السبت، يوليو 29، 2017

سمير فريد يكتب عن صلاح هاشم والحضور السينمائي المصري في مهرجان " كان " ومنذ نشأته في زاوية مختارات سينما إيزيس


مختارات سينما إيزيس


سمير فريد يكتب عن صلاح هاشم
والحضور السينمائي المصري في مهرجان " كان " ومنذ نشأته

--


السينما المصرية في سوق كان وفي لجنة تحكيم «نظرة خاصة»

بقلم
  سمير فريد 

الحضور في مهرجان كان أو غيره من المهرجانات السينمائية الكبري يعني اختيار فيلم في مسابقة الأفلام الطويلة، وبهذا المقياس تكون السينما المصرية غائبة عن مهرجان كان منذ عام ١٩٩٧ عندما عرض فيلم «المصير» إخراج يوسف شاهين، وكان قد انتقل من العرض خارج المسابقة إلي العرض داخلها في آخر لحظة بعد سحب فيلم من الصين، وفي تلك الدورة فاز فنان مصر الكبير بجائزة اليوبيل الذهبي التذكارية الخاصة عن مجموع أفلامه، وهي الجائزة الوحيدة التي حصلت عليها السينما المصرية طوال تاريخ مهرجان كان في ٦٠ دورة حيث تبدأ الدورة الـ٦١ بعد غد «الأربعاء».

ولكن الغياب عن مسابقة الأفلام الطويلة لا يعني عدم إمكانية الحضور علي نحو أقل تأثيراً في مسابقة الأفلام القصيرة أو مسابقة أفلام الطلبة أو خارج المسابقة أو في برنامج «نظرة خاصة»، وهي برامج المهرجان «الرسمية». والغياب عن هذه البرامج لا يعني عدم إمكانية الحضور في برنامج أسبوع النقاد الذي تنظمه نقابة نقاد السينما في فرنسا، أو برنامج نصف شهر المخرجين الذي تنظمه نقابة المخرجين أثناء المهرجان..

 والحضور الأقل تأثيراً هو العرض في سوق المهرجان، لأنه مفتوح لكل من يملك إيجار قاعة العرض من دون شروط. والمعلومات المتوفرة حتي الآن أن السوق سوف تشهد عرض «الغابة» إخراج أحمد عاطف، و«ليلة البيبي دول» إخراج عادل أديب، وهو تواجد يحول دون الغياب الكلي علي أي حال.

وقد أذهلني تصريح الممثل الفنان نور الشريف أحد نجوم «ليلة البيبي دول» في حواره مع «المصري اليوم» عدد الأربعاء الماضي عندما قال: إن الفيلم رفض في المسابقة لأن إدارة المهرجان طلبت حذف لقطات أو حوارات تبين تجاوزات الجيش الأمريكي، وأن المخرج أصر علي عدم الحذف، فمن المستحيل أن تطلب إدارة مهرجان كان مثل هذا الطلب، كما أن المهرجان مثل غيره من المهرجانات الكبري يعرض العديد من الأفلام التي تعارض السياسة الأمريكية، وتجاوزات الجيش الأمريكي، بل إن أغلب هذه الأفلام أمريكية وتعرض في مهرجانات أمريكا، وتشترك في مسابقة الأوسكار وتفوز.

وفي اليوم التالي لهذا الحوار، صرح مخرج الفيلم بأن المسؤولين في شركة توزيع الفيلم في فرنسا هم الذين قالوا إن إدارة المهرجان لا يمكن أن تقبل الفيلم لوجود تلك اللقطات والحوارات.


الناقد صلاح هاشم شارك في لجنة تحكيم مسابقة " الكاميرا الذهبية " في مهرجان " كان " السينمائي دورة عام 1989

وتحضر السينما المصرية هذا العام باختيار ياسر محب ناقد «الأهرام إبدو» في لجنة تحكيم جائزة «نظرة خاصة»، وهي أحدث جوائز المهرجان، وكان صلاح هاشم قد اشترك في لجنة تحكيم «الكاميرا الذهبية» عام ١٩٨٩، ويسري نصر الله في لجنة تحكيم الأفلام القصيرة وأفلام الطلبة عام ٢٠٠٦، أما في لجنة تحكيم الأفلام الطويلة، فقد اشترك يوسف وهبي عام ١٩٤٦ ويوسف شاهين عام ١٩٨٦.


samirmfarid@hotmail.com

عن جريدة

المصري اليوم في 12 مايو 2008



الخميس، يوليو 20، 2017

الى أين تمضي السفينة ؟ بقلم صلاح هاشم في " نزهة الناقد . تأملات في سينما وعصر " ..


نزهة الناقد. تأملات في سينما وعصر
الى أين تمضي السفينة ؟


بقلم


صلاح هاشم

كتبت على صفحتي عن خبر نشر في مصر، بخصوص فيلم بعنوان " شهادات على
 سينما وعصر " ، ويفيد الخبر انه من اخراج صلاح هاشم - عجيب !- وعرفت بعد قراءة الخبر ان المقصود به فيلمي الوثائقي الطويل بعنوان " وكأنهم كانوا سينمائيين . شهادات على سينما وعصر " الذي يحكي عن سحر السينما المصرية الخفي وتأثيراتها على حياة المصريين ، وكان الفيلم عرض في مصر، وأحبه الناس في كل مكان ،وأحتفي به المخرجون قبل النقاد 
لكن الشخص الذي نشر الخبر،نشره حتى بعد سقوط عنوان الفيلم سهوا - على أحسن تقدير وعلى افتراض حسن النية من جانبنا -- من الخبر ..ولم يسأل ذلك الشخص أو يهتم ، حتى صارت تلك ممارسات - غير مسئولة ولا يحاسب عليها احد -
وبمرور الوقت ، صارت الأخبار الكاذبة - فيك نيوز - FAKE NEWS هي السائدة في المشهد الاعلامي المصري العام
بل ولم تعد أيضا تخص قطاعا بعينه ، بل طالت كل القطاعات، بما فيها اخبار الحرب الدائرة في مصر ضد الارهاب، ولم يعد يستطيع احد ان يرسم صورة من خلال الاخبار التي تنشر عن الواقع المصري أو يقول لنا الى أين تمضي السفينة
فما كان مني إلا أن نوهت على صفحتي بأن عنوان الفيلم الاصلي هو" وكأنهم كانوا سينمائيين . شهادات على سينما وعصر " وقلت ان الطريقة التي تنشر بها الاخبار في مصر كارثة، لانه بدلا من تحري الصدق والصحة ، وعدم توخي الدقة عند نشر خبر ما ، وهذا ما لاحظته، ويحدث في كل وقت في الاعلام المصري الخاص والعام ،جعلنا نتخلف للأسف كثيراعلى مستوى العلاقة بين المواطن المصري الغلبان الأمي البسيط والوسائط الاعلامية المصرية،على الرغم من مئات الجامعات الجديدة التي تشيد في مصر بلدنا كل يوم، وعشرات الجرائد اليومية والقنوات التليفزيونية ، وما لاحصر له من المواقع والنشرات والمطبوعات، وهو أمر مؤسف للغاية، وينذر بكارثة
بعد أن ضاع منا الطريق ولم نعد نعرف الى أين تمضي بنا السفينة
هل لديكم حكايات " مرعبة " بهذا الخصوص ؟

صلاح هاشم
نزهة الناقد
تأملات في سينما وعصر


الأربعاء، يوليو 19، 2017

حوار مع الناقد صلاح هاشم : وظيفة السينما أن تقف ضد الظلم. أجرى الحوار وارد بدر سالم



الناقد صلاح هاشم  على اليسار مع المخرج الامريكي الكبير سيدني لوميه


يرى أن التلفزيون سرطان العصر ووباء العرب

الناقد صلاح هاشم :

وظيفة السينما أن تقف ضد الظلم




أجرى الحوار: وارد بدر سالم
تصوير : علاء عبد المنعم
عن : مجلة  " المرأة اليوم " العدد 219 السبت 14 مايو 2005

يكاد النقد السينمائي ينحصر على عدد قليل من الكتاب العرب، وصلاح هاشم أحد هؤلاء القلة الذين يمارسون النقد السينمائي على نحو فاعل، ولم يكن هذا الناقد عابرا على هذا اللون، إنما جاء إليه من أوسع أبواب الأدب الحديث، إذ درس الأدب الانجليزي، وكتب القصة القصيرة وله منها مجموعة قصصية " الحصان الأبيض "، وله كتاب في أدب الرحلات، كما أنه رأس تحرير مجلة " الفيديو العربي" ويحضر الآن لإصدار مجلة " كراسات السينما " وأخرج فيلما وحيدا بعنوان " كلام العيون " وشارك مؤخرا في لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة أفلام الإمارات، وفي هذا الحوار يتناول معضلات النقد السينمائي الى جوار معضلات السينما العربية .
·       كتبت القصة القصيرة ودرست الأدب الانجليزي، ثم اتجهت الى كتابة النقد السينمائي حتى عرفت به على حساب الكتابة الأدبية ..فلماذا إنحزت الى النقد السينمائي ؟
-         الكتابة عن السينما والترجمة عنها كانتا من اهتماماتي منذ أن بدأت أكتب القصة القصيرة التي كانت جزءا من مناخ الستينيات في مصر، والاهتمام بالسينما كان أساسا من طبيعة جيل الستيني بسبب ظهور الحداثة السينمائية وسينما الموجة الجديدة في فرنسا، والأفلام التشيكية الجديدة التي خلقت جميعها نوعا من التوهج الثقافي الذي أخذ يتفاعل مع كتابات هذا الجيل، كما ان " نادي سينما القاهرة "  الذي تأسس في سينما قصر النيل قدم افلاما افلاما نوعية أثرى بها الأدباء، وكانت تلك التيارات السينمائية تؤثر على كتابات ذلك الجيل لأنها جاءت بأساليب في فن السرد، واستفدنا كثيرا من تلك التقنيات الحديثة التي وظفت في الكتابة القصصية، ومازلت أذكر الأفلام العظيمة التي تركت تأثيراتها بشكل أو بآخر على جيل أدبي كامل كفيلم " روميو وجولييت " – للمخرج الايطالي الكبير زفاريللي ، وفيلم " أمريكا أمريكا ابتسامة الأناضول " للمخرج الأمريكي الكبير إليا كازان، وفيلم " 400 ضربة " للمخرج الفرنسي الكبير فرانسوا تروفو وفيلم " على آخر نفس " لجان لوك جودار، وفيلم " الصحراء الحمراء " للايطالي لنطونيوني، وهذه الأفلام الشوامخ وغيرها وجهت الانتباه الى أهميتها التقنية وأسلوبها الحديث، ولابد أن أذكر هنا أن جيلنا كان ينشر في جريدة " المساء " تحت إشراف الأستاذ عبد الفتاح الجمل الذي كان يعشق السينما، وفتح أبواب الكتابة النقدية السينمائية لنا ..
·       ولكنك كنت في تلك الفترة تكتب القصة القصيرة وتدرس الأدب، ولم يعرف لك نشاط سينمائي ..
-         كنت كاتب قصة قصيرة، وكنت قريبا من روح الشعر وأدرس أصول الدراما كما درست الرواية على يد د. فاطمة موسى ودرست الأدب الانجليزي حبا في شكشبير، فاللغة مفتاح للتعرف على الحضارات الأخرى، وهي سلاحي في معرفة الآخر، وكانت مساهماتي السينمائية آنذاك من خلال ترجمة بعض الدراسات التي تهتم بفن السينما خصوصا المونتاج، وكنت أنشر ترجماتي في مجلة " السينما " التي كان يرأس تحريرها الأستاذ سعد الدين وهبة، وفي نفس تلك الفترة كنا نتابع ونقرأ كتابات رءوف توفيق الناقد المصري الكبير في مجلة  "صباح الخير" ، وكل ما يكتب في مجلة " الكاتب " الشهيرة التي كان يترأس تحريرها  الأستاذ أحمد عباس صالح، كنا نريد أن نتعلم ونجرب فهي فترة توهج حقة، وبهذا الاحتكاك، وعندما كنت أدرس في الجامعة نشرت لي أول دراسة أدبية بعنوان " مقدمة في فلسفة وأدب نيكوس كازانتزاكيس "  نشرت في عدد شهر اغسطس من مجلة " الكاتب " عام 1968 وكنت معجبا بذلك الأديب اليوناني الكبير، وأنا من القلائل الذين قدموه الى العالم العربي، أما عن موضوع السينما في تلك الفترة فلم تكن السينما الهوليوودية ذات حضور مهم، بعكس السينما الأوروبية التي كانت تقدم أفلاما جادة وجديدة على صعيد كل شييء، وهي الفترة التي شهدت فيها ظهور " الرواية الجديدة " التي قادها آلان روب جرييه وناتالي ساروت وصاموئيل بيكيت ويونسكو، وأريد أن أخلص الى أن تلك الفترة كانت غنية جدا ثقافيا وسياسيا وكان وقتها يتأسس مشروع جديد شهد انهيار النظام الناصري لظروف معروفة وفي هذا الجو نشأت ..
·       هل كتاباتك النقدية محددة بمنهج معين .. ؟

لاتوجد كتابة غير منحازة، وكتاباتي تنحاز الى الوجه الإنساني والى الكرامة الإنسانية، فالسينما ليست لهوا وتسلية، إنما هي أداة تفكير وتأمل في واقع مجتمعاتنا الإنسانية ومشاكلها ..

·        ما المهم في السينما الآن .. ؟

ثمة مقولة للمخرج الهولندي الكبير جوريس إيفانز .." ليس المهم أن يكون النهر طويلا أو عميقا لكن المهم معرفة إن كانت الأسماك فيه.. سعيدة " ..المهم في السينما البشر الذين نصورهم وماهى التساؤلات التي يطرحونها على أنفسهم ومجتمعاتهم،  وكيف يفلسفون حياتهم ؟
السينما هي أن نفكر ونسأل لا كما يطرحه التلفزيون من فقاعات
التلفزيون هو سرطان العصر ووباء هذه المنطقة من العالم. السينما الهوليوودية تصنع الوهم، هذا الوهم اسمه وهم الفرجة ، وهم الاستعراض، السينما فن الابهار البصري، والسينما الهوليوودية عبارة عن طبل وزمر، وزفة..

·        وماهو البديل لكل ذلك .. ؟

تأسيس ثقافة سينمائية حقيقية، وإيجاد مناخ ثقافي حضاري نتساءل فيه من نحن ؟ ماذا أنجزنا ؟ ماذا حققنا ؟ ماذا أضفنا ؟
ماتزال السينما عندنا فنا مهانا، علينا أن نعرف تراثنا وتاريخنا وندرس العلاقات المضيئة في ذواتنا،ونطرح المزيد من الأسئلة، علينا أن نعرف تاريخنا حتى نتعلم
السينما ليست صناعة وحرفة فحسب، بل هي فن، وعلينا أن نعرف ماهي أبجدية هذا الفن، السينما تؤلف الكلام وتخترعه من خلال صورة + صورة
السينما تصنع في لحظات الصمت بين لقطة وأخرى، بين لقطة مع وأخرى ضد ، الشييء واللاشييء..

·       هل نتوقف عند السينما العربية الآن بضوء هذا الفهم النقدي ؟

أحب السينما التي أجد فيه استكشافا وقراءة للواقع، وظيفة السينما الأساسية أن تقف ضد الظلم في العالم، ليس من شأن السينما أن ترفع شعارات، لكنها يجب أن ترفع من مستوى حياة الروح والتأمل الفلسفي في الواقع الذي نعيشه ..

·        هل الفيلم السياسي معني بهذا الطرح .. ؟

اي فيلم هو سياسي بالنتيجة، وأي فيلم يحارب الظلم ويحترم الانسان هو فيلم سياسي، والفيلم الذي يحكي عن زعيم سياسي أو رئيس، ليس بالضرورة أن يكون فيلما سياسيا، الفيلم السياسي هو الفيلم الذي يحكي عن تناقضات مجتمعاتنا الانسانية ..في قلب العملية الاجتماعية..
·       ماهي أبرز إشكاليات السينما العربية في رأيك ؟

خذ السينما المصرية على سبيل المثال هناك مشروع لتخريبها من خلال هيمنة المؤسسات المصرية عليها انتاجا وتوزيعا، والسلطة عندما تتدخل لاتترك اي هامش لصناعة سينمائية حقيقية،  لأنها لاتطرح التساؤلات الأساسية تساؤلات اللحظة الراهنة وتساؤلات الواقع، كما ان السلطة تصادر المبادرات الفردية وتشتري الضمائر، لذلك ارى أن الثقافة لايصنعها إلا المبدعون ولا تصنعها الدولة أو الجهاز السياسي
وهنا لابد أن أطرح نقطة مهمة تتعلق بأرشيفنا السينمائي، فهل ياترى من المعقول يكون لدينا ستة آلاف فيلم جميعها غير مؤرشفة ؟
ماذا تتعلم الأجيال اللاحقة ..
السينما ليست فقط تعليم تقنيات والتقاط صور سينمائية، إنها تأسيس معرفي وثقافي وتاريخي وحضاري، وظيفة السينما أن تجعلنا نقترب أكثر من إنسانيتنا، نصبح أكثر إنسانية في سلوكياتنا، وأكثر تحضرا ..

·        يطرح الآن مفهوم " السينما الشعرية " فهل من وقفة نقدية عند هذا المفهوم ..

في حياتي لم أسمع بهذا المفهوم، لكني أعرف أن السينما تصنع الشعر حين تؤالف بين عناصر العمل الفني وتتأمل مكونات اللقطة السينمائية، لأن السينما هي جماع لكل الفنون.
لاتوجد سينما شعرية لكن هناك سينما واقعية وسينما سريالية واخرى تجريبية وغيرها سياسية
النظام الهوليوودي هو الذي خلق الأنواع السينمائية، والشعر في السينما يكون داخل الصورة المتكونة من "رؤية " شاعرية قوية ..

·       ما مكونات السينما العالمية الجديدة ؟

السينما في العالم تتقدم وتخطو خطوات كبيرة على مستوى طرح مختلف المشاكل والقضايا، والسينما الأسيوية في الصين وتايوان وإيران تبرز بشكل لافت للنظر لأنها تهتم بالتاريخ والذاكرة والتراث
وعلى السينما العربية أن تتعلم من هذه النماذج المتقدمة/ والسينما الإيرانية تتقدم بخطى ثابتة وخير من يمثلها المخرج عباس كياروستامي في فيلمه " طعم الكرز " الذي خطف به " سعفة " مهرجان " كن " الذهبية ، والسينما العربية لاتريد أ، تخطو مثل هذه الخطوات، وكأنها في عزلة رهيبة عما يحدث من تطور على مستوى السينما في العالم، ولا تريد أن تتقن حضارة الكلمة والصورة، وعلى الشبان الجدد أن يتعلموا القراءة الأدبية أولا ويبحثوا في اللغة ويدرسوا أسرارها ويكتشفوا أغوارها ..
فاللغة محيط وكنز من الأسرار ..قبل أن يتعلموا الصناعة السينمائية..

·       لك تجربة إخراجية واحدة في السينما من خلال فيلمك " كلام العيون " غير أنك لم تكررها

" كلام العيون " هو فيلم تسجيلي طويل انتقلت به من القصة القصيرة الى السينما من دون المرور بالرواية ..وكنت وقتها أدرس في جامعة فانسان  في باريس وهي من أشهر التجارب الاكاديمية الجامعية في العالم، وكانت تدرس الأفكار الأساسية لمعظم الحركات التقدمية في العالم على مستوى البحث الأكاديمي ورؤية السينما لها، وتدرس الفلسفة وعلم النفس لأنها متصلة مع كافة عناصر وروافد الحداثة، ومع ذلك فهي جامعة " تجريبية "
وهذا الفيلم " كلام العيون " يحكي عن صورة مصر كما يتمثلها ومتخيلة في أذهان المصريين المغتربين ، الصورة " غير الرسمية " لتاريخ مصر، وأرد فيه على ادعاءت نظام السادات على انتفاضة الخبز التي سماها النظام " إنتفاضة حرامية "
زكان همي أن أوجه المصريين كي يبحثوا بأنفسهم عن أسلوب للخروج من الأزمة السياسية الخانقة، ولم يكن هناك غير الاحتجاج ..
·       رأست تحرير مجلة " الفيديو العربي " وتحضر الآن لرئاسة تحرير مجلة أخرى .. كيف ترى أهمية المجلة السينمائية ..
هناك حاجة لتأسيس هذه المجلة أو تلك لإرساء دعائم الثقافة السينمائية الجادة والاطلاع على أحدث القراءات السينمائية في العالم ، ونحن أقرب الناس في باريس تواصلا مع الحضارة اأوروبية ، لذلك نريد التعرف على تلك الثقافات الفاعلة كالسينما الصينية المتطورة والسينمات الارجنتينية والكورية، وعلينا أن نتعلم من حضارات الآخرين، نتعلم من حضارة السينما - حضارة السلوك الكبرى  في العالم - كما أحب أن أسميها، فالسينما لم تعد " فرجة " ، بل " ثقافة " ، وأداة تفكير وتنوير ، وتأمل أيضا في مجتمعاتنا الإنسانية، وهذه هي السينما التي نحتاجها الآن في حياتنا ..

أجرى الحوار : وارد بدر سالم لمجلة " المرأة اليوم "
الدوحة . قطر





مصر تواجه بلا ثقافة أعتى وأشرس حملة بربرية ضد الإنسانية بقلم صلاح هاشم في " نزهة الناقد . تأملات في سينما وعصر " ..



فرنسا لاتمنع التجمعات الجماهيرية للاحتفال بالعيد الوطني رغم حربها على الإرهاب


نزهة الناقد

فقرة بعنوان


 مصر تواجه بلا ثقافة أعتى وأشرس حملة بربرية ضد الانسانية 

بقلم 

صلاح هاشم


كتب الصديق الشاعر المصري الكبير زين العابدين فؤاد- مين اللي يقدر يحبس مصر - الذي تجمعني به صداقة تمتد الى أكثر من أربعين سنة، ..ومش حاطول.كتب يقول على صفحته أن فرنسا على الرغم من تعرضها للارهاب لا تمنع التجمعات الفنية الثقافية الجماهيرية فكتبت له اقول ان فرنسا لا تتصرف كما هو الحال مع النظام في مصر بلدنا

ففرنسا افسحت ميادينها للتجمعات الجماهيرية للاحتفال بذكرى ثورة 14 يوليو العيد الوطني، في حين ان النظام الذي يحكمنا،  ويكتم على أنفاسنا هنا في مصر ،وفي الخارج، برعونته وتخبطاته أيضا- يقف ضد ، ويمنع أية تجمعات،وخاصة من نوع تجمعات تظاهرة " الفن ميدان " التي نشأت في احضان ثورة 25 يناير 2011 وخرجت بالجماهير المصرية في رأيي الى الهواء الطلق والابدعات الجازية - نسبة الى موسيقى الجاز - الملهمة، وثقافات الجاز الارتجالية، على مستوى الشعر والمسرح ،وشاشات السينما الحرة المستقلة المنصوبة في هواء " الحرية "،وحققت الكثير في محل ..وبدلا من

تكريس القعدة في البيوت ، وادمان "الهراء العام" ، من برامج وتمثيليات وسهرات وتوك شو تافهة ومبتذلة وعقيمة ، تقصفنا بها تليفزيونات مصر الخاصة والعامة.. في كل لحظة


أن الثقافة عندما تهبط الى الشارع تمثل قلعة- بلاش قلعة دي علشان كلمة أبيحة ، أو قبيحة، خليها "طابية " يازين - ضد الهمجية، بل أن الثقافة وحدها هي السلاح الأقوى والأمثل ..في معركتنا " الفكرية " ضد الارهاب، الذي يجب ان يواجه ويجابه طبعا بكل الأسلحة
لكن.. وطالما ظلت الثقافة في مصر الآن في يد الوزارة والوزير، لاتوجد ثقافة في مصر الآن، أو أن الثقافة في مصر بشكلها الحالي ووضعها البائس" المشين "لا تستطيع يقينا أن تحمينا من الارهاب
ثقافة مصر تراجعت كثيرا جدا للأسف، وهوت ، وتخلفت ، وسقطت ، وباختصار وقعت نتيجة ثلاثين سنة من حكم السادات ومبارك
نعم الثقافة هي التي تحمي فرنسا - التي تبيح التجمعات الثقافية والفنية في الهواء الطلق ، ولاتحرم الناس من الخروج الى الشارع - من الارهاب
لكن أين هي تلك " الثقافة " في مصر التي سقطت في جب الأمية والجهل والتخلف والتزمت والتعصب والسلفية المقيتة، وتحولت الى مجتمع جاهل جد محافظ ومنافق واستهلاكي، - انظر الى حال معظم فتيات ونساء مصر اللواتي يسرن في الشارع العام - وجميعها ، تلك " الـ " لاثقافة أو غياب الثقافة، وقيم التنوير" هي التي تضعنا في رأيي، وبلا سلاح، او حتى مطواة ،او ظهر يحمينا، أمام أعتى وأشرس.. حملة بربرية ضد الانسانية

في فرنسا ديلاكروا الحرية تقود الشعب


صلاح هاشم مصطفى



كاتب وناقد ومخرج سينمائي مصري مقيم في باريس
مؤسس ومحرر موقع " سينما إيزيس " - تأسس عام 2005 في باريس - الذي يعني بـ " فكر السينما " المعاصرة


الثلاثاء، يوليو 18، 2017

الزيارة . قصة قصيرة لصلاح هاشم من مجموعة " الحصان الأبيض "





قصة قصيرة


الزيارة

 *قصة قصيرة لـ
صلاح هاشم




كنا نجلس في الغرفة ثلاثتنا نتحدث ..أنا وهي .. أقصد حبيبتي .. والضحك .

كنت قد عدت من عملي خائر القوى منهوكا بعد أن قضيت طيلة نهاري وأنا أدون مجموعات جديدة من الحفريات إكتشفت في منطقة سقّارة .

سحبت من جيبي منديلا أصفر مسحت به جبهتي التي تنضح عرقا .

كانت حبيبتي تجلس على كرسي من خشب الخيزران.. صامتة .. وقد إنكفأ وجهها فوق ثدييها ..
كانت بالأمس تحملق في، وتقول لي كلاما لم أسمع لسانها ينطق به من قبل .

كانت تقول لي :

-نحن في حاجة الى طفل جديد ، فبالأمس جائتني الغجرية ، وقالت لي أنني سأخنق طفلي مرة ثانية حين يجييء الى هذا العالم ..

زوجتي حميدة كانت تصبغ شعرها كل عام، أما الآن فهي تصبغه كل شهر .
قلت لها مرارا وتكرارا

-لافائدة ياحميدة.. لابد أن تغيري القبقاب الخشبي، فصوته المزعج يتردد في أذني وأنا غارق في مياه الحمّام، استشعر لذتها وبكل ذرة في كياني .

كانت حميدة تردد دائما في وجهي أن زهرة اللوتس في حديقتنا قد ذبلت، وأن الإله اوزوريس سيشرق يوما على هذه الارض لتنعم النساء ببركته .

-كلا

كانت تقولها في حرقة، وهي تجلس نصف عارية على حافة الفراش والساعة تدق الواحدة بعد منتصف الليل، وسكون مطبق يلف الوجود في غلالة سوداء.
-أه لو لمسني الإله العظيم بصولجانه الشمسي، إذن لأينعت زهرة اللوتس في حديقتنا ..
- ياعزيزتي ، ينبغي أن تشتري قبقابا جديدا

فأجابتني قائلة

-بائع القباقيب الخشبية الذي يقف عند ناصية الشارع لم يعد هناك . فبالأمس قبضوا عليه. البوليس قبض عليه بعد أن قتل زوجته، وجرى الى الشارع وهو يصرخ في الغادين والرائحين..
-قلت لها الف مرة أن تشتري حزمة من أوراق النعناع، تجففها في الشمس ساعة الغروب ، ثم تبتلعها، عل المولود، يخرج الى الوجود ولو مرة واحدة فعضتني إبنة الكلب.
كان يصرخ في الناس يا أبا شجير ..ويقول


-زهرة اللوتس ذبلت في حديقتنا


كانت زوجتي كثيرا ماتتأوه في الفراش وأنا أتمتم في إذنيها بإسم الإله أوزوريس خالق الحياة وحاصد الأمل، أقول :

-يازوجتي العزيزة أنا في حاجة الى طفل لا تخنقيه..

بل كثيرا ما كانت تهب من نومها فزعة وهي تقول :

-غدا سآتي إاليك بطفل تغار النجوم من جماله

زوجتي حميدة كانت تحب العسل. كنت أحضر لها كل شهر بلاصا من العسل . كانت زوجتي تلعق العسل بلسانها ثم تقول :

-ما احلى العسل .

ثم تشير بيديها الى كائن غريب كان ينصت الى حديثنا من وراء النافذة وتقول :
-ياصديقي..يا ولدي العزيز ..يارفيقي في الحياة ..أنت أحلى من العسل .

ثم تسألني :

-         متى يازوجي العزيز تزهر زهرة اللوتس في حديقتنا ؟
فأجيبها :

-         غدا أو بعد غد يازوجتي الحبيبة.

كان الضحك في مدينتنا يزورنا كل يوم خميس وكان هذا يوم الخميس .

حين علمت زوجتي أن الضحك سيزورنا، إشترت ثريا جديدة، علقتها في غرفة الصالون، وشمعتين كبيرتين، وضعت إحداهما على يمين الداخل، والأخرى على يساره، وفرشت الأرض بالحناء، وضمخت جسدها بعطر الياسمين، ولأول مرة تدق الدفوف في دارنا وتعقد حلقات الذكر .
ضحك الضحك . ضحكت زوجتي. ضحكت أنا الآخر.

مر درويش أسفل النافذة وهو يصيح :

-غدا يزوركم الإله أوزوريس فاضحكوا ما شاء لكم الضحك. غدا تزهر زهرة اللوتس في حديقتكم

ثم نظر الى أعلى.. وصاح بأعلى صوته :

-يامن سيصير أبا شجير .. إبشر خيرا. يامن سيصير أبا شجير إبشر خيرا

لحظتئذ أمطرت السماء. صرخت في زوجتي :

-يا أم .. يا أم ..تعالي بللي جسدك بالمطر.. تعالي بللي جسدك بالمطر .

زوجتي أغلقت النافذة بعد أن بللت جسدها كله بالمطر من مفرق الرأس حتى إخمص القدم وقالت للدرويش :

تعال غدا الى منزلنا فسننعم عليك بالكثير .. والكثير..




--


 * تعريف بالمؤلف


·   " الزيارة " قصة قصيرة- اللوحة المرفقة لروبرت هال إيفيس بعنوان إمرأة خارجة من الحمّام - -  من مجموعة  "الحصان الابيض " للقاص والأديب صلاح هاشم وكانت صدرت عن " دار الثقافة الجديدة ".مصر عام 1976،  "الطبعة الثانية" تصدر قريبا..
·     صلاح هاشم مصطفى مؤلف مجموعة " الحصان الأبيض " هو كاتب وناقد ومخرج سينمائي مصري معروف و مقيم في باريس.فرنسا، ويعد من أبرز كتّاب القصة القصيرة في جيل الستينيات في مصر.
·     يكتب القصة القصيرة منذ عام 1967. نشرت قصصه ومقالاته وترجماته ودراساته في جريدة " المساء " و مجلة " روز اليوسف " و مجلة" الوطن العربي " و مجلة" كل العرب" و جريدة " الحياة " وجريدة " القاهرة "، و مجلة" المجلة " و جريدة " الشرق الأوسط "و جريدة " الأهرام الدولي " وغيرها
كما نشرت على صفحات العديد من المواقع مثل موقع " إيلاف " و موقع " سينما إيزيس " وموقع " عين على السينما " ..
·     أخرج العديد من الأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة،وجميعهاعن مصر، تاريخها وذاكرتها، مثل فيلم " البحث عن رفاعة " وثائقي طويل وفيلم " أول خطوة " وثائقي قصروفيلم " وكأنهم كانوا سينمائيين . سحر السينما المصرية الخفي وشهادات على سينما وعصر " والفيلم الأخير - وثائقي طويل - يحكي عن تأثيرات السينما المصرية في "الوعي الجمعي" لدى المصريين وفي حياتهم ، وصدر لصلاح هاشم  عن المركز القومي للسينما في مصر ولحد الآن 3 كتب تتضمن كتاباته السينمائية المتميزة في الفن السابع مثل كتاب "السينما العربية خارج الحدود " و كتاب " الواقعية التسجيلية في السينما العربية الروائية " وكتاب " مغامرة السينما الوثائقية ، تجارب ودروس " وقد صدرت طبعة ثانية من كتاب "السينما العربية خارج الحدود " عن الهيئة العامة للكتاب في مصر حديثا.



كتاب " السينما العربية خارج الحدود " لصلاح هاشم
 الصادر حديثا عن الهيئة العامة للكتاب
 طبعة ثانية


يا الأسكندرية نعم بقلم صلاح هاشم.فقرة في كتاب نزهة الناقد

نزهة الناقد الاسكندرية نعم بقلم صلاح هاشم .لوحة للشقيقين سيف وادهم وانلي

يا الأسكندرية نعم

فقرة من كتاب " نزهة الناقد. تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس وتأملات في سينما وعصر "

بقلم


صلاح هاشم


لي صديق مصري أسكندراني في باريس وعملنا معا في مؤسسة صحفية و كان كلما التقاني يردد على مسامعي ان بكرة بتاعنا يا عم صلاح ونحن على الدرب سائرون لتحقيق كل أمانينا ، وحنعمل ونسوي ، وحنكسر الدنيا انتظر فقط ياصديقي وسترى..
وانتظرت طويلا، لكني حققت أيضا خلال فترة الانتظار الطويلة التي مازالت ممتدة ولحد الآن - ياللرعب - أكثر من كتاب، وأخرجت عدة أفلام، وسافرت كعادتي كثيرا في العالم من عند حينا العريق قلعة الكبش في السيدة زينب مرورا بلندن وباريس وبلفيل ونيويورك ومراكش واسطنبول وكوبنهاجن ومارسيليا،ولحد لاهور في الباكستان ..في آخر الدنيا







ثم اني بمرور الوقت رحت اتساءل : هل الاسكندراني بطبعه أناني، مثل اللبناني ، وغالبية أهل المدن الساحلية ، ولايحب الاسكندراني الذي يفضل أن يصور نفسه صاحب بطولات وفتوحات - كذب في كذب -إلا نفسه و قددر ذاته، كما يحب صديق لي أن يردد ؟ ...
أنا بطبعي لا أميل بصفتي "قاهري " وابن بلد من " قلعة الكبش " حينا العريق الصغير في حي "السيدة زينب " الكبير ، لا أميل الى تنميط البشر، وبالتالي تصديقه ، لكني لم أعد أعول كثيرا ،على وعود بعض الاسكندرانية من أهل الثغر، وكلامهم، حتى لو كنت اعرفهم ، للأسف ، وللأسى أيضا، ومنذ سنين..
" يا الاسكندراني " كما في الاغنية ، لا شكرا ، " يا ..الاسكندرية ،" .. مدينة سيد درويش.. وادهم وسيف وانلي وقسطنطين كفافي ..ولورانس داريل ..وادوارد الخراط .. نعم .



صلاح هاشم


من كتاب " نزهة الناقد . تقرير الى نيكوس كازانتزاكيس وتأملات في سينما وعصر " لصلاح هاشم يصدر قريبا في مصر ونشرت جريدة القاهرة بعضا من فقراته وفصوله