الجمعة، يناير 25، 2008

نظرة علي فيلم هي فوضي بقلم هشام لاشين



نظرة علي فيلم

هي فوضي

بقلم

هشام لاشين



مظاهرات وديسكو وتطرف واغتصاب وحلقه ذكر اقرب للزار .. فساد وتستر وسلخانات تعذيب داخل أقسام الشرطة .. فوضي وعفن وصراع مكتوم من اجل تغيير واقع مزري يشكل ملامحه حزب حاكم ورموز غاشم فاسدة .. تلك ابرز مفردات اخر أفلام المخرج العجوز الشاب يوسف شاهين (هي فوضي) قبل ان تصر الاجهزه الرقابية في مصر علي أضافه علامة استفهام بعد العنوان ليصبح المعني منفيا بدلا من ان يكون مثبتا ومؤكدا ولكن الجمهور بعد دخول الفيلم ورغم حذف مشاهد وعبارات أخري رأت الرقابة أنها تحرض علي الثورة لايشعر بعلامة الاستفهام بل يصبح متأكدا من حقيقة واحده وهي ان حجم الفوضى والفساد قد وصل الي قمته وانه أمام فيلم تحريضي من الدرجة الأولي رغم خطأه الكبير في تحويل رمز السلطة الي مجرد مريض نفسي أو مهووس يقترب بدرجه ما من شخصيه (قناوي) الشهيرة والتي قدمها يوسف شاهين في بداياته في تحفته (باب الحديد) .

وفيلم (هي فوضي) الذي كتب له السيناريو والحوار (ناصر عبد الرحمن) هو الاجرأ في تاريخ السينما المصرية السياسية والاجتماعية المعاصرة فبعد تواري جيل الثمانينيات من مخرجي موجه الواقعية الجديدة في مصر ظهرت سينما تهرب من النقد الي الضحك والجنس والتهريج حتى النخاع وكانت تظهر محاولات طفيفة هنا أو هناك لذر الرماد في العيون لكن الرقابة برئاسة رجل يقول عن نفسه انه مستنير هو علي ابو شادي كانت لهذه المحاولات بالمرصاد كما حدث مع فيلم (ظاظا رئيس جمهوريه) وأمام إصرار وقوه يوسف شاهين تراجعت الرقابة هذه المرة عده خطوات ربما مضطرة واكتفت ببعض المشاهد وعلامة استفهام ساذجة لم تفلح في محو رسالة فيلم تحريضي يقدم فاصلا طويلا ومرعبا مما يحدث في مصر الآن.

في فيلم شاهين يعود مخرجنا الي عالمه الأثير في الشارع وبين الناس أو الجموع كما يحب ان يطلق عليهم .. انه يتجاوز مرحله السيرة الذاتية التي سرقته بعيدا لسنوات ليعود الي منطقته ( الأرض والعصفور والاختيار وعوده الابن الضال وباب الحديد) انه يقدم شهادته علي العصر بالطريقة المحببة له ولنا ففي أول مشاهد الفيلم وعبر استهلالات عديدة يختلط فيها التسجيلي بالدرامي سوف نري واحده من اصخب وأروع المشاهد المصورة لمظاهرات الكتل البشرية التي يحاصرها الأمن وتطيح بها قوات الأمن المركزي ويختلط فيها الحابل بالنابل لتصبح الفوضى هي العنوان والمستهل قبل ان يختم بها نفسها فيلمه حين تندفع الجموع الهادرة نحو قسم الشرطة التي شهد كل التجاوزات لتقذفه بالحجارة ولتصبح هي المطاردة لأمين الشرطة والذين يحمونه بدلا من ان تكون هي المطاردة المنسحقه تحت أقدام وبيادات جنود الأمن المركزي .. انه الحلم أو الأمل الذي طالما حلم به شاهين وغيره رغم انه لم يتحقق يوما ( ثوره الجموع بهدف التغيير).

والفيلم يحكي عن (حاتم) أمين الشرطة بقسم شبرا ( واختيار القسم هنا اختيارا جغرافيا مقصودا حيث كان هذا المكان قصرا للأمير عمر طوسون في عصر ماقبل الفوضى) وهو يقطن في حي شعبي وجار( لنور) الحسناء ابنه بهيه وهي شابه تعمل بالتدريس في مدرسه ناظرتها هي وداد أم وكيل النيابة الشاب التي تهواه نور ويدعي شريف .. ويستعرض الفيلم فساد أمين الشرطة المحمي بمأمور القسم المهزوز نسبيا والمرتبك مع عدم تقدير واضح لحجم المسئولية وحاتم الأقرب الي (حاكم بأمره) في دوله الفوضى يفعل كل أنواع التجاوزات وفي وضح النهار بدءا من التنكيل بالمعتقلين السياسيين ونصب سلخانات التعذيب الجماعي لهم وانتهاءا بالرشوة والابتزاز قبل ان يضيف السيناريو بعدا نفسيا للشخصية الأقرب للسيكوباتيه حيث يتلذذ بالتعذيب وفرض نفوذه بأي ثمن حتى يصل للذروة مع قيامه باغتصاب نور التي أحبها بطريقته الخاصة وحاول بذلك ان يستولي عليها من وكيل النيابة الشاب وهو يضطر للانتحار في النهاية بعد حصار القسم والجماهير وتضييق الخناق حول جرائمه .. وفي سياق هذه الحكاية تتجلي الفوضى ويبدو النقد مباشرا كما في توجيه النقد لنظام التعليم وللخوف المتربع داخل الناس من أي رمز للشرطة دون اعتراض علي تجاوزاته وابتزازه لهم معظم الوقت وينتقد الفيلم أيضا ثقافة الدجل والشعوذة وكذلك الجهل وسيطرة الحزب الوطني .. ولكن يقدم في المقابل رموزا نمطيه علي طريقه (بهية) التي هي مصر التي تقاوم وتحرض وتتصدي ونور هي الاخري امتدادا لشخصيه ماجدة الرومي في عوده الابن الضال وشريف هو وكيل النيابة الشريف الذي يتصدي لفساد حاتم وان كانت المواجهة هنا تذكرنا بمواجهه ليست ببعيدة حدثت مؤخرا بين الشرطة والنيابة اثناء ضرب احد القضاة والتحرش به ولازالت تداعيات هذا النوع من المواجهه غير المعلنة بين السلطة القضائية والسلطة التنفيذية تلقي بظلالها علي الإحداث في مصر المعاصرة .

علي جانب اخر تفرض المباشرة والصخب نفسه علي معظم مشاهد الفيلم وهو الأسلوب الذي يتبناه المخرج خالد يوسف والذي وضع شاهين اسمه بجواره علي الفيلم ليؤكد علي دوره خصوصا وان شاهين مريض وكبير السن فالنبرة الصاخبة والإفراط في مشاهد من نوعيه وجود لافته المعارض الناصري (حمدين صباحي) في الخلفية أو مشهد رمز الإخوان الذي يتحدث بالفصحى وحتى مشاهد العاهرات في السجن وحمص الشام علي كورنيش النيل كلها كلاشيهات لخالد وان كانت بعيده عن أسلوب يوسف الأكثر نعومه وفنا .. ربما لهذا السبب يصبح هي فوضي مزيجا بين اسلوبين الأول يميل للرمز والفن الساحر الغامض أحيانا والثاني أكثر شعبيه وبساطه وربما فجاجه .. ولكنه علي أي حال ليس خليطا منفرا أو رديئا فأن كانت الجرأة تكفيه فهناك أيضا أضاءه رمسيس مرزوق صاحب المعالجة البصرية البسيطة والواقعية المتناغمة مع أحداث الفيلم مع تمييز أضاءه شقه حاتم المرتبطة بقتامته النفسية كما لانلحظ أي فرق بين التسجيلي والمصور للفيلم في مشاهد المظاهرات وديكور حامد حمدان مناسب لأجواء العمل وموسيقي ياسر عبد الرحمن مكرره ولكنها مناسبة وأداء الممثلين في أفضل صوره خصوصا خالد صالح ذلك الممثل الداهية والذي صار نجما وغول تمثيل لهذا العصر بكل المقاييس خصوصا مع شخصيه مركبه وصعبه بحجم (حاتم) كذلك منه شلبي التي تتطور يوما بعد يوم وهاله صدقي التي ارتبطت بابنها بمشاعر يختلط فيها الاوديبيه بالامتلاك والارتباط النفسي المركب كذلك احمد فؤاد سليم وعمرو عبد الجليل يوسف الشريف وكيل النيابة المأزوم مع امرأة متحررة ثم تحوله تجاه نور بعد فقد الجنين وممثل المواجهة بين العدالة والقانون ثم المونتاج الذي تدفق في النصف الأول ثم ترهل في المنتصف وعاود تدفقه في النهاية .. باختصار نحن بصدد فيلم جريء في زمن ولت فيه السينما الجريئة حتى وان شابه بعض القصور الفني والصخب الزائد فهو في النهاية شهادة علي عصر الفوضى .. فإذا شاهدت مظاهرات متقنه ورقصه محبوكة في صالة ديسكو أو علي كوبري في باريس أو حتى القناطر .. إذا شاهدت جموعا هادرة وانين المهزومين وصرخة تطالب بالتغيير فتأكد انك أمام فيلما ليوسف شاهين حتى وان بدت بعض التهتهه في الحوار أو الرؤية أو انضم مخرج اخر مثل خالد يوسف .

الأربعاء، يناير 23، 2008

مهرجان افلام من الخليج

لكل سينماه


ضمن احتفالات العربى باليوبيل الذهبى

افلام مختارة ونخبة من السينمائيين فى اسبوع افلام من الخليج .

ضمن احتفالات مجلة العربى باليوبيل الذهبى ينظم نادى الكويت للسينما اسبوع

( افلام من الخليج ) فى الفترة من 3 الى 7 فبراير 2008 , ويتضمن الاسبوع عرض افلام مختارة روائية وتسجيلية طويلة وقصيرة من دول مجلس التعاون الخليجى , كما يستضيف الاسبوع نخبة من السينمائيين من مختلف الدول العربية .

من الافلام التى ستعرض خلال الاسبوع الفيلم العمانى ( البوم ) من اخراج خالد الزدجالىوهو الفيلم العمانى الروائى الاول . وفيلم ( حكاية بحرينية ) من اخراج بسام الزوادى الذى حاز على التقدير النقدى والجماهيرى فى اكثر من ملتقى ومهرجان , هذا اضافة الى العديد من الافلام الروائية والتسجيلية القصيرة من الامارات والسعودية وقطر والكويت ومن هذة الافلام ( مرايا الصمت ), و ( 500 كيلو سينما ) و( طفلة السماء ) و( نساء بلاظل و( الغبنة ) و( عصافير القيظ ) و( شرق ) وغيرها من الافلام الخليجية التى حازت خلال العامين المنصرمين على فرصة العرض والحصول على جوائز فى العديد من المسابقات والمهرجانات العربية والعالمية . كما سيعرض فى اليوم الختامى الفيلم التسجيلى االجديد ( قصيد سيمفونى ) للمخرج الكويتى حبيب حسين , وعلى هامش الاسبوع تقام ندوات لمناقشة الافلام المعروضة والحديث عن سينمات دول مجلس التعاون الخليجى المختلفة . كما تقام ندوة رئيسية يشارك فيها ثلاثة من مدرء المهرجانات السينمائية العربية داخل وخارج منطقة الخليج . وهم مسعود امراللة ود . خالد الزدجالى و د . خالد شوكات اضافة الى المخرج السعودى عبداللة العياف والناقد البحرينى حسن حداد . ويستضيف الاسبوع ايضا الفنانة فاطمة عبد الرحيم والفنانة مريم مريم زيمان .

