الأربعاء، مارس 18، 2015

كلنا تونس اليوم ، سينما إيزيس ضد الإرهاب بقلم صلاح هاشم



 كلنا تونس اليوم

سينما إيزيس مع الشعب التونسي  كله ضد الإرهاب

تقف  "سينما إيزيس "  والشعب المصري  كله اليوم مع الشعب التونسي، الذي اريد بالحادث الارهابي البشع الذي تعرض له اليوم ، وراح ضحيته أكثر من عشرين شخصا،النيل من حريته، و إجهاض ثورته الديمقراطية الوليدة . نحن جميعا اليوم تونسيون. قدرنا أن لا نركع لأحد والفاشية لن تمر

مهاليا جاكسون وتيودوراكيس في مسرح المدينة . فقرة من كتاب " نزهة الناقد . التفكير المعاصر في السينما " بقلم صلاح هاشم



مهاليا جاكسون وتيودوراكيس في مسرح المدية " لاسيتيه ". فقرة من كتاب" نزهة الناقد . التفكير المعاصر في السينما "
بقلم

صلاح هاشم


من أصوات الجاز الخالدة صوت المغنية ماهاليا جاكسون التي شغفت بها، و سعدت جدا خلال الفترة التي عملت فيها كمساعد مدير مسرح كبير في باريس في فترة الثمانينات أن أقوم بتوزيع الإضاءة للحفل الغنائي الذي أقيم لها بمناسبة حضورها الى باريس في " مسرح المدينة " لاسيتيه " وكانت جاكسون الرائعة آنذاك ،في قمة شهرتها في العالم كأحد أعظم أصوات الجاز الخالدة،و كانت تنهل من " اغاني الجوسبل" الروحانية الدينية مثل إغنية " أحيانا أشعر بأني طفل يتيم وبلا أم " التي تستلهم موضوعاتها من الكتاب المقدس،الانجيل وتصدح مثل ملكة ، وهي ونضبط نفسها على إيقاعاته، وقد كان ذلك النوع من الغناء الديني ،يمهد لسكة الخلاص، ودعوة مارتن لوثر كينج الى الحلم الانساني الكبير النبيل .

وهو ذات المسرح الذي اشتغلت فيه وأشرفت فيه في فترة الثمانينيات على عمل الإضاءة المسرحية لحفل موسيقي من تنظيم اتحاد طلاب اليونان في باريس للموسيقار والملحن والمؤلف السينمائي ميكيس تيودوراكيس مؤلف موسيقى أفلام " زوربا اليوناني " و فيلم" جوني جيتار " وغيرها من الافلام التي لايمكن أن تتذكرها من دون أن تحضر في التو مقطوعاتها الموسيقية الجميلة، كما في موسيقى أفلام " روميو وجولييت" لفرانكو زيفاريلي - مثلا - و " قصة الحى الغربي " للامريكي روبرت وايز، و " جسر على نهر كواي " لديفيد لين، ومازلت أحملها معي كأثر عزيز لزمن جميل مضى..
صلاح هاشم

.
فقرة بعنوان " ماهايا جاكسون وتيودوراكيس في مسرح المدينة " من كتاب "نزهة الناقد . التفكير المعاصر في السينما " لصلاح هاشم

الأحد، مارس 15، 2015

فيلم الخروج للنهار لهالة لطفي في برنامج سيماتيك " المدينة في السينما " من اختيار ريما مسمار



فيلم الخروج للنهار لهالة لطفي في برنامج عروض افلام " المدينة في السينما " من تنظيم ريما مسمار

ينطلق برنامج الأفلام هذا - كما تقول الناقدة السينمائية اللبنانية المعروفة ريما مسمار -من محاولة فهم العلاقة الشائكة والجدلية التي تربطنا بالمدينة، بوصفها أكثر من مجرد مساحة جغرافية نحيا فيها الآن وهنا. فكل المدن إشكالية، سواء بماضيها أو بحاضرها، بتحولاتها أو بجمودها، بسلطويتها أو بخنوعها… مهما اختلفت المعايير، تنشأ عن كل منها علاقة مركّبة بين الفرد/السينمائي ومدينته/مكانه. فالمدينة التي هي مرساة تحصّن كينونتنا، تطرح العلاقة بها أسئلة تتجاوز "كليشيه" الانتماء أو عدمه. ذلك ان العلاقة بالمكان صلة قيد الإنشاء دائماً، في صيرورة مستمرّة، تسائل معنى "الانتماء" نفسه وتحوّل الكتلة الجغرافية إلى جغرافيا نفسية وعاطفية وذهنية، تتقلّب فيها أحاسيس متضاربة.

عروض الافلام اعتبارا من 18 مارس
طوق غرا المقدّس 
١٨ مارس - 9:30 م 
جيانفرانكو روسي
وثائقي - إيطاليا / فرنسا - 2013
ملوّن - الإيطالية مع ترجمة إنجليزية وعربية - 83ق

متسللون
١٩ مارس - 9:30 م
خالد جرار
وثائقي - فلسطين/ الإمارات العربية المتحدة/ لبنان - 2012
ملوّن - العربية مع ترجمة إنجليزية - 70ق

الخروج للنهار
٢٠ مارس - 9:30 م
هالة لطفي
روائي - مصر/ الإمارات العربية المتحدة - 2012
ملوّن - العربية مع ترجمة إنجليزية - 96ق

عشرة 
٢١ مارس - 9:30 م
عباس كياروستامي
روائي - إيران - 2002
ملوّن - الفارسية مع ترجمة عربية وإنجليزية - 90ق

أرض مجهولة
٢٢ مارس - 9:30 م
غسان سلهب
روائي - لبنان / فرنسا - 2002
ملوّن - العربية مع ترجمة إنجليزية - 114ق


تقام جميع العروض في سينما زاوية

للمزيد من المعلومات، رجاء الاتصال بنا على
info@cimatheque.com
This film programme is an attempt to understand the contested relationship between us and the city, being more than mere geographic areas in which we reside in the here and now. Cities are problematic, in their past or present, in their sense of transformation or stillness. Regardless of criteria, there remains a complicated relationship between the individual/filmmaker and the city/locale in which he resides. For the city is the anchor that fortifies our identities, raising questions beyond the cliché of belonging. This relationship is an ongoing process of questioning the meaning of “Belonging” itself, turning the tangible geographic mass into a psychological, emotional, and mental one, harboring conflicting feelings.

Film screening programme selected by Rima Mismar

Sacro GRA
MARCH 18th - 9:30PM
Gianfranco Rosi
Documentary - Italy/ France - 2013
Colour - Italian with Arabic & English subtitles - 83 min

Infiltrators
MARCH 19th - 9:30PM 
Khaled Jarrar
Documentary - Palestine/ UAE/ Lebanon - 2012
Colour - Arabic with English subtitles - 70 min

Coming Forth by Day
MARCH 20th - 9:30PM
Hala Lotfy
Fiction - Egypt/ UAE - 2012
Colour - Arabic with English subtitles - 96 min

Ten 
MARCH 21st - 9:30PM
Abbas Kiarostami 
Fiction - Iran - 2002 
Colour - Persian with Arabic & English subtitles - 90 min 

Terra Incognita
MARCH 22nd - 9:30PM
Ghassan Salhab
Fiction - Lebanon/ France - 2002
Colour - Arabic with English subtitles - 114 min
All screenings are being held in Cinema Zawya

For more information please contact us at
info@cimatheque.com
كراســات السيماتك برنامج تدريبي ممتد من يونية/ حزيران 2014 إلى أغسطس/ آب 2015 يهدف إلى تطوير مهارات النقد السينمائي لـمجموعة من شباب الكتّاب من خلال ست ورشات عمل تتضمن أسابيع أفلام مفتوحة للجمهور، وبمشاركة عدد من النقاد والباحثين العرب. ينتج عن البرنامج مطبوعة دورية متخصصة في النقد السينمائي تحمل اسم كراسات السيماتك.  
Kurrasat Al Cimatheque is a film criticism and programming workshop organized by Cimatheque taking place June 2014 to August 2015, involving a group of young writers. The programme is mentored by six film critics and programmers from the Arab world. The workshop will result in a publication - Kurrasat Al Cimatheque - showcasing the participants’ critical writing on film, developed during the workshop.


