الثلاثاء، نوفمبر 11، 2014

القاهرة السينمائي 36 : المجد للسينما و " الروح المحبة " في شرنقة الوجود بقلم صلاح هاشم

 
 المجد للسينما والروح المحبة في شرنقة الوجود
بقلم

صلاح هاشم

لقطات من حفل الافتتاح وتدشين معرض بركات بعدسة صلاح هاشم


الاستاذ احمد الحضري اقصى اليسار افتتح معرض بركات في الدورة 36





القاهرة السينمائي 36 لايحتفي فقط بثقافة الصورة
 بل يحتفي ايضا بثقافة الكلمة والحرف

المجد للسينما و" الروح المحبة " في شرنقة الوجود




ربما يكون أجمل مافي مهرجان القاهرة السينمائي 36 لهذا العام، ودعك من حفل الافتتاح، الذي تألق في سماء " محكي القلعة "، مثل كوكب منير،على حد تعبير أختي التي تعيش في مصر، والتي شاهدت حفل الافتتاح في التلفزيون
 هو تلك الروح من المحبة الخالصة التي تخيم على أجوائه. وكأنما المهرجان كله قد تكرس بأكمله، ليكون بمثابة " تحية " لتلك الروح ، التي تقربنا اكثر بأعمالها السينمائية العظيمة،  تقربنا أكثر من انسانيتنا، وكل ماعدا ذلك فهو هراء.

أجل البشر يذهبون ، لكن تبقي الصورة " خالدة" ، كما ذكر المخرج الكبير خيري بشارة في كلمته في حفل الافتتاح . والبشر يذهبون، لكن يقينا تبقى تلك المحاولة الانسانية " الجبارة " لإنعاشها من جديد ، وضخها بروح الحياة ، من "خلود " السينما وسحرها..
 
ويكفي المهرجان ولحد الآن من هذه الناحية ،أنه جعلني التقي بعد سنوات طويلة من الفراق و الغياب بعشرات من الزملاء النقاد والاصدقاء القدامي من مصر والكويت وعمان و تونس ولبنان والعراق والمغرب - عشرة السنين - وكنا افتقدنا كما هو الحال مع بعضهم طلتهم ،عبر مسيرتنا الكبيرة على درب عشق السينما، والفرح بحب الحياة واستمرارية الوجود


ولعل أجمل مافي مهرجان القاهرة السينمائي 36 هذا العام ، اضافة الى الافلام الجديدة القادمة من أنحاء العالم لتفرد لنا "صورة " لعصرنا، وتناقضت مجتمعاتنا الانسانية ، وداعش التخلف التي تفرد لنا سكينها الدموي الكبير على الابواب وتهددنا

 هذا العدد الكبير من الكتب والاصدارات المهمة ( أكثر من 15 اصدارا ! ) التي توثق للسينما المصرية العظيمة التي صنعتنا، والتي كانت سباقة ورائدة ،وتحكي هذه الكتب عن عدد هائل من الممثلين والمخرجين والكومبارس والفنيين الذين شيدوا صرح مجدها، وتفانوا في عطاءاتهم الفنية لها بلا حدود، وباخلاص وحب

 مثل المخرج الكبير هنري بركات صاحب " دعاء الكروان " و " الحرام " و " في بيتنا رجل " و أمير الانتقام " و " أيامنا الحلوة " وغيرها من روائع السينما " العالمية " 

فتحافظ هذه الكتب للاجيال القادمةعلى ذاكرتنا من الاندثار والضياع والنسيان. لأن آفة حارتنا -كما كان نجيب محفوظ يحب أن يردد - هي النسيان .

 هذا " الهم البحثي التوثيقي" والاحتفاء ايضا بثقافة الكلمة والحرف والخط، هو أحد الاضافات المهمة التي تحسب للمهرجان برئاسة سمير فريد في دورته 36 الحالية

 ويكفي ان هذه الكتب بتوقيع أسماء سينمائية كبيرة ، يعرف الجميع قدرها ،وبعضهم قامات سينمائية مصرية رفيعة: مثل الاستاذ مدير التصوير الفنان د. سعيد الشيمي ويصدر له كتاب في المهرجان بعنوان "الكتابة بالضوء "..سحر السينما الخفي

ويبدو انه مكتوب على المهرجان أن ينهض بعد مرور 35 سنة من تأسيسه ليصبح المهرجان" الحقيقي " الذي كنا نريده ونتمناه ..المهرجان الذي يوظف السينما في خدمة التأمل والتفكير، وليس الاثراء والتربح من اموال الشعب، في بلد موبوء باهدار الكفاءات والتعتيم عليها وتهميشها ،ووضعها جنب الحيط. خسارة !

ومرحبا في المهرجان بكل النقاد من القدامي والمحدثين أحبابنا: نور الدين صايل وخالد الخضري ومصطفى المسناوي من المغرب،وعماد النويري من الكويت، وعبد الرحمن النجدي من السودان   عبد الكريم قابوس وخميس خياطي من تونس،وابراهيم العريس ومحمد رضا وهوفيك حبشيان ونديم جرجورة من لبنان، وبشارابراهيم من فلسطين، وناجح حسن من الاردن، وزياد الخزاعي وفيصل عبد الله من العراق

 وأهلا بمهرجان القاهرة السينمائي 36  على سكة السينما والتنوير .

صلاح هاشم







ليست هناك تعليقات: