الأحد، نوفمبر 25، 2007

نقد سينمائي : عماد النويري يكتب عن فيلم بيوولف والكمبيو سينما

عماد النويري








فى ( بيوولف ) زيميكس يضيع الاسطورة
وام غريندل

تفتن الملوك والابطال

عرض وتحليل عماد النويرى

كان لى ان اختار بين مشاهدة عدة أفلام ،من تلك التى تعرض على شاشات الكويت في الوقت الحالي للكتابة عنها لصفحة السينما هذا الأسبوع , وبمجرد متابعة سريعة لما يعرض ،كان من الطبيعي ان تميل كفة الاختيار لفيلم بيوولف . والسبب الأول لهذا الاختيار ان مخرج الفيلم الفيلم هو روبرت زيميكس الذى قدم للسينما العالمية كمنتج وكاتب وممثل ومخرج قدير مجموعة من الأفلام المهمة التى حازت على الكثير من التقدير النقدي والجماهيري إضافة الى حصولها على العديد من جوائز الأوسكار مثل فيلم فورست جامب، والسبب الثاني هو الاطلاع على فصل آخر من فصول تجربة تقنية سينمائية جديدة ، وهى تقديم أفلام رسوم متحركة بالبعد الثالث، تماثل الى حد مذهل تجربة تقديم ممثليين طبيعين . والسبب الثالث هو وجود اسماء كبيرة مرتبطة بالفيلم , حتى وان ولم يظهروا فيه مثل جون مالكوفيتش وانتونى هوبكنز وانجلينا جولى . و السبب الرابع هو وجود أسطورة البطل الشعبي ( بيوولف )في ترجمة مرئية ومسموعة ، وكان من المهم معرفة كيف تلعب السينما دورها في استحضار الأساطير، وتحويلها الى شى ساحر بقدرته ان يفتن المشاهد، ويجعله مبهورا ومسحورا بحكايات وخيالات الأولين . لكن هل يكفى كل ذلك ليصنع فيلما ناجحا . وكان لابد من المرور اولا على معنى الأسطورة مع إطلالة على بطل الأسطورة للتعرف على حكايته الأصلية
علاقات والهام
الأسطورة هي الجزء الكلامي المصاحب للطقوس البدائية حسب رأي كثير من الباحثين ، وبعضهم يؤكدون أن الطقس أسبق من الأسطورة ، وقد احتفظ التراث الشعبي بكثير من العناصر الأسطورية والطقوسية ، ، وتعتبر الأساطير أقدم مصدر لجميع المعارف الإنسانية
و الأساطير هي الأحاديث التي تفتقر إلى النظام ، وهي جمع الجمع للسطر الذي كتبه الأولون من الأباطيل والأحاديث العجيبة ، وسطر تسطيرا تعني أنه ألف وأتى بالأساطير . والأسطورة هي الأقوال المزخرفة المنمقة . وكانت الأسطورة عند القدماء تمثل علاقتهم بالكائنات ، وآراءهم في الحياة ، ومشاهداتهم ، وكانت مصدر أفكارهم ، ألهمتهم الشعر والأدب ، وكانت الدين والفلسفة معا
قاسم مشترك
وتشكّل الأسطورة الشعبية والتراثية التاريخية كما يرى الدكتور عبد المعطى شعرواى في كتابه (أساطير إغريقية ) , حيزاً زمانياً ومكانياً مهماً في تاريخ الحضارات الإنسانية المتعاقبة والمتزامنة, وبالتالي في تاريخ الفكر البشري منذ تشكلاته الأولى حتى الوقت الراهن، فما من شعب من الشعوب او امة من الامم الا ولها أساطيرها وخرافاتها الخاصة بها، ومن الملاحظ ان ثمة تداخلا واضحا بين هذه الأساطير، فالأسطورة الواحدة تنمو وتتشعب لتنتقل من حضارة الى اخرى ، فعلى سبيل المثال يلاحظ ان اسطورة «تموز وعشتروت» او ادونيس وعشتار هي بابلية ويونانية ورومانية وفينيقية وان اختلفت التسميات الأسطورية للشخصيتين الأسطوريتين «عشتار» وادونيس، فان قاسما مشتركا بين ملامحها وخصائصها وابعادها الأسطورية ومدلولات رموزها. وكذلك أسطورة «شهرزاد وشهريار» فان لها بعدا اجتماعيا وسياسيا وفكريا في التاريخ، هذا التاريخ الذي يمتد الى الحضارات الهندية والفارسية والعربية التي شكلت الف ليلة وليلة، فالأسطورة هي نتاج معرفي جماعي يجسد وضعا معرفيا انثروبولوجيا، بوساطته يمكننا دراسة المكونات الثقافية والفكرية لدى امة من الامم، او شعب من الشعوب، وهي بنية مركبة من تاريخ وفكر وفن وحضارة، وبالتالي فان لها قدرة على الامتداد ماضيا وحاضرا ومستقبلا، ويمكن اعتبارها مرجعا ثقافيا متميزا تنهل منه الكثير من الدراسات الاجتماعية والفكرية والتاريخية والفلكلورية، انها مكوّن أساسي من مكوّنات الفكر الإنساني، وقد رافقت الانسان في كفاحه المتواصل مع الطبيعة وتبدلاتها وقسوة الحياة وشظفها، وهي المعادل لخيبات هذا الانسان، والبؤرة التي يرى منها النور والفرح واشراقات المستقبل. انها تجسد حلم الانسان في مستقبل اكثر نقاء، وفي علاقات اكثر تكافؤا وعدالة. ولم يقتصر تأثير الفكر الأسطوري على الدراسات الانثروبولوجية والاجتماعية فحسب، بل تعداها الى انواع الفنون كافة: الرسم والموسيقى والنحت والشعر والرقص، بالإضافة الى معظم الاجناس الأدبية التي استفادت منه - اي الفكر الأسطوري – فالاسطورة موجودة في القصة والرواية والمسرح، وقد اثرت حديثا في الأعمال الدرامية التلفزيونية والسينمائية ، وهي في بنيتها العميقة رؤية شعرية مركبة تجمع بين التاريخ والفكر والفن . وسنكتفى بذلك القدر من تعريف الأسطورة التى هى فى بنيتها العميقة مرة ثانية رؤية شعرية مركبة ، تجمع بين التاريخ والفكر والفن
اشارات ضمنية
واذا كان الادب الانكليزي القديم يعود بالدرجة الأولى إلى الثقافة العالمية للمملكة الإنجلوسكسونية، التي كانت موجودة في القرن الخامس الميلادي وانتهت على يد الغزو الروماني. ولعل المصطلح الأكثرُ دقة لوصف تلك الحقبة هو الأدب الإنجلوسكسوني" فان من اشهر ما كُتب في تلك الحقبة هو ملحمة بيوولف، التي تحلق بنا إلى عصر اشتهر بمحاربة الوحوش وقتلها في الدول الاسكندنافية , إلا أنها تتضمن في الوقت ذاته صراعاً بين الخير والشر، بين ما هو إنساني وما هو وحشي، إذ يظهر الوحش الرئيسي في الملحمة، غريندل، على انه عدوُ الإله، وكان يتطلب من قارىء هذه الملحمة أن يستشف ليس الإشارات التي تُنَوَّهُ إلى عالم الأسلاف فحسب، بل عليه أن يميّز الإشارات الضمنية للجانب البطولي في المجتمع المسيحي أيضاً. وإن الأفعال المسيحية والبعثات والاستشهاد لتخليص العالم مما هو عليه من آثام يمكن تفسيره حسب مفاهيم البطل المتعلقة بالكتاب المقدس في هذه الملحمة، بمعنى آخر أن البطل في هذه الملحمة، بيوولف، يوَّفِقُ ما بين مَن ينعمُ في مجتمع زراعي يسوده النظام والاستقرار، ومَن ينعَمُ في مجتمع لا يسوده الاستقرار بل يشهد تجوال بطله المحارب. فنلاحظ بطل الملحمة، بيوولف، يقفزُ من ثقافة دينية ينظر إليها كسرّ من أسرار الديانة النصرانية ولا يمكنه فكّ لغزها ببساطة وكأنها تُحجب نفسها عن الآخرين بحجاب، ويرى في الطبيعة علامات ومعاني لا يمكن فكّ طلاسمها، ورعبا وإعجازا يجسده الوحش الرئيسى في الملحمة، غريندل، وأعوانه وأقاربه وكذلك التنيين، وكل ذلك يدّل على تعدد الأغراض الدينية التي تحملها الملحمة، حيثُ أنه كلـَّما تمّ فهم معجزة الإله فهما صحيحا يمكن عندئذ استيعاب إرادته ومشيئته، وكذلك كلـّما تمّ فهم الصراع القائم بين الخير، المتمثل بالإنسان، والشر، المتمثل بالشيطان، فإنه يمكن وقتئذ فهم الغرض من وراء ذلك الصراع. وعندما تصل الملحمة إلى الحل ويوشك البطل بووليف أن يقضي على آخر تنيين، يظهر بووليف بمظهر الرجل المتعب الذي ما إنفك يفكر بمصيره المحتوم، وتأتي الخاتمة بموت البطل وأجواء الحزن والتشييع الفخم الذي يليق بمقامه، فموت بيوولف يترك فراغا سياسيا يحاول أمراء المقاطعات المتاخمة استغلاله
وكل هذه المقدمة الطويلة عن تعريف الأسطورة وعن حكاية ( بيوولف ) لنقترب اكثر من الفيلم الذى يعرض الان على شاشات العرض العالمية كما يعرض فى الكويت فى الوقت ذاته
خلل اساسى
ازعم ان الفيلم على مستوى السيناريو لم يحاول ان يتفهم بشكل عميق المغزى الأخلاقي لاسطورة ( بيوولف ) . ولم تكن العلاقات واضحة بما فيه الكفاية بين الملك هروثغار والوحش ( غريندل ) كما لم تكن العلاقة واضحة بين بيوولف وام غريندل ويمكن استنتاج العلاقات من تطور الاحداث فكما يبدو فان غريندل هو ابن الملك هروثغار كما ان التنين الذى اخذ يصارع ( بيوولف ) هو ابن ( بيوولف ) من ام (غريندل ) التى يبدو انها اغوته عندما ذهب لقتلها فى البحيرة المظلمة . وللآسف لم نتعرف اكثر على ام (غريندل ) الفاتنة الساحرة المتوحشة المغرمة بإغواء الملوك والأبطال حتى تلد منهم مخلوقات مشوهة ومتوحشة . ثم لم نتعرف كثيرا على تاريخ الوحش ( غريندل ) الذى اتانا كمسخ مقرف يقطع راس واحد من مهاجميه ثم يقوم امامنا بقرمشتها ثم مضغها بطريقة مقرفة ومقززة . وعندما يقطع بيوولف ) يده يذهب هذا ( الجرندل ) الى امه باكيا مثل طفل صغير . وهو فى الواقع لايثير شفقتنا ولايستحوز على تعاطفنا
وبالنسبة للملك هروثغار لم يقدم لنا السيناريو اى دلائل تشير لنا عن طبيعة هذه المملكة التى يحكمها هذا الملك كل ماشاهدناه عبارة عن مجموعة من علية القوم وبعض الحرس فى قاعة خاصة بالسكر والعربدة , ولم نجد ابدا مملكة لها تاريخ وشعب يستحق الحياة . ( يمكن هنا نتذكر فيلم ( قلب شجاع ) لميل غبسون وكيف تم التعاطف مع البطل الأسطوري لانه كان يحمل قضيةواضحة وكانت دوافع مبررة .) . هل نستطيع ان نقول ان بيولف بطل يستحق ان نتعاطف معه وقد رسمه السيناريو كبطل مغرور وزير نساء جاء من أعماق البحر ليدافع عن مملكة بلا شعب وملك فاقد للوعى من طول معاقرة الشراب . اذن وكما يبدو فان الخلل الأساسي الذى وقع فيه السيناريو انه فرغ الأسطورة من محتواها الأخلاقي وخلط بين المفاهيم والقيم , ومزج بين الخير والشر في توليفة شيطانية ثم قدم لنا تسلية قليلة الدسم بعيدة عن اى عمق فكرى من تلك الأعماق التى تهدف الاساطير لسبر اغوارها
فتوحات عظيمة
على مستوى الفيلم ( الفن ) يمكن الحديث عن فتوحات عظيمة فى عالم التقنية السينمائية، ويمكن الحديث على مقدرة كبيرة ومتفردة فى صناعة الصورة السينمائية بالطرق الحديثة . كما يمكن الإشارة الى عبقرية المخرج روبرت زيمكيس , واعتباره واحدا من اهم المخرجين المعاصرين، الذين يقومون بتسخير الكمبيوجرافيك لصناعة صورسينمائية بديلة تختصر الوقت , وتلغى الممثل وتمثل صفحة جديدة فى الوقت ذاته فى تاريخ التمثيل .وبلا شك ومع هذا الفيلم يمكن القول ان السينما قريبا ستتحول بالكثير من عناصرها الاساسية الى فعل كمبيوترى . طبعا هذا يحدث منذعقود ، لكن ماسوف يحدث قريبا هو اننا بحق على عتبات مايمكن تسميته ب ( الكمبيوسينما ) لكن فى زحمة كل ذلك يبدو ان زيميكس نسى او ربما تناسى اهمية ان يقدم لنا ماوراء الصور . وكل ماقدمه لنا عبارة عن اباطيل واحاديث عجيبة

الثلاثاء، نوفمبر 20، 2007

ابوعوف يعلن عن تفاصيل الدورة31 لمهرجان القاهرة السينمائي

ملصق الدورة 31 لمهرجان القاهرة السينمائي


ليلي علوي في " ألوان السما السبعة " لسعد هنداوي



بمشاركة151 فيلما من 55 دولة




أبوعوف يعلن عن تفاصيل الدورة 31




لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي




القاهرة .من سلامه عبد الحميد


أعلن عزت أبو عوف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بعد ظهر اليوم الاثنين19نوفمبر تفاصيل الدورة الـ31 للمهرجان المقرر عقدها في الفترة من 28 نوفمبر إلى 7 ديسمبر المقبل والتي تم إهداءها إلى اسم الفنان المصري الراحل نجيب الريحاني .وقال رئيس المهرجان في مؤتمر صحفي بالمجلس الأعلى للثقافة بساحة دار الأوبرا المصرية إن عدد الدول المشاركة بلغ 55 دولة بأفلام عددها 151 فيلما وستكون السينما البريطانية ضيف شرف الدورة الجديدة، كما تقرر اختيار الفيلم البريطاني "الموت في جنازة" إخراج فرانك أوز كفيلم افتتاح المهرجان .وأضاف أبو عوف أن المهرجان يضم 12 قسما أولها المسابقة الرسمية التي تضم 19 فيلما من 16 دولة بينها فيلمان للدولة المضيفة مصر هما "ألوان السماء السبعة" و"على الهواء" وفيلمان مغربيان هما "في انتظار بازوليني" و"عود الورد" إضافة إلى الفيلمين البريطانيين "متى رأيت والدك أخر مرة" و"القمة الشاهقة" .بينما تشارك كل من فرنسا والمجر والهند وايطاليا والمكسيك وباكستان والفلبين وبولندا ورومانيا وروسيا واسبانيا وهولندا وتركيا بفيلم واحد لكل منها .وتضم المسابقة العربية 13 فيلما من 5 دول بينها الفيلمين المصريين والفيلمين المغربيين المشاركين في المسابقة الرسمية إضافة إلى فيلمين مصريين أخريين هما "بلد البنات" و"الغابة" وفيلم مغربي ثالث هو "ملائكة الشيطان" و3 أفلام جزائرية هي "المنزل الأصفر" و"بالوما اللذيذة" و"خراطيش فرنسية" والفيلم اللبناني "سكر بنات" وفيلمان سوريان هما "خارج التغطية" والهوية" .وفيما يخص مسابقة الأفلام الرقمية "ديجيتال" يشارك 12 فيلم من 10 دول ليس بينها الدولة المضيفة مصر بينما تضم أفلاما من ألمانيا والمغرب وأرمينيا وكولومبيا وايطاليا واليابان والصين وسنغافورة وانجلترا وأمريكا .كما ينظم المهرجان تظاهرات سينمائية خاصة بينها "سينما عربية جديدة" تضم 3 أفلام هي "أعتاب الليل" الجزائري و"ظلال الصمت" السعودي و"فلافل" اللبناني إضافة إلى أضواء على السينما الرومانية والسينما المغربية الجديدة وقسم مهرجان المهرجانات الذي يعرض الأفلام الأبرز في المهرجانات الدولية الأخيرة .وقال أبو عوف إن اللجنة العليا للمهرجان وافقت على تكريم 6 من ألمع الشخصيات السينمائية المصرية هم النجوم أحمد رمزي ونبيلة عبيد ونور الشريف والموسيقار راجح داوود والناقد أحمد صالح وكاتب السيناريو مصطفى محرم.وأعلن المهرجان اختيار الكاتب والمخرج البريطاني نيكولاس روج رئيسا للجنة التحكيم الدولية التي تضم 10 أعضاء بينهم الممثل المصري هشام سليم والمخرجة المصرية ساندرا نشأت والمخرج والممثل المغربي جيلالي فرحات والمخرج التشادي محمد صالح هارون والممثلة التركية نورجي يسلكي .أما لجنة تحكيم المسابقة العربية فيرأس لجنة تحكيمها المخرج المغربي أحمد المعنوني وتضم في عضويتها المخرجة التونسية مفيدة تلاتلي والفنان السوري جمال سليمان والمخرجة المصرية هالة خليل والمصور السينمائي المصري سمير فرج في حين يرأس لجنة تحكيم مسابقة أفلام الديجيتال المخرج المصري محمد عبد العزيز وتضم في عضويتها 7 أعضاء .وينظم المهرجان 3 ندوات رسمية أولها حول "دور الصناديق الأوربية في دعم السينما العربية" والثانية حول "إمكانيات السينما الرقمية في مصر وتحدياتها" والثالثة عن "العلاقة بين التليفزيون والسينما في بريطانيا" وينظمها المركز الثقافي البريطاني في مصر.كما أعلن المهرجان عن تنظيم اجتماع كبير لرؤساء المهرجانات العربية ومديري المهرجانات الدولية المهتمة بالسينما العربية لمناقشة كيفية تسويق الفيلم العربي في المهرجانات العالمية .ويستضيف مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الجديدة عددا من النجوم العالميين أبرزهم الأمريكيان مات ديلون وهارفي كيتل والأمريكي من أصل مصري عمر متولي بطل فيلم "ميونخ" والممثلة الفرنسية جين بيركن والممثل الانجليزي هيو هادسون

ادوار اليوناني في حصاد مونبلييه السينمائي 29

ادوار يعرض لمحنة وويلات الهجرة لكنه يطرح أيضا " رؤية " فلسفية لدروب الخلاص



حصاد مهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية 29


ادوار " تحفة " من اليونان تخطف ذهبية مونبلييه


يعرض لمحنة شباب المتوسط ومآسي وويلات الهجرة من خلال قصة واقعية
لكنه يطرح ايضا " رؤية " فلسفية لسكة الخلاص والتطهر من الذنب
باريس.صلاح هاشم

من أجمل وأقوي الأفلام المتوسطية التي شاركت في مسابقة الفيلم الروائي الطويل في مونبلييه وتنافست ( 11 فيلم ) في ما بينها للحصول علي جائزة أحسن فيلم " أنتيجون الذهبية " في الدورة 29 فيلم " ادوار " اليوناني إخراج انجليكا أنطونيو، وأعتبره " تحفة " سينمائية،هزتنا وصدمتنا مع أعضاء "لجنة تحكيم النقاد" في مونبلييه ، إذ تقص علينا مخرجته رحلة شاب ضائع في رومانيا، يتسلل خفية عبر الحدود إلي أثينا، ليلحق هناك بالمهاجرين الرومانيين بحثا عن عمل ومستقبل ومأوي، ولا يجد ما يقتات به، فينام داخل عربات القطار وفي عشش الصفيح مع المهاجرين المشردين، ويصبح معرضا مع غيره من المهاجرين غير الشرعيين لحملات الشرطة اليونانية، التي تريد أن تطهر البلاد منهم وتقوم باعتقالهم وترحيلهم إلي بلادهم. ولا يجد " ادوار " الروماني بطل الفيلم عملا في العاصمة أثينا التي يعاني أهلها أنفسهم من مشكلة البطالة، فيتردد علي النوادي الليلية التي يرتادها الشواذ، ويتعرف علي احدهم ، ويقبل بأن يصطحبه إلي شقته ، وحين يضبط متلبسا بالتفتيش في أدراج مكتبه، بحثا عن النقود، يعنفه صاحب الشقة ويشتبكان في عراك، لا تعرف كيف انتهي ، ثم إننا نري ادوار في اليوم التالي في زيارة لصديق له ، لكن إذا بالصديق يطرده بعد ان سمع في نشرة الأخبار بأن مهندسا يونانيا مرموقا اغتيل في بيته ويتهم " ادوار " بقتله، في حين ينفي ادوار بشدة انه قتل المهندس الشاذ المذكور، ويخرج من شقة صديقه الروماني إلي برد الشوارع في أثينا. ثم يقبض عليه البوليس، ويتم ترحيله الي رومانيا، فيعود الي منزل الأسرة في الريف، ولم تكن نعرف أين ذهب بعد ان اختفي من رومانيا فجأة، ولم يكن اخبرها بذهابه للبحث عن عمل في اليونان ، وحكي لها عن " الأهوال " التي تجشمها بعبور الحدود التي تغطيها الثلوج بين البلدين. تلك الحدود التي تمرح فيها الذئاب الجبلية الجائعة المرعبة، التي تنهش في لحم المهاجرين الرومانيين إذا تعثروا من التعب ،وسقطوا من الإعياء في الثلج، وتجمدوا.من البرد، والويل للمهاجر الذي يسقط..



صحوة الضمير


و يحضر والد ادوار الذي يعمل شرطيا ، ويعنفه علي غيابه ،ويتهمه بأنه قبل أن يختفي من المنزل سرق مبلغا من المال كانت أم ادوار تحتفظ به، و نتعرف علي شقيقة ادوار التي تحبه، ثم يخرجان معا في نزهة خارج منزلهما في الريف حيث يجري نهر صغير، وتقول له أخته أنها لن تغادر رومانيا أبدا، لأنها لن تجد نهرا في أي مكان آخر في العالم مثل ذلك النهر الجميل الذي تحبه بجوار منزلهما ، ولا تستطيع أن تستغني عنه أبدا. وفجأة تحضر الشرطة الرومانية في صحبة الأب الذي وشي به ، وتقبض علي ادوار وتلقي به في الحبس في رومانيا خلف القضبان ، ف
يدلف عندئذ بنا الفيلم إلي عالم السجون الرومانية الرهيب ، في عهد الديكتاتور شاوشيسكو، وقبل أن ينهار نظامه القمعي الدموي. ويمثل هنا الأب السلطة الرومانية القمعية، ويصبح السجن بوابة إلي الجحيم ، جحيم الحياة في رومانيا تحت حكم شاوشيسكو ،وصورة مصغرة للمجتمع الروماني، ومن خلال العلاقة التي تتوثق داخل السجن بين ادوار وطبيب ألماني، يحول احدي غرف السجن في غياب طبيب إلي عيادة لعلاج السجناء الرومانيين البؤساء المرضي، يستيقظ ضمير ادوار

وكان ذلك الطبيب يقضي فترة حبس مؤبد خلف القضبان بعد اعترافه ببيع شحنات من الأدوية الفاسدة في رومانيا نجم عنها وفاة مئات الألوف من الأطفال الأبرياء ، وبدا كما لو انه أراد من تأسيس تلك العيادة أن يغتسل ويتطهر من كل الذنوب التي ارتكبها ،ومن ضمنها جريمة قتل الأطفال، ويطلب من الله الصفح والغفران

ويفكر ادوار في أمر ذلك الطبيب الألماني العجيب الذي اتاح له السجن فرصة ثانية لكي يكون إنسانا خيرا صالحا فيشتغل معه في العيادة كممرض، ويقرر أن ينتهز هو أيضا تلك الفرصة، فيعترف بتلك الجريمة البشعة التي أرتكبها بالفعل في اليونان، ويعود الي أثينا ليسلم نفسه للشرطة، ويقضي فترة العقوبة التي تقررها المحكمة، فذلك هو الطريق الوحيد الوحيد للخلاص . لكن فجأة تهب ثورة شعبية علي حكم الديكتاتور الروماني شاوشيسكو، ويقوم الثوار من الأهالي بفتح أبواب السجن وإطلاق سراح السجناء، ومن ضمنهم ادوار والطبيب الألماني

لكن الآن وقد تحققت لادوار حريته، وصار طليقا، تري هل سيتسلل عبر الحدود من جديد ويعرض نفسه لخطر الموت علي يد البرد والثلج والذئاب المتوحشة، و يعود إلي اليونان لكي يعترف بجريمته وينشد خلاصه..؟.هذا ما سوف نعرفه لاحقا، ونتوقف هنا عن الكلام المباح


النسيج الروائي:الهجرة درب خلاص


فيلم ادوار الذي يحكي عن محنة ادوار والشباب " اللامنتمي " في رومانيا، وضياعهم في غربتهم في اليونان وتشردهم ، يحكي أيضا عن محنة شباب المتوسط عامة ،في ألبانيا والجزائر وتونس ومصر وغيرها من الدول المتوسطية في الجنوب، كما يكشف عن ضياعهم وغربتهم داخل مجتمعاتهم ، ورغبتهم في الهجرة للبحث عن عمل وعيش كريم في أي مكان. وهو يستحوذ عليك بحكايته وإيقاعه وواقعيته وتمثيله وموسيقاه ، واعتبره درسا في السينما " المتوسطية " التي تمتعك وتثقفك في آن ، وتقدم " صورة " تشبهنا..من خلال عملية " المسح " التي يقدمها لواقع المجتمعات المتوسطية " النامية " تحت سيطرة الحكومات الديكتاتورية القمعية. أنه " صرخة "ضد سلطة القهر والقمع والظلم في رومانيا وكل مكان، ودعوة إلي الفهم . وهو يأسرك بحكاية ادوار المؤسسة علي عنصر التشويق بحبكة آسرة، كما في"الأفلام البوليسية" التي تشدك إلي مقعدك،وتحبس أنفاسك..
وأجمل ما في الفيلم- الذي بدا لنا مختلفا ومغايرا تماما عن كل الأفلام اليونانية الشعبية التي شاهدناها ولحد الآن (في ماعدا أفلام اليوناني ثيو انجلو بولوس التي نضعها في خانة لوحدها فهو معلم السينما ايونانية مثل يوسف شاهين عندنا عن حق)وأقرب إلي أفلام " الموجة الرومانية الجديدة " التي كشف عنها فيلم " 4 شهور وثلاثة أسابيع ويومان " لكريستيان مونجو وحصل علي سعفة كان الذهبية هذا العام 2007 - أجمل مافيه أن مخرجته انجليكا انطونيو لا تنسج لنا في فيلمها قصة " مفبركة " من نسج الخيال ، بل تعتمد علي قصة حقيقية، وقعت بالفعل، ونشرت وقائعها الغريبة في باب الجرائم والحوادث في الصحف اليونانية، فقد عاد مواطن روماني بالفعل إلي اليونان، ليعترف بجريمة قتل شنعاء ارتكبها إثناء تواجده هناك للبحث عن عمل، فحكم عليه بالسجن لمدة 16 عاما ، وهو يقضي الآن بالفعل فترة العقوبة في أحد السجون اليونانية..
غير ان مخرجتنا شبكت في ذلك الخيط الخبري الرفيع، مثل حكواتية " المتوسط " الكبار، قصة الفيلم الآسرة ،لتحكي عن أهوال عبور الحدود ، وواقع المهاجرين الرومانيين في أثينا، و ظروف المجتمع الروماني ذاتها ،التي دفعت ادوار إلي الهجرة، هربا من سلطة الأب وقهره، ولتقدم صورة للسجون في رومانيا، ُثم تعرج علي الثورة الشعبية للإطاحة بحكم شاوشيسكو الخ ، وتكشف لنا عن عبر ذلك النسيج الروائي المتشابك البارع المطرز بالدانتيلا في الفيلم ، ومن دون ان تشعر بالملل في أية لحظة وأنت تتابع تطور أحداثه، عن انها مخرجة " عبقرية " بصحيح ، وحكواتية من طراز جدها " هوميروس " اليوناني، مؤلف ملحمتي " الإلياذة " و " الأوديسة " ، والأب الروحي لكل حكواتية المتوسط الكبار من روائيين وسينمائيين : من أول كزانتزاكيس ، مرورا بصلاح أبو سيف وبلزاك، و محفوظ وفيسكونتي ، وياشر كمال وجان رينوار، ودانتي وفيلليني..
بل لقد تسامقت مخرجتنا اليونانية انجيليكا انطونيو بتلك القصة " الواقعية " لكي تطرح أيضا من خلالها وعبر حكاية الطبيب الألماني خلف قضبان السجن الروماني قضية " الجريمة والعقاب " وصحوة الضمير الانساني والرغبة الإنسانية في أن تتاح لنا جميعا " فرصة ثانية " بعد أن نكون أخطأنا لكي نتطهر فيها ونغتسل من ذنوبنا، ونتصالح مع أنفسنا والعالم . بل ان الفيلم كله ،كما تمثلته، يؤسس لحكاية " تحول " أو تحولات "ميتامورفوز" إنسان ، وانعتا قه من الحبس، وخروجه من نفق اليأس المدمر المظلم إلي ضوء الحياة ونور الإيمان والأمل والعمل ، وبخاصة بعد لقاء ادوار بالطبيب الألماني في السجن..
ومن أجمل مشاهد الفيلم المشهد الذي يموت فيه سجين عجوز في العيادة ، فإذا بالطبيب الألماني المعالج ، الذي لا يتقن اللغة الرومانية ، يدفع بالكتاب المقدس الي ادوار، لكي يتلو بعض فقراته علي روح السجين..
ولكل هذه الأسباب التي ذكرناها حصل فيلم " ادوار " جائزة أحسن فيلم " أنتيجون الذهبية " في مسابقة مهرجان مونبلييه السينمائي 29 ، وكان قبلها شارك في مهرجان سالونيكي عام 2006 وحصل علي جوائز الدولة اليونانية في مسابقة الفيلم القومي في المهرجان: جائزة أحسن فيلم، وجائزة أحسن إخراج، وجائزة أحسن سيناريو وجائزة أحسن موسيقي،كما حصل في المهرجان المذكور علي جائزة الفبريسي للصحافة السينمائية، وسيمثل " اليونان " في مسابقة أوسكار أحسن فيلم أجنبي، وقد رشحناه للمشاركة في مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي ، وهو يقينا يستحق المشاهدة عن جدارة

برنامج ندوة مصر في العصر العثماني بالمجلس الاعلي للثقافة

علي ابو شادي رئيس المجلس الاعلي للثقافة




ندوة
مصر في العصر العثماني
**************
ينظم
المجلس الأعلى للثقافة
بالتعاون مع
مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية
على مدار خمسة أيام
من 26 إلى 30 نوفمبر 2007
ندوة دولية حول مصر في العصر الإسلامي يشارك فيها أكثر من سبعين من المتخصصين في الدراسات العثمانية من اثنتي عشرة دولة
يصاحب الندوة معرضا لصور الوثائق عنوانه:
مصر في الوثائق العثمانية
ومعرضا لإصدارات المجلس الأعلى للثقافة تباع فيه كتب المجلس بخصم 50%
برنامج نــدوة
مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية
ارسيكا ـ استانبول
المجلس الأعلى للثقافة
القاهــرة
مصر فى العصر العثمانى
26: 30 نوفمبر 2007
البرنـــامــج
اللجنة المنظمة

على أبو شادى
خالد آرن
الأمين العام
للمجلس الأعلى للثقافة
مدير عام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول (إرسيكا)
اللجنة التنسيقية

على أبو شادى
خالد آرن
رءوف عباس
نللى حنا
عماد أبو غازى
صالح سعداوى
مجدى جرجس
ناصر إبراهيم
سكرتارية اللجنة

جولار دوغان
وائل حسين
الافتتاح والجلسة الأولى بالمسرح الصغير بدار الأوبرا
وباقى الجلسات بمقر المجلس الأعلى للثقافة
اليوم الأول
26 نوفمبر 2007
10.30 : 11.30 صباحًا الافتتاح
المسرح الصغير – دار الأوبرا المصرية

كلمة السيد أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى.
كلمة السيد وزير الثقافة ـ رئيس المجلس الأعلى للثقافة

يلقيها نيابة عن سيادته الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة.
كلمة مدير عام مركز الأبحاث.
كلمة مقرر اللجنة التنسيقية.
(استراحة 11.30: 12.30)
12.30: 2.30 ظهرًا
المسرح الصغير -دار الأوبرا
رئيس الجلسة: خالد آرن

نللى حنا
أوقاف طوائف الصرف فى القاهرة فى القرن الثامن عشر.
أندريه ريمون
الفئات الشعبية والفئات الخطرة فى القاهرة فى القرن الثامن عشر,
عبد الكريم رافق
مصر العثمانية وسوريا: منظور مقارن.
محمد إيبجيرلى
التجربة المتعلقة بالسيرة الجماعية للحكام المصريين فى العصر العثمانى.
مناقشات
استراحة (2.30: 5.00)
5.00: 7.00 مساءً قاعة المجلس
رئيس الجلسة: عماد أبو غازى

صبرى العدل
موقف علماء الأزهر من دراسة العلوم العقلية والتطبيقية فى العصر العثمانى.
محمد جليك
ملاحظات حول شخصية العالم السيوطى ومناهج بحثه لعرض المستوى العلمى فى مصر فى مستهل القرن السادس عشر
إنجى أونال
تأثير المكتبات العثمانية على النظم التعليمية فى مصر وتركيا: أفكار وحقائق
سنان معروف أوغلو
دور مؤسسة الوقف فى تمويل المؤسسات التعليمية فى مصر خلال العصر العثمانى
مناقشات
7.00: 7.30 مساءً
افتتاح معرض «مصر فى الوثائق العثمانية»
اليوم الثانى 27 نوفمبر 2007
10.00: 12.00 صباحًا قاعة المجلس
رئيس الجلسة: مجدى جرجس

مصطفى لطفو بيلجى
قناة السويس فى المصادر العثمانية.
عزمى أوزجان
مصر فى سياسات الخلافة تجاه انجلترا.
ميهائى ماكسيم
الاستقلال المصرى خلال العصر العثمانى فى ضوء وثائق تركية اكتشفت حديثًا فى رئاسة الوزراء العثمانية فى إستانبول.
جودت كجوك
السياسة المصرية فى عهد السلطان عبد الحميد الثانى.
مناقشات
استراحة (12.00: 12.30)
12.30: 2.30 ظهرًا قاعة المجلس
رئيس الجلسة: نللى حنا

بيتر جران
استخدام التاريخ الحديث المبكر فى دراسة التاريخ الحديث لمصر وتدوين التاريخ فيها.
خليل الله أوزجان
أهمية أرشيف رئاسة الوزراء العثمانية من وجهة نظر المصادر التاريخية المصرية.
أورخان قيليج
مؤسسة أمير الحج فى الدولة العثمانية: مصر نموذجًا.
جان هيثواى
الوظيفة الغريبة لرئيس الأغوات العثمانى المنفى «يوسف أغا» فى مصر.
مناقشات
استراحة (2.30: 5.00)
5.00: 7.00 مساءً قاعة المجلس
رئيس الجلسة: رءوف عباس

رودلف بيتر
مصادر جديدة لتاريخ القصر (واحة الداخلة) فى العصر العثمانى
آتيللا جتين
فى البيروقراطية العثمانية: كبار رجال البيروقراطية، والجنود،والموظفون الذى تلقوا تدريبهم فى مصر.
إدريس بوستان
قاعدة عثمانية فى شرق البحر المتوسط
أحمد ياراميج
أنشطة خسرو باشا خلال توليه ولاية مصر.
مناقشات
استراحة (7.00: 7.30)
7.30: 9.30 مساءً قاعة المجلس
رئيس الجلسة: عماد هلال

فريدون أماجن
التطورات العسكرية فى الشرق الأوسط.
عبد الواحد النبوى
تسهيلات المرور والضيافة للموظفين العثمانيين وأمراء البلدان المجاورة خلال القرن التاسع عشر.
أوزن طوق
الوضع الإدارى لمصر فى القرن السابع عشر.
نورا لافى
طبيعة الحكم الحضرى فى مصر العثمانية: أسئلة وتفسيرات.
مناقشات
اليوم الثالث 28 نوفمبر 2007
10.00: 12.00 صباحًا قاعة المجلس
رئيس الجلسة: محمد إيبجيرلى

عبد الرحيم بنحدو
مصر كما رآها الرحالة المغاربة فى العهد العثمانى.
ستيفان رايتشمنت
مرتضى الزبيدى فى مصر: (1753-1791) دراسات فى الشبكات الاجتماعية وشبكات الخطاب لباحث وناشر فى مصر العثمانية.
قدرى ييلدريم
الوضع الأدبى فى مصر فى العصر العثمانى القرن الحادى عشر للهجرة (السابع عشر للميلاد) والقاهرة نموذجًا.
ماجد عزت
وادى النطرون فى كتابات الرحالة فى العصر العثمانى.
مناقشات
استراحة (12.00: 12.30)
12.30: 2.30 صباحًا قاعة المجلس
رئيس الجلسة: ميشيل توشرير

على إحسان جانجر
زيارة حاكم مصر «محمد على باشا» لإستانبول.
إسماعيل أرنسال
مساهمة التجربة المصرية فى تحسين مكتبات الوقف العثمانى بعد التنظيمات.
رزق حسن
الفلاح والسلطة فى عصر محمد على.
أحمد أويصال
الشرق والغرب فى كتابات على باشا مبارك فى مصر، وأحمد أفندى مدحت فى إستانبول فى أواخر القرن التاسع عشر.
مناقشات
استراحة (2.30: 5.00)
5.00: 7.00 مساءً قاعة المجلس
رئيس الجلسة: كمال فيلالى

أحمد النجمى
صورة الشخصية العثمانية (التركية) فى الأفلام المصرية منذ عام 1950م
خسرو صوباشى
الخط والخطاطون فى مصر خلال العصر العثمانى.
أوزقول جوبان أوغلو
العلاقات الثقافية البينية بين تقاليد شاعر الربابة التركى، والثقافة الشعبية المصرية.
مصطفى كوج
الحياة الثقافية، والدوائر الصوفية فى مصر.
مناقشات
استراحة (7.00: 7.30)
7.30: 9.30 مساءً
قاعة المجلس
رئيس الجلسة: عبد الرحيم بنحدو

فاضل بيات
تعامل الدولة العثمانية مع الأرض والسكان فى مصر فى العهد العثمانى.
كمال فيلالى
القاهرة ملتقى طرق الهجرات الدينية والعلمية المغاربية فى القرنين 17، 18.
جوشا جابرديث/ دانيال كرسيليوس
الهيمنة الجورجية على مصر فى القرن الثامن عشر.
مجدى جرجس
القبط والدين وسؤال الهوية فى العصر العثمانى.
مناقشات
اليوم الرابع 29 نوفمبر 2007
10.00: 12.00 صباحًا قاعة المجلس
رئيس الجلسة: نورا لافى

سيد عشماوى
الشائعات والأراجيف فى مصر العثمانية (1517 – 1798) الدور السياسى ـ الاجتماعى.
زينب أبو سنة
الاحتفالات الشعبية وغير الشعبية للأتراك فى مصر فى العصر العثمانى.
أيمن محمود
الإحصاءات السكانية فى مصر فى العصر العثمانى: الإحصاء الريفى فى القرن 16م نموذجًا.
صلاح هريدى
المرأة فى مجال الالتزام فى مصر العثمانية (923-1213هـ /1517-1798م)
مناقشات
استراحة (12.00: 12.30)
12.30: 2.30 ظهرًا قاعة المجلس
رئيس الجلسة: أندريه ريمون

داليندا الأرقش


نسيج الولايات بعيدًا عن مركز الإمبراطورية: العلاقات الاقتصادية بين مصر وتونس خلال العصر العثمانى.
عبد الحميد سليمان


الإصلاح المالى والإدارى لإسماعيل باشا فى مصر خلال الفترة من 1107/1694هـ: دراسة النتائج والأسباب.
حسام عبد المعطى


صناعة السكر وتجارته فى مصر فى العصر العثمانى.
رجب أولوجوى


النظام النقدى العثمانى والعملة المصرية.
مناقشات
استراحة (2.30: 5.00)
5.00: 7.00 مساءً قاعة المجلس
رئيس الجلسة: مصطفى لطفو بيلجى

ميشيل توشرير
الجزارون، ومربو الأغنام، وتجَّارها فى الإسكندرية العثمانية (القرنين 16، 17).
ناصر عثمان
إنتاج النسيج بمدينة رشيد فى القرن الثامن عشر.
خالد عزب
شواهد قبور عثمانية من الإسكندرية.
ناصرة عبد المتجلى
المعاهدات التجارية العثمانية-الأوروبية وأثرها على واقع المبادلات التجارية بمدينة الإسكندرية
عمرو منصور
أزمة الذهب فى مصر العثمانية منذ الفتح العثمانى حتى مطلع القرن الثامن عشر.
مناقشات
استراحة (7.00: 7.30)
7.30: 9.00 مساءً قاعة المجلس
رئيس الجلسة: ناصر إبراهيم

فاليريا جونثالث
القاهرة العثمانية: تَّشكُل المدينة التقليدية (1517-1798).
محمد حسام إسماعيل
التطور العمرانى لمدينة رشيد من القرن 16 إلى القرن 19م.
سلفكا دراجانوفا
الأرشيفات العثمانية المتعلقة بمصر: مجموعة «القاهرة» فى مكتبة صوفيا الوطنية ببلغاريا.
مناقشات
اليوم الخامس30 نوفمبر 2007
4.00: 6.30 مساءً قاعة المجلس
رئيس الجلسة: فاليريا جونثالث

ناصر إبراهيم
وكلاء الدعاوى بمحكمة الإسكندرية فى العصر العثمانى عائلة سليمان قنيد نموذجًا.
ماجدة مخلوف
القانون الإدارى لولاية مصر فى العهد العثمانى «قانون نامة مصر» فى ضوء التشريع الإسلامى.
محمد محفوظ
تأسيس الهيئات القضائية العثمانية فى مصر، ودراسة على أوائل القضاة المصريين.
غادة طوسون
ملاحظات حول استخدام الناس للمحكمة.
أيهان جيلان
تحديث التشريع فى مصر خلال العصر العثمانى (القرن التاسع عشر).
عماد هلال
فعل العَجْمَاء جبار: المسئولية الجنائية للحيوانات بين الشريعة والقانون فى مصر فى القرن التاسع عشر.
مناقشات
6.30: 7.30 مساءً
الختــــام قاعــة المجلس

الأحد، نوفمبر 18، 2007

كوبولا يعود الي الاخراج بعد غياب 10 سنوات

فرانسيس فورد كوبولا
كوبولا يعود الي الاخراج بعد غياب

فيلم " شباب بلا شباب " يعرض في حفل ختام مهرجان مونبلييه السينمائي 29

باريس.سينما ايزيس

من اهم الافلام التي ستخرج للعرض هذا الاسبوع في باريس وفرنسا فيلم " رجل بلا عمر " العنوان الفرنسي لفيلم كوبولا الجديد- العنوان الاصلي " شباب بلا شباب- الذي يعود به المخرج الامريكي العملاق الي ساحة الاخراج بعد غياب دام أكثر من عشر سنوات، وكان الفيلم عرض في حفل ختام مهرجان مونبلييه السينمائي29 في دورته المنصرمة كهدية من المهرجان، في حفل الختام، الي جمهوره ( اكثر من 75 الف متفرج للدورة 29 في الفترة من 26 اكتوبر الي 4 نوفمبر 2007) وكان قدم للفيلم مدير المهرجان جان فرانسوا بروغو، فقال ان الفيلم يحتاج المرءالي مشاهدته أكثر من مرة ، لأنه فيلم فلسفي عميق ، ولا يستطيع جان فرانسوا ان يجزم، بما ذهب اليه كوبولا في فيلمه، حيث يحكي عن قضية الزمن، وعلاقة الزمن بالضمير الانساني، وأصل اللغات، ويستحق المشاهدة عن جدارة، وسنعرض لفيلم كوبولا الذي شاهدناه واعجبنا به علي صفحات سينما ايزيس قريبا، مع مقتطفات من حوار مع مخرجه

نظرة علي فيلم " ضربات " الهولندي.هشام لاشين




هشام لاشين يكتب عن الفيلم الهولندي ضربات
(kicks)
ولا يزال مايطلقون عليه ( صراع الحضارات) هو الهاجس المسيطر علي عقول العديد من المثقفين والمخرجين في أمريكا وأوروبا في أعقاب 11سبتمبر .. فالنظرة الي المسلمين والعرب يختلط فيها التوجس بالعداء المسبق ووسط حاله إعلاميه نجحت في غسيل المخ الغربي صارت امكانيه الفهم الصحيح خصوصا للمهاجرين العرب أكثر صعوبة .. ومن هنا يمكن فهم استفحال النظرة غير الموضوعية للسلوك العربي والإسلامي والتي طفت علي سطح معظم الأفلام التي حاولت التحليل والفهم خلال السنوات الاخيره .. وفي وسط هذا المناخ يأتي الفيلم الهولندي (kicks ) أو ضربات للمخرج ألبرت تيرهيلديرت ليكرس مزيدا من سوء الفهم حول المهاجرين العرب لاسيما المغاربة في المدينة القديمة أمستردام وهو مايمكن اعتباره جزءا ثانيا للفيلم السابق للمخرج والذي قدم نفس الأجواء تقريبا في (شوف شوف حبيبي) وهو الفيلم الذي يهزأ الي حد كبير من السلوكيات العربية المتخلفة في قالب كوميدي لدرجه انه تحول لمسلسل تلفزيوني هولندي ناجح! ولكن الجزء الثاني يميل أكثر للجدية وان كانت الكوميديا السوداء يمكن ان تتفجر من ردود أفعال المتلقي الغربي للشخصيات العربية إزاء المواقف العادية بالنسبة للمواطن الهولندي عموما وان لم تكن كذلك بالنسبة للعرب مثل موقف الضابط المتطوع (مروان) والذي يعتبر شخصا متأقلما مع المجتمع الغربي لكنه في أول مواجهه حقيقية مع هذه الحضارة يفشل حين يرفض الزواج بحبيبته (عاليه) لمجرد أنها أخبرته إنها ليست عذراء وان اتضح بعد ذلك أنها كانت تختبر رد فعله كرجل متحضر ثم اتضح لها هي الاخري انه ليس كذلك ورغم ذلك تزوجته !! في البداية يحرص الفيلم علي الإيحاء بأن كل القصص داخل الفيلم مأخوذة من مصادر حقيقية بينما يقدم لنا 10شخصيات من المواطنين الهولنديين ذوي الأصول العربية والتركية تتشابك حياتهم وتعكس ازمه الاندماج لدي معظمهم حتى وان انخرط بعضهم في الجيش الهولندي مثل (مروان) حيث تتغير الأحداث في أعقاب إطلاق شرطي ابيض النار علي اثنان من المهاجرين يبدو إنهما كانا يخططا لسرقه احد المتاجر وليلقي احدهما (رضوان) مصرعه في الحال وهنا يبدأ شقيقه المندمج (سعيد) والذي يحترف الملاكمة في التحول .. فرضوان لم يكن يسرق المتجر وإنما كان يهدف للانتقام من صاحبه بسبب فصله من العمل هناك .. وسعيد نفسه مأزوم فهو ملاكم خاسر دائما وهو عاده مايتلقي الضربات الموجعة ليقدم به المخرج معادلا موضوعيا لكل أنواع الضربات التي يتلقاها هؤلاء المهاجرون في هولندا بسبب عدم التكيف .. أما (نور الدين) عاشق المغني الهولندي (بودفاين دوخروت) وبحلم بالمشاركة في احدي البرامج الغنائية فنراه في لحظه عبثيه يغني مع صديقه قبل مقتل الأول أغنيه متطرفة تقول ان قتل اليهود عمل مقدس بينما ينصحه رضوان بالذهاب للعراق ليفعل شيئا بدلا من الغناء وعلي هامش هذه الشخصيات يقوم احد المغاربة بتصوير فيلم عن المغاربة أنفسهم في المهجر ونراهم متسكعين في الشوارع ورافضين للانخراط بل ولمروان لأنه جند بالجيش الهولندي وربما يكون تشتيت المخرج بين العديد من الشخصيات قد اضعف قليلا من بناءه فقد كان الأجدر التركيز علي شخصيتين مثل الشاب ذو الأصول المغربية الذي يتطوع للجيش الهولندي وما يسببه ذلك من مضايقات من أصدقائه المغاربة أو مع والد خطيبته الذي يتهمه بالخيانة كذلك قصة خطيبته وعملها في الشرطة في أجواء لا تخلو أحيانا من العنصرية للمهاجرين ، هناك أيضا قصة الملاكم المغربي المنسجم مع نفسه والذي يساهم في الحي الذي يسكن فيه بمساعده الكثير من الشباب المهاجر في التخلص من غضبهم الكبير على هولندا والعالم الغربي ولذا يرون ان العدالة تغيب فيه هذا الملاكم الذي تقتل الشرطة أخيه الصغير بسبب سطوه على محل يجد نفسه مترددا بين كل قيمه الحضارية وعاطفته وضغط خسارة شقيقه ..ولذلك ينقص الفيلم التسلسل النفسي والانتقال السلس من قصه الي أخري وارتباط القصص المختلفة ببنيه درامية وزمنيه متماسكة .. لكن الفيلم لايغفل -رغم ذلك الفلكلور المتكرر الآن - مشاكل الإرهاب كذلك سؤال الانتماء للجيل الثالث من المهاجرين و تأثير الفضائيات العربية في تهيج مشاعر شباب لايحتاج لمزيد من الإحباط بسبب ظروف معقدة هي الأخرىثم مشكلة العذرية قبل الزواج للفتيات الشرقيات وأزمات الهوية والدين وأجيال المهاجرين الأوائل والسعي لمظلة متسعة قليلا لتضم الكثير من مفردات الهوية الأصلية والتزامات العيش المشترك في البلدان الجديدة .. وفي مشهد بليغ وموحي تدخل الشقراء كيم الي احد المقاهي العربية لتقول للنادل في سذاجة واضحة ( أنت أول تركي ادخل معه في نقاش جدي ) هنا يدرك المتلقي حجم جهل المواطنين العاديين بطبيعة وصفات المهاجرين العرب والمسلمين وربما من جنسيات أخري وهنا يشير المتحدث العربي لها بمرارة لردود الفعل السلبية تجاه الشباب العربي الأسمر وكأنه تلويح بمدي العنصرية التي يواجهها هؤلاء المهاجرون في المجتمع الهولندي .
انه باختصار فيلما عن الفارق الحضاري .. وعن الصفعات المتتالية التي يتلقاها العرب والمسلمون في المجتمع الغربي نتيجة أفكارهم المغلقة علي أنفسهم .. وهو أيضا فيلم المخرج الثاني عن تزايد الهوة مع أحداث من نوعيه مقتل مخرج هولندي العام الماضي علي يد احد المغاربة ولذلك يبدو هذا الجزء أكثر تشاؤما وتهكما واقل فهما موضوعيا حتى وان حاول الاشاره العابرة في سياقه للعنصرية الغربية التي ساهمت وتساهم كل يوم في تزايد هذه الهوة .وتجدر الاشاره الي ان هذا الفيلم يشارك في مسابقه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والذي يعقد في الفترة من 27 الي 7 ديسمبر
2007

الجمعة، نوفمبر 16، 2007

رد من محمد عبيدو علي مانشر في سينما ايزيس



أرسل الناقد السينمائي السوري محمد عبيدو الرسالة التالية التي يرد فيها علي مقال " أحقا يسطو عبيدو علي مقالات الغير وينسبها الي نفسه ؟ " ويقول في رسالته



الاخ العزيز صلاح هاشم

اجمل التحيات واحلاها وشكرا لاهتمامك
بالنسبة للافلام المغربية فانا كنت انجزت دراسة تأريخية، ـحاولت ان تكون شاملة لكل النتاج السينمائي المغاربي – المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا ، وكل ما انتجته هذه السينمات من افلام ، ولما كانت بعض الافلام الحديثة قد عرضت ولم اكن قد اطلعت عليها اثناء عملي على الدراسة، فقد قمت بتضمين معلومات عنها كما في فلمي الناقد صلاح هاشم، مع الاشارة لذلك في المصادر والمراجع للدراسة . ولكنني – وهذا من سيئات النشر الالكتروني - نشرت مقاطع مطولة من الدراسة، قبل ان تاخذ صيغتها النهائية والتي فيها الكثير من التغيير في موقع الحوار المتمدن دون نشر المراجع ، وهذا غلط يجب ان احاسب عليه، واتحمل تبعاته

مع مودتي


محمد عبيدو



سينما ايزيس تشكر محمد عبيدو علي اهتمامه ورده، غير انها لم تطلع بعد علي كتابه المذكور عن السينما المغربية، لتعرف ان كان قام بأي تغيير فعلا في فصول الكتاب أو اكتفي بنشرها كما جاءت في موقع " الحوار المتمدن "، ولكي تتأكد ايضا بنفسها ، من أنه قد أشار وفي كل صفحة من صفحات الكتاب، الي المصدر الذي أعتمده وأخذ منه ، اذ لايكفي ان تضمن كتابك او تستشهد فيه بمقال كامل ، أو شبه كامل كتبه غيرك، ثم تذكر فقط اسم صاحبه وأسم الكتاب في صفحة في - ثبت المصادر- في آخر الكتاب وكان الله يحب المحسنين ، لأن وقتها من أين للقاريء أن يعرف ان كان الكلام المكتوب في كل صفحة من عند المؤلف، وليس من عند ابراهيم العريس اوصلاح هاشم او امير العمري او سمير فريد او محمد رضا ، أو غيرهم من النقاد المعروفين، وقد أخذ عنهم المؤلف في كل صفحة، ومن دون أن يشير الي أي منهم أو يأتي علي ذكرهم ؟


سينما ايزيس

الأربعاء، نوفمبر 14، 2007

سينما الشباب المصرية في مونبلييه 29 بقلم صلاح هاشم

المخرج المصري الشاب مروان حامد .عمارة يعقوبيان


المخرجة الشابة هبة يسري. عشق آخر


لقطة من فيلم " أحمر وأزرق" للمخرج الشاب محمود سليمان




لقطة من فيلم " فلوس ميتة " للمخرج الشاب رامي عبد الجبار

سينما الشباب المصرية تخطف الأضواء
في مهرجان «مونبلييه" السينمائي
بقلم صلاح هاشم

علي غير العادة كان الحضور السينمائي العربي في مهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية في الفترة من 6 2اكتوبر الي الرابع من نوفمبر2007 قويا ومتميزا، وعكس من خلال الافلام العربية التي شاركت في اقسام المهرجان هموم ومشاكل وتناقضات مجتمعاتنا العربية، ان في مصر او لبنان او الجزائر الخ، وكانت الافلام التي اشتملت عليها قائمة الاختيار الرسمي أكثر من 200 فيلم جديد من جميع الانواع، قد قدمت بالفعل بانوراما لاتجاهات السينما الجديدة التي تشهدها البلدان المتوسطية، لكسر احتكار وهيمنة السينما الامريكية علي المشهد السينمائي المتوسطي، وسلطت الضوء علي المواهب السينمائية المبدعة الجديدة..بل لقد اعتبر الناقد الصحفي جان فرانسوا بروغو مدير المهرجان ان الحضور السينمائي العربي المصري، الممثل بمشاركة المخرج المصري الشاب مروان حامد مخرج عمارة يعقوبيان في لجنة تحكيم المهرجان الرسمية، ومشاركة ناقد سينمائي مصري في لجنة تحكيم النقاد في الدورة 29- كاتب هذه السطور- هو بمثابة تكريم وتحية وتقدير من المهرجان للسينما المصرية الجديدة، وكان كما قال لي قد فقد الامل في قيام ونهوض السينما المصرية في السنوات الأخيرة من كبوتها، وبخاصة بعد مشاهدته لافلامها الرثة التافهة الفكاهية الضحلة العقيمة التي تدعو الي الرثاء، ولا تقدم صورة تشبه مصر التي يعرفها ويحبها ويعشق أهلها، مثلنا جميعا ، وتوهج الحياة في تلك البلاد

يعقوبيان وعودة الروح

وكان جان فرانسوا يتعجب كيف تقطع تلك أفلام صلتها بالتقاليد والإضافات السينمائية الرائعة التي حققتها السينما المصرية في أعمال توفيق صالح ويوسف شاهين وصلاح ابوسيف، والاخير بعتبره جان فرانسوا جان رينوار السينما المصرية، أي ان صاحب السقا مات ، أحسن مخرج أنجبته، وتنفصل عن ذلك التمايز الذي حققته سينما السبعينات علي سكة الواقعية الجديدة ، في افلام عاطف الطيب وخيري بشارة ومحمد خان وداود عبد السيد،وتجهل او تتنكر لتاريخها، وتاريخ السينما المصرية..؟ ولم يجد جان فرانسوا من ضمن اعمال السينما المصرية الجديدة بطبيعة الحال ما يستحق ان يعرض في مهرجان مونبلييه للسينمات المتوسطية منذ زمن، أو يشارك في مسابقة المهرجان التي تدخلها دول متقدمة في السينما مثل فرنسا وايطاليا وأسبانيا، أو رومانيا التي يعود للمهرجان فضل اكتشاف مواهبها السينمائية الجديدة..حيث كان المخرج الروماني كريستيان مونجو كما هو معروف، عرض افلامه الروائية القصيرة الاولي في مهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية، كما عرض فيه أيضا فيلمه الروائي الاول، قبل ان يقفز مرة واحدة قفزة عملاقة ويشارك بفيلمه الروائي الثاني في مهرجان كان ، اكبر وأشهر مهرجان سينمائي علي ظهر البسيطة، ويخطف بفيلمه 4 شهور و3 اسابيع ويومان سعفة كان الذهبية لأحسن فيلم، ويحقق للموجة الرومانية الجديدة شهرتها في العالم، بل ويضع بلده رومانيا علي الخريطة من جديد ، بعد زوال دولة شاوشيسكو الديكتاتورية. وكان جان فرانسوا يتساءل تري متي وأين ستحقق مصر قفزة من هذا النوع ؟.. الي أن شاهد فيلم عمارة يعقوبيان لمروان حامد فاندهش وذهل. فجأة نورت السينما المصرية من جديد في الفيلم ، بموهبة سينمائي مصري شاب مبدع، وذكرته بأفلام السينما المصرية الواقعية الأصيلة، ودعك من تصنيف الفيلم. وجد -كما يقول لي علي لسانه- أن عمارة يعقوبيان فيلم ممتاز.. حبكة وتطويرا وإخراجا واداء وتمثيلا، ومن جميع النواحي، وأعجب جدا بتمثيل عادل امام وقال لي انه ممثل عبقري، و كان ان طلب علي الفور ان يلتقي بمخرج الفيلم ، وهو يظن انه سوف يلتقي برجل ناضج كبير متقدم في السن، فاذا به في حضرة ذلك الشاب الأسمر الجميل الطويل النحيف، بلون تربة مصر الطيبة، الذي يبدو كما لو كان تلميذا في الثانوية العامة و مجتهدا جدا في مذاكرته ودروسه،لكن دماغه كلها سينما. وعرض عليه ان يشارك في لجنة تحكيم المهرجان في الدورة 9 لتكريمه، وتكريم شباب السينما المصرية الجديدة في شخصه، تحية له علي فيلمه الأصيل، وكنت شاهدت مجموعة كبيرة من أفلام شباب السينما المصرية الجديدة في مهرجان ساقية الصاوي في فبراير الماضي اثناء مشاركتي مع المخرج داود عبد السيد والممثلة الفنانة آثار الحكيم ود. خالد عبد الجليل في لجنة تحكيم المهرجان
السينما في مصر عشق آخر
وقد تحققت من مشاهدة هذه الأفلام أن "جمرة " نار الإبداع والخلق السينمائيين في بلدنا مصر بخير، ومازالت حية ، بل ومتوهجة ومتوثبة في أعمال العديد من المخرجين المشاركين بأفلامهم الجميلة البريئة الأصيلة، بل الناضجة جدا والرصينة احيانا في المهرجان، وفرحت جدا بهم وبأفلامهم بعد أن شاهدت عشق آخر لهبة يسري، و صباح الفل لشريف البنداري ، و نهار وليل لاسلام العزازي، و رقم قومي لمحمد محسن ، و فلوس ميتة لرامي كريم عبد الجبار، وجوون لزكي النجار، و كنجية ليل لأحمد عويس، و قاهرة لعمرو وشاحي ،و طرح الصبار لسامح الشوادي، و زيارة لعز الدين سعيد، و مش زي الباقيين لأمير رمسيس، ، و آخر ليلة لمحمود البسطامي وغيرهم، وتأكدت ان الخبز سيأتي لا محالة من مصر ، بل وسيكون طازجا وساخنا وخارجا لتوه من فرن بلدي في قلعة الكبش، تسبقه رائحة أهلي الطيبين وألفتهم في السيدة، ويدعوك فورا لالتهامه مع صينية سمك خارجة من الفرن ملهلبة ، ولن يكون خبزا كمال قال لي داود عبد السيد، بل فطيرا وكعكا بالسمن البلدي والقشدة والعسل والمكسرات. وكانت مفاجأة لي أن يحط مجموعة من هؤلاء المخرجين الشباب في مهرجان مونبلييه ويحضروا بأفلامهم في مسابقة الافلام الروائية القصيرة او في البانوراما أو في مسابقة السيناريو، معلنين عن ذلك الحضور السينمائي المصري الجديد البرعم الغض الوليد- الي جانب مروان حامد- وأن يعجب جمهور مهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية بأفلامهم ويصفق لها، ويقبل مهنئا علي أصحابها ، كاعتراف منه بموهبتهم، وبعضهم لم يتجاوز سنه الثلاثة والعشرين ربيعا، مثل هبة يسري مواليد 1984 التي اخرجت وحتي الآن 3 أفلام قصيرة، التي حضرت بفيلمها العذب الجميل عشق آخر الذي عرض في بانوراما الافلام الروائية القصيرة في المهرجان، وتحكي فيه عن عشق السينما ، ذلك العشق الذي لم ترض عنه بديلا، علي الرغم من قسوة الأهل، ومعارضتهم علي دراستها للسينما، وكل اشكال العنف والقهر والضغوطات التي مورست عليها .وكان الفيلم - رمزا لانتصار الارادة، و تحية الي السينما التي أصبحت عشقا آخر في حياتنا، وقطعة من دمنا ولحمنا في مصر- وكان الفيلم حصل علي جائزة الجمهور في مهرجان ساقية الصاوي،في حين كانت هبة ، بجسمها الضئيل النحيل، تتنقل في ساحة المهرجان مثل عصفور صغير ضعيف علي شط النيل، وتعاتب بعض المصريين هنا في مونبلييه، علي أنهم تركوها لايصة في المطار بسبب الاضرابات، ولم تكن تعرف كيف تخرج وحدها وتأخذ القطار الي مونبلييه في أقصي الجنوب الفرنسي
فلوس ميتة في العشوائيات
كما حضر المهرجان من ضمن المجموعة مواهب السينما المصرية الجديدة المخرج رامي كريم عبد الجبار من مواليد 1978 وهو صاحب أسلوب سينمائي متميز في كل فيلم، ويظهر ذلك في فيلم بيت من لحم الذي أخرجه عن قصة قصيرة ليوسف ادريس، فتشعر حين تشاهده انك في حضرة مخرج مدرك وفاهم لجماليات الفن، ومتمكن من أدواته علي مستوي الكادر و الاضاءة وجماليات اللقطة وأداء الممثل.حضر رامي الي مونبلييه وشارك في مسابقة الافلام الروائية القصيرة بفيلم فلوس ميتة ،وهو مختلف عن فيلمه السابق بيت من لحم ، من حيث الموضوع والشخصيات والاجواء وكل شيء في الفيلم، اذ يعرض رامي هنا في فيلمه الجديد لحياة القاع في شوارع مصر الخلفية تحت الارض، وعالم العشوائيات والمعذبين المهمشين الرهيب، في بر مصر العامرة بالخلق،بعنفه وغرابته ودمويته ووحشيته، حيث يصبح هنا كل شيء مباحاً في عالم الجريمة والاحتيال والنصب للحصول علي الفلوس ، ويقدم رامي فيلما قويا لاهثا في ايقاعه وحبكته، واستكشافاته لضحايا الفقر والبؤس في المكان..كما عرض المهرجان فيلما قصيرا بارزا "أحمر وأزرق" لمحمود سليمان صاحب "يعيشون بيننا " الذي شاهدناه في بانوراما الافلام الروائية القصيرة، ويعرض أحمر وأزرق لشاب يمارس الحب مع صديقته في شقة في الخفاء ، ضد تقاليد وعادات المجتمع المصري، وبخاصة وبعد ان تفاقمت مشاكله علي كافة المستويات ،بحيث اصبح الزواج من رابع المستحيلات للشباب الضائع الحائر العاطل، الذي يصبح لقمة سائغة وفريسة سهلة لاستقطاب الجماعات الدينية المتطرفة. وفي مشهد واحد، وفيلم لاتتجاوز مدة عرضه اثنتا عشر دقيقة ، يمسك الفيلم بجوهر الحياة في مصر، ويلخص مشكلة مجتمع منافق بأكمله، والتناقضات التي يعيشها، كاشفا عن ذلك المستقبل المظلم، الذي ينتظر شباب مصر عند حافة الأفق. وحضرت المخرجة الشابة النشطة ماجي مرجان من مصر، وتقدمت الي مسابقة السيناريو في المهرجان بسيناريو فيلمها الروائي الطويل الأول" ليلي وأنا " ويعرض لمشكلة الانتماء، من خلال ممثلة شابة مغرمة بأفلام ليلي مراد واغانيها وعصرها، وتجد تشابها وتماثلا في المواقف التي تعيشها كممثلة شابة الآن، وفي ظل الظروف الصعبة التي تعيشها مصر ، مع مواقف عاشتها الفنانة المطربة الممثلة ليلي مراد في زمن الاربعينيات والخمسينيات، بعد ان هجرت أهلها وعشيرتها، وتخلت عن ديانتها اليهودية، ثم أسلمت، لكي تتزوج من الفنان أنور وجدي، وتجد الممثلة بطلة فيلم ماجي مورجان انها تواجه في لحظة ذات الموقف ،وعليها أن تتخذ قرارا تتوقف عليه حياتها ومستقبلها
موال فلسطيني في مونبلييه
في حين برزت السينما العربية في المهرجان من خلال مشاركة فيلمين عربيين هما تحت القصف لفيليب عرقتنجي من لبنان، وفيلم البيت الأصفر لآمور حكار من الجزائر في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومشاركة فيلم اللي فات مات لنادية بوكراز من الجزائر، وفيلم موال فلسطيني لندا سنكروت في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، وفاز الأخير بجائزتها الكبري.كما عرض المهرجان ثلاثة أفلام عربية روائية طويلة هي : : فيلم الحبة والسمكة للتونسي عبد اللطيف كشيش ،الذي عرض في تظاهرة العرض الاول، وقبل خروج الفيلم للعرض في فرنسا، وذلك بعد حصول مخرجه علي جائزة لجنة التحكيم في مهرجان فينيسيا ، وحصول بطلته علي جائزة أيضا، وفيلم فلافل لميشيل كمون من لبنان، وفيلم "وراء المرآة" لنادية شرابي من الجزائر، وقد عرض الفيلمان في بانوراما الأفلام الروائية الطويلة من إنتاج البلدان المتوسطية..وكان المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش، اعترف في المؤتمر الصحفي الذي عقد معه في أعقاب عرض فيلمه الجديد، بفضل وتأثيرات العديد من المخرجين العالميين علي أفلامه، مثل الفرنسي موريس بيالا في نخب حبنا ، والامريكي جون كازافيتس ظلال ، وذكر انه يدين بالفضل للسينما المصرية في أعمال صلاح أبو سيف السقا مات و بداية ونهاية ، كما تأثر جدا بفيلم باب الحديد لمخرجنا المصري الكبير يوسف شاهين
عن جريدة " القاهرة " بتاريخ 13 نوفمبر 2007









الثلاثاء، نوفمبر 13، 2007

أحقا يسطو محمد عبيدو علي ما يكتبه الغير وينسبه الي نفسه ؟





بعث الينا القاريء احمد مستجير من المغرب الرسالةالتالية ويقول فيها


هل سمة " الحوار المتمدن " السطو علي كتابات الغير ؟

السيد صلاح هاشم رئيس تحرير مجلة " سينما ايزيس" بعد التحية

كنت ابحث في محرك جوجل عما كتب عن فيلم " طرفاية " للمخرج المغربي داود اولاد سيد ، فوجدت مقالا لسيادتكم بعنوان " قراءة في افلام وأعمال تطوان السينمائي الثاني عشر .مريم المغرب رمانة من الجنة، وتحرير الذاكرة المعتقلة في عهد جديد " منشورة في قسم " خاص بسينماتيك " في موقع سينماتيك حسن حداد، بتاريخ 3 ابريل 2005 ، ثم أني وجدت اثناء بحثي ايضا مقالا آخر كتبه الناقد السوري محمد عبيدوبعنوان " السينما في المغرب 8 " نشر في موقع الحوار المتمدن العدد 1659 بتاريخ 31 اغسطس 2006 ،ونشر المقال علي أنه فصل من كتاب للناقد المذكور بعنوان " سينما المغرب العربي " ولا اعرف ان كان هذا الكتاب قد صدر بالفعل. وأريد هنا أن أنبه سيادتكم والجهة التي صدر عنها وتحت مسئوليتها هذا الكتاب، أن محمد عبيدو الذي يسمي نفسه ناقدا، قد سطا علي ما كتبته عن فيلم " طرفاية " ، ونسبه الي نفسه من دون الاشارة الي المصدر الذي أخذ عنه ، لذلك يبدو لي ان كتابه ذاك لابد ان يكون مجرد تجميع لكتاباتك وكتابات نقاد آخرين عن السينما المغربية وأفلامها، اي " قص ولزق" وسطوعلي حقوق الغير، وأنه لم يشاهد هذه الافلام التي كتب عنها في كتابه. والدليل علي ذلك ايضا انه سطا ايضا علي ماكتبته بشأن فيلم " ماروك " المغربي الذي عرض في مهرجان " كان " وكتبت عنه في معرض تغطتيك للمهرجان في موقع ايلاف الاليكتروني ، الذي كنا نتابع فيه باعجاب كتاباتك النقدية المبدعة. وقد اخذ محمد عبيدو ما كتبته عن " ماروك " من مقال لك ايضا بعنوان " بانوراما الحضور العربي الافريقي " منشور بتاريخ 29 مايو 2005 في " خاص بسينماتيك " في موقع سينماتيك حسن حداد، لتدرك ايضا ان ذلك المحمد عبيدو قد سطا ايضا علي مقالك عن الفيلم، ونقله حرفيا الي مقاله في موقع الحوار المتمدن، ثم كتابه المزعوم من بعد ، كما فعل مع فيلم " طرفاية " ، و من دون ان يشير الي المصدر الذي أخذ عنه .ومرفق المقال الذي كتبته سيادتكم في موقع سينماتيك مع الرابط ، والمقال الذي كتبه محمد عبيدو بعدها بسنة في موقع " الحوار المتمدن" مع الرابط ايضا، وقد لونت السرقة الكبيرة التي ارتكبها محمد عبيدو باللون الاخضر في مقاله، حتي يتبين لحضراتكم حجم هذه السرقة التي ارتكبها، و التي يبدو انها اصبحت مع عبيدو سمة " الحوار المتمدن " الجديد ، أي السطو علي، ونهب حقوق الغير. فليعلم الجميع من الآن فصاعدا أن ذلك المحمد عبيدو هو ناقد مزيف ولص جبان ، يسطو علي كتابات الغير ، وينسبها الي نفسه ، ويجب ان يفضح أمره في كل مكان
انا اعرف ان سينما ايزيس لاتريد ان تنشغل بمثل تلك أمور، وتنصب نفسها كلب حراسةعلي الانترنت، لكني أكره ان تصبح ممتلكاتكم ملكا مشاعا ومباحا لمن يشاء، يغرف منه وينسبه الي نفسه .حرام. وارجو ان لا اكون ازعجتكم.اردت فقط أن أنبه الي تلك سرقات، وفضح هؤلاء النقاد المزيفين
وتفضلوا بقيول فائق الاحترام

سينما ايزيس تنشر رسالة القارييء من دون تعليق




-----------------------------------------------------------------------------------------






قراءة في أفلام وأعمال تطوان السينمائي الثاني عشر 2 من 2

مريم المغرب رمانة من الجنة، وتحرير


الذاكرة المعتقلة في عهد جديد




بقلم صلاح هاشم

اعتبر أن أهم وأحسن فيلمين عرضهما مهرجان تطوان السينمائي في دورته 12 هذه, هما فيلم "طرفاية" أو باب لبحر " للمغربي داود أولاد سيد, وفيلم " الذاكرة المعتقلة " للمغربي جيلالي فرحاتي, ودخل الفيلمان مسابقة المهرجان, بالإضافة إلي إعجابي بفيلمين مصريين متميزين, هما " بحب السيما " لأسامة فوزي, الذي دخل المسابقة, وفيلم " أحلي الأوقات " لهالة خليل, الذي عرض في تظاهرة " بانوراما عربية " علي هامش المهرجان. فيلم " باب لبحر " لداود أولاد سيد هو عبارة عن قصيدة سينمائية عذبة, تحكي بالسينما والصمت والتأمل أكثر مما تحكي بالكلام. تحكي عن " مريم ", الشابة المغربية التي تهبط إلي مدينة " طرفاية " الصحراوية الصغيرة, في جنوب المغرب, في مواجهة اسبانيا, وهي تبحث عن تريكي احد مهربي الأنفار, الذي يختلف عن غيره من المهربين الذين يعيشون في المدينة, إذ يتقاضي مبلغا من المال نظير نقل الشخص وتهريبه في قارب, فإذا فشلت محاولة تهريبه , فان التريكي يكرر المحاولة مع نفس الشخص, حتى ينجح أخيرا في الوصول إلي الضفة الأخرى, ولهذا السبب قصدته " مريم ". لكن احد لا يعرف من أين أتت مريم , ولا غرابة, إذ أنها تحب أن تخترع قصصا عن مدن خيالية, وتقول إنها أتت من مملكة مغربية اشترتها اسبانيا , ثم غيرت اسمها, وتحوم حول " مريم " الشبهات, حين تصل "لالا فاطمة" سيدتها إلى " طرفاية ", وتبلغ رئيس الشرطة, الذي قارب علي ترك عمله لبلوغه سن المعاش, ويقع رغم كبر سنه في غرام مريم , تبلغه إن " مريم " سرقت مبلغا من المال من بيتها , حيث كانت تعمل كخادمة, ولاذت بالفرار, ولاشك أنها ستدفع المبلغ الذي سرقته, نظير نقلها عبر البحر إلى اسبانيا
فيلم " باب البحر " هو من دون جدال , أفضل أفلام داود أولاد سيد, الذي يناقش في كل أفلامه" وداعا سويرتي" و"حصان الريح " و" باب لبحر " فيلمه الثالث, يناقش قضية الهجرة, داخل وخارج المغرب, ويتساءل في كل فيلم: تري ما هي الأشياء التي تجعلنا في هذا البلد, مدفوعين هكذا إلى الترحال الدائم, خارج نفوسنا, وخارج أوطاننا, هل هذا هو قدر الإنسان في المغرب. يطرح داود دائما تساؤلات, ولا يقدم إجابة, بل يتركنا مع تساؤلاته وألغازه, يتركنا لنتأمل ونفكر, ونستمتع بجمال الفيلم..
مريم " المغرب: رمانة من الجنة ؟
ينحاز داود في كل أفلامه إلى الغجر الرحل, إلى الكادحين الهامشيين المعذبين المشردين, بلا ارض أو وطن, ويشرح لنا كيف يقع البعض من هؤلاء, الذين يحملون حلمهم إلى " طرفاية " ويقفون في طوابير انتظار طويلة, استعدادا للرحيل إلى اسبانيا, ومواجهة خطر الموت غرقا , يقعون في مصيدة المهربين اللصوص, الذين يسطون علي أرواحهم. تحط مريم في طرفاية, وتسكن عند الحاجة, التي تقوم بتأجير عدة غرف في بيتها بالمدينة, للفتيات المغربيات اللواتي يتقاطرن علي المكان, وتبدأ مريم في التعرف علي المكان وأهله: تتعرف علي حسن, الذي سرق كل أموالها في أول الفيلم وهرب, ثم اعتذر لها في ما بعد عن فعلته, واعتبر الأمر مزحة, وراح يتعقبها في ما بعد أينما ذهبت, وهو يتعذب لأنه يحبها , وهي لا تعيره اهتماما, إلى أن تقبل مريم يوما أن تدلف الى داخل كوخه الصغير, فإذا بها في حضرة عشرات الأقفاص, التي تحتوي علي طيور الزينة, التي يعيش معها في وحدته الموحشة, وضياعه الأبدي
يؤسس داود فيلمه علي علاقة مريم بالمكان وأهله, وفقط في هذه المنطقة, أو نقطة العبور, عند حافة البحر, في طرفاية, تصبح مريم اللاشيء العدم, مريم اللغز المحير, واحد لا يعرف من أين هبطت, تصبح كيانا إنسانيا حقيقيا, فالجميع يحبونها, ويريدون لها أن تحقق حلمها في ركوب البحر, ومن ضمنهم ذلك الغلام, الذي اصطحبها في أول الفيلم, ليبحث لها عن سكن, لكن حين أزف وقت الرحيل فجأة, إذا به يطالبها أن عثرت علي والده في اسبانيا , أن تبلغه إن أسرته تغفر له بعد أن هرب فعلته, وتسأله العودة إلى أهله. ولاحظ كيف أن مريم قبل أن تصل إلى طرفاية لم تعش في المغرب, طبعا كانت تعيش في المغرب, لكن من دون أن يشعر احد بوجودها, أو يهتم بأمرها. كانت مريم, مثل كل الفقراء المطحونين المعذبين, مادة فقط للاستغلال البشع والقهر, وكان عليها , في وطن يلفظها, أن تركب البحر إلى اسبانيا, لكنها فقط حين وصلت إلى طرفاية, إذا بها تتحول من شبح, إلى كيان إنساني من لحم ودم ومشاعر, وإذا بها تستشعر دفء القلوب الحانية من حولها, وهي تتأسي لحال مريم وحالها, ويقف الجميع في طابور الانتظار الطويل في انتظار المخلص. وفقط حين كان البحر يلفظ الجثث الغارقة , أكثر من 15 جثة كل يوم, كان الأطفال يركضون مع الكبار إلى الشاطئ , في صحبة رئيس الشرطة في طرفاية, ويتفرجون علي الآثار التي خلفتها تلك الجثث علي الشاطئ , قبل نقلها إلى المشرحة, ويصعب علي الجميع أن تغادرهم مريم وتتركهم
فجأة مع وصول مريم , تحيا المدينة من جديد, تنبض , تتنفس, فتصبح مريم هي المركز, تصبح الأم والأخت والصديقة والحبيبة, ويتحلق الجميع حولها, وكأنها أمهم الكبيرة المغرب, بأصالته وعراقته وطيبة أهله, وهم لا يريدون الآن أن تغادرهم, وتتركهم لبؤسهم. ومن أروع مشاهد الفيلم , مشهد مريم فوق سطح البيت في الليل, وهي تطل علي أنوار المدينة الاسبانية القريبة , في صحبة صديقتها, وتلخص مريم في كلمتين موضوع الفيلم, ومأساة الغربة, فتقول لصديقتها يبدو انه بقدر ما يحل الظلام في المغرب, بقدر ما يحل النور في الطرف الآخر في اسبانيا, وكلما خفتت الأنوار هنا وعشش الظلام, كلما تألقت الأنوار هناك أكثر وعم الحبور والفرح, واعتبر هذا المشهد من أعظم, إن لم يكن أعظم مشهد في كل الأفلام التي شاهدتها في تطوان السينمائي 12 وأعمقها تأثيرا, وبه, وبكل مشهد في ذلك الفيلم , الذي يكشف عن " نظرة " داود الفنية الإنسانية , التي تجعله ينحاز في كل أفلامه إلى هؤلاء الهامشيين البسطاء المعذبين, ومن دون أن يفقد سحر السينما, الذي يغمس فيه فرشاته مثل فنان رسام, ثم يروح يتحفنا بجماليات اللقطة, وتناغم وتناسق الألوان, وهرمونية الإيقاع, وفي صحبة شريط الصوت الرائع في الفيلم, يدلف " باب لبحر" بهذا المشهد في قفطان من حرير إلى كلاسيكيات السينما المغربية العظيمة مثل " شاطئ الأطفال الضائعين " لجيلالي فرحاتي, ويصبح " تحفة " سينمائية, تلغي ببساطتها وعذوبتها وفنها السينمائي الرفيع, كل الريبورتاجات التلفزيونية التي تناولت ذات الموضوع ,حتى صار اعتياديا وتافها و مبتذلا, في حين يشمخ " باب لبحر " بواقعيته ومصداقيته, مثل طقس روحاني, يقربنا من إنسانيتنا, ويجعلك تتعاطف مع شخصياته, ويسحبك إلى عالمهم, فإذا بك تعجب بهذا اللغز المحير في الفيلم, أي مريم, وتقع مثل الجميع في حبها, وتتمني لو كنت طيرا لتحملها إلى شاطئ الأمان, وتحافظ عليها مثل رمانة من الجنة
تحرير "الذاكرة المعتقلة" في عهد جديد
أما فيلم " الذاكرة المعتقلة " للمخرج المغربي الكبير جيلالي فرحاتي, الذي يحكي عن سجين سياسي فقد ذاكرته, ويحاول من خلال رحلة في أنحاء المغرب في صحبة شاب, أن يلملم أشلاء كيانه الممزق الضائع المحطم, فهو من انضج أفلام جيلالي فرحاتي, الذي يضطلع بدور البطولة في الفيلم, ويذكرك هنا بيوسف شاهين, الذي اضطلع بدور البطولة أيضا في فيلمه الأثير " باب الحديد ".عاش جيلالي في الدور, وذاب فيه , حتى نسينا انه مخرج الفيلم, واندمجنا معه في حكايته. يصور جيلالي في فيلمه مأساة جيل السبعينيات من المناضلين, الذين دافعوا عن حرية الإنسان في المغرب, ويحكي كيف اكتوي ذلك الجيل بنار السجون والمعتقلات, وصار حطاما, لكنه علي عكس الأفلام السياسية الميلودرامية من هذا النوع ,التي تحتشد بصور الدم والعنف والجلد والتعذيب, يطهر جيلالي فيلمه من العويل والصراخ والبكاء, ويحوله إلى قصيدة للتفكر والتأمل , من خلال العودة إلى المكان الذي انطلقنا منه, كما يقول الشاعر الانجليزي ت.اس.اليوت( الأرض الخراب ), لكي نعيد استكشافه من جديد, وللمرة الأولى.فيلم جيلالي هو إذن رحلة استكشافية في الذاكرة المغربية, ذاكرة الماضي وذاكرة الحاضر, وقد أراد به أن يكون تحية إلى كل المناضلين السياسيين الشرفاء في المغرب, من جيل السبعينيات, مثل هذا المعلم الذي يحكي عنه في الفيلم, ويستخدم حواسه لا عقله, لكي يتذكر من خلال ملمس قطعة الطباشير فقط, انه كان يكتب بها الدروس علي السبورة, ويتذكر انه كان معلما, ثم وقع له ويا للأسف ما وقع. وكان جيلالي, كما ذكر لي حين التقيته في مهرجان القاهرة 28 في العام الماضي, ونال فيلمه جائزة أحسن سيناريو, وأعجبت بالفيلم وكتبت عنه , كان يفكر في صنع هذا الفيلم منذ أكثر من عشرين عاما, لكي يرد الاعتبار إلى جيل كامل, كان يناضل آنذاك في المغرب, يقتل ويعذب, ويلقي به وبأفراد أسرته في السجون والمعتقلات, في حين كان جيلالي وقتذاك, يدرس السينما في باريس, ويستمتع بأجواء الحرية في مدينة النور. ويمثل جيلالي فرحاتي رمزا مهما في السينما المغربية بأفلامه الواقعية الفنية العميقة, التي تنحاز إلى الفقراء المسحوقين, وتغوص عميقا في الكيان الروحاني للمغرب, ويكفيه جيلالي انه اخرج عملين من ابرز واهم الأفلام في تاريخ السينما المغربية, ونعني بهما فيلم " شرخ في الجدار " و" شاطئ الأطفال الضائعين " , وقد أراد بفيلمه " الذاكرة المعتقلة " ذاك , أن يحرر تلك الذاكرة المغربية بنفسه من الحبس, ويطلقها في فضاء المغرب الحر من جديد, في العصر الجديد, ويثبتها وتدا للاعتبار والتفكر والتأمل والنظر, لكي يصبح الفيلم – من هذا المنظور- ومع اتساع هامش الحريات , بمثابة " هدية " إلى الضمير المغربي, والعهد الجديد, ضد آفة حارتنا: النسيان
حقق مهرجان تطوان, تحت إدارة احمد حسني وعبد اللطيف البازي وحميد عيدوني ونور الدين بندريس وادريس السكايكة ومحمد ضياء السوري ومحمد بويسف الركاب من جمعية أصدقاء السينما بتطوان,حقق الكثير هذه المرة, بتنوع وتعدد أفلامه , وثراء ندواته( السينما والمدرسة ) وتكريماته( للمغربي عبد القادر لقطع. للمصري محمد خان.للفرنسي المنتج الراحل أمبير بالزان ), وكانت هذه الدورة 12 بمثابة ميلاد جديد لمهرجان جديد, انتقل من طور الهواة إلى طور الاحترافية, وهو يؤهل في رأينا تطوان بالفعل, إذا حافظ علي هذا المستوي, لأن تكون " عروس سينما البحر الأبيض المتوسط" عن جدارة, كما انه بتدخل الدولة المغربية -وزارة الاتصال- ودعمها, قطف المهرجان ثمرة كفاحه منذ عشرين عاما, لخلق أرضية سينمائية واعية, وذائقة جديدة في الحاضرة الأندلسية تطوان, فكان أن تأسست هذا العام للمهرجان إدارة جديدة, تمهيدا لخلق " مؤسسة مهرجان تطوان السينمائي ", التي سوف تصبح "جمعية أصدقاء السينما في تطوان" طرفا فيها فقط , وتشرف مستقبلا علي إدارة المهرجان, وستقوم المؤسسة الجديدة, ببناء معهد إقليمي للمهن السينمائية, وقد حصل المجلس الإداري الجديد للمهرجان بالفعل علي قطعة ارض, لبناء ذلك المعهد المنتظر




رابط مقال الاستاذ صلاح هاشم في قسم " خاص بسينماتيك " في موقع سينماتيك حسن حداد




http://64.233.183.104/search?q=cache:33tl1gf9Qf4J:www.cinematechhaddad.com/Cinematech/Cinematech_Special/Cinematech_Special_46.HTM+%D8%B7%D8%B1%D9%81%D8%A7%D9%8A%D8%A9+%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD+%D9%87%D8%A7%D8%B4%D9%85&hl=fr&ct=clnk&cd=1&gl=fr&lr=lang_enlang_arlang_fr

----------------------------------------------------------------------------------------------
واليكم ماكتبه الناقد السوري المزعوم محمد عبيدو