MAHALIA JACKSON ~ Summertime/Motherless Childlhihgdh ماهاليا جاكسون تغني: أحيانا أشعر بأني طفل بلا أم


أغنية ماهاليا جاكسون: أحيانا أشعر بأني طفل بلا أم


سينما الطفل المزعومة في بلدنا. فقرة من " نزهة الناقد.التفكير المعاصر في السينما " بقلم صلاح هاشم

ماهاليا جاكسون تصدح بأغنية أحياناSOMETIME
أجل .أحيانا أشعر بأني يتيم في غربتي وبلا أم وبعيد جدا عن ذلك " الوطن " الذي منحت.صلاح هاشم

سينما الطفل المزعومة في بلدنا
فقرة من " نزهة الناقد . التفكير المعاصر في السينما "
بقلم

صلاح هاشم

كل الاطفال الأشقياء الذين عرفتهم وصاحبتهم في حينا العريق قلعة الكبش في السيدة زينب لم يشاهدوا في حياتهم فيلما من أفلام سينما الطفل " المزعومة " فلا يوجد مثل هذا ولن يوجد في بلادنا التي تشرف بنفسها على الثقافة من صنع الموظفين وتطبخها في الدوائر الحكومية الرسمية، ثم تجعلها تهبط من فوق على دماغنا كما في "مهرجان سينما الطفل" في مصر ، وهو ليس أكثر من " مزحة " A JOKE و " تمثيلية " من تمثيليات الوزارة،بصناديقها ومجالسها الغراء ،لنهب الانفاق الحكومي، ودفعه في جيوب البعض من المحاسيب والمقربين من الموظفين ،الذين يوكل اليهم أمر تنظيم مثل تلك مهرجانات، ولكي يحضرونها في مابعد مع عائلاتهم واصدقائهم وتنتهي القصة ، أو " المزحة " والنكتة التي نعرفها جميعا، وحفظناها.أحيانا أشعر هنا في " غربتي " كما تقول تلك المغنية الامريكية الزنجية السوداء ، في أغنية من أغاني " البلوز " الحزينة المفعمة بالأسى،
 أشعر بأني : " طفل " يتيم، وبلا أم ، وبعيدا جدا ، عن ذلك " الوطن" الذي منحت.
صلاح هاشم
فقرة من كتاب " نزهة الناقد .التفكير المعاصر في السينما " لصلاح هاشم

كتب أخري للكاتب والناقد السينمائي



السبت، مارس 14، 2015

فيلم " خطة بديلة " دعوة الى الحل الفردي والتحايل على القانون بقلم مجدي الطيب



«خطة بديلة» دعوة إلى الحل الفردي والتحايل على القانون !

بقلم


مجدي الطيب

 
• زوايا التصوير أعادت اكتشاف أماكن تقليدية صُورت مئات المرات من قبل .. واستلهام «الكونت دي مونت كريستو» لم ينقذ الفيلم من الإخفاق



 
حب،خيانة وانتقام .. ثلاثة محاور تمثل المقومات الرئيسة للرواية الأشهر في العالم «الكونت دي مونت كريستو»،التي ألهمت الكثير من كتاب السينما العالمية،وقُدمت عبر الكثير من الأفلام المصرية؛مثل :«الكنز المفقود» (1939)،«أمير الانتقام» (1950)،«أمير الدهاء»(1965)،«دائرة الانتقام» (1976)،«الثأر»(1982)،«الأوباش»(1986)و«الظالم والمظلوم» (1989)، وهاهي تُلهم محمد علام كاتب سيناريو وحوار فيلم «خطة بديلة»،الذي كتب من قبل «سعيد كلاكيت» (2014) والمخرج أحمد عبد الباسط في تجربته الأولى في مجال إخراج الفيلم الروائي الطويل .
مع اللقطات الأولى للفيلم ينتقي المخرج زاوية تصوير مبتكرة تعكس هيبة وضخامة وشموخ مبنى دار القضاء العالي «حصن العدالة» لكن سرعان ما يسوق معنى متناقضاً،عبر «التترات»،التي تحول فيها دار القضاء إلى شظايا متناثرة بينما فقد ميزان العدل اتزانه،ومالت كفته،بعد أن فقد حياديته،وهي الرؤية التي يتبناها الفيلم من خلال المحامي الشريف «عادل أبو الدهب» (خالد النبوي)،الذي يرفض مجاراة صديقه القديم «طارق» (تيم حسن) في احتراف التلاعب بالقانون،والتفتيش في ثغراته لاستغلالها لصالح المجرمين،لكن حياته تنقلب رأساً على عقب بعد تعرض زوجته لحادث اغتصاب،على أيدي ثلاثة من أبناء الأباطرة،ما يؤدي إلى إجهاضها ثم وفاتها،ومثلما فعل «إدموند» بطل رواية «الكونت دي مونت كريستو»،يسعى «أبو الدهب» إلى الثأر من المتهمين،الذين برأهم القاضي «برهان» (عزت أبو عوف)،لعدم كفاية الأدلة،ولأن تقرير الطب الشرعي تم تزويره،عبر مرتشين،ويطلب رفع اسمه من جدول المشتغلين بنقابة المحامين،وينقلب على مبادئه،ويوافق على تقاضي مبلغ المليون دولار الذي قدمه الآباء على سبيل التعويض،وبعد أن يُصبح غنياً يبدأ رحلة الانتقام المنهجي مُستعيناً ب : «فريدة» (فريال يوسف) و«أشرف» (محمد سليمان)،اللذان عُرفا بالتلاعب بالقانون،بالإضافة إلى «بندق» (محمد السعدني) و«خفاش» (وائل علاء) اللذان دافع عنهما في قضية سرقة !
المثير أن فيلم «خطة بديلة» تميز بموسيقى تصويرية (محمد مدحت) ملائمة لأجواء الفيلم،وديكور (تامر فايد) معبر عن الخلفية الاجتماعية والاقتصادية للأبطال،بالإضافة إلى زوايا التصوير الأخاذة ( كاميرا سامح سليم) التي أعادت اكتشاف أماكن تقليدية صُورت مئات المرات من قبل،فضلاً عن المطاردات التي جرى تنفيذها ببراعة،رغم الإفراط في تقديمها،والتهامها غالبية مشاهد الفيلم (مونتاج عمرو عاكف)،والتوظيف الرائع للمفردات مثل : ميزان العدالة المائل،القصر الأبيض السابح في الملكوت،وكأنه في الجنة،بينما يتم التخطيط في داخله للشرور والآثام،بحجة تكريس العدالة،وإعادة الحق إلى نصابه وأصحابه،والتنفيذ الرائع لكابوس اختطاف شقيقة البطل،إلا أن السيناريو يقع في كم من الأخطاء التي تنزع عن الفيلم مصداقيته،وواقعيته،وتقوده إلى الوقوع في شرك التلفيق،وبناء المواقف التي تخاصم المنطق،كاقتحام منزل القاضي وتهديده وابنته في مشهد وعظي فج،والاختيار الذي لا يستقيم والعقل لنفس المتهمين لاغتصاب زوجة المحامي الفاسد «طارق»، بتحريض من «أبو الدهب»،لكي يتجرع الكأس الذي ذاقه من قبل؛خصوصاً أن المشاهد لم تُكتب،ولم تُنفذ،بشكل جيد،وتكرر الافتعال في سجن الشاب الثالث بسبب تشابه الأسماء،وهو الأمر الذي يتناقض والقول إن أباء الشباب الثلاثة شخصيات نافدة في المجتمع تتمتع بجاه ونفوذ وشبكة مصالح واتصالات واسعة !
سيطر على فيلم «خطة بديلة» هاجس البحث عن وسيلة لتحقيق العدالة،وسد ثغرات القانون التي يستغلها البعض للتلاعب بالقضايا،ولا يملك القضاة لها دفعاً،ما يدفعهم إلى تبرئة المتهمين،لكنه سقط في براثن الدعوة إلى الحل الفردي،وانتزاع الحق بعيداً عن القانون،في أسوأ استغلال لرواية «الكونت دي مونت كريستو»،وأسوأ اختيار لطاقم الممثلين؛فالمظهر العام للشباب الثلاثة (أحمد طه،هاني حسين ووائل سامي) وآبائهم (تميم عبده،صبري عبد المنعم وأحمد صيام) لا يوحي أبداً بانتمائهم إلى طبقة الصفوة أو علية المجتمع،بل يعكس فقراً إنتاجياً،في حين اتسم أداء خالد النبوي بالافتعال والتصنع والعصبية ونافسه تيم حسن بأداء غلبت عليه اللعثمة،وكأنه يقف أمام الكاميرا للمرة الأولى في حياته،وتراجعت فريال يوسف كثيراً،وضاعت الفروق بين أمينة خليل ورانيا الملاح .. وعزت أبو عوف !
فيلم «خطة بديلة» كان في حاجة إلى «خطة» من نوع آخر بعيداً عن «الشكل المدرسي»،الذي اختاره أصحابه،و«النهاية التقريرية»،التي تُذكرك بتعليمات الرقابة قديماً،وباستثناء الخدعة،التي تم الزج بها على طريقة أفلام «هيتشكوك»،يبدو الفيلم خطوة إلى الوراء مقارنة بأفلام كثيرة استلهمت «الكونت دي مونت كريستو»،وقدمت معالجة جديدة مثيرة،مثلما فعل المخرج سمير سيف وكاتب السيناريو إبراهيم الموجي في فيلم«دائرة الانتقام»،وفشل في الوصول إليها المخرج أحمد عبد الباسط والكاتب محمد علام الذي يُحسب له أنه لم يقل «أنا المؤلف» !


الجمعة، مارس 13، 2015

ياجدع . مقتطف من حفل موسيقي لمحمد أبو ذكري وفرقته حجاز في مسرح كافيه دو لادانس في باريس .فيديو صلاح هاشم


ياجدع. مقتطف من حفل موسيقي للفنان محمد أبو ذكرى وفرقته " حجاز " في مسرح " كافيه دو لا دانس " في باريس يوم الخميس 12 مارس 2015 وللنقل أو الاستعارة رجاء الإشارة الى المصدر مع الشكر
صلاح هاشم



من يصنع في العالم موسيقى الغد ؟. أوركسترا أبو ذكري للبهجة " حجاز " وباقة ورد بقلم صلاح هاشم


محمد ابو ذكرى وفرقة حجاز في من يصنع في العالم موسيقى الغد

من يصنع في العالم موسيقى الغد ؟
أوركسترا أبو ذكرى " حجاز " للبهجة، وباقة ورد..

محمد أبو ذكرى وأوركسترا حجاز في حفل كافيه دولادانس في باريس  .تصوير صلاح هاشم

بقلم


صلاح هاشم
 



قرحت جدا بالحفل الموسيقى  - من نوع " موسيقى الجاز فيوشن " الذي أحياه الفنان محمد أبو ذكري وفرقته على خشبة مسرح كافيه دو لادانس في باريس،  يوم الخميس 12 مارس، الساعة 8 مساء ،كما لوكنت حضرت فرحا  من الافراح التي كانت وماتزال  تقام في حينا العريق قلعة الكبش، كل يوم خميس في مصر، في السيدة زينب، وتحييها الفرق الموسيقية الجبارة ..قبلها وصلتني دعوة من الفنان عازف العود المصري محمد ابو ذكري - 24 سنة   - وصاحب البومين، البوم بعنوان " فوضى " والبوم بعنوان " حلقة الطريق " من البومات موسيقى الجاز فيوشن "JAZZ FUSION  الجاز المخلط أو المختلط ، وهو النوع الذي يضم  ويجمع عدة اتجاهات ومدارس وأساليب في التلحين والعزف، في  " مختبر " موسيقى الجاز، من الشرق والغرب، ويوفق ويصالح في ما بينها ، ويصنع منها " خلطة " موسيقية حريفة ، وفريدة من نوعها ، كما في نوع " الجاز الشرقي " الخارج لتوه من فرن الفيوشن، أو الخلاط الموسيقي الكبير، بتلك الانغام التي تطربنا ،وتأسرنا ، بالحان الجاز فيوشن ومؤلفاتها التي تفتح لنا طريقا الى موسيقى العالم ، وفهمها وتذوقها. وعلى الرغم من رداءة الطقس في باريس قمت في المساء وذهبت لحضور االحفل الموسيقى لمحمد أبو ذكري وفرقته " حجاز " الذي أقيم في مسرح " كافيه دولادانس " في حي الباستيل الشهير، وبحثت عن المسرح داخل زقاق من أزقدة الحي،  أو بالاحري بحثت عن ممر في حارة من حاراته، حتى وجدته قائما في ركن، وأمام المسرح طابور من المنتظرين فتح شباك التذاكر الذي لم يكن فنح بعد،  وأول مايأسرك حين تدخله هو تلك الألفة الحميمية التي تحتويك ، وكأنك دخلت خيمة ، يتأهب كل المدعوين فيها الى احتفال موسيقي عرمرم ضخم وكبير، لتصبح الخيمة بداية لكرنفال موسيقي فني كبير يستعد للنزول الى الشارع، كي يطوف في مظاهرة داخل تلك الحارات والأزقة القديمة العريقة في حي الباستيل الشهير،  ويدعو الى التصفيق لأبو ذكرى ، وحمله هو وفرقته حجاز على الأعناق ، فقد نجح أبو ذكرى في حفله الذي حضره جمهور غفير امتلأت به قاعة المسرح عن آخرها ،ولم يجد الجمهور الذي حضر بعد بداية الحفل مكانا له، فراح يرقد على البساط المفروش على الارض اما م المسرح، وقد احتضن وسادات صغيرة كتب عليها  اسم المسرح كافيه دو لادانس. كانت  يقينا حفلة موسيقية رائعة ، وتستحق عن جدارة باقة ورد تحية منا الى اروكسترا البهجة عند ابو ذكرى التي  جعلتنا بعزفها نسافر في العالم ،وأكدت لي ان ابو ذكري سوف يكون أحد هؤلاء الشباب من الموسيقيين، ليس في مصر وحدها بل في العالم، الذين سوف يشاركون في صنع موسيقى الغد وبعد ان صارت موسيقى الجاز معملا ومختبرا  لكل التجارب الموسيقية في العالم. لكن من هو محمد أبو ذكري ذلك الشاب المصري الموهوب الذي درس العود في مصر وعمره 11 سنة وقضى 4 سنوات في دراسة العود في مدرسة العود التي اسسها الموسيقار العراقي الكبير نصير شمة في مصر وتخرج فيها وعمره 14 سنة ؟ وماهي المجطات التي مربها في حياته قبل أن يغادر مصر ويستقر في مدينة ليون ومن هناك استطاع خطوة خطوة ان يصنع لنفسه مكانا في المشهد الموسيقي الفرنسي، ويجعله يلاقي كل هذا الترحيب الفرنسي الكبير لعبقرية " مصرية " مهاجرة في العزف ، واحتضانها لها في التو، وماهي الدروس المستفادة من تجربته ؟ .دعونا أولا ننطلق  للاجابة على كل تلك التساؤلات من عند وصولنا الى مسرح كافيه دولادانس في حي الباستيل الشهير ووقوفنا في طابور الانتظار الطويل ،الذي كان يمتد داخل الزقاق، ويخرج الى الشارع، وهو ينتظر فتح شباك التذاكر، وكان أول ما لاحظت في الطابور، تلك الفتاة التي كانت تحمل باقة من الزهور لكى تهديها عن جدارة واستحقاق لابو ذكرى وفرقته ....

( يتبع .. )


الأربعاء، مارس 11، 2015

من يصنع في العالم موسيقى الغد ؟ عود محمد أبو ذكرى في المشهد الموسيقي الفرنسي بقلم صلاح هاشم



من يصنع في العالم موسيقى الغد ؟ .
عود محمد أبو ذكرى 
في المشهد الموسيقي الفرنسي.
 أحفاد رفاعة على درب التنوير



 بقلم صلاح هاشم



من ياترى يصنع في العالم موسيقى الغد ؟ عود محمد أبو ذكرى في المشهد الموسيقي الفرنسي .
 يحيي الفنان الشاب محمد أبو ذكرى حفلا موسيقيا مع فرقته " حجاز "  غدا الخميس 12 مارس2015 في أحد أكبر مسارح باريس الموسيقية العريقة ونعني به مسرح" تياتر دي لادانس العريق، بحي الباستيل الشهير، في  قلب عاصمة النور باريس . " سينما إيزيس" سوف تحضر غدا الحفل، وتكتب عن هذا الحضور المتألق للعود المصري ، في المشهد الموسيقي الفرنسي ،على يد تلك الموهبة الموسيقية المصرية الشابة الفذة ،لذلك الشاب الأسمر الموهوب محمد ابو ذكرى( 25 سنة )  الذي حقق للعود المصري العربي الأصيل، حضورا أثيرا ومنيرا ومتالقا، لكن من هو محمدأبو ذكرى، وكيف صعد مع فرقته بسرعة في مشهد موسيقى الجاز JAZZ MUSIC وموسيقى العالم الورلد ميوزيك WORLD MUSICفي فرنسا ..والعالم ؟ دعونا نحضر حفله أولا..
صلاح هاشم


الأحد، مارس 08، 2015

تكريم فاتن حمامة في ربيع مالمو السينمائي ، والإحتفاء بسينما المرأة العربية




تكريم فاتن حمامة في ربيع مالمو السينمائي والإحتفاء بسينما المرأة العربية
محمد قبلاوي رئيس مهرجان مالمو يرحب بضيوف المهرجان من المخرجات العربيات

أصبحت مدينة مالمو السويدية عاصمة السينما العربية في أوروبا، في ظل تواصل فعاليات وأنشطة مهرجان مالمو للسينما العربية على مدار العام وفي عدة مدن سويدية ومع إطلالة نسائم الربيع الأولى استقبلت مدينة مالمو يوم السبت المهرجان الخاص بسينما المرأة العربية، الذي ينظمه مهرجان مالمو للسينما العربية سنويا، رغم أن المدينة شهدت في هذا اليوم عشرات الأنشطة احتفاءً بيوم المرأة العالمي، إلا أن ذلك لم يحل دون توافد المئات من عشاق السينما العربية سويديين وعرب، لمشاهدة عروض المهرجان الذي افتتح بتكريم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، واللافت أن نسبة كبيرة من الجمهور واكبت المهرجان من البداية حتى النهاية، فيما كان يتجدد ويزداد الجمهور مع بداية كل عرض
وعلى مدار أكثر من ساعة استقبل الجمهور نجمات وصانعات السينما العربية المشاركات في المهرجان، وهن المخرجة المصرية ماجي أنور، المخرجة التونسية أسمهان الأحمر، المخرجة المصرية نادين خان، ونابت الناقدة الفلسطينية أماني اللوباني عن المخرجة الفلسطينية ليلى عباس، وبعد حفل الاستقبال على وقع الموسيقى والأغاني العربية المتنوعة  التي قدمها الفنان طارق الحاج، قام المخرج محمد قبلاوي مدير مهرجان مالمو للسينما العربية بافتتاح المهرجان تحت اسم تكريم سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة وتكريم المرأة العربية والعالمية
تألقت المخرجة المصرية ماجي أنور بفيلمها الوثائقي التسجيلي الفاتنة، الذي أثار عاص الشجن تكريما لروح سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي شعر الجمهور بوجودها، من خلال رسالتها التي كانت قد سجلتها لمهرجان المنصورة في مصر، والتي تقول فيها " اشتقت لكم واشتقت للمنصورة وكان نفسي أكون معكم"، رسالة سوف يتردد صدها في الكثير من المهرجانات تخليدا لرسالته النبيلة في التعبير عن المرأة العربية بكل معانيها. بعد عرض الفيلم التقت المخرجة المصرية ماجي أنور مع الجمهور وتحدثت عن فاتن حمامة ودورها ومكانتها وعن الفيلم وظروف صناعته بعشرة أيام
وحول مهرجان سينما المرأة العربية في مالمو وتكريمه لفاتن حمامة، قالت المخرجة المبدعة ماجي أنور: هذه رسالة مشرفة ونشكر مهرجان مالمو وجميع القائمين عليه وخاصة المخرج محمد قبلاوي، لاهتمامهم الكبير بسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وتكريمه في يوم المرأة العالمي، خاصة أن فاتن حمامة دافعت عن حقوق المرأة في أن تعيش كما تحب هي أن تعيش، وتقول ماجي "أن فاتن حمامة هي ملخص لكي سيدات العالم، بكل الاضطهاد والرقي والأناقة"، وجهت ماجي الشكر للجميع النجوم الذين تحدثوا في الفيلم عن فاتن حمامة، كما شكرت الأستاذ سامح السريطي الذي بذل جهدا كبيرا في تنسيق اللقاءات مع الفنانين والنجوم



بكثير من الفرح والدهشة استقبل الجمهور الفيلم التونسي "تزوج " للمخرجة أسمهان الأحمر، التي عبرت عن فرحها بالعودة إلى مالمو مرة ثانية للقاء الجمهور والتحدث عن فيلمها، الذي عرض في الدورة الرابعة لمهرجان مالمو، وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الروائية القصيرة، وبعد عرض الفيلم استمرت البسمة على وجوه الناس أثناء اللقاء والحوار الجميل الذي دار بين المخرجة أسمهان الأحمر والجمهور، حيث أدارت الناقدة أماني اللوباني الحوار بين الجمهور والمخرجة، التي وجهت الشكر للمهرجان مالمو لتنظيمه هذا المهرجان الخاص بسينما المرأة، وقالت أننا نكافح من خلال السينما ومن خلال أفلامنا من أجل المرأة، ونذكر العالم في يوم المرأة العالمي بالمرأة وهمومها ومعاناتها، وعن فيلمها تزوج  قالت أن رسالته الأولى الضحك والتهكم على الواقع المرير. ورغم أن فيلمها تزوج يحمل الكثير من المعاني السياسية والاجتماعية، إلا أن أسمهان الأحمر تصر على التحدث عن الفن كإبداع وعن الإخراج وصناعة السينما، وعن دور المرأة في صناعة السينما ترى أسمهان أنها متواجدة وحققت حضورا كبيرا، ولا فرق في معاناة المخرجين سواء كانوا رجالا أم نساء
أما الفيلم الوثائقي الفلسطيني "صقيع وغبار" للمخرجة ليلى عباس ، سلط الضوء على معاناة المرأة العربية في الهجرة واللجوء وداخل الوطن، شعرت الكثير من النساء اللواتي حضرن الفيلم أنه يتحدث عنهن وعن معاناتهم، وأنهن جميعا مررن بذات المواقف التي تعرض لها الفيلم، وقد عبر عن ذلك من خلال الحوار الذي دار بين الجمهور والناقدة أماني لوباني، التي نابت عن المخرجة ليلى عباس في مناقشة الفيلم، فكان النقاش بمثابة ندوة تسلط الضوء على المرأة العربية ومعاناتها في الهجرة، وهي ندوة مقررة ضمن فعاليات المهرجان، ورتبت لتكون بعد عرض فيلم غبار والصقيع لصلته الوثيقة بالموضوع.
واختتم المهرجان بالفيلم الروائي الجميل " هرج ومرج" للمخرجة  المصرية المبدعة نادين خان، وهو فيلمها الروائي الأول الحاصل على عدة جوائز في عدة مهرجانات، ورغم أن اليوم اقترب من نهايته إلا أن ذلك لم يطفئ  شوق الجمهور لحضور الفيلم واللقاء مع صانعته المخرجة نادين خان، التي عبرت عن دهشتها لمتابعة الجمهور لكل عروض المهرجان من الصباح حتى المساء، وتقول نادين أنها تشعر بسعادة كبيرة لأنها للمرة الأولى تشارك في إحدى فعاليات مهرجان مالمو للسينما العربية، وتقول أن المهرجان يتمتع بتنظيم جيد، وجمهور واسع، وقد لاحظت منذ العرض الأول أن الجمهور ثابت ولم يشعر بالثقل أو الملل، وأن معظم الوجوه لم تغادر المهرجان، مع تجدد وتزايد الجمهور مع كل عرض.
وعن هرج ومرج تقول نادين خان أنه لامس الواقع، وهو ابن الواقع المصري، ولكنه يعبر عن أي مجتمع، إذ يتشابه واقع المجتمعات من حيث المنطق، مع اختلاف التفاصيل ومستويات العيش، لكن حالة المجتمع المغلق والمدار بالكنترول، والذي تأتيه الموارد بأشكال مختلفة، إلا أن هذه الموارد توزع على الناس، بشكل يبقيهم ضمن مستوى معين من العيش، وتكون الحالة أكثر مأساوية وقسوة في المجتمعات الفقيرة، تقول نادين أيضا أن هرج ومرج لا يتحدث عن مجتمع وليد، بل يتحدث عن شعب قديم وعريق وله ثقافته وحضارته وتطلعاته التي يجب أن تحترم
وعن فكرة الإذاعة في الفيلم تقول نادين أنها قصدت أن يكون لهذا المجتمع إعلامه الخاص، والميدايا الخاصة به، وهي رسالة عن خلق الإعلام في المنطقة ككل
فيلم هرج ومرج عبر عن مدرسة نادين خان الخاصة بالإخراج، والتي تصفها نادين بالسير وراء المشهد ليصنع ذاته بذاته. وحول المرأة ترفض نادين استغلال المرأة في السينما بشكل نمطي واستثماري، وتقول أنه يجب تكثيف حضور المرأة كموضوع في السينما بكل معانيها
وهكذا أسدل الستار على المهرجان الخاص لسينما المرأة العربية في مالمو، إلا أن الستار لم يسدل على الأنشطة والفعاليات التي وعد مهرجان مالمو للسينما العربية بأنها ستستمر طوال العام، وها هو مهرجان مالمو يستعد لدورته الخامسة بين 2- 6- أكتوبر 2015، إذ كان قد أعلن قبل فترة وجيزة عن فتح باب تسجيل الأفلام الراغبة في المشاركة، وإلى حين حلول موعد المهرجان المركزي، سوف يواصل المهرجان جولته على عدة مدن سويدية، من ضمنها العاصمة السويدية استوكهولم

السبت، مارس 07، 2015

عن فيلم " أم كلثوم ، صوت يشبه مصر " في الدورة الأولى لمهرجان " جاز وأفلام " للموسيقى في السينما بقلم محمد عبد الرحيم

مختارات سينما إيزيس



الوثائقي «أم كلثوم… صوت يُشبه مصر»: مرثية طويلة لعصر النهضة المصرية


بقلم

محمد عبد الرحيم



القاهرة ـ «القدس العربي»: واكب الفيلم الوثائقي «أم كلثوم.. صوت يُشبه مصر» لمخرجته الأمريكية ميشال غولدمان» الذكرى الأربعين لوفاة أم كلثوم (31 ديسمبر/كانون الأول 1898 ــ 3 فبراير/شباط 1975).
ورغم أن إنتاج الفيلم يعود لعام 1996 ــ 67 دقيقة ــ إلا أنه يُعرض جماهيرياً للمرّة الأولى في مصر، ضمن مهرجان «جاز وأفلام» في دورته الأولى، الذي يحاول أن يجمع بين موسيقى الجاز والفيلم السينمائي، كما أشار مدير المهرجان الناقد والمخرج صلاح هاشم، والذي أقيم في سينما نادي الجزويت في القاهرة. كتبت سيناريو الفيلم الباحثة الأمريكية فيرجينيا دانلسون، المتخصصة في موسيقى تراث الشعوب، وهو عن كتاب لها يحمل اسم الفيلم نفسه، تتبعت فيه صعود أم كلثوم ووصولها إلى العالمية. شارك من مصر كل من مدير التصوير كمال عبد العزيز، وشاركت شركة مصر العالمية بتقديم الصور واللقطات الأرشيفية، إضافة إلى تنفيذ العمليات الإنتاجية للفيلم.


الفيلم حاز العديد من الجوائز، أهمها جائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير في مهرجان شيكاغو الدولي عام 1997.
كثير من الأفلام التي تناولت أم كلثوم، سواء كانت أعمالا روائية أو وثائقية، أو دراما تلفزيونية، إلا أن الفيلم هنا تجاوز مرحلة التوثيق بخلقه حالة درامية يسعى إليها كل عمل فني جاد. حالة مجتمع، وحالة نهضة، وحالة وعي. امرأة تأتي من ريف مصر، تشبه الكثيرات من بنات الريف، وتصبح رمزاً يلتف حوله الجميع.
أشار الفيلم إلى نهضة نسائية في بدايات القرن الفائت، صحافيات وممثلات وسياسيات، ولكن السؤال يظل في أيهن كان لها التأثير الأكبر في حياة الناس؟! حتى الآن نستمع لأغنيات أم كلثوم ونرددها بيننا وبين أنفسنا، نسمعها في المواصلات العامة، والمقاهي الشعبية، والموالد، ومقاهي الصفوة وجلساتهم، وأصوات شابة تتحسس خطواتها في عالم الغناء تترنم بأغنيات الست أم كلثوم. تغيّرت البنى الاجتماعية من الأربعينات والعهد الملكي، ثم حركة يوليو 1952، وهزيمة 1967، وأكتوبر 1973.
المحطات التاريخية للأسف علاماتها تبدو من بعيد كحوادث سياسية في المقام الأول، لكن صوت أم كلثوم لم يغب عنها ولو للحظة. فمسيرتها تشبه بالفعل مسيرة المجتمع المصري، محاولات نهوضه ووعيه، وصولاً إلى حفلتها الأخيرة وقد خانها صوتها على المسرح للمرّة الأولى، فلم نسمع منها سوى حشرجة الاختناق بالبكاء. ها هو عهد ينقضي، وزمن أمامها يمضي بلا رجعة، وهو زمننا نحن. لحظة الانهيار هذه جسّدها اختناق صوت «الست»، لحظة تفاقمت تبعاتها حتى الآن، في عقد مقارنة بسيطة بين وجوه المصريين وضحكاتهم وسماتهم التي تبدّلت للأسف إلى غير رجعة. عصر مضى بأحلامه وتفاصيله وأوهامه، وحاضر خانق لا يُحتمل.
«الست» أنهت حياة صاخبة في وقفتها الأخيرة على المسرح، كحياة المصريين، وماتت بالفعل في هذه اللحظة، بخلاف موت جسدها في النهاية. هذه هي الحالة التي خلقها الفيلم، وشعر بها المُشاهِد من دون مواربة، أو تزييف.

إيقاع السرد

اعتمدت المخرجة على عدة أصوات سردية في الفيلم … بداية من صوت الرواي، الذي أداه الفنان عمر الشريف، وهو نص يحمل سمات اللغة الشعرية، ساعد إلقاء عمر الشريف له بجعله يقترب من حالة الشعر، عن حياة أم كلثوم ورحلتها من إحدى قرى شمال مصر، ووصولها القاهرة، وارتباطها بالطبقة الأرستقراطية وقتها، وفئة المثقفين الذين ساعدوها، لما وجدوا في صوتها أنه أحد أهم مظاهر التعبير عن مصر، في وقت الاحتلال الأجنبي، فكان الاعتزاز بكل ما هو مصري وله قيمة.
إضافة إلى ما فعلته من خلال عدة ملحنين، بداية بالشيخ أبو العلا محمد، ووصولاً إلى تعاونها مع محمد عبد الوهاب في بداية ستينات القرن الفائت. بخلاف التعليق جاءت الأغنيات ومراحلها التاريخية والاجتماعية، ومظاهر التجديد في الموسيقى العربية من خلال صوتها، الذي أصبح عنواناً للأغنية العربية في العالم.
ومن ناحية أخرى جاءت الصور الفوتوغرافية لأم كلثوم وحفلاتها، خاصة التي أقامتها بعد 1967 وهو ما عُرف بحفلات دعم المجهود الحربي، وزيارتها للدول العربية والعالم، على رأسها تونس واستقبال بورقيبة وزوجته لها، وباريس والاحتفاء اللافت الذي لاقته من الجاليات العربية هناك، والعديد من الفرنسيين أنفسهم. وأخيراً عدة شهادات من الذين اقتربوا منها أو تناولوا موسيقاها بالعزف والتحليل منهم، سليم سحاب والمؤرخ الموسيقي عبد الحميد توفيق زكي وشخصيات أخرى كسعد الدين وهبة، الذي يذكر موقفها عند محاصرة الجيش للقصر الملكي في الإسكندرية، قبل خروج فاروق، وموقفها وقت موت عبد الناصر، وقد انزوت في حجرة صغيرة في بيتها لعدة أسابيع، وهنا يتم عقد مقارنة ما.. بين رجل سياسي اختلفت حول أفعاله الآراء ــ حتى الآن ــ ومطربة جسدت بوجودها وصوتها حالة مجتمع بالكامل، صار الاختلاف على فنها وما قدمته للأغنية العربية ولمصر خاصة، محل جدل غير ملحوظ. فأي زعامة، وأي منهما كان له التأثير الأكبر في نفوس الناس؟ ليس الآن فقط، ولكن بعد الكثير من السنوات الآتية؟
كما جاءت ضمن ضيوف الفيلم كاتبة السيناريو، ومؤلفة كتاب «أم كلثوم/صوت يُشبه مصر» فيرجينيا دانلسون، لتتحدث عن بحثها وما اكتشفته من ارتباط صوت أم كلثوم وموسيقاها بالمجتمع المصري، حتى أنها تجري حواراً مع أحد عازفي فرقة أم كلثوم، الذي تحدث عن تجربته في أغنية «أنت عمري» وأن جميع العازفين كانوا يحفظون اللحن، من دون نوته موسيقية، يبدأ كل منهم في التعامل بأذنه ثم يضيف من موهبته وروحه، من دون التقيّد التام باللحن، هكذا كان يرى عبد الوهاب، وهكذا غنّت أم كلثوم.
ومن الشخصيات الأخرى التي أضافت تفسيرات اجتماعية على ظاهرة «الست» كل من المفكر محمد عودة، الذي يرى أن صوت أم كلثوم لا يقتصر على منطقة بعينها من مناطق مصر، فهو يجمع ما بين الريف والقاهرة والصعيد، فهو الأكثر والأجدر تعبيراً عن الروح المصرية. كذلك المؤرخ والصحافي صلاح عيسى، والمخرج توفيق صالح، ونجيب محفوظ، الذي أشار إلى تأثير أم كلثوم على مزاج وروح الشخصية المصرية، قاصداً الناس العاديين.
وهنا تتجول الكاميرا في الشوارع والمقاهي ووسائل المواصلات في القاهرة، وتتوقف أمام أحدهم ليتذكر قصة حبه التي ارتبطت بأغنية معينة لأم كلثوم «أنت عمري» كانت تذاع للمرّة الأولى، لم يزل الرجل يتذكّر، ولم تزل الأغنية تتردد على لسانه. وفي لقطات ذكية جداً ــ مصنوعة بالتأكيد ــ يجلس بواب إحدى العمارات وبجواره راديو يُذيع أغنية لأم كلثوم، ويصعد أسانسير البناية ليمر بالعديد من الشقق، فيتعدد شريط الصوت المُصاحب للصورة بتداخل أصوات وأغنيات موسيقية مختلفة، أغلبها غربي، حتى يصل الأسانسير ويتوقف أما إحدى الشقق ليتسرب منها صوت أم كلثوم في أغنية أخرى من أغنياتها.

الجنازة والختام

لم يفلت الفيلم من عقد مقارنة بين جنازتي عبد الناصر وأم كلثوم، تكاد الوجوه والأعداد تتشابه، هنا جنازة عسكرية وهناك جنازة شعبية لم تحدث لأحد من قبل، الجميع يرفع صورها، والشوارع التي أغلقها زحف البشر من كل اتجاه، وجوه تبكي تاريخها الخاص وذكرياتها التي ارتبطت بصوت «الست»، هذا الصوت الذي شك الجميع في أن تأتي لحظة ويتوقف، وجوه مندهشة غير مُصدقة لما حدث، وبالتأكيد لم تكن لتصدق ما سيحدث بعد ذلك في حياتها، من تغيّر تام لطبيعة وإيقاع هذه الحياة، حالة اغتراب تأكدت ــ هكذا يوحي الفيلم ــ بعد صمت أم كلثوم، ربما فارق الصوت وجوده في لحظة اختارها ــ هنا يصبح الخيال والتأويل هو المُفسّر للحدث ــ تاركاً الذكرى وحدها، كحالة من قداسة لن تُمَس، فقط الذكرى.. ربما تنفع.
وحتى لا يصل الأمر للحظة انفجار نتيجة هذا الشحن العاطفي المتواصل، تختتم المخرجة ميشال غولدمان الفيلم بأغنية «غني لي شوي شوي» من فيلم «سلامة» عام 1944 لتبدو أم كلثوم في حالة قصوى من شباب الصوت والجسد، وأغنية مرحة مُبهجة تتغنى بها، باسمة في وجه الجمهور، مؤكدة في النهاية بأن .. «المغنى حياة الروح».

محمد عبد الرحيم

عن جريدة " القدس العربي " الصادرة في لندن بتاريخ 1 مارس 2015

الثلاثاء، مارس 03، 2015

ياقلبي آه أو كيف جعلتني أمي النوبية الحاجة سيدة أحب أم كلثوم بقلم صلاح هاشم . فقرة من كتاب " الحصان الشارد "



فقرة من كتاب " الحصان الشارد " بعنوان

يا قلبي آه، أو كيف جعلتني أمي النوبية الحاجة سيدة أحب أم كلثوم ؟

 
ورثت عن أمي النوبية "الحاجة سيدة سيد محمد مرزبان" حب الغناء، فقد كانت تفتح بعد أن تفرغ من صلاتها الراديو، وتجعل كل أغنيات أم كلثوم ،تطغي على كل الأصوات، و تشمخ بشدوها إن ياقلبي آه .. الحب وراه ! .
ياقلبي آه ، كما اكتشفت في مابعد، كانت هى " الوصلة " التي جعلتها ، وبفضل عشق أمي للغناء، تقربني ، من كل حبيب .

صلاح هاشم

  الصورة المرفقة لقطة من فيلم " رجل وإمرأة " للمخرج الفرنسي كلود ليلوش وصورة من مقال في مجلة صباح الخير عن أمي النوبية الحاجة سيدة

الاثنين، مارس 02، 2015

حوار مع المخرج السوري الكبير اسامة محمد : منابع ماء الفضة بقلم صلاح هاشم



قبل أن نقرأ الحوار مع أسامة محمد ، كتب صلاح هاشم مباشرة بعد أن شاهد فيلم " ماء الفضة " في مهرجان كان 67 المقال التالي

فيلم " ماء الفضة " لأسامة محمد  : سمك يتظاهر
 تحت الماء، ويطالب بإسقاط نظام الأسد في سوريا
المخرج السوري الكبير أسامة محمد
بقلم
صلاح هاشم


     
 الف صورة وصورة لسوريا  في ما هو  أكثر من فيلم . في "صرخة".. و" نداء " الى ضمير العالم الحر، إن تحرك. من سينما القاتل وسينما القتيل،يجدل المخرج السوري الكبيرأسامة محمد شريطا مرعبا لـ " سينما الحقيقة " يقترب به من روح الشعر و القصائد الروحانية الكبرى. حتى السمك في فيلم " ماء الفضة " ، يتظاهر تحت الماء ضد نظام بشارالأسد ، ويطالب بإسقاطه !

--
 
من أقوي الأفلام "السياسية" المباشرة التي عرضها مهرجان " كان " السينمائي 67 ضمن قائمة الاختيار الرسمي وخارج المسابقة الرسمية ، فيلم " ماء الفضة"SILVERED WATER  ،أو صورة ذاتية لسوريا " من اخراج السوري أسامة محمد والسورية الكردية وئام سيماف بدرخان ، الذي عرض في " عرض خاص "  في المهرجان ، وأعتبره " تحفة " سينمائية بكل المقاييس وأكثر من فيلم ..

حيث يروح أسامة محمد ينسج من فيلمه، الذي ينتمي الى نوع سينما الحقيقة CINEMA VERITE في الفيلم التسجيلي كما في افلام الهولندي جوريس ايفانز والفرنسي جان روش والروسي ديجا فيرتوف ،ولايهم هنا ان كان ينتمي أو لاينتمي، فليست هذه القضية، المهم انه قد تحقق.. ليكون بمثابة  " صرخة" مروعة .. تخاطب ضمير العالم المعطوب.. وتدين لامبالاته ..

 فيلم حققه أسامة وصاحبته السورية الكردية "سيماف"- SIMAV   تعني الكلمة بالكردية "ماء الفضة "-  ومن هنا عنوان الفيلم الذي يحكي عن صداقة، نشأت علي شبكة الانترنت - بين مخرجنا السوري الهارب من جحيم الحرب ، ويقيم حاليا في باريس –  بعد أن فرضت عليه اقامة جبرية حين عرف انه هالك لامحالة لو عاد الى بلده..
 حققه مع صديقته إذن، ونجحا يقينا في ان يجعلا من فيلمهما "صورة" لما يحدث الآن في أنحاء البلاد، وصورة - من صنع سيماف المخرجة السورية الكردية – لذلك الحصار المرعب في مدينة حمص حيث تروح الكلاب، تنهش الجثث الملقاة داخل الأحياء المهدمة بأكملها ، وعلي رصيف الشوارع المهجورة التي تعبرها الريح..
ومن مخزون الصور التي التقطت للحرب أو الحروب المشتعلة في سوريا، والثورة على نظام بشار الأسد والمطالبة بإسقاطه– ومن أبرز مشاهد الفيلم  مشاهد تعذيب التلميذ السوري الذي يقوم جلادو النظام بتعذيبه بعد ان كتب في كراسته الشعب يريد اسقاط النظام ،  "أجمل " مشاهد الفيلم الذي لانعرف معه، إن كان من المناسب هنا استخدام لفظ "اجمل" أو" أبشع" ، حين تكون المشاهد الأبشع وليس الأجمل هي المشاهد الغالبة فيه، فلنقل أنه من "أطرف " مشاهد الفيلم التي تحضر ، وتبرز فجأة من بين مشاعد السحل والقتل والحبس والتشريد والتعذيب، وكل صور القتل من اختراع زبانية العصور الوسطي، تبرز لقطة لبعض السوريين الذين يتظاهرون تحت الماء ،وهم يرتدون ملابس وعوينات الغطس ، ويحملون لافتة مكتوب عليها " السمك يريد إسقاط النظام ..
وهي يقينا لقطة طريفة ترويحية، تجعلنا نبتسم، بعد أن يكون اسامة وصاحبته قد القوا بنا في جحيم الشارع السوري، ومدنه وأحيائه ، وقراه، لنرى صور القتل والدمار والتعذيب والرعب، وانتهوا من صنع فيلمهم، من الف صورة وصورةمن ضمن تلك الصور التي شاهدناها في الريبورتاجات التلفزيونية ، ومن الصور الملتقطة لضحايا الحرب من الاطفال والرجال والشيوخ والنساء والاطفال العزل ( صور القتيل.الضحية )ومن الصورالتي التقطها جنود النظام ( صور القاتل. )وهم يؤدون واجب القتل والتشريد والهدم والتعذيب ، وترويع شعب بأكمله..
شعب يأبى أن يترك او يغادر ويتشبث بوطنه، ويرفض التشريد، مثل السورية الكردية وئام سيماف بدرخان من حمص التي تتعرف على اسامة محمد بواسطة الانترنت،  وتكتب له عن رغبتها في صنع فيلم معه عن الحرب ويكون أول أفلامها ، وتطلب منه ماذا يريد أن تصور له بالضبط ، فيطلب منها ان تصور له كل شييء في حمص تحت الحصار والدمار
سطوة الحرف
ومن خلال الف صورة وصورة - ونحن نسمع صوت أسامة محمد يحكي ويعلق ، يكتب ويشطب ويمسح على " سبورة " الشاشة ، كما فعل جودار في بعض أفلامه كما في فيلم " الصينية " أو " ثلاثة أشياء أعرفها عنها " يكتب ويطلب أسامة من سيماف ان تكتب أيضا ، فالكتابة مثلها مثل الصورة هي " شهادة " ضرورية، بكل امتداداتها ودلالاتها الروحانية ، بل ويطلب أن لا تهجر سيماف الكتابة ويجادلنا ويتهم ذاته بأنه قد خان ،وتتتابع وتتراكم مشاهد الفيلم ، بالاضافة الى اللقطات التي صورها أسامة واللقطات التي صورتها سيماف لحصارحمص الدموي المدمر، بل لقد صورت سيماف نفسها أثناء اجراء عملية جراحية لها حيث نراها وطبيب يقوم بتخييط جرحها من دون بنج أو مخدر ن صورت كل شييء كما طلب أسامة لتجعل الكاميرا امتدادا للحواس ، وتلك العين التي تري المدينة وتتجول مع اطفالها ،وتضع الزهور على شواهد قبورالآباء والامهات الذين كانوا، وتتجول مع طفل وهو يحاول الهروب من بندقية قنّاص ، وتجعلنا نتعرف على اطفال حمص التي جمعتهم سيماف وانشات لهم مدرسة ، وتتراكم طبقات الصور مثل رف ، طبقة فوق طبقة، وتصبح هرما من طبقات من الصور المرعبة المخيفة التي تسكن ذاكرتك، مثل الكوابيس المرعبة المخيفة التي تجعلنا ومعها ، إما أن نغادر الصالة ، وقد فعلها البعض،  وخرجوا بالفعل – أعني بعض المشاهدين - في التو ،ولم يقدروا على تحملها بعد أن وضعنا أسامة بفيلمه في قلب الدمار والرعب، وإما أن نتجمد ولانستطيع أن نغادر ونشارك أسامة محمد صرخته وندائه

يقول المخرج السوري الكبير أسامة محمد عن فيلمه : في سوريا هناك اناس يصورون ويموتون كل يوم ، وهناك أيضا أناس يقتلون، ثم يصورون ضحاياهم وقتلاهم كل يوم أيضا ، وقد صنعت فيلمي من " سينما القتيل " و من "سينما القاتل " وحيث اني لم اكن قادرا في باريس على عمل اي شييء سوى تصوير السماء ، فاني اهتديت بحبي لبلدي سوريا في عمل مونتاج لكل الصور التي وصلتني وصنع " بورتريه " لسوريا الآن، ولذلك فالفيلم يحكي من خلال علاقة الصداقة التي نشأت وتطورت وتوطدت مع ويام سيماف قصة الدمار المرعب الذي لحق بهذا البلد، وقصة صنع هذا الفيلم الرائع المبهر الذي يمكن اعتباره وثيقة على هلاك شعب وأمة على يد الرئيس بشار الأسد.. ونظامه..
فيلم " ماء فضة " هو درس في السينما العظيمة بلغة الصورة ومن دون ان ننسى الموسيقى أو شريط الصوت الفاعل المؤثر الذي وجدناه أشبه مايكون بالمبرد الذي يقوم بسن سكاكين الصور في الفيلم فيعمق من أثرها ويزيد من تأثيراتها وحدتها. .
فيلم " ماء فضة " هو علامة من علامات السينما الوثائقية العربية الجديدة، وعلامة أيضا على دخولها عصر جديد ، عصر تقترب فيه  هذه السينما أكثر من الشعر، .. وروح القصائد الروحانية الكبري ..

عن جريدة " الوطن " المصرية

***
وهنا الحوار الذي أجراه صلاح هاشم مع أسامة محمد ونشرته مجلة " الدوحة العدد89 عدد شهر مارس 2015 


أسامة محمد .. منابع «ماء الفضة»

حوار: صلاح هاشم مصطفى

فيلم «ماء الفضة» للمخرج السوري، المنفي بباريس، أسامة محمد، تحفة سينمائية بامتياز، ولأنه كذلك فقد حجز مكانه السنة الفارطة ضمن فئة العروض الخاصة الرسمية في مهرجان «كان» السينمائي في دورته 67. مخرج الفيلم صاحب بصمة مُتميزة في السينما العربية، هو من مواليد اللاذقية عام 1954، درس الإخراج في جامعة موسكو، وتخرَّج فيها عام 1979. أخرج عدداً من الأفلام القصيرة :كـ«اليوم وكل يوم» و«خطوة خطوة». لمع اسمه في السينما السورية حين حَقّقَ لها أحد أفضل أفلامها الروائية الطويلة كتابةً وإخراجاً «نجوم النهار» الذي عُرِضَ على هامش مهرجان «كان» في تظاهرة «نصف شهر المخرجين» عام 1988، فضلاً عن نيله السعفة الذهبية في مهرجان بلنسية الإسباني في نفس السنة. ويُعدّ فيلمه «صندوق الدنيا» (2002) أول فيلم سوري يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان»...
في هذا الحوار يحكي أسامة محمد لـ«الدوحة» عن فيلمه التسجيلي الجديد «ماء الفضة»، الذي أخرجه بالتعاون مع المخرجة الكردية وئام بدرخان.



فيلم «ماء الفضة» للمخرج السوري، المنفي بباريس، أسامة محمد، تحفة سينمائية بامتياز، ولأنه كذلك فقد حجز مكانه السنة الفارطة ضمن فئة العروض الخاصة الرسمية في مهرجان «كان» السينمائي في دورته 67. مخرج الفيلم صاحب بصمة مُتميزة في السينما العربية، هو من مواليد اللاذقية عام 1954، درس الإخراج في جامعة موسكو، وتخرَّج فيها عام 1979. أخرج عدداً من الأفلام القصيرة :كـ«اليوم وكل يوم» و«خطوة خطوة». لمع اسمه في السينما السورية حين حَقّقَ لها أحد أفضل أفلامها الروائية الطويلة كتابةً وإخراجاً «نجوم النهار» الذي عُرِضَ على هامش مهرجان «كان» في تظاهرة «نصف شهر المخرجين» عام 1988، فضلاً عن نيله السعفة الذهبية في مهرجان بلنسية الإسباني في نفس السنة. ويُعدّ فيلمه «صندوق الدنيا» (2002) أول فيلم سوري يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان»...
في هذا الحوار يحكي أسامة محمد لـ«الدوحة» عن فيلمه التسجيلي الجديد «ماء الفضة»، الذي أخرجه بالتعاون مع المخرجة الكردية وئام بدرخان.
§ بداية، ما الذي دفعك إلى إخراج فيلم «ماء الفضة»؟
- كنت في غربتي في باريس «المنفى» على قناعة بأني يجب أن أُنجز هذا الفيلم بالذات، فعلى المستوى الشخصي أشعر الآن بأني في «حالة حصار»، فلم أكنْ أصدق حتى ذلك الوقت بأني غادرت وطني سورية.. وأنه مازال هناك بشر يُقتلون ويتساقطون كل يوم.. وأن أعدادهم أيضاً في تزايد، وأني مازلت أشاهد الشعب السوري الذي أنتمي إليه، وهو يُعبّر عن مشاعره، ويطالب بحريته، وحين أتحدّث عن «شعبي»، فأنا أعني «نافورة الجمال» من الشباب السوري الذي أشعل فتيل الثورة، وبدأ بالثورة. كنت أمرّ في ذلك الوقت بأسود أيام حياتي، كنت أمرّ بلحظات ألمٍ عارمٍ، وكنت آنذاك أتساءل كيف أخدم بلدي سورية وشعبي، وعند كل دورة كنت أسأل ماذا أستطيع أن أُقدّم لهما، فبدأت أكتب بعض المقالات حاولت فيها أن أصف ما يحدث هناك، لكن بلغة فنية خلّاقة، لكني كنت أقول لنفسي.. «حسناً، كل هذا جميل، لكن ماذا بعد؟ ما الذي تستطيع أن تفعله أكثر من هذا؟».
§ المخرجة الشابة وئام بدرخان في حمص وأنت في باريس، هي في الميدان وأنت تراقب من بعيد.. حدثنا عن هذه المسافة التي انتفت بتعاونكما في إنجاز هذا الفيلم.
- كانت لحظة البداية حين شاهدت على «اليوتيوب» منظر الطفل السوري الذي اُعتقل وعُذِّبَ في الحبس، روّعني منظره، وشعرت بالرعب وأنا أشاهده، وكان هذا «المنظر» هو المشهد المؤسس للفيلم. كنت في باريس حين وصلتني أول رسالة من وئام، المقيمة في مدينة حمص، وكانت الرسالة عبارة عن قصيدة تسألني فيها: «ماذا تفعل لو كنت مكاني هنا في مدينة حمص، تحت الحصار، وماذا تريدني أن أصوّر؟ ومن أين أبدأ؟..»
تابعت، كما كل الناس، الصور المرعبة الحاصلة في سورية، نُقصف بها في كل لحظة، ومن خلال هذه الصور والأحداث التي صوّرها شباب بدا لي كما لو أن تاريخاً جديداً للسينما السورية قد وُلِدَ بالفعل مع الثورة، وما ألهمني هو الأحساس بأن «اللغة السينمائية» في مُجملها وبكل مكوناتها من لقطات، اللقطات المقربة، أو اللقطات الطويلة العامة، موجودة ومُتحقّقة في تلك الأفلام، بل إنها تُخترَع أيضاً من جديد!.. كانت «لحظة صدق» أشرقت فجأة في حياتي، لحظة قريبة من الموت، لحظة تريد أن تُعبّر عن نفسها في اللحظة الآن، ولابد من الإمساك بها فوراً، والبدء في تصويرها، وهو الأمر الذي يجعلك ويمنحك الإحساس بأنك حين تصوّر أو تبدأ في تصوير فيلم ما، بأنك «تعيش» وتقاوم الموت!. بدأت في تصوير الفيلم حين أرسلت لي وئام بعد رسالتها المذكورة مجموعة من الأفلام التي صوّرتها بنفسها، وكتبت لها رسالة شكر على فضلها في إخراجي من الوضع المتأزم الذي كنت أعيشه في عزلتي الموحشة بالمنفى الباريسي..
§ حدثنا عن شكل الفيلم واختياراته الفنية، وعن موقعه ضمن خارطة السينما السورية الجديدة
- طوال تجربتي حاولت أن أُدافع عن السينما من منظور تصوّري للسينما كوسيط إعلامي، فالسينما كما أراها هي لغة خاصة، حيث تستطيع الصور مع شريط الصوت أن تعبّر عن موقف أو تبرز رؤية جديدة للحياة.. وأعتقد بأنه مع قيام الثورة السورية كانت هناك ثورة في السينما السورية تتشكّل عبر الصور اليومية. ومن خلالها تشكّلت لدي قناعة بأني أستطيع أن أبدأ الفيلم ببعض الصور التي أرسلتها لي وئام، لأنها كانت تحكي قصة، وكانت وئام حين ظهرت في حياتي تُمثّل تجسيداً لجيل جديد من السينمائيين من الشباب في سورية.
أحب أن تكون في أفلامي مستويات مُتعدّدة من السرد، حكاية فوق حكاية فوق حكاية، وسعيت منذ البداية إلى نقل أصوات عديدة، أصوات شعب بأكمله، وخاصة منهم الذين التقطوا الصور والمشاهد التي صارت مُتاحة على شبكة الإنترنت، ولا يُعرَف لها صاحب، ولا تُذكَر أسماء أصحابها خوفاً عليهم من العقاب والبطش، ولذلك ذكرت بأن أصحاب الفيلم أيضاً ليس أسامة محمد مخرجه فقط، بل هو من صنع الآلاف من السوريين، فقد عرفت من اللحظة التي شاهدت فيها أفلامهم بأنها تصلح لأن تكون حكاية من الحكايات الكثيرة التي أرويها في الفيلم، وشعرت بالارتياح، فقد عرفت أيضاً بأني أسير هكذا على الطريق الصحيح لإنجاز الفيلم ..
في البداية رفضت استخدام صوت الراوي في الفيلم، الدليل أو المرشد الذي نستمع إلى صوته قادماً من خارج الفيلم ليقودنا في رحلتنا مع مشاهد الفيلم، لكني حين انغمست كلية في الصور التي حصلت عليها شعرت بأني واحد من هؤلاء «الشعراء المنسيين» الذين التقطوا كل تلك المشاهد ويقفون خلفها وهم أصحابها، فارتأيت أن يكون في الفيلم «حكواتي» أو راوٍ يحكي القصص دون أن يكون هذا الدور مقتصراً فقط على شرح الصور، وإنما على التأمل فيها والإيحاء بدلالاتها وأسئلتها، وقد شعرت وقتها بأني أستطيع أن أصنع من مجموع الصور أكثر من فيلم واحد، أو فيلم طويل يستغرق عرضه أكثر من أربع ساعات.

عن مجلة " الدوحة " العدد 89 شهر مارس 2015