يقام هذا الحدث السينمائى الخليجى الممير بدعم كامل من مجلة العربى والتى صرح رئيس تحريرها د . سليمان العسكرى بان الفضاء الخليجى يستحق ان تكون له سينما خاصة تستحضر تراثه وتوثق تاريخه وتواكب انتقاله من عصر الى عصر .وان حرص العربى على هذة التظاهرة ياتى من رسالتها التى تشجع الفنون ومن صدرها الرحب لكل التجارب العربية فى الثقافة .


السبت، يناير 19، 2008

بساط اخضر في مهرجان الفيلم العربي 8 في روتردام


خالد شوكات

خالد شوكات رئيس مهرجان روتردام للفيلم العربي

بساط اخضر لضيوف الدورة الثامنة


اختارت الدورة الثامنة لمهرجان الفيلم العربي بروتردام الهولندية والتي ستقام في الفترة من 18 الي 22يونيو القادم فيلم هي فوضي للمخرج يوسف شاهين للعرض في حفل افتتاح هذا الحدث السينمائي بينما سيكون الفيلم المغربي لولا للمخرج نبيل عيوش ضيف شرف حفل الختام
ستشتمل فعاليات المهرجان، فضلا عن المسابقات الأربعة الخاصة بالأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة، والأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، على مجموعة من البرامج الخاصة، من بينها ما سيتعلق بتكريم بعض الشخصيات السينمائية العربية البارزة، وأخرى ستعنى بمعالجة مواضيع بعينها، عادة ما تكون مرتبطة بقضايا عربية ساخنة كما سيستمر المهرجان في تنظيم قافلة السينما العربية الاوربية في 7 مدن هولندية للتعريف بصناع الفن السابع
صرح بذلك الدكتور خالد شوكات رئيس المهرجان الذي يزور القاهرة حاليا لترتيب المشاركة المصرية في هذة الدورة واضاف انه تم ترشيح فيلمي جنينة الاسماك اخراج يسري نصر اللة وسيناريو ناصر عبد الرحمن وبطولة هند صبري وباسم سمره وحين ميسرة لخالد يوسف للمشاركة في مسابقة الافلام الطويلة بينما جاري اختيار الافلام الروائية القصيرة والتسجيلة بالتعاون مع المركز القومي للسينما وعدة جهات مصرية اخري
واوضح انه لاول مرة في تاريخ هذا الحدث سيتم مرور ضيوف الدورة علي بساط اخضر كرسالة سلام الي العالم المشتعل سياسيا اضافة الي انة دعوة للحفاظ علي الموراد الطبيعة من الاندثار بسسب تنامي ظاهرة الاضرار بالبيئة والاثار السلبية لما يعرف بظاهرة الاحتباس الحراري
كما يتضمن برنامج هذة الدورة الاحتفاء بمئوية عرض اول فيلم وطني مصري لتختتم روتردام الاحتفالات المختلفة بهذة المناسبة التي يقيم لها المهرجان ايضا استفتاء خاص عن اهم 5 افلام روائية طويلة عرضت خلال ال 25 سنة الاخيرة من خلال مجموعة من النقاد المصريين والعرب مع العملعلي اصدار كتاب تذكاري بهذة المناسبة ليكون ثاني اصدارات المهرجان بعد كتاب محفوظ عبد الرحمن عميد الدراما العربية من تاليف الامير اباظة كما ستقام ندوة فكرية بهذة المناسبة واوضح شوكات انه ايضا سيتم مناقشة قضية الجدار العازل الذي تقيمة اسرائيل حاليا وسيتم عرض مجموعة من الافلام التي تناولت هذة الظاهرة مع اقامة ندوة لمناقشة هذة الظاهرة
وعن لجان التحكيم قال شوكات انة تم حتي الان توجيه الدعوة إلى كل من نائب رئيس مهرجان مراكش السينمائي الدولي ومدير المركز السينمائي المغربي نور الدين صايل، والمخرجة المصرية هالة خليل الفائزة بجائزة الصقر الذهبي للأفلام الروائية الطويلة عن فيلمها قص ولصق، والمنتجة التونسية درة بوشوشة.
كما سيجري الإعلان أيضا عن تغيير إسم المؤسسة حيث ستحمل إسم " مؤسسة فيلم من الجوار"، بينما سيحافظ الحدث على إسمه المعروف "مهرجان الفيلم العربي في روتردام".
على صعيد متصل، تجري اتصالات مكثفة لتشكيل مجلس إدارة جديد للمؤسسة المنظمة للمهرجان، مع مجموعة من الشخصيات السينمائية والثقافية، ويتوقع أن يعلن قريبا عن تركيبة المجلس الجديد،
و كشف شوكات عن التوصل إلى اتفاق شامل مع مؤسسة "الجسر" في روتردام، وهي مؤسسة ثقافية هولندية تعنى بتنمية الثقافة المغربية في هولندا، يقضي بإدماج "مهرجان الفيلم المغربي في روتردام "سينمار"" في إطار أنشطة مهرجان الفيلم العربي ابتداء من سنة 2009، ليتحول بذلك إلى برنامج سنوي خاص بالسينما المغربية، ويبقى من الناحية التنظيمية والمالية تحت إشراف مؤسسة "الجسر"، التي يرأسها الناشط المغربي محمد الصغير.
ويذكر أن مهرجان الفيلم المغربي اقيميت دورتة الخامسة خلال الفترة " من 28 نوفمبر إلى 2 ديسمبر 2007"، انتظام فعاليات دورته الخامسة، والتي اشتملت لأول مرة على مسابقة للأفلام الروائية الطويلة، شاركت فيها ستة أفلام مغربية جديدة
وقال شوكات انه هذا الاندماج جاء لمواجهة التحديات التي ستواجه المهرجان خلال السنوات القادمة، وسعيا إلى ضخ دماء جديدة ،والانفتاح على أفكار ومقترحات مختلفة،
واوضح شوكات ان فكرة تأسيس وإطلاق مهرجان متخصص في السينما العربية جاءت منطلق السعي إلى تأسيس فضاء للحوار بين العالم العربي وأوروبا، تكون قاعدته السينما باعتبار انها لغة عالمية تفهمها جميع الشعوب وستكون مقدمة جيدة لحوار هادئ ومتزن لترسيخ مجموعة من القيم والمبادئ المطلوبة في هذا التوقيت بذاته، لبناء علاقات صحية بين ضفتي المتوسط، هذا من جهة ومن جهة أخرى وجدنا أن الوجود العربي في هولندا عليه أن يساهم في إثراء وإعطاء شكل إيجابي للمجتمع الهولندي والأوروبي بوجه عام وإثراء الواقع الثقافي الأوروبي بما يكرس الطبيعة التعددية لهذا الواقع.
ويضيف شوكات أن أوروبا الآن رفعت شعار مجتمع متعدد الثقافات، ولا يزال الوجود العربي والإسلامي له طابع سلبي، فكيف لنا أن نحول نحن المثقفين العرب هذا الوجود من واقعه السلبي المشبع بالعنف والتطرف وكراهية الآخر والانغلاق حول الذات، إلى واقع إيجابي منفتح على الآخر ومتفهم ومتسامح معه، فهذه الإشكالية من هموم مؤسسي المهرجان وهي تصحيح الأحكام المسبقة التي تحكم نظرة الأوروبيين الغربيين للعرب وهناك الكثير من الأحكام المسبقة التي أعتقد أن السينما تستطيع أن تعالجها.
وعن معايير اختيار الاعلام المشاركة قال شوكات ان المهرجان يعكس الواقع السينمائي خلال السنة الماضية ابتداءً من يوم ختام الدورة السابقة الى قبل شهرين من الدورة المقبلة فالمهرجان لا يضع افلاماً وانما يعرض الانتاج السينمائي العربي لذلك فجودة الافلام المعروضة تعتمد بالاساس على الانتاج السينمائي في تلك الفترة.. ومنذ اكثر من ثلاث سنوات استطعنا استقطاب جميع الافلام التي نرغب في عرضها وكانت استجابة المخرجين والمؤسسات مطلقة في هذا المجال وما يميز مهرجان الفيلم العربي في روتردام عن المهرجانات النظيرة هو عرض الافلام الجديدة فقط في المسابقات الخاصة بالمهرجان.. وهناك عادة طريقتان لاختيار الافلام اولاً الجولة في المهرجانات العربية والدولية المختلفة وثانياً الاعتماد على ترشيحات مجموعة مستشاري المهرجان المتوزعين في مناطق مختلفة من العالم اضافة الى ان العديد من المخرجين والمؤسسات تبعث بأفلامها للمشاركة
لاننا نسعي ان نجد شخصية مستقلة عبر اتباع قدرمعقول من الاحتراف والمهنية خاصة مع ازديادعدد المهرجانات السينمائية التي ربما غدت اكثر عدداً من الافلام ذاتها لذا تجد ان هذه الافلام ذاتها متواجدة في اكثر من مهرجان خاصة واننا لدينا ما يميزنا عن المهرجانات النظيرة في اوربا او بلدان المهجر هو المسابقات الرسمية وعدد الضيوف المشاركين حيث يرافق جميع الافلام الروائية والوثائقية مخرجوها وتتم في الغالب فرصة مناقشتهم مع الجمهور.. كما يحضر المهرجان بعض الشخصيات السينمائية من الصحفيين المتخصصين والنقاد وممثلي المهرجانات السينمائية العربية خاصة نحن فيما يتعلق بمجال السينما العربية المهرجان السنوي الوحيد في العالم الذي يحوي مسابقة وكذلك انتظام في عقد دوراتهم
مع احترامنا الكامل للمهرجانات النظيرة والجادة مثل مهرجان بينالي السينما العربية في باريس الذي يعد الاقدم من بين هذه المهرجانات ولكنه يقام كل سنتين وتوقف الان كذلك مهرجان بينالي السينما العربية في ايطاليا ومهرجان السينما العربية في سان فرانسيسكو ومهرجان بروكسل للسينما العربية الذي تأسس بالتعاون معنا فضلاً عن مهرجانات اخرى اقل شاناً
ولو تفحصنا كل هذه المهرجانات لتبين الفرق الواضح بيننا وبينها للاسباب المذكورة آنفاً. وقد اضحت روتردام عاصمة للسينما العربية كما اضحت على خارطة الاعلام العربي كما لم تكن في اي وقت من فقد كتب عن المهرجان خلال دوراته الماضية ما يزيد عن الفي مقال في صحف ومجلات ومواقع انترنت عربية وغيرها من القنوات التلفزيونية
واضاف شوكات نحن متوجهون ايضا للجمهور الهولندي المتعدد الثقافات والأعراق. نحن جزء من الجمهور الهولندي. العرب الموجودون هنا مواطنون هولنديون. ومهرجان الفيلم العربي هو لكل الهولنديين من جميع الأصول والأعراق اضافة الي العرب المسلمين الذين يمثلون شريحة اقتصادية واجتماعية متعبة ومرهقة وتعاني من مشاكل خاصة بالمجتمع الهولندي ولذالا بد من أن تقوم بعض المشاريع الثقافية من قبيل مهرجان الفيلم العربي لإعطاء عناية أكبر لهذه الشريحة من باب الارتقاء بمستواها إلى المستوى العام الذي عليه المجتمع. واشار شوكات ان هذا الحدث يعالج الحضور العربي الباهت والضعيف في مهرجان روتردام السينمائي الدولي وهذا لايتناسب مع حجم الانتاج السينمائي العربي ولا يتناسب أيضاً مع مكانة السينما العربية والعالم العربي، وبالتالي لا يتناسب مع احتياجات الحوار المفروض أن يكون بين العالم العربي وأوروبا على وجه الخصوصة لذا جاء مهرجان الفيلم العربي كمشروع ثقافي قام على فكرة النضال من خلال الفيلم داخل الأقلية العربية والمسلمة في هولندا من أجل أن تكون هناك فسحة للأفكار المنفتحة وللحوار والتسامح، في مقابل المشاريع الأخرى التي تتحرك في الفضاء العربي المسلم في هولندا وفي أوروبا، التي هي مشاريع تركز على الكراهية والحقد والانغلاق والعداء بين الحضارات وغير ذلك
واوضح رئيس مهرجان الفيلم العربي بروتردام ان الهيئة الإدارية للمهرجان قامت خلال اجتماع تقييمي لفعاليات الدورة السابعة التي انعقدت في شهر يونيو الماضي، ولمسيرة المهرجان بشكل عام منذ انطلاقه سنة 2001، بإعادة هيكلة تركيبتها على النحو التالي:تسمية محمد أبوليل، الشاعر والناشط الفلسطيني، رئيسا شرفيا للمهرجان، بدلا من محفوظ عبد الرحمن، الكاتب والسيناريست المصري الكبير، الذي طلب إعفاءه لتكريس سنة حميدة في مجال إدارة التظاهرات الثقافية العربية، وذلك تقديرا واعترافا بالجهود الكبيرة التي بذلها أبوليل في مرحلة تأسيس المهرجان وتأكيد موقعه كأحد أهم الفعاليات الثقافية العربية في أوربا.مع تكليف الدكتور خالد شوكات بمهام رئاسة المهرجان، وتسميته رئيسا للمهرجان.وإقرارتعين الناقدالعراقي انتشال التميمي مديرا فنيا للمهرجان.مع ضم كل من محمد الناجح النوري وعادل أبوبكر الي عضوية الهيئة الإداريةمع ترشيح شخصيات سينمائية بارزة يجري التفاوض معها لشغل مواقع في إدارة المهرجان، وذلك إلى أجل أقصاه نهاية شهر مارس القادم
وستسعى إدارة المهرجان الجديدة إلى القيام بإجراءات إصلاحية عديدة خلال الأشهر القادمة، لإعطاء دفعة جديدة للعمل السينمائي العربي المهاجر، ولضمان استمرارية المهرجان كفضاء سنوي متميز للتعريف بالمميز من الإنتاج السينمائي العربي، و كجسر دوري للحوار الثقافي بين العرب و الغرب
المهرجان الذي ولد منذ عدة سنوات على أيدي ثلاثة من المثقفين العرب المقيمين في هولندا وهم الدكتور خالد شوكات رئيس المهرجان حالياً وهو تونسي الأصل، بالإضافة إلى أنه مدير البرنامج الثقافي العربي في هولندا وهي مؤسسة تعنى بالدفاع عن الهوية الثقافية والحضارية للأقلية العربية في هولندا، والصحفي العراقي انتشال التميمي والمثقف والناشط الفلسطيني محمد أبو ليل.
يمنح المهرجان جائزة الصقر الذهبي لأفضل فيلم روائي طويل و8 جوائز مالية كبرى لدعم الانتاج السينمائي العربي, يعتبر المهرجان من أبرز الأنشطة الثقافية العربية في الخارج فهو يعتمد لغة الحوار في طرح القضايا بين العالمين العربي والغربي ويعتمد لغة السينما كلغة مؤثرة وحية


الجمعة، يناير 18، 2008

الرحلة في الادب العربي.سعيد الراقي



الجمعية المغربية للبحث في الرحلة



كتب- سعيد الراقي

في إطار لقائها الشهري المعتاد، ضيف الشهر، استضافت الجمعية المغربية للبحث في الرحلة الباحث الأكاديمي المغربي شعيب حليفي من خلال كتابه الرحلة في الأدب العربي. وذلك بمشاركة الباحثين مليكة نجيب وإبراهيم حجري.

وقد التأم هذا اللقاء، زوال يوم الثلاثاء 15 يناير 2008 بقاعة محمد حجي التابعة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية أكدال الرباط، جامعة محمد الخامس. وترأسه بوشعيب الساوري الذي أشار إلى المكانة التي يحتلها الضيف في الدرس الجامعي والدرس الرحلي خصوصا وأنه من بين أبرز المشتغلين بالنص الرحلي في الوطن العربي.

وكانت مليكة نجيب(باحثة وقاصة) هي أول متدخلة بورقة عنونتها ب"قراءة في كتاب الرحلة في الأدب العربي" قراءة احتفائية ركزت على عتبات الكتاب، وخصوصا عتبة الغلاف وعتبة العنوان. بخصوص الأولى حللت الباحثة حجم الغلاف والألوان المستعملة فيه واللوحة المزينة له وذلك في علاقة مع محتوياته وكذلك في علاقة بفعل الرحلة وبجنسها. أما بالنسبة للعتبة الثانية والتي خصت العنوان، فقد حاولت فك مفاصل العنوان ودلالاته وإشكالاته، فكلمة رحلة تطرح إشكالية التجنيس ومدى انفتاحها على خطابات أخرى. وعبارة في الأدب العربي تحيل على إشكالية هوية النص الرحلي. ثم عرضت لتبوبيب الكتاب. وختمت مداخلتها بالإشارة إلى أهمية الكتاب ومكانته في الدرس الرحلي المغربي.

ثم تدخل إبراهيم الحجري(ناقد وباحث) بورقة موسومة ب"كتاب الرحلة في الأدب العربي تأملات في المنهج والمنهجية" (قرأها بالنيابة عنه الباحث أحمد بوغلا)استهلها بالإشارة إلى مكانة شعيب حليفي في المجال المعرفي والعلمي. ثم أطر الكتاب في مسعى التنظير للنص الرحلي. كما أشار إلى المنطلقات المنهجية للباحث في علاقته بالأبحاث الأكاديمية السابقة ومدى تقاطعه معها ،مؤكدا أن شعيب حليفي قد غيب منهجا واضحا، وذلك في تلميح منه إلى صعوبة تناول هذا الجنس المخاتل، وهو تكتيك من الباحث، فتراوح بين عدة مناهج، لم يقيد نفسه بأي منهج... فنزع إلى الشمولية انسجاما مع النص الرحلي الذي يتقبل عدة مداخل منهجية شمولية. وخلص إبراهيم الحجري إلى أن كتاب الرحلة في الأدب العربي يتميز بسبع خصوصيات وهي: النمذجة، الانتقائية، الموضعة، التخلل، التبيئة، التحيين والتأسيس.

كلمة شعيب حليفي الختامية استهلها بالإشارة إلى أهمية التواصل بين المؤسسات الثقافية والباحثين وفي استمرار البحث العلمي، معتبرا أن عمله ليس سوى لبنة من لبنات الدرس الرحلي الذي يعود الفضل فيه للجامعة المغربية التي جعلت النقد المغربي ممنهجا وهو الذي يفسر قوة الدراسات الرحلية المغربية.

في نفس الإطار، تحدث شعيب حليفي الى أن الباحث المغربي يتميز بمكسب وهو الجمع بين البعد الأكاديمي والبعد النقدي، وهو ما تسعى اليه (الجمعية المغربية للبحث في الرحلة)من خلال برنامجيها العلمي والثقافي وتجميع جهود كافة الباحثين في هذا المجال من كافة التخصصات والحقول المعرفية. ثم ختم شهادته بطرح سؤال حول: ما هي آفاق البحث الرحلي؟ كيف نتعامل مع الرحلة في شوط ثالث من البحث؟

وتم اختتام هذا اللقاء بنقاش مفتوح كان من توصياته:

- قراءة المنتوج النقدي الأكاديمي وتقييمه من أجل استشراف مستقبل البحث الرحلي.

- ضرورة الانفتاح على الرحلة من والى إفريقيا.

- نمذجة الرحلات المغربية.

- انفتاح الدرس الرحلي على الدراسات الثقافية.


الأربعاء، يناير 16، 2008

هي فوضي..فيلم منطقي بلون الواقع بقلم عماد النويري



( هى فوضى ) فيلم منطقى بلون الواقع

بقلم عماد النويري


قبل الكتابة عن هذا الفيلم كان لى ان احدد من هو المخرج الحقيقى ؟ خاصة ان يوسف شاهين ( 82 عاما ) وللمرة الاولى يكتب اسم مخرج اخر معه بعد ان قدم للسينما العربية عشرات الافلام التى حقق بعضها نجاحات كثيرة على المستوى الجماهيرى والنقدى على راسه ( صلاح الدين ) و( الارض ) قبل ان تستهويه سينما الؤلف والبحث عن الذات . ومعنى ان يصر شاهين على مشاركة مخرج اخر احدى اعماله فان ذلك يعنى اعترافه بان المخرج خالد يوسف قام بجهد كبير فى تحقيق الرؤية وتنفيذ الفيلم . لكن من ناحية اخرى فان خالد يوسف كلما تعرض للسؤال عن طبيعة مشاركته وحجم انجازه فانه بتواضع شديد يؤكد ان الصانع الحقيقى هو شاهين وان الاخير قد اصر على وضع اسمه بجانب اسمه وهذا شرف كبير يحظى به التلميذ من الاستاذ .
واذا تاملنا العلاقة الوثيقة والوطيدة بين شاهين وخالد يوسف سنجد انهما يتشاركان فى العديد من الرؤى , وقبلها تشاركا فى اكثر من عمل قبل ان ينطلق خالد يوسف ويقدم ( العاصفة ) ذلك الفيلم الذى وضعه فى دائرة الاهتمام . ويمكن القول ان افكار خالد يوسف وثقافته ووجهة نظره عن الحياة كانت قريبة – ومازالت - الى حد كبير من ثقافة وافكار شاهين عن دور الفن واهداف السينما , وفى الوقت ذاته كانت مدرسة شاهين هى البنية الاساسية و المناسبة التى ساعدت على صياغة وتطوير ادوات خالد الاخراجية . من هنا فان السؤال عن مخرج ( هى فوضى ) الحقيقيى هو نوع من ( تحصيل الحاصل ) لاننا فى النهاية نتعامل مع مدرسة اخراجية عتيقة لها اصولها وطقوسها وملامحها , وكل ذلك تاسس على مر نصف قرن اويزيد .

نماذج وتجسيد

فى ( هى فوضى ) نحن بصدد حركة متدفقة من الصور التى تدور داخلها العديد من الاحداث . ويجسد الاحداث مجموعة متناقضة ومتشابهة من الشخوص ويحرك الشخوص مجموعة متناقضة ومتضاربة من الدوافع الداخلية والخارجية . وفى طريق ليس مفروشا بالورد يتم عرض نماذج من البشر تجسد الى حد كبير هؤلاء الذين يعيشون فى قلب الشارع المزدحم الذى يعج بالحب والكراهية , وعلى ضفافه يعيس المهمشون فى بؤس واحتياج , وفى قلب الشارع يتم تجاوز كل القوانين , بعد ان اصبحت تلك القوانين فى يد قلة فاسدة مستعدة دائما لبيع ضمائرها بابخس الاسعار .

حاتم هو الشخصية المركزية والمحورية فى قصة وسيناريو ناصر عبد الرحمن ويبدو من ملامحه انه تجاوز الاربعين لكن مازال قلبه ينبض بشدة لابنة الجيران التى تعمل مدرسة وقلبها مشغول بابن مديرة المدرسة الذى يعمل وكيلاا للنيابة . منذ المشهد الاول اذن قد تم تقديمنا كمشاهدين الى نوع الصراع الدرامى المنتظر الذى يتمحور حول مثلث العشق الشهير حيث يتصارع رجلان حول امراة والعكس يحدث احيانا . والقراءة الاولى للشخصية ستقودنا ايضا الى التعرف الى اوجة الاختلاف واوجة التشابة التى ستصنع المفارقة الدرامية فى مابعد , فحاتم ونور يتشابها ن فى خضوعهما لطبقة واحدة ومكان واحد لكنهما يختلفان تماما عن بعضهما البعض من حيث درجة النقاء والطهارة .

وحش غاضب

امين الشرطة حاتم فى القراءة الاولى للفيلم هو مجرد مواطن بسيط تيتم منذ الصغر وعانى من الوحدة والجوع والفقر وتربى ونشأ فى بيئة لم يشعرا ابدا من خلالها وفى محيطها بالامان والطمانينة . فى سلك الشرطة هناك الفرصة الذهبية لحاتم لكى يحل عقده الكثيرة التى تشكل نفسيته المريضة فهو سادى يقوم بتعذيب الطلبة المقبوض عليهم بشكل غير قانونى انتقاما من حرمانه من التعليم , وهو يضرب بعرض الحائط كل القوانين من اجل المال لعله يعوض به مافاته من حرمان , وهو يتعثر كطفل صغير ويجعلنا نتعاطف معه عندما يعشق المدرسة الصغيرة نور لعلها تعوضه بعض الحنان الذى افتقدة باليتم . وعندما ترفضه نور يتحول الى وحش غاضب ومعذب ويحاول الانتقام لفشله فى تحقيق الامل الوحيد الذى ملك عليه حياته عسى ان يعيد اليه توازنه .

فى قراءة ثانية وعلى المستوى الثانى فان حاتم هو رمز للكثير من الاشخاص الموجودين الان فى المجتمع المصرى وفى اغلب المجتمعات العربية هؤلاء الاشخاص الذين استطاعوا ان يخترقوا منظومة القانون الغائب بفعل غياب المرجعيات السياسية والثقافية والدينية وانشغالها بامور تحقق وجودها واطماعها .

وفى غفلة هذا القانون استطاع حاتم ومن يجسدهم اللعب بالقانون من اجل تحقيق مصالحهم الخاصة . فى الفيلم وفى الواقع , وفى عز النهار لايتوانى حاتم عن تقاضى ثمن فسادة علنا من خلال مبالغ من المال يفرضها على من يرغب فى تخليص مصالحه . وفى عز النهار لايتوانى من هو اكبر منه فى سلك الشرطة فى الشهادة معة لتبرئته من تهمة اغتصاب نور . انها منظومة فاسدة مترابطة تحافظ على وجودها ومصالحها .

الفيلم السيناريو اجاد فى رسم شخصية نور الداخلية والخارجية واجاد ايضا فى صنع تاريخ لها مناسب كواحدة من بنات الجيل الحالى تخرجت من الجامعة كدارسة للغة الانجليزية ولاتعرف كتابتها او نطقها بشكل صحيح . وهى صريحة وقوية ونقية لذلك فان ارتباطها بمديرة المدرسة يمكن تبريرة بسهولة , ويمكن ايضا تبرير رغبة هذة المديرة لتزويج البنت لابنها وكيل النيابة . وشخصية الام جاءت لتجسد صورة من بقايا الطبقة الوسطى التى انحسرت بفعل متغيرات المجتمع . وفى ظل الفساد الذى استشرى وفى ظل انحسار بل واختفاء الطبقة الوسطى التدريجى تصبح مديرة المدرسة وكانها كان على شك الانقراض ان لم ينقرض فعلا فهى امينة على ذكرى زوجها وترفض زواج ابنها من ابنة احد الاثرياء لان ذلك لايتناسب مع القيم التى تربت عليها . وفى تصويره للشخصيات الثانوية لعلنا نتذكر شخصية ام نور التى يمكن اعتبارها معادل موضوعى لشخصية بهية التى تكررت اكثر من مرة فى افلام يوسف شاهين ونذكر هنا تواجدها الطاغى فى فيلم ( العصفور ) . اما شخصية ابن مديرة المدرسة فقد جاءت لتجسد الجانب الاخر من الصراع , وهى شخصية متوازنة قادرة على اتخاذ القرار فعندما شعر وكيل النيابة ان حياته غير متكافئة مع خطيبته لم يتردد فى انهاء العلاقة وعندما ارتبط بنور كان قادرا كرجل شجاع الوقوف بجانيها وحمايتها بقدر المستطاع رغم وقوعها كضحية بائسة فى يد الشقى المعذب حاتم . وناتى الى حاتم الذى الذى اجاد السيناريو تصويره ليجعل منه ظالما ومظلوما وجلادا وضحية فى الوقت ذاته . ورغم كرهنا الشديد لما يفعل حاتم فانك لاتملك الا ان تتعاطف معه وترثى لموته كبطل تراجيدى وهذة هى المصيبة الكبرى !! رغم مشهد ثوة الشارع فى نهاية الفيلم ورغم صحوة الناس وهجومها على مركز الشرطة كنوع من التعبير عن الغضب فان الموت الماساوى لحاتم بانتحاره لم يدع الفرصة الكافية للمشاهد لكى يدين سلوكيات حاتم وجرائمه وكان كاتب السيناريو وربما يوسف شاهين وربما خالد صالح رفضوا معا اختزال الادانة فى شخص فرد حتى يتم توجية الادانة الى المنبع والى من هم وراء حاتم .

مناطق القوة

فى الفيلم ( الفن ) طبعا يمكن التوقف عند العديد من محطات التميز ولعل اول هذة المحطات واهمها هو اختيار الممثلين وادارتهم فقد اجاد خالد صالح الذى يتاهل ليصبح واحدا من اهم نجوم العام فى تجسيد شخصية حاتم لدرجة كبيرة وكان هو الانسب للدور , واستطاع توظيف ادواته الدخلية والخارجية ونجح فى ااضاءة مناطق الضعف ومناطق القوة فى الشخصية لدرجة مذهلة . ومع تقلبات الشخصية وتحولاتها تنقل خال صالح ببراعة الفاهم والواثق والدارس لكل هذة التحولات . وفى تجسيدها لشخصية نور تالقت منة شلبى واجادت ومن المؤكد ان هذ ا الفيلم يضعها فى مصاف النجمات الكبار للفترة المقبلة . و يعيد الثنائى يوسف شاهين وخالد يوسف اكتشاف هالة صدقى كممثلة موهوبة ذاكرة انفعالية عامرة بالمشاعر والاحاسيس ولاننسى هالة فاخر فى دور ام نور . وهناك اشارة ايضا الى الممثل الذى قام بتجسيد شخصية وكيل النيابة . ومع تالق الشخصيات فى ادوارها هناك اشارة ايضا الى الممثلين فى الادوار الثانوية والى الكومبارس الذى ساعد على اضفاء لون الواقع والحقيقة على مايحدث امامنا على الشاشة , والفضل هنا يعود ايضا الى مخرجى الفيلم والى احدى سمات مدرسة شاهين فى تشكيل اللقطة العامرة دائما بالحركة الموظفة . ويمكن ايضا الاشارة الى مهندس الديكور الذى اضفى بذوقه الكثير على الامكنة وماتمثله بالنسبة للشخصيات .

قديعجب بعض المشاهدين بفيلم ( هى فوضى ) باعتباره واحدا من اكثر افلام يوسف شاهين تماسكا , ومن الممكن ان يعجب البعض الاخر هذا الفيلم نيتجة ارتباطه المباشر بواقع الحياة الان وبحالة الحراك الاجتماعى والسياسى التى يمر بها المجتمع المصرى . ومن المهم عند تفسير النجاح الكبير الذى يحققه الفيلم على مستوى شباك التذاكر ان نتذكر ان هناك بعض الاعمال الفنية وفى لحظة تاريخية معينة تاتى وكانها تعبر بصدق وبمنطق عن واقع الحال .

الخميس، يناير 10، 2008

باحب السيما في تونس



باحب السيما في تونس

ينظم نادي سينما " التياترو " في تونس العاصمة عدة عروض سينمائية في شهر يناير 2008 ، بعنوان " تذكرة الي السينما "، فيعرض يوم 14 يناير فيلم " ياحب السيما " للمصري أسامة فوزي، وفيلم " صندوق عجب " للتونسي رضا الباهي يوم 21 يناير ، وفيلم " تاجر الاحلام " للايطالي جوزيبي تورناتوري يوم 28 يناير، كما يعقد ندوة الساعة 6.30 مساء بعد عرض الفيلم . ثمن تذكرة الدخول: درهم تونسي

الأربعاء، يناير 09، 2008

الشذوذ الجنسي في السينماالمصرية بقلم هشام لاشين



الشذوذ الجنسي في السينما المصرية

بقلم هشام لاشين

ماذا حدث للسينما المصرية؟ وهل نحن علي أبواب موجه شرسة من أفلام الجنس والشذوذ سوف تسود خلال الأيام القادمة ؟ السؤال بالطبع لايأتي من الفراغ بل هو وليد حاله مزعجه من سينما تحاول استثمار مناخ الانفلات الرقابي والذي يقف بالمرصاد لأي فيلم سياسي جاد بينما يتجاوز عن كل مايمس القيم الاجتماعية والاخلاقيه في الصميم علي اعتبار أن الرقيب لن يسأل من الناحية الأخيرة وان كان التاريخ لن يعفيه مما وصل إليه الحال علي يد بعض من يرفعون شعارات رنانة مثل ضرورة ألا ندفن رأسنا في الرمال وانه لابد من مواجهه ماتسمي بالسينما النظيفة ولو بالسينما القذرة التي تروج للشذوذ الصارخ في مشاهد اقل ماتوصف بالإباحية والتجاوز الأخلاقي والمدهش أن بعض الفضائيات صارت تنقل هذه المشاهد للبيوت العربية دون تمييز بين مايصلح للعرض الأسري وما يعرض في القاعات المظلمة لتكتمل منظومة الهدم العشوائي وهو ماحدث مؤخرا عند عرض فيلم المخرج خالد يوسف (حين ميسره ) والذي يتخلله مشاهد فاضحه تروج للسحاق بين بعض بطلاته فالفنانة غادة عبد الرازق والتي تؤدي دورا قصيرا يتجلى في خمسة مشاهد تجسد خلاله دور امرأة شاذة تحاول الإيقاع بسمية الخشاب، وهذه الأخيرة هي البطلة المقبلة من منطقة عشوائية فقيرة، لكنها تتمتع بأنوثة صارخة، تجعلها فريسة للرجال الذين يجبرونها على امتهان الرقص بعد تعرضها للاغتصاب ويتضمن الفيلم مشاهد لغادة تقبّل فيها سمية الخشاب، بينما الأخيرة تعلّق "هو انتو ملقتوش غير جسمي، تطمعوا فيه رجالة ونسوان"، فيما ترد عليها غادة بحدة "هو أنت عندك غيره يا روح أمك

مشاهد السحاق في الفضائيات

ويحتوي الفيلم علي مشاهد سحاق فاضحه تعرضها الفضائيات أيضا في سابقه مثيره للدهشة وهي مشاهد تجاوزت جرأتها فيلم (الصعود إلي الهاوية) الذي أخرجه كمال الشيخ في السبعينيات وكانت تؤدي فيه مديحه كامل شخصيه الجاسوسة التي تعمل لصالح العدو الإسرائيلي وكان الهدف من وصم الشخصية بالشذوذ تقديم مبررات درامية اضافيه لرفض الشخصية واستنكارها عكس فيلم (حين ميسره) والذي يطالب بالتعاطف مع البطلة، التي تهرب من تحرش زوج أمها لتقع ضحية جريمة اغتصاب بشعة، وتتحول في النهاية إلى راقصة، بينما يعيش طفلها بين مقالب الزبالة وربما لاتكون هذه هي المرة الأولي التي يتجرأ فيها خالد يوسف علي القيم في أفلامه وربما تكون القضية التي أثارها فيلمه (ويجا) والتي حاول فيها الإساءة للنقاب ووصلت القضية لمجلس الشهب وكذلك اضطراره لتغيير اسم فيلمه (خيانة شرعيه) إلي خيانة مشروعه بسبب اعتراضات دينيه تعتمد علي أن اسم الفيلم يحاول أن يجعل للخيانة سندا شرعيا فجا يعتبر مقصودا ومهينا.. كل ذلك ومواقف أخري يحاول بها خالد أن يكون مثيرا للجدل علي طريقه أستاذه يوسف شاهين يكشف عن هوس الشهرة علي طريقه خالف تعرف .. ورغم ذلك فقد كان يوسف شاهين نفسه ابرز من تعرض للعلاقة المثلية ففي فيلم مصري سوفيتي مشترك تحت اسم (النيل وناسه) أوجد يوسف شاهين صراعاً فرعياً يظهر حب خبيرسوفييتي لشاب مصري
وفي فيلمه (المصير)، جاءت لقطة سريعة عابرة لأحد أبطال الفيلم في حمام للشواذ كما قدم شاهين الفرعون باعتباره رجلا شاذا في فيلمه (المهاجر) وفي ثلاثية شاهين التي يحكي فيها قصة حياته(إسكندرية ليه – حدوتة مصرية – إسكندرية كمان وكمان)، جاء في الجزء الأول أن خال البطل وقع في غرام جندي إنجليزي أثناء الحرب العالمية الثانية، وقد ظهرت هذه العلاقة الخفية من خلال مشهد يوقظ فيه
الجندي الخال، وهو بملابسه الداخلية!

سوق المتعة في الأفلام المصرية

وفي الجزء الثالث – الذي من المفترض أنه يجسد شخصية يوسف شاهين – وقع في غرام شاب آخر(!!) ولكن هذه العلاقة لم تظهر إلا من خلال أغنية ورقصة في إحدى لقطات الفيلم! وإذا كان هذا هو حال خالد يوسف وأستاذه شاهين فأن الأمر لم يختلف كثيرا بالنسبة لإيناس الدغيدي والذي أثار آخر أفلامها ضجة وصلت بدورها لمجلس الشعب بتناولها علاقة شابين شاذين في (ماتيجي نرقص) والمدهش أنها كانت تنحاز للدفاع عن هذه العلاقة في إطار ماتسميه بالحرية التي يجب أن نحترمها.. وعلاقة إيناس بموضوع المثلية قديمه وقد سبق وطرحتها في فيلم مثل (ديسكو ديسكو) وربما كانت هناك إشارات واضحة في فيلمها (دانتيلا) لكي تتنصر علاقة امرأتان علي علاقتهما برجل فهي من وجهه نظرها الابقي والأكثر أمانا!! وقد اخترقت السينما المصرية في السنوات الاخيره تابوه الشذوذ الجنسي في عده أفلام وعبر مشاهد مثيره للدهشة فقد كررها المؤلف وحيد حامد في مشهد لقاء عمرو واكد بالشاذ (رؤؤف) في فيلم (ديل السمكة) والذي يقول له في مشهد طويل أن هناك آخرين مثله وانه مريض قبل أن يتحول الحوار إلي مشاهد بصرية مزعجه أثارت بدورها جدلا كبيرا في فيلم( عماره يعقوبيان) وهو الدور الذي رفضه ممثلين كبار قبل أن يوافق عليه خالد الصاوي.. وقد سبق وأشار وحيد حامد في فيلم (سوق المتعة) إلي علاقة شاذة حدثت عن طريق الاغتصاب لمحمود عبد العزيز في الفيلم داخل السجن وقد قدمها الفيلم بأسلوب ساخر لايخلو من تقززكما تكررت إشارات الشذوذ خلف أسوار السجون حيث تصبح (المثلية) قهرية في ظل كبت وحرمان المساجين في أفلام عديدة مثل (المزاج) وغيرها كما تطرقت أفلام أخري لنفس الموضوع مثل (قطه علي نار) المأخوذ عن مسرحيه تنسي وليامز الشهيرة كذلك (حمام الملاطيلي) الذي أخرجه صلاح أبو سيف أوائل السبعينات وأثار بدوره ضجة كبيرة وهناك فيلم (الطريق)الذي قدمته فاتن حمامه في الستينات وظهرت فيه المدرسة ملك الجمل تراودها في تلك المنطقة النائية .. ولكن ظلت معظم هذه الأفلام تقدم الشذوذ في إطار الاستنكار والرفض لهذه النماذج أما التحول الموجود في سينما هذه الأيام نحو المهادنة وطلب التعاطف والتصوير التفصيلي للشذوذ فهو تحول دراماتيكي خطير يكشف عن حجم الكارثة والانفلات السينمائي الذي يتبناه حفنه من صناع سينما الرفض لكل ماهو نظيف تحت بصر رقابه تبارك بالصمت كل أنواع الانفلات الأخلاقي..المهم ألا يكون هناك كلاما في السياسة وإلا ستوقف الفيلم حتى يتم وضع علامة استفهام بعد اسم الفيلم كما فعلت مع (هي فوضي) مع حذف المشاهد التي تنتقد المؤسسة الامنيه.. وهو تناقض يحتاج للعشرات من علامات الاستفهام لكنه لايجد إجابة واحده شافيه !!




الثلاثاء، يناير 08، 2008

السينما المصرية في عام 2007.سلامة عبد الحميد




السينما المصرية في عام 2007


بقلم سلامة عبد الحميد

بعرض ستة أفلام دفعة واحدة في موسم عيد الأضحى تنهى السينما المصرية عام 2007 وقد قدمت للجمهور أربعين فيلماً على مدى 12 شهرا، منها 28 فيلماَ عرضوا في مواسم الصيف والعيدين، أي أن 12 فيلماً تمرد منتجوها على المواسم التقليدية وعرضوا أفلامهم في الأسابيع الميتة كما يطلق عليها الموزعون، وهو تمرد إجباري إضطر إليه المنتجون بعدما زاد الانتاج السينمائي المصري بشكل مطرد في السنوات الخمس الأخيرة، بحيث لم تعد المواسم التقليدية كافية لعرض كل الأفلام.

وشهد العام نفسه انتاج أفلام أخرى لا يقل عددها عن 10 تأجل عرضها لمطلع 2008 وبعضها لا يعرف هل سيجد فرصة أم يظل في العلب إلى أجل غير مسمي، مع الوضع في الاعتبار أن الخلاف بين قطبي التوزيع "العربية" و"ثلاثي المتحدون" الذي بدأ نهاية 2006 فرض نفسه على الحركة السينمائية طوال عام 2007 وأصبح الجمهور يسأل قبل أن يخرج من منزله هل الفيلم تابع للشركة العربية أم للثلاثي، بناءاً عليه يتوقع الشاشات التي ستعرض هذا الفيلم أو ذاك، وأدى ذلك لعدم زيادة نسخ أي فيلم عن 50 إلا في حالات نادرة.

على مستوي شباك التذاكر ثبت أحمد حلمي أقدامه هذا العام بعد عرض فيلمين له هما "مطب صناعي" و"كدة رضا" وحقق أكثر من 35 مليون جنيه من كلا الفيلمين جعلاه الحصان الرابح في شباك التذاكر، يليه مباشرة عادل إمام النجم المخضرم الذي لم يترك مكانه في المقدمة على مدى ثلاثين عاما وحقق فيلمه "مرجان أحمد مرجان" ايرادات قاربت العشرين مليون جنيه، فيما دخل السباق بقوة أحمد السقا بفيلمه "تيمور وشفيقة" ويضيف لرصيده حالياً المزيد بفيلم "الجزيرة"، وكذلك تامر حسني بفيلم "عمر وسلمى"، وكريم عبد العزيز بفيلم "خارج عن القانون".

لكن مفاجأة الايرادات هذا العام كانت من نصيب يوسف شاهين وخالد يوسف، حيث فوجئ الجميع بأن "هي فوضى" وصل إلى المليون الثاني عشر في أقل من شهر، ليتفوق على كل أفلام يوسف شاهين بلا استثناء، ولم يقتصر نجاح خالد يوسف على وجوده شريكاً في "هي فوضى" بل حقق فيلمه الجديد "حين ميسرة" الذي يدور في عالم العشوائيات إيرادات قياسية في الأيام الاخيرة من 2007 .

وعلى الرغم من أن محمد سعد برر تراجع ايرادات فيلمه "كركر" بالانخفاض العام في الدخل السينمائي نتيجة زيادة الانتاج ورغم أن الفيلم كسر حاجز الثلاثة عشر مليون جنيه، لكنه كان رسالة تحذير قوية لنجم الايرادات الأول على مدة خمس سنوات بأن عليه مراجعة حساباته في المواسم المقبلة، فيما لم تفلح دعاية روتانا المبالغ فيها لفيلم "عندليب الدقي" في اعادة محمد هنيدي لنادي أصحاب العشرة ملايين وظل في المنطقة الدافئة علماً بأن الفيلم هو الأول الذي يعد انتاجاً خالصاً للشركة السعودية.

أما أزمات وأحداث ومفارقات العام السينمائية فكانت كثيرة، أبرزها، قضية ضد أفيش فيلم "عمر وسلمى " واتهام أبطاله بالإباحية، لكن الفيلم مر سريعاً من الأزمة، علماً بانه تصويره استمر عاماً ونصف بسبب دخول تامر حسني للسجن في القضية الشهيرة، كما أطل في 2007 هيثم أحمد زكي كبطل مطلق في فيلم "البلياتشو" وهو ثاني أفلامه بعد "حليم" لكن الفيلم حقق سقوطاً مدوياً، واختفي هيثم من وقتها ولم يعلن عن أي مشروعات جديدة.

فيما ثبت أحمد عيد أقدامه كبطل للأفيشات في "أنا مش معاهم" لكنه لم يكرر النجاح في "خليك في حالك"، وتراجع ظهور المطربين كأبطال في 2007، فيما عدا أصحاب التجارب السابقة مثل مصطفى قمر وتامر حسني وحمادة هلال، وعرض فيلم قمر "عصابة الدكتور عمر" في موسم عيد الفطر، وهو الموسم الذي شهد الدفع بسبعة أفلام مرة واحدة حققت جميعها خسائر كبيرة بسبب ضعف اقبال الجماهير وارتفاع تكلفة الأفلام مثل "أسد وأربع قطط" و"الشياطين" الذي شهد خلافا بين شريف منير والمنتجة إسعاد يونس أدى لتجميد مشروعات جديدة للتعاون بينهما، أبرزها فيلم "لسة فاكر" الذي وافقت المطربة أنغام على بطولته.

أما علاقة الرقابة بالسينمائيين في 2007 فخلت من الأزمات إلى حد كبير، واكتفي علي أبو شادي رئيس الرقابة بملاحظات بسيطة لالتصريح بعرض عدة أفلام مثيرة منها "هي فوضى" الذي أضاف علامة إستفهام للأفيش وحذف 50 ثانية من مشهد الخلاف بين وكيل النيابة و ضابط الشرطة، وفي "حين ميسرة" حذف بعض الجمل من شريط الصوت التي تقلل من هيبة الشرطة، وهو ما تكرر مع "أسد وأربع قطط" حيث حذفت كلمة "ضابط"، ورغم ذلك شهدت نهاية العام أربع أفلام دفعة واحدة توجه انتقادات حادة لرجال الأمن في ظاهرة فريدة على السينما المصرية .

وجاء مشاركة فيلم "هي فوضى" في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسا لتعيد البريق للسينما المصرية من جديد، فيما مثل مصر في معظم مهرجانات 2007 فيلمي "شقة مصر الجديدة" و"قص ولزق"، بينما انطلق مهرجان الاسكندرية السينمائي بدون فيلم مصري واحد، وخرجت الأفلام الأربعة التي شاركت في مهرجان القاهرة بشهادة تقدير واحدة لفيلم "ألوان السما السابعة".

ومنحت السينما المصرية 12 مخرجا جديدا الفرصة في 2007، وقدموا 15 فيلما وهم محمد جمعة "أحلام حقيقية" وعماد البهات "استغماية" و"البلياتشو" وأحمد مدحت "التوربيني" وأحمد الجندي "حوش اللي وقع منك" وأيمن مكرم "خليك في حالك" و"شيكامارا" وخالد مرعي "تيمور وشفيقة" وطارق عبد العاطي "عجميستا" وأمير رمسيس "كشف حساب" و"آخر الدنيا" وأحمد سمير فرج "كود 36" و"جوبا" وأحمد فهمي "مجانين نص كوم" وأحمد يسري "45 يوم" وأحمد أبو زيد "الشياطين".

والملاحظ أن 8 مخرجين قدموا 16 فيلما من جملة 40 هم خالد يوسف "حين ميسرة" و"هي فوضى" وعلي إدريس "مرجان أحمد مرجان" و"عصابة الدكتور عمر" وأيمن مكرم "خليك في حالك" و"شيكامارا" وأمير رمسيس "كشف حساب" و"آخر الدنيا" وأحمد سمير فرج "كود 36" و"جوبا" وأحمد جلال "كده رضا" و"خارج على القانون" وأكرم فريد "عمر وسلمى" و"الحب كده" وسامح عبد العزيز "أسد وأربع قطط" و"أحلام الفتى الطائش".

عن جريدة البديل المصرية اليومية


الأحد، يناير 06، 2008

اقرأ في العدد الجديد من مجلة الكلمة




"الكلمة" في عامها الثاني

أثر الفراشة لمحمود درويش ورواية صبوات ياسين لخيري الذهبي

وملف عن الرواية الجزائرية

صدر العد الجديد من مجلة الكلمة الذي تبدأ به عامها الثاني. والكلمة مجلة فكرية أدبية شهرية تصدر إنترنتيا من لندن ويرأس تحريرها الكاتب والناقد صبري حافظ، قد استطاعت خلال عامها الأول أن تفرض نفسها، وبقوة في المشهد الثقافي، حتى تجاوز مجموع زوار (الكلمة) في عامها الأول المليون زائر. وفي افتتاحية العدد يشير رئيس التحرير إلى أن المجلة خلال عامها الأول استطاعت " تأكيد وحدة الثقافة العربية من المحيط إلى الخليج. إذ تحرص المجلة في كل عدد من أعدادها ـ بقدر ما حرص تبويبها من البداية على التوازن بين الأجناس وصيغ التعبير الأدبية والفكرية المختلفة ـ على أن يكون بها كتاب عرب من شتى أرجاء الوطن العربي. وعلى تحقيق نوع من التوازن الذي يكشف عن عافية الثقافة العربية في أرجاء الوطن العربي المترامية، وليس عن تركزها في بلد واحد دون غيره. وقد كان من حسن حظ (الكلمة) أنها استطاعت أن تنشر في عامها الأول لكتاب من كل أرجاء الوطن العربي ومن كل الأجيال بلا استثناء من جيل الرواد الذين تجاوزا الثمانين من العمر، وحتى جيل الشباب الذي لم يتجاوز كثير منهم الثلاثين بعد ". كما أشار رئيس التحرير في افتتاحيته إلى أن (الكلمة) ستبدأ في عامها الثاني في وضع عدد من الدوريات المهمة التي تعدها من أسلافها البارزين على موقعها. وستبدأ بمجلة (الكاتب المصري) التي حررها طه حسين في الأربعينات و(أبوللو) التي حررها أحمد زكي أبو شادي في الثلاثينات، و(الكرمل) التي رأس تحريرها محمود درويش، وستضع الكلمة أعدادها الكاملة على موقعها خلال الشهور القليلة القادمة.

وفي العدد الجديد تنشر المجلة نصوصا من كتاب محمود درويش الجديد " أثر الفراشة " الذي يفتح فيه الشاعر آفاقا جديدا للشعر والنثر معا من خلال هذا المزيج الساحر بين الشعر واليوميات. كما تنشر رواية " صبوات ياسين " لخيري الذهبي وفيها يقدم الكاتب السوري بإحكام وتمكن صبوات الهوية الملتبسة في واقع عربي أكثر التباسا فتتحول الرواية بطبقات المعنى المتراكبة فيها إلى استعارة عربية مشعة بالدلالات. كما تبدأ المجلة عامها الثاني بملف عن الرواية الجزائرية يحتوي على أكثر من عشرين دراسة وشهادة، وهو ملف يسد نقصا ملحوظا في معرفة الواقع الثقافي العربي بما يدور في هذه الرواية العربية.

وفي باب الدراسات تتلمس الناقدة اللبنانية يمنى العيد في دراستها الخيوط السردية والرؤى الأساسية في روايات الكاتبة العراقية عالية ممدوح. كما يقدم عبد الهادي أحمد الفرطوسي تحليلا لديوان الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي (قمر شيراز) . وتحت عنوان "الاقتصاد السياسي للفقر في مصر" يتناول محمد عبدالحميد إبراهيم الاقتصاد السياسي للفقر في مصر عبر مجموعة من المقتربات المنهجية المختلفة التي تكشف لنا فداحة الواقع وآثاره الدامية. ويقدم داود تلحمي في "حروب النفط مرشحة للاتساع" رؤية جديدة لما يدور في المنطقة العربية من خلال تحليله لدور النفط في الحروب التي وقعت فيها وفي الصراع الدائر بين القوى عليها. وتتقصى دراسة سعيد بوخليط "تاريخ الأدب في النقد العربي الحديث "ملامح منهجية تاريخ الأدب في الخطاب النقدي العربي، ومنطلقاتها وسياقات تبلورها في مشروعين نقديين كبيرين: هما مشروع طه حسين ومحمد مندور. بينما يواصل المفكر التونسي محمد المزوغي في الجزء الثالث والأخير من دراسة " تأسيس ميتافيزيقا الغرب عند هايديجر" تفكيك أفكار الفيلسوف الألماني مارتن هايديجر، ويحلل ميتافيزيقا الغرب عنده.

وفي الشعر تنشر المجلة ديوان " أنا شاهد قبرك " للشاعرة فاطمة قنديل الذي تكتب فيه الشاعرة المصرية تجربة الفقد والصداقة في بنية تتنادي فيها القصائد وتتكامل، كما تنشر قصائد لكل من فليحة حسن وخالد السنديوني وبن يونس ماجن وعماد الدين موسى.

وفي السرد تنشر المجلة كتاب " ساعات «جونو» العصيبة " لعبدالرزاق الربيعي الذي يمزج في كتابه السردي بالواقعي والوثائقي والشعري في روايته لوقع إعصار جونو الذي ضرب عمان قبل عدة أشهر وتأثيره على البشر والأرض. كما تنشر قصص لكل من شريف صالح وبسام طعان وخالد عاشور وصادق رحمة. ومسرحية "عزف على حراك الجمر" لقاسم مطرود.

وفي النقد تتناول أثير محمد علي معرض يوسف عبد لكي. وفي " الروائي ناقدا " يسعى رضا الأبيض للتعرف على خصوصية التناول النقدي عند الروائي المغربي محمد برادة، في محاولة للكشف عن الجدل بين النقدي والروائي في نصوصه النقدية. ويقدم جميل حمداوي في " من أجل نظرية مسرحية جديدة " عرضا مفصلا لنظرية الاستدراك للمسرحي المغربي أحمد ضريف، ويترجم محمد سمير عبد السلام مقالة جاك ديريدا "الخوف من الكتابة" التي تطرح مجموعة من استقصاءات ديريدا حول عملية الكتابة، وما تنطوي عليه من محو وتثبيت. وفي "أزمة المصطلح أو استراتيجية الفراغ" تسعى سمر محفوض لتقصي آليات حركة المصطلح من ثقافة إلى أخرى وإشكالياتها.

أما في زاوية الكتب فيقدم سيد البحراوي قراءة لرواية مكاوي سعيد (تغريدة البجعة ) كما يتناول محمد خفيفي رواية خديجة صدوق " عودة الرياح "، ويقدم فيصل عبد الحسن قراءة لرواية (النخلة والجيران) للرائد غائب طعمة فرمان كما يتوقف التجاني بولعوالي بالتحليل عند أحد أجزاء أنطولوجيا الحاءات الثلاث: الحب/ الحلم/ الحرية لمحمد سعيد الريحاني. ويقدم حسان الباهي مراجعة لديوان "غبطة برية" للشاعرة الأردنية جمانة مصطفى، ويتناول الناقد المصري يسري عبدالله رواية محمد البساطي الأخيرة (الجوع) التي نشرت كاملة في العدد الخامس من (الكلمة) بالتحليل والكشف عن طبيعة بنيتها الدائرية.

وفي باب علامات الذي تسعى المجلة خلاله إلى إرهاف الذاكرة الأدبية، والتأريخ للذاكرة العقلية العلمانية المستنيرة التي تحثنا على التفكير والإبداع، في مواجهة ذاكرة الرجوع إلى السلف الصالح والتقليد الأعمى. تقدم الباحثة السورية أثير محمد علي مقالة للرائدة روز شحفة نشرت منذ ثمانين سنة وهو مقال رائد عن أهمية الفن التشكيلي من وجهة نظر المرأة.

بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير" و"أنشطة ثقافية"، تغطيان راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي، كما أضافت المجلة في عددها الجديد دليلا يشرح الاستخدام الأمثل لموقعها وإمكانياته المتعددة

لقراءة هذه المواد إذهب إلى

www. Al-Kalimah. Com





الأربعاء، يناير 02، 2008

حداد يضع موروثنا السينمائي العربي في متناول العين

الناقد البحريني حسن حداد




أربع سنوات على "سينماتك"

بقلم

حسن حداد

وأنا أحدق في أحلامي الصغيرة، متأبطا صداقاتكم الكونية.. مدججاً بالإدمان الجميل بـ"سينماتك".. بوصفها تأويل آخر للحياة، وبالحب قنديلاً للحياة..!!
هكذا وصف، أجده يليق بعلاقتي بهذا الموقع.. باعتباره عمل خاص جداً أجده قرين الروح.. بدأت العمل عليه منذ ما يقارب العشر سنوات.. سخرت كل طاقاتي لتنفيذه، وأصبح جزءاً هاماً من حياتي.. يأخذ كل وقتي وجهدي وتفكيري.. إنه الصديق القريب الذي أنادمه كل يوم.. كل ساعة.. لتحقيق شيء أجده ممتعاً.. فلحظة الحديث عن "سينماتك" يجتاحني الحب والغواية والفتنة إلى درجة أنني أزعم بأن ليس سوى هذا الموقع يهبني هذه الحميمية ويحلو لي ذلك..!!

وأنتم.. يا الله.. لقد هيأتم لي عبر النقر على فأرتكم مكاناً يشبه الجنة.. أهيم فيه ممسكاً بأحلامي الطرية من دون حدود.. فخوراً بردود الفعل الإيجابية التي تصلني منكم من وقت لآخر.. وأقف مذهولاً أمام كلماتكم المشجعة، والتي تجعل من العوائق مواضيع للتحدي.. أقفز بها نحو الصعب والمجهول.. وتأجج لدي طاقة الحب والعمل.. ولعلها تزيد من قدراتي على التطوير والاستمرار..!!

"سينماتك"..وهي تحتفل بمرور أربع سنوات على إطلاقها، تحاول أن تكون أكثر قرباً من ذي قبل مع ندمائها.. لتضم ضمن زواياها وأقسامها مكاناً جديداً للسينما تحت اسم (ملتميديا).. تهيئه لأن يحوي مجموعة منتقاة من الملفات المختصرة (صوت/ صورة) لأبرز الأفلام العربية المتوفرة على الإنترنت.. أملاً في أن تكون هذه الملفات، بداية متواضعة لمكتبة سينمائية (مسموعة/ مرئية) مستقبلاً.. ولتكون أيضاً، دافعاً حقيقياً لكل من يشتغل في الصورة المتحركة في كل مكان.. لتزويدها بما هو متوفر من ملفات أخرى لم يتم العثور عليها.. والتي بالطبع ستزين هذا المكان الحافل بالصورة السينمائية.. العربية فقط..!!

ها أنا أواصل نصب الشراك.. ودخان السيجارة يعج في المكان.. فأحرك الهواء بيدي كي تتضح صورة الشاشة أمامي ثم اشرع في نصب شرك آخر.. مفتون بتلك المتعة حد الإدمان، اكتشفت فيما بعد إنني مصاب بالسينما وإنني الآن جزء من غوايتها وما تلك الشراك إلا شراك السينما.

سأبدأ العام الخامس لـ"سينماتك" بقناعة أن هذا العام هو عام آخر لسينما الصداقة وصداقة السينما، بكل شراكها التي صممتها من فضتها ما تيسر لي.. فلا تأمنوا وانتم تذرعون المكان فثمة شرك لذيذ أينما كنتم..!!

جديد سينماتك:

سينماتك ملتيميديا

http://www.cinematechhaddad.com/Multimedia/Multimedia_index.htm

تحياتي

حسن حداد



تعقيب


حسن حداد يضع موروثنا السينمائي في متناول العين

بقلم صلاح هاشم

يسعدنا في سينما ايزيس ان نتذكر ان الناقد البحريني المتميزحسن حداد ، وعلي الرغم من بعد المسافات، كان أول من رحب بظهور مشروعها السينمائي علي شبكة الانترنت ، وقف الي جانبنا لدعم المشروع ، الذي هو اكبر من ان يكون مجرد مدونة علي الشبكة كما نوهنا، وبفضل دعم حسن حداد وتشجيعه مع الكثيرين من الاصدقاء استطاعت سينما ايزيس ان تفرض حضورها، كفضاء للكتابة الحرة المستقلة، وكنافذة علي فكر السينما المعاصرة ، وأن توسع من دائرة معارفها وقراءها في كل خطوة ، وتعد حاليا مفاجأة كبيرة لهم في هذا العام 2008 الجديد ، سيعلن عنها قريبا جدا، ويقينا سوف تسعدهم كثيرا ، بعد مفاجأة "سينماتيك"الجديدة التي يعلن عنها هنا حسن حداد في كلمته ، والمتمثلة في " ملتيميديا "اذ ترحب ايزيس هنا بصدوره، وتحيي وترحب بانطلاقته، وتعتبره اضافة فنية جديدة ملهمة من " سينماتيك حسن حداد " للارتقاء بثقافة السينما في بلادنا ، والتذكير بالموروث الثقافي السينمائي العربي ، ووضعه في متناول العين، انطلاقا من ذلك العشق المحموم الخالص للسينما - حضارة السلوك الكبري - التي تقربنا أكثر من انسانيتنا.تحية الي حسن حداد وموقعه سينماتيك الضروري ، وتمنياتنا له بالتوفيق والنجاح، في كل مشروعاته السينمائية القادمة..


الخوف في السينما المصرية بقلم عصام زكريا


هل أهل السينما المصرية

خوافون بطبعهم ؟




بقلم

عصام زكريا

عبرت المخرجة هالة خليل بأغنية «الخوف» في فيلمها «قص ولزق» الذي عرض العام الماضي عن الحالة التي يعيشها جيل، بل أجيال بكاملها، في مصر، وعن الحالة التي ولدت وعاشت فيها السينما المصرية علي مدار عمرها.
تقول كلمات الأغنية التي كتبها تامر عاشور:
«في عز فرحتنا دايما نلاقي الخوف»
«واقف في سكتنا مشتاق وملهوف»
«كأننا واحشينه... مع إننا عايشينه»
«خوف خلاّنا واحنا مغمضين بنشوف»
«لا عمره خلّي القلب يفرح فرحة بجد»
«ولا عمره خلّي حد يطمن لحد»

أهل السينما خوافون بطبعهم، المنتج المصري يحسب ألف حسبة قبل أن يغامر بأمواله. في هوليوود تصل تكلفة بعض الأفلام إلي مائة أو مائتي مليون دولار.. ميزانية دولة ومع ذلك تشعر أن هناك مغامرات غير محسوبة فبعض هذه الأفلام يفشل فشلاً ذريعًا، الذين يلعبون في «الملاليم» عندنا يخافون أكثر ولذلك لا يصلون أبدًا إلي مستوي الملايين.
الفنان المصري، مثل المنتج، خواف بطبعه، تعددت الأسباب ولكن الخوف واحد، الرقابة، المجتمع، المؤسسات الدينية، وطبعًا أي شخص يمثل السلطة السياسية.

يولد الفنان المصري بجهاز خوف مصمم داخليا يمنعه من اتخاذ أي قرار من شأنه أن يعرضه للخطر أو الغضب.
أعرف سينمائيين ينتابهم الرعب من فكرة أن يتهمهم أحد بالإباحية أو الكفر أو محاولة قلب نظام الحكم، لذلك ليس غريبًا أن يظهر في مصر كشف أثري عظيم اسمه «السينما النظيفة».
السينما النظيفة - أو المعقمة - التي يقصدها أصحابها هي السينما التي تخلو من أي ميكروبات جنسية أو بكتيريا إلحادية أو فيروسات سياسية وهي بالقطع سينما منزوعة الخيال، لأن صناع الأفلام اكتشفوا أن الخيال هو بداية كل ثورة.
قد يعترض القاريء ويتهمني بالمبالغة والافتراء، وسوف يذكر لي اسمًا هنا وفيلمًا هناك، ويقول لي إنه شجاع وجريء، ولن أجادل في أن هناك استثناءات عديدة علي مدار تاريخ السينما المصرية التي نحب أن نقول أن عمرها الآن قد تجاوز المائة... ولكنني أتحدث عن حدود هذه الشجاعة، ومساحة هذه الجرأة.
وأعرف ما سوف يقال هنا: ألا تعلم أن هناك رقابة وقوانين وتقاليد دينية واجتماعية؟
هل تعتقدأنه يمكن صنع أفلام هنا علي شاكلة ما يقدم في أوروبا؟ هل أنت مجنون؟ ألا تعرف عاقبة ذلك؟
وسوف أرد بكلمة واحدة: هذه الأسئلة كلها هي أعراض الخوف المزمن الذي نعاني منه، وهو مرض ولدنا به وسنموت به دون حتي أن نعرف أنه مرض، أوشيء غير طبيعي لا يعاني منه الأصحاء.
مولد الخوف
سوف أترك للمحلليين السياسيين والنفسيين وأساتذة علم الاجتماع والأنثروبولوجي مهمة الكشف عن أسباب هذا الخوف وكيفية نشأته وتطوره، وسأكتفي
هنا بتتبع أعراضه في السينما، والحالات التي تشتد فيها وطأته أو تخف.
يقولون دائما إن طلعت حرب هو «الأب الروحي» للسينما المصرية، فهو الذي أسس «استديو مصر» ـ أول شركة لتصوير الأفلام وتحميضها وطبعها وتوزيعها، وهذا أمر صحيح، لكنه ليس كل الحقيقة.. الذي أسس السينما المصرية أفراد شجعان دفعوا ثمنا غاليا لشجاعتهم.
مأساة محمد بيومي أول رائد للسينما في مصر معروفة ورصدها المخرج محمد كامل القليوبي في فيلمه «وقائع الزمن الضائع».
لم يكتف بيومي بصنع الأفلام، وهو أول مخرج مصري يصنع فيلما عام 1924 ولكنه اشتري معدات وآلات كانت النواة التي أسس عليها طلعت حرب «استديو مصر» وتحول بيومي إلي مجرد موظف غير مرغوب فيه في «الاستديو» وسرعان ما تم التخلص منه بعد قليل.
كانت عزيزة أمير هي صاحبة أول فيلم روائي طويل بالمقاييس المتعارف عليها وهو «ليلي» عام 1927 وكان «استديو مصر» لا يرغب في صنع الأفلام الروائية، ويكتفي بصنع بعض الأفلام التسجيلية الدعائية اعتقادا من أصحابه أن مصر لاتزال بلدا صغيرا لا يستطيع أن يصنع فيلما ينافس الأفلام الأمريكية والأوروبية، ولكن عزيزة أمير صنعت هذا الفيلم، وراح «استديو مصر» وعشرات من المنتجين الآخرين بعدها يصنعون الأفلام.. وهي غامرت ودفعت ثمن مغامرتها أيضا.
مغامرة عزيزة أمير كانت إنتاجية فقط، ولكن المغامرة التي عوقبت بشدة هي ما فعلته بهيجة حافظ، عندما قامت بإنتاج وإخراج وبطولة فيلم «ليلي بنت الصحراء» عام 1937 فقد دخلت بهيجة إلي الممنوع دون أن تدري عندما تعرضت لقصة تاريخية قديمة تدور علي خلفية الصراع بين العرب والفرس.. وبالمصادفة كان ملك مصر فاروق علي وشك الزواج من الأميرة الإيرانية ناريمان، وفجأة أصبح للفيلم دلالات لا يقصدها، وأهداف لم تخطر ببال صانعيه، وصدر قرار بمنع عرضه تماما.. وكان هذا أول درس لصناع الأفلام في مصر بعدم التعرض للتاريخ ولا السياسة لا من قريب ولا من بعيد.
الدرس الثاني والأكبر جاء بعد ذلك بعامين مع فيلم «لاشين» الذي أخرجه فريتز كرامب عام 1938، والذي أنتجه «استوديو مصر» نفسه، فقد تعرض الفيلم الذي يتناول قصة حاكم ضعيف فاسد للبطش الشديد وتم منع عرضه تماما بسبب تشابه قصته مع الأوضاع السياسية في مصر في ذلك الوقت.
بعد لاشين بشهور اضطر أحمد بدر خان إلي تغيير نهاية فيلمه «شيء من لا شيء» الذي يدور حول أميرة ترفض حب السلطان وتفضل عليه محاربا أسيرا، وأتي مشهد النهاية ليقول إن كل الأحداث كانت مجرد حلم في عقل السلطان، و«تكنيك» الحلم هذا أصبح إحدي الوسائل النمطية لتقديم أي فكرة جريئة، فيكفي أن تحول الأحداث إلي حلم في النهاية حتي يقتنع الناس والرقابة بأنك لا تنوي حقا أن يحدث ذلك في الواقع.. والحمد لله أنه مسموح لك بالحلم!
عموما هذه الفترة من الثلاثينيات وبداية الأربعينيات من القرن الماضي كانت تتميز بطابعها شبه الليبرالي المتسامح وقد استغل بعض صناع الأفلام هذا المناخ لتقديم بعض الأفلام الجادة.. في حدود ضيقة طبعا، أما الأغلبية الساحقة من الأفلام فظلت حبيسة الموضوعات العاطفية الميلودرامية والكوميديا الخفيفة دون الدخول فعلا في المشاكل الاجتماعية والسياسية للبلد.
وعندما فكر المخرج والمؤلف اليساري كامل التلمساني في عمل ذلك بفيلمه «السوق السوداء» عام 1945 تعرض الفيلم أيضا للمنع والمصادرة.. ومشكلة «السوق السوداء» ليس فقط أنه يتناول الأوضاع الاقتصادية السيئة التي تسببت فيها الحرب العالمية الثانية علي مصر،، لكنه ينتهي بثورة يهاجم فيها الشعب مخازن التاجر المستغل، وهذا الشعب يتحرك بتحريض من البطل الثوري.
حسنا.. سنعود إلي النقطة التي بدأت منها.. سيقول البعض ها أنت تري ماحدث للأفلام الجادة أو حتي التي دخلت في تصادم مع السلطة بالمصادفة.. وسوف يؤكد أنه لم يكن من الممكن تقديم أفلام جادة..ولكن التصادم مع السلطة والرقابة أمر متوقع وطبيعي، والتغيير لا يأتي إلا من خلال هذا التصادم.. المعركة لا تأتي في صنع الفيلم.. ولكن تأتي عقب صنعه وعرضه.. ويتجلي خوف المثقف والفنان المصري في هذه المرحلة بالتحديد.
لقد كانت الحركة الثقافية نشطة وكبيرة في الثلاثينيات والأربعينيات، لكنها افتقدت الأهداف والمبادئ الواضحة والتضامن الذي يحمي الأفراد في مواجهة السلطة.
لم ينظم المثقفون مظاهرة أو احتجاجًا علي ما حدث مع طه حسين أو بهيجة حافظ أو فريتز كرامب أو كامل التلمساني، ولو فعلوا ذلك وخاضوا معركتهم للنهاية لتغير تاريخ الثقافة والسينما في مصر إلي الأبد.
المشكلة أن صناع الأفلام خنعوا وخضعوا للسلطة ومؤسساتها..وترسخت قناعة لديهم، ولدي الناس، بأن هناك حدودا لا يمكن فعلا تجاوزها..إلا بموافقة السلطة

البطل الخائف

جاءت ثورة يوليو لتغير الأشياء قليلاً.. من الخارج كسرت بعض الحدود وعلي رأسها إمكانية انتقاد الحكم الملكي والنظام الإقطاعي والرأسمالي المستغل.. ولكن مبادئ المنع والخوف بقيت كما هي، بل زادت وتضخمت تحت ظلال الحكم العسكري.
وتحت ظلال هذا الخوف ولدت عبقرية نجيب محفوظ ويوسف شاهين، اللذين استطاعا قول كل ما يرغبان في قوله بطرق ناعمة ملتفة.. وعلي يد الاثنين ولدت شخصية جديدة في الأدب والسينما المصرية هي شخصية المثقف الحائر الخائف المتردد.
في البداية قدم الاثنان هذه الشخصية كشاب معاق عاطفياً ومحروم جنسياً، أو مجرم شريف خارج علي المجتمع كما نجد في «اللص والكلاب» و«السراب» لمحفوظ و«باب الحديد» لشاهين، ثم تحولت الشخصية إلي مثقف متردد بين النظام والتمرد عليه في أعمال كثيرة لمحفوظ وفي «فجر يوم جديد» لشاهين، جذور هذه الشخصية نجدها في «كمال عبدالجواد» بطل ثلاثية محفوظ، والتي أداها نور الشريف في الثلاثية التي أخرجها حسن الإمام.
نور الشريف الذي تحول إلي نجم الشباك الأول بعد ذلك قدم هذه الشخصية في أفلام كثيرة لاحقة يمكن أن نجد تجسدها الأمثل في «الكرنك» التي كتبت وتحولت إلي فيلم بعد موت عبدالناصر.
ولم ينافس نور الشريف علي نجومية أفلام السبعينيات سوي محمود ياسين الذي جسد هذه الشخصية أيضا في أفلام كثيرة، وهو بدأ حياته كممثل علي المسرح بلعب هذه الشخصية في مسرحية صلاح عبدالصبور «ليلي والمجنون».. بعد نكسة 1967 اكتسبت هذه الشخصية وجوداً ومساحة كبيرين في الروايات والأفلام.. وأصبحت تقريباً الشخصية الرئيسية في معظم روايات أدباء الستينيات وفي أفلام مخرجي ما عرف باسم «السينما الجديدة» وتحفة شادي عبدالسلام «المومياء» وأصبحت الشخصية الأساسية في المرحلة الجديدة من أعمال يوسف شاهين التي بدأت بـ «الاختيار» ثم «العصفور» وصولاً إلي «عودة الابن الضال».. ولدت هذه الشخصية من الخوف الهائل الذي انتاب المصريين عقب هزيمة يونيو.. والذي تجسد في أفلام كثيرة تعبر عنه بل وتحمل اسمه أحياناً، ولأول مرة تتردد كلمة الخوف في عناوين الأفلام في «شيء من الخوف» لحسين كمال عام 1969، «الرعب» لمحمود فريد عام 1969، «لحظات الخوف» لحسن رضا عام 1972، «الخوف» لسعيد مرزوق عام 1972، و«رجال لا يخافون الموت» لنادر جلال بداية عام 1973.
جيل الخوف هذا هو الذي صنع سينما «الواقعية الجديدة» بعد ذلك في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، وهي سينما تجاوزت إلي حد ما التقاليد الفنية والرقابية البالية للسينما المصرية.. ولكن هذا التجاوز كان مرتبطاً أيضا بموت الرئيس السادات ومجيء رئيس جديد إلي الحكم، بدأ ولايته بانفراجة ديمقراطية واستطاع مخرجون مثل عاطف الطيب وخيري بشارة، ومحمد خان أن يعبروا عن قضايا اجتماعية كان مسكوتا عنها في السينما قبل ذلك، رغم أنهم فعلوا ذلك بنوع من «واقعية السلوفان» الرومانسية.. وكان أكثر الموضوعات التي اخترقوا فيها الخطوط الرقابية هي مساوئ الانفتاح الاقتصادي وضياع ثمار انتصار حرب أكتوبر.
ولكن أفلام الواقعية الجديدة لم تستطع أن تخطو لأبعد من ذلك وسرعان ما عادت السينما المصرية إلي حالة الحذر والمحافظة مع حرب العراق في نهاية 1990، وانتشار الإرهاب والتيارات السلفية، راحت الهوة بين الحرية والرقابة تتسع.. وكما انهارت الطبقة الوسطي انهارت الحلول الوسطي وتحولت الثقافة إما إلي انفتاح متطرف أو انغلاق متطرف .. وارتفعت حدة الصراع بين التيار الليبرالي والتيارات الرجعية.. وقد ألقي ذلك بظلاله علي السينما، فمن ناحية راح معظم المنتجين ينافقون التيارات الدينية والشعبية بمصطلحات السينما النظيفة وغيرها.. ومن ناحية أخري ظهر سينمائيون شبان مثل يسري نصر الله وأسامة فوزي ومجدي أحمد علي والراحل رضوان الكاشف وخالد يوسف وعاطف حتاتة راحوا يتحدون الأعراف الأخلاقية والسياسية السائدة بمزيد من الشجاعة والمغامرة.
قهر الخوف
النقلة الكبيرة، في موضوعات وصور السينما المصرية يمكن أن نجدها مع بداية القرن الجديد الذي افتتح بأفلام مثل: «جنة الشياطين» لأسامة فوزي و«أسرار البنات» لمجدي أحمد علي و«مواطن ومخبر وحرامي» لداود عبد السيد الذي يرصد رحلة المثقف الخائف علي مدار ربع القرن الأخير وصولا إلي تحالفه المؤسف مع الفساد والسلطة، والذي كان قد اطلق علي فيلمه الأسبق « أرض الخوف».
في السنوات الأخيرة، ومع انتشار حرية التعبير عبر الإنترنت والأقمار الصناعية لم يعد من الممكن للسينما المصرية أن تظل علي ما هي عليه.. المعارضة التي اشتدت لنظام الحكم في مصر بدأت تظهر آثارها في السينما، كما نجد في «عمارة يعقوبيان» لمروان حامد، وكما نجد في أفلام هذا العام مثل «هي فوضي» ليوسف شاهين و«حين ميسرة» لخالد يوسف الذي يحطم الكثير من الخطوط الحمراء السياسية والجنسية في أفلامه، حتي لو كان يفعل ذلك بفجاجة تليق بفجاجة كثير من الأصوات المعارضة في مصر الآن

عن جريدة البديل

كل عام وأنتم بخير وعام 2008 سعيد

ايزيس للمثال المصري الكبير محمود مختار




هدية العام 2008 الجديد من الصديق الصحافي رياض ابو عواد



سينما ايزيس بنت ثقافة الحرية علي شبكة الانترنت
تدلف في عامها الرابع الي داخل المياه من دون وجل
كل عام وأنتم قراء وأحباب ايزيس بخير
عام 2008 سعيد
ومغامرة
حياة
جديدة