السينما في المغرب -8
محمد عبيدو obado@scs-net.org الحوار المتمدن - العدد: 1659 - 2006 / 8 / 31
يقدم لنا إسماعيل فرّوخي شريطه الروائي الأول «الرحلة الكبرى» لعام 2004 في إنتاج فرنسي - مغربي بعد أفلام قصيرة عدة.. يروي الفيلم قصة تناقض ثقافي بارز بين أب وابنه يرجع لاختلاف البيئة التي عاش كل منهما فيها، فتبتعد مسافات الالتقاء بينهما، فالابن "رضا" طالب في العشرين من عمره، يعيش في إقليم "بروفونس" بفرنسا مع عائلته، في حين ينحدر أبوه من المغرب التي قضى بها معظم حياته في أحد المجتمعات البدوية التي تعيش في الصحراء، ثم اضطرته قسوة الحياة وشظف العيش للسفر إلى فرنسا، وهناك عمل وأقام واستقر، لكنه كان حريصا على هويته الأصلية، فالتزم الحديث باللغة العربية وأداء الفرائض الدينية من الصلوات الخمس والصوم في رمضان وأداء الزكاة، وهو ما يثير عليه سخط ابنه رضا الذي لا يكف عن إبداء تعجبه من تصرفات أبيه الذي يدفع واجبه من الزكاة وهو في أشد الحاجة للمال، فالابن رضا كان شديد التأثر بالمجتمع الفرنسي في ثقافته وعاداته وسلوكه، ولم يكن يرى مانعا من أن يقضي حياته بين الخمور والفتيات. وعندما شاب الأب وبلغ به الكبر أراد أن يكمل واجباته الدينية بأداء فريضة الحج، فطلب من ابنه أن يتولى توصيله بالسيارة إلى مكة المكرمة.. كان الوقت قبيل امتحانات رضا المؤهلة للالتحاق بالجامعة مباشرة، فوقف رضا موقف الرفض من طلب أبيه، فالرحلة بالنسبة له تبدو شاقة جدا والوقت غير مناسب. ومن هنا نشب الصراع بين الأب وابنه الذي انتهى بموافقة الابن على طلب أبيه. شهدت الرحلة الطويلة التي بدأت من فرنسا وانتهت في مكة حوارا مثيرا ترتفع وتيرته وتنخفض بحسب طبيعة ومستوى علاقة الأب وابنه.. تقلبات كثيرة، بداية من حدة الحوار والثورة، حيث التناقض بين الاثنين، إلى أوقات السكون لعدم وجود لغة تفاهم بينهما، فيرفض كل منهما آراء وتصرفات الآخر، ويحاول كل منهما أن يقضي هذه الرحلة حسب طباعه وعاداته.. ولكن بعد مضي ليالٍ طويلة في السيارة سويا بدأ ينتقل الحوار من لغة الاحترام فقط إلى التفاهم والمودة، وتقبل كل منهما للآخر، فبدأت بذور الحب تنبت بينهما بعدما كانت الرابطة الأسرية مهددة ومفككة.. وتتطور العلاقة بينهما حتى تظهر شخصية أخرى للشاب رضا، فهو لم يعد يستجيب لمكالمة "صديقته" الهاتفية بعدما كان يحاول من قبل اقتناص اللحظات لإرسال الرسائل الهاتفية لها مستفيدا من زحام الشوارع وانشغال أبيه في الرحلة!. وقد نجح هنا الكاتب إسماعيل فروخي في إبراز أهداف الفيلم من خلال استخدام فكرة ، فاستطاع بها أن يوضح كيفية التعايش بين الأب وأبيه، فبالرغم من التناقضات بين شخصين أحدهما عربي والآخر فرنسي، فقد وصلا في النهاية إلى التفاهم. وكان اختيار الكاتب لرحلة مكة اختيارا موفقا، فهو المكان الوحيد الذي يجعل شخصين مهما كان درجة الاختلاف بينهما مجبرَين على قضاء هذه الرحلة معا، وبالتالي يدفعهما للحديث معا، ومن هنا يبدأ التعايش. ورغم أن الرحلة أعطتنا وأعطت للأب وولده الفرصة للمرور على العديد من الدول مثل: إيطاليا- سلوفانيا- كرواتيا- صربيا- بلغاريا- تركيا- سوريا والأردن.. فإنها ابتعدت تماما عن أن تكون مجرد رحلة سياحية، فانصرف التفكير فقط في الشخصيتين (الأب وولده)، وكيف نمت بذور العلاقة بينهما، ولم يهتم الكاتب بإبراز اختلاف النشأة بين الأب وابنه التي أدت إلى فجوة ثقافية بين الاثنين، بل ركز على التطور الداخلي، وكيف تحولت فيها مشاعر رضا الابن من مجرد مشاعر تنحصر في احترام الأب إلى مشاعر ينمو فيها الحب والمودة والتقدير تجاه الأب، وهو ما يظهر بقوة في لحظة عدم رد الشاب على مكالمة صديقته، فهي لحظة جاءت تعكس ما حدث من اقتراب من الابن تجاه أبيه. وساعد على إبراز ذلك براعة الممثل الفرنسي الذي أدى ببراعة دور الابن الشاب المتمرد، ولكن الذي يحترم أباه. تعود فكرة الفيلم لتجربة للكاتب نفسه، فقد ولد في يونيو 1962 في المغرب، ثم سافر إلى فرنسا مع عائلته وهو في الثالثة من عمره، وعندما كان طفلا قام والده برحلة سفر إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج بالسيارة، ولم يستطع إسماعيل أن يصدق قرار والده، فشعر أنه مجرد حلم خادع أو هلوسة، ولكنه فكر في أن على أبيه أن يروي له هذه المغامرة في يوم من الأيام. اختزن الكاتب الفكرة في وعيه إلى أن بلورها فعلياً من خلال هذا الفيلم، حاملا معانيَ عديدة، اجتماعية وتربوية ودينية. ولم يكن هذا الفيلم هو أول محطة نجاح لمؤلفه، فقد سبقه بأعمال أخرى، كان معظمها قصيرا، وحصل أول عمل له (عام 1992) على جائزة أحسن قصة قصيرة في "كان"، وكانت بعنوان "المعروض" L expose، وتروي قصة ولد مغربي الأصل يصف بلد نشأته. ثم كتب بعد ذلك "كثيرا من السعادة"، و"إجرام من عدم". وفى عام 1996 كتب قصة "المجهول" للممثلة كاترين دونوف، ثم كتب مسلسلين للتلفزيون الفرنسي: "صيف السنونو" عام 1997، و"بان الصغير" عام 1999، وفي عام 1998 اشترك مع سيديريك كتان في كتابة قصة "الطيارة"، ثم بدأ يكتب قصة فيلمه "رحلة سعيدة" الذي استمر العمل فيه مدة 5 سنوات. وتبدو مهارة الكاتب من خلال تقديم العديد من المشاهد السريعة الإشارات وفترات السكون التي يبرزها الفيلم، والتي لعبت دورا كبيرا في إثارة المشاعر مثل: نظرات الأب متصفحا ردود أفعال ابنه، الأب وهو ينظر إلى السماء لتحديد الاتجاهات، فهو معتاد على هذه الحياة من قبل، عندما يقرأ الأب القرآن ويتوجه إلى الله طالبا مساعدته في محنته حين غمر الجليد المكان وغطى السيارة، وأيضا لحظة تغيير الأب كاميرا التصوير مقابل شراء حمل للقيام بأضحية العيد. وفى نهاية الفيلم حين الوصول للكعبة، وعندما يرى رضا آلاف البشر يرتدون الأبيض، ويتوجهون إلى الكعبة لأداء مناسك الحج.. تغمره الدهشة والتأثر، خاصة عند سماع تلاوة القرآن، فيشعر أن الله هنا بجانبهم، وأنه لا وجود في هذا المكان للمتطرفين الذين يشوهون صورة الدين.. فأبوه كان متدينا سمحا يؤدي واجباته الدينية من صلاة وصوم، ولم يكن يوما متشددا أو متطرفا، بل كان يلتزم فقط بأداء واجباته. من هذا المنطلق تقف هذه القصة الإنسانية أمام الاتهامات الباطلة التي تشيعها كثير من وسائل الإعلام والصحافة العالمية، والتي تضع كل المجتمع الإسلامي المتسامح في قفص الاتهام بالتطرف والعنف، ويبدو أن إسماعيل الفروخي تأثر كثيرا بالاتهامات الظالمة للإسلام، فقرر أن يكون دفاعه من خلال هذا الفيلم. وتم تصوير مشاهد الفيلم كاملة في نفس الأماكن التي تمر بها الرحلة فعليا على الرغم من الصعوبات التي واجهت فريق العمل أثناء الرحلة من بلد إلى آخر، والتي اضطرتهم أحيانا إلى الالتزام بعدم التجول مثلما حدث في صربيا وقت اغتيال رئيس وزرائها، وكذلك أثناء الحرب على العراق، كما رفضت السلطات التركية السماح لهم بالتجول داخل المسجد الأزرق، ومن المثير أن جزءا من الفيلم تم تصويره داخل مكة المكرمة، فهناك مشاهد لبطلي الفيلم وهما يتجولان فيها، ومشاهد لهما أثناء الطواف حول الكعبة، وإن لم يستطع فريق التصوير تصوير مشاهده كاملة داخل مكة لأسباب تتعلق بالموافقات الرسمية. اختار المخرج معالجة قضيتين في وقت واحد: صراع جيلين وصراع ثقافتين. وهذا ليس بالأمر السهل ولاسيما في عمل أول قد يقع تحت تأثير محاولة قول كل شيء وحشو الفيلم بالقصص والتفاصيل. بيد أن المخرج نجح في إظهار التفاصيل الصغيرة ذات المدلولات الكبيرة من دون خطب وإلحاح. وجاءت الشخصيات محكمة البناء ومقنعة. .فيلم " الطفل النائم " او الراقد الفيلم الاول للمخرجة ياسمين قصاري,المنتج عام 2004 و الذي يقدم صورة لهيمنة الفكر الديني السلفي علي عقول اهل الريف في المغرب بالخرافات والخزعبلات , ويعرض لطقوس حياتهم وتخلفهم . ترتكز حكاية الفيلم على تقليد عربي شعبي سائد في المغرب الشرقي، ويتعلق بقيام النساء بتوقيف عملية نمو الجنين في بطن أمه لفترة وذلك عبر الالتجاء إلى الفقهاء المتخصصين في ذلك، وهذا ما قامت به بطلة الشريط زينب بنصيحة من حماتها إلى حين قدوم زوجها المهاجر للعمل السري في اسبانيا ؟يحدث الأمر في منطقة جرداء شحيحة فقيرة، وهذا الاختيار ليس اعتباطياً بحكم أنه يمنح المخرجة فرصة التصوير الفني والغني لجغرافية مثيرة وممتدة لما تحويه من فضاءات لا تستطيع مخرجة مقاومة تأثيرها بخاصة في فيلم أول تعول عليه لاختراق السينما، إذاً المرأة كحالة إنسانية واجتماعية وهاجس التسجيلية هما سمتا الشريط في الأساس، «الراقد» هو في حقيقة الأمر ذلك العنف وتلك القسوة يفرضان على نسوة بلا حول ولا قوة في مجتمع ينخره الفقر، و هو الوضع الراقد النائم الذي لم يوقظه أحد ويغيره كما قد يستشف، فالمخرجة امرأة وأصلها من المنطقة التي صور الفيلم فيها .. فيلم " باب لبحر " لداود أولاد سيد هو عبارة عن قصيدة سينمائية عذبة, تحكي بالسينما والصمت والتأمل أكثر مما تحكي بالكلام. تحكي عن " مريم ", الشابة المغربية التي تهبط إلي مدينة " طرفاية " الصحراوية الصغيرة, في جنوب المغرب, في مواجهة اسبانيا, وهي تبحث عن تريكي احد مهربي الأنفار, الذي يختلف عن غيره من المهربين الذين يعيشون في المدينة, إذ يتقاضي مبلغا من المال نظير نقل الشخص وتهريبه في قارب, فإذا فشلت محاولة تهريبه , فان التريكي يكرر المحاولة مع نفس الشخص, حتى ينجح أخيرا في الوصول إلي الضفة الأخرى, ولهذا السبب قصدته " مريم ". لكن احد لا يعرف من أين أتت مريم , ولا غرابة, إذ أنها تحب أن تخترع قصصا عن مدن خيالية, وتقول إنها أتت من مملكة مغربية اشترتها اسبانيا , ثم غيرت اسمها, وتحوم حول " مريم " الشبهات, حين تصل "لالا فاطمة" سيدتها إلى " طرفاية ", وتبلغ رئيس الشرطة, الذي قارب علي ترك عمله لبلوغه سن المعاش, ويقع رغم كبر سنه في غرام مريم , تبلغه إن " مريم " سرقت مبلغا من المال من بيتها , حيث كانت تعمل كخادمة, ولاذت بالفرار, ولاشك أنها ستدفع المبلغ الذي سرقته, نظير نقلها عبر البحر إلى اسبانيا..فيلم " باب البحر " 2005 هو من دون جدال , أفضل أفلام داود أولاد سيد, الذي يناقش في كل أفلامه" وداعا سويرتي" و"حصان الريح " و" باب لبحر " فيلمه الثالث, يناقش قضية الهجرة, داخل وخارج المغرب, ويتساءل في كل فيلم: تري ما هي الأشياء التي تجعلنا في هذا البلد, مدفوعين هكذا إلى الترحال الدائم, خارج نفوسنا, وخارج أوطاننا, هل هذا هو قدر الإنسان في المغرب. يطرح داود دائما تساؤلات, ولا يقدم إجابة, بل يتركنا مع تساؤلاته وألغازه, يتركنا لنتأمل ونفكر, ونستمتع بجمال الفيلم..ينحاز داود في كل أفلامه إلى الغجر الرحل, إلى الكادحين الهامشيين المعذبين المشردين, بلا ارض أو وطن, ويشرح لنا كيف يقع البعض من هؤلاء, الذين يحملون حلمهم إلى " طرفاية " ويقفون في طوابير انتظار طويلة, استعدادا للرحيل إلى اسبانيا, ومواجهة خطر الموت غرقا , يقعون في مصيدة المهربين اللصوص, الذين يسطون علي أرواحهم. تحط مريم في طرفاية, وتسكن عند الحاجة, التي تقوم بتأجير عدة غرف في بيتها بالمدينة, للفتيات المغربيات اللواتي يتقاطرن علي المكان, وتبدأ مريم في التعرف علي المكان وأهله: تتعرف علي حسن, الذي سرق كل أموالها في أول الفيلم وهرب, ثم اعتذر لها في ما بعد عن فعلته, واعتبر الأمر مزحة, وراح يتعقبها في ما بعد أينما ذهبت, وهو يتعذب لأنه يحبها , وهي لا تعيره اهتماما, إلى أن تقبل مريم يوما أن تدلف الى داخل كوخه الصغير, فإذا بها في حضرة عشرات الأقفاص, التي تحتوي علي طيور الزينة, التي يعيش معها في وحدته الموحشة, وضياعه الأبدي. يؤسس داود فيلمه علي علاقة مريم بالمكان وأهله, وفقط في هذه المنطقة, أو نقطة العبور, عند حافة البحر, في طرفاية, تصبح مريم اللاشيء العدم, مريم اللغز المحير, واحد لا يعرف من أين هبطت, تصبح كيانا إنسانيا حقيقيا, فالجميع يحبونها, ويريدون لها أن تحقق حلمها في ركوب البحر, ومن ضمنهم ذلك الغلام, الذي اصطحبها في أول الفيلم, ليبحث لها عن سكن, لكن حين أزف وقت الرحيل فجأة, إذا به يطالبها أن عثرت علي والده في اسبانيا , أن تبلغه إن أسرته تغفر له بعد أن هرب فعلته, وتسأله العودة إلى أهله. ولاحظ كيف أن مريم قبل أن تصل إلى طرفاية لم تعش في المغرب, طبعا كانت تعيش في المغرب, لكن من دون أن يشعر احد بوجودها, أو يهتم بأمرها. كانت مريم, مثل كل الفقراء المطحونين المعذبين, مادة فقط للاستغلال البشع والقهر, وكان عليها , في وطن يلفظها, أن تركب البحر إلى اسبانيا, لكنها فقط حين وصلت إلى طرفاية, إذا بها تتحول من شبح, إلى كيان إنساني من لحم ودم ومشاعر, وإذا بها تستشعر دفء القلوب الحانية من حولها, وهي تتأسي لحال مريم وحالها, ويقف الجميع في طابور الانتظار الطويل في انتظار المخلص. وفقط حين كان البحر يلفظ الجثث الغارقة , أكثر من 15 جثة كل يوم, كان الأطفال يركضون مع الكبار إلى الشاطئ , في صحبة رئيس الشرطة في طرفاية, ويتفرجون علي الآثار التي خلفتها تلك الجثث علي الشاطئ , قبل نقلها إلى المشرحة, ويصعب علي الجميع أن تغادرهم مريم وتتركهم. فجأة مع وصول مريم , تحيا المدينة من جديد, تنبض , تتنفس, فتصبح مريم هي المركز, تصبح الأم والأخت والصديقة والحبيبة, ويتحلق الجميع حولها, وكأنها أمهم الكبيرة المغرب, بأصالته وعراقته وطيبة أهله, وهم لا يريدون الآن أن تغادرهم, وتتركهم لبؤسهم. ومن أروع مشاهد الفيلم , مشهد مريم فوق سطح البيت في الليل, وهي تطل علي أنوار المدينة الاسبانية القريبة , في صحبة صديقتها, وتلخص مريم في كلمتين موضوع الفيلم, ومأساة الغربة, فتقول لصديقتها يبدو انه بقدر ما يحل الظلام في المغرب, بقدر ما يحل النور في الطرف الآخر في اسبانيا, وكلما خفتت الأنوار هنا وعشش الظلام, كلما تألقت الأنوار هناك أكثر وعم الحبور والفرح, واعتبر هذا المشهد من أعظم, إن لم يكن أعظم مشهد في كل الأفلام التي شاهدتها في تطوان السينمائي 12 وأعمقها تأثيرا, وبه, وبكل مشهد في ذلك الفيلم , الذي يكشف عن " نظرة " داود الفنية الإنسانية , التي تجعله ينحاز في كل أفلامه إلى هؤلاء الهامشيين البسطاء المعذبين, ومن دون أن يفقد سحر السينما, الذي يغمس فيه فرشاته مثل فنان رسام, ثم يروح يتحفنا بجماليات اللقطة, وتناغم وتناسق الألوان, وهرمونية الإيقاع, وفي صحبة شريط الصوت الرائع في الفيلم, يدلف " باب لبحر" بهذا المشهد في قفطان من حرير إلى كلاسيكيات السينما المغربية العظيمة


شارك الفيلم المغربي " ماروك" للمخرجة ليلي مراكشي في تظاهرة " نظرة خاصة " بمهرجان كان 2005 وهي التظاهرة المرافقة للمسابقة الرسمية , وتعتبر ملحقا لها يستوعب الأفلام التي لاتدخل المسابقة, لكنها تحقق فنيا الحد الادني من شروطها, ويحكي عن فترة الثمانينيات في المغرب من خلال فتاة مراهقة تنتمي إلي أسرة ثرية, وتدرس في احدي المدارس الفرنسية الخاصة التي يتردد عليها أبناء الطبقات الحاكمة المرفهة من اصحاب المصانع وغيرهم, وتدور إحداث الفيلم في مدينة الدار البيضاء التي تفرض حضورها كشخصية أساسية في الفيلم, وتقع البنت المغربية المسلمة التي تعيش حياتها علي الطريقة الاوروبية, وتطالب بحريتها, وتكشف في الفيلم عن طبائع وتقاليد, زيف وادعاء ونفاق الطبقة التي تنتمي اليها, تقع في حب شاب يهودي مغربي يفكر في الفيلم مع اسرته , بسبب حرب الخليج كما يقول ان يهاجر من المغرب الي كندا, وينجح الفيلم في تصوير ذكريات مخرجتنا ليلي مراكشي التي عاشتها هي نفسها بالفعل, وتنتهي قصة الحب بين روميو اليهودي و جولييت المراهقة المغربية المسلمة, بحادث يقع له ويودي بحياته , وتقرر بطلة الفيلم ان تسافر لتكملة دراستها في باريس علي عادة ابناء هذه الطبقة, وينتهي الفيلم بحضور صديقاتها لتوديعها في المطار, ثم نشاهد في آخر لقطة طائرة تغادر الدار البيضاء وتحلق بعيدا عن اسطح بيوتات المدينة التي شهدت جلسات البنات في الهواء الطلق, جلساتهن على الاسطح والتحليق مع الطيور السابحات و الاحلام السعيدة والحنين الي ذكريات الماضي الجميل.وعام 2005 انتج فيلم " يقظة " لمحمد زين الدين: في الفيلم، من حيث المضمون لا يتعلق الأمر بمحاولة لرصد الواقع ، بل بمشروع أهم يروم التأمل في كنه وجوهر العملية الابداعية نفسها، سواء على المستوى الادبي او على مستوى عملية انتاج الصورة، إنه عمل يسائل شخصية المبدع بقوة وقسوة وعمق، ويزعزع الثوابت والبديهيات والافكار الجاهزة.تنطلق وقائع الفيلم مع وصول مخطوط مرسل من طرف كاتب مغربي ناشئ ينتمي لبلدة «وادزم» الصغيرة المهمشة، الى دار نشر باريسية قبل أن نشاهد استعادة طويلة، كاملة وعميقة لحياة هذا الكاتب التي بدأت في مغرب ما بعد الاستقلال في جزء منسي من المغرب، لتقوده الى مركز البلاد بالعاصمة الرباط والدار البيضاء، قبل أن يفقد أوهامه حول الثقافة والمثقفين ويعود ادراجه الى مدينته الأم جارًّا أذيال الخيبة والألم، انها حكاية الحياة الموضوعية والذاتية لكاتب ساخط على الأوضاع يرغب في كتابة عمل أنثروبولوجي، يقارن بين الفولكلور المغربي ووظيفة الكرنفال في الغرب، عمل يخرج من اطار الانبهار الى تحليل احتفال المغاربة بالمواسم الشعبية، باعتبارها آلية لنسيان البؤس وتعويض التوازن الاجتماعي المفتقد على أرض واقع «قروسطي» جامد منذ قرون طويلة. ولعله ليس من باب الصدفة ان يبدأ البطل ـ الكاتب ـ حياته عاملا في مقلع للأحجار، وفرن تقليدي مخصص لإحراقها قصد تحويلها الى جير. إن الشخصية الرئيسية تعمل منذ البداية اذاً على تحويل العناصر بعد صهرها بواسطة النار الحارقة، نار الابداع والتغيير أو التحليل على الأقل، من خلال المقارنة بين الهامش (واقع بلدة وادزم) والمركز الذي يختزله البطل في «مثقفي مقهى، باليما، الفاسدين»، الذين يتآمرون مع السلطة لمنع كتابه الأول واليتيم «هواء الماء»، ولسحبه من العرض في المكتبات، مما يدفع صاحبه لمحاولة انتحار فاشلة، وللعودة الى قريته الأم حيث يعتزل الناس ويدخل في متاهات حياة داخلية مغرقة في الذاتية. وفيلم «النظرة» لنور الدين لخماري: يعود للذاكــــرة، من خلال مصور فوتوغرافي فرنسي يحاول التسامح مع الماضي من خلال الاعتذار عن الفظاعات التي قام بها المستعمر الفرنسي في المغرب والتي كان هو شاهد اثباتها من خلال آلته الفوتوغرافية، وللصورة الفوتوغرافية حضور أيقـــــوني يحتمل أكثر من دلالــة، فهي الحامل للحدث الفيلمي، بل هي السارد الفيلمي والرقيب ولا تســــــتقيم هذه العودة لألبير المصور الفوتوغرافي الا من خلال محاكمة داخلية للصورة الــفوتوغرافية ذاكرته المتقــــــدة، وهي بحمولاتها المفتوحة أكثر انتاجا من فعله الثابت، وما عبر عنه السينمائي لخماري في هذا التوضيح الفني كان معقولا، اذ كنا أمام صور حاملة لمقولات السرد الفيلمي وتواليه، ولعل تقنية الفلاش باك المدمجة لحاضر وماضٍ استرجاعي، شكلت احدى مفارقات القوة للفيلم، اذ يحضر الفلاش باك كحاضر، من خلال توليف/ مونتاج حرفي، جعل فعل الآن متصلا بأفعال الأمس.الفيلم مفتوح على مجالين اثنين للقراءة، حقول الصور الفوتوغرافية، ومجال الصورة السينمائية، وبين البعدين نقرأ الاختيارات الجمالية والفنية التي تحكمـت في الرؤية الفنية عموما للفيلم، هذه النواة الجمالية التي جعلت مقولة الزمن مندغمة بين سيرة الاسترجاع وسيرة الحاضر.. لا كما نراه بل كما يحاكمه الماضي.وفيلم " تينجة" لحسن لكزولي: يحكي التحولات التي سيعرفها نور الدين، الابن المطيع لعامل مغربي مهاجر، شب في شمال فرنسا، ومن أجل احترام رغبة والده الأخيرة المتمثلة في دفنه بعد وفاته في مسقط رأسه بقرية في الأطلس الكبير، سيصاحبه في رحلته الأخيرة، وسيكتشف خلال هذه الرحلة، ولأول مرة، بلده الأصلي، وسيمكنه لقاؤه بنورا، المرأة الجميلة التي تبحث عن آفاق جديدة، من اكتشاف حقيقة هذا الأب التي لم يكن تقريبا يعرف شيئا عنها، والحقيقة المحسوسة لبلاد لم يكن يعرفها سوى عبر الحكايات العائلية النادرة.وبتقدمه باتجاه الجنوب عبر المناظر الجميلة، وهو إلى جوار جثمان والده في خلفية الشاحنة، كانت الوضعية تكشف عن عدد من المواقف الساخر.و يقدم الاخوان المغربيان سهيل وعماد نوري (ولدا المخرج المعروف حكيم نوري) فيلمهما الروائي الاول عام 2006 " ابواب الفردوس " ، وهو القسم الاول من ثلاثية يعتزمان إنجازها هو الجريمة والمافيات (القسم الثاني سيكون حول المافيا الكولومبية في اسبانيا!!). بكاميرا واقعية هنا يتابعان صراعا دمويا بين ثلاث شخصيات: ماكر مغربي (يؤديه الاب نوري) ومدرس اميركي في أربعينيات عمره، وثالثهما شاب من الاشقياء، يسعون كل من جانبه للانتقام.* * * واذا نظرنا إلى السينما المغربية عندما تتعامل مع الأدب, أول مَن بادر إلى طرق باب الأدب هو لطيف لحلو عندما استعان بالأستاذ عبدالكريم غلاب في فيلم (شمس الربيع) فكانت الحكاية متناسقة وسعى لطيف لحلو إلى توظيف ما تلقّنه وما تأثر به حيث كانت الموجة الجديدة الفرنسية في عز عطائها فرأيناها في شريط لطيف لحلو. ولطيف لحلو سيستعين في شريطه الثاني (غراميات) برشيد بوجدرة في السيناريو والطاهر بن جلون في الحوار. المرحوم محمد الركاب لجأ إلى يوسف فاضل في إنجازه لـ(حلاق درب الفقراء) والنتيجة أن الشريط لقي إقبالاً يليق به , وإدريس المريني نقل رواية بامو لأحمد زياد إلى الشاشة, لعل حظ الشريط العاثر يكمن في المرحلة التي أنتج فيها. , ثم استعان أخيراً داود أولاد السيد بيوسف فاضل في الحوار, وأحمد البوعناني في السيناريو, والنتيجة كانت شريط (باي باي السويرتي) الذي حاز على جوائز في داخل البلاد وخارجها. وعاد حميد بناني إلى السينما بكتابته التي تحمل بصماته بعمل الطاهر بن جلون (صلاة الغائب) فإذا بالشريط يعاني من اللغة الفرنسية التي كانت اللغة الأصل ونتجت عنها نسخة عربية لم تستطع أن تثير تآلف المتلقي. هل يمكن اعتبار عدم التواصل بين الكاتب المغربي والسينمائي المغربي عائقاً في تطوّر النص السينمائي المغربي? الواضح أن الزمن يلعب لعبته بحذق ومهارة, فالشريط الذي كان لا يتكلم في البدء أصبح مع مرور الزمن يتلكأ في الحديث, ثم ها هو التلكؤ يختفي تدريجياً, وهاهو الانفتاح على الأدب أيضاً آت ببطء شديد.ففي الفترة الأخيرة دخل الروائي أحمد التوفيق والسينمائي محمد عبدالرحمن التازي في عملية شراكة إبداعية حيث تم نقل رواية (جارات أبي موسى) 2003 إلى السينما وهي مغامرة نظراً لقوة الرواية ولغضاضة التجربة السينمائية المغربية في تعاملها مع الإبداع معظم الأفلام القديمة كان يصور فى مراكش . لكن تدريجيا بدأت تنمية منطقة أقرب منها للجبال هى ورزازات ، التى أصبحت تسمى الآن عاصمة السينما المغربية، وتقع بالضبط عند نقطة التقاء السفوح الخضراء بالصحراء الممتدة برمالها الصفراء مع سفوح جبال أطلس الشاهقة بقممها البيضاء . هذا التلاقى الفريد يتيح جماليات وفى نفس الوقت اقتصاديات مغرية جدا لصناع السينماعبر العالم . آخر أفلام ضخمة تم تصوير أجزاء كبيرة منها فى المغرب كانت ’ المصارع ‘ وجزأى ’ المومياء ‘ ، ثم’ الأسكندر الأكبر ‘من إخراج أوليفر ستون ومتوسط تصوير الأفلام الأجنبية فى ستوديوهات ورزازات هو 12 فيلما طويلا سنويا ، عدا العشرات من الأفلام القصيرة وأغانى الفيديو . و كان المسئولين المغاربة يتباهون بتحقيق ستوديوهات ورزازات دخلا قدره عشرين مليون دولار سنة 2001 رغم ما شهدته من أحداث سپتمبر . الآن هم يتحدثون عن صناعة حجمها 100 مليون دولار سنويا . ورغم أن ما يصدر عنهم من أرقام يحتمل أحيانا التمنيات ، أو يرتبط بمشروع استثنائى الضخامة مثل ’ الأسكندر الأكبر ‘ ، إلا أنه فى جميع الأحوال لا يمكن بلا شك إلا اعتبار للسينما المغربية أكبر صناعة للسينما فى الوطن العربى بلا منازع .البيزنس ليس منفصلا عن الحركة الثقافية المغربية. هناك تمازج يدعو للإعجاب بين الأنشطة الثقافية ومردودها السياحى الضخم . من هذا مثلا مهرجان الرباط ، وهو مهرجان سنوى غنائى ومسرحى وشعرى وأيضا سينمائى شامل يستقطب أشهر الأسماء من جميع الدول العربية . أما من حيث المهرجانات السينمائية ، فعدد المهرجانات الدولية فى المغرب يكاد يفوق أى نظير له فى أية دولة عربية أخرى باستثناء مصر ، وإن لم يكن حتى الفارق كبيرا . تطوان لسينما البحر المتوسط ، وخوربيكة للفيلم الأفريقى ، وسلا لأفلام المرأة ، وفاس لأفلام التحريك ، وأصيلة لأفلام الجنوب ، والناضور وهى أيام سينمائية تقدم پانوراما للسينما العالمية ، والرباط وهو مهرجان دولى عام وإن مع توجه خاص للسينما الشابة . و انضم لها فى عام 2001 مهرجان مراكش الذى كان مبيتا له سلفا أن يصبح المهرجان الدولى الرئيس والأضخم للمغرب ، بل ولكل أفريقيا والعالم العربى خلال فترة وجيزة . مهرجان عام بلا تخصص ، وتتولاه إدارة فرنسية ، ويلقى رعاية شخصية مباشرة من الملك محمد السادس . وعينه تقع بمنتهى القوة على البيزنس ، أى تنشيط صناعة السينما فى منطقة مراكش بما يحقق تلك الأرقام الموعودة المذهلة . المدير المقصود هو دانييل توسكان دو پلانتييه أحد الموزعين الفرنسيين الرئيس السابق لليونيفرانس ، ومدير مؤسسة لتنظيم مهرجانات الأفلام . ونائبته فى المهرجان هى نائبته فى المؤسسة لويزا مورين


فصل من كتاب "السينما في المغرب العربي




مرفق اسفل رابط المقال في موقع " الحوار المتمدن " والاجزاء الملونة باللون الاخضر في المقال أعلاه مأخوذة من كتابات الاستاذ صلاح هاشم عن فيلمي " طرفاية " و " ماروك " المغربيين في " خاص بسينماتيك " في موقع حسن حداد