الأحد، سبتمبر 29، 2013

مجدي الطيب يكتب من أم الدنيا الى " سينما إيزيس في عاصمة النور: الأفكار لها أجنحة

فيلم الخروج من القاهرة عرضته قناة آرتيه ولقنتهم درسا

من أم الدنيا إلى "سينما إيزيس" في عاصمة النور


الأفكار لها أجنحة !

بقلم :مجدي الطيب


 فرضت قناة "آرتيه" الفرنسية الألمانية نفسها على الساحة السينمائية المصرية،بعد قيامها بعرض فيلم "الخروج من القاهرة"،الذي اتخذ جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في مصر قراراً نهائياً بحظر عرضه،وحال دون مشاركة مخرجه في الدورة الأولى لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية،وهدد بمحاكمته  لأنه تجرأ وشارك به في  مهرجان دولي ـ دبي السينمائي في دورته السابعة العام 2010 ـ وهو يحمل الجنسية المصرية !

  استحقت القناة الكثير من الثناء،بعد خطوتها الإيجابية التي لم تجرؤ قناة مصرية على اتخاذها،لكنها فجرت عاصفة من الجدل حول الغياب الملحوظ لصناعة السينما المصرية على شاشات القنوات المصرية،الحكومية والخاصة،واكتفاء القنوات كافة ببرامج تعني بتغطية "كواليس" تصوير الأفلام أو الإفراط في إجراء حوارات تافهة مع نجوم السينما من باب "ذر الرماد في العيون" !


لقطة من فيلم " الخروج من القاهرة "


  المثير أن قناة "آرتيه" لم تكتف بعرض الفيلم المصري "الخروج من القاهرة"،وإنما نظمت برنامجاً،في إطار مشاركتها في مهرجان "زووم حول الماضي" الذي أقيم في مكتبة السينما بمدينة تولوز الفرنسية،وقامت بعرض ثلاثة أفلام مُنعت من العرض؛أولها "معركة الجزائر"(1965) للمخرج الإيطالى جيلو بونتيكورفو ،الذي منعت السلطات الفرنسية عرضه في فرنسا حتى عام 2004،بسبب إشارته إلى معارك جبهة التحرير الوطني بالجزائر ضد المحتل الفرنسي،وكشفه عن أشكال التعذيب التي مورست بحق الجزائريين. وثانيها فيلم "الباحثون عن الشمس"(1958) للمخرج الألماني الشرقي كونراد وولف،الذي لم يُمنع لأنه تناول الظروف القاسية التي عاش في ظلها عمال مناجم اليورانيوم،بل لأن السلطات في الاتحاد السوفيتي السابق رأت  أن "الكشف عن استخراج اليورانيوم يُخل بمقتضيات الأمن القومي". أما الفيلم الثالث،في إطار البرنامج،فهو "تمرد" (1970)،الذي أخرجه الألماني الغربي، أبرهارد أتزنبليتز،وتناول قصة جماعة من الشباب الألماني تقرر،هرباً من وطأة الفقر، واعتراضاً عليه،اللجوء إلى التمرد المسلح.وكانت السلطات الألمانية الغربية قد منعت عرضه بسبب "انضمام اولريكه مينهوف كاتبة سيناريو الفيلم إلى جماعة "الجيش الأحمر" !

  تبنت قناة "آرتيه" المبادرة،ولقنت القنوات المصرية،وربما العربية،درساً في كيفية دعم السينما،وإسقاط الحواجز التي تقف في طريقها،والتأكيد على أن الأفكار لها أجنحة،وأن أحداً أو جهة مهما كانت سطوته،لن يملك مصادرة الإبداع أو قمع المبدعين،لأن قرارات المنع،والحظر،لن تستمر طويلاً،ومصيرها الانهيار تحت أقدام "الحرية" .

  وجهت القناة الفرنسية الألمانية رسائل ذات مغزى إلى السلطات في مصر وفرنسا والاتحاد السوفيتي،ودول العالم قاطبة،كما برهنت على فهمها الصحيح للدور الذي ينبغي أن تلعبه القنوات الفضائية في ظل عالم تحول إلى "قرية مفتوحة"؛فالترفيه هدف مهم للقنوات الفضائية لكنه ليس الهدف الأسمى،والوحيد،بل تكتمل الرسالة الإعلامية من خلال "إستراتيجية" بناءة تقوم على تثقيف،وتوعية،جمهور المشاهدين،وهو الهدف الحيوي الذي يمكن أن تضطلع به قنوات السينما؛في حال لم ننظر إليها بوصفها "قنوات تسلية" تعمل على "تسطيح العقول"، وتسيء إلى الفن عبر التركيز على تفاهة القيمون عليه،وإظهارهم في صورة "المهرجين" !

  بمقدور قنوات السينما،والبرامج المتخصصة التي تراجع عددها بصورة ملحوظة،أن تقتدي بقناة "آرتيه"،وتُسهم بشكل كبير في إنقاذ صناعة السينما المصرية من الانهيار الخطير الذي وصلت إليه،سواء بمناقشة أسباب هذا الانهيار،في مائدة مستديرة تتبناها هذه القنوات،أو ندوات مع أصحاب الشأن تقترح الحلول التي تجنب الصناعة المصير المخيف الذي ينتظرها،أو تدعم الصناعة في وجه كل صور القمع والقهر وتكبيل الإبداع،وعلى رأسها الرقابة التي يمكن لقنوات السينما المتخصصة الحد من تسلطها،وتجبرها،ببرنامج يتوقف عند الأفلام التي امتد إليها مقص الرقيب،أو تلك التي تعرضت إلى بتر نهاياتها،ويُصبح سيفاً مُسلطاً على من تسول له نفسه اللجوء إلى سلاح المصادرة .

    غير أن المفارقة التي يجدر التنويه إليها أن قناة سينمائية متخصصة تحمل اسم "تاكسي السهرة" سبقت قناة "آرتيه" عندما أعلنت عن مبادرة لكسر الحظر المفروض على بعض الأفلام العربية،وحددت منتصف ليل أحد أيام الأسبوع لعرض الفيلم المحظور لأسباب رقابية،لكنها فوجئت بعد أسابيع قليلة من ظهور المبادرة للنور بعاصفةمن الهجوم الشرس،والاتهام بأنها تُشيع الفاحشة،وتتحدى الرقابة،وكأن ثمة من يرى أنه عاجز عن امتلاك حريته،وقراره،ولديه يقين جازم أن الرقابة "شرٌ لابد منه" !

magditayeb@yahoo.com


عبد الناصر مات . من بكرة تنامي الليل مقهورة بقلم سعاد سليمان

بوسطجي سينما إيزيس

 

عبد الناصر لم يمت انه باق في قلوب الملايين




عبد الناصر مات . من بكرة تنامي الليل مقهورة

بقلم

سعاد سليمان



عند الخامسة رفض ابني احمد كل الوعود والرشاوي التي وعدته بها، إذا تركني أذهب إلي المسرح بمفردي ، لم يكن أمامي إلا الخضوع . يجلس أحمد علي حجري لا يكف عن الحركة ومداعبتي بمشاغباته التي لا تنتهي . الدقة الثالثة لفتح الستار ، تصل حركاته القلقة إلي حد المضايقة ، أحذره وأنهره، فيكف لدقائق ثم يعاود شقاواته ، تصل المسرحية إلي مشهد موت جمال عبد الناصر ، تنساب موسيقى حزينة وصوت مشحون بالألم : ياجمال ... ياجمال ياحبيب الملايين . تخونني دموعي وتبلل خدودي . يشق صوت أمي صمت الذكري البعيدة تدمدم : بكت عيني وداريتها بأيدي ، وأنت عليك الصبر ياسيدي ، تفيض الدموع ساخنة علي رأس أحمد المستكين تماما في أحضاني ، ينساب اللحن : " الوداع الوداع ياحبيب الملايين " ، يلتفت مستطلعا بدهشة ما الذي يبكيني : أحوطه بذراعي حتي لا يفزع ، تتناهي إليَ نغمات بكاء أمي : من بكرة تنامي الليل مقهورة ، بقيتي مركب بلا ريس وموحولة "، تتبعها بآهة " كان بدري عليك ياشبيب . بابتسامة دامعة تتتابع في رأسي بكائيات أمي : " داركم وسيعة وبابها كويس ياميت ندامة صبحت بلا ريس . ينتفض جسدي يمسك أحمد بيدي ، أمسك بيد أمي أحاول امتصاص احزانها أسألها : لماذا تبكين ياأمي بدهشة نظرت إليَ وبتنهيدة حارة قالت : اصل أبويا مات ، اعقبتها بسؤال لم أعرف من أين أتيت به : من أخبرك أن أبوك مات ؟ لملمت طرحتها السوداء ، أخفت بها نصف وجهها ، أخذتني بعمق في احضانها ، وكأنها تحتمي بي من حزن لا طاقة لها به : أبويا وأبوكي مات،عبد الناصر مات . يختلط صوت ابني بصوت أمي ، أربت علي كتفه ، علي كتفها ، أهمس في أذنه ، يهمس في أذني : لا تحزني ياأمي إن شاء الله ربنا يرحمه ، ضممته إلي قلبي ، ضمتني إلي قلبها ، كان عمري ، عمر ابني أحمد خمس سنوات
سعاد سليمان
صحافية وأديبة مصرية

السبت، سبتمبر 28، 2013

أيامنا الحلوة : عن عم سعد الدين وهبة الذي نفتقده بقلم صلاح هاشم مصطفى

الكاتب المسرحي والسيناريست سعد الدين وهبة لاسينما ولامهرجانات بعده؟
أيامنا الحلوة
ذكريات سينمائية يكتبها
صلاح هاشم مصطفى

salahashem@yahoo.com

 عن عم سعد الدين وهبة
 الذي نفتقده

بقلم

صلاح هاشم مصطفى

من كل التراث السينمائي المصري العظيم ارتبطت بصداقة عميقة، وتشرفت بمحبة وأبوة، احترام وتقدير المخرج الكبير صلاح ابو سيف صاحب فيلم " بداية ونهاية "، والمسرحي وكاتب السيناريو الكبيرسعد الدين وهبة كاتب فيلم " مراتي مدير عام "، وقد تدخلت الظروف لتجعل حياتي تتقاطع مع حياتهما، فقد نظمت بتكليف من مهرجان لاروشيل السينمائي احتفالية سينمائية مهمة في فرنسا لتكريم السينما المصرية في شخص صلاح أبو سيف وأفلامه في مهرجان لاروشيل عام 1992 أعتبرها أبوسيف بنفسه بمثابة أكبر تكريم سينمائي له في حياته ،أما مع عم سعد الدين وهبة 




فقد شاءت الظروف أن أديربحضور القديرة سميحة أيوب المؤتمر الصحفي لسعد الدين وهبة عندما اقام له بينالي السينما العربية في باريس عام( لم أعد أتذكر..) احتفالية تكريم كأحد أبرز كتّاب السيناريو الذين عرفتهم السينما المصرية . وكان المفروض أن تدير المؤتمر الروائية السورية الشاعرة الصديقة سلوى النعيمي لكنها كانت مريضة، وتعاني من نزلة شعبية حادة، حتى لم يعد بالإمكان التعرف عليها وغير قادرة على النطق والكلام الا بالعافية، فطلبت منى الصديقة ماجدة واصف مديرة البينالي أن أدير الندوة ، وكنت حضرت لتغطيتها لمجلة " كل العرب " التي كنت أكتب لها آنذاك، فترددت قليلا، لأن اي مؤتمر صحفي وبخاصة مع شخصية سينمائية كبيرة وآسرة مثل عم سعد يحتاج الى تقديم وترتيب واعداد الخ ومانعت الى أن جاءني صوت عم سعد إن ياللا يا صلاح، فقمت وأدرت المؤتمر بنجاح والحمد لله، وقامت مدام سميحة أيوب بتسجيل وقائع المؤتمر الكبير بالفيديو وهو يقينا وثيقة سينمائية مهمة لمن يريد أن يكتب مستقبلا عن سعد وهبة واقترح ان تمنح نسخة منها للمركز القومي للسينما في مصر وتكون في حوزته، ثم كانت لي مع أبو سيف وعم سعد حكايات وروايات أرجو أن تسمح الظروف بروايتها مستقبلا.
المهم اني صرت أشعر عندما أكون في مصر بعدما رحلا أنه لم يعد هناك  لاسينما ولا مهرجانات، فبعد وفاتهما - كنت أردد على نفسي - ماذا يمكن أن يوجد فيها بعد.اللعنة.؟


لقطة لشادية وصلاح ذو الفقار في فيلم " مراتي مدير عام " سيناريو سعد الدين وهبة






الخميس، سبتمبر 26، 2013

الاسكندرية السينمائي بمشاركة 27 دولة يحتفي بذكرى حرب أكتوبر المجيدة


نحو عالم أكثر حرية
الاسكندرية السينمائي بمشاركة 27 دولة 
يحتفي بأفلام حرب اكتوبر المجيدة
الدورة 29 رسالة الى العالم بأن مصر بلد الأمن والأمان 
 تكريم جملة من المبدعين السينمائيين الكبار
في السينما المتوسطية من أمثال محمد خان من مصر ونوري أبوزيد من تونس وفيليب فوكون من فرنسا وغيرهم

الأمير أباظة رئيس مهرجان الاسكندرية الدورة 29

القاهرة .سينما إيزيس


أعلنت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول حوض البحر المتوسط الاحتفال بذكرى مرور 40 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة من خلال عرض 14 فيلمًا تجسد تلك الملحمة، بالتعاون مع إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة، وكذلك فيلم بعنوان ثورة شعب حماها الجيش
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته إدارة المهرجان يوم الأربعاء26 سبتمبر للإعلان عن تفاصيل الدورة التاسعة والعشرين والتي تقام تحت عنوان "نحو عالم أكثر حرية" بحضور محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدي، ورئيس المهرجان في دورته الحالية الأمير أباظة.
من جانبه، أكد محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدي أن إقامة المهرجان في تلك الفترة هو رسالة إلى العالم أجمع بأن مصر هي بلد الأمن والأمان، مضيفًا أن تواجدنا وثقافتنا والتفافنا حول كل ما هو جميل وحق وعدل هو ما سيؤهلنا لعبور المرحلة الحالية.
وتابع المهدي، أنه يعتبر مهرجان الإسكندرية بمثابة الملتقى الخاص بالإبداع الثقافي والاجتماعي نظرًا لأنه يحمل كل عناصر الجذب للإسكندرية بمفهوم طرح تلك المحافظة الساحرة كمدينة تؤمن بالجمال والثقافة.
من جانبه، قال رئيس المهرجان في دروته الـ29 الأمير أباظة، إن تلك الدورة تختلف عن الدورات السابقة، من حيث عدد الدول والأفلام المشاركة، وكذلك استحداث برامج جديدة على منافسات المهرجان.
وأضاف أباظة، أنه ولأول مرة تشهد دورة لمهرجان الإسكندرية السينمائي مشاركة 27 دولة، رغم الحظر الذي فرضته بعض الدول على مصر، مضيفًا أن إدارة المهرجان اختارت إيطاليا لتكون ضيف شرف الدورة التاسعة والعشرين من خلال عرض 5 أفلام من موجات السينما الإيطالية الحديثة.
ولفت أباظة إلى أن قائمة المكرمين ستضم كلًا من ماركو اونوراتو "مدير التصوير الإيطالي"، وفيليب فوكون "المخرج الفرنسي"، ومحمد بكري "المخرج والممثل الفلسطيني"، ومحمد مفتاح "مخرج وممثل مغربي"، ونوري بوزيد "المخرج التونسي"، فيما تضم قائمة المكرمين من مصر كلًا من إلهام شاهين والسيناريست وحيد حامد والفنان محمود حميدة والمخرج محمد خان


لقطة من فيلم " سامية " للمخرج الفرنسي فيليب فوكون من ضمين المكرمين في الدورة 29.

