلية " اي متعلقة بشكل الفيلم فقط، وليست مسألة" جوهرية" أساسية ، تعني بالاثنين، بمحتواه وشكله معا ، اي في ما أحب أن أطلق عليه بـ " شموليته الفنية " ..

  ولأن  " شاعرية الصورة " تلك، لاتستطيع وحدها أن تصنع فيلما،لأنها  وقفت في الفيلم عند  أول إشارة مرور " جمالية بحتة ،حتى جعلت  ذلك الحزن في الفيلم يفقد عمقه وتأثيراته العميقة على الروح . وقفت " محلك سر " وانشغلت بالتجميل و التجويد والتلوين ، لكنها فقدت " الجوهر " الضروري في الفيلم، ووقعت في التكرار الخواء الممل بتجريديتها ،وكان يمكن لهذه " المحاولة السينمائية الجسورة" أن تخلص وتنتهي في 10 أو 15 دقيقة .

وقد أعجبت جدا بموسيقى الفيلم، ووجدتها مطرزة بحرفية عالية مرهفة، وموظفة للتراث الغنائي الروحاني في مصروبكل ماله من دلالاته العميقة ،وبخاصة ربما عند المصريين بكل هذا التراث الغنائي عندنا  الذي لايحكي إلا عن ألم  الموت والفراق، و الحزن لفقدان الحبيب. ذلك الحزن التاريخي الأول ربما الذي تلبسنا وصار سمة من سمات الشخصية المصرية، .. حزن أمنا جميعا إيزيس ( أم المصريين ؟ )  بفقدان اوزوريس،  في الاسطورة الفرعونية القديمة ، وبكل امتداداته وتجلياته في حياتنا الآن والى أخر الزمن ...

صلاح هاشم

ليست هناك تعليقات: