السبت، أغسطس 31، 2013

فضل رفاعة الطهطاوي على المتحف المصري وآثار بلادنا بقلم صلاح هاشم مصطفى




فضل الشيخ رفاعة الطهطاوي
 على المتحف المصري وآثار بلدنا

بقلم


صلاح هاشم مصطفى


من ضمن الكتب والوثائق التي أتيت عليها قبل الشروع في  اخراج فيلمي الوثائقي عن رفاعة الطهطاوي كتاب " فراعنة من ؟ "  لدونالد مالكوم ريد WHOSE  PJARAOHS ? BY .DONALD MALCOLM REID
هو كتاب تحفة بحق، واعتقد انه ترجم بمعرفة المركز القومي للترجمة في مصر، فهو كتاب في علم الآثار والهوية المصرية الوطنية من عصر نابليون وحتى الحرب العالمية الاولى، ويفرد فصلا عن افضال الشيخ الازهري العالم والمفكر الجليل رائد نهضة مصر والعرب الحديثة، أفضاله على المتحف المصري والحفاظ على آثار بلدنا  وذاكرة الحضارة المصرية التي تمتد اننجازاتها الى 7 آلاف سنة، وكان رفاعة سافرالى باريس وهو لايعي ويدرك بعد - من أين له ذلك وقد كانت مصر وقتها ترزح تحت الخلافة العثمانية وحكم محمد علي ؟ - أنه ينتمي الى وطن أسمه مصر، له تاريخه وأمجاده وأفضاله على الانسانية ، فلما عاد وصار مصريا، نجح في الضغط على محمد علي باشا لاصدار قرار يمنع  تصدير أو المتاجرة في الآثار ، ودعوة اي مصري يعثر على أثر فرعوني تسليمه الى مدرسة الالسن التي أنشأها الطهطاوي عند عودته من رحلته، لكي تعرض في فناء المدرسة ! وما لانعرفه نحن المصريون عن الطهطاوي وأثره في الحفاظ على تاريخ وحضارة بلدنا، ومالم نتعلمه في مدارس ولم نسمع به في اعلام اذاعي او مرئي رسمي سافل وتابع رديء ومنحط للأسف، هو أن تلك الاثار التي جمعها الطهطاوي شكلت أو كانت " نواة " لأول متحف ينشأ لحضارة مصر في البلاد الا وهو " المتحف المصري " ..
واترككم الآن هنا في " مختارات إيزيس " مع مقال ممتاز بعنوان " المتحف المصري بين الاصالة والتجديد " للمهندسة المصرية ياسمين زكي وهو يحكي عن كل تلك الاشياء التي ذكرتها، لنعرف من نحن ، ويزيد، وتمنياتي بقراءة ممتعة ..


-----

مختارات إيزيس

المتحف المصري بين الأصالة والتجديد


بقلم

المهندسة ياسمين زكي



يتميز المتحف المصري الذي أنشئ قبل مائة عام فقط (1902م) بأنه أكبر متحف في العالم يضم حضارة شعب واحد ؛ فمتحف اللوفر أو المتحف البريطاني بلندن أكبر منه بثلاثة أضعاف تقريبا ، لكن لا يضم أي منهما حضارة شعب واحد، فهما يضمان الحضارات الآشورية والإغريقية والمصرية والسورية وغيرها.
وهناك أهمية ثانية لهذا المتحف ، فهو أول متحف في العالم صُمم ونفذ منذ البداية ليؤدي وظيفة المتحف عكس ما كان شائعا في أوربا من تحويل قصور وبيوت الأمراء والنبلاء إلى متاحف .
هذا إلى جانب ما يضمه المتحف من مجموعات أثرية لا مثيل لها في العالم، وطرازه المعماري الذي فاز من بين 73 تصميما، وضعه المهندس الفرنسي "مارسيل دورنون" شيد على طراز العمارة الكلاسيكية اليونانية الرومانية ، وليس على هيئة المعابد المصرية أو متأثرا بالحضارة المصرية القديمة، فهو لا يحوي أي تأثيرات للفن المصري القديم إلا في تصميم حجراته أو قاعاته الداخلية؛ فمدخل القاعات يحاكي ضريح المعابد المصرية ، والحجرات تحاكي معبد أدفو.

أما واجهة المتحف فهي على الطراز الفرنسي بعقود دائرية ، تزينها لوحات رخامية لأهم وأشهر علماء الآثار في العالم، وعلى جانبي باب الدخول الخشبي تمثالان كبيران من الحصى لسيدتين على الطراز الروماني، ولكن برؤوس فرعونية.

وقد يكشف هذا رؤية المسئولين المصريين قبل مائة عام وانجذابهم للعمارة الفرنسية ، وبالتالي جاء المتحف فرنسيا في الواجهة فرعونيا من الداخل حتى يتسق مع المعروضات. كما يضم المتحف مكتبة كبيرة تجمع مؤلفات الآثار والتاريخ والحضارة والديانات باللغات المختلفة.
لكن رغم أهمية هذا المتحف فإنه لم يكن هو المتحف الأول في مصر، فقد أقام محمد علي أول متحف في مصر عام 1835م بمنطقة الأزبكية (وسط القاهرة) ، وأشرف عليه الشيخ رفاعة الطهطاوي ، وقبل هذا التاريخ كانت القنصليات الأجنبية في مصر تقوم بإرسال الآثار المصرية إلى أوربا وازدهرت تجارة الآثار المصرية خلال القرن التاسع عشر، لكن رفاعة الطهطاوي نجح في إصدار قرار بمنع التهريب والاتجار في الآثار المصرية إلى الخارج ، ولكن بوفاة محمد علي باشا (1849م) عادت الأمور مرة أخرى إلى عهدها الأول، حتى إن دوق فرنسا "مكسميليان" عند زيارته للقاهرة شاهد مجموعة الآثار التي كانت جمعت وأعجب بها، فما كان من الخديوي عباس الأول ( والي مصر وقتها ) إلا أن أهداها إليه دون أن يبقي منها شيئا، وانتهى أمر أول متحف في مصر.
حتى جاء لمصر "أوجست مارييت" (1821-1881) الذي أرسله اللوفر لشراء مخطوطة قبطية من مصر، لكنه عشق مصر وأخذ يقوم باكتشافات أثرية هامة ، وأقنع المسئولين بإنشاء هيئة للآثار ومتحف، وبالفعل أنشئ المتحف عام 1863 إلا أنه تعرض لفيضان النيل وفقدت بعض مجموعاته التي اكتشفت في ذلك الوقت، حتى تم التفكير في إنشاء المتحف المصري بعد ذلك.
ومن هذا التاريخ يوضح أن هناك طرقا (شرعية) - حسب تعريفات الاتفاقيات الدولية- خرجت بها الآثار المصرية بخلاف الطرق غير الشرعية مثل السرقة أو التهريب ، والتي يمكن استردادها بجهود دبلوماسية وعن طريق القضاء الدولي.
ومن هذه الطرق الشرعية الإهداءات، بالإضافة إلى أن قوانين الآثار في مصر كانت تسمح للبعثة الأجنبية التي تساهم في كشف أثري بأخذ جزء من هذه المكتشفات تصل أحيانا إلى النصف !! حتى صدرت قوانين بمنع ذلك.

كشفت الاحتفالية التي أقامتها وزارة الثقافة المصرية بمناسبة مرور مائة عام على إنشاء المتحف المصري عن أهمية خاصة لهذا المتحف عالميا من ناحية، وأهمية تاريخية لنظرة المصريين إلى تراثهم وآثارهم من ناحية أخرى، وكذلك رؤية جديدة لهذا المتحف الذي يضم ثروة هائلة لا مثيل لها في العالم يدخل بها عصر زيارة المتاحف عن بعد!!
استمرت الاحتفالية 4 أيام من 9-12 ديسمبر 2002 ، كما تخلله مؤتمر عن فن إدارة المتاحف.


كانت المفاجأة التي انتظرها الجميع هي تلك الآثار التي عرضت لأول مرة للجمهور، حيث ضمت 250 قطعة من الآثار الفرعونية التي كانت موجودة بمخازن المتحف المصري ولا أحد يعلم عنها شيئا وبعضها بمخازن حفائر جامعة القاهرة، وأخرى استردت مؤخرا لمصر، مثل: تمثال الكاهن (مونتو) ومجموعة من الأقنعة الفرعونية، ومجموعة من التماثيل التي هربت من مصر إلى إيطاليا، وأربعين قطعة من آثار الملك توت عنخ آمون (1340 ق.م ) لم تعرض من قبل ، وتمثال فريد للكاتب المصري يختلف عن الموجودين بالمتحف المصري ومتحف اللوفر بباريس.

وقد دارت مناقشات الاحتفالية حول محورين رئيسيين:
الأول: مصير الآثار المخزنة وامتلاء المتحف المصري بمائة وستين ألف قطعة أثرية، بالإضافة إلى الآلاف الأخرى المخزنة في طابق تحت أرض المتحف غير معروضة لعدم وجود مكان لها.
والثاني: إذا كان يمكن استرداد قطع أثرية مصرية موجودة في دول العالم لأنها خرجت بطريق غير شرعي، فهل هناك طرق شرعية لخروج الآثار من موطنها لا يمكننا استردادها بعد ذلك؟!
وعن المحور الأول فقد دفع امتلاء المتاحف بالآثار المخزنة وامتلاء المتاحف وزارة الثقافة المصرية إلى التفكير في إنشاء متحف آخر لهذه الآثار بمنطقة الأهرامات بالإضافة إلى البدء في إنشاء عدة متاحف في المناطق السياحية مثل الغردقة وشرم الشيخ والعريش، وهي وجهة نظر تجعل الآثار في خدمة السياحة، وفي نفس الوقت تدفع الكثير من القطع الأثرية المخزنة لترى النور، وقد لاقت هذه الفكرة الكثير من التأييد والمعارضة في الوقت نفسه .
أما المحور الآخر وهو الخروج غير الشرعي للآثار والخروج الشرعي ،
فكان لهما وقفة لاتخاذ بعض الإجراءات و الاتفاقيات المقننة للحد من خروج الآثار من الدولة .

بالتأكيد هي معادلة صعبة أن تحقق أحدث أساليب العرض مع الاحتفاظ بالشكل التاريخي للمتحف، ولكن أصبح هذا الهدف هو أحد أهداف القرن التالي للمتحف المصري، فبعد أن بقي مائة عام يكتظ بآلاف القطع التي تضاف إليه، فخلال العامين القادمين ستجرى أعمال تطوير جديدة بمشاركة خبراء إيطاليين، لتضاف إليه مبان جديدة، مع تغيير نظام الإضاءة داخل المتحف تبعا لكل قطعة أثرية، وإضافة متحف للطفل وآخر للمكفوفين، وحل مشكلة تكدس الآثار من خلال توزيع بعضها على المتاحف التي أنشئت مؤخرا مثل مشروع المتحف المصري الجديد، ومتحف الحضارة بمنطقة الفسطاط بالقاهرة، والمتاحف التي أنشئت مؤخرا في مدن الغردقة وشرم الشيخ والعريش، بالإضافة إلى تحويل قاعات الطابق تحت الأرضي للمتحف بعد إخلائه إلى معرض ومدرسة للحضارة واللغة والتاريخ لدارسي الحضارة الفرعونية تبدأ الدراسة بها في يناير 2003 المقبل ومدة الدراسة بها ستة أشهر.
ويضاف إلى خدمات المتحف وتجهيزاته خدمة الدليل الإلكتروني ( المرشد الإلكتروني ) وهو كمبيوتر يدوي مخزن عليه معلومات تاريخية عن كل القطع الموجودة بالمتحف لتمكين الزائر من معرفة هذه المعلومات، مع إمكانية التعليق الصوتي المسموع، ويعد هذا أول استخدام لهذا النظام في العالم، كما يمكن الزائر من خلال الإنترنت التجول داخل المتحف عن بعد وهذا ما يؤكده مدير المتحف المصري "ممدوح الدماطي" .


قررت مصر تنظيم مسابقة معمارية دولية لتصميم المتحف المصري الجديد الذي سيقام على مساحة 117 فدانا (480 ألف متر مربع) بالقرب من أهرامات الجيزة وسيضم المتحف مجموعة كبيرة من الآثار الفرعونية الموجودة حاليا في المتحف المصري بوسط القاهرة إضافة إلى 3500 قطعة من الكنوز الثمينة الخاصة بالفرعون المصري توت عنخ آمون الذي عاش في القرن الرابع عشر قبل الميلاد .
يرعى المسابقة التي سيسمح للمعماريين من جميع أنحاء العالم بالاشتراك فيها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) والاتحاد الدولي للمعماريين . وتبلغ تكلفة إنشاء المتحف الجديد 350 مليون دولار تقريبا ويتوقع الانتهاء منه خلال خمس سنوات ومن المقرر أن يتكون المتحف الجديد من عدة متاحف تحكي مراحل تطور الحضارة المصرية عبر العصور !
.

الجمعة، أغسطس 30، 2013

مهرجان الاسكندرية السينمائي 29 من إسطورة عروسة البحر الى بنات بحري ، ونحو عالم أكثر حرية بملصق جديد

الناقد أمير أباظة رئيس مهرجان الاسكندرية السينمائي الجديد الدورة 29

مهرجان الاسكندرية السينمائي 29
من إسطورة عروسة البحر الى بنات بحري ورأس التين والانفوشي
نحو عالم أكثر حرية بملصق جديد ورئيس جديد وإدارة جديدة


أهدي الفنان السكندري الكبير عصمت داوستاشي مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط أحدث لوحاته التي انتهي من رسمها مؤخرا وتمثل الإسكندرية شابة في العشرين من عمرها وهي اللوحة التي قرر الناقد السينمائي الأمير أباظة رئيس المهرجان اختيارها كـ " بوستر " أي ملصق للدورة القادمة التي تقام خلال الفترة من 9 الى14 اكتوبر 2013 تحت رعاية وزراء الثقافة والسياحة والإعلام ومحافظةلإسكندرية. 

وقال داوستاشى إن الشعار يقدم مدينة الإسكندرية كفتاة شابة في العشرين من العمر وتجمع الملامح المصرية مع ملامح دول المتوسط وقد توجت رأسها بشرائط سينمائية. 

وعن فكرة الشعار يقول: لقد رأيت جميع البوسترات السابقة الخاصة بالمهرجان ووجدت أن معظمها يقدم صورة للبحر أو عروس البحر ولذلك خرجت بالإسكندرية من أجواء المتوسط وجعلتها عروس شابة جميلة وابتعدت عن الرموز التقليدية المباشرة التي كانت تقدم في السابق

ونري في " سينما إيزيس " أنه حسنا فعل بملصقه الجديد، للخروج بالاسكندرية من دائرة الاسطورة الى الواقع الحي اليقيني الملموس من عروسة البحر التي هي نصف إمراة نصف سمكة الى  بنات بحري اللواتي ابدع في رسمهمن الشقيقان أدهم وسيف وانلي.

الأربعاء، أغسطس 28، 2013

الطهطاوي نهاية حكم الاستبداد ؟ بقلم صلاح هاشم مصطفى



مختارات إيزيس



الطهطاوي.. نهاية حكم الاستبداد ؟


بقلم صلاح هاشم مصطفى

يمكن ان نعتبر أن مفكرنا المصري الكبير رفاعة رافع الطهطاوي رائد نهضة مصر الحديثة هو ثورة مصر التنويرية الفكرية التي قلبت الدنيا، وكانت نهاية لحكم الاستبداد،فلربما كان أهم ما أدركه الطهطاوي من رحلته أو بعثته في فرنسا ، هو أن الشعوب من حقها ان تخلع حكامها، وأن الشعب هو مصدر السلطات،ومن حقه ان يختار من يحكمه ومن حقه أيضا أن يثور على من يحكمه ويطالب بإسقاطه براحته ومزاجه، وقد استلهم الطهطاوي أفكاره هذه من أفكار فلاسفة التنوير في فرنسا وبخاصة من مونتسكيو مؤلف كتاب "روح الشرائع" فقد ترجم الطهطاوي الكتاب،وتعمق في فهم أفكار الثورة الفرنسية في كتابات جان جاك روسو وفولتير ، وكانت ثورة الشعب الفرنسي ضد شارل العاشر التي حضر وقائعها قد كشفت له أن من حق الشعب أن يخرج كما وقع يوم 30 يونيو في مصر ويقول للرئيس مرسي الذي انتخبه اتكل على الله يابابا، مش عايزينك ولاعايزين حكمك غور، من وشنا ، وكانت " ثورة " شعبية أو " انتفاضة " أو " تمرد " أو موجة ثورية - سمها ماشئت فلن نختلف معك على تسميات، موجة ثورية على مرسي وجماعته " الاخوان المسلمين " الفاشية الارهابية، ولولا تدخل الجيش لتنفيذ الارادة الشعبية،، واعتقال مرسي واقالة نظامه في 3 يوليو 2013 ، ماكان يمكن لمصر أن تكون "مقبرة للاخوان" ونهاية لحكم مرسي - من حفر حفرة لشعبه وقع فيها -  الطاغية المستبد
وأحب هنا في " مختارات إيزيس " أن أهدي قراء الموقع هذا المقال الجميل للشاعر المصري الكبير أحمد عبد المعطي حجاز يتحدث فيه عن رؤيته للطهطاوي " سارق النار والانجازات التي حققها ولعل أهمها أن من حق الأمة أن تخلع حكامها ..

-----

الطهطاوي كما يراه الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي

في ذكرى حافظ وشوقي‏4‏
الطهطاوي‏..‏ مترجم أم داعية؟
الدين لتربية الضمير‏..‏ والعقل لعمارة الدنيا
الطهطاوي غير كلامه ولم يغير موقفه‏!‏
من حق الأمة أن تخلع حكامها‏!‏ 

أحمد عبدالمعطي حجازي - مصر
أمس‏,‏ قلت ان الطهطاوي سرق لنا النار‏,‏ لكن الطهطاوي لم يكن أول سارق لها ولن يكون الأخير‏,‏ فالنار التي سرقها الطهطاوي هي النار التي سرقها بروميثيوس‏.‏ وبروميثيوس عند قدماء اليونان سيد نبيل عاش مع البشر الذين عاشوا في فجر التاريخ‏,‏ ورأهم يتعذبون في ظلمة الليل‏,‏ وصقيع الشتاء لأنهم لم يكونوا يعرفون النار التي كانت سرا من أسرار الآلهة‏,‏ وقد صعد بروميثيوس إلي زيوس رب الآرباب يسأله قبسا من النار فأبي‏.‏ وعندئذ عقد بروميثيوس العزم علي أن يسرقه‏,‏ فانتزع من الغابة عودا يابسا وعاد به إلي السماء يقربه من الشمس حتي اشتعل فهبط به إلي البشر الذين تمكنوا عندئذ من تدفئة مساكنهم‏,‏ وطهي طعامهم‏,‏ وصنع أسلحتهم‏,‏ وربما كانت هناك علاقة ما بين بروميثيوس وموسي الذي رأي النار في سيناء‏,‏ فذهب ليأتي منها بقبس يسير علي هداه‏.‏

النار التي سرقها بروميثيوس إذن واقتبسها موسي هي المعرفة‏,‏ وهي الحكمة‏,‏ وهي النور الذي نهتدي به في الظلمة‏,‏ ونتحرر من الخوف‏,‏ ونتقدم إلي الامام‏,‏ وننتصر علي البؤس والخرافة والطغيان‏.‏

ولقد اقتفي الطهطاوي أثر بروميثيوس فانتزع نفسه من ظلمات عصور الانحطاط التي رزحت تحتها مصر حتي أوائل القرن التاسع عشر‏,‏ وعبر البحر إلي مرسيليا‏,‏ ثم انطلق صاعدا إلي مدينة النور ليأتينا بقبس يوقظنا به من نوم الغفلة كما قال في الكلمة التي افتتح بها كتابه تخليص الإبريز في تلخيص باريز‏.‏

