الخميس، مارس 31، 2016

رحلة نوارة من الحلم الى الكابوس بقلم حسام حافظ في مختارات سينما إيزيس

مختارات سينما إيزيس
تنشر سينما إيزيس التي تعني بفكر السينما المعاصرة في مختاراتها مايعجبنا ويستوقفنا من مقالات ودراسات وصور في جميع مناحي المعرفة ويكون قد سبق نشرها مع الإشارة الى المصدر

رحلة "نوارة" من الحلم إلي الكابوس
رحلة نوارة من الحلم الى الكابوس
بقلم

حسام حافظ


حصل فيلم "نوارة" للمخرجة المصرية هالة خليل علي شهرة يستحقها قبل ان يشاهده الجمهور في دور العرض عندما فازت بطلته منة شلبي بجائزة أحسن ممثلة من مهرجان دبي في ديسمبر الماضي .. ثم حصل علي تكريم آخر عندما اختاره مهرجان الاقصر للسينما الافريقية ليكون فيلم الافتتاح .. وتكريم ثالث عندما اختاره مهرجان قرطاج بتونس ليمثل مصر في المسابقة الرسمية.
والحق ان فيلم "نوارة" للمخرجة هالة خليل يستحق المزيد من التكريم كواحد من الافلام التي تدور أحداثها علي خلفية ثورة يناير. لقد شاهدنا من قبل أفلاماً مهمة مثل: "بعد الموقعة" ليسري نصر الله و"فرش وغطا" لأحمد عبدالله السيد و"الشتا اللي فات" لإبراهيم البطوط و"خارج الخدمة" لمحمود كامل .. ولكن هالة خليل تختلف تجربتها فهي المؤلفة والمخرجة والمهمومة بمشاكل المرأة ، استطاعت ان تصنع من شخصية "نوارة" بقعة من الضوء الكاشف لمساحة "منسية" من الواقع الذي عشناه بعد يناير 2011 .


 المخرجة المصرية هالة خليل

وأول مزايا هالة خليل هي "فضيلة الاختيار" فقد اختارت الخادمة الفقيرة "نوارة" منة شلبي لكي تحكي قصتها.. وهي عندها مشاكل كثيرة لكن المخرجة اختارت ان تكون "مكتوب كتابها" علي الشاب الاسمر علي "أمير صلاح الدين" منذ 5 سنوات بدون زواج لعدم وجود شقة صغيرة تجمعهما وتعيش "نوارة" مع جدتها "رجاء حسين" في منطقة فقيرة ، وتختار هالة مشكلة نقص المياه فقط كنموذج لمعاناة تلك المناطق وهذه تكف .
وعندما تقوم الثورة تبحث المخرجة عما يهم هؤلاء الغلابة وتركز علي مشكلة إعادة الأموال المنهوبة والتي تم تهريبها لبنوك الخارج .. وهي فكرة طبيعية جاءت من حاجة هؤلاء الفقراء إلي المال واختارت هالة أسرة اسامة بيه "محمود حميدة" الوزير السابق لكي تعمل عندهم نوارة وهم يعيشون داخل "كامبوند" فاخر.. يمثل المستفيدين من عصر مبارك وليس بالضرورة أن يكون فاسدا وهكذا.
تعمدت المخرجة ان تكون مخلصة لابطالها أكثر من اخلاصها لموقفها السياسي .. صحيح ان الفيلم أراد إظهار التناقض الصارخ بين مستوي معيشة أسرة أسامة بيه وأسرة نوارة .. لكن المخرجة لم تقع في فخ ان الاغنياء اشرار والفقراء طيبون ، بل ان المشاهد يتعاطف مع أسرة اسامة بيه وهي مضطرة إلي السفر خارج مصر ، وفي نفس الوقت يشعر بالشفقة علي جدة نوارة التي تدخر الفلوس من اجل جنازتها وتبيع الطعمية من شباك شقتها المفتوح علي الحارة.
الفيلم ملئ بالتفاصيل التي ترسم صورة عامة لأوضاع مصر وقت قيام الثورة ، وعندما اعترضت مظاهرة طريق نوارة وهي ذاهبة لعملها اختارت المخرجة ان تهتف بشعار وحيد لخدمة دراما الفيلم "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية" .. كذلك نشأت علاقة خاصة بين نوارة والكلب "بيتشو" وأصبح للكلب دور وحياة علي الشاشة تنتهي بعد ظهور شخصية شقيق أسامة "عباس أبوالحسن" ، وهو الضابط الذي يرتدي ملابس مدنية فوقها عباءة .. ولأول مرة في الفيلم تتعرض نوارة للضرب والعنف ، بعدها تغيرت شخصيتها واختلف وعيها ونظرتها للحياة ، وبدأت في البحث عن حقوقها المهدرة وأولها الحق في ان تعيش حياتها الطبيعية مع زوجها .. ولأول مرة تطلب فلوس من زوجة اسامة بيه "شيرين رضا" الهاربة في لندن.
تعتقد نوارة انها حققت احلامها وتعيش أيام من العسل مع عريسها ، ولكنها تستيقظ علي كابوس رهيب عندما جاءت النيابة لتصادر فيلا اسامة بيه وممتلكاته .. وتصادر فلوس نوارة أيضا بل وتتهمها بالسرقة ، وتسقط نوارة من احلامها الوردية إلي أرض الواقع المرير ، وتخرج من حالة الامل في انفراج الأزمة إلي الوقوع في ازمة مستمرة قد لا تجد مخرجا منها وكأنها تمثل كل البسطاء بعد الثورة.
الفيلم في مجملة تقف وراءه مخرجة علي مستوي عال من الوعي السياسي والاجتماعي ، إلي جانب مهارة فنية واضحة واختيار موفق لكل عناصر فريق العمل خاصة مدير التصوير زكي عارف - والذي يجعلك تنسي وجوده في لحظات كثيرة من الفيلم - كذلك المونتاج السلس لمني ربيع وديكور هند حيدر والتي اختارت التصوير الخارجي وموسيقي ليال وطفة معبرة وبسيطة.
التزمت هالة خليل بدراما تقليدية طوال أحداث الفيلم ، ولكن في الدقائق الأخيرة تعود إلي الواقع السياسى وكأنها تقول أنا اخلصت للدراما كثيرا وجاءت اللحظة التي اخلص فيها للواقع واقدم صورة حقيقية للوضع التي أصبحت عليه "نوارة"سجينة .. لذلك جاءت المشاهد الأخيرة للفيلم صادمة تبتعد عن الاحلام وتأخذنا إلي قلب الكوابيس التى تعيشها نوارة وغيرها من الغلابة

حسام حافظ

عن جريدة الجمهورية المصرية صفحة السينما بتاريخ الأربعاء  30 مارس  .

الثلاثاء، مارس 29، 2016

هاشم يستكمل بحثه عن " سحر السينما المصرية الخفي " في ثلاثية وثائقية


 هاشم يستكمل بحثه عن سحر السينما المصرية الخفي"
 في ثلاثية وثائقية 
تقدم شهادات على سينما وعصر

الجزء الأول من الثلاثية الفيلمية عرض بنجاح كبير في باريس في إطار حلقة بحث عن الأدب والسينما في مصر


باريس . " سينما إيزيس






عرض حديثا في باريس وبنجاح كبير فيلم " وكأنهم كانوا سينمائيين . شهادات على سينما وعصر " للكاتب والناقد السينمائي صلاح هاشم يوم الخميس 24 مارس في إطار حلقة بحث بعنوان " السينما والأدب في مصر والعالم العربي " اقيمت يومي 23 و24 مارس بالتعاون بين معهد اللغات والحضارات الشرقية المشهور والمعروف بإسم إينالكو ويمثله الاستاذ د.صبحي البستاني والمكتب الثقافي المصري التابع للسفارة المصرية في العاصمة الفرنسية وتمثله د. غادة عبد الباري الملحقة الثقافية بالسفارة..
وشارك في الحلقة المذكورة كل من الروائية المصرية والأستاذة في جامعة أوتاوا مي التلمساني التي حضرت من كندا والكاتب الروائي خالد الخميسي رئيس مكتبة القاهرة الكبرى - حضر من مصر - والناقد والمخرج السينمائي المصري صلاح هاشم المقيم في باريس






تحدثت مي عن اقتباس السينما المصرية لبعض رويات هوجو ودوماس وزولا من أدباء فرنسا، وشرح الخميسي في مداخلته أسباب تراجع انتاج الأفلام السينمائية المأخوذة عن أعمال روائية في المشهد السينمائي المصري في الفترة من 2005 الى 2015
أما هاشم فقد عرض بنجاح كبير فيلمه " وكأنهم كانوا سينمائيين . شهادات على سينما وعصر " الذي يعرض لإرتباط السينما المصرية ومنذ نشأتها عام 1896 بالأدب من خلال فيلم زينب الصامت لمحمد كريم ويفتش عن سحرها الخفي، وتحدث هاشم في الندوة التي اعقبت عرض الفيلم عن آليات وأسرار نجاح بعض الأفلام السينمائية المأخوذة عن أعمال أدبية وروائية في مصر على لسان المخرج الكبير صلاح أبوسيف من خلال اللقاءات التي عقدت بينهما وأثناء تكريم صلاح أبو سيف في مهرجان لاروشيل السينمائي عام 1992 في فرنسا الذي أشرف هاشم على إعداده وإختيار أفلامه وبحضور مخرجنا المصري الكبير
كما عرض هاشم في مداخلته بعد عرض فيلمه لانجازات القطاع العام في الفترة من 63 الى 73 في مصرالذي انتج اكثر من 150 فيلما من ضمنها العديد من الأعمال السينمائية المصرية " الروائع " المأخوذة عن الأدب مثل فيلم " الحرام " لبركات عن قصة ليوسف ادريس، و فيلم " القاهرة 30 " لصلاح أبو سيف عن رواية لمحفوظ ، و فيلم "القضية 68 " عن مسرحية للطفي الخولي وكذلك فيلم " الارض " ليوسف شاهين عن رواية لعبد الرحمن الشرقاوي الخ ومن ضمنها أيضا إنجاز فيلم " المومياء " لشادي عبد السلام وغيرها، وقد كانت تلك الفترة - فترة القطاع العام - في رأيه من أخصب الفترات السينمائية التي عرفتها مصر، وتحققت فيها ربما أفضل الأعمال السينمائية المصرية المأخوذة عن أعمال أدبية..
وأعلن هاشم في أعقاب عرض فيلمه الذي يمثل الجزء الأول من مشروع " ثلاثية فيلمية عن السينما المصرية والتأثيرات التي استحدثتها في تاريخ وذاكرة مصر والوعي الجمعي عند المصريين بعنوان " سحر السينما المصرية الخفي . شهادات على سينما وعصر" انه سيستكمل تصوير الجزأين الثاني والثالث من الثلاثية عند عودته قريبا الى مصر
ويشتمل الجزء الثاني من الثلاثية كما صرح هاشم على شهادات لعدد من السينمائيين المصريين من أمثال محمد خان - داود عبد السيد - محمد كامل القليوبي وسيد سعيد وغيرهم من الجيل الثاني في السينما المصرية بعد جيل الرواد، ويضم الجزء الثالث شهادات لهالة لطفي وأحمد رشوان وأمير رمسيس وغيرهم من شباب الجيل الجديد في السينما المصرية
..

رسالة مجلة " الفيلم " بقلم صلاح هاشم


رسالة مجلة " الفيلم "

بقلم


صلاح هاشم

والصورة المرفقة للمخرج والمفكر السينمائي الكبير جان لوك جودار في صحبة بريجيت باردو أثناء إخراج فيلمه الأثير " الإحتقار " والذي إعتمد مهرجان " كان " لقطة من الفيلم لتكون أفيشا للدورة 69 القادمة



لقطة من فيلم الإحتقار لجان لوك جودار

سألني صحفي عربي التقي بي في باريس وأنا أتابع أفلام مهرجان سينما الواقع المخصص لأفلام السينما الوثائقية ..ماهي الأشياء التي تتميز بها مجلة " الفيلم " التي تصدر عن الجمعية الثقافية والعلمية .جيزويت مصر التي يتراسها الأب وليم سيدهم كما هو معروف،  وجعلتها بعد صدور خمسة أعداد منها ولحد الآن تتصدر المشهد السينمائي الثقافي الآن في مصر ؟
قلت له له أن أهم مايميز مجلة " الفيلم " التي أتشرف وأسعد بأني أحد مؤسسيها خمسة اشياء أو عوامل أو عناصر تحققت لها بالفعل ..وتفسر سر نجاحها..
اولا أن المجلة اجتمع لها " فريق عمل " مترابط محب من الأصدقاء من عشاق السينما الجادين المتميزين، وقد قرر الفريق بسبب وضع " التصحر " في المشهد السينمائي والثقافي المصري المتدهورالمعيب، وفي غياب المجلات الثقافية الجادة والتي ينتظر البعض أن تصدرها وزارة الثقافة المصرية لهم ،أو توزعها عليهم مجانا، كما توزع بعض المهرجانات السينمائية في بلدنا على بعض المقربين من رجالات الوزارة..
قرر فريق العمل المذكور ومن دون اي دعم مادي رسمي حكومي وبرعاية جمعية النهضة الثقافية والعلمية المذكورة فقط أن يؤسس لجسر توصيل حقيقي للمعارف والأفكار والرؤى السينمائية الجديدة الجادة ، موظفا له عصارة كل تجاربه وخبراته ..
ومن دون فريق عمل جاد ومخلص ومحب ورغبته في خدمة السينما في بلده وهذا هو العنصر الأساسي، ما كان يمكن أن تقوم لهذه المجلة قائمة..من ناحية اعتماد قيم الجماعية ، ووحدة " فريق العمل "في مقابل القيم الفردية ، وخدمة الثقافة تحت راية ورعاية النظام ووزارة الثقافة والحكومة ومتطلباتها..
وثانيا أن المجلة لا تحقق وفي كل عدد من أعدادها " متعة الفهم " فقط من خلال المقالات والدراسات والترجمات السينمائية المتميزة المكتوبة والمترجمة بحب واستمتاع حقيقي التي تنشرها ، بل تحقق أيضا وربما كان هذا هو الأهم تحقق " متعة " القراءة وتوصلها بمتعة الوعي والفهم. انها مجلة " الفيلم " بمثابة " بوصلة " على الطريق الى السينما والوعي بأهمية وخطورة الصورة في عصرنا ولعلها تلك البوصلة تنتشلنا من غربتنا داخل مجتمعاتنا..
ثالثا : ان مجلة " الفيلم " تعتمد فكرة أو " منهج " أن وظيفة السينما كما يقول المخرج والمفكر الفرنسي جان لوك جودار أن تكون " أداة تفكير " في مشاكل الواقع وقضايا عصرنا الكبرى، وانها ليست للتسلية فحسب، وكذلك إعتماد فكرة الشاعر الفرنسي العظيم أبولينير: أن فن السينما يستحق مثله مثل فن الرواية أو فن المسرح أو فن الشعر كل الكتابات العظيمة التي نحاول أن نكتبها أو نترجمها في مجلة " الفيلم "..
ورابعا : ان المجلة تعتمد فكرة المحاور وتخصص في كل عدد ملفا أو محورا يناقش قضية من قضايا الواقع والسينما ، مثل قضية العنف المطروحة في ملف خاص عن العنف في العدد الخامس من المجلة
وخامسا : تكرس مجلة " الفيلم " إدراكا منها لأهمية الصورة في عصرنا وفي كل عدد من أعدادها ركنا لفن الفوتوغرافيا تعرّف فيه بأهم المصورين الأعلام من أمثال الفرنسي روبير دوانيه، وتتابع من خلاله تطور فن الفوتوغرافيا في العالم ، فالصورة الثابتة تشكل وحدة الفيلم ومن الصور الثابتة تطور فن السينما..رسالة مجلة " الفيلم " التي لاشبهها اي شييء على مستوى المجلات السينمائية في بلدنا ولايوجد لها أي نظير..أن تكون " بوصلة " على سكة ثقافة السينما الفن..
وأرجو أن أكون وفقت في إجابتي هنا على سؤالك

صلاح هاشم مصطفى
 
مستشار تحرير مجلة  الفيلم
كاتب وناقد سينمائي مصري

وودي آلان يفتتح مهرجان " كان " الدورة 69 بفيلمه " كافيه سوسيتي " الجديد


المخرج الأمريكي الكبير وودي آلان يفتتح  الدورة 69 لمهرجان " كان " السينمائي
 بفيلمه الجديد  CAFE SOCIETY" كافيه سوسيتي "

وودي آلان

 
باريس. " سينما إيزيس " 

للمرة الثالثة على التوالي يفتتح المخرج الأمريكي الكبير وودي آلان- من مواليد 1 ديسمبر 1935 -  الدورة الجديدة 69 لمهرجان " كان " السينمائي الدولي أعظم وأضخم مهرجان سينمائي في العالم بفيلمه الجديد " كافيه سوسيتي CAFE SOCIETY   الذي يحكي عن شاب أمريكي يسافر للعمل في هوليوود ليجرب حظه في مصنع الأحلام في فترة الثلاثينات، ويضطلع ببطولة الفيلم كريستين ستيوارت وجيسي إينسبرج، وكان آلان افتتح المهرجان بفيلمه نهاية هوليوود  HOLLYWOOD ENDINGعام 2002 و فيلمه منتصف الليل في باريس عام 2011
ويتعاون وودي آلان هذه المرة مع مدير التصوير الإيطالي الكبير فيتوريو ستورارو الذي صور روائع الأفلام الكلاسيكية العظيمة التي دخلت  تاريخ السينما من أوسع باب مثل فيلم " القيامة الآن " للأمريكي كوبولا و" الامبراطور الأخير " للإيطالي برتولوتشي
ويعرض الفيلم  يوم 11 مايو في حفل إفتتاح الدورة 69 لمهرجان " كان " السينمائي الكبير في الفترة من 11 الى 22 مايو 2016
 

باب الوداع افضل فيلم مصري لعام 2015 في جمعية نقاد السينما المصريين.



"باب الوداع" أفضل فيلم مصري في 2015

جرياً على عادتها السنوية نظمت جمعية نقاد السينما المصريين،برئاسة الناقد محسن ويفي،جلسة علنية لاختيار أفضل فيلم مصري وأفضل فيلم أجنبي عُرضا تجارياً في مصر،وأسفرت المناقشة المفتوحة عن اختيار فيلم "باب الوداع" تأليف وإخراج كريم حنفي كأفضل فيلم مصري في عام 2015 والفيلم الأردني "ذيب" إخراج ناجي أبو نوار كأفضل فيلم غير مصري عُرض في مصر خلال العام .



 
حضر الجلسة من النقاد : سمير فريد،محسن ويفي،مجدي الطيب،أحمد حسونة،ضياء حسني،أحمد عبد العال،حسام حافظ،فتحي أمين،نادر رفاعي،صفاء الليثي،رشا حسني، ،محمد حماد،مروة أبو عيش،رامي المتولي وأدارها أحمد شوقي،الذي وزع على الأعضاء قائمة الأفلام المصرية والأجنبية التي عُرضت تجارياً في عام 2015، ودخل القائمة القصيرة لأفضل الأفلام المصرية :"بتوقيت القاهرة"،"القط"،"قط وفأر"،خارج الخدمة"،"ولاد رزق"،"باب الوداع" و"قدرات غير عادية"،وبعد المناقشة اختار النقاد فيلم "باب الوداع" كأحسن فيلم عُرض في عام 2015 .

ملف عن العنف في السينما في العدد الخامس الجديد من مجلة " الفيلم " : تصدير بقلم حسن شعراوي







ملف عن العنف في السينما
في العدد الخامس الجديد من مجلة " الفيلم "
تصدير
 بقلم
حسن شعراوي
صدر حديثا العدد الخامس من مجلة  " الفيلم " التي تصدر عن الجمعية الثقافية والعلمية .جيزويت مصر التي يتراسها الأب وليم سيدهم ويقول حسن شعراوي رئيس التحرير التنفيذي للمجلة في تصديره للعدد الخامس : إن من يعشق السينما يستطع أن يطالع فيها كتاب الحياة، وقد اخترنا مع فريق العمل في المجلة وفتحي إمبابي رئيس التحرير وصلاح هاشم مستشار التحرير وفي رؤية غير مسبوقة
 أن نقدم في هذا العدد ملفاً عن " العنف الإجتماعي"، في كل من السينما العالمية والمصرية، حيث السينما تساهم بالوعي بالعنف ، وفهم دوافعه وأسبابه، ومن ثم جعل الحياة البشرية أكثر انسانية، كذلك لم يغب عنا الوجه الآخر، حينما تساهم السينما في نشر العنف وتخليقه، لنرى مشهداً عصياً على الفهم ، مشهداً في حاجة إلى التفكيك وإعادة التركيب.

وبدأنا من أولى مدارج العنف وأعنفها على الإطلاق: العنف الموجه ضد الأطفال، العنف الموجه ضد المرأة، سينما الترسو، سينما العشوائيات، الثأر، العنف في السينما الأوربية، ثم ختمنا بفوتوغرافيا العنف مع " ويجي" مصور الجريمة في شوارع نيويورك.

وقام فريق العمل على ترجمة دراسات جديدة تجمع بين السينما وعلم النفس الاجتماعي، عن تأثير العنف على المشاهد ، تناولنا واحدة من أهم عقائد الميثولوجيا بين العنف والمقدس، متواليات الصورة السينمائية بدءاً من تفكيك العنف السياسي إلى تخليق العنف وصناعته، عنف لآكل لحم البشر، عنف ضد النظام السياسي الجديد، عنف يصنعه الإعلام، عنف يصنع النظام، عنف تصنعه الشركات العملاقة ، ولم ننسى التماهي بين العنف وبين الخيال والمتخيل في أفلام الزومبي، وسلاسل
 الرعب المعاصر على أرض الواقع ..

مجلة الفيلم متوفرة في مقر جمعية النهضة العلمية والثقافية ـ جيزويت القاهرة برمسيس، ومكتبات وسط البلد: عمر بوك ستور، تنمية، سنابل، كامل كيلاني وسارع باقتناء نسختك من الآن وقبل أن تنفد مجلة " الفيلم " من الأسواق
مجلة " الفيلم " هي المجلة السينمائية الجادة المحترمة التي تستحقها

الخميس، مارس 24، 2016

مختارات سينما إيزيس : فيلم " الوسادة الخالية " بقلم يسري حسين


مختارات سينما إيزيس
فيلم " الوسادة الخالية "

بقلم

يسري حسين
كاتب وناقد مصري مقيم في لندن

 التقت على ( الوسادة الخالية) مجموعة من الحان نسجت قصة الحب وأنغام القلب بين الفرحة لأكتشاف نبض الحب الأول ،ثم تدفق لحن العذوبة لتصوير الفصل الثاني ،حيث اللقاء والمرواغة والدلال المتدفق في شرايين السعادة . وتأتي نغمة حزينة تتحدت عن انكسار وألم في تسجيل دراما الحب ،وتمهد تلك النغمة الحزينة للفقرة الأخيرة في رباعية اللقاء والسعادة حتي تأتي رياح الحزن تمهد لأنفصال وفراق ،كأن كتاب الحب تم رسمه على وثيقة الأنفصال ،لأن الحب لا يدوم ،فهو فقرة عابرة تلهم الأنسان بأمل السعادة وصعوبة استمرارها .
صلاح أبو سيف وهو يخرج هذا الفيلم العلامة في تاريخ السينما والحياة المصرية كأنه يسجل تألق مناخ تدفق بهذا العطاء والثقة في المستقبل مع وجود لملحنين جدد يطرقون الساحة بأنغام مختلفة عصرية في مجملها تخلصت من رتابة وكلاسيكية والفضل لعبد الوهاب بالتأكيد الذي يغيب عن التلحين لعبد الحليم حافظ في هذا الفيلم ، بينما يقود الفرقة الموسيقية أربعة ملحنين كل منهما يملك نغمة جديدة تحتضن العذوبة والرومانسية الصاعدة آنذاك تطرح البديل لمجتمع خرج من القديم ويتطلع إلى العصر بأمل وثقة.





 
الاستاذ صلاح أبوسيف مخرج " الوسادة الخالية وروائع السينما المصرية

 فيلم ( الوسادة الخالية ) عن الحب وأحواله ،وعندما تتحدث أمة عن الغرام فأعلم أنها قوية ،وإذا عدت لأفلام وغناء تلك المرحلة ستجدها تدور حول الحكاية الخالدة المتجددة عن الحب والخصام والهجر واللقاء.
وعندما انحسر الأمل اختفى الحب وظهرت الكراهية والقتل والمرأة عورة وصوتها يعبر عن حضورها ،ولابد من قمعه ومنعه.يذكر الكاتب الأفغاني خالد الحسيني في رواية تسجل فظائع حكم ( طالبان) اطلاق النار على إمرأة أفغانية لأن صوتها ارتفع في الطريق ،نتيجة لمخاطبة لرجل ضعيف السمع ،مما دفعها لرفع نبرة صوتها فكان عقابها الموت بطريقة بشعة.
في القاهرة خلال عرض الفيلم المصري (١٩٥٧) كانت الأصوات الغنائية المصرية في كل مكان.
اعطى المخرج أبو سيف الرباعي : منير مراد ،محمد الموجي ،بليغ حمدي وكمال الطويل مهمة تلحين أغنيات الفيلم ،في ظل رؤية الجديد في القصة وخطوطها ومجتمع طبقته الوسطى تعيش ازهى أيامها.
كتب أسماعيل الحبروك ثلاث أغنيات في تدفق في الصور الشعرية الجديدة تعكس مزاج الحب والفرحة ثم تسلل الحزن واللوعة كما يحدث دائما في قصص الحب الخالدة.
الحبروك كتب إعذب الأغاني المصرية قبل رحيله في عام ١٩٦١.
الأغنية الأولى في الفيلم( إول مرة ) من تأليفه وألحان منير مراد بأنغام بسيطة ترقص مع الكلمات بأيقاع الفرح للحب الأول وجمال الأكتشاف والبهجة.
في هذا اللحن يتألق مراد : إجمل ما أنجبت مصر من فن في زمن لحظة الأبتكار المصرية التي صنعها فنانون من ثقافات وأعراق واديان التقت في نهر النيل وخرج منها هذا الجمال البديع.
الأغنية الثانية ( مشغول) كلمات الحبروك أيضا وألحان الموجي بنبض العواطف لحظة اللهو الجميل بجمل موسيقية سهلة تحلق في سماء السعادة ونشوة العاطفة.
اللحن الثالث هو العبقري السهل الممتنع( تخونو)تأليف الحبروك وتلحين بليغ حمدي ،ويأتي متدفق بأنغام الجيتار كأنه مرثية تبكي الحب الذي ضاع في مناجاة ذاتية تزرف الدمع على مشاعر وعواطف ضاعت في الطريق.
ويأتي كمال الطويل ليختتم رباعية الألحان بأغنية( في يوم من الأيام) وهي حزينة وغاضبة وتتوعد الحبيب بعقاب الهجر النهائي عقابا على خيانة متخيلة في قلب العاشق الحزين. كتب الكلمات مأمون الشناوي.
هذه الألحان مع كلمات صاغت مشاعر لجيل كامل ،عاش في جوفها ومنحته وسادة رقيقة ينام عليها بلا كوابيس كراهية أو قتل ولا تدمير وانتقام. ونحن نعود لتلك الأيام والأنغام والكلمات لتجاهل واقع الشر الحالي بدماء أبرياء يدفعون ثمن تعصب ثقافات وعَمَى قلوب ونفوس معقدة ترى الخلاص في القتل بينما جيلنا كان يرى ولايزال أنه في الحب الذي جعل عبد الحليم حافظ يغني في فيلمه الجميل أربعة الحان متدفقة بالجمال المستمر معنا حتى الآن ويجعلنا نحتمل هذا الزمن الصعب الذي يطلق فيه رجل النار على امرأة لان صوتها ارتفع فقط.

يسري حسين

فارس المدينة محمود حميدة رئيسا شرفيا لمهرجان القاهرة السينمائي


 
فارس المدينة الفنان محمود حميدة
 رئيساً شرفياً لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى
 فى دورته الـ 38


أصدر وزير الثقافة حلمى النمنم يوم الأربعاء الماضى قراراً بتعيين الفنان القدير محمود حميدة رئيساً شرفياً لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الثامنة و الثلاثين و ذلك خلفاً للفنان العالمى الراحل عمر الشريف .


 د.ماجدة واصف

 يوسف شريف رزق الله

كما تضمن القرار تجديد الثقة فى كل من الدكتورة ماجدة واصف ،رئيساً للمهرجان، و الناقد الفنى يوسف شريف رزق الله ، مديراً فنيا ً له،وذلك للعام الثانى على التوالى.
جدير بالذكر أن انطلاقة الفنان محمود حميدة السينمائية كانت مع الفنان الراحل أحمد زكي في فيلم (اﻹمبراطور) عام 1990، لتتوالى أعماله السينمائية بعد ذلك والتى من ابرزها فيلم فارس المدينة ،المصير،بحب السيما،إسكندرية نيويورك،ملك وكتابة،دكان شحاتة،إحكى يا شهرازاد، و من ضهر راجل الذى شارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته ال37 .
المركز الصحفى
إدارة : مجدي الطيب
مهرجان القاهرة السينمائى الدولى

الأربعاء، مارس 23، 2016

نزهة الناقد : سلطة الحب بقلم صلاح هاشم

نزهة الناقد : فقرة بعنوان " سلطة الحب "

لقطة من فيلم الإحتقار لجان لوك جودار
 
بقلم


صلاح هاشم
 
بعد أن تعلمت وأنا صغير من أمي الحاجة سيدة سيد محمد مرزبان أن أحب الخير لكل الناس،ووعيت الدرس، حاولت ياحبيبتي في كل ما دونت وكتبت،رسمت أو صورت، أن أحارب سلطة المنع والهجر والصد، وأنا أنطلق في رحلتي تحت بوابات العالم، جاعلا متعتي الوحيدة الاختلاط بالناس، والذوبان - مستسلما فقط لسلطة الحب - في الحشد الإنساني..

تكريم المخرج السوري الكبير نبيل المالح في "مواسم" السينما العربية في باريس بقلم صلاح هاشم



تكريم المخرج المخرج السوري الكبير نبيل المالح في " مواسم"

" مواسم " تعرض 21 فيلما جديدا من العالم العربي في الفترة من 7 الى 11 إبريل في باريس

بقلم

 صلاح هاشم


باريس - " سينما إيزيس " من صلاح هاشم
 تعرض تظاهرة " مواسم السينما العربية " في دورتها الثانية التي تنظم في الفترة من 7 الى 11 إبريل 2016 في قاعة سينما لوكليه في باريس، تعرض 21 فيلما  جديدا من أنحاء العالم العربي ومن الأفلام العربية الحاصلة على جوائز في المهرجانات السينمائية العربية و الدولية
تنحاز تظاهرة " مواسم " التي أسستها الصحافية اللبنانية  هدى إبراهيم في باريس الى السينما التي تخترع وتنتفض، تبدع وتخترع وتثور، وتوظف الفن السينمائي كأداة تفكير في مشاكل و تناقضات مجتمعاتنا العربية، وتساهم أيضا بأفكارها ورؤاها هكذا في عمليات التحول التي تمر بها تلك المجتمعات، كما تسلط التظاهرة ألضوء من خلال خياراتها على حركة وإتجاهات السينما العربية من خلال " باقة " الأفلام التي تعرضها ، وتختارها هدى إبراهيم بنفسها وحدها، من خلال رصدها ومتابعاتها لمهرجانات السينما العربية والدولية ، وتكشف عن تلك المواهب السينمائية العربية الصاعدة الجديدة ، وتعرّف بها للجمهور الفرنسي، وتساعد هكذا ربما على فتح أسواق جديدة لتلك الأفلام، للعرض التجاري في فرنسا
تعرض تظاهرة "مواسم " في دورتها الثانية 21 فيلما- 5 أفلام روائية طويلة ، و5 أفلام وثائقية طويلة و11 فيلم قصير، تعرض لأبرز الانتاجات السينمائية في 11 بلد عربي، وبمشاركات من خمس مخرجات عربيات، من تونس والسعودية واللإمارات وموريتانيا ولبنان
كما تعقد إحتفالية تكريمية للمخرج السوري الكبير نبيل المالح الأب الروحي للسينما السورية الذي توفي في شهر فبراير الماضي، وتعرض له في إطار التكريم فيلمه البديع " كومبارس " ..
وفي وقت تتعرض فيه الإنسانية جمعاء لهجمات داعش الإرهابية البربرية، تكشف خيارات " مواسم " عن سينما عربية جد مغايرة، تقف في خندق الحلم والحرية والتقدم والأمل ، ضد الهمجية والبربرية، وتتسامق وهي تحلم بعوالم أكثر حرية و عدالة وتسامحا بإنسانيتنا..
إن كنت في باريس لاتدع مشاهدة هذه الباقة من الأفلام  في الدورة الثانية لـ " مواسم " تفتك بأي ثمن

صلاح هاشم
انظر الخبر بالفرنسية علىhttp://www.cinemalaclef.fr/evenements/les-saisons-du-cinema-arabe/

الاثنين، مارس 21، 2016

مهرجان " كان " 69 ..يبحر في ضوء المتوسط الذهبي الى " أفق جديد " بقلم صلاح هاشم

أفيش الدورة 69 في الفترة من 11 الى 22 مايو 2016 نحو أفق جديد

مهرجان " كان " السينمائي الدولي 69 .. يبحر في ضوء المتوسط الذهبي الى أفق جديد

بقلم

 
صلاح هاشم

كشف اليوم مهرجان " كان " السينمائي الدولي عن أفيش الدورة 69 القادمة التي تقام في الفترة من 11 الى 22 مايو 2016 هو من تصميم الفنان الفرنسي فيليب سافوار ويضم الملصق الأفيش  الذي يسبح في ضوء المتوسط  الصيفي الذهبي لقطة من فيلم " الاحتقار " LE MEPRIS لجان لوك جودار المأخوذ عن رواية للكاتب الإيطالي البرتو مورافيا تصور سلالم فيلا الكاتب الايطالي  مالابارتي في مدينة كابري حيث جرى تصوير فيلم جودار الذي يعد  " رائعة " سينمائية وعن جدارة. ويحكي الفيلم عن تصوير فيلم سينمائي ( فيلم داخل الفيلم ) من اخراج المخرج الألماني الكبير فريتز لانج ، ويضم مجموعة من أجمل و أشهر نجوم التمثيل والاخراج في العالم : بريجيت باردو وميشيل بيكولي وجاك بالانس والمخرج جان لوك جودار الذي يمثل دور مساعد لانج في الفيلم ويمثل فريتز لانج دور مخرج الفيلم
وكل شييء في اللقطة  : النور والبحر والسلالم والأفق الجديد وهي تبرز وتتألق بنور المتوسط الذهبي ، تعكس يقينا توجهات المهرجان في دورته الجديدة  نحو " افق جديد "، وتأكيده على القيم التي تأسس عليها وأرساها وهو يستعد للاحتفال بعيد ميلاده السبعين: الانفتاح أولاعلى سينما المخرجين المبدعين في العالم - سينما الفنان المؤلف - التي توظف السينما كأداة تفكير وتامل في واقعنا، و ثانيا :الاحتفاء بتاريخ السينما وكلاسيكيات الأفلام العظيمة اضافاتها وانجازاتها ، وثالثا : استكشاف النظرات الجديدة لعالمنا ومجتمعاتنا الإنسانية بكل أزماتها وتناقضاتها، ورابعا : دعم ورعاية جيل جديد  من المواهب السينمائية في العالم
افيش كان 69 بسيط وجميل لكنه محمل يقينا بالرموز والمعاني والدلالات السينمائية المركبة ..وهو يذكرنا بما يقوله جودار في فيلمه " الإحتقار "  وهذا أول مانسمعه في شريط الصوت عندما يبدأ عرض الفيلم : .." أن السينما تستبدل بنظرتنا... أو تضع في محل " النظرة "  عالما ينسجم و يتناغم مع رغباتنا " .

نزهة الناقد : فقرة بعنوان " كيمياء الحب " بقلم الناقد صلاح هاشم


 نزهة الناقد : فقرة بعنوان كيمياء الحب
 بقلم

صلاح هاشم
بريشة الفنان المصري الكبير جورج البهجوري
تعلمت ياحبيبتي أنا الحصان الشارد من كل السلطات الدينية والابوية والاعلامية الجكومية الرسمية التي تتحدث عن "الجنس" الحرام القذر المشين المعيب وتنعته بابشع الالفاظ وأنا أنطلق في رحلتي تحت بوابات العالم، أن لا أمارس الحب ابدا مع أي سلطة، ومهما كان شأن وحجم  المكاسب أوالمغريات

الأحد، مارس 20، 2016

سيميائية اللغة في الرواية والسينما بقلم الباحث المغربي محمد فاتي


لقطة من فيلم سارق الدراجة لفيتوريو دو سيكا .المخرج يضع للصورة إطارا معينا يختاره ويجسده بواسطة الصورة اللقطة


 سيميائية اللغة في الرواية والسينما
  
بقلم
 محمد فاتي
                          



إن مصطلح (اللغة السينمائية) مفهوم ظهر وبرز إلى الوجود النقدي مع الحركة النقدية التصحيحية المعاصرة في مجال النقد السينمائي، والتي جاءت كرد فعل على جهود التقليديين، وقد جسّد أسس هذه الحركة التصحيحية الناقد (مارسيل مارتن) بكتابه (اللغة السينمائية).

وإذا ما اعتبرنا أن للسينما لغة تعبيرية بالغة الكثافة، لها نظمها المجازية الخاصة المباينة لنظيراتها في الرواية والمسرح والشعر، وتعتمد كثيرا على عناصر مرئية وأخرى غير ملفوظة، لا يمكن التعبير عنها بسهولة في صيغة مكتوبة، فإن للفيلم لغة بالمفهوم الأعم والأشمل - فهي وسيلة للاتصال - ليس بالمفهوم الخاص الذي نصف به اللغة حين نشير إلى أنها أنظمة من الشفرات التي هي على درجة عالية من التنظيم. ثم إن علاقة الدال بالمدلول تختلف كليا، فصورة طير لها علاقة مباشرة بهيئة الطير الحقيقي، وهي أوثق وأقرب إلى العلاقة المباشرة من كلمة (طير) مثلا، حتى أن قراءة مقطع معين من سيناريو فيلم تختلف كلية عن رؤيته مجسدا على الشاشة بالصورة، لأن الفكرة السينمائية مهما كان مصدرها مسرحية، رواية، حكاية، سلوكا،.. الخ، تخضع لعديد التعديلات عندما يتم تناولها إخراجيا، فالمضمون الدلالي التداولي سيعبر عنه بلغة بصرية تعتمد اللون والتقطيع والوسط وزاوية الرؤية والعرض والتقديم، مع ما تتطلبه هذه الأبعاد من تموّقع معين للكاميرا في مكان ما خاص هو في حد ذاته جزءاً من الدلالة، أضف إلى ذلك أن الصوت المصاحب للصورة، هو الآخر بوصفه جزءا من المضمون، سيتم إكسابه مؤثرات صوتية خارجية متعددة الخواص الدلالية.


فاللغة في حالة الرواية تفتح المتخيل من خلال عملية إدراك بصرية للكلمة أو الجملة المقروءة والتي غالبا ما تتم صياغتها بطريقة غير محددة ولا محدودة ولا مؤطرة، في حين أن مجال الإدراك البصري في السينما يتحدد نتيجة ما يريد المخرج أن يقدمه لنا. إن الرواية تفتح أفاقا واسعة أمام الخيال، فتجعل القارئ يجسد ما يقرأه في خياله بحرية تامة عن طريق مجموعة من الصور والأفكار التي يبنيها في ذهنه حينما يكون سارحا في عملية القراءة، والخيال لا يضع قوانين أو حواجز أو حدود للتفكير والاحتمال والتصور، بل يضع الذهن في مواجهة كل الاحتمالات التي يرسمها لواقع الأحداث المقروءة، هذا عكس السينما التي يفرض فيها المخرج إطارا معينا يختاره ويجسده بواسطة الصورة، وبالتالي يضع حدا للخيال والتصور عن طريق نموذج جاهز من اختياره  يفرضه على المتلقي (المشاهد). يتعلق الأمر هنا بالفرق الموجود بين النظر والقراءة، ذلك أنه "إذا كانت لقطة مكبرة لوجه شخص ما على الشاشة لها وظيفة محددة ومعنى محددا على صعيد التعبير السينمائي، على اعتبار أنها تجتاح مجالنا البصري وتؤثر على حالتنا الشعورية وتولد ردود أفعال خاصة حسب صنع اللقطة وموقع المشاهد منها، فإن هذا الوجه الموصوف يحتاج في الرواية إلى تأطير من طرف القارئ باختلاف حساسيته وانتمائه".


 وهكذا فإن اللغة، في حالة الرواية "تفتح المتخيل من خلال عملية إدراك بصرية للكلمة أو للجملة المقروءة، والتي غالبا ما تتم صياغتها بطريقة غير محددة ولا محدودة ولا مؤطرة، في حين أن مجال الإدراك البصري في السينما، يتحدد نتيجة ما يريد المخرج أن يقدمه لنا"، فالسينما تقتل النص الأدبي بطريقتها الحية في إنتاج الصوروتحويل اللغوي إلى المرئي.

تشتغل الرواية إذن على الكلمة والجملة وعلى معايير الكتابة المخطوطة، أما السينما فإنها تشتغل على الشريط وعلى العناصر الأخرى مثل الحوار والموسيقى.. إلخ، إنها بذلك تركب صورا شمولية أو لقطات شمولية.

في التعبير اللغوي تنفرد كل كلمة بدلالة تخضع للمعنى الذي تحدده الجملة، وكل جملة لها دلالة تناسب مجموع المفردات التي تكونها. وهكذا فإن "كل قراءة وكل عملية وصفية أو تحليلية هي نتاج متوالية من الجمل تتضافر فيما بينها لتحدد شيئا فشيئا عناصر الكل الذي يكونه الفكر بشكل تركيبي".


وفي التعبير البصري، نجد الدلالة الفيلمية هي أيضا متوالية، لكن تنتظم هذه المتوالية بواسطة الصور، غير أن ما يميز هذه الخاصية عن مثيلتها اللغوية هو أن "الصورة في حد ذاتها تشكل الكل، إنها تمثل الفضاء ومجموعة من الأشياء والعلائق المرئية في آن واحد، وهذا النوع من التزامن يغطي كل ما يشكل في التعبير اللغوية أدوات ضرورية لتركيب المعنى (كالفعل والفاعل والنعت والحال )"


إضافة إلى ذلك فالروائي لا يصف سوى ما يريد تبليغه للقارئ، بينما نستطيع أن نشاهد في الصورة السينمائية مجموعة من الأشياء التي قد لا تدخل أبدا في نية المخرج، "حتى إذا أراد هذا الأخير عزل شخوصه في بعد تقريبي plan rapproché، فإن الديكور يظل مرئيا في البعد الخلفي arrière plan ومتزامنا مع شخوص الصورة بكل جزئياته

والأدب يستند على المنظومة الدلالية اللغوية ذات الطابع الاعتباطي المعقد من حيث ارتباطاته الواقعية والتجريدية المتشابكة، في حين أن كل العناصر الدلالية الهامة للخطاب السينمائي تجتمع داخل متوالية سمعية بصرية تسمى الفيلم. وتسحب الآليات والأجهزة السينمائية نوعا ما طابع التجريد عن الفيلم، باعتباره "يتبلور وفق مسارات تلعب فيها التقنية دورا حاسما، عكس اللغة التي تظل غارقة في الرمزية والتجريد رغم ارتباط الكلمات بالأشياء (المادة)" فالصورة تقلص المسافة بين الشيء ودلالته إلى درجة تقترب من الاندماج والتماهي، ويشير جون ميتري إلى أنه "لا وجود للصورة خارج نطاق الملموس .


وإذا كانت العلاقة بين الدال signifiqnt  والمدلول signifé في اللغة الطبيعية علاقة تباعد بين المضمون contenu والتعبير expression، ففي المجال السينمائي، فإن المسافة بين الدال والمدلول تكاد تكون ضيقة جدا. فالدال صورة، والمدلول هو ما ترمز إليه الصورة نفسها. هذه الصورة التي تظل تحمل معها الفرجة عبر مدلولها، وهي الدالة في نفس الآن، وهي تختلف عن العلامات الاعتباطية signe arbitraires  المشفرة للنظام اللغوي لأنها ليست شيئا آخر غير ما تحمله، أو ما ترمز إليه. إنه "تنظيم للغة السينمائية، أي نوع من "النحو" الفيلمي، ليس نحوا اعتباطيا (على خلاف أشكال النحو الحقيقية)، وليس جامدا، بل إنه يتطور بسرعة تفوق سرعة تطور أشكال النحو الحقيقية ".خلاصة القول أن كلا المجالين يتفردان بلغة تناسب وتوافق البناء الفني الذي يؤسس كيانهما، فإذا كانت الكلمات هي حجر الأساس في بناء لغة الرواية، فإن الصورة هي التركيبة الموافقة لهيئة اللغة السينمائية، هاته اللغة التي اختلف المنظرون والباحثون السينمائيون في تحديد كيفية ترابطها وانسجامها حتى تؤدي وظيفة مخالفة ومغايرة للمجال المقروء المعتمد في الأدب. إن السينما من هذا المنطلق ترتكز على اللغة السمعوـ مرئية التي توظف الصوت الصورة المتحركة أساسا لها، بينما الرواية تنبني على الكلمات الصامتة التي تسرح في خيال المبدع وتنجلي في رحابة ذهن القارئ، ففي حال الكتابة "تظل الكلمات على الصفحات خرساء ولا حراك لها، وإن كانت الكتابة رسوما أو صورا لكلمات مدونة عن المنطوق، إلا أن قابلية النطق فيها هي للقارئ الذي يقرر مصير الكلمات نطقا ودلالة، وهذا يجعل الكتابة صورا جامدة لا تتحرك إلا بفعل المتلقي، ومن هنا تفترق الصور السينمائية بأنها حيوان ناطق ومتحرك فعلا ولا تختلف عن الإنسان الحيوان الناطق، وهذا أعطاها فعلا تأثيريا إضافيا".                                               

محمد فاتي : أستاذ باحث