مركز " ثروت عكاشة " الجديد ينفتح على سينمات العالم


مركز " ثروت عكاشة " الجديد ينفتح على  سينمات العالم
مدير التصويرالفنان كمال عبد العزيز ورئيس المركز القومي للسينما

القاهرة . سينما إيزيس

أعلن  كمال عبد العزيز، رئيس المركز القومى للسينما، إن المركز انتهى من تجهيز مركزا جديدا بإسم  وزير الثقافة المصري الراحل ثروت عكاشة" بحرم مدينة السينما ليكون مركزا ثقافيا وسينمائيا متخصصا يتيح عرض جميع ما أنتجه المركز القومى من أفلام على مدى تاريخه.
والانفتاح على سينمات العالم 
وأوضح عبد العزيز أن مركز ثروت عكاشة كان معروفا من قبل بقاعة الوزير، ولكنه كان مكانا مهملا منذ أكثر من 30 عاما، حتى قام المركز منذ فترة بإعادة تجهيزة ليصبح مركزا ثقافيا ونفيا متخصصا.
وعن التجهيزات التى أقيمت بالمركز قال عبد العزيز: انتهينا من تجهيز 3 قاعات الأولى تضم مائة كرسى لعروض الأفلام المختلفة والثانية قاعة للأفلام القصيرة أقل من 10 دقائق ويتم عرض الأفلام فيها بلا توقف ويستطيع الباحث أو المهتم متابعة العروض كاملة وهو واقف، وهناك قاعة ثالثة بمساحة 120 مترا لإقامة المعارض المختلفة من فنون تشكيلية وتصوير فوتوغرافى وغيرهما من المعارض.
وأضاف عبد العزيز أن التجهيزات شملت أيضا إقامة شاشة خارجية فى حرم المركز لإقامة العروض فى الهواء الطلق فضلا عن قاعة أخرى مجهزة بـ15 جهاز كمبيوتر يستطيع الطلاب والباحثون والمهتمون بشكل عام متابعة جميع انتاجات المركز منذ انشائه، وتتضمن كل ما أنتجه المركز منذ انشائه وهى نحو 550 فيلما متاحا منها فى هذه اللحظة حوالى400 فيلم كنسخ رقمية على الأجهزة وستتم إضافة باقى الأعمال قريبا بعد تجهيزها، هذا فضلا عن مجموعة من الأعمال المستقلة التى أنتجت قبل إنشاء المركز القومى.
وكان وزير الثقافة محمد صابر عرب قد قرر التجديد لرئيس المركز لمدة 6 أشهر أخرى بدأت منذ شهر، وهو ما علق عليه عبدالعزيز بالقول: أنا فى الأصل مدير تصوير ولدى أعمالى الخاصة، ولكن أنا الآن موظف حكومى، وأقوم بأداء عملى طوال فترة وجودى على كرسى رئاسة المركز، وهذا التجديد القصير الأجل لا يؤثر مطلقا على أى أعمال لى فى المركز وسأظل أعمل الى أن يصدر قرار بإنهاء عملى به ولن أفكر فى الأمر بأن الفترة قصيرة أو طويلة فأنا أعمل حتى تنتهى فترة رئاستى.
وعما إذا كان هذا القرار سيعرقل العمل فى المشاريع المستقبلية كمهرجان الاسماعيلية للأفلام القصيرة والتسجيلية أوضح: لا أعتقد فنحن نعمل كما قلت حتى حدوث أى تغييرات وبالنسبة لمهرجان الاسماعيلية فلم نبدأ بعد التحضير للدورة القادمة، ولكن سيحدث فى القريب العاجل وستستمر إدارة محمد حفظى التى تولت الدورة السباقة فى العمل فى الدورة القادمة.
وعما تردد عن تشكيل لجنة خاصة من وزارة الثقافة والاستثمار وجهات متعددة للوقوف على مشاكل صناعة السينما والعمل على حلها، أوضح عبدالعزيز أنه حتى اليوم لم يصدر أى قرار رسمى فى هذا الصدد، ونحن فى انتظار القرار الرسمى لنبدأ العمل وتجهيز ملف بالأزمات العاجلة التى تحتاج إلى حل وأيضا ملف آخر بتلك الأزمات.

الاثنين، سبتمبر 23، 2013

مجدي الطيب يكتب من أم الدنيا لـ "سينما إيزيس " في باريس عاصمة النور عن : " الخروج من القاهرة " على طريقة صلاح جاهين


لقطة من فيلم الخروج من القاهرة المحظور عرضه للأسف في مصر


مجدي الطيب  يكتب من أم الدنيا الى " سينما إيزيس " في باريس عاصمة النور


 مجدي الطيب



" الخروج من القاهرة" على طريقة صلاح جاهين !



  أحدثكم عن فيلم مصري محظور عرضه في مصر بأمر الرقابة على المصنفات الفنية،التي اتهمته بالإساءة للأديان،والإضرار باستقرار الوطن،وعاقبت مخرجه الشاب هشام عيسوي لأنه تجرأ وعرض الفيلم من دون تصريح منها في المسابقة الرسمية لمهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته السابعة العام 2010،ورأت في ما حدث "جريمة" !

  من ناحيته لم يأبه المخرج،الذي درس وعمل في أميركا،بالإجراءات البيروقراطية للرقابة،ولم يتوقف كثيراً عند تعنتها وتربصها،وحساسيتها المفرطة،وشارك بالفيلم في الدورة التاسعة لمهرجان "آمال" السينمائي العربي الأوروبي بأسبانيا العام 2011،وحصل على جائزة أفضل فيلم مناصفة مع الفيلم العراقي "ابن بابل"،كما حصلت بطلته الشابة "مريهان" على جائزة أفضل ممثلة،وتكررت المشاركة في الدورة الثانية لمهرجان مالمو للسينما العربية العام 2012،وحصد جائزة أفضل فيلم روائي طويل .

  عنوان الفيلم،الذي انفردت بعرضه قناة "آرتيه" arte  الفرنسية الألمانية،هو "الخروج من القاهرة"،الذي نجح في تقديم صورة واقعية لمصر التي أغلقت أبواب الأمل في وجوه أبنائها فأصبحوا مجبرين على أن يبيعوا أنفسهم،لو أنهم تشبثوا بالبقاء على أرضها،أو "الخروج" منها،حتى لو أدى بهم الأمر إلى التضحية بالنفس في قارب تتقاذفه الأمواج المتلاطمة في بحر عات لا يرحم !

  قبل نزول التترات وفي اللقطة الأولى من الفيلم تبدو السماء زرقاء صافية ورحبة وصوت النورس يجلجل في المكان ولا تكاد تستطيع التفريق بين السماء وشاطئ البحر الممتد،وصوت الأمواج المتلاطمة التي تُنذر بالخطر المخيم على الأجواء .وفي لقطة تالية لاحقة نتابع فتاة لا نتبين ملامحها تهرول نحو الأفق بينما تبدو مكبلة ومقيدة بأعمدة الإنارة التي تُحاصرها على جانبي الجسر الذي تهرول فوقه.

  هذه البداية التي تنم عن حس تشكيلي،كما تكشف عن عين خبيرة،وأسلوبية فنية،للمخرج هشام عيسوي،الذي كتب الفكرة والفيلم مع الكسندر كينياس،وصاغ السيناريو والحوار مع أمل عفيفي،تتواصل في الفيلم،الذي يُبهرك بقدرته على أن يملك مشاعرك،ويحافظ على تركيزك،من خلال نقلات  ـ مونتاج نهاد سامي ـ تقودك إلى الحدث مباشرة،وتدفعك لأن تعيش الهم،وتتوحد مع أزمة الأبطال جميعاً،وعلى رأسهم "طارق" ـ محمد رمضان ـ و"أمل" ـ مريهان ـ اللذان يعيشان قصة حب مجهضة ليس فقط بسبب الظروف الاقتصادية،وإنما،وهذا هو المهم في التجربة،بسبب اختلاف الديانة؛فالأول مسلم بينما الثانية مسيحية،وهو ما يواجه بمعارضة شديدة من العائلتين 



  لن تستشعر،مطلقاً،وأنت تتابع أحداث فيلم "الخروج من القاهرة"،أنك أمام مخرج "متفرنج" يقدم الواقع،في مصر، بروح "المستشرق" أو بمنظور "السائح" الذي يتعامل مع ما يراه بوصفه "فولكلور"،لكنك حيال مخرج عاشق لمصر،على طريقة صلاح جاهين في قصيدته الشهيرة "على اسم مصر" :"بأحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء .. واكرهها وألعن أبوها بعشق زى الداء"؛فاختياراته لأماكن التصوير الطازجة،وزوايا الكاميرا ـ تصوير باتريك ثلاندر ـ يعكسا مقدرة فائقة،وموهبة كبيرة،من جهته،مثلما يؤكدا عشقه الواضح للقاهرة،ورفضه الاستسلام لغواية تقديم عشوائيتها  بشكل قبيح؛إذ تفنن في رصد "السحر الخفي" للقاهرة،بتناقضاتها وغرائبها، واحتفظ بالتفاصيل التي تخدم الرؤية،وأكد العلاقة الوثيقة بين البطل والبحر،الذي يمثل بالنسبة له طوق نجاة،ومن ثم لا يرى فارقاً بين الغرق في طوفان واقع يومي متردي،والغرق في البحر أثناء هجرة غير شرعية !

  طوال الأحداث يبدو المخرج شديد الاقتصاد في استخدام الحوار،شديد البراعة في توظيف الصورة لتوصيل الرسائل التي أرادها؛فالفقر،والهوة الشاسعة بين الطبقات،أصل البلاء في المجتمع المصري ثم يأتي التطرف الديني،وغياب روح التسامح.وبنفس الكفاءة حالف المخرج التوفيق في إسناد مسئولية وضع الموسيقى التصويرية لتامر كروان؛الذي أبدع كما لم يفعل من قبل،حيث استوعب التجربة،وتجاوبت موسيقاه مع جرعة المشاعر والعواطف،كما نجح المخرج في توظيف الأغنيات،التي أدت دورها الدرامي المُكمل للصورة والحوار،لكن يُحسب له احترامه للمشاهد،وجرأته في مناهضة التطرف الديني،وتوجيه أصابع الاتهام للكنيسة"،التي قدمها في لقطة وهي محاطة بسياج كبير،وكأنها سجينة أفكار قديمة وجب عليها أن تُبادر بالتخلص منها .

لم تخسر "الرقابة" عندما حظرت عرض فيلم "الخروج من القاهرة"،كونها اعتادت مصادرة الإبداع،وملاحقة المبدعين،والتنكيل بأصحاب السينما التي تسبح ضد التيار،لكننا خسرنا تجربة جريئة نجحت في إثارة الجدل، وألقت حجراً في المياه الراكدة،مثلما أماطت اللثام عن "المسكوت عنه" في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر،وأكدت أن هوس التطرف الديني أصاب الجانبين على حد سواء !

             magditayeb@yahoo.com





الأحد، سبتمبر 22، 2013

الوطن الآخر 4 . بروميثيوس طليقا في مارسيليا( 1 و 2 من 4 ) بقلم وعدسة صلاح هاشم مصطفى




الوطن الآخر 4
بروميثيوس طليقا.. في مارسيليا

الطهطاوي مونتسكيو العرب

 1 و2 من 4


بقلم وعدسة


صلاح هاشم مصطفى




محاضرة رفاعة رافع الطهطاوي مونتسكيو العرب


كانت هذه هى المرة الأولي التي أتوجه فيها الى مارسيليا بدعوة من أكبر مركز ثقافي في المدينة. كنت هناك على موعد مع محاضرة عن رفاعة رافع الطهطاوي رائد نهضة مصر الحديثة بعنوان " الطهطاوي مونتسكيو العرب " للباحثة وأستاذة علم التاريخ في جامعة إكس أون بروفانس ليلى داخلي ( وهي فرنسية من أصل تونسي " في متحف الحضارات الاوروبية والمتوسطية ويطلق عليه اختصارا للإسم الطويل " موسم " ودعونا الآن من المحاضرة التي سأحكي لكم عنها بعد قليل، والتى كان يعقبها عرض فيلمي الوثائقي عن الطهطاوي تصوير ومونتاج الصديق اللبناني الفنان سامي لمع وانتاج الصديقة الاعلامية الكويتية الراحلة نجاح كرم، و كان الفيلم يحكي أيضا عن بلد الطهطاوي وحال مصر آنذاك عام 2007 مع الألم في عهد مبارك. وكالعادة وقبل كل رحلة ، كنت هبطت الى مكتبة الحي الذي أقطن في باريس، واستعرت كتابين عن مدينة مارسيليا ،أتيت عليهما في ليلتين، وعندما هبطت في محطة سان شارل، قادما اليها من باريس كانت الآنسة " ميم " وهي شابة وجميلة من طرف متحف " موسم "تنتظرني لتصحبني الى فندق " فرتيجو " الواقع في احد الشوارع القريبة من الميناء القديم فقد كان المتحف قد حجز لي مع زوجتي لمدة ليلتين هناك.. 


في ذلك الوقت كانت مارسيليا في الخارح تحتفل بتتويجها عاصمة للثقافة الأوروبية لهذا العام 2013، وكان من السهل على أي زائرأن يتبين مظاهر هذا الحدث الثقافي الأول في فرنسا من خلال ذلك التدفق البشري الهائل في الشوارع والمحطات والميادين على المدينة. ثم كانت مفاجأة لي عندما سمعت جلجلة وقرقعة ، فالتفتت فاذا بي أرى عربة ترام تسير في الشارع العام ذكرتني بعربات الترام التي كانت تحط في ميدان السيدة زينب وكنا نحن الصغار الأشقياء من قلعة الكبش نهبط الى الميدان مخصوص كي نتشعبط فيها ونركبها ببلاش من السيدة الى ساحل روض الفرج، في حين تناثرت مجموعة من التماثيل التي نصبت في الشارع العام ومن ضمنها تمائيل لفيلة وأسود ونمور حولت الميدان المواجه للميناء القديم كله الى حديقة حيوانات في الهواء الطلق وساحة للفرح العارم ..


 وكان أغرب ما رأيته في قلب الميدان خيمة كبيرة مفتوحة على الهواء وكان سقفها عبارة عن مرآة تعكس صورة الناس الذين يسيرون تحته، وقد جعلتني تلك المرآة اتذكر على الفور تلك المرآة التي رآها الطهطاوزي لأول مرة في احد المقاهي عند وصوله الى مارسيليا عام 1821 مع تلك البعثة التعليمية التي أرسلها محمد على باشا الى فرنسا لدراسة العلوم الحديثة مثل الفيزياء والكيمياء والجغرافيا والمدفعية من ضمن العلوم العسكرية الخ، ولم يكن يعرف وقتها أو يدرس في جامعة الأزهر سوى العلوم الفقهية، ولقد كان ارسال تلك البعثة الى فرنسا بمثابة أول خطوة لتحديث البلاد..

( يتبع .. )
 

تنبيه..
كتاب " الوطن الآخر 4 " هو الجزء الرابع من كتاب " الوطن الآخر.سندباديات مع المهاجرين العرب في أوروبا وأمريكا " الذي صدر عام 1981 عن دار الآفاق الجديدة في بيروت لبنان في ثلاثة أجزء، يتضمن الجزءان الأول والثاني  جولات هاشم في بلدان الهجرة الاوروبية ليحكي عن المهاجرين العرب وحياتهم في الغربة، بينما يتضمن الجزء الثالث رحلته لرصد واقع المهاجرين العرب وتاريخهم وحياتهم في بلاد العام سامك أميركا، ويخصص الجزء الرابع المزمع طبعه في مصر قريبا جولات بن هاشم الأخيرة ومن ضمنها رحلته هذه الى مارسيليا

الثلاثاء، سبتمبر 17، 2013

مجدي الطيب يكتب من أم الدنيا الى " سينما إيزيس " في عاصمة النور: التهمة مثقف، محسنة توفيق نموذجا

الفنانة والممثلة المصرية القديرة محسنة توفيق

مجدي الطيب يكتب من " أم الدنيا " الى " سينما إيزيس " في عاصمة النور



التهمة  : مثقف .. "محسنة توفيق نموذجاً"!


مجدي الطيب


  بمناسبة حصولها على جائزة الدولة التقديرية تذكرت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة  الفنانة القديرة محسنة توفيق،وتسابقت لإجراء حوارات معها بينما اتحدي أن أحداً،سواء من المحررين أو رؤساء تحرير هذه المطبوعات،لم يكن ليعرف،قبل الإعلان عن الجائزة،عما إذا كانت الفنانة مازالت على قيد الحياة أم رحلت عن عالمنا،وهو ما أكدته الفنانة المبدعة في حواراتها عندما فجرت إشكالية مهمة تتعلق بالمصير الذي يلقاه الفنان المصري في حال تجرؤه على إعمال ملكة التفكير التي حبا الله بها؛ففي تلك اللحظة يلقى معاملة سيئة من المهيمنين على العملية الإنتاجية،الذين يتجاهلونه ويحاصرونه،ويجبرونه على دفع ثمن مواقفه،ووجهات نظره، وغالباً ما ينتهي به الحال معتقلاً في منزله،وكأن حكماً صدر عليه بأن يصبح "قيد الإقامة الجبرية" !
  أكاد استشعر نبرة الحزن في حديث الفنانة القديرة،وهي تُعلن أنها "تُعاني حالة نفسية سيئة بسبب تجاهل الوسط الفني لها،ومن ثم جاءت الجائزة بمثابة قبلة الحياة بالنسبة لها،وحسنت حالتها النفسية،كما أشعرتها بالسعادة، لأن ثمة من يتذكرها بعد سنوات طويلة من التجاهل". وفي تقديري أن فنانين كثُراً يعيشون نفس المأساة التي تعيشها محسنة توفيق أذكر منهم الآن : عبد العزيز مخيون، نبيل الحلفاوي،مدحت مرسي،محمود حميدة ومحمد صبحي ..ومحمود مرسي من قبلهم ممن دفعوا ثمناً باهظاً لمواقفهم الجادة أو مجاهرتهم بفهمهم المختلف لرسالة الفن بالدرجة التي دفعت المنتجين،وربما المخرجين،لتجميد التعاون معهم،بحجة أنهم "مثقفون" !
  لم يشفع للفنانة القديرة محسنة توفيق مشوارها الطويل،الذي بدأته بالحصول على وسام الدولة في العلوم والفنون (1967)،وكونها أصغر من حصل عليه حتى الآن،مثلما لم تنقذها الأدوار الرائعة التي جسدتها في أفلام : «العصفور»،«إسكندرية ليه»،«قلب الليل» و«الزمار».وفي الدراما التلفزيونية مثل :«ليالي الحلمية»، «الوسية» و«المرسى والبحار»؛وفوجئت،كما فوجئ الجمهور والنقاد،بغيابها عن الساحة قرابة ثماني سنوات لم يطرق بابها أحد من المنتجين والمخرجين،ورغم ذلك تباغتها وسائل الصحافة المرئية والمكتوبة بالسؤال الأبدي :"ما سبب غيابك عن الأعمال الفنية ؟" !
  مشكلة محسنة توفيق أنها تُعلي من شأن كبرياءها الفني،وتولي اعتباراً كبيراً لكرامتها الإنسانية،ولهذا لا تمانع، وهي في ذروة معاناتها من التجاهل،أن ترفض بشكل قاطع الأعمال دون المستوى،وتضع شروطاً للأدوار التي توافق عليها،ما أثار حفيظة المنتجين والمخرجين،ممن لم يألفوا مواجهة هذه النوعية من الفنانين،فما كان منهم سوى أن امتنعوا عن عرض أي عمل جديد عليها، وفرطوا،بسهولة عجيبة،في استثمار طاقة إبداعية ضخمة، وخبرة فنية كبيرة لا يُستهان بها في الدول التي تُدرك قيمة فنانيها المخضرمين .
  لقد تعرضت محسنة توفيق للعزل السياسي،والمنع من العمل،والنقل من وزارة الثقافة إلى هيئة الاستعلامات، لكنها لم تتراجع أو تُهادن،وظلت متشبثة بمبادئها،وإنسانيتها،وروحها الثورية،ورفضها أشكال النفاق والانتهازية التي أصابت عدداً من زملائها في الوسط الفني،ولم تتردد في إعلان استنكارها لها ولهم،بنفس درجة استهجانها لتراجع الوعي السياسي للمخرج يوسف شاهين،الذي وصفته بأنه "عبقري"،وأحد أفضل المخرجين في تاريخ السينما المصرية،لكن شيء لم يمنعها من القول إنه "كان مُشوشاً سياسياً في بعض أفلامه؛مثل «الآخر»"،وأنه "لم يكن قوياً بالدرجة التي تجعله يصمد"،وأنه "عانى أزمة نفسية كونه ابن الطبقة التي ينتمي إليها،وتحكمت به الموائمات والتوازنات،على عكس فنانين كثر وأنا منهم، لم ننكسر بعد ما حدث لنا وحافظنا على مبادئنا".
  صراحة قد يراها البعض موجعة،وتتناقض مع تصريحات الفنانين التي تتسم دائماً بالتحفظ،وربما المجاملة التي يُطلقها عليه البعض "دبلوماسية" لذا لم يكن غريباً على "المناضلة" محسنة توفيق أن تتهم الإعلام المصري، وطريقة تناوله للأحداث،بأنه "يمارس التضليل،وبتر وتلفيق الحقائق"،وتصف ما يحدث في معظم القنوات الفضائية بأنه "تزوير فاجر"،ثم تهاجم قرار  مقاطعة الأعمال التركية وترى أنه "نوع من «النطاعة السياسية» وادعاء بطولة زائفة" !
  غير أن أكثر ما أحزنني في حوار الفنانة القديرة تأكيدها أنها لا تتابع الدراما التلفزيونية خشية أن تشاهد عملاً يناسبها،وتشعر بالحزن لأنه لم يُعرض عليها،فما قالته،وسجلته بصراحة،يعني أن حكماً بالإعدام صدر ضدها،وهي مازالت على قيد الحياة،وهو ما ينطبق بالضبط على فنانين كُثر واجهوا المصير نفسه فيما ينعم "المهرولون" و"الأفاقون" و"الانتهازيون"،كما وصفتهم محسنة توفيق،بالتربح من مواقفهم المتضاربة، والاستفادة من الأحداث الجارية،لتصب في مصالحهم الشخصية،وتُفاقم نرجسيتهم المطلقة،وتُزيد من انكفائهم على ذواتهم؛ففي كل الأحوال هم ليسوا مضطرين إلى دفع ضريبة التفكير لأنهم،ببساطة،لا يفكرون !  

magditayeb@yahoo.com



يحيى خليل في مهرجان طنجة لموسيقى الجاز من 18 الى 23 سبتمبر2013


فنان الجاز العالمي يحيي خليل

يحيي خليل فنان الجاز الأول في مصر

يشارك مع فرقته في مهرجان طنجة

 لموسيقى الجاز 

في المغرب


يسافر الى المغرب اليوم فنان الجاز العالمي يحيى خليل للمشاركة في فعاليات مهرجان طنجة لموسيقى الجاز الذى يقام في الفترة من 18الى 23 سبتمبريقدم يحيى خلال الحفل مقطوعات من الموسيقى العالميه لنجوم موسيقى الجاز الى جانب  مجموعه من مؤلفاته التي يجمع فيها بين موسيقى الجاز والموسيقى المصرية  في تناغم فريد يعبر عن  فكرة ولمسته  التي وضعها وسطرت باسمة  بين فناني هذا   النوع الموسيقى ،وهو الامر الذى ادهش  كل نجوم العالم الذين يقدمون هذا اللون  خاصة ان الموسيقى المصرية ثريه بإيقاعاتها  كما هو الحال في موسيقى الجاز .وعقب عودته لمصر يستعد لبداية موسمه  الجديد والذى يتضمن حفلات بدار اوبرا القاهرة والاسكندريه ودمنهور .كما يطلق احدث البوماته والذى يحمل اسم " بحلم في عالم غريب".

الاثنين، سبتمبر 16، 2013

مونتسكيو العرب الطهطاوي في مارسيليا بقلم صلاح هاشم

برنامج متحف " موسم " من سبتمبر وحتى يناير 2013


 لقطة لمحاضرة بعنوان " رفاعة رافع الطهطاوي " مونتسكيو العرب" لليلي داخلي  يوم 12 سبتمبر2013 بمتحف " موسم " في مارسيليا

الصفحة المخصصة للمحاضرة والفيلم في برنامج  متحف " موسم " من سبتمبر الى يناير 2014



مونتسكيو العرب الطهطاوي في مارسيليا




بقلم

 

صلاح هاشم مصطفى


مارسيليا المرة الأولى : حب من أول نظرة ؟

لابد من القول بداية،  وقبل الشروع في الحديث عن رحلتي الى مدينة مارسيليا في الفترة من 11 الى 13 سبتمبرلحضور محاضرة في متحف " موسم " الذي افتتح في شهر يونيو الماضي، ويعد حاليا أكبر مركز ثقافي، والمزار السياحي الأول  في المدينة، 
وكانت المحاضرة يوم 12 سبتمبر بعنوان " رفاعة رافع الطهطاوي مونتسكيو العرب " للباحثة ليلى داخلي أستاذة علم التاريخ في جامعة إكس أون بروفانس التي أعقبها عرض فيلمي الوثائقي " البحث عن رفاعة " سيناريوواخراج المصري صلاح هاشم مصطفى،  تصويرومونتاج الفنان اللبناني سامي لمع، وانتاج  الاعلامية والناقدة السينمائية المرحومة نجاح كرم، وموسيقى الفنان يحيى خليل.
لابد من القول بأني أحببت مارسيليا من الوهلة الأولى، فقد استقبلتني فيها شمس الجنوب العفية، وأخذتني من محطة سان شارل مباشرة الى صدرها ودلتني على بحرها الكبير. وبسرعة عانقت فيها زهو تلك الاسكندرية التي فقدتها، ودلفت وأنا أسكب فيها عسلي الى داخل بحرها من دون خوف أو وجل

( يتبع ..)

الثلاثاء، سبتمبر 10، 2013

مجدي الطيب يكتب لـ " سينما إيزيس " زاوية " من أم الدنيا الى عاصمة النور " عن المخرج توفيق صالح الذي لم يخن نفسه



مخرجنا المصري الكبير الراحل توفيق صالح لم يخن نفسه


من أم الدنيا إلى عاصمة النور


المخرج الذي لم يخن نفسه !
بقلم : مجدي الطيب


   
عرفت المخرج الكبير توفيق صالح (1926-2013) في موقفين شديدي التناقض؛أولهما أعرب فيه عن غضبه الشديد لأنني انتقدت،في مجلة "روز اليوسف" المصرية،موقفه الرافض لمشاريع المخرجين الشباب،وطالبته بألا يقف حجر عثرة في طريقهم،وأن يمنحهم الفرصة التي انتزعها،ورفاقه،من الجيل السابق عليهم،وكانت القطيعة التي طالت لفترة من الزمن لكنها انتهت مع اختياري في مارس من العام 2007 لعضوية لجنة تحكيم الدورة الثالثة والثلاثين لمهرجان جمعية الفيلم السنوي للسينما المصرية،التي ترأسها المبدع الكبير؛حيث كانت الفرصة مواتية للمزيد من التقارب الإنساني،قبل الالتقاء الفكري،واكتشفت أنه لم يكن "الديكتاتور"،الذي تم الترويج له طويلاً،وأن تواضعه كان كثيراً ما يدفعه،وهو المخرج المخضرم،إلى الاستماع إلى وجهة نظر أصغر عضو في اللجنة من دون أن يتأفف أو يُبدي تبرماً !

  يومها،وقبل أن تنتهي أعمال لجنة التحكيم أهداني قرصاً مدمجاً يتضمن نسخة من فيلمه "المتمردون"(إنتاج 1966)،وفي يوليو / تموز من العام الماضي فوجئت به،وهو القامة الكبيرة،يبادر بتهنئتي بعيد الفطر المبارك،ولم أبالغ عندما قلت له في ردي على رسالته الرقيقة:"تهنئتكم بالعيد جعلت له طعماً آخر"،وبعدما علمت في شهر مايو / أيار الماضي،بأن أزمة صحية داهمته دعوت له،في رسالة هاتفية،بسرعة الشفاء لكي يعود إلى محبيه ومريديه !   

  أدرك توفيق صالح،في وقت مبكر للغاية،أهمية التواصل بين الفيلم والرواية،ومن بين سبعة أفلام روائية طويلة هي كل رصيده استلهم "المتمردون"( 1966) من رواية للكاتب الصحفي صلاح حافظ و"السيد البلطي" (1967) من رواية للكاتب صالح مرسي و"يوميات نائب في الأرياف" (1968) من رواية للأديب الكبير توفيق الحكيم و"المخدوعون" (1972) من رواية "رجال في الشمس" للأديب الفلسطيني غسان كنفاني. وفي تقديري أن الثقافة الموسوعية للمخرج الكبير توفيق صالح،فضلاً عن جرأته في تبني المواقف المختلفة من دون مواربة، كانا سبباً في التباين،والخلاف أحياناً،بينه ويوسف شاهين (1926- 2008 ) رفيق دراسته في كلية "فيكتوريا"؛ فهو الذي وصف "شاهين"،في حوار نادر مع قناة "نايل سينما"،بأنه "حرفي وصاحب عين سينمائية ليس أكثر"، واتهمه ـ أي شاهين ـ بأنه طالبه بأن يقطع إقامته في العراق،ويعود ليعمل في مصر في فيلم من إنتاجه،ولما فعل حنث "شاهين" وعده،وطالبه بأن يُساهم،أولاً،في إنتاج الفيلم !

لقطة من فيلم " المخدوعون " لتوفيق صالح 

  هل استشعر توفيق صالح أنه ظُلم كثيراً مُقارنة بآخرين اهتمت بهم وسائل الإعلام،واحتفت بهم الأقلام النقدية، وأخذوا أكثر مما أعطوا ؟

  واقع الحال يؤكد هذا؛فالمخرج الذي عُرف بأنه مُقل،لم يخن نفسه،وجمهوره،يوماً،وفي مجمل أفلامه بدا مشغولاً   بالقضايا الحياتية،كما فعل في "درب المهابيل" (1955)،و"يوميات نائب في الأرياف" (1968)، ومُدركاً للدور الذي تلعبه السينما كأداة للتغيير والتحريض،كما رأينا في "صراع الأبطال" (1962)، و"المتمردون" (1966) و"السيد البلطي" (1967)،وشديد الإيمان بالقومية العربية،وهو ما عبر عنه،بقوة،في فيلم "المخدوعون" (1972)،الذي أنتجته "المؤسسة العامة للسينما" في سوريا،عن رواية للأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني، وتناول القضية الفلسطينية من منظور غاية في الجدة والجدية والنبل الإنساني الممزوج بالحس الوطني؛حيث الفلسطينيون الثلاثة الذين خططوا للهروب إلى الكويت،عبر الاختباء داخل صهريج إحدى الناقلات،في طقس شديد الحرارة،وينتهي الأمر بوفاتهم،وإلقاء جثثهم في مقلب نفايات،في إسقاط واضح على التجاهل الصارخ الذي يواجه القضية الفلسطينية !

  على عكس الأثر الإيجابي الذي حققه الفيلم السوري "المخدوعون" ظل الفيلم العراقي "الأيام الطويلة" (1980) بمثابة الوصمة التي طاردت المخرج الكبير توفيق صالح فترة غير قصيرة من حياته؛إذ لم يغفر له الكثيرون إقدامه على إنجاز فيلم يحكي سيرة ومسيرة صدام حسين،وبالرغم من دفاعه عن نفسه بأنه عاش ظروفاً استثنائية اضطرته إلى إخراج الفيلم،نافياً اتهامه بأنه تقاضى أموالاً طائلة نظير موافقته على إخراج الفيلم،إلا أن السقطة بدت كبيرة،وتحولت،مع مرور الزمن،إلى جرح لا يندمل،وظل "صالح"،الذي غادر مصر إلى فرنسا العام 1950 ليدرس السينما،لكنه درس الرسم والفوتوغرافيا،وقام بتدريس السينما في العراق،على قناعة بأنه دفع ثمناً باهظاً لإيمانه بالقومية العربية !

magditayeb@yahoo.com


الاثنين، سبتمبر 09، 2013

سينما إيزيس تدعو نادي الكويت للسينما الى إنشاء جائزة بإسم الاعلامية والناقدة السينمائية نجاح كرم


 الى إنشاء جائزة بإسم نجاح كرم 




الاعلامية  نجاح كرم منتجة فيلم " البحث عن رفاعة " لصلاح هاشم



 فيلم" البحث عن رفاعة" الذي كتبت عنه جريدة " الكويتية " في أفضل خبر كتب عن تكريم الطهطاوي وعرض فيلم عنه في مارسيليا ولحد الآن- انظر الخبر كما جاء في " الكويتية " أسفل - هو" مولود " لنجاح كرم، لذلك تحية هنا الى روح الاعلامية الصحافية الناقدة السينمائية الكويتية وسكرتيرة نادي الكويت للسينما سابقا الراحلة نجاح كرم التي لولاها لما كان لهذا الفيلم أن ينجز..

 فقدانتجته نجاح لأنها كانت تحمل حبا واعتزازا كبيرين لمصر "أم الدنيا"، وكانت كما يعرف الجميع تعشق هذه البلاد مصر، وتهيم حبا بأهلها، وتحضر كل مهرجاناتها السينمائية كسفيرة للاعلام الكويتي، وتعتبرأن مصر هى وطنها الثاني بعد الكويت،،

ولولا ايمانها بعد قراءة السيناريو بان الفيلم الذي كتبه وأخرجه المصري صلاح هاشم، وصوره ومنتجه اللبناني سامي لمع،سوف يحقق بالفعل سبقا على مستوى الشكل( عدم اللجوء الى الاشكال الحكائية التقليدية التي عفا عليها الزمن،وابتداع أساليب سرد جديدة)و كذلك على مستوى المضمون ( محاولة ايقاظ أمة للحاق بقطار الحداثة، والبعث الجديد، من دون اللجوء الى المباشرة ) ماكانت تحمست لتمويله وإنتاجه، وشجعتهما على إنجازه،

                                         مولود لنجاح وجائزة بإسمها

ولذلك نعتبر أن فيلم " البحث عن رفاعة " هو "مولود"  لنجاح كرم،ومن حقهاأن تفتخر بمولودها لأن عرضه في تلك التظاهرة يوم الخميس 12 سبتمبر2013 تظاهرة تكريم رائد نهضة مصر الحديثة الشيخ الازهري والعالم الكبير رفاعة رافع الطهطاوي في أهم وأكبرمتحف ومركز ثقافي في مارسيليا MUCEM لهو، ليس شرفا كبيرا لمصروالكويت ولبنان الذين شاركوا في صنع الفيلم فحسب. بل لهو شرف أيضا لكل دول "ثورات الربيع العربي"وتكريم لكل شعوب الدول العربية 
الرافضة للحكومات الاستبدادية الديكتاتورية،والمناهضة للجماعات الدينية الارهابية الفاشية المتطرفة التي تريد أن تعود بنا الى عصور الجهل والتخلف،وظلمات العصور الوسطى، وقد كان الفيلم الذي ينبه أيضا الى ظاهرة صعود التيارات الدينية الفاشية المتطرفة،كان في مجمله أو شموليته الفنية " رسالة حب " من نجاح كرم الى مصر،وتفان خالص في تقدير ريادتها التعليمية والثقافية،تاريخها وذاكرتها،كتابها ومفكرييها ومبدعييها. .

 
الفنان اللبناني سامي لمع مصور ومونتير فيلم " البحث عن رفاعة "


وليت نادي الكويت للسينما تقديرا لنجاح كرم التي خدمت فيه لسنوات طويلة، و تقديرا واعتزازا بمسيرتها السينمائية الطويلة،ومساهماتها في إحداث نهضةسينمائية حقيقية في الكويت،ليته يخصص جائزة بإسم نجاح كرم " جائزة التميز الفني " في المهرجانات السينمائية الخليجية تمنح لأفضل فيلم على مستوى التميز الفني. رحم الله نجاح كرم ،التي نفتقد حضورها العذب الأثيرمعنا الآن وفي كل لحظة، وأسكنها.. فسيح جنانه..
صلاح هاشم مصطفى
كاتب وناقد سينمائي
مخرج فيلم " البحث عن رفاعة ". إنتاج 2008 . سيناريو واخراج صلاح هاشم من مصر ، تصوير ومونتاج سامي لمع من لبنان، وإنتاج نجاح كرم من الكويت
------
-------


نشرت جريدة " الكويتية " الخبر التالي الموسع على شكل مقال بتاريخ 5 سبتمبر 2013 ونعتبره أفضل ماكتب عن تظاهرة يوم الخميس 12 سبتمبر في أهم وأضخم متحف ومركز ثقافي في مارسيليا..لتكريم " الطهطاوي " مونتسكيو العرب..
-----

إحتفالية كبيرة عن رفاعة الطهطاوي
تكريم «مونتسكيو العرب».. في مارسيليا














ينظم «متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية» المعروف باسم «موسم MUCEM» في مارسيليا الفرنسية احتفالا كبيرا الخميس المقبل لرائد نهضة مصر الحديثة رفاعة رافع الطهطاوي بعنوان «رفاعة رافع الطهطاوي مونتسكيو العرب».
ويبدأ الاحتفال بمحاضرة لأستاذة علم التاريخ في جامعة إكس أون بروفانس د.ليلى داخلي، وذلك للتعريف بإنجازات الطهطاوي الفكرية التنويرية الرائدة على سكة التعليم ونهضة مصر والعرب والآثار التي تركها مؤلف «تخليص الإبريز في تلخيص باريز».
التنوير والنهضة
 وتعقد د. داخلي مقارنة بينه وبين المفكر والفيلسوف الكبير مونتسكيو مؤلف كتاب «روح الشرائع» وأحد أعظم فلاسفة التنوير في فرنسا، وتعتبر ان رفاعة رافع الطهطاوي هو «مونتسكيو العرب» بحق وعن جدارة. ويعقب المحاضرة عرض الفيلم الوثائقي «البحث عن رفاعة» 105 دقائق، سيناريو وإخراج صلاح هاشم مصطفى وتصوير ومونتاج اللبناني سامي لمع، وإنتاج الناقدة السينمائية الكويتية الراحلة نجاح كرم، وموسيقى الفنان يحيى خليل والفيلم من إنتاج 2008. 
والمعروف ان «متحف موسم» MUCEM للحضارات الاوروبية والمتوسطية افتتح حديثا في مارسيليا في شهر يونيو الماضي بمناسبة الاحتفال بمارسيليا عاصمة للثقافة الاوروبية هذا العام، ويعتبر أهم مركز ثقافي في مارسيليا على نسق مركز جورج بومبيدو في باريس.
وللمزيد من المعلومات: موقع متحف الحضارات الاوروبية والمتوسطية في مارسيليا:
www.mucem. org
 
ذاكرة الشيخ
وحول الفيلم كتب الشاعر والنقد حكمت الحاج إثر عرض الفيلم في لندن بعد إنتاجه عام 2008؛ إنه «رحلة ما بين باريس والقاهرة وأسيوط وطهطا بحثا عن ذاكرة الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي رائد نهضة مصر الحديثة «من مواليد طهطا 1801-1873»، والذي يلخص مشواره العلمي قصة مصر في القرنين الماضيين، حينما سافر مع أول بعثة تعليمية أرسلها محمد علي باشا إلى فرنسا‏‏ لدراسة العلوم الحديثة‏‏ فعاد منها لكي ينشر العلم والتعليم ويشارك في تأسيس الحداثة في مصر، وما تبقى من أفكاره بخصوص العلم والتعليم، وحرية المرأة، والعلاقة بين الحاكم والمحكومين، والثقافة والعدل، وكل تلك الأفكار التي جلبها معه من رحلته إلى باريس عام 1826». 
ارتجال إبداعي
وحول «الحركة والارتجال»، أشار الحاج إلى أنهما العنصران المهيمنان في فيلم البحث عن رفاعة، الحياة حركة في الزمان والمكان، وموسيقى الجاز قبض على لحظة من تلك الحركة من أجل إدامتها وتجميدها في اللحظة الراهنة عبر الارتجال والتمدد الزمني والإطالة المبالغ فيها. قطبان متناقضان للوهلة الأولى يصر صلاح هاشم على ربطنا بهما عبر عناصر فيلمه المختلفة، بالضبط كما وجدناه منذ البداية مصرا على أن تكون موضوعاته شعبية مستقاة من تفاصيل اليومي. وعدا استجوابين في الفيلم لشخصيتين أكاديميتين بشأن تراث الطهطاوي، ندر أن تجد شخصيات لمثقفين أو لمعاناة وجودية أو لدرامات كبرى، أو حتى لما قد يشبه السيرة الذاتية. كل ما في الأمر ان صلاح هاشم اشتغل على فيلمه وكأنه يشتغل على نص قصصي يكتبه في مقهى قاهري، مع ارتجال واضح في كل شيء. ومن دون اهتمام كبير بالأبعاد التقنية. وكأننا هنا في ازاء عين توثيقية طلب منها أن تتابع الشخصيات في ما تقول وتفعل. وأحيانا بالمعنى الحرفي للكلمة. من هنا لم يكن غريبا أن يصور سامي لمع اكثر من 25 ساعة تصوير على كاميرا من نوع الفيديو الرقمي ليطلع في نهاية الأمر بفيلم من ساعة لا أكثر. هذا الارتجال الذي يبدو، أكثر ما يبدو، منتميا الى تيار سينما الحقيقة هو الذي حدا بالمخرج أن يقول في اللقاء الذي اعقب عرض الفيلم هنا في لندن انه بدلا من أن أحقق فيلما عن الطهطاوي، أفضل أن أحقق فيلما عن الناس في بلد الطهطاوي. اذ ان طريقة العزف في الموسيقى هي أهم عندي، والكلام لصلاح هاشم، من اللحن المميز لتلك الموسيقى».
إيقاظ ذاكرة أمة
أما د.شفيق صبحي فكتب عن الفيلم مبينا أن «الفيلم كله محاولة للإجابة عن هذا السؤال، محاولة لإيقاظ ذاكرة أمة دراميا، يلجأ مخرج الفيلم إلى ما يسميه رائد المسرح الملحمي «برتولت بريشت» بتأثير التعبير، بمعنى أنه يلغي عادة المشاهدة للأفلام التقليدية، تلك القائمة على الإبهار وعلى انتزاعنا من واقعنا، وينشئ عادة جديدة، هي أننا أمام مخرج، ومصور، وهما يبحثان. يبحثان في الواقع المعاصر عن شخصية تفصلنا عنها سنوات طويلة من الاستعمار والثورة والهزيمة، ثم استعادة كياننا، وإذا بنا أمام «فجوة»: أمام الجامع الذي اختير إماما لبعثة عسكرية أرسلها محمد علي لتدرس في نفس المدرسة العليا التي درس فيها نابليون، كي يعودوا بنفس مكتسبه، ويتعلموا على يد تلامذة أستاذ نابليون، البروفيسور مونج».
ضد معاول الهدم
ومن أجواء الفيلم أشار إلى لوحاته التصويرية: «أطفال يلعبون، طفلة تستسلم لإيقاع الموسيقى، ورغم حجابها ترقص، أنماط بشرية متعددة هي: «مصر الآن»، هل تولد «مصر الغد» وسط كل هذا؟ هل تحدث انتفاضة فكرية، توصل نهضة عصر التنوير بنهضة الفكر الحديث: شبلي شميل، سلامة مرسي، طه حسين، إسماعيل مظهر، فرح أنطون، لتنتهي إلى فكرة مصر المعاصرة؟ كل ما في الفيلم يوصي بأن الإجابة ستكون: «نعم»، رغم كل ما يفعله حاملو معاول هدم الهوية الثقافية، للبلد التي علمت العالم كله كيف يفكر ويبدع ويخترق ويتحدى قوانين الطبيعة».

www.mucem.org