قبل الطهطاوي كيف كان المصريون يحكمون هم وسواهم من الشعوب العربية والاسلامية؟

لم يكن المصريون يعاملون باعتبارهم مواطنين‏,‏ ولم يكونوا يعاملون باعتبارهم اخوة لحكامهم في الدين‏,‏ وإنما كانوا يعاملون باعتبارهم مغلوبين‏,‏ لأن حكامهم لم يكونوا يصلون إلي السلطة إلا بالحرب التي تشنها دولة علي دولة أو جماعة علي أخري‏,‏ أوبمؤامرة يتمكن فيها المتآمر الطامع في السلطة من قتل الجالس علي تختها فيصبح من حقه أن يجلس مكانه‏,‏ هكذا صنع الأمويون مع الراشدين‏,‏ والعباسيون مع الأمويين‏,‏ والمماليك مع الأيوبيين‏,‏ والاتراك مع المماليك‏.‏ وهكذا قتلت شجرة الدر زوجها عز الدين أيبك‏,‏ ثم لقيت هي أيضا حتفها ضربا بالقباقيب ليخلفها نائب السلطنة قطز الذي استطاع ان ينتصر أولا علي بقايا الأيوبيين في بلاد الشام‏,‏ ثم انتصر علي التتار بفضل الظاهر بيبرس الذي كان يأمل في أن يعينه قطز نائبا له في حلب مكافأة علي حسن بلائه‏,‏ فلما خيب قطز أمله‏,‏ تآمر بيبرس مع مملوك له علي قتله‏,‏ وكان قطز قد خرج للصيد فانحني المملوك المتآمر علي يده كأنه يريد ان يقبلها حتي تمكن منها فلم يفلتها وعندئذ هوي بيبرس بسيفه علي عنق السلطان فقتله‏,‏ فأصبح له الحق في أن يحل محله سلطانا علي مصر والشام‏!‏

ومع ان الشوري مبدأ إسلامي راسخ من الناحية النظرية فالتاريخ الاسلامي حافل بالطغاة المستبدين‏,‏ واغتصاب السلطة لم يكن استثناء في الدول الاسلامية ـ ويظهر أنه مازال كذلك‏!‏ ولم يكن عملا مدانا‏,‏ بل كان أمرا مألوفا يجد من يبرره ويدعو الناس لقبوله‏.‏ وفيما يرويه ابن مالك القطان عن أحمد بن حنبل أنه قال من غلب بالسيف حتي صار خليفة وسمي أمير المؤمنين فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولايراه إماما عليه برا‏,‏ كان أو فاجرا فهو أمير المؤمنين‏!!‏ والأمثلة الشعبية التي تتحدث عن العجل المعبود‏,‏ وعن زوج الأم الذي يجب ان نقول له ياعم‏!‏ كثيرة مشهورة‏.‏

فماذا حمل لنا الطهطاوي من باريس؟ وماذا جد علينا بعد عودته إلينا؟

لقد حمل لنا ما لم نكن نعرفه أو نفكر فيه أو نحلم به من علوم العصر وقيمه ونظمه ومؤسساته ومبادئه‏,‏ الدولة الوطنية‏,‏ والنظم الديمقراطية‏,‏ والقوانين الوضعية‏,‏ والعلوم الطبيعية‏,‏ والفنون الجميلة‏,‏ وحقوق المرأة وحقوق الانسان‏,‏ وكنت في مقالة الأربعاء الماضي قد قدمت أمثلة مما قاله الطهطاوي وترجمه في هذه الموضوعات‏,‏ وأريد في هذه المقالة ان أستوضح موقف الطهطاوي من هذا الذي قاله وترجمه‏.‏
هل استطاع الطهطاوي ان يفهم هذه المبادئ وان يقتنع بها‏,‏ أم ان البيئة التي تربي فيها‏,‏ والثقافة التي تلقاها والتقاليد التي نشأ عليها حالت بينه وبين ذلك؟ هل كان مجرد مترجم متردد متحفظ‏,‏ أم كان داعية لهذه المبادئ يبشر بها ويكسب لها الأنصار ويعمل علي أن تتحول إلي واقع حي مشهود؟

سنلتمس الجواب أولا لدي الطهطاوي الذي يبدأ حديثه في تخليص الابريز عن النظم الديموقراطية الفرنسية قائلا ولنكشف الغطاء عن تدبير الفرنساوية ونستوفي غالب أحكامهم‏,‏ ليكون تدبيرهم العجيب عبرة لمن يعتبر‏.‏ ونحن نعرف أن العبرة في العربية بكسر العين هي العظة‏,‏ وهي الأصل الذي نرجع إليه‏,‏ والدرس الذي نتعلم منه ونستفيد‏.‏ ونعرف أن الاعتبار هو التدبر وقياس ما غاب علي ماظهر‏.‏ والطهطاوي يقصد اذن بهذه العبارة ان ننتفع بالمباديء التي ترجمها لنا في اقامة نظام سياسي جديد يكون أقرب للعدل وأوفي بتحقيق المصلحة‏.‏

والطهطاوي يرسم لنا صورة مفصلة لمؤسسات الدولة الفرنسية وسلطاتها التشريعية والتنفيذية مدركا أن المقصود من هذا النظام هو تقييد سلطة الملك واخضاع الحكومة لرقابة نواب الامة وممثليها وإلزام الجميع باحترام الدستور‏.‏ ولهذا يقول من ذلك يتضح لك أن ملك فرنسا ليس مطلق التصرف‏,‏ وأن السياسة الفرنساوية هي قانون مقيد بحيث ان الحاكم هو الملك‏,‏ بشرط ان يعمل بما هو مذكور في القوانين التي يرضي بها أهل الدواوين ـ أي مجلس العدول الذي يمثل الارستقراطية الملكية‏,‏ ومجلس النواب الذي يمثل الأمة‏.‏

لقد قفزت الثقافة العربية بهذه العبارات قفزة عبقرية عبرت بها عدة قرون‏,‏ فالمعني المقصود هنا يتجاوز الدستور إلي قضية أكبر وأهم هي جدارة العقل البشري وقدرته علي أن يكبح الشر ويعمر الدنيا ويجسد القيم الأخلاقية التي يبشر بها الوحي السماوي‏.‏ فالدين لتربية الضمير‏.‏ والعقل لوضع القوانين‏,‏ وسياسة المجتمع‏,‏ وتعديل النظم التي تتطور وتتغير مع الزمن‏.‏

وفي هذا يقول الطهطاوي وهو يتحدث عن الدستور فلنذكره لك وان كان غالب ما فيه ليس في كتاب الله تعالي ولا في سنة رسوله صلي الله عليه وسلم‏,‏ لتعرف كيف قد حكمت عقولهم بأن العدل والانصاف من أسباب تعمير الممالك وراحة العباد‏,‏ وكيف انقادت الحكام والرعايا لذلك حتي عمرت بلادهم وكثرت معارفهم وتراكم غناهم وارتاحت قلوبهم‏,‏ فلا نسمع من يشكو ظلما أبدا‏,‏ والعدل أساس العمران‏.‏

يقول ألبرت حوراني عن الطهطاوي في كتابه الفكر العربي في عصر النهضة هكذا ترك عصر التنوير الفرنسي أثرا دائما في تفكيره وفي التفكير المصري بواسطته‏,‏ نعم لم تكن بعض أفكار هذا العصر الرئيسية غريبة علي من تربي علي تراث الفكر السياسي الاسلامي‏,‏ لكن هناك أيضا افكارا جديدة يمكن تلمس أثرها في كتابات الطهطاوي‏,‏ كالقول بأن الشعب يمكنه‏,‏ بل يجب عليه‏,‏ ان يشترك في عملية الحكم‏,‏ وبأن من الواجب تهذيبه من أجل هذه الغاية‏,‏ وبأن الشرائع يجب ان تتغير بتغير الظروف‏,‏ وبأن ما كان منها صالحا في زمان أو مكان قد لايصلح لزمان أو مكان آخر‏,‏ هذا فضلا عن فكرة الأمة التي لعله استقاها من مونتسكيو الذي ألح علي اهمية الظروف الجغرافية في تكوين الشرائع‏,‏ مما يستلزم القول بحقيقة الجماعة المحدودة جغرافيا‏,‏ أي المجتمع الناشيء عن العيش في مكان واحد‏,‏ وبأن محبة الوطن أساس الفضائل السياسية‏.‏

وألبرت حوراني يضيف إلي ذلك قوله لم تكن هذه الأفكار بالنسبة للطهطاوي مجرد أفكار نظرية‏,‏ إذ بينما تعرف اليها نظريا أوحي اليه اختباره العملي في باريس بالوجه الذي يمكن لأمته‏,‏ ان تنتفع به منها ـ والمقصود بالامة هنا الامة المصرية ـ وقد ملأت فكرة مصر القديمة ذهنه فأضافت عنصرا مهما إلي تفكيره‏.‏

وبوسعنا ان نضيف إلي شهادة الاستاذ ألبرت حوراني شهادة الدكتورة نازك سابا يارد التي تقول عن الطهطاوي في كتابها الرحالون العرب وحضارة الغرب في النهضة العربية الحديثة تقول قبل ان يغادر رفاعة فرنسا اندلعت ثورة سنة‏1830‏ فخصها بفصل من تخليص الابريز مبينا أسبابها‏,‏ مبديا اعجابه بإباء الفرنسيين وحرصهم علي حريتهم‏,‏ وتوصلهم إلي اختيار ملكهم‏,‏ فيحس القاريء بأن الطهطاوي سلم بحق الشعب في اختيار ممثليه‏,‏ ومحاسبتهم علي أعمالهم‏,‏ والثورة عليهم اذا أهملوا واجباتهم أو نقضوا القوانين‏.‏ إلا ان هذا الموقف تغير في مناهج الألباب ولعل الحكم الأوتوقراطي في مصر‏,‏ وما أصاب الطهطاوي حين نفاه عباس‏,‏ هو الذي جعله يخفف من غلواء حماسته‏,‏ فعندما عرض لموقف الشعب من الحاكم الذي يرفض أن يتقيد بالقوانين صرح بأن عليهم الطاعة الكاملة له لقوله تعالي‏:‏ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم وان بدر من ولي الامر مايسيء إلي الرعية صبروا إلي ان يفتح الله لهم باب هدايته للخير‏.‏

وقبل أن أعلق علي ما ذكرته الكاتبة حول موقف الطهطاوي الذي تغير بعد نفيه للسودان‏,‏ أريد أن أصحح خطأ وقع سهوا في مقالة الأربعاء الماضي فقد ذكرت أن الفرنسيين ثاروا علي الملك لويس فيليب‏,‏ والصواب أنهم ثاروا علي شارل العاشر عندما خرج علي الدستور‏,‏ وأرغموه علي أن يتنازل عن العرش ليحل محله لويس فيليب‏.‏

أما ان يكون الطهطاوي قد غير موقفه المؤيد لحقوق الشعب بعد نفيه للسودان فمسألة فيها نظر‏,‏ لأن الطهطاوي غير كلامه بالفعل‏,‏ فهل يكون هذا دليلا قاطعا علي أنه غير موقفه؟

ومن المؤكد أن كتاب الطهطاوي تخليص الابريز الذي تحدث فيه عن الديموقراطية الفرنسية وأيد حق الشعب في الثورة علي الحاكم المستبد قرئ علي نطاق واسع‏,‏ ولقي من النخبة المصرية والعربية وحتي التركية ترحيبا حارا‏,‏ ولهذا طبع مرتين في حياة الطهطاوي‏,‏ فمن المفهوم ان يسبب لمؤلفه المتاعب حين تتغير الظروف السياسية وتضطر مصر للتراجع أمام السلطان العثماني وحلفائه الانجليز والروس‏,‏ ويرحل محمد علي وابنه ابراهيم‏,‏ ويتولي الحكم عباس الأول وكان حاكما جاهلا شبه أمي قرر ان يعيد البلاد إلي أحضان العثمانيين فهدم ما صنعه جده في النصف الأول من القرن التاسع عشر‏,‏ أغلق المدارس والمصانع‏,‏ وأبعد المصريين‏,‏ ونفي الطهطاوي للسودان‏,‏ فمما يمكن فهمه ان يسعي الطهطاوي لاستعادة ثقة السلطة الحاكمة فيه بعد ان عاد إلي وطنه في عهد سعيد الذي خلف عباسا في الحكم‏,‏ وإلا فماذا كان بوسع هذا المثقف المجرد من كل سلاح إلا قلمه ان يصنع في مواجهة سلطة غاشمة قادرة علي ان تطوح به خارج وطنه في أي لحظة؟

نعم‏,‏ خفف من حماسته للديمقراطية في مناهج الألباب ونصح الشعب بأن يطيع أولي الأمر وأن يقاوم ظلمهم بالصبر‏,‏ لكن هذه الأقاويل ليست دليلا قاطعا علي أنه غير موقفه من الديموقراطية‏,‏ فقد تحدث في هذا الكتاب ذاته عن الرأي العام‏,‏ وسلطته المعنوية‏,‏ ثم عاد إلي الديموقراطية‏,‏ في كتابه الأخير المرشد الأمين الذي صدر قبل وفاته بشهور قليلة‏,‏ فتحدث باستفاضة عن الحريات العامة بادئا بحرية ابداء الآراء والترخيص في تأليف الكتب‏,‏ ثم تحدث عن الحرية الطبيعية‏,‏ والحرية الدينية‏,‏ والحرية السياسية‏,‏ ثم تحدث عن مساواة المواطنين جميعا أمام القانون‏,‏ وختم بالحديث عن الأحكام التي لابد أن تستند إلي العقل قبل ان تستند إلي القانون‏.‏

ايمان الطهطاوي الذي لم يتزعزع بالعقل‏,‏ والحريات العامة‏,‏ والمساواة‏,‏ وحق المرأة في العلم‏,‏ وحقها في العمل دليل علي أن موقفه من الديموقراطية لم يتغير‏,‏ وان كان كلامه قد تغير في مناهج الألباب‏.‏

ويكفي أن نقارن بين موقفه من المرأة وموقف الثقافة السائدة منها لندرك أن موقف الطهطاوي من حقوق الشعب لم يتغير‏,‏ لأنه جزء من موقف شامل مبني علي الإيمان بحق الإنسان في الحرية والمعرفة والعدل والكرامة‏.‏

لقد نشأ الطهطاوي في مجتمع يعتبر المرأة ناقصة عقل ودين‏,‏ ويعزلها‏,‏ ويمنعها من الخروج لأن خروجها يعرضها للسقوط ويجلب لأهلها العار‏.‏

وقد رفض الطهطاوي هذا الموقف المتخلف الذي وقفته كل الثقافات القديمة من المرأة رفضا صريحا‏,‏ واعتبر المرأة مساوية للرجل وشريكة له‏,‏ لأن المرأة إنسان كما أن الرجل إنسان‏,‏ والبشر جميعا سواسية‏,‏ لا فرق بين الرجال والنساء‏,‏ ولا بين البيض والسود‏,‏ ولا بين ثقافة وثقافة‏,‏ أو بين عقيدة وعقيدة‏.‏

هذه الآراء التي جهر بها الطهطاوي في كل مؤلفاته تكذب الذين زعموا أنه لم يضف جديدا لمن سبقوه‏,‏ وتقطع بأن إيمانه بالديمقراطية لم يتزعزع‏.‏

ثم ان الديمقراطية كانت تكسب كل يوم أنصارا ومؤيدين‏,‏ وكان العمل في سبيل الدستور والبرلمان يزداد حيوية واتساعا‏,‏ وهذا من شأنه ان يبعث الطمأنينة في قلب الطهطاوي ويشعره بالرضا عن نفسه‏,‏ ويقوي ايمانه بالمبادئ‏,‏ التي بشر بها ودعا إليها‏.‏

كتاب الطهطاوي تخليص الا بريز يترجم إلي اللغة التركية‏,‏ ويستشهد به الوزير التونسي خير الدين في كتابه أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك وفي عام‏1860‏ تتألف في تونس لجنة تتولي وضع دستور للبلاد‏,‏ وبعد ذلك بست سنوات تجري الانتخابات لاول مرة في مصر وينعقد مجلس شوري النواب‏,‏ وتتردد علي ألسنة أعضائه عبارات منقولة بنصها من كلام الطهطاوي عن مصر فقد جاء في ردهم علي كلمة الخديو إسماعيل في افتتاح المجلس إن ما قطفناه من زواهر الأخبار التاريخية وعرفناه من سوالف آثار الديار المصرية أنها كانت في الأعصار الخالية رافلة في حلل المفاخر الحالية‏,‏ وأن بقية الأقطار كانت تستمد من نبل معارفها الوافر‏,‏ معترفة بأنها مغترفة في الأصل من نيل عوارضها الزاخر‏,‏ لكن لتداول أبدي من لم يحسن تدبير ملكها في الملوك السالفين‏,‏ تناوبتها نوائب الزمن‏,‏ وتناولها أيدي المحن‏.‏ يريدون أن يقولوا لإسماعيل إن مصر في أحسن حال مادام الحاكم عادلا مستنيرا‏,‏ فإذا فسد الحكم فسدت البلاد‏!‏

وتبدأ الصحف الوطنية في الصدور‏.‏ وتتبني أفكار الطهطاوي وكلماته وعباراته‏,‏ فهي ترفع شعار مصر للمصريين‏,‏ وتتحدث عن حق الأمة في اختيار الحاكم‏,‏ وخلعه كما فعلت صحيفة الوطن التي نشرت يوم‏19‏ أبريل سنة‏1879‏ مقالة يقول فيها صاحبها ميخائيل عبدالسيد إن الأمة إذا اتفقت كلمتها علي خلع ملك أو سلطان فلابد من تنفيذ إرادتها وإجابة رغبتها وهو من كلام الطهطاوي في تخليص الإبريز‏.‏

وفي عام‏1876‏ يتم الاعلان عن أول دستور عثماني‏,‏ وفي العام التالي تجري أول انتخابات عامة في تركيا‏,‏ وفي مصر يتحول مجلس شوري النواب إلي برلمان حقيقي يحاسب الحكومة ويعترض علي انفراد الخديو اسماعيل بالسلطة‏,‏ وحين يتولي ابنه توفيق حكم البلاد من بعده ويتأخر في دعوة البرلمان للانعقاد يقدم له المصريون عريضة عليها ألف وستمائة توقيع يطالبون فيها باعادة الحياة النيابية‏,‏ وتصبح الديمقراطية قضية المثقفين المصريين والمتمصرين أمثال‏,‏ محمد عبده‏,‏ وحسين المرصفي‏,‏ ومحمود سامي الباروي‏,‏ وعبدالله النديم‏,‏ وأديب اسحق‏,‏ وعبدالرحمن الكواكبي‏.‏ ويتبني العرابيون الدعوة للديموقراطية‏,‏ ويجعلونها في رأس مطالبهم التي قدموها للخديو يوم خرجوا ليواجهوه في ميدان عابدين‏.‏
يقول أناس انني ثرت خالعا
وتلك هنات لم تكن من خلائقي
وهل دعوة الشوري علي غضاضة
وفيها لمن يبغي الهدي كل فارق
وكيف يكون المرء حرا مهذبا
ويرضي بما يأتي به كل فاسق؟‏!‏
فان نافق الأقوام في الدين غدرة
فاني بحمد الله غير منافق‏!‏
هكذا وقف البارودي يدافع عن الديموقراطية برغم هزيمة العرابيين الذين كان البارودي رئيسا لحكومتهم‏.‏ لكن هزيمة العرابيين لم تقض علي الحركة الديمقراطية التي ارتبطت بالحركة الوطنية في ثورة‏1919.‏ هذه الثورة المجيدة التي توحدت فيها مصر كلها وتطهرت وانصهرت واستعادت فضائلها واكتشفت نفسها من جديد‏.‏ والفضل الأول للطهطاوي أول من تحدث باللغة العربية عن الوطن‏,‏ والدستور‏,‏ وحقوق المرأة‏,‏ وحقوق الانسان‏.
عن جريدة الأهرام




الثلاثاء، أغسطس 27، 2013

لعدم التعارض مع قرار حظر التجوال تأجيل مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي لمدة شهر


أخبار السينما
عاجل




لعدم التعارض مع قرار حظر التجوال
 تأجيل مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي لمدة شهر




أعلن الناقد أمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية لسينما دول حوض البحر المتوسط، عن تأجيل موعد إقامة دورته الجديدة لمدة شهر لتفادي مشكلات القرار الحكومي بحظر التجوال، الذي يشمل مدينة الإسكندرية حيث يقام المهرجان.
وقال المهرجان، في بيان له، صدر اليوم الثلاثاء، إن «الدورة التاسعة والعشرين التي كان من المقرر لها أن تعقد في منتصف شهر سبتمبر المقبل تقرر تأجيلها إلى منتصف شهر أكتوبر القادم».
وأوضح البيان، أن المهرجان يفتتح فعاليات دورته الجديدة في التاسع من أكتوبر، ويقام حفل الختام وتوزيع الجوائز في الرابع عشر من الشهر ذاته، بالتزامن مع احتفالات مصر بالعيد الأربعين لانتصارات حرب العبور وتحرير سيناء التي يقيم المهرجان احتفالية خاصة بها، يعرض فيها مجموعة من الأفلام الروائية والتسجيلية.
وأشار المهرجان في البيان، إلى أن قرار تأجيل الموعد جاء بعد لقاء إدارة المهرجان مع اللواء طارق المهدي، محافظ الإسكندرية، الذي تم خلاله الاتفاق على تعديل الموعد ليتزامن مع الاحتفالات القومية بحرب تحرير سيناء، إضافة إلى تجنب التعارض مع استمرار قرار حظر التجوال الذي ينتهي في 24 سبتمبر المقبل.

مهرجان القاهرة السينمائي الى أين ؟



مختارات سينما إيزيس




مهرجان القاهرة السينمائي الى أين ؟






بين مؤيد ومعارض انقسم الوسط السينمائى المصرى حول قرار تأجيل الدورة 36 لمهرجان القاهرة، حيث يرى المعارضون للقرار أنه رسالة سلبية لمصر أمام العالم خاصة أنه تم تأجيله العام قبل الماضى لظروف أمنية، بينما يرى المؤيدون أنه فرصة لأعادة ترتيب المهرجان من الداخل وإعادة تأهيله للقدرة على منافسة مهرجانات العالم. فى هذا التحقيق تكشف «الشروق» وجهات النظر المختلفة والمتنازعة حتى داخل مجلس إدارة المهرجان بتشكيله الجديد، وتبحث عن المصير الغامض للمهرجان الأكبر فى مصر.
بداية يقول المخرج أحمد عبدالله، عضو مجلس إدارة المهرجان، إن قرار التأجيل جاء نتيجة حرص الادارة الجديدة فى إقامة مهرجان قادر على المنافسة مع مهرجانات المنطقة والعالم. فحتى نستطيع الحصول على أفلام كبيرة تعرض بالمهرجان عرض أول مثل مهرجانات ابو ظبى، ومراكش، ودبى، يجب أن يكون المهرجان أولا جاذبا لصناع السينما العالميين، حتى يشاركوا بأفلامهم فى المسابقات المختلفة.
ويرى عبدالله أنه لم يعد يخفى على أحد أن صناع السينما العالميين لا يضعون مهرجان القاهرة فى تفكيرهم ولا يشغلهم أن تعرض أفلامهم فى مسابقته الرسمية من عدمه، وهذا حدث لأن الدورات الاخيرة من عمر القاهرة السينمائى أساءت لهذا المهرجان الكبير، وجعلته أبعد ما يكون عن المنافسة حتى على مستوى العالم العربى.
وأشار عبدالله الى أن مجلس الادارة بدأ فى بناء هيكل جديد محترم للمهرجان، ومن المقرر أن يتم تسويقه فى المهرجانات الكبيرة حتى يفهم المجتمع السينمائى الدولى أن مهرجان القاهرة سيبدأ بداية جديدة مع صناع السينما حول العالم، وهذا الامر مرتبط بالشأن الدولى.
أما الشأن المحلى فالمهرجان فرط فى جمهوره وكذلك فى من يهوى هذه الصناعة، ولفت عبدالله إلى أن مهرجان القاهرة كان الوسيلة الأبرز لتعليم أبناء جيله السينما وارتباطه بالصناعة، لكن فى السنوات الأخيرة لم يعد هناك اهتمام كافٍ من جانب المهرجان حتى بالجمهور والسينمائيين الذين بدونهما لا يستطيع الحياة والاستمرار. ويرى عبدالله أن الجمهور المصرى لم يعد يحضر المهرجان لأنه لا يجد فى مسابقاته المختلفة أفلاما مهمة ومحترمة ليهتم بمشاهدتها.
وكشف عبدالله أن مجلس الادارة يشعر بغصة لتأجيل المهرجان هذا العام وعدم اقامة فعالية ثقافية فى موعدها، لذلك تفكر ادارة المهرجان فى اقامة فعالية سينمائية فى نفس تاريخ المهرجان، كنوع من التعويض عن الغاء المهرجان هذا العام، وكذلك حتى يعتاد الجمهور على ان المهرجان سيكون له فعاليات طوال العام وليس اسبوع اقامته فقط.
من جانبها قالت سهير عبدالقادر، نائب رئيس المهرجان السابق، إنها تعتبر ان المهرجان تم الغاؤه وليس تأجيله، مؤكده أن هذا الاجراء يضر بصورة مصر أمام العالم، خاصة أنها رسالة سلبية عن مصر فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد.
وأوضحت عبدالقادر أن السائحين فى الغردقة وشرم الشيخ يوجهون رسائل للعالم بأن مصر آمنة، ونحن نخرج على العالم ونلغى مهرجان القاهرة مبررين هذا الاجراء بأن الظروف الامنية لا تسمح باقامته، رغم ان الأمن لم تعترض على اقامة هذه الدورة فى موعدها.
ورأت عبدالقادر أن مجلس ادارة المهرجان لجأ الى اتخاذ هذا القرار السلبى لأنه غير قادر على تنفيذ المهرجان فى هذه المدة، رغم أنها ليست بالقصيرة، مشيرة الى أنها اسند اليها المهرجان العام الماضى ونفذته فى مدة زمنية أقل من 80 يوما، وفى ظروف أمنية أسوأ حيث كان ميدان التحرير مشتعلا بسبب أحداث الاتحادية التى سبقت الاستفتاء على دستور 2012 المعطل، لكن هذا فى النهاية يتوقف على إرادة القائمين على العمل. وتساءلت عبدالقادر لماذا وافق الناقد سمير فريد على قبول مهمة رئاسة المهرجان فى حين أنه يعلم أنه لن يستطيع تنفيذه فى موعده؟
ورغم تأكيد عبدالقادر أنها لا تعترض على سمير فريد مؤكدة أنه ناقد كبير ومحترم، الا أنها بررت عدم الاستمرار فى منصبها بأنهما لن يستطيعا اخراج عمل ناجح معا، مؤكدة فى الوقت نفسه أن فريد يرى المهرجان فاشلا لذلك لم يكتب عنه كلمة جيدة طوال السنوات الاخيرة.
«التأجيل كان قرارا لابد منه، لأننا اذا لم نكن جاهزون للمنافسه فالأفضل والأرشد أن يتم التأجيل على أن نستعد جيدا للمواجهه فى العام القادم»، هكذا علق الناقد يوسف شريف رزق الله على قرار التأجيل، وأكد أنه رغم أن الوقت يكفى لتنفيذ المهرجان إداريا، الا أنه يصعب اختيار أفلام جيدة تليق بمكانة مهرجان القاهره دوليا، وهذا الأمر لم يعد منتظرا من مهرجان القاهره بعد تشكيله الجديد.
ورحب رزق الله بقرار مجلس الادارة السماح لجهات سينمائية بالمشاركة فى تنفيذ المهرجان، وقال إنه توزيع جيد للمسئولية لكنه سيزيد العبء على رئيس المهرجان خاصة فى مرحلة التنسيق واختيار الأفلام حتى لا يحدث تضارب بين الجهات التى تشارك فى تنظيم المهرجان والمهرجان نفسه الذى يختار افلام مسابقاته.
منيب الشافعى، رئيس غرفة صناعة السينما وعضو مجلس ادارة المهرجان، قال إنه يؤيد بشدة قرار تأجيل المهرجان، كاشفا أنه يطالب بهذا الأمر منذ اسبوعين على الاقل، خاصة فى ظل الظروف الأمنية الصعبة التى تمر بها البلاد حاليا.
وقال الشافعى إن التأجيل قرار صائب لكن فى كل الأحوال يجب استئذان الاتحاد الدولى للمنتجين واعلامهم بسبب التأجيل، وكذلك الموعد الجديد للمهرجان، حيث ان الاتحاد يصنع جدول للمهرجانات المصنفه فى الفئة الاولى تقام على مدار العام.
وأوضح الشافعى أنه لم يكن موافقا من البدايه على قرار تغيير رئيس مهرجان القاهرة، وإن كان يتمنى أن يتولى هذا المنصب الفنان حسين فهمى، واذا رفض فهمى فكان من الأولى الابقاء على عزت ابوعوف رئيسا لمهرجان القاهرة.
كما كشف كذلك أنه لا يوافق على وجوده فى مجلس ادارة المهرجان، ويرفض حضور جلساته أو المشاركة فى اتخاذ القرارات لأنه يرفض المبدأ من الأساس، ويفكر فى الانسحاب منه واسناد المهمة إلى زميل آخر بغرفة صناعة السينما.
وكان سمير فريد، رئيس المهرجان، قد قلل من أهمية المخاوف بشأن سحب الصفة الدولية من مهرجان القاهرة جراء تأجيله للمرة الثانية، وقال إن الاتحاد الدولى للمنتجين ليس له أى علاقة بتحديد موعد المهرجان وتأجيله، ولا يحق له الاعتراض على اختيار مواعيد المهرجانات. وقال إن الاتحاد الدولى لا يتدخل الا فى حالة حدوث فضائح من المهرجانات، لكنه أبدا لا يتدخل فى اختيار المواعيد او وضع اللوائح التى تنظم المهرجانات، مشيرا إلى أن هذا الاتحاد اعترف بمهرجان القاهرة ووضعه فى التصنيف الأول، لأن مصر بها صناعة سينما كبيرة، وليس لأى أسباب أخرى

عن جريدة " الشروق " المصرية بتاريخ 27 اغسطس 2013.

مبروك لمحمد ناجي جائزة التفوق بقلم صلاح هاشم مصطفى


محمد ناجي يرد على مكالمات التهنئة من مصر وأنحاء العالم
 
مبروك لمحمد ناجي جائزة التفوق
ومبروك لمصر ولنا


بقلم
صلاح هاشم مصطفى




مبروك لصديقي محمد ناجي الروائي الشاعر الكبير صاحب "خافية قمر" و " مقامات عربية " و " الأفندي " و مجموعة الروايات المصرية العميقة التي تؤرخ لمصر وتؤسس بمخيلتها الفذة لمصر أيضا من جديد،  وهى تشيد لنا عوالم صوفية سحرية ،،
 مبروك حصوله على جائزة التفوق، ومبروك لنا جميعا من شلة آداب القاهرة في فترة الستينيات العظيمة التي شكلتنا، وخبزناها ، وخبرناها ، وعشناها حتى النخاع ،،
 مبروك أيضا للاصدقاء أسامة الغزولي، وعبد العظيم الورداني، وسامي الرزاز، ومحمد الفيل، وأهداف سويف، واحمد حسّان، وابراهيم رفعت، وسيد عواد، ومحمد الشربيني، ونبيل قاسم ، وزين العابدين فؤاد، و نجيب شهاب الدين، وغيرهم،،
 فقد كان لكل واحد منهم عشرات الاصدقاء والمحبين، وجميعهم يستحقون جائزة التفوق والريادة ومحمد ناجي نالها فقط عنهم ، وبإسمهم
 وبإسم كل تلك الايام العظيمة في بر مصر العامرة بالخلق والناس الطيبين التي صنعتنا..





محمد ناجي يتلقى العلاج في باريس حاليا 
 


الأربعاء، أغسطس 07، 2013

سمير فريد رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدورة 36


سمير فريد رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي

أصدر، الثلاثاء، الدكتور صابر عرب، وزير الثقافة، قرارا بتعيين الناقد السينمائى سمير فريد، رئيسا لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى لدورته السادسة والثلاثين.
نص القرار على أن لرئيس المهرجان أن يختار معاونيه ومساعديه لإنجاح هذه الدورة، وأنه على الجهات المختصة تنفيذ هذا القرار، ويلغى كل ما يخالف ذلك من قرارات أخرى.
وفى أول تصريح له قال سمير فريد إنه يحترم ويقدر الناقد السينمائى أمير العمرى الذى تولى رئاسة المهرجان فى أول يوليو الماضى، وكذلك من اختارهم للعمل فى المهرجان، ويثق تماماً فى قدرتهم المهنية ونزاهتهم الأخلاقية، وسيدرس ما قاموا به خلال هذه الفترة الوجيزة.
وقال سمير فريد إن الخطوة الأولى التى سيقوم بها بعد إجازة عيد الفطر مباشرة هى تشكيل مجلس إدارة المهرجان، لاتخاذ جميع القرارات، وإصدار قرار من وزير الثقافة بتشكيل المجلس، وذلك فى إطار خطة شاملة لتحويل المهرجان إلى مؤسسة من مؤسسات الوزارة يقدمها إلى الوزير. ومن المعروف أن الموعد المقرر للدورة الـ36 من 19 إلى 26 نوفمبر هذا العام.
كان سمير فريد مديراً لمهرجان القاهرة، عام 1985، فى أول دورة نظمتها وزارة الثقافة بواسطة اللجنة العليا للمهرجانات، برئاسة الكاتب الكبير الراحل سعد الدين وهبة، وهى الدورة التى أعادت اعتراف الاتحاد الدولى للمنتجين بالمهرجان، بعد أن سحب هذا الاعتراف، بعد الدورة الثالثة عام 1978، وكان المهرجان قد عقد دورته الأولى عام 1976، وبسبب أخطاء مهنية سحب منه الاعتراف الدولى، ومنع من إقامة مسابقة ومنح جوائز، وظل فى تراجع حتى توقف تماماً، وقررت وزارة الثقافة إقامته عام 1985.