الاثنين، مايو 29، 2017

مهرجان كان السينمائي 70 يوزع جوائزه بقلم صلاح هاشم


لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للدورة 70 برئاسة المخرج الأسباني الكبير بدرو المودوفار


نيكول كيدمان - كانت ملكة المهرجان وظهرت في 3 أفلام دفعة واحدة - ولذا منحها المهرجان جائزة الدورة 70




السعفة الذهبية 

PALME D OR 

لمهرجلن " كان " تذهب لفيلم " المربع " السويدي

المخرج السويدي روبن اوستلاند يتسلم جائزته

مهرجان كان يعلن عن جوائز الدورة 70

رئيس المهرجان بيير ليسكور والمندوب العام تيري فريمو


كتب : صلاح هاشم

أعلن المخرج الأسباني بدرو المودوفار رئيس لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للدورة 70  عن جوائزها كالتالي :



المخرج الاسباني الكبير بدرو المودوفار


جائزة PALME D ORالسعفة الذهبية

فيلم " المربع "THE SQUARE اخراج  السويدي روبن أوستلاند

الجائزة الكبرى

120 دقة في الدقيقة 120 BATTEMENTS PAR MINUTE اخراج روبن كامبيللو

جائزة لجنة التحكيم

بلاحب LOVELESSاخراج اندريه زفياجنتسيف

جائزة افضل اخراج

الفرائسLES PROIES اخراج صوفيا كوبولا

جائزة السيناريو( منحت لفيلمين )

فيلم " انك لم تكن في الواقع هناك ابدا " YOU WERE NEVER REALLY HEREاخراج لين رامساي
وفيلم " ذبح الوعل المقدس "   MISE A MORT DU CERF SACREاخراج يورغوس لانتيموس

جائزة أحسن ممثلة

دايان كروجر DIANE KRUGERعن دورها في فيلم " في الاختفاء "IN THE FADE اخراج فاتح أكين

جائزة أحسن ممثل

يواقيم فونيكسJOAQUIN PHOENIX عن دوره في فيلم " انك لم تكن في الواقع هناك ابدا "

جائزة الكاميرا الذهبية - تمنح للعمل الأول لمخرجه في جميع أقسام المهرجان وكذلك في تظاهرتي " إسبوع النقاد " و " نصف شهر المخرجين "

فتاة شابة اخراج الفرنسية ليونور سيراي

جائزة عيد ميلاد مهرجان " كان " السبعين

نيكول كيدمان NICOLE KIDMANعن دورها في فيلمين هما فيلم " الفرائس " و فيلم " ذبح الوعل المقدس "

السعفة الذهبية للفيلم القصير

فيلم شاو شينخ YUE XIAO CHENG ER اخراج كيو يانجQIU YANG



لقطة من فيلم 120 دقة في الدقيقة الفائز بالجائزة الكبرى


لقطة من الفيلم الروسي بلا حب الفائز بجائزة لجنة التحكيم 

مهرجان كان السينمائي 70 في الجيب ( 2 من 5 ) لجنة تحكيم نظرة ما توزع جوائزها بقلم صلاح هاشم


مهرجان كان السينمائي 70 في الجيب 
( 2 من 5 )





لجنة تحكيم قسم " نظرة ما " توزع جوائزها


كتب صلاح هاشم :

في الدورة 70 من مهرجان " كان " التي عقدت في الفترة من 17 الى 28 مايو ضم قسم "نظرة ما"UN CERTAIN REGARD - 
18 فيلما - من ضمنها 6 أفلام تمثل الاعمال الأولى لمخرجيها - من 22 دولة، وكان فيلم " بربارا " للمخرج الفرنسي ماتيو آمالريك عرض في حفل افتتاح القسم. وقد أعلنت لجنة تحكيم قسم " نظرة ما " التي ترأستها إيما ثورمان " ممثلة أمريكية " وبمشاركة كل من محمد دياب " مخرج - مصر " ورضا كاتب " ممثل - فرنسا " و يواقيم فوس " مخرج - بلجيكا " و كارل أوس " المدير الفني لمهرجان كارلو فيفاري- جمهورية التشيك " عن جوائزها :
جائزة نظرة ما
فيلم ليرد  أو رجل متكامل A MAN OF INTEGRITY للمخرج الايراني محمد رسولوف
جائزة أحسن ممثلة
ياسمين ترنكا في فيلم فورتوناتا FORTUNATAاخراج سرجيو كاستيليتو
جائزة شعر السينما
فيلم " بربارا " BARBARAاخراج الفرنسي ماتيو امالريك
جائزة أحسن إخراج
تايلور شريدان لفيلمWIND RIVER ويند ريفر
جائزة لجنة التحكيم
فيلم إبنة ابريلAPRIL S DAUGHTER اخراج ميشيل فرانكو 




الأربعاء، مايو 24، 2017

مهرجان كان السينمائي 70 في الجيب ( 1 من 5 ) بقلم صلاح هاشم



مهرجان " كان " السينمائي 70  في الجيب
( 1 من 5 )
بقلم


صلاح هاشم



بعد مضي أكثر من إسبوع على إنطلاقة مهرجان " كان " الذي يحتفل بعيد ميلاده السبعين خلال هذه الدورة- في الفترة من 17 الى 28 مايو - يمكن القول بأن المهرجان حقق مجموعة كبيرة من أهدافه في التعريف أولا باتجاهات السينما العالمية وسط الظروف العصيبة التي تمر بها مجتمعاتنا الإنسانية من أزمات وحروب وتلوث وإرهاب الخ ..
وثانيا : في الكشف عن مواهبها الجديدة التي تناضل وتجاهد لكي تصنع سينما مغايرة، ليس فقط من خلال الطرح الذي تقدمه لمشاكل حياتنا ومجتمعاتنا..بل من خلال طرح سؤال السينما ذاته أيضا،من أجل تطوير السينما الفن،عبر إستنباط  وإبتكار واختراع أشكال وألوان سينمائية جديدة تعبر الحدود بين ماهو روائي وماهو تسجيلي، ولا تركز إلا في ما هو " سينما " فقط ،ويستطيع أن يتواصل في التو مع قلوبنا وعقولنا،..ولا يتسامق إلا بما هو جد إنساني.. وجد روحاني فينا ..


لقطة من فيلم  رودان المشارك في المسابقة الرسمية للدورة 70


       أفلام المسابقة الرسمية ولوي بونويل



عرض المهرجان في قسم المسابقة الرسمية – التي تشتمل على عشرين فيلما – عرض ولحد الآن 13 فيلما ولكن قبل أن نتوقف عند أبرزها وأنضجها يمكن القول للأسف بأن المستوى العام لأفلام المسابقة -  بالمقارنة مثلا مع أفلام المسابقة في دورة عام 2016 - كان ضعيفا فنيا وفكريا..
ولم يبرز أي من الأفلام التي عرضت ولحد الآن في المسابقة- وهذا رأيي الشخصي -  ليجعلنا نتحمس ونركض للكتابة عنه،أو ننحاز اليه جملة وتفصيلا، وندافع عنه بإستماتة – كما دافعنا مثلا عن فيلم " توني إيردمان " TONY ERDMANN  للألمانية مارين إده في دورة العام الماضي ..
كما لم ينجح أي منها في الوصول الى درجة  الكمال الفني المنشود، ولم تنجح في الاستحواذ على اعجابنا ، كما بدت لنا موضوعاتها أحيانا قديمة و" مستهلكة "،ورتيبة وكئيبة ومتعثرة في إستخدامها لأدوات التعبير الفنية..
 ويستطيع المرء كما كان المخرج الاسباني العظيم لوي بونويل صاحب " الكلب الأندلسي " يحب أن يردد، يستطيع أن يغفر للفيلم أي شييء ،إلا أن يكون يكون مملا..
 غير أن معظم تلك الأفلام التي شاهدناها في المسابقة الرسمية للمهرجان ولحد الآن كانت للأسف مملة وتتقدم أحيانا ببطء شديد، وبإيقاع جد رتيب ،مهلهل، فيضيع منها ومنا الطريق، ونحن نتقدم معها في حارة سد، ونجد أنفسنا فجأة في العراء، ونحن نتساءل ونخبط كفا بكف ، خسارة ..أين هو الفيلم ..وأين هي السينما ..في ما يعرض هنا على شاشة المهرجان ؟..

       فيلم الافتتاح "أشباح إسماعيل " تمرينات في الإسلوب ؟



ولاشك أن أشياء كثيرة جاءت جد "محبطة " لمعظم النقاد الذين يتابعون مثلنا أعمال وأفلام مهرجان " كان " - سيد المهرجانات السينمائية في العالم ومن دون جدال - ومنذ زمن..
 من ضمنها أفيش أو ملصق المهرجان لهذا العام الذي لم يعجبنا  وبدا لنا عقيما ومسطحا ، فما معنى أن تضع صورة لكلوديا كاردينالي النجمة الايطالية وهي في عنفوان شبابها، وماهي المناسبة ؟..
 لاتوجد مناسبة البتة، و لو أن كلوديا كاردينالي كانت مثلا موضع تكريم ، كما هو المخرج الفرنسي الكبير اندريه تيشينيه  خلال هذه الدورة ،لكان من الممكن قبول هذا الأفيش بصورته الحالية، أما أن توضع كلوديا في الأفيش، فهذا ما لم أفهمه قط ، أو أستسيغه بالمرة..


لقطة من فيلم "  لورودوتابل  " المشارك في المسابقة الدورة 70


ومن ضمن هذه الأشياء أيضا تلك الاجراءات الأمنية الجديدة المشددة – وهي بالطبع اجراءات جد مبررة- غير انها كانت تتم ببطء شديد ،وعلى يد فريق عمل من المتطوعين ،من غير المحترفين المتخصصين، وكانت النتيجة وقوف الطوابير الطويلة من الصحفيين والنقاد في انتظار مثولهم أمام البوابات الاليكترونية وتفتيش حقائبهم ، بانتظار ان يسمح لهم بالتوجه الى قاعات العرض، وتكون النتيجة ان تدلف الى القاعة بعد ان يكون الفيلم قد بدأ ، ولا تجد مقعدا في الصالة المخصصة للصحفيين، وعليك ان تسارع بالصعود الى البلكون، والبحث عن مقعد في اقصى الطرف من الصالة فلا تشاهد على الشاشة إلا قسما فقط من الفيلم وتكون النتيجة أيضا استقبال غير جيد للأعمال المعروضة،ومن الطبيعي ان تلك ظروف تؤثر بالطبع حتما على  تقييمك وحكمك على الأفلام ..
اضافة الى أن فيلم الافتتاح " أشباح إسماعيل " للفرنسي آرنو دبليشان  جاء محبطا ومخيبا للآمال، فالفيلم  الذي يحكي عن مخرج فرنسي اختفت زوجته من حياته منذ أكثر من عشرين عاما، وعليه وهو يواجه مشاكل صنع فيلمه الجديد،ويدور حول شخصية شقيقه الغريبة، الذي يعمل موظفا في  وزارة الخارجية الفرنسية،  ولايعرف كل من عمل معه من السفراء إن كان ملاكا أم جاسوسا، عليه أن يسارع في وقت متأخر من الليل الى منزل حماه – والد زوجته – لكي يواسيه في اختفاء ابنته بعد ان شاهدها في كابوس مزعج، ويحكي مخرجنا عن علاقة غرامية جديدة تربطه بسيدة تلعب دورها في الفيلم الممثلة الفرنسية شارلوت جانسبورغ، ويذهب معها الى بيته بجوار البحر ليتفرغ لكتابة سيناريو فيلمه الجديد ، غير ان صديقته الجديدة تفاجيء بظهور زوجته – تلعب دورها في الفيلم النجمة الفرنسية ماريون كوتيار-  التي اختفت منذ عشرين عاما، لكي تدخل  في منافسة معها وتريد ان تسترد منها زوجها وحبيبها، وعندما تظهر زوجة المخرج التي اختفت، يبدأ فيلم جديد في مسلسل  "الأفلام الوجودية النرجسية " التي يتضمنها هذا الفيلم الممل السخيف،الذي لا يحمل هما أو فكرا..
 بل يتكرس بأكمله لأشباح مخرجنا إسماعيل – دبليشان ولمجموعة فقط من " النمر " التمثيلية الاستعراضية، ومن ضمنها نمرة في الإغراء تظهر فيها ماريون عارية تماما كاشفة عن مفاتنها -  في ما يمكن أن يكون مجرد " تمرينات في الإسلوب " لمخرج عبقري- وفي نظر فقط أصحاب البيت – أعني السينما الفرنسية – وأصحاب المهرجان أيضا الذين يظنون وحدهم  فقط  بأنه مخرج عبقري..
 ويبدو كما سمعت ان عرض فيلم " أشباح إسماعيل " كان نوعا من الترضية لآرنو ، بعد أن رفضت ادارة المهرجان في العام الماضي قبول فيلمه  " ثلاث ذكريات من فترة شبابي " فعرضه في تظاهرة " نصف شهر المخرجين " الموازية للمهرجان الرسمي،ولذا كان عرض " أشباح إسماعيل"  التي هلكتنا بمثابة " إعتذار "  من قبل إدارة المهرجان عن خطأ غير مقصود ارتكب – في العام الماضي -  في حقه ....
ولاشك ان تلك الأسباب مجتمعة ساهمت والى حد كبير  في  إشاعة " جو " غير صحي من عدم الثقة في خيارات المهرجان لدورة هذا العام وأفلامها الهزيلة وغير المكتملة، وبخاصة في قسم المسابقة الرسمية  الذي برز منه عدة أفلام  " متميزة " فقط نرشح بعضها للحصول على سعفة " كان " الذهبية، ومن ضمنها :


لقطة من الفيلم الروسي " بلا حب " المشارك في المسابقة الرسمية للدورة 70


الفيلم الروسي " بلا حب " LOVELESSاخراج اندريه زياجنتسيف، والفيلم الامريكي " WONDERSTRUCKوندر سترك "اخراج تود هاينس والفيلم الفرنسي 120 دقة في الدقيقة  120BPM اخراج روبين كامبيلو..
فالفيلم الروسي هو أكثر الأفلام " الواقعية " من  ضمن الافلام الـ 13 التي  عرضت ولحد الآن، وهو يحكي عن " إستحالة الحياة من دون حب " وبخاصة في إطار الأسرة الروسية الجديدة ،في مجتمعات الاستهلاك الانانية العدمية والتحولات التي تطرأ على المجتمع الروسي الجديد، ويتم فيها التضحية بالأطفال الذين يدفعون ثمن طموحات الوالدين، يحكي الفيلم عن التفكك الأسري، ويبدأ بلقطة  للمنظر الطبيعي الذي يغطيه الثلج في تلك الضاحية المنعزلة في موسكو ويخرج طفل عمره 13 سنة من المدرسة ويمشي في الثلج ويلتقط شريطا ورقيا يقذف به الى أعلى شجرة ثم يمضي الى منزله ويبدأ يستذكر دروسه حين يصل شخص ما ليتجول في انحاء الشقة المعروضة للبيع، ويتعرض الطفل للضرب من قبل الأم التي تشتبك في عراك مع الأب وتشتمه وتهينه في حضور الطفل الذي يسارع باللجوء الى غرفته ويغلق الباب على نفسه وينهمر في البكاء وهو يتنصت على المعركة الدائرة بين الوالدين، وقد قررا بعدما صارت الحياة معا مستحيلة الانفصال عن بعضهما..
 وتتابع الاحداث لنكتشف ان أم الطفل قد عثرت على ضالتها في عشيق ثري سوف ينتشلها من عذابات العيش مع الأب المهدد بالطرد من عمله اذا اكتشف صاحب العمل انه على وشك الانفصال عن زوجته، ففي المجتمعات الرأسمالية الروسية الجديدة صاحب العمل او الشركة هو السيد، أما الموظفين في الشركة فهم عبيد يستطيع أن يفصلهم في أية لحظة، كما نكتشف أن الأب والد الطفل قد أمن لنفسه حياة جديدة مع صديقة صارت حاملا وتنتظر منه طفلا..
 وعندما تعود الأم ذات يوم في ساعة متأخرة من الليل ولاتطمئن الى وجود الطفل في البيت بل تتوجه مباشرة الى غرفة نومها تكتشف عندما تستيقظ في الصباح انه قد غادر المنزل ، وتبدأعملية البحث عن الطفل بمشاركة الشرطة،ومن خلال عملية البحث عن الطفل الهارب أو المختطف تتكشف لنا تلك التحولات في المجتمع الروسي الرأسمالي الجديد ومناخاته العفنة الفاسدة، فالكل يريد أن يصعد بسرعة ،والكل يريد إشباع حاجاته الاصطناعية " الانانية " مثل امتلاك سيارة و شهوة و حيازة شقة وتليفون محمول وعشيقة..
فيلم " بلا حب  " LOVELESS الذي نرشحه للحصول على جائزة في مسابقة المهرجان يحكي عن عبث وخواء تلك المجتمعات الروسية الرأسمالية الجديدة- مجتمعات اللذة والاستمتاع التي يتم التضحية فيها بالاطفال، وعلى خلفية الفظائع التي يرتكبها العسكر الروس كما تظهر في نشرات الاخبار التي يبثها التلفزيون..
  ومن أفظع مشاهد الفيلم الذي يستحق المشاهدة وعن جدارة ، مشهد  استدعاء الأب والأم للتعرف على جثة الطفل ابنهما في المشرحة بعد أن يكون تجار الأعضاء البشرية قد اعملا في جثة الطفل المختطف تشريحا وتقطيعا حتى انهما الاثنان، لا ينجحا في التعرف عليه،أو بالاحرى يرفضا التعرف عليه، لكن يعيب الفيلم المط و التطويل، وبخاصة في الجزء الثاني من الفيلم حيث ان زيارة الجدة هنا في الفيلم  الذي تحول في الجزء الثاني الى فيلم  " بوليسي " بارد لم تأت مطلقا - من وجهة نظرنا - بنتيجة..وحبذا لو كان مخرجنا – من مواليد 6 فبراير 1964 - الذي يعد من أهم وأبرز المخرجين الروس في الوقت الحاضر استخدم قدرته على التكثيف كما في فيلميه السابقين فيلم " ايلينا " انتاج 2011 وفيلم "ليفيتان " انتاج 2014  اللذين اعجبت بهما كثيرا، للوصول الى قمة الكمال الفني في فيلمه والفوز بسعفة " كان " الذهبية وعن جدارة..

ولنا وقفة مع أعمال المهرجان في عدد قادم من سينما إيزيس



الخميس، مايو 18، 2017

من يوسف الى محمد دياب تواجد شحيح حتى في لجان التحكيم بقلم طارق الشناوي




مختارات سينما إيزيس


مدخل 
الناقد طارق الشناوي يكتب عن المشاركات المصرية في لجان تحكيم مهرجان " كان " السينمائي- سيد المهرجانات السينمائية في العالم ..ومن ضمنها مشاركة الناقد المصري صلاح هاشم مصططفى - ناقد ومثقف مصري كبير يعيش في باريس ولكن تسكنه مصر- كما يصفه الشناوي-  مشاركته في لجنة تحكيم مسابقة الكاميرا الذهبية ( كاميرا دور ) في مهرجان " كان " السينمائي عام   1989.
نظر المقال  هنا في جريدة المصري اليوم بتاريخ الثلاثاء 16 مايو 2017..


من يوسف وهبي الى محمد دياب تواجد شحيح حتى في لجان التحكيم

بقلم

طارق الشناوي



خبر أسعدنى وهو اختيار المخرج الشاب محمد دياب فى عضوية لجنة تحكيم قسم «نظرة ما»، وهو لا شك يمنح التواجد المصرى والعربى تواجدا خاصا، لأننا هذه الدورة كان حضورنا محدودا فى المهرجان، وخبر دياب لم يكن بالطبع المرة الأولى لنا فى لجان تحكيم «كان»، ولكن دعونا - قبل أن نواصل تلك الحكاية بشيء من التفصيل - نُطل على المهرجان بزاوية أوسع، وهى القضايا العربية التى كثيرا ما تسيطر على المهرجان لتصبح هى العمق الدرامى لقطاع وافر من الأفلام، وهذه المرة سنجد أن «التيمة» الأساسية للعديد من الأفلام هم اللاجئون، لأنها قضية إنسانية بالمعنى العميق للكلمة، وفى كثير من الأحيان نجد أيضا أن اللغة العربية تُشكل بالضرورة جزءا من الحوار، إلا أن هذا التواجد على شاشات المهرجان فى مختلف التظاهرات لا يعنى أبدا أن هذه الأفلام صنعها عرب.



المخرج محمد دياب

حضورنا العربى على الشاشات العالمية يتناسب طرديا مع زيادة معدل المأساة العربية، مثلا ثورات الربيع العربى كثيرا ما شاهدناها بأيدى مخرجين عرب، ولكن غير العرب أيضا تناولوها أكثر، تلك الثورات بدت وكأنها ستغير وجه الدنيا كلها، وشباب ميدان التحرير صاروا ملهمين لشباب العالم، ثم تبددت الأحلام.

الآن القضية المحورية هى المهاجرون الذين تركوا أوطانهم بحثا عن أى بصيص من أمل فى الحياة، مجرد الحياة. من الممكن أن تلمح هذا واضحا فى فيلم «نهاية سعيدة»، الذى يتوقع كُثر حصول مخرجه النمساوى مايكل هانيكه على السعفة الثالثة، وبالطبع من الممكن أن نكتشف بعد المشاهدة أن العنوان مخادع تماما، والنهاية ربما تصبح مأساة.

صحيح أن الهجرة غير الشرعية كانت وستظل هاجسا تعيشه العديد من الدول التى توصف بالجنوب، لأن الحلم إلى الشمال - أقصد إلى أوروبا وأمريكا - هو المسيطر، استحوذ الآن على الصورة اللاجئون، خاصة من سوريا والعراق، فى الماضى كانت الهجرة من أجل لقمة العيش، الآن صارت الهجرة من أجل النجاة من الموت المحدق بهم، سقف الأحلام صار يهبط لمجرد أن نعيش، هذا التواجد من المؤكد سيطرح الكثير من القضايا، خاصة أن أغلب المهاجرين من المسلمين بالطبع، وهذا يزيد من مخاطر الإحساس الذى - مع الأسف - صار قابلا للزيادة، وهو «الإسلاموفوبيا».



صلاح هاشم ناقد ومثقف مصري كبير يعيش في باريس ولكن تسكنه مصر



ولهذا جاء الخبر الذى يزيد من مساحة تواجدنا العربى، حيث انضم المخرج محمد دياب للجنة تحكيم قسم «نظرة ما» فى المهرجان، وهى المسابقة التى تُعنى وبنسبة كبيرة بالأفلام التى تحمل تجربة مغايرة للسائد، كان دياب قد عُرض له العام الماضى فى «كان» فيلمه المثير للجدل «اشتباك»، الذى كان ولا يزال يحتل مساحة من الحضور ويحصد الجوائز، رغم الحصار الذى لاقاه فى دور العرض، إلا أن الحماية جاءت وقتها من «كان».. بذكاء، قرر دياب اللعب مع الرقابة، فلم يتقدم بالنسخة رسميا، إلا بعد الإعلان من إدارة المهرجان بأن الفيلم سيشارك فى المسابقة بل سيفتتح أيضا تلك التظاهرة المهمة، فأسقط فى يد الرقابة، ووافقت على عرض الفيلم الذى كان يتناول بداية ثورة 30 يونيو، وانحاز فيها المخرج للإنسان وحقه فى الحياة، هذه المرة جاء اختياره كعضو لجنة تحكيم وهو يعد تكريما خاصا للمخرج ومشواره الذى لم يتجاوز فيلمين روائيين، الأول «678».

تاريخنا مع التواجد فى لجنة التحكيم شحيح أيضا، يوسف بك وهبى فى افتتاح المهرجان 1946، حيث شاركت السينما المصرية بفيلم «دنيا» إخراج محمد كريم، ثم يوسف شاهين عام 1983 فى لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، ثم صلاح هاشم فى مسابقة «الكاميرا دور» للعمل الأول، وهو ناقد ومثقف مصرى كبير يعيش فى باريس ولكن تسكنه مصر، وفى عام 2008 يأتى الناقد الشاب ياسر محب فى عضوية لجنة «نظرة ما»، وكان وقتها لم يبلغ الثلاثين من عمره، ليصبح أصغر عضو لجنة تحكيم فى تاريخ المهرجان، ولدينا يسرى نصرالله 2005 لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير، وماريان خورى 2012 لجنة تحكيم أفلام الطلبة، ثم محمد دياب هذه المرة فى لجنة التحكيم.

المفارقة الجديرة بالتوقف، أن كل الأسماء التى ذكرتها تجيد اللغة الفرنسية، وهو ما يعتبر عاملا مهما جدا فى الاختيار، لكن دياب هو الوحيد الذى ليست له أى علاقة باللغة الفرنسية.

حكاية دياب بفرنسا بدأت من باريس قبل ثورة 25 يناير ببضعة أشهر، عندما عرض فيلمه الروائى الأول «678» تجاريا، فكان واحدا من أكثر الأفلام العربية التى حققت فى الشارع الفرنسى فى السنوات الأخيرة مردودا تجاريا ضخما مثل «وجدة» السعودى لهيفاء المنصور، و«الزين اللى فيك» للمغربى نبيل عيوش، وفيلمى المخرجة اللبنانية نادين لبكى «كرامل» و«هلأ لوين».

«678»، كما قال لى المخرج، حقق عشرة أضعاف المردود الذى وصل إليه فى مصر فى توقيت قياسى جدا، حيث تناول الفيلم ظاهرة التحرش ولعبت بطولته أيضا نيللى كريم، بطلة «اشتباك»، مما ساهم فى زيادة فرصته للحصول على تمويل فرنسى لفيلمه الروائى الثانى «اشتباك»، ليصعد به خطوة أبعد يفتتح تظاهرة «نظرة ما».

الفيلم لم يحصل على جائزة، ولكن فى أغلب المهرجانات قبل إعلان النتائج بأربع وعشرين ساعة يتم الاتصال بالمرشحين، ويتم الاتفاق معهم على السرية، حيث إنهم فقط مرشحون ويطلبون منهم البقاء فى «كان»، خرج دياب العام الماضى من مسابقة «نظرة ما» بدون جائزة ويعود إليها هذه المرة بجائزة أكبر، وهى عضوية لجنة التحكيم!

عن المصري اليوم بتاريخ الثلاثاء 16 مايو 2017

مغامرة السينما الوثائقية للناقد صلاح هاشم في القدس العربي



مختارات سينما إيزيس


مغامرة السينما الوثائقية للناقد صلاح هاشم




القاهرة ـ «القدس العربي»

 صدر حديثا عن المركز القومي للسينما في مصر كتاب «السينما الوثائقية تجارب ودروس» للكاتب والناقد والمخرج السينمائي المصري صلاح هاشم، المقيم في باريس، وهو الإصدار الثالث له بعد «السينما العربية خارج الحدود» و«الواقعية التسجيلية في السينما العربية الروائية» للمؤلف عن المركز ذاته.
يقع الكتاب في 136 صفحة ويضم 26 فصلا، يناقش المؤلف من خلالها أبرز نماذج الفيلم الوثائقي التي شاهدها في المهرجانات السينمائية العالمية مثل، مهرجان «كان» السينمائي ومهرجان «سينما الواقع» في باريس، ومهرجان «القارات الثلاث» في مدينة نانت في فرنسا، ليكون بمثابة كشف حساب لإنجازات الفيلم الوثائقي وإضافاته إلى فن السينما خلال الثلاثين سنة الماضية. ويتضمن الكتاب حوارا طويلا مهما مع المخرج الهولندي جوريس إيفانز، الذي يعتبر أحد رواد السينما الوثائقية في العالم، أجراه معه صلاح هاشم في فترة الثمانينيات ويحكي فيه إيفانز عن فيلم «رسالة « الوثائقي، الذي يلبي في رأيه حاجة خاصة لكل مجتمع من مجتمعاتنا الإنسانية على حدة، وتكون هذه الحاجة، وثيقة الصلة بمرحلة ما من مراحل تطوره ونموه، ولذلك تختلف وظيفة الفيلم الوثائقي من مجتمع إلى آخر.
كما يشرح إيفانز الدور الذي يلعبه الخيال، أو التأليف الروائي في السينما التسجيلية، ويؤكد على أهمية الفيلم الوثائقي، في الإمساك بنبض» التيارات التاريخية الكبرى» في عصرنا، ويقول إن رسالة الفيلم الوثائقي الحقيقية، خارج إطار الأفلام التلفزيونية القاصرة التي تعرض للاستهلاك الجماهيري، هي أنه يمكننا من فهم الواقع، وهو لا يساعد الإنسان على تحمل الواقع بمشاكله وأزماته وتناقضاته وحسب، بل يعزز أيضا ويقوي من تصميم الإنسان على تغييره وجعله أكثر إنسانية.
ويتوقف صلاح هاشم وهو يحكي عن مغامرة السينما الوثائقية عبر فصول الكتاب – 28 فصلا – عند نماذج بعينها – أكثر من عشرين فيلما – مثل نموذج فيلم «موسيقانا» للمخرج والمفكر السينمائي الفرنسي جان لوك جودار، وفيلم «فهرنهايت 9/11 « للأمريكي مايكل مور، الذي حصل على سعفة مهرجان كان الذهبية، وفيلم «صيد العصاري» للمصري علي الغزولي، وفيلم «جمهورية ناصر» للأمريكية ميشيل غولدمان، وفيلم «النيل أرزاق» للمصري هاشم النحاس، وفيلم «طريق 181 « للفلسطيني ميشيل خليفي، وفيلم « نشيد الألفية» للتونسي محمد زرن، وفيلم «اغترابات» للجزائري مالك بن إسماعيل، وفيلم «يهود مصر» للمصري أمير رمسيس، وفيلم «لوميير المغامرة تبدأ من هنا» للفرنسي تيري فريمو وغيرها. ليكشف لماذا تمثل في رأيه علامات بارزة، في تاريخ وذاكرة السينما تحديدا – وليس السينما الوثائقية فقط – في العالم، ويشرح لماذا توهجت تلك الأفلام، ليس فقط بسبب القضية التي تطرحها ومضمونها، بل أيضا بسبب ما فيها من سينما بابتكارات واختراعات الفن المدهشة.
إن القيمة الكبرى للسينما الوثائقية، كما يتمثلها الناقد السينمائي صلاح هاشم في كتابه، تكمن في أنها تقف ضد الاحتلال والظلم، الكراهية والعنصرية، والفكر السلفي الرجعي الإرهابي الفاشي، حين تعبر تلك الحدود الوهمية، بين ما هو روائي وما هو تسجيلي، ولا تهتم إلا بما هو سينما فقط، وتحافظ هكذا على تاريخنا وهويتنا وذاكرتنا، وهي تفتح عيوننا أيضا بتجاربها ودروسها على جمال العالم..

عن جريدة القدس بتاريخ 16 مايو 2017

الثلاثاء، مايو 16، 2017

صلاح هاشم في مهرجان " كان " السينمائي الدولي 70


صلاح هاشم في مهرجان " كان " 70

الناقد والمخرج صلاح هاشم


يسافر اليوم الكاتب والناقد والمخرج السينمائي المصري صلاح هاشم مؤسس -عام  2005 - ومحرر موقع " سينما إيزيس" الى مدينة  "كان" الفرنسية في أقصى الجنوب وذلك لتغطية مهرجان وكرنفال ومولد  " كان " السينمائي الذي يحتفل بعيده ميلاده السبعين في الفترة من 17 الى 28 مايو
 وسوف يكتب الناقد المصري سلسلة مقالات عن المهرجان أفلامه وأحداثه  في " سينما إيزيس " بعنوان " أطلس السينما المعاصرة .مهرجان كان 70 في الجيب." تابعونا  إذن كل يوم من كان 70 على صفحات مجلة سينما إيزيس


الاثنين، مايو 15، 2017

النساء هن القوة المحركة في السينما العربية في العدد الخامس من مجلة السينما العربية في مهرجان " كان " 70


النساء هن العربية
 القوة المحركة الفعلية في السينما 


مجلة السينما العربية العدد الخامس  في مهرجان " كان " 70

القاهرة . سينما إيزيس

بعد عامٍ من إطلاق العدد الأول منها في الدورة الماضية من مهرجان كان السينمائي، تعود مجلة السينما العربية إلى المهرجان في دورته الـ70 (17 - 28 مايو - أيار)، من خلال إصدار مركز السينما العربية للعدد الخامس منها، والذي يأتي ضمن أنشطة المركز الذي يستهدف التواجد في أكثر من 20 مهرجاناً وسوقاً دولياً خلال العام والترويج للسينما العربية. 
العدد الجديد من المجلة يركز على موضوعات متعلقة بالمهرجان، وهي تواجد صُناع الأفلام العرب في الدورة الحالية، أهم اللحظات الطريفة للنجوم العرب في تاريخ المهرجان، بالإضافة إلى استعراض أهم نقاط التحول التي شهدها المهرجان عبر كل دوراته السابقة، ومع مهرجان كان، فقد سلط العدد الضوء على مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي ثاني أقدم مهرجان في القارة الأوروبية، ومهرجان لوكارنو السينمائي الذي يحتفل هذا العام أيضاً بدورته الـ70 وتواجد السينمائيين العرب في دوراته، كما استعرض العدد أهم مشروعات الأفلام العربية في مختلف مراحل الإنتاج والتي من المقرر أن تخرج إلى النور قريباً. 
الخبير السينمائي كولن براون الشريك المسؤول عن العمليات الدولية في MAD Solutions ومدير تحرير المجلة لفت النظر في افتتاحية العدد إلى دور نساء العالم العربي في صناعة السينما قائلاً "تجوَّل عبر صفحات هذا العدد من مجلة السينما العربية الخاص بـمهرجان كان السينمائي، وسوف تكتشف أن النساء هن القوة الحقيقية المحركة للسينما العربية، حتى وإن كان بعضهن، مثل صانعة الأفلام السعودية هيفاء المنصور، لا يستطعن العمل بمعايير طبيعية، وهذا المسار في التعبير عن الذات يستمر بمشاركة الفيلم المثيرعلى كف عفريت للمخرجة التونسية كوثر بن هنية ضمن قسم نظرة ما".

وقد سلط العدد الضوء أيضاً على مبادرة جوائز النقاد السنوية التي يقدمها مركز السينما العربية للأفضل في صناعة السينما العربية في فئات أفضل فيلم، مخرج، مؤلف، ممثلة وممثل وتضم في لجنة تحكيمها 24 من أبرز النقاد العرب والأجانب ينتمون إلى 15 دولة بأنحاء العالم، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ السينما العربية، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الجوائز ضمن فاعليات المهرجان.

مركز السينما العربية الذي ينطلق في عامه الثالث، هو منصة دولية تروّج للسينما العربية، حيث يوفر المركز لصناع السينما العربية، نافذة احترافية للتواصل مع صناعة السينما في أنحاء العالم، عبر عدد من الفاعليات التي يقيمها المركز وتتيح تكوين شبكات الأعمال مع ممثلي الشركات والمؤسسات في مجالات الإنتاج المشترك، التوزيع الخارجي وغيرها، وتتنوع أنشطة مركز السينما العربية ما بين أجنحة في الأسواق الرئيسية، جلسات تعارف بين السينمائيين العرب والأجانب، حفلات استقبال، اجتماعات مع مؤسسات ومهرجانات وشركات دولية، وإصدار مجلة السينما العربية ليتم توزيعها على رواد أسواق المهرجانات. 
وخلال هذا العام تواجد مركز السينما العربية في 7 محطات حتى هذه اللحظة، وهي مهرجان روتردام السينمائي الدولي، مهرجان برلين السينمائي الدولي، ملتقى بيروت السينمائي الذي يُعقد ضمن أيام بيروت السينمائية، مهرجان إسطنبول السينمائي، مهرجان طرابلس للأفلام وحلقة نقاشية ضمن فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من اللجنة الدائمة المعنية بحق المؤلف والحقوق المجاورة في جنيف ومهرجان كان السينمائي.


الرؤى الجمالية والفكرية في مغامرة السينما الوثائقية. ميدل إيست أون لاين

مختارات سينما إيزيس


 صلاح هاشم يحاور الهولندي جوريس إيفانس 


الرؤى الجمالية والفكرية في 'مغامرة السينما الوثائقية'



المخرج السينمائي المصري صلاح هاشم يقدم في كتابه قراءات نقدية لنماذج من الأفلام التسجيلية العربية والأجنبية شارحا دلالات حضورها في الثقافات الإنسانية.


ميدل ايست أونلاين



الفيلم الوثائقي يلبي حاجة خاصة لكل مجتمع


عمان - يقدم المخرج والناقد السينمائي المصري صلاح هاشم في كتابه الجديد "مغامرة السينما الوثائقية.. تجارب ودروس" نقدا شاملا لحال الفيلم الوثائقي العربي منذ الثمانينيات وحتى الآن.

ويتناول المؤلف المقيم في باريس في فصول الكتاب المتنوعة، أبرز نماذج الفيلم الوثائقي التي شاهدها في المهرجانات السينمائية العالمية مثل مهرجان "كان" السينمائي ومهرجان "سينما الواقع" في باريس ومهرجان "القارات الثلاث" في مدينة نانت في فرنسا. 
والكتاب وفقا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) يتطرق إلى الرؤى الجمالية والفكرية في تيارات وتجارب الفيلم الوثائقي وما اضافته من تعابير ومعالجات بديعة في وظيفة الفيلم التسجيلي ودلالات حضورها في الثقافات الانسانية المتباينة. 
ويورد هاشم في كتابه حوارا أجراه في ثمانينيات القرن الماضي مع المخرج الهولندي الشهير جوريس إيفانز الذي يعتبر أحد رواد السينما الوثائقية في العالم. 
ويتحدث المخرج الهولندي عن رسالة الفيلم الوثائقي، الذي يلبي في رأيه "حاجة خاصة" لكل مجتمع ما من مجتمعاتنا الإنسانية على حدة، وتكون هذه الحاجة، وثيقة الصلة بمرحلة ما من مراحل تطوره ونموه، ولذلك تختلف وظيفة الفيلم الوثائقي من مجتمع الى آخر. 
ويشرح إيفانز وفقا لـ"بترا" الدور الذي يلعبه الخيال أو التأليف الروائي في السينما التسجيلية، ويؤكد على أهمية الفيلم الوثائقي، في الإمساك بنبض "التيارات التاريخية الكبرى" في عصرنا. 
ويؤكد ان رسالة الفيلم الوثائقي الحقيقية، خارج إطار الافلام التلفزيونية القاصرة التي تعرض للاستهلاك الجماهيري، هي أنه يمكننا من فهم الواقع، وهو لا يساعد الإنسان على تحمل الواقع بمشاكله وأزماته وتناقضاته فحسب، بل يعزز أيضا ويقوي، من تصميم الإنسان على تغييره، وجعله أكثر إنسانية.

ويقدم صلاح هاشم في كتابه قراءات نقدية لحوالي عشرين فيلما وثائقيا مثل: نموذج فيلم "موسيقانا" للمخرج والمفكر السينمائي الفرنسي جان لوك جودار، وفيلم " فهرنهايت9/11" للاميركي مايكل مور، الذي حصل على سعفة مهرجان كان الذهبية، وفيلم "صيد العصاري" للمصري علي الغزولي، وفيلم "النيل أرزاق" للمصري هاشم النحاس وفيلم "طريق 181" للفلسطيني ميشيل خليفي وفيلم "نشيد الألفية" للتونسي محمد زرن وفيلم "اغترابات" للجزائري مالك بن اسماعيل وغيرها. 
ويشرح الناقد المصري وهو يتناول نماذج من السينما الوثائقية أسباب تميز الأفلام التي أوردها وبين لماذا تمثل في رأيه "علامات" بارزة في تاريخ وذاكرة السينما التسجيلية في العالم. 
وذكر الناقد أيضا أن تلك الأفلام برزت واشتهرت بسبب، إضافة إلى القضايا المهمة التي تطرحها، ما تضمنته من تقنيات سينمائية عالية. 
ويعد الكتاب الصادر عن المركز القومي للسينما بالقاهرة الإصدار الثالث لصلاح هاشم إذ قدم للمكتبة السينمائية العربية كتابين مهمين، الأول: "السينما العربية خارج الحدود" والثاني: "الواقعية التسجيلية في السينما العربية الروائية".