الأربعاء، يناير 31، 2007

ترجمات الكتاب السينمائي كيف تكون ؟

لقطة من فيلم " شباب امرأة " لصلاح أبو سيف تظهر فيها تحية كاريوكا وشكري سرحان


ترجمات الكتاب السينمائي كيف تكون ؟



بقلم صلاح هاشم


الكتاب الذي ترجمته صديقي ممتع جدا، ومهم، لكنه صعب جدا في القراءة والفهم لغير المتخصص، وعندنا مشكلة عموما في الترجمة في مصر، بسبب الترجمات في اغلبها عن لغة وسيطة، وليس من خلال اللغة الاصلية الي اللغة العربية ، وهنا عند الترجمة من الانجليزية عن التركية الي العربية، بدلا من التركية الي العربية مباشرة، تضيع أشياء كثيرة. انا افضل الترجمة من اللغة الاصل الي العربية، وافضل الترجمات التي تكون جميلة، وتخون النص، بدلا من الترجمات الامينة، التي تصبح معقدة وغير مفهومة وغامضة المعاني. احب الترجمة اليسر، التي تحس فيها بالنفس الشخصي، وتجري مثل السلسبيل، فتقرأها وتظن ان المترجم لم يترجم ، بل كتب لتدفقها وانسيابيتها النص من جديد .احب ان تكون الترجمة اعادة كتابة للنص، تستشعر فيها انفاس الكاتب، وكانت لي تجارب جميلة جدا وممتعة في هذا المجال ، وبخاصة في مجال ترجمة الشعر، وقد شجعني الدكتور الناقد غالي شكري، عندما كنا نعمل معا في مجلة " الوطن العربي " في باريس في فترة الثمانينيات، وليست المسألة كتابة سيرة ذاتية للحديث عن بطولات، لكنها خواطر تستدعي ذكريات جميلة ومؤثرة في وعي المبدع و الناقد والمخرج والفنان. انها اشياء تحافظ علي ذاكرتنا ، وربما كانت في محل التوصيل ضرورية لفهم جيلنا وفكرنا وعصرنا ، وكذلك خيبتنا اذا أحببت ، وكان غالي شكري رحمه الله يعمل مشرفا علي صفحات الثقافة في المجلة، وكنت احرر بها باب "العرب في العالم" عن المهاجرين واحوالهم وأوضاعهم في الغربة، وسهل لي الباب السفر والتشرد والكتابة والصعلكة،وفتح لي ابواب الانطلاق، وبفضل هذا الباب سافرت الي 13 دولة اوروبية وكتبت من نيويورك وشيكاغو في امريكا .وقلت للدكتور غالي اني اعشق روايات هرمن هسه، وقد فوجئت انه كتب مجموعة اشعار ترجمت من الالمانية الي الانجليزية فاقترحت عليه ترجمتها في المجلة، وكانت ترجمة اذن عن لغة وسيطة،وتعلمت من غالي ان اترجم براحتي ،وبالفعل جاءت الترجمات جميلة جدا ، ونشرها غالي شكري و تشعروانت تقرأها بنفسي الشخصي، لكني كما تعرف ايام عم عبد الفتاح الجمل العظيمة في فترة الستينيات ترجمت عنده في جريدة المساء آخر 12 قصيدة كتبها طاغور شاعر الهند العظيم وهو علي فراش الموت، واود لو تتاح لي فرصة جديدة لاعادة نشر هذه الاعمال، وقد تحدث معي الصديق الروائي القاص ابراهيم اصلان بهذ الشأن بالفعل في آخر زيارة لي الي مصر في نوفمبر الماضي ، كما اسعدني ان اسمع من الروائي الصديق ايضا جميل عطية وقتها ، انه كان يهبط شوارع جنيف في البرد يوم الاربعاء، ليشتري جريدة الاهرام الدولي الصادرة بالغة العربية ، ليقرأ مقالاتي عن السينما والافلام الجديدة في باب " شاشة باريس " الذي كنت احرره في الصفحةالمخصصة للجالية العربية في الجريدة ، وكانت بعنوان" صباح الخير يافرنسا " ويحررها الاعلامي الكاتب شريف الشوباشي ، وكان شريف هو الذي دعاني فيما بعد لترك عملي في مجلة " المجلة " في لندن والحضور الي باريس، وتحرير زواية سينما في تلك الصفحة.استمرت الزاوية ، ربع صفحة واحيانا نصف صفحة ، التي كنت احررها من ابريل 1994 حتي مايو 2002 اي اكثر من 8 سنوات، والآن الله يرحمها، بعد ان كان يقرأها الشوباشي ويتعرف من خلالها علي احوال السينما من خلال الافلام والمهرجانات التي كنت اكتب عنها، وظل يتابع كتاباتي حتي بعد ان صار رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي، واشهد اني حين عملت معه وعلي الرغم من اختلافنا احيانا في الرأي حول قيمة عمل ما او مكانة مخرج ما مثل يوسف شاهين الذي لم تعجبني ابدا افلامه الاخيرة وكتبت لماذا لا تعجبني ، فأنه لم يحذف نقطة او حرفا او فاصلة او سطرا من مقالاتي، ولم يمارس اية رقابة من اي نوع علي ما كنت اكتب، ولا اذكر انه رفض يوما نشر اي مقال كتبته وقدمته له. وانا بطبيعتي احب قراءة الشعر جدا وغاوي، واعتقد ان دراسة الشعر اساسية في تكوين الكاتب والناقد السينمائي واي فنان، كما اعتبران اي ترجمة هي خلق وفن وابداع، لكنها في بلدنا صارت كارثة، بعد موت المترجمين الكبار من امثال يحيي حقي ونتذكر جميعا ترجمته لكتاب " القاهرة " الرائع ، وترجمات الدكتورة استاذتي فاطمة موسي، أطال الله في عمرها، لكن لم تعد الترجمة للأسف في عصور الانفتاح والاستهلاك الكبري والانترنت تطعم خبزا ، مثلها تما ما مثل الكتابة، وامازال للكتابة جدوي، في عصر العولمة وهل حياتنا جديرة بأن تعاش ؟
تلك هي اسئلة السينما الكبري. اسئلتنا. لكن صارت الترجمة عندنا الآن تهريجا وجدعنة وفهلوة ، بعدما انحط التعليم الجامعي، وصار عندنا جامعة في كل حارة، وتلفزيون لكل مواطن ، وبدلا من ان نتحسن ونتطور ونتقدم الي الامام اذا بنا خلفا در لعصور الجاهلية الوسطي والتعصب وصار البعض يرجم افلامنا مثل فيلم " شباب امرأة " لصلاح ابو سيف احد روائع وكلاسيكيات السينما المصرية العظيمة ، وهات ياتقطيع وتمزيق ، وزاد جهلنا وتخلفنا وانحطاطنا، بل وتفاقم ، وخلا الجو لبعض الجهال فعاثوا نشرا وفشرا وترجمة ومزبلة ، لكن لحسن حظنا ، مازال عندنا بعض المترجمين الممتازين مثل الاساتذة سامي خشبة ود. صبحي شفيق والاستاذ المؤرخ احمد الحضري وارجو ان لا اكون اطلت عليك
ونواصل الاحاديث في مصر بلدنا ، حيث يحلو السهر والدردشة، والاحتفال علي الرغم من كل شييء بالحياة ا
اتركك الان صديقي للمنظر الجميل
ودمت بخير

مقطع من رسالة شخصية للصديق ع

الخميس، يناير 25، 2007

الاحتفال بنجيب محفوظ في أكاديمية الفنون

د.مكور ثابت المخرج السينمائي ورئيس اكاديمية الفنون سابقا


موسوعة " نجيب محفوظ والسينما " من اعداد د مدكور ثابت تري النور

الاحتفال بنجيب محفوظ في أكاديمية الفنون




القاهرة. ايزيس

قرر د. عصمت يحيى رئيس أكاديمية الفنون التابعة لوزارة الثقافة بتوزيع "موسوعة نجيب محفوظ والسينما" من إصدار الأكاديمية، والتي كان قد قام بإعدادها وتحريرها د. مدكور ثابت رئيس الأكاديمية السابق، والتي صدرت في مجلدين ضخمين يضمان 1700 صفحة من القطع الكبير. وذلك في احتفالات العالم احتفالاً بالذكرى الخامسة والتسعين لميلاد فقيد مصر العالمي الكبير
وأوضح د. مدكور ثابت المنسق والمحرر العام للموسوعة، أن الموسوعة كانت قد وصلت من المطابع قبل وفاة نجيب محفوظ بخمسة أيام فقط، حيث كان من المقرر أن يهديه نسختها الأولى وزير الثقافة الفنان فاروق حسني، لكن إزاء مفاجأة رحيل الأديب الكبير، تقرر تأجيل توزيعها إلى حلول موعد أول ذكرى لمولده
وقال د. عصمت يحيى أنه ظل يتابع في حماس طباعة وإصدار "موسوعة نجيب محفوظ والسينما" مع محررها د. مدكور ثابت على مدى أكثر من عامين، حتى خروج الإنجاز الضخم إلى النور.وتتضمن الموسوعة تجميعا لكل ما نشر فيما يتعلق بنجيب محفوظ والسينما منذ عام 1947 حتى عام 2000، سواء كانت كتابات نقدية لأفلامه، أو أحاديث أجريت معه، بما في ذلك الكتابات الخبرية.
أما الخطة التي اتبعها د. مدكور ثابت على مدى عشر سنوات، لجمع وتحرير مواد الموسوعة فقد قامت على تنقيب مجموعة الباحثين في: جميع المؤسسات الصحفية التي ما زالت تمارس العمل الصحفي حتى الآن. وقسم الدوريات في دار الكتب والوثائق المصرية.ومكتبات كل من مركز الثقافة السينمائية والمركز الكاثوليكي. الكتب المنشورة التي تتصل بموضوع الموسوعة.الأرشيف الخاص ببعض الكتاب والمثقفين.
وكان محرر الموسوعة قد أكد على ضرورة أن ترفق بكل مقالة صورة من أصلها الصحفي حتى يتسنى للقارئ التعرف على طبيعة الإخراج الصحفي والطباعي لكل مقالة في زمن نشرها.كما أبدى ثابت اهتمامًا واضحا في مقدمته للإشارة إلى أن كل من عاونوه في تجميع وإعداد مواد الموسوعة للنشر، كانوا من الشباب، فقد ذكر أن الذي اضطلع معه ببداية التجميع منذ عشر سنوات هو خريج المعهد العالي للسينما وائل قنصوه، كما خص بالذكر جهود التدقيق التي بذلها على مدى العامين الأخيرين مدير التحرير التنفيذي المحقق الشاب هشام عبد العزيز، بالإضافة إلى ما اعتبره د. مدكور ثابت تفانيًا مضنيا من الشاب الواعد هاني صبري الذي اضطلع بمهمة الإخراج الفني خلال هذين العامين بإشراف الفنان الكبير صلاح مرعي.و تصدرت الموسوعة مقدمة للناقد الكبير إبراهيم فتحي الذي عرف عنه تخصصه في أدب نجيب محفوظ، كما حرص د. مدكور ثابت على استثمار ما يعتبره كنزا أثريا كان قد وجده بين يديه أثناء فترة رئاسته للمركز القومي للسينما بين 1993 و 1999، ويقصد بذلك الملف الوظيفي لنجيب محفوظ، فكتب د. مدكور ثابت مقدمة طويلة في 45 صفحة يعرض فيها لأهم مستندات هذا الملف بدءا من شهادة ميلاده حتى إحالته إلى المعاش، ووضع للمقدمة عنوانا هو


"جلست في مقعد نجيب محفوظ مرتين واكتشفت فـي درج مكتبي الملف الوظيفي لنجيـب محفــوظ"
و أوضح د. مدكور ثابت أهمية هذه المقدمة، مستندا على أن التعرض لنجيب محفوظ والسينما لا بد أن يعنى محورين:الأول: علاقة نجيب محفوظ الوظيفية بالمؤسسة الإنتاجية للسينما في مصر، والمتمثلة في المسئولية عن القطاع العام السينمائي، حتى تقاعده عن العمل الوظيفي الحكومي عام 1971.وتناول المحورالثاني علاقة "قلم" نجيب محفوظ بشاشة السينما، وتنقسم بدورها إلى مسارين الأول مرحلة كتابته المباشرة للسينما


والثاني مرحلة الأفلام المعدة عن أعماله الأدبية
وهذا المحور الثاني هو الذي انصبت عليه مواد الموسوعة، أما المحور الأول فهو ما تركزت فيه مقدمة د. مدكور ثابت حول الملف الوظيفي لنجيب محفوظ


أما الأفلام التي شكلت مواد الموسوعة، والتي ارتبطت باسم نجيب محفوظ، فقد بلغ عددها 71 فيلما، منها فيلم واحد يعتبر مثار جدل حول اسم نجيب محفوظ هو فيلم "شباب امرأة"، ومن بينها 21 فيلما من كتابة قلمه مباشرة للسينما، والتي كان أولها فيلم "المنتقم" عام 1947، وأخرها كان مشاركته في فيلم "الناصر صلاح الدين" عام 1963، كما يعتبر عام 1959 نهاية لكتابته المباشرة للسينما، وذلك بفيلم "الله أكبر"، أما عام 1960 فيعتبر بداية لمرحلة الإعداد السينمائي عن أدبه بفيلم "بداية ونهاية".
و أحصى ثابت أسماء المخرجين الذين ارتبط اسم كل منهم بفيلم أو أفلام لنجيب محفوظ، ورتبهم تاريخيا على النحو التالي حيث بلغ عددهم 25 مخرجا:
– صلاح أبو سيف – أنور الشناوي
– عاطف سالم – حسين كمال
– نيازي مصطفى – مدكور ثابت
– توفيق صالح – على بدرخان
– فطين عبد الوهاب – سعيد مرزوق
– حسن رمزي – أشرف فهمي
يوسف شاهين – يحيى العلمي
– إبراهيم السيد – هاني لا شين
– حسن الإمام – سمير سيف
– كمال الشيخ – عاطف الطيب
حسام الدين مصطفى – أحمد ياسين
نور الدمرداش – أحمد يحيى
إبراهيم الصحن
وقد اشتملت الموسوعة على مجموعة من الكشافات في نهاية الجزء الثاني لتعين الباحثين والقراء، حيث تتضمن637 مقال وحوار وتحقيق صحفي وخبر عن علاقة أديب مصر العالمي نجيب محفوظ بالسينما
222 كاتبًا اهتم بالكتابة عن نجيب محفوظ والسينما في أكثر من نصف قرن.74 جريدة ومجلة وكتاب ونشرة صحفية نشرت مادة صحفية تتصل بنجيب محفوظ والسينما


كشاف الموزعين السينمائيين، ويشتمل على 26 موزعًا وشركة توزيع ذكروا في مواد الموسوعة.
كشاف دور العرض. ويشتمل على 29 دار عرض ذكروا في مواد الموسوعة.
كشاف مهندسي الديكور ويحتوي على 16 مهندسًا ذكروا في الموسوعة.
كشاف مديري التصوير السينمائي ويحتوي على 33 مصورًا ذكروا في الموسوعة.
كشاف المونتاج ويحتوي على 18 مونتيرًا ذكروا في الموسوعة.
كشاف الموسيقيين ويحتوى على 44 موسيقيًا ذكروا في الموسوعة.
ثم كشاف للتواريخ التي نشرت فيها مواد صحفية مرتبة تاريخيًا منذ أول تاريخ وهو 17/8/1947، وذلك بمقال نقدي لفيلم المنتقم، منشور بدون اسم الكاتب، والذي نشر في مجلة الراديو والبعكوكة. وكان آخر موضوع نشر هو مقال "مرور ثلاثة عقود على أول محاولة تجريبية في السينما المصرية.. فيلم صورة.. عمل ناجح يمزج الخيالي بالواقعي" بقلم ناجح حسن، وقد نشر في جريدة الرأي الأردنية، في 16/12/2000.
جدير بالذكر أن د. عصمت يحيى اتفق مع د. مدكور ثابت على إعداد كتيب عن الموسوعة لترجمته إلى اللغات الألمانية والفرنسية والإنجليزية تمهيدًا لمشاركة وزارة الثقافة بهذه الموسوعة عن أديب مصر العالمي نجيب محفوظ في معارض الكتب الدولية، والتي سيكون أولها معرض فرانكفورت الدولي




الأربعاء، يناير 24، 2007

ملفات السينما مجلة سينمائية جديدة تطلع من الناصرة في فلسطين


غلاف العدد الاول الجميل من مجلة ملفات السينما التي تصدر من الناصرة في فلسطين عن المدرسة العربية للسينما


من اجل دفع الثقافة السينمائية واثراء وتثبيت الحوار


ملفات السينما تطلع من الناصرة في فلسطين


وتصدر عن المدرسة العربية للسينما


باريس . سينما ايزيس


تلقت "سينما ايزيس" ببالغ السرور العدد الاول من مجلة " ملفات السينما "، التي تصدر فصلية عن المدرسة العربية للسينما في الناصرة فلسطين، وتعتني بثقافة السينما والفكر النقدي، والمسئول عن تحريرها عنان بركات

وفي تصدير للمجلة ، يكتب كريم شداد مدير المعهد العالي للفنون وبيت الكاتب ، ان " ملفات السينما " تطلع من الناصرة في فلسطين بعد مرور سنة علي تأسيس المدرسة العربية للسينما، بهدف دفع الثقافة السينمائي،ة وسد النقص في هذا المجال، ويضيف عنان بركات المحرر المسئول في افتتاحية المجلة والعدد، ان ماتطمح اليه الملفات اثراء وتثبيت الحوار السينمائي ، في جميع شرائح المجتمع العربي ، في البلاد والمهجر

يشتمل العدد الاول من " ملفات السينما " الصادر في كانون اول " ديسمبر " 2006علي مجموعة كبيرة من المقالات والترجمات والدراسات: لصلاح سرميني الذي يكتب مقدمة عن السينما الشعرية، ولأمين صالح الذي يترجم اقتباسات لاندريه تاركوفسكي، في ما يعرف بشار ابراهيم بما هو الفيلم الفلسطيني ، وبمشاركات لكل من محمد عبيدو وامينة بركات وفجر يعقوب وغيرهم ، كما يحتوي العدد علي حوار مع المخرج الفلسطيني الكبير ايليا سليمان اجرته ميسر ابو علي، ودراسة عن كاتب السيناريو الفرنسي الكبير جان كلود كاريير بعنوان " رجل الظل الذي اعتاد الوحدة " ، والمعروف انه من اعظم كتاب السيناريو في السينما الفرنسية، واشتغل مع المخرج المسرحي البريطاني الكبير بيتر بروك، وترجم له " المهابهاراتا " الملحمة الهندية الشهيرة، التي اخرجها بيتر بروك في محجر في مدينة آفنيون الفرنسية خلال دورة دورات من مهرجان آفنيون المسرحي في فرنسا ، كما وضع كاريير ايضا السيناريو لبعض افلام الاسباني لوي بونويل الرائعة، مثل فيلم سحر البرجوازية الخفي "

الاثنين، يناير 22، 2007

لماذا سنكون في " سينما ايزيس " أشد قسوة ؟

صلاح هاشم

خيبة امل صادمة في مهرجانات السينما العربية المزعومة

بدلا من الاحتفاء بمهرجانات الهراء التي تجعل الاجانب تضحك علينا

لماذا سنكون في " سينما ايزيس " أشد قسوة ؟


بقلم صلاح هاشم




كشف استفتاء حديث نشر في موقع "شبكة السينما العربية " عن تفاهة بعض النقاد السينمائيين العرب المدافعين عن المهرجانات السينمائية العربية وبخاصة تلك التي يدعون اليها
واستسلامهم الكامل للسلطات في بلادنا ، تلك السلطات التي تملك وتصدر الصحف، وتدير المراكز المهيمنة علي شئون السينما
في الوقت الذي يطالب فيه بعض النقاد الخانعين الاذلاء بالاحتفاء بالمهرجانات السينمائية، ومن ضمنهم ذلك الناقد الزلمة الذي يعيش في باريس، ويعتبر اننا حين ننتقد ونقاوم ظواهر العفن والتردي الثقافي الحكومي نكون اشد قسوة من الارهابيين والعن من هتلر في قسوتنا، وهو بسبب نفاقه وكذبه، مكروه حتي في بلده ، ووسط أهله، وسمعته معروفة عند الجميع، فهو يدبج ويكتب المطولات في مدح المواقع السينمائية علي الشبكة ، ثم عندما تتجاهله سينما ايزيس ،ولا تعيره التفاتا ، يروح يكيل لها الشتائم، لأنها لم تطلب من سيادته تصريحا بالخروج والظهور علي الشبكة
ولا يعنيها أمره، فيروح يبكي كعادته مثل اناس يستعذبون الضرب، ويشكو للجميع حاله، ويدعي انها وأصحابها الغجر قد أورثوه مرض السكر، فقد كان يعد نفسه منظرا ومبرمجا للمواقع السينمائية العربية علي شبكة الانترنت، لكي تفسح له تلك المواقع مكانا، يعلن فيه عن اعماله التافهة، ونشاطاته العقيمة ، ويعيش علي الاسترزاق، ويطالب بان نحتفي بالمهرجانات السينمائية العربية، ونمتدح اصحابها ، وهو يأتي علي ذكرهم في كل سطر ليمدحهم، ويشكر فيهم ، و بسبب من مخيلته القاصرة وضميره الوسخ


من نحن ياسادة حتي ننتقد ؟

يتساءل ذلك الحمارفي مقال له : من نحن ياسادة حتي ننتقد، ورفقا بتلك مهرجانات، وهو لا يتواني عن قذف من لايعجبونه ولايحبونه من آل سينما ايزيس ومحبيها وجمهورها واصحابها، بأنهم ارهابيين، وألعن في هجومهم علي الافلام والمهرجانات التي تستدعي الحرق، ألعن من هتلر، ونحن بالفعل سنكون في سينما ايزيس العن من هتلرواشد قسوة في انتقاد وفضح الهراء العام، او مايطلق عليه بالانجليزية




NONSENSE


ا
ذلك الهراء الذي يروج له التلفزيون والاعلام الرسمي ، وسنرد علي القسوة التي تمارسها تلك الاجهزة في قصفنا بالترهات وفي كل لحظة من خلال شاشة التلفزيون، والسينما المصرية المنحطة وعناوينها السوقية المبتذلة التي تريد ان تحولنا اليي مسخ، ولن نتردد في الوقوف بالمرصاد لتلك المهرجانت الرسمية الاحتفالية الزائفة وفضحها، وقد اثبتت الايام اننا كنا علي حق، عندما قلنا انها جميعا اي تلك المهرجانات تخضع للعلاقات العامة، والحسابات الشخصية، وتفتقد الشفافية وابسط عناصر المهرجانات الحقيقية ، التي تسعي الي تطوير وعينا بمجتمعاتنا ، ومعرفة كيف يتطور فن السينما في العالم ، من خلال اقترابه اكثر من تناقضات مجتمعاتنا وأزماتها ومشاكلنا في عصر العولمة، وليس من خلال زغزغتنا ومداعبة مشاعرنا، ولن نرحم اصحابها ومديريها من الموظفين الرسميين وسياساتهم واكاذيبهم ، وسنكون في قسوتنا وقلة ادبنا وبجاحتنا، كما في قصيدة بالعامية الفرنسية للشاعر الفرنسي العظيم جاك بريفير، ألعن من هتلر مع هؤلاء المخربين، من امثال ذلك الناقد المدعي الجبان، والناقد المزعوم علي ابو شادي رئيس كل مهرجانات وادارات ومراكز ومناصب السينما الرسمية وخدام السلطة في مصر، وخدام وزير الثقافة فاروق حسني ونعتبرعلي ابو شادي المخرب الاكبر وقد تحول المركز القومي للسينما في مصر في عهده الي مركز قوي فهو يديره لمنفعته الشخصية وتشغيل اصحابه، وعلي ابو شادي لمن لا يعلم هو رئيس جهاز الرقابة في مصر علي المصنفات الفنية ورئيس مهرجان الاسماعيلية للسينما التسجيلية ورئيس المهرجان القومي للسينما المصرية ، بالاضافة الي مناصب سينمائية جديدة اخري، ولايخرج اي فيلم من مصر الا بموافقته وهوباختصار شبكة مصالح متحركة تتساقط منها الدراهم وتشيد العمارات
ونؤكد مرة اخري هنا اننا لم نكتب سطرا لكي نطالب بألغاء هذه المهرجانات، كما يدعي الناقد الزلمة في مقالاته التافهة التي تنشرها له المواقع والجرائد التافهة ببلاش ، ولا يتقاضي عنها اجرا ، بل انه علاوة علي ذلك كما نعرف علي استعداد للطعن في اي زميل ناقد لكي يكتب في محله ، وبرخص التراب، ولا يحترم ابسط قواعد المهنة والضمير المهني، وهو علي النقد السينمائي تافه ودخيل، وكتاباته كما لاحظتم في مطولاته " ماسخة " ولاطعم لها مثل الاكل البارد، وهي مجرد تصفية حسابات شخصية، فهو يمدح في هذا لغرض ما ، ويشتم في ذاك لمصلحته
لم نطالب بألغاء اي مهرجانات كما يدعي، بل طالبنا عندما نشبت الحرب في لبنان بأن يخصص ريع تلك المهرجانات وجوائزها، ليذهب الي صندوق اعمار لبنان، فقامت الدنيا بسبب ذلك الناقد الزلمة ، ولم تقعد
وهو يستغل كل ما نكتب وكما هو معروف لخلق وأحداث وقيعة بين الناس والاصدقاء، ويشهد له في هذا المضمار بالتفوق ، حتي علي اعتي المخبرين في دولة المخابرات في بلده ، وبعدما صار كل انسان فيها يتجسس علي اهله واخته وجاره، ويقول انا ومن بعدي في تلك الدولة البوليسية الطوفان، فهو يتمسكن مثل اياجو في مسرحية " عطيل " لشكسبير التي درسناها في آداب انجليزي في الجامعة حتي يتمكن، وهو مثل الحرباء يغير جلده بسرعة، ونقول له اننا اولاد بلد صحيح جدعان ودرسنا في الجامعة ، ونجيد عدة لغات ، وتعلمنا كيف نتعامل مع الناس بود والفة وذوق ، لكننا تربينا في شوارع وحواري قلعة الكبش أيضا من أعمال حي السيدة زينب الشعبي العريق ، وأكلنا من التراب ، ونستطيع ان نتولي امر تلك الحرباء ونسلخها سلخا ، وقد اثبتت الايام لأننا نفهم في الاصول ، والناقد الزلمة لايعرف باالضبط الآن عما نتحدث ، ويتلفت حوله حتي لا يضبطه احدهم وهو يتجسس علينا في سينما ايزيس ويلتقط مقالاتنا ويرسلها علي الفور الي اسياده ومن يلقون اليه بالفتات ، فهو وامثاله لايقنعون الا بفتات الموائد ويسيرون دائما خلف مدراء المهرجانات ويتسولون خدمة ، حتي ظن بعض الاصدقاء ان ذلك الناقد الزلمة يشتغل في الواقع لحساب سينما ايزيس والدعاية لها ويروج بذلك لافكارنا ، وعلينا ان نشكره علي ذلك ، و بخاصة بعدما أثبتت الايام صحة توقعاتنا وما كتبناه وكتبه غيرنا عن تفاهة و لا مصداقية تلك المهرجانات، فهي عديمة الشفافية ، وبلا جمهور، وتذهب اغلب ميزانياتها التي لا تستطيع ان تعلن عنها هكذا علي المكشوف
تذهب الي جيوب اصحابها من الموظفين، والمقربين من خدام السلطة ، وانكشف كل ذلك من خلال نتائج استطلاع نشرتها شبكة السينما العربية علي صدر موقعها ، وبعدما تلقينا الرسالة التالية وهنا نصها

السيد الاستاذ صلاح هاشم رئيس تحرير مجلة " سينما ايزيس " الغراء

بعد التحية والسلام والسؤال عن صحتكم الغالية - صحيح كنت اصبت بنزلة برد شديدة - التي نتمناها لكم علي طول الدوام
أرجو من سيادتكم ردا يتضمن رأيكم وتعليقاتكم فيما يخص دور المهرجانات السينمائية العربية في دعم الانتاج السينمائي، ومدى الاستفاد من وجود تلك المهرجانات بالنسبة للسينمائيين والجمهور على حد سواء
ورفق لكم أدناه استطلاع رأي أجرته شبكة السينما العربية عبر موقعها على الانترنت جاء صادما ومخيبا للأمال فيما يخص القيم المستفادة من تلك المهرجانات، فهل تتفقون مع تلك النتائج أم تختلفون معها؟
مع خالص الود


توقيع : سلامة عبد الحميد

وأرفق الاستاذ سلامة المقال التالي الذي تنشره " سينما ايزيس " هنا

*******
المطالبة بلجنة مهرجانات عربية تشرف على التنسيق




المهرجانات السينمائية العربية لاتسهم في تسويق الأفلام وهمها النجوم

كتب: سلامه عبد الحميد

انتهى استفتاء أجرته شبكة السينما العربية عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت إلى أن المهرجانات السينمائية لا تساهم في تسويق الأفلام العربية ولا تفتح لها أبواب أسواق جديدة خاصة في الوطن العربي نظرا لضعفها بشكل عام وعدم اهتمام القائمين عليها باتخاذ خطوات جادة في اطار التسويق أو الدعاية للأعمال العربية في الخارج أو الداخل
وأعرب 68 % من المشاركين في الاستفتاء الشهري للشبكة المتخصصة في تنمية الثقافة السينمائية إن المهرجانات العربية تستهدف فقط البريق الإعلامي وأضواء النجوم ودلل المشاركين علي ذلك بالصراع الدائر بين مهرجانات القاهرة ودبي ومراكش علي النجوم العرب والأجانب علي حد السواء، كما لا تهتم هذه المهرجانات بفتح الأسواق المحلية أمام السينما العربية بمختلف مدراسها وتياراتها
في حين عبر 31 % من المشاركين عن اعتقادهم بأن المهرجانات السينمائية تساهم بشكل ما في القاء الضوء علي السينما العربية بغض النظر عن عرضها في الصالات السينمائية من عدمه وإن كان التضارب بين مواعيد وفعاليات تلك المهرجانات يؤدي إلى حالة من التنافر بينها
وجاء الاستفتاء الذي شارك فيه عدة ألاف من الزوار على مدار الشهر الماضي كرد فعل للسباق المحموم بين المدن العربية لاستضافة وتنظيم المهرجانات السينمائية الكبري خاصة بعد التراشق الإعلامي بين مسئولي المهرجانات بعد أن تضاربت مواعيد بعض مهرجانات السينمائية العربية وتقاربت مواعيد مهرجانات أخرى بشكل أثر على حجم مشاركة مبدعي الفن السينمائي في هذه المهرجانات كما أثر على التغطية الإعلامية لهذه التظاهرات الفنية
وفوجئ المهتمون والمتابعون بتضارب مواعيد المهرجانات العربية هذا العام رغم اتفاق منظمو هذه المهرجانات العام الماضي على تثبيت مواعيد محددة لإقامة المهرجانات الأربعة الكبار القاهرة وقرطاج ومراكش ودبي درءا للتصادم.
وشهدت الفترة الأخيرة تقاربا في مواعيد هذه التظاهرات السينمائية حيث لم يفصل بين انطلاقة مهرجان القاهرة في دورته الثلاثين وانطلاقة مهرجان مراكش في دورته السادسة سوى يوم واحد وهو ما يعني ازدواج ثمانية أيام بين المهرجانين وتصادم مهرجان دبي مع مهرجان مراكش فيوم افتتاح الأول هو يوم ختام الثاني في حين خرج مهرجان قرطاج الـ 21 من دائرة الاصطدامات حيث نظم في الفترة من 11 إلى 18 نوفمبر الماضي
وأدت تلك الحالة إلى تصريحات نارية متبادلة بين مسئولي تلك المهرجانات حيث قال عزت أبو عوف رئيس مهرجان القاهرة إن مهرجان مراكش لا يمكن أن ينافس مهرجانه لأن "المغرب ينتج فيلمين أو ثلاثة في السنة فيما تتمتع مصر بصناعة سينمائية حقيقية".
ورد عليه نور الدين الصايل رئيس مهرجان مراكش بالقول إن مهرجان مراكش لا يرغب في منافسة أي مهرجان آخر بل يرغب أن يكون مهرجانا دوليا يتباهى به المغرب والقارة الإفريقية، مضيفا أن "طموحنا ليس منافسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بل نحن نعترف بمهرجان القاهرة وبأسبقيته في الوجود ونعترف بأن مصر هي أم الصناعة السينمائية على المستوى العربي والإفريقي إلا أن هذه المعطيات لا يلزم أن تستعمل بكيفية هجومية أو ناقدة
وذهب بعض المشاركين في الاستفتاء إلى القول إن التنسيق بين المهرجانات السينمائية العربية يحتاج إلى استحداث اتحاد عربي للمهرجانات السينمائية بعد أن فشلت الاجتماعات المتتالية لإدارات المهرجانات العربية في التنسيق واختيار مواعيد لإقامة فعالياتها وفق ترتيب معين حتى لا تصطدم ببعضها
ورغم التقدم الكبير الذي طرأ على المهرجانات العربية إلا أن ضعف الإمكانيات وتضاؤل الدعم الحكومي سببان يزيدان من الأزمات التي تعانيها هذه المهرجانات مما ينعكس سلبا على تنظيم فعالياتها وتحاول هذه المهرجانات الاعتماد قدر الإمكان على مساهمة رجال الأعمال والإعلانات لتيسير أحوالها
وتعجب زوار الموقع من توجيه الدعوات لنفس الضيوف من فنانين ومؤلفين ومخرجين ومصورين ومنتجين وغيرهم وأصبحت كل المهرجانات تتنافس فيما بينها على استقطاب أكبر عدد من الفنانين ملبية لهم أية طلبات سواء مادية أو معنوية
والملاحظ أن المهرجانات السينمائية العربية سواء في مصر أو سوريا أو المغرب أو تونس أو دبي تعقد في فترات زمنية متقاربة جدا وتحديدا في الشهور الثلاثة الأخيرة من كل عام، علما بأنه مع مزيد من التنسيق والحرص على أن ينجح كل مهرجان على حدة وألا يحاول أن يسحب البساط والنجاح من الآخر يمكن أن يكون لهذه المهرجانات قيمة فنية حقيقية
ويبلغ عدد المهرجانات السينمائية العربية أكثر من 15 مهرجانا أهمها مهرجان القاهرة الدولي الذي انطلق عام 1977 وهو المهرجان العربي الوحيد المسجل في الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام أما أقدم المهرجانات العربية فهو مهرجان قرطاج السينمائي

-----------------
وسنرد علي السؤال الذي طرحه الاستاذ سلامة عبد الحميد في عدد مقبل من سينما ايزيس


السبت، يناير 20، 2007

العالم سينما : في دار الافلام "السينماتيك " كينج فيدور والتعبيرية الالمانية

في احدي قاعات دار الافلام الجديدة في بيرسي
لقطة من فيلم عيادة الدكتور كاليغاري


لقطة من فيلم نسفراتو مصاص الدماء



دار الافلام في باريس . العالم سينما
كيف ضحك كينج فيدورعلي هوليوود بأفلامه ؟


ينظم " السينماتيك " الفرنسي - دار الافلام - في باريس العديد من النشاطات والتظاهرات السينمائية المهمة مع بداية العام 2007 من ضمنها معرض عن حركة التعبيرية الالمانية ، التي حققت كاتجاه تأثيرا لما يزل يفرض نفسه علي اتجاهات السينما في العالم ، وتتأكد ملامحه بقوة مثلا في أعمال المخرج الامريكي دافيد لينش ( مولهولاند درايف )، وكانت التعبيرية كحركة انطلقت في المانيا في الاربعينيات، ونبهت من خلال أفلام السينما الالمانية الصامتة ومن دون رغي وكلام ووجع ماغ ولم تكن السينما عرفت الصوت والميكروفونات بعد لتصبح " ثرثارة " وبجنون
نبهت الي صعود خطر النازية ، وكشفت عن الرعب والدمار المصاحب لدعاة العنصرية والتفوق للجنس الآري، من خلال اعمالها السينمائية المتميزة مثل فيلم " نسفراتو مصاص الدماء " لمورنو، وفيلم "عيادة الدكتور كاليغاري " وغيرها، كما وضعت بصمتها علي العديد من أعمال الفنانين التشكيليين في ألمانيا وامريكا والعالم، وسوف تتفقد سينما ايزيس المعرض، وتكتب عنه
بالاضافة الي تظاهرة استعادية من تنظيم السينماتيك ايضا ، لتكريم المخرج الفرنسي الكبير بونوا جاكو، يعرض فيها مجموعة كبيرة من اعماله، وستنشر سينما ايزيس بالمناسبة قريبا مقال نقدي عن فيلمه الجديد " الممنوعة من اللمس " بطولة ايزيلد لو بيسكو
ما تعقد دار الافلام من خلال تظاهرة هي الاولي من نوعها في العالم تكريما للمخرج الامريكي الهوليوودي كينج فيدور فتعرض مجموعة كبيرة من أهم افلامه، مثل فيلم " صراع في الشمس " بطولة جينفر جونز وجريجوري بيك، وكان احد اعظم افلام الوسترن التي شاهدناها في دارعرض سينما ايزيس في حي السيدة زينب في اواخر الخمسينيات وسنحكي كذلك عندما نتماثل للشفاء من وعكة برد مرعبة عن كينج فيدور وسينماه وذكرياتنا مع افلامه وأعمال الشجار التي اثارتها جيبنفر ذات الشعر الذهبي الملتهب في الحتة



الجمعة، يناير 19، 2007

الصحافة والخطاب السياسي في نادي القلم المغربي


لقطة من " المخدوعون " لتوفيق صالح .عن رواية " رجال تحت الشمس " لغسان كنفاني


الصحافة والخطاب السياسي
(الوعي والمعرفة)





في إطار تنفيذ برنامجه الذي يرصد تحولات الخطاب ومدى تأثيرها وفعاليتها ،ويبحث في تشكل المفاهيم والرؤى والأفكار..يعقد نادي القلم المغربي يوم الجمعة 26 يناير 2007 بالتعاون مع مختبر السرديات بكلية الآداب بنمسيك بالدارالبيضاء، يعقد حلقة نقاشية في محورالصحافة والخطاب السياسي:الوعي والمعرفة
وذلك من اجل مناقشة قضايا وظواهر، مرتبطة بتجليات البعد السياسي في صحافتنا ، والأشكال التي تنمو فيها..ولماذا

ومن اجل البحث في هذه الإشكالات، سيحضر اللقاء عدد من الباحثين لمقاربة تجارب صحافية من الصحافة المكتوبة المغربية والعربية والدولية مثل المحررالمغربية"محظورة منذسنة81"،القدس العربي،لوموند،الواشنطن بوست

الثلاثاء، يناير 16، 2007

خمس ورشات متخصصة في نادي الكويت للسينما

الفريد هيتشكوك المعلم الاكبر







تبدأ بورشة كتابة السيناريو


خمس ورشات متخصصة فى نادى الكويت للسينما

بعد نجاح الورشات والدورات السينمائية التى أقامها نادى الكويت للسينما خلال العاميين الماضيين وكان آخرها ورشة اعداد الممثل التى حاضر فيها واشرف عليها النجم العربي الكبير نور الشريف , قرر مجلس ادارة النادى اقامة خمس ورشات متخصصة خلال العام 2007 فى مجالات كتابة السيناريو والتصوير والإخراج والرسوم المتحركة والمونتاج . على ان يبدأ التسجيل خلال شهرى يناير وفبراير وسيقوم بالأشراف على هذه الورشات أساتذة وفناينن سينمائيين متخصصين والبداية ستكون مع ورشة سيناريو لمدة عشرة أيام يشرف عليها ويحاضر فيها كاتبة السيناريو الهام عبد السلام امين . جدير بالذكر ان النادى اقام من قبل ورشة متخصصة فى السينما الرقمية حاضر فيها واشرف عليها المخرج اسد فولادكار وورشة فى التصوير السينمائى حاضر فيها واشرف عليها لمصور المعروف سعيد شيمى وورشة فى الاخراج وكتابة السيناريو حاضر فيها واشرف عليها المخرج محمد خان .

للاستفسار الاتصال بنادى الكويت للسينما تليفون 2420848 داخلى 124 او 128 اومباشر 2434613 ( الفترة المسائية ) او ايميل
imadnouwairy@hotmail.com

مهرجانات ومسابقات سينمائية قادمة

ملصق مهرجان تطوان- المشوار السعيد - الذي يحتفي بعبد الحليم حافظ والسينما الايطالية في الدورة 13

ملصق مهرجان الساقية الرابع للافلام الروائية القصيرة

مهرجان تطوان للسينما المتوسطية في الفترة من 24 الي 31 مارس 2007







...
نحو صورة بديلة

مسابقة أفلام من الامارات







للسنة الثانية، ثلاث مسابقات مختلفة تقدمها "مسابقة أفلام من الإمارات" ، التي أسسها ويديرها مسعود أمر الله ، في دورتها السادسة التي ستُعقد في الفترة ما بين 7 إلى 13 مارس 2007، وينظمها المجمّع الثقافي في أبوظبي: - المسابقة الإماراتية: الدورة السادسة. - المسابقة الخليجية: الدورة الثانية. - مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي: الدورة الثانية. من أفلام المسابقة، إلى البرامج الخاصة للأفلام الروائية والتسجيلية من كافة أنحاء العالم، إلى الندوات، والمناقشات المصاحبة... سبعة أيام في الدورة السادسة نحتفي فيها بالسينما وجماليات الصورة الفوتوغرافية، ونختتمها بحفل تقديم الجوائز. الدورة السادسة 2007 موعد المسابقة: 7 إلى 13 مارس 2007. المسابقات الرسمية: المسابقة الإماراتية (للأفلام التي تتناول موضوعاً إماراتياً أو بمشاركة عنصر إماراتي)، المسابقة الخليجية (لمخرجي دول مجلس التعاون الخليجي)، ومسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي (للمصوّرين الإماراتيين فقط). آخر موعد لقبول الأفلام والصور: 18 يناير 2007. إجمالي قيمة الجوائز في المسابقتين: ( 225.000) درهماً. باقي الأفرع: يحقّ الاشتراك في أفرع المسابقة الأخرى من مختلف أنحاء العالم. ثيمة الدورة: "سينما الطريق"، يُمكن للأفلام من كافة أقطار العالم المساهمة في هذا البرنامج، علماً بأن الناقد السينمائي السوري المقيم في فرنسا صلاح سرميني، يُعتبر المنسّق العام للبرنامج. بانوراما عربية: خارج المسابقة، ويُمكن لجميع المخرجين العرب، سواء في داخل الوطن العربي أو خارجه إرسال أفلامهم على DVD مع ترجمة إنجليزية إلى إدارة المسابقة، للاختيار المسبق، بشرط أن لا يتعدّى مدة الفيلم الروائي أو التحريك، أو التجريبي (60) دقيقة، ويُستثنى الفيلم التسجيلي من شرط المدّة. تُرسل الأشرطة والصور إلى العنوان التالي: المـجمــع الثقــافــي ص. ب. 2380 أبوظبي - دولة الإمارات العربية المتحدة السيد/ مسعود أمرالله آل علي هاتف: 323-6211-2-971+ فاكس : 205-6210-2-971+ بريد إلكتروني: masoud.alali@gmail.com موقع الإنترنت: www.efilmc.com

الاثنين، يناير 15، 2007

عليا الطرب: يجعلنا نكره السينما ونريد ان نحرق دور العرض














عليا الطرب بالـ3... وصفة سحرية كي تكره السينما


بقلم محمود الغيطاني




هل ثمة من يرغب في كراهية فن السينما؟
علّ هذا التساؤل على الرغم من شذوذه هو التساؤل الأكثر توفيقا و ملائمة لطرحه حينما يتعرض أي إنسان للحديث عن فيلم " عليا الطرب بالـ3" للمخرج –إذا جاز لنا إطلاق التسمية- "أحمد البدري"، بل من الممكن أيضا أن يكون هو التساؤل الأوفق الذي لا بد ستطرحه على نفسك في نوبة تأنيب قاسية و عاتية بعد مشاهدتك لهذا الشئ الغريب المسمى تجاوزا فيلما سينمائيا، حتى تصاب في نهاية الأمر بمرض نفسي؛ لأنك انسقت خلف إعلاناته، و سرت منوّما تنويما مغناطيسيا حتى شباك قطع التذاكر، "و انخبلت في مخك" في نهاية الأمر لقطع تذكرة السينما و ضيعت أموالك، ثم ذهبت إلى أقصى درجات الجنون حينما ظللت متمسكا بمقعدك حتى نزول تيترات النهاية –و التي لن تعرف إطلاقا مهما طال بك العمر أية نهاية تلك، و لأي شئ، و عن ماذا، و لماذا حدث كل ما حدث-.
و لأن فيلم "عليا الطرب بالـ3" لا يستحق في الأساس الالتفات إليه أو مجرد الحديث عنه، و لأني أومن تماما أن الفيلم السينمائي التافه لا يستحق الكتابة عنه- لأن تلك ليست مهمة النقد السينمائي- و لأن الكتابة عنه تعد بمثابة الترويج له من جهة، و تتفيه و انتقاص من قدر النقد و الناقد السينمائي من جهة أخرى؛ فلن نتحدث كثيرا عن ذلك الفيلم- لأن الحديث عنه يعد أمرا مخجلا و جريمة لا تغتفر- بقدر ما سنحاول الحديث عن ظاهرة الأفلام السينمائية التي لا معنى لها، و التي باتت تجتاح السينما المصرية في الآونة الأخيرة، يساعدها في ذلك وقوف العديد من شركات الإنتاج خلفها و التي لا هم لها سوى معيار المكسب و تكديس رؤوس الأموال من خلال تسفيه و ضرب صناعة السينما بما تنتجه من أفلام.
و لعل تلك الظاهرة الغريبة- سينما اللامعنى- إذا جاز لنا الاصطلاح بدأت في الظهور منذ فترة ليست بالبعيدة منذ عقد الثمانينيات في القرن الماضي، حينما ظهرت لنا موجة كبيرة و كاسحة من أفلام أطلقنا عليها حينها ما أسميناه بسينما المقاولات، و التي كان يهتم بإنتاجها الكثيرون ممن دخلوا صناعة السينما من بابها الخلفي، فظهرت لنا طائفة من المنتجين و صناع السينما الذين لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بفن صناعة السينما من أصحاب الحرف الغريبة و تجار الخردة و رجال الأعمال و أصحاب رؤوس الأموال الذين رأوا في السينما منجما ذهبيا لتكديس أموالهم و إعادة تدوير رؤوس الأموال للعودة بها مضاعفة و من ثم اهتموا بإنتاج أفلام تافهة خالية من المضمون، بل و الاهتمام بصناعة أفلام فقط من أجل تعليبها- أي صناعتها خصيصا للفيديو- في شرائط فيديو و بيعها إلى سوق الخليج دون الاهتمام بعرضها سينمائيا لأن ذلك سيعود عليهم بالربح السريع، و لتذهب السينما بعد ذلك إلى الجحيم.
إلا أن تلك الموجة الغريبة حينما بدأت تنحصر و تنتهي بظهور مجموعة من المخرجين الجادين الذين أطلقنا عليهم حينها اسم سينما الواقعية الجديدة، لم تلبث أن ظهرت لنا بعدها بفترة قصيرة ظاهرة أخرى جديدة و هي ما أسميناه بظاهرة أفلام المضحكين الجدد التي تمثلت في أفلام "محمد هنيدي"، "علاء ولي الدين"، ثم تناولها منهم و سار على نفس الدرب "محمد سعد"، " عبلة كامل" التي أخطأت هدفها فسارت في ذات الطريق الذي يسير عليه هؤلاء، حتى لقد أصبحت هي و "محمد سعد" الشكل النموذجي لإمبراطورية إفساد الذوق العام من خلال ما يقومون به من أفلام سينمائية لا تمت للسينما بصلة.
فرأينا في عام1998 فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" للمخرج "سعيد حامد" و الذي فتح الباب على مصراعيه- بما حققه من أرباح تعد انتقالا نوعيا في آليات سوق السينما- لبداية موجة جديدة من الأفلام المفرغة من مضمونها- بعد انحسار موجة أفلام المقاولات- و التي أطلقنا عليه كما أسلفنا موجة أفلام المضحكين الجدد، و هي تتشابه إلى حد بعيد مع سينما أفلام "إسماعيل ياسين" التي لم تكن تعتمد على أي معنى اللهم إلا إضحاك الجمهور بأي شكل، حتى و لو كان هذا الشكل يعتمد على الإسفاف و الاستخفاف بعقلية المشاهد، و من ثم تتالى علينا بعد ذلك سيل من هذه الأفلام التي اعتمدت في الأساس على نجمين شابين هما "محمد هنيدي" ،" علاء ولي الدين" ثم سار على دربهما فيما بعد "محمد سعد" فرأينا أفلاما لا تستحق ذكرها في تاريخ السينما المصرية مثل" عبود على الحدود"1999، "الناظر"2000 ،" ابن عز"2001 ،" 55 إسعاف"2001 ،" اللمبي"2002 ، "هو فيه إيه"2002 ،" اللي بالي بالك"2003 ،" عوكل"2004 ،" خالتي فرنسا"2004 ، "الباشا تلميذ"2004 ، "يا أنا يا خالتي"2005 ،" عيال حبيبة"2005 ،" وش إجرام"2006 ،" عودة الندلة" 2006، "لخمة راس"2006، و غيرها من الأفلام التي لا علاقة لها أساسا بفن صناعة السينما.
و لعلنا نلاحظ من خلال هذه الموجة الكاسحة و التافهة من الأفلام أنها تعتمد جميعا على ثلاثة من كتّاب السيناريو الذين حظيت بهم السينما المصرية و من ثم استحقوا على ذلك أيضا لقب ملوك إفساد و انهيار صناعة السينما المصرية و هم، "أحمد عبد الله"، "بلال فضل"، "سامح سر الختم" الذين يحرصون دائما على كتابة مجموعة من السيناريوهات المفرغة من مضمونها- و كأنهم يتبارون على رهان من سيصنع أكثر السيناريوهات تفاهة- بل هي مجموعة من الاسكتشات- القص واللصق- للعديد من المشاهد غير المترابطة، و بالتالي فنحن حينما نشاهد أي فيلم لأي منهم نجلس دائما في حالة من البلاهة الفكرية و نصاب بالغباء التام و كأننا مجموعة من المساطيل لنتساءل (هو فيه إيه؟) ماذا يريد هؤلاء الكتّاب- بافتراض كونهم كتابا- أن يقولوا أو يقدموا لنا؟
و لعل الدليل على ذلك أننا نستطيع لعب لعبة مسلية مع أي من هذه الأفلام، فلو أتينا بأي فيلم منها و حاولنا إعادة ترتيب المشاهد التي يتكون منها الفيلم بالتقديم و التأخير و الحذف لما حدث أي شئ و لن يختل السياق الفيلمي- إذا كان هناك فيلما من أساسه- و بالتالي يصلح أي فيلم من هذه الأفلام للإلقاء به في سلة المهملات لأنه لا علاقة له بفن صناعة السينما.
و هكذا سار منحنى السقوط و الانهيار للسينما المصرية منذ عام1998 و فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" مرورا بالأفلام السالفة الذكر حتى وصلنا إلى ما نحن فيه من إسفاف بفضل كتّاب السيناريو الثلاثة و من سار على دربهم، و بالتالي لم يكن غريبا أن يظهر لنا فيلم من عينة "عليا الطرب بالـ3" للسيناريست- إذا جاز لنا الاصطلاح- "أحمد عبد الله"، و الذي أقسم أني لم أفهم منه شيئا- ربما لغبائي و عدم قدرتي على استيعاب فن السينما الجديد(سينما ما بعد الحداثة)- التي يقدمها "أحمد عبد الله" و زملائه.
و لكننا نستطيع القول عن يقين تام ( إذا كنت ترغب في كراهية السينما فعليك بفيلم "عليا الطرب بالـ3" لأنه الشكل النموذجي الناجح لكراهية هذا الفن).
ربما كان لا بد من هذه المقدمة الطويلة نسبيا قبل الحديث عن هذا الفيلم؛ نظرا لأنه لا يحمل مضمونا نستطيع الحديث عنه، بل لأن الحديث عن هذا العمل في الأساس أمر مخجل بالنسبة لي و للنقد السينمائي نفسه.
يبدأ الفيلم (بمحمد عطية)" أحمد" و زوجته (ريهام عبد الغفور) "منى" اللذين يقومان بمشهد تمثيلي غريب- لست أدري ما الداعي له و لما يستمرئان تكراره دائما- بشكل متواطئ بينهما فيه الكثير من الإسفاف و الافتعال، فتقول لزوجها أنها لا بد من الاعتراف له بسر خطير و بأن أولاده ليسوا من صلبه، بل إن كل طفل منهم من صلب أحد أشقائه الذكور، حتى أن الطفل الذي في بطنها من صلب واحد يعيش معهم في البيت- تقصد بذلك الخادم (يوسف عيد) "إدريس" الذي يهرب من أمامهما بغباء مفتعل حينما يسمع ذلك على الرغم من أنهما في حقيقة الأمر متزوجان منذ شهور قليلة- إلا أنهما يتماديان في تلك اللعبة بتبادل الأدوار لتلاحظ الزوجة طلاء شفاه على خده و من ثم يتعاركان ليتركها ذاهبا إلى البار- بار أبو الغضب- في حيه الشعبي الذي نشأ فيه مع مجموعة من المساطيل الذين يعتبرهم أصدقاءه.
و هكذا كان لا بد من هذه الخناقة المفتعلة- التي جاءت بلا أي مبرر- في بداية الفيلم كي تكون سببا يستطيع من خلاله المخرج و السيناريست الذهاب بالأحداث إلى البار و من ثم تبدأ أحداث الفيلم التي لم أفهمها على الإطلاق فيما بعد.
و لقد حاولت كثيرا تتبع أحداث الفيلم و من ثم تتبع الخطوط الدرامية فيه، فوجدت أن هناك خطين دراميين- إذا جاز لنا قول ذلك- أساسيين- هذا ما توصلت إليه بعقلي القاصر- خط الزوج و الزوجة اللذين اختلفا مع بعضهما و تم تصعيد الحدث حتى طلبها الطلاق منه و بالتالي تلبية طلبها، ثم الخط الثاني و هو شلة المساطيل- أصدقاؤه- الذين يعملون بالبار (سعد الصغير) "عصفورة" ، (ريكو) "بهنسي" ، (دينا) "خوخة" بالإضافة إلى شخصيتين لا معنى لهما و لا مبرر لتواجدهما في السيناريو و هما (حجاج عبد العظيم)، و زميله (محمد شرف) اللذين قدمهما الفيلم باعتبارهما تشكيل عصابي يمارس السرقة و الخطف و ما إلى ذلك، و لكنه قدمهما بشكل فيه الكثير من الغباء و الافتعال- و تلك هي السمة الأساسية لهذا الفيلم- حتى لقد ظننت أن الفيلم عبارة عن فيلم من أفلام الكارتون التي قام "أحمد عبد الله"، و معه "أحمد البدري" بتحويله إلى فيلم سينما نظرا لأن صناع الفيلم اعتمدا اعتماد كليا على منطق أفلام الكارتون في تقديم فيلمهما و جميع شخصياته- و لكن بشكل شديد السوء-؛ فاللصين يرتديان دائما النظارات السوداء و الملابس المخططة بالأبيض و الأسود كما نرى في أفلام الكارتون، أو يظهرا مرة أخرى بزي "الكاوبوي" بالإضافة إلى غبائهما التام، و إصابتهما بالعديد من الإصابات التي لو حدثت لأحد لقضي عليه، إلا أنهما- و كما يحدث دائما في أفلام الكارتون- يعودان مرة أخرى سليمان معافان و كأن شيئا لم يحدث لهما، مع الحرص منهما- بل و من طاقم الفيلم بأكمله- على الافتعال الشديد في الأداء و الذي يتناسب إلى حد بعيد- و أعتقد أن هذا قد انتهى- مع المسرح أكثر من مناسبته لفن السينما.
نقول أن الخط الدرامي الأول و هو الزوج و الزوجة اللذين اختلفا و من ثم انفصلا قد انتهى سريعا، ربما في نصف الساعة الأولى من بداية الفيلم بعودتهما مرة أخرى إلى بعضهما البعض، و بالتالي لم يبق أمامنا سوى الخط الدرامي الثاني و هو التشكيل العصابي المكون من (حجاج عبد العظيم)، (محمد شرف)، و هنا بدأ الفيلم يدخل في مجموعة من الهلاوس و التخاريف، ثم فاصل غنائي أو راقص لا بد أن يقدمه كل مرة مطرب من المطربين الثلاثة متعاونا مع الراقصة (دينا) ثم نعود مرة أخرى إلى الهلاوس، فيقدم لنا الفيلم حكاية الشنطة التي لا ندري ما هي حكايتها إلا أنها مزخمة بالملايين، و أن ذلك التشكيل العصابي لا بد أن يأتي بها لشخص ما لا ندري عنه شيئا، و لأن الفيلم لا يوجد به حدث أو قصة أساسا فلا بد أن يظهر لنا شخص يسرق هذه الشنطة و بالتالي يهرب بها إلى (مرسم) محمد عطية حيث يحشش هو و أصدقاؤه (ريكو)، (سعد الصغير) و يطارده التشكيل العصابي إلى المرسم، و هناك يسمع الجميع صوت صفارة الشرطة المنطلقة من التليفزيون فيهربون جميعا ظانين أنها شرطة حقيقية و تظل الشنطة أسفل سرير النوم في مرسم (محمد عطية)، ثم يتناسى المخرج و السيناريست هذه الحكاية- حتى إشعار آخر- ليتم القبض على (ريكو) "بهنسي" ، (سعد الصغير) "عصفورة" في السينما بتهمة تدخين الحشيش داخل دار العرض لتظهر لنا شخصية جديدة و هي "سيد غضب" الفتوة زوج (دينا) "خوخة" الذي يهرب معهم من السجن، و هنا كان لا بد من تذكر منطق حكاية الشنطة - التي تم تناسيها- مرة أخرى كي تعود المطاردات الواحدة تلو الأخرى لينتهي بنا الفيلم بالقبض على التشكيل العصابي و( سعد الصغير)، (ريكو)، (سيد غضب).
ربما كان لا بد لنا من الاعتذار لأننا عجزنا عن نقل أحداث الفيلم بشكل مترابط و مفهوم نظرا لأن الفيلم ليس به حدث من الأساس، فهو عبارة عن مجموعة من الهلاوس التي كتبها "أحمد عبد الله" بلا وجود أي رابط بينها، و لذلك من الممكن إطلاق عنوان (فاصل بذي و نواصل الهلوسة) على هذا الفيلم الغريب؛ فالفيلم أساسا لم يتم صنعه من أجل تقديم فيلم سينمائي بقدر الاهتمام بتقديم أحداث مهلهلة يتخللها العديد الفواصل (الكليبات) لثلاثة من المطربين (ريكو، سعد الصغير، محمد عطية) و معهم راقصة تقوم بالاستعراض (دينا) و من خلال هذه الكليبات التي كانت المحور الأساس في الفيلم يستطيع صناع الفيلم حتى و لو فشل جماهيريا التربح من خلاله ببيع هذه الكليبات- لمجموعة من الأغاني المبتذلة و السفيهة- للعديد من القنوات الفضائية المهتمة بتقديم الأغاني مثل "ميلودي" و غيرها من القنوات، و بالتالي فالمشروع من حيث أرباحه المادية مضمون و لا يدعو إلى القلق.
و لكي ندلل على صدق ما ذهبنا إليه- عمدية صناعة فيلم من أجل بيع الفواصل (الكليبات) الغنائية فيه- نرى أن الفيلم قدم في بدايته أغنية تقول (الخوخة بتجري ورا الخوخة) لريكو، ثم أغنية (سعد الصغير) حينما حاول مخرج الفيلم تبرير غناؤه بأن (ريكو) لم يكن متواجدا بالبار و الزبائن طلبوا من (دينا) أن ترقص على أغنية، و بما أن (سعد الصغير) يرغب في فرصة لإثبات موهبته فلقد طلب من (دينا) "خوخة" إعطاؤه هذه الفرصة و من ثم غنى أغنيته الهابطة (العنب)، ثم عاد و غنى أغنية بذيئة تقول (العيال البيئة الطحن) يوم أن تصالح (محمد عطية) "أحمد" مع زوجته، ثم أغنية (سعد الصغير) حينما هربوا من السجن بالقيود الحديدية ليغني أغنية أكثر بذاءة تقول (بحبك يا حمار) و بالرغم من انتهاء أحداث الفيلم بالقبض على الجميع إلا أن المخرج "أحمد البدري" أصر على الاسترسال في الفيلم حتى لا يحرم المطرب (محمد عطية) من تقديم أغنية له هو الآخر؛ فكتب على الشاشة (بعد مرور سنة) ثم انتقل بنا إلى (ريكو)، (سعد الصغير) ، (سيد غضب) و قد خرجوا جميعا من السجن ليحتفلوا بخروجهم في فيلا (محمد عطية" أحمد" الذي قدم فاصله الغنائي.
فهل هذا يعقل؟ يتم صنع مسخ مرئي و يطلقون عليه فيلما من أجل بيع و من ثم التربح بمجموعة من الكليبات الهابطة و السخيفة؟
و منذ متى تصنع السينما هكذا؟ لقد حاولت بقدر الامكان البحث عن أي سبب نستطيع من خلاله التجاوز و من ثم نطلق لفظة فيلم على ما رأيته إلا أني للأسف لم أجد؛ فلم يكن هناك سيناريو أو إخراج أو تصوير أو مونتاج و بالتالي خلا الفيلم من أية مقومات قد تعطيه شرعية كونه فيلما.
حتى الأداء التمثيلي للجميع كان شديد التواضع بشكل مخجل نتيجة للإسفاف و الافتعال الشديد من الجميع، إلا أني أود التوجه إلى الراقصة (دينا) بكلمة بسيطة و نصيحة صادقة، فالتمثيل لا يكون بتعرية الصدر و استعراض النهود المتفجرة و هزها ليل نهار لأنك لا تقدمين صورة مرئية للمراهقين فقط، أما (ريهام عبد الغفور) فأعتقد أنها تسير بجدارة و نجاح مخلص على ذات الدرب الذي سارت عليه من قبل زميلتها (عبلة كامل) و بالتالي فمساهمتها في إفساد و من ثم التدني بالذوق السينمائي لا يمكن أن يخفى على أحد و لذلك نشهد لها أنها تستحق عن جدارة لقب إحدى مفسدات الذوق العام، كما أن طريقها للسقوط من نظر الجمهور و حرق نفسها كفنانة ممهد لها تماما، فهنيئا لها على خياراتها.
و هنيئا لكل من شارك في صنع هذا المسخ المسمى فيلما و الذي يجعلك راغبا في حرق دار العرض التي تقوم بعرضه.



محمود الغيطاني

الخميس، يناير 04، 2007

سينما نجيب محفوظ في باريس

ابتسامة نجيب التي لا تنسي وتكشف عن تواضعه الجم وانسانيته

وداعا نجيب محفوظ

سينما نجيب محفوظ في باريس
نجيب محفوظ في السينما

يحتفل قسم السينما في معهد العالم العربي في باريس الذي تديره د. ماجدة واصف، يحتفل بسينما نجيب محفوظ، ونجيب محفوظ في السينما في مطلع العام الجديد 2007وذلك بعد وفاة كاتبنا المصري الروائي الكبير نجيب محفوظ ( جائزة نوبل في الادب ) في العام الماضي، فينظم القسم تظاهرة سينمائية مهمة( في الفترة من 14 يناير الي 4 مارس ) يعرض فيها بعض الافلام المأخوذة عن رواياته في مصر وخارجها ، والافلام التي شارك في او كتب سيناريوهاتها، بما يعد او يمكن اعتباره بمثابة كشف حساب، او تقييم حصري لانجازات نجيب محفوظ في السينما
كما يعقد المعهد ندوة يوم 14 يناير في السابعة والنصف مساء، يتحدث فيها كل من الكاتب الروائي المصري الكبير جمال الغيطاني، والكاتب الصحافي ورئيس اتحاد الكتاب العرب محمد سلماوي، وهو رئيس تحرير مجلة الاهرام ابدو بالفرنسية ايضا ، والصحافية زينب الامام، والناقد الادبي د. صلاح فضل، والناقد السينمائي علي ابو شادي رئيس المركز القومي للسينما في مصر
الجدير بالذكر ان جل الندوات الادبية والفنية والثقافية، التي سوف تتحلق وتدور حول نجيب محفوظ بمناسبة رحليه، وسوف تكون جميعها اشادة من خلال موهبته وابداعاته وفنه، بحضارة مصر الولادة،و يعود الي د. كاميليا صبحي الملحقة الثقافية في السفارة المصرية فضل تنظيمها ، والاشراف عليها ، بالتعاون مع بعض أفراد الجالية المصرية في باريس

الثلاثاء، يناير 02، 2007

الكلمة مجلة أدبية جديدة يصدرها د.صبري حافظ



مجلة " الكلمة " تعيد الي "الحرف " موقع الريادة


أصدر د. صبري حافظ الناقد الادبي المعروف وأستاذ الادب العربي بجامعة لندن مجلة أدبية شهرية علي الانترنت تحمل عنوان " الكلمة " باللغتين العربية والانجليزية ، و" سينما ايزيس " ترحب بالمجلة الجديدة " الكريستال " الشفافة، التي تأسرك من الوهلة الاولي ،وقبل الدخول في تلافيف وعمق موضوعاتها واشعارها وقصصها ودراساتها ورسائلها الثقافية
تأسرك ببساطة ووضوح تصميمها الفني، لتعيد الي الحرف ربما من جديد رونقه وبهائه وسموه
وتركز كل الاضواء عليه ، و "سينما ايزيس" بنت ثقافة الحرية علي الانترنت، التي تشرفت من قبل بالنشر لصبري حافظ، ترحب بميلاد " الكلمة " ، وتتمني للمجلة الجديدة كل توفيق وازدهار


صلاح هاشم
كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم بباريس فرنسا
رئيس تحرير مجلة سينما ايزيس



************

لماذا هذه المجلة؟
صبري حافظ
في البدء كانت الكلمة! ومنذ البدء وللكلمة دور فعال في جل الثقافات الحية التي تحرص على تمحيص الكلمات وبلورتها، وتخليصها من اللبس والتزييف والغموض، ورد معانيها الدقيقة لها باستمرار. وطرح أسئلة الواقع الجوهرية عليها، كي تظل قادرة على التعبير عنه. لأننا لانستطيع الحياة كبشر جديرين بالانتماء للبشرية دون الكلمة الفعالة ذات الدور الناصع الوضوح. وقد كان للكمة دور فعال في الواقع العربي، حينما كان للكلمة حراسها الأوفياء، الذين يدافعون عن شرفها بنزاهة، ويزودون عن حماها بكبرياء. ويدركون أن شرف الكلمة لا ينفصل عن شرف المثقف واستقلاله. ولكن هذا الدور بدأ يتعرض للتآكل والتضعضع والضمور. عندما فقد حراس الكلمة استقلالهم، واحتوتهم المؤسسة بأدواتها المعروفة من ترغيب وترهيب، ومن تهميش وتشويه لمن يرفضون الانصياع. وبدأ عدد كبير من المثقفين يتحولون إلى كلاب حراسة لأنظمة ومؤسسات تشوه الكلمة، وتلطخ شرفها من أجل الدفاع عن مصالح تفتقد في كثير من الحالات للمشروعية والمصداقية، وعن رؤى وأيديولوجيات تدعم وجود هذه الأنظمة، أو تكتسب الأنظمة أسباب وجودها من تبنيها لها، وتحقيقها لتصوراتها مهما كانت هذه التصورات معادية لمصالح الأوطان التي يحكمونها. وكلما اشتدت شراسة كلاب الحراسة وتعاظمت سطوتها، تنامى معها الخلط والتخليط في ساحة الكلمة، وصعب تمييز الغث فيها من الثمين، وعانت من انعدام الدور والفاعلية. وأزداد القارئ بلبلة وفقدانا للبوصلة الهادية التي يميز بها سكة السلامة من السكك الملتوية والمودية إلى التهلكة. وازدادت مع هذا كله الحاجة إلى منبر يسترد للكلمة شرفها ودورها وأصالتها ومصداقيتها، وينفض عنها أتربة التزلف والتشويه.
وهذه الحاجة هي التي دفعتني إلى التفكير في إصدار هذه المجلة التي تسعى إلى أن تسترد للكلمة العربية شرفها، وتخلصها مما علق بها من أدران كلاب الحراسة ونجسهم. فهي من هذه الناحية مجلة لحراس الكلمة المدافعين عن نصاعتها وشرفها، وليست لكلاب الحراسة. لا يهمها إلا التعبير الصادق عما يمور به الوجدان العربي من مشاعر وخلجات. ولا تتغيا إلا استيهام نبض الأمة العربية بإخلاص، والتعبير عن أحلامها وصبواتها بدقة، وبلورة رؤاها وأولوياتها بوضوح. في زمن يعاني فيه الواقع العربي من اتساع الفجوة بين وجدان الغالبية العظمى من القراء ورؤاهم، وبين خطاب المؤسسة العربية الرسمية وتوجهاتها. وهي فجوة لم تكن أبدا على هذا القدر من الاتساع كما هي عليه الآن. بل يوشك التعبير عن رؤى هذه الأمة وضميرها، وعن أولوياتها ومصالحها، أن يكون غائبا عن المنابر الرسمية المقروءة منها والمسموعة والمرئية برغم كثرتها. وهي المنابر التي تدعمها المؤسسة عادة، وتغدق عليها بسخاء، مهما اختلفت أقنعتها، وتباينت تجلياتها، وتأتمر لذلك بإمرتها وتذود بالحق أو الباطل عن رؤاها وتشبثها بمقاعد السلطة التي نخرها السوس من تحت الجالسين عليها في معظم البلدان العربية. ومع ذلك لاتزال هذه المؤسسات الفاقدة للمشروعية والمصداقية تجد من يدافع عنها من الكتاب، بل إن وجودها نفسه يعود ـ في كثير من الأحيان ـ إلى نجاحها في احتواء أكبر عدد من الكتاب، وقدرتهم على تشويه وعي القراء، وتزييف أولوياته.
لذلك تنطلق هذه المجلة من غيرة حقيقية على الكلمة، ومن وعي بأن الثقافة التي تفقد فيها الكلمة شرفها ومصداقيتها هي ثقافة محكوم عليها بالموت، أو على الأقل بالتخلف المستمر والانهيار. ومن حرص على إحياء الكلمة الحرة الصادقة المستقلة، ومن رغبة مخلصة في تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية، دون مواربة أو تدليس. وفي إعلاء صوت الحق الخافت في مواجهة صوت الباطل الزاعق والمدجج بأسلحة المؤسسة وأموالها ومحطاتها الفضائية والأرضية على السواء. وتنبثق هذه المجلة عن وعي ملح بأن الواقع العربي المتردي على الدوام ـ وخاصة في العقود الثلاثة الأخيرة ـ في حاجة ماسة إلى منبر مستقل شجاع. يعيد للكلمة فاعليتها ومصداقيتها والتفاف القراء حولها. ويمكن صاحب الكلمة الحرة المنزهة عن الغرض من أن يستعيد دوره الريادي في توعية قرائه، وإزاحة ما يتراكم في وعيهم من كلمات زائفة، ورؤي مغرضة مغلوطة. وتنوير بصيرتهم بطريقة عقلية نقدية، تمكنهم في نهاية المطاف من التمييز العقلي بين الغث والثمين بأنفسهم. فهي مجلة تسعى إلى إعلاء صوت العقل والنقد والمساءلة والتمحيص؛ وإلى وضع أجمل ما في طاقة هذه الأمة من إمكانيات صادقة على الخلق والبحث والإبداع على المحك دون مساومة أو غمغمة أو التواء؛ وإلى طرح الأسئلة الملحة والمقلقة دون حسابات للربح أو الخسارة، أو مراعاة لقواعد الرقابة ومحظوراتها، اللهم إلا الرغبة الصادقة في المعرفة وقول الحق.
هي إذن مجلة مستقلة بالمعني الشامل لهذه الكلمة، استقلال فكري واقتصادي وسياسي. ومجلة ثقافية بالمعنى الواسع لكلمة الثقافة الذي يتسع لمختلف وجوه الإبداع واستقصاءات الإنسانيات والعلوم الاجتماعية. ولكنها ليست مجلة سياسية بالمعنى الضيق لكلمة السياسة، وإن كان استقلالها نفسه ينطوي على رؤية سياسية وفكرية واضحة؛ تضيق بالتبعية بكل أشكالها وتجلياتها، الثقافية منها والفكرية والسياسية. وتعلي شأن قيم الاستقلال والعقلانية والحرية. ولذلك كان من الضروري، بل الحتمي، أن تكون هذه المجلة مبادرة فردية متواضعة، في عصر سيطرة المشاريع المؤسسية العملاقة. تدرك أن هذه المشاريع العملاقة والتي تتعدد منابرها طوال العقود الثلاثة الأخيرة لم تنجح في الخروج بعالمنا العربي من محنته التي تزداد تفاقما يوما بعد يوم، وسنة بعد أخرى. فقد انتهت الأمور بأن أصبح عالمنا العربي ـ برغم كل مؤسساته السياسية والحضارية والإعلامية الضخمة ـ رجل العالم المريض في مستهل القرن الحادي والعشرين، كما كانت الدولة العثمانية رجل أوروبا المريض الذي تتصارع الدول الأوربية على ممتلكاته في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. فالعالم العربي الآن هو رجل العالم المريض؛ يقف مهانا وبائسا وكئيبا، لا يعرف لنفسه طريقا، وليست له مشروعاته أو أولوياته الخاصة التي يسعى لتحقيقها؛ وسط عالم يضج بالنمو والنشاط والأجندات المتصارعة. فإذا كان للولايات المتحدة مشروعها الكريه في السيطرة وغطرسة القوة والعنف العسكري، وإذا كان للصين مشروعها التنموي السلمي الجبار، الذي أصبحت معه مصنع العالم، وللهند مشروعها المماثل الذي أصبحت به مركز بيع الخدمات المعلوماتية في العالم. وإذا كانت أوروبا التي عاشت تاريخا طويلا من الحروب والإحن تتوحد بمجهود جبار، برغم العوائق اللغوية والتاريخية وأنهار الدم التي سالت في الماضي القريب. لتصبح أكبر وحدة اقتصادية وأكبر سوق في العالم، ولتجعل عملتها الموحدة واحدة من أقوى عملاته. وحتى العدو الصهيوني الضئيل فإن له مشروعه الهمجي في المنطقة للسيطرة على مقدراتها، والذي يعمل باستمرار على تحقيقه. يتوسع فيه بالعنف والوحشية، ويفرض به الأمر الواقع على جيرانه الخانعين الذين يستجدون منه سلام الضعفاء، فلا يأبه بهم مستمدا الحماية من المشروع الأمريكي الذي يحاكيه في توسعه وغطرسته ولا مشروعيته.
إذا كان هذا هو حال العالم من حولنا؛ فإن عالمنا العربي يقف وحده عاجزا ذليلا يتفرج ببلاهة مؤسية على ما يدور حوله، دون أن يكون له مشروعه الخاص، وسط هذه المعمعمة الحضارية التي لاتعرف الراحة. يقف بائسا ومثقلا بأنظمة آيلة للسقوط، فقد شاخت وتكلست ونخرها التخلف والاستبداد. يعاني من الضياع والذل والهوان؛ وهو يرى العالم ينهض بينما يتمرغ هو في وحول التبعية والعودة إلى حظيرة الاستعمار. فأكثر البلاد التي تجتاح وتذل وتهان في مطلع القرن الجديد هي البلاد العربية دون سواها. وأكثر الشعوب التي تمرغ كرامتها الوطنية في التراب كل يوم، ويعصف بحقوقها الأساسية على مشهد من العالم كله، وعلى شاشات فضائياته المختفة، هو الشعب العربي في مصر أو فلسطين أو لبنان أو العراق أو في أي مكان آخر من عالمنا العربي الواسع والعاجز معا. فلم يتم غزو بلد في القرن الحادي والعشرين وبأساليب وحشية ـ ساهم العرب أنفسهم فيها بطرق مباشرة وغير مباشرة ـ كما تم غزو العراق بدعاوى كاذبة خرقاء، لم يصمد أي منها لامتحان الزمن ولو لعام واحد. ولم تتم الإطاحة بكرامة شعب كما تتم كل يوم الإطاحة بكرامة الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية الشقيقة صامتة أو مقهورة؛ أو كما جرى للشعب اللبناني أثناء العدوان الصهيوني الهمجي السافر على لبنان. لقد أصبحنا كالفريسة المهيضة التي يتصارع عليها الطامعون، بدلا من أن نكون لاعبا يعتد به في ساحة كوكبية تعج باللاعبين الكبار، بالرغم من أن إمكانياتنا البشرية (أكثر من ثلاثمئة مليون) والطبيعية (مخزن العالم من الطاقة والفسفور وعدد آخر من الموارد بينها يورانيوم دارفور الذي تدور بسببه اللعبة هناك)، ناهيك عن ملايين الأفدنة من الأرض الصالحة للزراعة والتي يمكن لو أحسن استخدامها أن تطعم نصف العالم، لا عالمنا العربي وحده الذي تستجدي نصف بلدانه القمح من الآخرين. لكن جميع هذه الإمكانيات مهدرة. فالبشر يعانون من الأمية، وإن تعلموا ـ تعلموا في جامعات نخرها الفساد والتخلف ـ وتخرجوا للالتحاق بطوابير البطالة. والنفط بدلا من أن يجعلنا لاعبا مرهوب المكانة في العالم، جعلنا لعبة في أيدي الآخرين. فنحن اللعبة لا اللاعب. أما الأرض الشاسعة من العراق وحتى السودان فقد بوّرت وعشش فيها الخراب، وحافظت أنظمة الشؤم والقمع والاستبداد على استمرار الخراب وتناميه. فهل ثمة دليل أكثر من هذا نصاعة وسفورا على أن العالم العربي برمته هو رجل العالم المريض الآن. وإذا لم يبادر العقل العربي قبل غيره بتشخيص علل هذا المرض، والبحث له عن دواء، فلن يكون أمامنا إلا المزيد من التردي والتضعضع والانهيار.
هذا الوعي المرٍِّ أو الوعي الشقيّ بأن عالمنا العربي، المترع بالإمكانيات المادية والبشرية والفكرية، قد أصبح مع مطلع القرن الحادي والعشرين رجل العالم المريض ـ بينما تنهض كل الثقافات والمناطق الأخرى من الصين وشرق آسيا وحتى البرازيل وأمريكا اللاتينية ـ هو الدافع الأساسي للشروع في هذه المجلة/ المبادرة الفردية التي تسعى لتشخيص أسباب هذا الداء، والتعرف بدقة وعقلانية على أعراضه ومصادره، قبل البحث عن أسباب علاجه والبرء منه. فالتشخيص السليم للداء، هو الخطوة الأولى والضرورية للبحث عن أي دواء. ولأن الإنسان حيوان ناطق فإن هذا التشخيص نفسه لا يمكن أن يتم إلا بالكلمات. ولكي يتم هذا كله لابد أولا من تحرير الكلمة من كل لبس أو إلتواء، وطرحها بجرأة في ساحة حرة للجدل النقدي الخلاق. ولهذا تبدأ هذه المجلة بهدف متواضع ـ ولكنه ليس سهلا أو بسيطا ـ هو تحرير الكلمة، ورد شرفها، وتعزيز كرامتها، كي تحرر الأنسان العربي من الخمول والخمود والتبعية، وترد له شرفه وكرامته. فبدونهما لن يستطيع عالمنا العربي أن يصوغ مشروعه، ويبلور رؤاه الخاصة، وأن يرسم أولياته في عالم اليوم، ويخطط لمستقبله فيه، ناهيك عن العمل على تحقيق هذه الأولويات والرؤى للنهوض بواقعه المترديٍ. فتحرير الكلمة هو الخطوة الأولى والضرورية لتحرير العقل، وتحرير الفكر، وإطلاق طاقات الإبداع في هذه الأمة المترعة بالمواهب والإمكانيات. وهذه المجلة تعول على هذا التحرير كثيرا، وتعول أكثر على طاقات هذه الأمة الثقافية والإبداعية من المحيط إلى الخليج.
لذلك تبدأ هذه المجلة كمبادرة متواضعة تختار (الكلمة) عنوانا لها كي يظل هدف تحرير الكلمة من الغموض والالتباس والتدليس والتبعية، والحفاظ على استقلالها وشرفها وحريتها، نبراسا لها لاتحيد عنه في مسيرتها. تذكر به قراءها وكتابها على الدوام باعتبارها مجلة لحراس الكلمة، وليست لكلاب الحراسة. هي مجلة إذن لتحرير الكلمة من أمراس التردي والتزييف والتبعية التي عانت منها كثيرا في العقود الثلاثة الأخيرة. وأولى خطوات هذا التحرير هو تحريرها من أي رابطة مؤسسية أو جغرافية. فالكلمة تنطلق من استقلالها الكامل عن كل المؤسسات العربية السياسية منها والإعلامية والثقافية. وتطمح إلى أن تكون مجلة عربية يكتبها المثقفون العرب من المحيط إلى الخليج، من العراق إلى المغرب وموريتانيا، ومن سوريا إلى السودان والصومال وكل ما بين هذه الأطراف العربية من بلدان. وهذا الطموح ابن وعي بوحدة الثقافة العربية، وهي وحدة تزداد عراها متانة كلما ازداد العالم العربي ومؤسساته السياسية تشرذما وتفسخا وخلافا. فمحرر هذه المجلة يدين بوجوده الثقافي والنقدي لمجلة (الآداب) التي كانت إبان بداياته الأدبية في الستينات منبرا عربيا بمعنى الكلمة، يلتقي على صفحاته الكتاب من كل البلدان العربية، وتتبلور فيها حساسيتهم الأدبية والنقدية. ومع أنه يعي أن دور مجلة (الآداب) كان مشروطا بزمنها، وأن الزمن قد تغير، وهذا التغير قد يفسر لنا بعض وجوه الأزمة التي تعاني منها هذه المجلة الآن. فإنه مازال مؤمنا بوحدة الثقافة العربية، وهي الوحدة التي تتجلى في كل وثائق هذه الثقافة الإبداعية في العقدين الأخيرين. وبأن هذه الوحدة تحتاج إلى منبر يبلورها ويجسدها ويعبر عن واقعها وصبواتها في آن. ولا ينطلق إيماني بوحدة الثقافة العربية من أي نوستالجيا للماضي الذي عرفته أيام الشباب الأولى، وإنما من وعي بتجليات هذه الوحدة الثقافية المتعددة في كل وثائقنا الثقافية الجادة من إبداعات أدبية أو فنية أو فكرية. وقد تعزز هذا الوعي إبان عملي في العقود الثلاثة الأخيرة بعدد من الجامعات الغربية. ففي جل هذه الجامعات الأوروبية منها والأمريكية تدرس الثقافة العربية باعتبارها ثقافة واحدة، لاتعرف الحدود القطرية أو النزعات الإقليمية، بل لا يزيدها تعدد ألوانها الأقليمية وتباين اجتهاداتها المحلية إلا وحدة وتفاعلا. ولا أعرف كاتبا عربيا واحدا ـ على كثرة ما أعرف من كتابنا العرب ـ إلا ووجدته على وعي بجل ما ينتجه أسلافه ومجايليه في سائر أنحاء الوطن العربي من أعمال يحاورها وينطلق من انجازاتها ليبني عليها.
وثانية خطوات هذا التحرير هو تحريرها من الفضاء العربي المريض ـ لأنه إذا كان العالم العربي هو رجل العالم المريض الآن، فإن الفضاء العربي كله مترع بجراثيم هذا المرض ومناخاته الموبوؤة. لذلك لاتصدر هذه المجلة في أي بلد عربي؛ وإن أرادت أن تكون صوت الضمير العربي المتراسل الذي إذا ما اشتكى عضو منه تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. وإنما تصدر (الكلمة) ـ وهي هنا بنت زمنها في مطالع القرن الحادي والعشرين ـ على شبكة المعلومات، الأنترنيتInternet، وليس من خلال أي مطبعة أو دار نشر في العالم العربي المترامي الأطراف، والمرمي بتخاذل مخز تحت أقدام الهيمنة الأمريكية والصهيونية على المنطقة. فأهم خطوات التحرر من هذه الهيمنة هو طرح ظلها الثقيل عن كاهل (الكلمة)، وتحريرها من التبعية الجغرافية والمؤسسية على السواء. فقد أصبحت الجغرافيا العربية مثقلة بالحدود: الحدود الجغرافية المصطنعة، والمحظورات الرقابية المرذولة، والروادع الأخلاقية المتزمتة، والمحرمات الدينية التي تحولت إلى لعبة سياسية مقيتة. ومحاولة منها لتخطي كل هذه الحدود، وتجاوز روادعها ومحظوراتها تطرح (الكلمة) اجتهادها في هذا الفضاء الحر الجديد، فضاء شبكة المعلومات الدولية. بعيدا عن قيود الرقابات العربية وحساباتها. وهي بهذا الاختيار قد انحازت أولا إلى جانب الحرية والحوار، لأن شبكة المعلومات تتيح لهما التجسد بفعالية. يتمكن معها القارئ بحرية مطلقة من التعليق الفوري على ما يقرأه، وإتاحة هذا التعليق للقارئ التالي للحوار مع الحوار كذلك، وليس مع النص وحده. وانحازت ثانيا إلى جانب المعاصرة والأخذ بأسباب النهضة الجديدة، وأهم من هذا كله إلى المستقبل الذي يلعب فيه هذا الفضاء المعلوماتي الجديد، وسيلعب في المستقبل، دورا حاسما. إذ توقن (الكلمة) بأننا نعيش عصرا مغايرا للعصر الذي ازدهرت فيه (الآداب) مثلا، هو عصر العولمة أو الكوكبية التي تحول فيها العالم بالفعل إلى قرية كونية.
صحيح أن جل الصحف العربية قد استخدمت هذا الفضاء الجديد، وخلقت مواقعها على الأنترنيت، تضع فيها رؤى المؤسسة وتصوراتها، وتطرح عبرها كل تشويهات كلاب الحراسة وتزييفها. لكن المجلات الأدبية والفكرية المستقلة منها بشكل خاص، لم تتمكن من أن تمول إلى جانب الطبعة المحدودة عادة على الورق، طبعة إليكترونية إضافية. كما هو الحال بالنسبة للصحف والمجلات الأسبوعية الصادرة عن المؤسسات الصحفية المختلفة. فالمجلة الأدبية عادة ما تكون عالية التكلفة ومحدودة التوزيع، ولذلك فليس في طاقتها ـ كما هو الحال بالنسبة للصحف المدعومة مؤسسيا وإعلانيا ـ أن تمول طبعتين: واحدة على الورق وأخرى على الأنترنيت. ولذلك اكتفت كل المجلات الثقافية والفكرية العربية حتى الآن بطبعة ورقية، يتزايد سعرها باستمرار، ويتقلص مع ذلك توزيعها، بسبب انكماش طاقة الشباب الشرائية مع تدني دخولهم، وتفشي البطالة بينهم، وتنامي معدلات التضخم. وما الأزمة التي تعاني منها مجلة (الآداب) برغم الجهد الضخم الذي يبذله أصحابها تحريرا وتوزيعا إلا الدليل الناصع على هذه المفارقة التي تحرم المنابر الأدبية من أهم شريحة من قرائها؛ ألا وهي الشباب. لهذا السبب اختارت (الكلمة) أن تصدر أولا على الأنترنيت، في طبعة إليكترونية متاحة مجانا للقراء العرب، والشباب منهم خاصة، لأنهم أكثر استخداما لشبكة المعلومات من غيرهم.
وقد يرى البعض أن اختيار (الكلمة) الصدور على الإنترنيت يحدد قراءها، بالمتعاملين مع هذا الفضاء الجديد، وهم قلة نسبية في العالم العربي حتى الآن. لكن ما يثلج صدورنا أن هذه القلة قد تجاوزت في العالم العربي وحده خمسة ملايين، ناهيك عن العرب الذين يعيشون الآن في المهاجر العربية المتعددة. وهذا عدد غير قليل! لو نجحت الكلمة في أن يقرأها قسم صغير منه لحققت لنفسها مقروئية تفوق ما تتمتع به أية مطبوعة عربية أخرى. صحيح أن (الكلمة) تسعى إلى أن يقرأها كل عربي: سواء أكان مقيما في العالم العربي أم يعيش خارجه، فهذا القارئ العام العريض الذي يعاني عدد كبير منه من الشتات العربي الذي نما بشكل ملحوظ في العقود الثلاثة الأخيرة، هذا القارئ العربي المقيم والمهاجر معا، هو ما تتوجه إليه المجلة التي لاتعرف بسبب وجودها على الإنترنيت الحدود الحقيقية منها والمصطنعة التي تصطدم بها كثير من المطبوعات العربية. ولأن عددا كبيرا من الذين تهمهم قراءة (الكلمة) لا يستخدمون الإنترنيت، فإن المجلة ستحرص أيضا على أن تكون لها على موقعها نسخة قابلة للطباعة ومجهزة لها على طريقة ملفات PDF المعروفة. ومن يريد أن يطبع هذه المجلة ويوزعها في أي مكان في العالم العربي عليه أن يتصل بنا، كي نبعث له بهذه النسخة الجاهزة للطباعة لإصدارها في بلده، إذا ما توفرت له الموارد والظروف التي لا تتوفر لنا.
ولأن الكلمة بنت عصرها ـ عصر العولمة وشبكة المعلومات ـ فإنها تطمح أن تطرح اجتهاداتها في أوسع ساحاته. وتدرك أن اللغة الأنجليزية تلعب في هذه الساحة الجديدة دورا رائدا باعتبارها لغة هذا العالم الجديد. فأكثر من نصف مستخدمي شبكة المعلومات يستخدمونها باللغة الانجليزية، وأكثر من نصف مواقعها بها. ولهذا تطمح (الكلمة) ـ بعد أن تكرس وجودها المبدأي على الساحة العربية وباللغة العربية ـ إلى أن تصبح مجلة تصدر باللغتين العربية والإنجليزية في آن. وأملي أن تصبح مجلة باللغتين العربية والإنجليزية ـ بمعنى أن كل ما يصدر في طبعتها العربية تظهر ترجمته في الطبعة الانجليزية ـ بعد أن تكمل عامها الأول. ولذلك حرصت الكلمة منذ البداية على أن تحقق توأمتها مع واحدة من أكثر المجلات التي تصدر باللغة الانجليزية عراقة وجدية؛ ألا وهي مجلة اليسار الجديد New Left Review الأنجليزية التي سنترجم عنها منذ العدد الأول مقال أو أكثر في كل عدد. كي يكون القارئ العربي على علم بما يدور حوله الجدل في الثقافة الأنجليزية من ناحية، وكي نقدم له من ناحية أخرى نموذجا لجدية التناول والمعالجة لقضايا العالم الذي نعيش فيه في واحدة من ابرز ثقافاته وأكثرها فاعلية. وهي بهذا التوجه باللغتين تتغيا أن تقيم حوارا بين اللغتين منطلقه الندية قبل أي شيء آخر. يطرح اجتهادات الثقافة العربية على القارئ في كل مكان من هذا العالم، والذي أصبحت اللغة الانجليزية ـ لأسباب كثيرة معروفة للجميع ـ هي وسيلته الأولى للتعرف على مختلف الثقافات الأخرى. ولا يعني هذا بأي حال من الأحوال انحياز المجلة للثقافة الإنجليزية دون غيرها من الثقافات بل ستحرص على أن تقيم حوارها الخلاق مع مختلف الثقافات الأوروبية والإنسانية كلما استطاعت ذلك، وكلما كان هذا الحوار مثريا للثقافة العربية التي تنطلق المجلة من الحرص عليها قبل أي شيء آخر. ولأن هذا الهدف ـ الصدور باللغتين ـ بعيد نسبيا، ويحتاج إلى قدر كبير من الإعداد والتمويل، فإننا سنكتفي في الوقت الحاضر بوضع بعض ما تتوفر لنا ترجمته أو ما نترجمه إلى العربية على الموقع الإنجليزي للكلمة حتى لايظل هذا الموقع خاويا لعام كامل.
ولا تسعى الكلمة فحسب إلى أن تقيم جسرا بين الثقافة العربية وبين غالبية مستخدمي شبكة المعلومات في العالم ـ على اختلاف ثقافاتهم ـ والذين يستخدمونها باللغة الانجليزية، أو حتى بين الثقافة العربية والثقافات الغربية فقط، وإنما تسعى كذلك إلى أقامة حوارها الخلاق بين الحاضر والماضي. لا من منطلق الأصالة والمعاصرة الذي ابتذل كثيرا، وإنما من منطلق إرهاف ذاكرتنا التاريخية. ذلك لأن أحد أدواء الواقع العربي أنه واقع بلا ذاكرة تاريخية، أو باحرى واقع يعاني من فقدان الذاكرة التاريخية. وهذا الفقدان هو سر دورانه المستمر في تلك الحلقة المفرغة فكريا وسياسيا وحتى إبداعيا. لذلك فقد حرصت (الكلمة) منذ عددها الأول على أن يكون بها باب علامات. وهو باب يستهدف إرهاف ذاكرة الثقافة بماضيها القريب. وتعريف شباب القراء في مطلع القرن الحادي والعشرين بما انجزه أسلافهم لا في القرن الأول الهجري ـ الذي يريد البعض أن نرتد إليه وأن نغلق عيوننا عما دار بعده ـ وإنما في القرن العشرين. هي علامات يهتدي بها في طريقه كي لاندور في حلقة مفرغة، نتعرف فيها على الطريق كل مرة من جديد. وهي أيضا علامات تحتفي بالإبداع وتمنحه حقه. فمن غايات (الكلمة) الأساسية الاحتفاء بالإبداع الجديد الذي يستشرف بقاعا لم يسمع فيها وقع لقدم بشرية من قبل. إبداع يتجنب اجترار السائد والمكرور، وينطلق في آفاق بكر ليبني فيها مستقبل الثقافة ويؤسس لنهضتها. لذلك من الضروري لهذا الإبداع الجديد والأصيل أن تكون له ذاكرته التاريخية المرهفة التي تعمل علامات على شحذها.
أما عن اهتمامات هذه المجلة فهي أدبية ثقافية في المحل الأول، لأن هذا هو المجال الذي يعرفه محررها حق المعرفة. هي مجلة تعنى بالأدب العربي المعاصر في سائر أرجاء الوطن العربي، وتسعى إلى تعريف القراء العرب وغير العرب بأرقى ما يقدمه من حصاد في مجالات الإبداع الأدبي المختلفة من شعر وقص ونقد. كما أنها تعنى ثانيا بمختلف الفنون السمعية والبصرية من مسرح وسينما وفن تشكيلي وعمارة وكل ما يصوغ الوجدان العربي ويساهم في بلورة رؤاه وتصوراته. وقد يبدو للوهلة الأولى أن ثمة تناقض صارخ بين أحلام هذه المجلة في تشخيص الداء العربي للبحث عن دواء له، وبين أن اهتمامها المركزي هو الأدب ومجالات الإبداع الفني الأخرى، فقد كان الأولى بها أن تهتم بالدراسات الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية. لكن هذا التناقض البادي مردود عليه بأمرين. أولهما أن العقل الإبداعي العربي ـ بطبيعيته الفردية ـ قد أفلت نسبيا من حالة التردي العامة التي يعاني منها الواقع العربي بكل مؤسساته، بما في ذلك مؤسساته البحثية والمعرفية وفي طليعتها الجامعة. فنحن نعرف ما أصاب الجامعات العربية من ترد وتدهور، لم تظهر معه جامعة عربية واحدة في قوائم أهم مئة جامعة في مجالات المعرفة المختلفة من الإنسانيات والدراسات الاجتماعية وحتى العلوم البحتة والتجريبية، بينما ظهرت جامعات في بلدان لم يكن لها وجود على الخريطة قبل نصف قرن مثل سنغافورة وماليزيا والدولة الصهيونية في فلسطين المحتلة. وثانيهما أننا سننشر الدراسات الفكرية والحضارية وحتى السياسية إذا ما اتسمت بالعمق والجدة والاستقلال والجدية. وسوف نترجم عددا من هذه الدراسات التي سنختارها من مجلة اليسار الجديد كما ذكرت. ونرجو أن ترد لنا دراسات عديدة في مجالات المعرفة المختلفة تشارك المجلة توجهها الجاد ومشروعها الفكري. ولإن (الكلمة) تصدر بعقل مفتوح، فإنها تتوخى أن يصبح موقعها منتدى للحوار الحر الخلاق. يتيح للقارئ التعليق على كل مقال، ويكون حوله حلقة مفتوحة للجدل العقلي الراقي، والنقاش الحر الخلاق. كي تساهم المجلة في تحرير الكلمة من ناحية، وتكوين جمهور عقلاني نقدي من ناحية أخرى.
هذه هي الأسباب والملابسات التي دعتنا إلى إصدار هذه المجلة التي نهيب بالكتاب والمثقفين العرب الذين يشوقهم توجهها، وتستهويهم أهدافها في تحرير العقل العربي، واسترداد تألق الكلمة واستقلالها وحريتها، أن يلتفوا حولها بالدعم والتشجيع، وأن يبعثوا لنا بإنتاجهم الثقافي والإبداعي للنشر فيها على العنوان التالي: AlKalimah@Yahoo.com
وأناشد كل من يجد في نفسه القدرة على الإسهام في تحرير (الكلمة)، والحفاظ على شعلتها متقدة، أن يبادر بالكتابة إلينا بما يستطيع أن يضيفه من إبداع أونقد أو بحث يضيء الطريق للآخرين. وينضو عن الكلمات ما علق بها من أدران. كي تصبح الكلمة سلاحا للتغير ونبراسا لمستقبل عربي وضيء. وإذا كانت الكلمة قد استطاعت أن تضم بين عددها الأول كتابا ومبدعين من عدة بلدان عربية ومن المنافي العربية، فإنها تطمح على مر الأعداد إلى أن تكون مجلة الثقافة العربية من المحيط إلى الخليج.




اقرأ في العدد الاول من مجلة " الكلمة " الجديدة





فهرس العدد

لماذا هذه المجلة؟ بقلم صبري حافظ



دراسات




الحديث: مصطلح مهمل في السرد العربي. خيري دومة
الخوف والمال في دبي. مايك ديفيز
حقيبة أبي: نص محاضرة نوبل لأورهان باموك
الخطاب النقدي المغـربي: الهوية والأفق. شعيب حليفي
مسألة الصحراء المغربية والثغرين. عبدالصمد بلكبير

نقد




ذاكرة الزمن وإيقاع الحياة. يمنى العيد
عمارة يعقوبيان وأدب التلسين السياسي. صبري حافظ
زمكانية النص والتناص في أصداء السيرة الذاتية. شمسن ناهر
آفاق جديدة: لنفتح مسارات جديدة. سعيد يقطين

شعر




مرحبا .سعدي يوسف
أقصى درجات. ليليان عبدالمنعم رمضان
ملحمة لبنان. حسن طلب
عواء الذئب .سيف الرحبي
آل أبراهيم .سليم جواد
نصوص .أسامة الديناصوري
قصائد. رنا التونسي


قصص




المشي. منتصر القفاش
خمسة سي سي. سمرقند
في انتظار أن يموت أبي .مي التلمساني
ابناء الديموقراطية. ياسر شعبان
منازل الكلام. إبراهيم درغوثي


علامات




حديث القرية. محمود طاهر لاشين

كتب




في حضرة الغياب: محمود درويش ينثر حياته. فخري صالح
المقدس الإسلامي. عبدالحق ميفراني

رسائل ثقافية




رسالة القاهرة الثقافية .منتصر القفاش
رسالة المغرب الثقافية. عبدالحق ميفراني
رسالة العراق الثقافية .على بدر
حصاد عام ثقافي في سورية. أنور بدر
حصاد الثقافة المصرية في العام المنصرم. محمود قرني

أنشطة ثقافية





روافد التخييل وتمثلات الواقع .علاء نعماني
ملتقى المرأة والكتابة. عبدالرحيم العلام
أجندة المغرب الثقافية. مراسل الكلمة بالمغرب
نجيب محفوظ في باريس
على حدود العالم الإسلامي وهوامشه
مؤتمر مهم تقيمه مدرسة العلوم السياسية بباريس
ندوة عن إحسان عبد القدوس وقراءة جديدة لأعماله
أحتفالية بصلاح جاهين
ندوة عن محمد حسين هيكل
معرض القاهرة – رؤى المدينة















انظر ايضا الموقع الجديد لسينما ايزيس تحت الانشاء

















الاثنين، يناير 01، 2007

عيد مبارك..سنة سعيدة

لقطة من فيلم " اطلانطيد " للفرنسي جان فيجو

أهلا بعام 2007

عيد مبارك وسنة سعيدة

صلاح هاشم رئيس تحرير " سينما ايزيس " يتوجه الي قراء وأصدقاء المجلة بنت ثقافة
الحرية علي الانترنت بأطيب التهاني بمناسبة عيد الاضحي المبارك وحلول العام الجديد