الجمعة، يوليو 01، 2011

فيلم" مفروزة "يعرض لـ" الفة" مصر المحببة في سهرة في باريس تمتد حتى الصباح الباكر.بقلم صلاح هاشم MAFROUZA d EMMANUEL DEMORIS


لقطات من فيلم " مفروزة"




فيلم مفروزة يعرض لالفة مصر المحببة في سهرة سينمائية تمتد حتى الصباح الباكر وبحضور مخرجة الفيلم

لقطة لاحدي شخصيات فيلم " مفروزة" التي تجعنا نتعاطف مع طموحاتهم وأحلامهم ونعجب بقدرتهم من خلال تضامنهم على المقاومة

اني خيرت فاختاري، مابين الموت على صدري أو بين دفاتر أشعاري




سينما منتصف الليل في باريس



فيلم "مفروزة"

يعرض لـ"الفة " مصر المحببة

في سهرة في باريس

تمتد حتى الصباح الباكر


باريس.سينما إيزيس

كتب صلاح هاشم


يعرض حاليا في باريس فيلم " مفروزة"MAFROUZA للمخرجة الفرنسية ايمانويل دي موريسEMMANUELLE DEMORIS، وهو من النوع الوثائقي ومكوّن من خمسة أجزاء ويستغرق عرضه اكثر من 11 ساعة و قد تم تصويره في منطقة المفروزة، وهي حي عشوائي بالإسكندرية بناه سكانه منذ 30 عاما على أطلال مقبرة كبيرة تعود للحقبتين اليونانية والرومانية. 10 آلاف شخص يقطنون بالحي، أغلبهم قدموا من صعيد مصر بحثا عن العمل في الإسكندرية. ومنذ سنوات السبعينات، تكدست بهم هذه المنازل المبنية من الأنقاض على شريط بين الميناء الصناعي للأسكندرية غير بعيد عن وسط المدينة.يتتبع الفيلم مصائر بعض سكان الحي ويحكي عن حياتهم "يوم حلو يوم مر"، ويحقق في رأينا الوظيفة الاساسية للسينما، اذ يجعنا من خلال تعاطفنا مع شخصيات الفيلم الهامشية المسحوقة وهي شخصيات حقيقية من لحم ودم

نعيش دراما الحياة في بر مصربحزنها وفرحها وتفاصيل كل يوم في قاع المجتمع وعشوائياته ومن دون أن نشعر في الفيلم وعلى الرغم من طوله بلحظة ملل، ليكشف عن الفة الناس المحببة و "الحس الفكاهي "المصري العالي، وليقول ويؤكد على قدرة الانسان المصري "الفيلسوف" ابن البلد في مفروزة وغيرها من أحياء مصر العامرة بالخلق والناس الطيبين

قدرته على صنع لحظات سعادة وفرح، في اقسى واحلك ظروف العيش المأسوية المؤلمة، ويقربنا " مفروزة" هكذا أكثر من انسانيتنا.فيلم " مفروزة" الذي استغرق تصويره اكثر من عامين يعرض غدا السبت 2 يوليو في سهرة في سينما " سانت اندريه دي زار" في الحي السادس(سان ميشيل) .باريس تبدأ من الثامنة مساء( مع تقديم عشاء) وتمتد حتى الصباح الباكر (مع تقديم فطور)، وبحضور مخرجة الفيلم، وهو يستحق المشاهدة عن جدارة

والجدير بالذكر ان هذا الفيلم من افلام " سينما الواقع "CINEMA DU REEL الذي يذكّرنا بفيلم " حياة مابعد السقوط" للمخرج العراقي قاسم عبد ويحيل اليه، لم يكن ممكنا ان يظهر الى الوجود الا بفضل شركة انتاج " لي فيلم دو لا فيلا" المستقلة التي أنشأها كاتب السيناريو الفرنسي الكبير جان جرولوJEAN GRUAULT( كتب سيناريو افلام " جول وجيم " لفرانسوا تروفو ، و" استيلاء لويس 14 على السلطة" للايطالي روسوليني و " عمي الامريكي
" للفرنسي آلان رينيه الخ) عام 1958 فتحية له على اصراره ورهانه على سكة " سينما المؤلف" في مجال " سينما الواقع" الملهمة، على الطرف الآخر من الافلام الوثائقية التي ينتجها التلفزيون ، وتخضع لضغوطات وشروطات رسمية وحكومية، وتكون لذلك في معظمها سريعة ومفبركة وسلق بيض وخاضعة لمقص الحاكم والوزير والرقيب، ولاتترك لك فرصة لتفكير او تأمل

في حين الافلام من نوع " مفروزة" تكون مستقلة - ليس صحيحا ان كل الافلام الوثائقية هي افلام مستقلة كما يحسب البعض - وترسخ لـ"رؤية"، على سكة " سينما المؤلف" ، وتعبر عن حريته الكاملة في الاشراف على كل شييء في الفيلم من اوله الى آخره ، وعبر كافة المراحل الانتاجية والمونتاجية، وتكون ايضا معبرة عن " حساسية " و " توجهات " العصر السينمائية الجديدة ، في توظيف السينما كأداة للتفكير، والانفتاح على الآخر، والحلم كذلك بمجتمعات اكثر عدالة وضد التعصب والتزمت والتطرف، من اجل التفاهم والتعاضد مابين الشعوب

كما ان " مفروزة" الذي يستغرق عرضه كاملا اكثر من 11 ساعة ، يقول لنا ايضا اننا نحتاج للتأمل والفهم الى وقت وزمن، وهو بذلك يحارب الفكرة التي يروج لها التلفزيون في اننا يجب ان نخضع لمقتضيات العصر وديكتاتورية السرعة ونعرض للاخبار بسرعة وعبر فلاشات سريعة وتغطيات اخبارية فجة وهزيلة

فيلم " مفروزة"على العكس تماما من ذلك، يقف ضد هذا القصف الاخباري التلفزيوني المتواصل، الذي لم يعد يسمح بالتفكير في اي شييء ،او الوقوف عند اي محطة، مثل " قطار بلا سائق " ينطلق وهو يحملنا باقصى سرعة، وسوف يقودنا حتما الى حتفنا، ويروج التلفزيون من خلال ذلك وعبر شاشاته

يروج للبلبلة والخلط والكذب والتزوير والتعتيم الاعلامي ويجعل كل الاخبار " تافهة " اي بانال بالفرنسية ، وغير ذات قيمة، ويعمل على نشر " الهراء " NONSENSE العام، كما تفعل اغلب المحطات التلفزيونية في بلاد العرب، ويكاد يسرق منا ويستولى على أرواحنا. ان اغلب الاشياء والبرامج والمسلسلات ونشرات الاخبار التي تبث ان هنا في فرنسا او مصر عبر شاشات التلفزيون الرسمية ، تقول لنا ان كل شييء ابيض ونزيه وطاهر و جميل وتدعو الى ثبات واستقرار الاوضاع ، وتخضع لسياسات واستراتيجيات هي اصلا ضد التغيير ، اي تغيير

ولكل هذه الاسباب التي ذكرناها يدعونا فيلم " مفروزة" للاعجاب به

ان كنت في باريس اذن، زائرا كنت او مقيما ، من فضلك لاتدع فرصة مشاهدة هذا الفيلم في سهرة الغد تفتك بأي ثمن

باريس.سينما إيزيس

صلاح هاشم


*

من فيلم " مفروزة" قصيدة

آه ياليل

MAFTOUZA.OH LA NUIT

Si je te donne le choix entre la mort dans mes bras ou les lignes de mes poems, choisis entre l amour et le non-amour sans rien entre les deux, comme entre les deux, comme entre le paradis et l enfer

أني خيرت فاختاري

مابين الموت على صدري

أو بين دفاتر أشعاري

فاختاري الحب أو لا حب

فجبنا ألا تختاري

لاتوجد منطقة وسطى

مابين الجنة والنار

انظر أسفل بعض لقطات من الفيلم

ليست هناك تعليقات: