الأربعاء، يونيو 24، 2009

فيلم " الي أبي " لعبد السلام شحادة يروي الحكاية .بقلم عز الدين شلح





عبد السلام شحادة


يروي الحكاية في فيلم " إلى أبي "


ويفوز بالصقر الذهبي في مهرجان الفيلم العربي


روتردام


كتب عز الدين شلح


بلغة سينمائية جميلة حاكى الواقع الفلسطيني، لمس تفاصيل المكان والزمان وببراءة شديدة جداً وبأمل وألم وأحاسيس دافئة وبشوق وعشق للماضي البعيد، يروي المخرج الفلسطيني عبد السلام شحادة الذي فاز بالجائزة الأولى ( الصقر الذهبي )، في مهرجان الفيلم العربي بروتردام في مدة ( 54:17 دقيقة ) حكاية فيلمه " إلى أبي " ليخبره بتفاصيل الحياة اليومية الفلسطينية، عذراً ليس فيلما بل واقعاً عشنا وتعايشنا معه ليبلغه بأن الصورة ليس كما كانت، بل أصبحت مؤلمة باكية.

المخرج شحادة روى عدد من المفاصل المهمة في حياته برمزية تعبر عن عمق المأساة الفلسطينية والتي لها علاقة بالصورة، فمنذ طفولته عشق الكاميرا وأصبحت بالنسبة له الحبيبة الجميلة ذو العيون الناعسة والقوام المنصوب، وهو ما قد أدى إلى أن يرى الحياة الفلسطينية من خلال الصور، نشعر وكأن عيناه كاميرا متحركة، يرى الأشخاص والأحداث في كوادر بأحجام مختلفة، وثقت على مدار سنوات بالصوت والصورة حكايته، بدأت قصته مع أستوديو للتصوير الفوتوغرافي، لنشاهد الصور القديمة ذات اللون الأسود والأبيض وجمالها، على إيقاع أغنية سيد مكاوي " ياحلاوة الدنيا "، تعبيراً عن الفرحة لتلك الصور، كيف كان المصور يمضي وقتاً طويلاً وهو يجمل في الصورة لتصبح أحلى، أحب الصورة منذ طفولته لأنها تجمعه مع أصدقائه ولأنها لا تكبر عندما يكبر فتذكره بالطفولة، كان يلمس عمق العلاقة ما بين الناس، شاهدنا الصور الثابتة وكأنها متحركة من خلال كاميرته التي خلقت حياة للصور الثابتة، وبصوته الدافئ وباختياره اللهجة العامية عزف على أحاسيس المُشاهد ليتتبع حكايته مع الصورة.

في الدقيقة الخامسة والعشرين ومن منظور عمر المخرج شحادة الذي تجاوز في نكسة عام 1967 السبع سنوات يصف النكسة " لما احتلونا اليهود، شعرت وكأنه زلزال، الكل يجري ما بعرف شو صار، صور جمال عبد الناصر وعبد السلام عارف بدأت تختفي بالخنادق وتنحرق، صارت الناس خايفة من الصور، أشياء كثيرة تغيرت بسرعة، جارنا بدأ يدور على أولاده، وجارنا أبو سمير اختفى، والضابط المصري اللي بيسكن قدامنا كمان اختفى، أختي لبست ثوب والدتي، وأخي اللي يدرس في مصر صار مش قادر يرجع، وأخي الثاني أعتقل، وجدتي كان لها ابن وحيد غاب وبقت وحدها حتى توفيت، حتى أم أشرف التي كانت تلون لنا البيض في موسم شم النسيم اختفت، ومحطة القطار صارت فاضيه وبطل حدا يستنا حدا، والمخيم لونه تغير وصار يخوف والصور كمان صارت تخوف".

وصف النكسة ومأساتها وانعكاساتها على طفولته من خلال الصور التي التقطتها عينيه، وكيف حول الاحتلال الصور الجميلة إلى خوف، إلى صور تكسر وتحرق وترمى في الخنادق، بل وأصبحت سلاحاً في يد الاحتلال لاعتقال الفلسطيني بناء على الصور، وبذلك سرق الاحتلال ابتسامة الأطفال وحولها إلى خوف ورعب، وترك لهم صورته البشعة.

تعرض إلى فصل الشتاء الجميل الذي له نكهة خاصة لدى كل شعوب الأرض بأنه يكره فصل الشتاء لأنه يرتبط بالاحتلال الذي يلاحق الأطفال في شوارع المخيم مما يؤدي إلى تعثرهم في الهروب وسقوطهم بسبب مياه الشتاء التي تملئ الشوارع.

مع بداية انتفاضة الحجارة عام 1987، حمل المخرج شحادة الكاميرا والتي شعر من خلالها بالقوة والجرأة ليرصد أطفال المخيم ومعركتهم مع الاحتلال، وأصبح يبحث عن حريته في الصورة " صرت أصور الأولاد اللي بيرموا حجار، تعرفت على الاحتلال أكثر، صاروا الجنود بيطخوا وكأنه في حفلة صيد، بس الناس ظلت ترمي حجار، وصورنا صارت على كل التلفزيونات، ولما صار السلام الكل صدق وصاروا الأولاد بيعطوا الجنود أغصان الزيتون الكل صدق بس الجنود الإسرائيليين اللي ما كانوا مصدقين وما بدهم يصدقوا، لأنه أخر دورية احتلال طلعت من غزة طخت ولد وهو راجع من المدرسة ".

وهنا يعبر المخرج عن بشاعة الاحتلال ورفض المؤسسة العسكرية الإسرائيلية للسلام وعن الإرادة والصمود الفلسطيني.

الصورة أصبحت ملونة وبشعة والاحتلال زادها بشاعة، نشاهد صور لأطفال ونساء تبكي، وصور أسرى وشهداء، ونسمع صوت المخرج شحادة " أصبحت الصور في الشوارع والميادين وعند الرسامين، صار المصور يخاف من الصورة بطل يضويها ويعتني فيها، وأصبحت تبكينا، صار اللثام على وجوهنا صرنا مش عارفين أصحاب الصور، وصاروا هم مش عارفين حالهم، الصور انطبعت.. يا ريت تظل بدون أصل ( نجتف ) ولا أرشيف علشان أولادنا".

عبر بألم وحزن ورمزية عن ما آلت إليه الأمور في وضعنا الفلسطيني، عن الصور التي أصبحت يملئها الحزن، عن الوجوه التي اختفت ملامحها خلف اللثام وأصبحوا يلهون في الحياة الفلسطينية، تمنى أن لا يكون لهذه الصورة أصل ولا أرشيف من أجل مستقبل أطفالنا، ويروي بألم " زمان لما كنت أنظر في عدسة الكاميرا القديمة كنت أرى الناس مقلوبين لكن الواقع غير ذلك، لأنه الناس كان بينهم المحبة والمودة، لكن اليوم لما أنظر لعدسة الكاميرا الجديدة أرى الأشخاص أصحاء والواقع أن الصورة مقلوبة ومشوهة تحتاج إلى من يضويها ويعتني بها.

ويتمنى أخيراً ونحن نسمع صوت فيروز " طيري يا طياره طيري " ونشاهد أطفال وهم يلهون في الطيارات الورقية على شاطئ البحر بأن تجرب الناس حب بعضهم البعض، لتصبح الصورة جميلة، وهنا يدعو إلى الوحدة والتلاحم ما بين الشعب الواحد من أجل مستقبل مشرق.

ناقد سينمائي فلسطيني

Samed_tv@hotmail.com

الاثنين، يونيو 22، 2009

السينما المصرية تفوز بحصة الأسد في مهرجان الفيلم العربي.. نعمة السوداني

نعمة السوداني


لقطة من فيلم " خلطة فوزية " للمصري مجدي أحمد علي


لقطة من فيلم " ثلاثون " التونسي الذي عرض في حفل افتتاح مهرجان الفيلم العربي في روتردام

مهرجان روتردام للسينما العربية : ومد الجسور الثقافية بين العرب والغرب



المصرية تفوز بحصة الاسد



روتردام . كتب نعمة السوداني


يعتبر مهرجان الفيلم العربي في روتردام الهولندية من اهم النشاطات الثقافية والفنية السنويه للعرب المقيمين في هولندا وخارجها وسبب الاهمية في ذلك هو دعم هذا المهرجان للسينما العربية والسينمائيين العرب بالاضافة الى مد الجسور الثقافية والفنية بين العالم الغربي والعالم العربي من اجل تطوير فن السينما .

وتقدم في هذا المهرجان افلام روائية طويلة وروائية قصيرة وافلام وثائقية يكون تاريخ انتاجها حديث اي بين عامي 2008- 2009 وان يكون الفيلم المنتج من قبل مخرج عربي اينما تكون مقر اقامته او في البلد ان العربية بشكل عام ..

وعلى هذا الاساس يتم تقييم المواد الفيلمية المقدمة الى لجنة التحكيم , وهناك جوائز عديدة منها جائزة ( الصقر الذهبي ) 1500 أيرو لافضل فيلم روائي و جائزة ثانية لافضل فيلم روائي ( الصقر الفضي ) 1000 أيرو

وايضا جائزة افضل فيلم روائي قصير ( الصقر الذهبي ) 500 أيرو وكذلك جائزة افضل ثاني فيلم روائي قصير ( الصقر الفضي ) 250 أيرو

وجائزة افضل فيلم وثائقي ( الصقر الذهبي) 750 ايرو

جائزة افضل ثاني فيلم وثائقي ( الصقر الذهبي ) 500 أيرو

جائزة افضل عمل سينمائي روائي 3000 دولار امريكي

جائزة افضل ممثل

جائزة افضل ممثلة....

وقد شهدت قاعة سينراما بروتردام الهولندية حفل اعلان جوائز الدورة التاسعة لهذا المهرجان التي اقيمت بحضور محافظ مدينة روتردام السيد احمد ابوطالب (عمدة المدينة ) وعدد من الشخصيات الفنية والثقافية والنقاد .


وجاءت النتائج علي النحو التالي :


في مجال الافلام الوثائيقة :


فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فيلم من العراق ( عدسات مفتوحة ) للمخرجة( ميسون باججي ) بينما حصد جائزة ( الصقر الفضي ) الفيلم اللبناني ( سمعان بالضيعة )( لسيمون الهبر) وحصد (الصقر الذهبي) فيلم (الى ابي ) من فلسطين ( لعبد السلام شحادة ) وتكونت لجنة تحكيم هذة المسابقة من السيدة الهندية لاتيكا مديرة مهرجان الأفلام الاسيوية والعربية في نيو دلهي و التي كانت على رئاسة اللجنة التي تضم في عضويتها كل من المخرج والمنتج التونسي محمد منذر النمري ... والناقد العراقي قيس قاسم
...

اما جوائز مسابقة الافلام الروائية فقد جاءت علي النحو التالي :


في مجال الافلام القصيرة كان هناك تقييم خاص للفلم السعودي القصير( شروق وغروب) لمحمد الظاهري وتقييم مماثل للفيلم العراقي (اسمي محمد ) للمخرج العراقي محمد الدراجي ومجموعة من المخرجين الشباب ... وجاء الشاب احمد مجدي جائزة (الصقر الفضي ) عن فيلمه –( كيكة بالكريمة )- بينما حاز التونسي محمدعلي النهدي ( الصقر الذهبي ) عن فيلمه - المشروع
- .

وفي الافلام الروائية الطويلة حصلت السينما المصرية هذا العام علي حصة الاسد في هذالمجال حيث حصدت الممثلة الشابة ( فاطمة عادل ) علي تقييم خاص عن فيلم (رؤية شرعية) وفيلم ( بصرة ) الذي كانت عليه ملاحظات من قبل المتفرجين والنقاد الذين شاهدوا الفيلم سنتناولها لاحقا ...وكذلك فقد حصل ( باسم سمرة ) علي جائزة احسن ممثل و (الهام شاهين ) على جائزة (احسن ممثلة ) بينما فاز ( الفيلم المصري خلطة فوزية ) لمجدي احمد على بجائزة ( الصقر الفضي ) وفاز الفيلم المغربي ( كازا نيغرا ) لنور الدين لخماري بجائزة العمل الاول او الثاني والمقدمه من اية ار تي .........

كذلك حاز فيلم ( مسخرة ) الجزائري علي جائزة ( الصقر الذهبي ) للمخرج لياس سالم ليواصل تقدمه في حصد الجوائز المستمره من المهرجانات العربية والعالمية .....

وقد حصل الفيلم السوري ( الليل الطويل ) علي تقييم خاص ...وهو من اخراج المبدع الفنان السوري ( حاتم علي ) ومن تاليف وسيناريو المبدع الفنان السوري( هيثم حقي ) وكان من الافلام التي نالت حضورا رائعا ومميزا في المسابقة حيث كبلنا بمشاهده الواقعية المؤلمة وكتم على انفاسنا لمدة تسعين دقيقة فيما ذهبت الاحداث تعصف بنا من خلال تقديم ليلة طويلة يتم فيها اطلاق سراح ثلاثة من السجناء من السجن بعدما قضوا فترة طويلة فيه ومنهم الممثل الرائع خالد تاجا ( ابو كفاح ) الذي قضى (عشرون عاما ) في دهاليز واقبية السجن العفن بعيدا عن عائلته محروما من حقوقه المدنية .... يخرج الثلاثة تحت شروط سياسية مذله مهينه ومساومات على الفكر والحياة الشريفة لكنهم يرفضون ذلك ...أما السجين الرابع يبقى حبيس الجدران ويتم التحفظ عليه في زنزانته المقرفه حتى لا يرى النور...وهكذا يبقى يحكي لنا قصة ..الليل الطويل .. بصرخاته وسكونه ... السجن الذي ليس له نهاية في عالمنا العربي الا بالموت او المساومة الدنيئة ... الفلم يروي تفاصيل مهمه جدا لحياة شريحة من السجناء تشمل كل بقاع الوطن العربي .....


وقد أسندت رئاسة لجنة الأفلام الروائية إلى السيدة دره بوشوشة المنتجة السينمائية التونسية المعروفة ومديرة مهرجان قرطاج السينمائي لعام 2008، وضمت في عضويتها كلا من الممثل والكوميدي الهولندي الجزائري الأصل حكيم طرايدية، والمخرج الفرنسي الجزائري عمر حكار فضلا عن نجم السينما المصرية خالد أبو النجا
..

وقدكان هناك تنافسا واضحا بين الافلام الروائية المختلفة المشاركة من البلدان العربية من مصر وسوريا وتونس والمغرب والجزائر ولبنان وفلسطين ...

ثلاثون :

كان اول افلام المهرجان للمخرج والكاتب المسرحي التونسي الفاضل الجزيري هو ثلاثون... قدم لنا شريطا سينمائيا ملئ بجمالية اخاذة حتى دفعتنا هذه الجمالية الى كتابة بعض الملاحظات الفنية التي تهتم في بناء الفيلم وعناصره ...

تروي احداث وصراعات الفيلم الفترة التي تمتد بين عام 1924-1934 والتي تتعلق في قضايا عديدة منها حقوق الانسان وحرياته وايضا عن اصلاح قضايا المرأة في المجتمع التونسي وكذلك عن تجليات الشاعر ابو القاسم الشابي المجدد للشعر العربي وهو يتامل المجتمع في مواقفه الشعريه في المجتمع العربي وما لحقه من تجديد في ذلك بين الرافض والمؤيد...

عرض لنا في هذا الشريط صورة عن المجتمع التونسي وهو كيف يكافح افة التخلف والجهل لمجتمع برزت فيه اليات التمسك البالية القديمة و بكل ماهو يقف امام التطور الحتمي والنوعي للبشر من اصلاح وتقدم نحو مستقبل افضل بكل قسوة وظلم ... جاء ذلك عبر خلال خطاب انساني يدعو الى احترام وجهات نظر جديدة تبشر بخير للمجتمع من خلال ثلاث وجهات نظر تطرق اليها الفيلم السينمائي ثلاثون وهم : العامل الذي يمثل نقابات العمال وتاسيس جديد لها يتعارض مع القيمين على السلطة انذاك والمناضل الداعي الى حقوق الانسان والحريات والى تغيير اوضاع المرأة المتدنية والمتردية في تونس والشاعر الذي اراد ان يجدد في الشعر العربي وما لحق به من مقاومة ومعارضة من قبل المؤسسات الحاكمة ...

قدم العمل عبر طريقتين او اسلوبين ممتزجين هما : ( العرض المسرحي داخل الشريط السينمائي ) .. وكان واضحا وجليا ذلك في اختيار الاماكن والفضاءات المتعددة والمختلفة/ وطريقة الاداء والتمثيل المسرحي/ بالاضافة الى سينوغرافيا الموقع وتاثيرها على المتفرج/ والتي شملت جوانب عديدة ادت واجبها وقد اكتملت العناصر الجمالية في الفيلم من خلال التشكيل البصري والسمعي الذي كون الشكل العام للعرض السينمائي/ المسرحي.

يعتبرهذا الفيلم من الاعمال المهمة والمتميزة في السينما العربية بسبب كونه يقدم لنا شريط سينمائي يعتمد على ( سينوغرافيا مسرح ) لها التاثير الواضح في ( السينما ) لكون المخرج ينتمي لعالم المسرح.. وقد شكلت جوانب عديدة ومختلفه ادت واجبها في العرض ( السينمائي – المسرحي ). وقد كان هناك اكثر من مدخل جمالي للسينوغرافيا في ظهورها البارز للتعبير بين : اولا : ( العلاقات المهمة ) التي اقامها المخرج بين عناصر العمل من خلال خطابه الفيلمي وتحديدا في التوزيع الحركي لشخصياته اثناء تقديمها بطريقة ( مسرحية داخل الفيلم ) --- وهذا اسلوب سبق وان عمل عليه المخرج العالمي البريطاني بيتر بروك في العديد من اعماله --- عبر الحوارات والحركة والديكورات ومنها في اماكن المكتبة والمطبعة( داخلية وخارجية ) لتقدم مشاهد عامة تتعلق في بناء الموضوعات المطروحة بايقاعات مستمرة وقد استند المخرج الفاضل الجزيري ايضا في عمله هذا الى ثانيا : ( الايقاع الواحد المستمر ) اثناء العرض بشكل عام دون ان تكون هناك خصوصية معينه في المشاهد المختلفة عبر لغة الفلم ومكوناتها من فعل وموسيقى وتمثيل واداء حملت لنا صيغة جمالية قامت على اساس مليء بالانفعالات والتشويق والديناميكية ...وبالتالي اعطى البناء السينوغرافي تعددات مختلفه في الجو العام من حيث الانسجام لتنوير (العوالم الداخلية للايطال او الشخصيات ) التي تتصارع في الواقع التونسي في شريط سينمائي كشف لنا عن نوع من العلاقات غير المتكافئة وغير طبيعية فنراها تارة مضطربة بافعالها وتارة مهزومة وتارة متصلبة بسبب ما يحيط بها من مؤثرات في العالم الخارجي ومن احداث.

ومع هذا كله ... و الذي يحسب للمخرج الفنان الجزيري ... الا ان الايقاع العام للفيلم صاحبته السردية الممله والبطيئة والكثيرة وكان بامكانه اي ( المخرج ) ان يحذف الكثير من المشاهد التي هي غير مهمة ( مكررة وطويلة ) لكي لاتصيب الملل عين ( المتفرج ) ويشعر بالضيق بمتابعته للشريط السينمائي ويفقد قيمته الجمالية في بعض الاماكن .

و على اعتبار ان الفيلم هو صناعة راقية في مجال مكونات السينما وتطورها من خلال تعدد المناهج والاساليب الاخراجية وهي تقدم الجديد الذي يعتمد على الصورة المكثفة التي تخلق حالة من التصادم لدى المتفرج وايضا ترمي بظلالها على على كيفية (صناعة المتفرج الجيد) ثالثا من خلال تاثيرات السينوغرافيا التي تقوم بابهاره وتجعله يطرح اسئلة مختلفة وان يكون متابع لكل ثانية ..لان هذا التفاعل مع هكذا شريط سينمائي ينشط العقل والذاكرة ويقوم على التعرية الداخلية والخارجية لكل مايحيط بالانسان واقصد هنا ايضا ( المتفرج ) لكونه يحمل معه من تناقضات كثيرة في المجتمع ...

ورابعا لابد من الاشارة الى نقطة مهمة في ان اهمية التحولات ( الدلالية لمفردات العمل ) الذي قدمه المبدع المخرج الفاضل الجزيري من حالة الى اخرى على اساس الوضعية الاساسية من خلال المشاهد المتتالية التي تتخللها لقطات توثيقية للعودة او الحنين الى الماضي يعطي شحنات جديدة للفيلم ويثير بذلك الطاقات الكامنة في كل مفردة وصورة تحمل من دلالات متعددة عبر محتواها وطريقة عرضها من خلال الزمان والمكان والشخصيات وتفاعل الاحداث... فنرى اجساد الممثلين /الحركة/ الايقاع/ الموسيقى/ تشكل توزيع فني وهندسي جميل مضيفا اليها تاثيرات متناغمة ومتناسقة في تلك ( الاماكن الخارجية والداخلية ) كما اشرت اليها والازقة والحارات الضيقة والمفتوحة و فضاء البحر المفتوح الواسع بسحر اخاذ والقصور الفارهه الفقر والنساء المظلومات كل هذا جعل من السينوغرافيا خاضعة الى حركة الممثل المسرحية داخل ( اللقطة ) الفلمية وهذا بحد ذاته فهم خاص واجتهاد خاص من المخرج في بناء خاص لهندسة السينوغرافيا ..

في فيلم ثلاثون ساهمت السينوغرافيا في السينما والمسرح بشكل واضح وهي تراعي بخصوصية مهمة جدا حياة الانسان وساهمت في التاثير والتاشير على انوع الصراعات الحقيقية التي طرحها الفيلم عبر ابطاله الثلاثة من خلال الرسائل المختلفة , وبالتالي شكلت في خلق منظومة سمعية بصرية خلقت صورتين للمتفرج مسرحية وسينمائية امامه بتفعيل شخصيات الفيلم عبر الاداء المتميز والتجسيد التلقائي للمثلين وعفويته وايضا عبر الية التلقي عبر استيعاب خطاب الفيلم واقصد بذلك الانسجام العام في اللوحة الجمالية لكل لحظات العرض في ذلك التشكيل الهارموني البصري الجميل. وقد تحقق هذا بجمالية فلسفية يمتلكها الفنان الفاضل الجزيري وسحره وتاثيره على المتفرج وعلى كيفية صناعة جديدة لمتفرج متعود على مشاهدة افلام عادية لاتكلفه عناء المتابعة لقد وضع بين ايدينا قرأة خاصة في عرضه السينمائي المسرحي هذا ....



نعمة السوداني

عضو جبهة تحرير الخيال السينمائي

كاتب وناقد عراقي


مبروك لنا جميعا جبهة تحرير الخيال السينمائي:. خطوة جريئة نحو عالم خال من التبعية والسلطوية

الناقد والكاتب العراقي نعمة السوداني

مبروك لنا جميعا

جبهة تحرير الخيال السينمائي

خطوة جريئة، نحو عالم خال من التبعية والسلطوية



وصلت الرسالة التالية الي " صندوق بريد جبهة تحرير الخيال السينمائي " من الناقد والكاتب العراقي نعمة السوداني الذي يعيش في هولندا ويقول فيها:


المبدع الفنان الاستاذ صلاح هاشم المحترم
تحية طيبة
وبعد
اتمنى لكم اوقات سعيدة
ايام جميلة تلك التي مرت في مهرجان روتردام للسينما العربية وما صاحبها من نقاشات ساخنة لتقييم الاعمال الفنية لهذه الدورة ...
وانا اتصفح موقع المهرجان وجدت بانكم قد اسستم جبهة تحرير الخيال السينمائي في مؤتمر عقد في قاعة السينيرما لتساهم في خلق التواصل والحوار بين الفنانين والسينمائيين وذوي الاهتمامات التي تعني بالثقافة والفنون من اجل ايجاد فضاء عرض للسينما الحرة من دون العودة الى المرجعية الحكومية في البلدان الاصلية لنا....
انا اشد على ايديكم وانتم تقدمون على هكذا خطوة جريئة نحو عالم خال من التبعية والسلطوية على الافكار والخيال....
وكان بودي ان احضر هذا المؤتمر معكم للمناصرة والانظمام علما انني كنت متواجدا طيلة ايام المهرجان معكم ومع الاخ العزيز الشاعرصلاح حسن وجلسنا وتحدثنا كثيرا عن هموم السينما ومتاعبها حتى انكم شرحتم لنا عن اهمية فيلمكم الجديد الذي تبحثون له على منتج حقيقي يفهم طبيعة هذا العمل واقصد " ثلاثية البحث عن رفاعة " الذي مازال مشروعا سينمائيا ليكون ثلاثة اجزاء على ما اعتقد مثلما قلت لي
اتمنى لكم التوفيق في انجاز هذا المنجز العظيم
وساتقدم بطلب الحصول على عضوية الجبهة حينما احصل على البيانات الخاصة
مع خالص محبتي واحترامي
نعمة السوداني
ناقد وكاتب عراقي
شمال هولندا خروننكن
---

رد

عزيزي الاستاذ نعمة السوداني المحترم
اهلا بك عضوا في جبهة تحرير الخيال السينمائي ، وقد شرحنا في ردنا علي رسالة االاديب الصحافي السوري ابراهيم حاج - انظر في محتويات العدد مقال " كيف أنضم الي الجبهة ؟ انه يكفي ان يكون هناك توافقا فقط بين افكارها المعلنة في بيان التأسيس، وهمومك كعاشق للسينما.
محبتي
صلاح هاشم





الأحد، يونيو 21، 2009

جبهة تحرير الخيال السينمائي في السفير

بيكاسو. في جبهة تحرير الخيال


«جبهة تحرير الخيال السينمائي»


و«مهرجان الفيلم العربي في روتردام»



جسر بين ضفتين وسينما مضادة









في أقلّ من أسبوع واحد، وُزّع خبران يتناولان حدثين سينمائيين عربيين جديدين في باريس: تأسيس «جبهة تحرير الخيال السينمائي» الذي أعلنه الناقد المصري المقيم في العاصمة الفرنسية صلاح هاشم، بالتزامن مع نهاية الدورة التاسعة (10 ـ 14 حزيران الجاري) لـ«مهرجان الفيلم العربي في روتردام»، وتأسيس «جمعية السينما العربية الأوروبية» برئاسة ماجدة واصف.
بالنسبة إلى الأول، أعلن هاشم أن الـ«جبهة» تسعى إلى إنشاء أكبر تجمّع للسينمائيين والنقّاد والمبدعين الذين يسيرون عكس التيار التقليدي، أويحاولون أن يكونوا كذلك، مشيراً في تصريح لـ«وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ.)» إلى أنه اقترح على إدارة المهرجان العربي في روتردام (هولندا) تخصيص جائزة باسم الجبهة ضمن الجوائز الرسمية، تُمنح لفيلم «غير تقليدي» تختاره لجنة تحكيم خاصة، مضيفاً أن المهمة الأولى للجبهة تكمن في ابتكار مشاريع سينمائية وثقافية وفنية جديدة خلال أيام المهرجان، والبدء بتنفيذها بعد ختامه مباشرة، كما فعل هو عندما أنجز فيلمه «البحث عن رفاعة» إثر انتهاء الدورة السابعة. وتسعى الجبهة، بحسب مؤسّسها، إلى خلق كيان معادل للكيانات الرسمية، التي «تحدّ انطلاق الخيال وتخنق المبدعين والفنانين الأحرار» بأساليب مختلفة من القهر والحجر والرقابة والمصادرة، مقترحاً على مهرجانات سينمائية يشارك بها تخصيص ما أسماه «فضاء عرض سينمائي حرّ» لعرض نماذج من الأفلام التي تعاني مشكلات مع الرقابة في أوطانها، وتُحرَم أحياناً من العرض، كما حدث لفيلم «دردمات»، الروائي الأول للمخرج العراقي سعد سلمان.
أما بالنسبة إلى الثاني، فقد وزّع الزميل صلاح سرميني بياناً حول الجمعية، جاء فيه أنها تأسّست بفضل جهود «مجموعة من المحترفين، عملوا معاً بهدف إنشاء جسر بين ضفّتي البحر المتوسّط، يرتكز على تبادل فعّال للخبرات والمعارف في مجالات الإنتاج والتوزيع ونشر الأعمال السينمائية في بُعديها العربي والأوروبي؛ مضيفاً أن الجمعية تهدف إلى سدّ الثغرة المتمثّلة في قلّة التبادل في مجالات السينما والإنتاج السمعي البصري بين الدول العربية والاتحاد الأوروبي من جهة أولى، وبين البلدان العربية بعضها مع البعض الآخر من جهة ثانية. وأشار البيان إلى أن الجمعية تسعى أيضاً إلى نشر «معرفة أفضل بالآخر»، بتنظيم عروض وتظاهرات دورية للأعمال السينمائية، «أكان ذلك في شمال البحر المتوسّط أم في جنوبه». كما بدأت الجمعية، بحسب البيان، العمل على تنظيم «مهرجان السينما العربية في باريس»، وريث «بينالي السينما العربية في باريس» الذي نظّمته ماجدة واصف برعاية «معهد العالم العربي» لأعوام طويلة قبل إقامة دورته الأخيرة في العام 2006، على أن تُقام الدورة الأولى للمهرجان الجديد في العام المقبل.
عن جريدة " السفير " اللبنانية بتاريخ 20 يونيو 2009


رجوع






الأكثر قراءة في الصفحة
الرمز والحقيقة 27%
تأخر المعرض لكننا 24%
كاتيا غيرو ماتت وق 16%
جسر بين ضفتين وسين 15%

11%


الفنان المصور اللبناني سامي لمع ينضم الي الجبهة

الفنان المصور سامي لمع اللبناني

الفنان سامي لمع ينضم الي الجبهة

سعدت جبهة تحرير الخيال بانضمام الفنان المصور اللبناني سامي لمع اليها ، والمعروف انه مصور ومونتير فيلم " البحث عن رفاعة " لصلاح هاشم ، وانه يعيش ويعمل في كوبنهاجن منذ اكثر من عشرين عاما، ويترأس حاليا قناة تلفزيونية مستقلة ، تعتمد على العمل النطوعى ، وتعنى بشوؤن الشباب فى العاصمة الدانمركية من نشاطات ثقافية وفنية ورياضية و اجتماعية، و هي منفتحة على الابداع الفنى، والعمل خارج الاستوديوهات. كما تمنح " دورات تدريبية " مجانية على التصوير والمونتاج للراغبين.
وتبث القناة ثلاث ساعات فى الاسبوع. اى ساعة فى كل من ايام الخميس والجمعة والسبت فى مدينة
كوبنهاغن ، والمحافظات القريبة منها
وتدعي (قناة كوبنهاجن للشباب) وهى " قناة مستقلة " كما ذكرنا

Københavns Ungdom TV

وسوف يقوم سامي لمع بتمثيل جبهة تحرير الخيال السينمائي في الدانمارك

السبت، يونيو 20، 2009

أريد أن أنضم الي " جبهة تحرير الخيال " كيف ؟ يكفي ان تلامس افكارها همومك كعاشق


كتاب " قاموس الرقابة علي السينما في العالم "



اعلان تأسيس جبهة تحرير الخيال في السينما الذي نشرته " ايلاف "

الناقد والمخرج السينمائي صلاح هاشم مؤسس جبهة تحرير الخيال السينمائي وللانضمام يكفي ان تلامس افكارها همومك كعاشق للسينما






اريد الانضمام الي جبهة تحرير الخيال السينمائي - يسأل البعض - كيف ؟


يكفي ان تكون افكار الجبهة

تلامس همومك كعاشق للسينما





باريس. سينما ايزيس. جبهة تحرير الخيال السينمائي


وصلت " جبهة تحرير الخيال السينمائي " اليوم السبت الموافق 20 يونيو 2009 الرسالة التالية من الاديب الصحافي السوري ابراهيم حاج عبدي ويقول فيها :

الاخ العزيز صلاح هاشم

تحية طيبة

ارجو قبول عضويتي في جبهتكم ، جبهة تحرير الخيال السينمائي ، والواقع لا اعلم ان كنت كاتبا ثوريا ام لا ، فانا اكتب في صحيفة " الحياة " مواضيع سينمائية ، كما اكتب في منابر اخري حول السينما والثقافة عموما، ووجدت أن الافكار المطروحة في التقرير المنشور علي موقع مهرجان روتردام السينمائي ، تلامس همومي كعاشق للسينما، فهل يكفي هذا التوافق في الآراء ، لقبول العضوية ؟

مع المودة

ابراهيم حاج عبدي

وهنا رد صلاح هاشم رئيس جبهة تحرير الخيال السينمائي

السيد ابراهيم حاج عبدي


اهلا بك ومرحبا نعم مجرد " التوافق " يكفي..
وقبلت عضويتك

ونسأل
: هل نكتب امام اسمك انك صحفي ، ام كاتب ام محامي الخ، حدد من فضلك بنفسك حتي نضع المهنة قبل الاسم ونسأل أيضا هل لديك اقتراحات وأافكار للجبهة؟ ..
مثلا طلب البعض ان نسارع باشهار الجبهة، ونحن نعتبر ان الاشهار قد تم بالفعل من من خلال الاعلان عن تأسيس الجبهة في المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم السبت 13 يونيو، أثناء الدورة التاسعة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام المنعقدة في الفترة من 10 الي 14 يونيو 2009 ..
و كذلك تم الاشهار من خلال الاخبار التي نشرت عن الجبهة ، في العديد من المنابر والوكالات والجرائد والمجلات العربية مثل موقع " ايلاف " و جريدة " المصري اليوم " و " القدس العربي " و " الوطن السعودية " و نهضة مصر " و " العرب الققطرية " و " العرب اللندنية " و " الامارات اليوم " و " الايام " و " دمشق برس " وغيرها
ونريد الآن ان ترسل لنا عنوانك البريدي ، لنعرف اين تقيم ، وجنسيتك، و كذلك رقم الهاتف للاتصال بك في اي وقت لتمثيل الجبهة - فقط اذا رغبت- في المهرجانات، والتجمعات السينمائية والفنية عموما ، لنكون حاضرين ومتواجدين وفاعلين..
و عموما نرحب الجبهة بانضمام كل من يجد مثلك،ان افكارها تلامس همومه كعاشق للسينما ، بل ترحب ايضا بكل من تلامس افكار الجبهة رغبته، أو رغبة عندن، في " فتح شبابيك " علي الهواء الطلق ، لكي نستنشق نسيم واوكسجين الحرية. مطلب " الحرية "..
ومرحبا بك في جبهة تحرير الخيال السينمائي

صلاح هاشم


رئيس جبهة تحرير الخيال السينمائي


الجمعة، يونيو 19، 2009

فلي جاليري : معرض فوتوغرافيا للفنانة ساريتاF.L.I GALLERY. Photos SARITA

ساريتا مع المخرج السينمائي المصري الكبير مجدي أحمد علي " خلطة فوزية "

الفنانة الايطالية ساريتا مع أمها في مهرجان الفيلم العربي في روتردام من 10 الي 14 يونيو

الفنانة الايطالية ساريتا مع الناقد والمخرج السينمائي صلاح هاشم وحديث عن الجبهة



لقاء بين ضيوف المهرجان في الهواء الطلق بعدسة ساريتا ويظهر في الصورة الفنانة الهولندية من اصل فلسطيني ثريا والمخرجان العراقيان باز الباز ومحمد الدراجي

ساريتا مع الناقد السينمائي العراقي عدنان حسين

لقطة لضيوف المهرجان من كندا وباريس بعدسة ساريتا ويظهر في الصورة المخرج العراقي باز الباز المهاجر في كندا والناقد السينمائي صلاح هاشم المقيم في باريس والممثلة المغربية ياسمينة بناني

ساريتا تحيي السيد احمد ابو طالب عمدة مدينة روتردام

ساريتا تمثل مع حكيم في فقرة من فقرات حفل افتتاح مهرجان الفيلم العربي في روتردام

ساريتا مع ضيوف المهرجان
لقطة لضيوف المهرجان من النقاد والصحفيين بعدسة ساريتا الجوالة ويظهر فيها الجنتلمان العراقي ثائر والناقدان العراقيان عدنان حسين من لندن وقيس قاسم من السويد



فلي جاليري

فلي جاليري : معرض جبهة تحرير الخيال السينمائي


F.L.I GALLERY

PHOTOGRAPHY

FACES&PLACES

BY
SARITA



فلي جاليري


معرض جبهة تحرير الخيال السينمائي

أول معرض لجبهة تحرير الخيال السينمائي


معرض للفنانة الايطالية ساريتا مارشيز بعنوان " وجوه وأمكنة "



تقديم

بقلم صلاح هاشم



يسر "جبهة تحرير الخيال" أن تعلن عن انشاء ( فلي جاليري ) علي موقع " سينما ايزيس " ، وان تفتتحه بمعرض للصور الفوتوغرافية للفنانة الايطالية الممثلة والمصورة ساريتا مارشيزي، عضو الهيئة الادارية والتنظيمية لمهرجان الفيلم العربي في روتردام، الدورة التاسعة في الفترة من 10 الي 14 يونيو 2009
كانت ساريتا شاركت في العرض المسرحي الفكاهي ، الذي قدمه الفنان الهولندي من اصل جزائري حكيم، كفقرة من فقرات حفل الافتتاح ، وبرزت فيه بتمثيلها،و ظهرت بعدها في حفل الختام ، وهي ترتدي لباس العروس التونسية التقليدية ، فبدت مثل " اميرة " ساحرة من عصر جميل مضي. وكانت حرصت علي ان ترحب في الحفل الكبير بضيوف المهرجان، وان تسلم علي السيد احمد ابو طالب عمدة روتردام وهو من اصل مغربي وفخور بانتمائه الي ثقافتين. وكان تحدث في كلمته في حفل الختام عن أهمية تواصل وتفاهم وتعايش الثقافات الانسانية مع بعضها البعض ، والتعاون من اجل بناء مجتمعاتنا الانسانية الجديدة بالحرية والثقافة والعدل، ومن دون تحزب او تعصب

ولدي ساريتا ما رشيز العديد من المشروعات والمشاركات الفنية في هولندا ومصر .
وهي تعيش حاليا وتعمل منذ فترة في هولندا ضمن المهاجرين من العرب وغير العرب الي المكان، وتعتبر نفسها عربية وتجهر بذلك ، لأنها تحب وتميل الي ثقافتنا وحضارتنا، وتأنس لهما
انها شمعة من شموع " مهرجان الصداقة والحب والفرح " في روتردام بالسينما
ومن خلال السينما، وقد كانت ساريتا اول من يرحب جدا بفكرة " جبهة تحرير الخيال " و انضمت اليها علي الفور بمجرد الاعلان عن تأسيسها في مؤتمر صحفي ، اثناء االدورة التاسعة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام
ويضم المعرض هنا بعنوان " وجوه وأمكنة في مهرجان الفيلم العربي 9 في روتردام " مجموعة من الصور الفوتوغرافية اختارتها ساريتا بنفسها للعرض، من ضمن مئات الصور التي التقطتها اثناء فترة انعقاد المهرجان

*




قلعة الكبش في فيلم القاهرة في 24 دقيقة بكاميرا صلاح هاشم


http://www.cityoneminutes.org/#/cairo/0

ملصق فيلم القاهرة 24 دقيقة وتحته الرابط



الفنانة الهولندية آن منسقة المشروع مع الفنانة المصرية هيام عبد الباقي

الناقد والمخرج السينمائي صلاح هاشم شارك في " القاهرة 24 دقيقة " باربعة افلام هي السهرانين وشارع المعز لدين الله وورد بلدي وفرح في قلعة الكبش






فيلم القاهرة 24 دقيقة

مغامرة للامساك بروح المكان وألفة أهله المحببة



كيف تختصر حياة مدينة مترامية الأطراف لتعرضها في 24 دقيقة؟ هذا سؤال نسقت للإجابة عليه الهولندية آن فيرهاوزن مع فريق من الفنانين سجلوا 24 ساعة من حياة المدينة التي لا تنام، بسكانها الذين يفوقون العشرين مليون نسمة عدا الزائرين، فكان فيلم القاهرة في 24 دقيقة.

سلسلة
الفيلم الذي ظهر في عرض خاص في القاهرة هذا الشهر هو جزء من سلسة أفلام تشارك في إنتاجها مؤسسة وان مينيت و محطة الأفلام الوثائقية الرقمية في هولندا DOC VPROو جامعة إيست تشاينا في شنغهاي بالصين.

بحسب القائمين على المشروع فإن فكرته أن تتكامل دقائق الفيديو لتكون صورة عن ملامح المدينة ممزوجة مع رؤية صانع الفيديو لها، لتسجل التحولات التي تمر بها المدينة على مدار الساعة، ويقوم بتصوير وإخراج كل دقيقة في الفيلم فنان مختلف، بحيث تصبح الأربع وعشرين دقيقة عملا فنيا متكاملاً.
ويشارك إنتاج المؤسسة من مواد فيلمية في معرض اكسبو العالمي في شانغهاى عام 2010. كذالك في بينالي العمارة في روتردام نوفمبر 2009. (وهو حدث عالمي يتم خلاله دعوة الفنانين لتخيل بورتريهات عن مدن العالم).

تعبير
يهتم المشروع بتسجيل لقطات لكل من المباني العالية والمنخفضة، والساحات، الأنهار، والسيارات،والأطعمة، لكنه يقتنص أيضا لقطات للناس تعبر عن حالتهم من الشعور بالوحدة، والمال، والنظام والفوضى. وكل ساعة من يوم واحد يصورها شخص بالتوالي، ويتم تقديمها في ستين ثانية أي دقيقة واحدة.

theoneminutes.org
مؤسسة بهولندا بدأت عام 1998، وتهتم بالأفلام المصورة سينمائيا وعبر تقنية الديجيتال، وتقدم ورشات عمل ومنحاً للمهتمين، وتقدم بعض المسابقات الفنية والتي بدأتها 2000، وتعمل في أكثر من مائة دولة بالعالم، ويقول القائمون عليها أن تسارع وقع الحياة يجعلنا نفهم ونقبل أيضا المواد السريعة المكثفة كالإعلانات التجارية وكليبات الأغاني القصيرة وغيرها.
vpro.nl
شركة إعلامية بهولندا ، تعمل بعدة وسائل منها إنتاج برامج إذاعية وتلفزيونية، ودعم القنوات الرقمية، وتشغيل القنوات على شبكة الإنترنت، ودعم الأفكار المبتكرة في هذا الصدد، وهي جزء من نظام الإذاعة الهولندية.

وتقول فكرة المشروع إن كل صورة تبحث عن خصائص لهذه المدينة، وتعبر مجتمعة عن وجهة نظر شخصية للصانع. وهي في النهاية عمل جماعي لكنه يضم بداخله 24 عملا فرديا؛ فهناك مدينة تجدها في الصباح مختلفة عنها في الليل، بل ومن ساعة لأخرى، كأن يصادف وقت ذهاب الأطفال للمدارس أو وقت خروج الموظفين من دوائر عملهم.

القاهرة
شارك في العمل الأول حول القاهرة، من مصر: هيام عبد الباقي، أدهم يوسف، طارق سادوما، أمل الجمل،ياسمين رشيدي، داليا مسعد، ومن اليابان نوزومي كومي ونسق للمشروع الفنانة التشكيلية الهولندية آن فيرهاوزن.

وأثناء زيارة له للقاهرة شارك في الفيلم الناقد والمخرج السينمائي المصري صلاح هاشم، المقيم في باريس، حيث اخرج أربعة أفلام هي : كل دقة في قلبي، ورد بلدي، شارع المعز لدين الله، فرح في قلعة الكبش. كما شارك في عمل مونتاج بعض الأفلام.

ويشترط المشروع ألا توضع ترجمات أو حوارات بل مجرد وسم أو وصف بكلمة أو اثنتين.

أما منسقة العمل آن فيرهاوزن، فبطبعها تهتم باختلافات الثقافات والشعوب، ولديها أيضا فيلم قصير أنجزته العام الماضي بعنوان 48 ساعة: القاهرة في رمضان، تطرقت فيه لطقوس وعادات المصريين والتحولات التي تطرأ على الحياة في القاهرة في هذا الشهر الاستثنائي. وهناك مشروعها السابق سفر التكوين- 3 حيث تعتقد أن القصص الدينية ليست حبيسة الحدود العقائدية و الثقافية أو الحدود القومية للدول، مدللة على ذلك بقصة آدم وحواء وخروجهما من الجنة. ومن هنا جاء اسم فيلمها "رؤى للجنة" والذي يضم حوارات مع أفراد من ثقافات وأديان ودول مختلفة عن قصة الجنة.

بغداد
آن فيرهاوزن عادت من القاهرة مؤخرا لموطنها في العاصمة الهولندية أمستردام، للراحة ربما لأيام قبل أن تشد الرحيل لمدينة أخرى في آسيا هذه المرة.

إذ ستشارك أن في الجزء الثاني من المشروع والذي كان يفترض أن يتم في أمريكا اللاتينية وتحديدا العاصمة الكوبية هافانا، لكن اختيرت مكانه العاصمة العراقية بغداد.


وسيشارك في العمل من العراق الموسيقي ستار الساعدي، والذي غادر بلاده التي كان يعصف بها آنذاك الحكم السياسي المتسلط وكانت تعاني من الحصار الاقتصادي، ويعيش الساعدي الآن في هولندا. وتقول آن فيرهاوزن إنه ربما احتاجت في مدينة كبغداد لأعباء إضافية تتمثل في عنصر التأمين "ما زلت بحاجة لثمبالغ إضافية لم تكن مدرجة في الميزانية لو كان التصوير في هافانا، في بغداد سأحتاج نفقة الإقامة بفندق وسيارة وسائق وربما شخص للحراسة" وسوف تنشر فيرهاوزن يومياتها هناك عبر مدونتها الشخصية فيما ستبقي على المادة الفيلمية للوثائقي.

اللقطات تدعوك لتسجلها
هيام عبد الباقي، إحدى المشاركات في الفيلم وهي فنانة تشكيلية شابة وتعمل أيضا مدرسة مساعدة للفن والتصميم بإحدى الجامعات الخاصة، نسألها هل لديها اهتمام بالسينما وتقول إن الفنون كلها متقاربة، وأنها عرفت عن الفكرة أثناء حضورها لمهرجان عن سينما المرأة فتحمست له
صحيح أن تعلم تقنيات فن كالتصوير الفوتوغرافي أو السينمائي مطلوبة للتخصص، ولكن في مثل هذا العمل الخاص يمكن تلقي المباديء الأساسية ثم تشدك اللقطات لتسجيلها.
وأقامت عدة معارض في مصر كما عرضت إنتاجها في مدينة سيون بسويسرا، وشاركت في بينالي فينيسيا الأخير، وحازت على عدة جوائز كان آخرها جائزة ترينالي الجرافيك الدولي بمقدونيا عام 2006، وقد شاركت في سبوزيوم مركز واقف للفنون بالدوحة عام 2008 وحصلت على الجائزة الثانية فيه.

تواصل عبد الباقي اهتماهها الأساسي بالفن التشكيلي في مرسمها بمنطقة فيصل، كما لديها إطلاع على طقوس ثقافية مثل معالم شهر رمضان، الموالد والعادات البدوية حرصت على إبرازها في أعمالها.


عن موقع اذاعة هولندا الدولية




الأربعاء، يونيو 17، 2009

شاشة باريس 2009فيلم " البحث عن ايريك" بقلم صلاح هاشم

صلاح هاشم



كانتونا علي اليمين مع كين لوش ولقطات اخري من فيلم كين لوش الانساني الجميل


صباح الخير يافرنسا

شاشة باريس 2009



اول فيلم يصالح بين عشاق السينما وعشاق كرة القدم بسحر السينما الفن

" فيلم " البحث عن ايريك " لكين لوش الذي خرج حديثا للعرض في فرنسا

يحقق " اضافة " علي سكة سينما الواقعية الانسانية ا

التي يصنعها عميد الاخراج في بريطانيا "


بقلم صلاح هاشم

"

فيلم " البحث عن ايريك " : يقدم استكشافا لحاضر الطبقات الفقيرة المسحوقة في بريطانيا ويقول انه لاخلاص لنا من مشكلاتنا وازمات مجتمعاتنا،الا من خلال التعاضد والتضامن والمشاركة..الا باعمال"الخيال "الجامح و " الفانتازيا " واختراع " الحكايات الخرافية " من خلال السينما الفن "

*

قد لا اغالي او ابالغ ان قلت ان فيلم " البحث عن ايريك " للمخرج البريطاني الكبير كين لوش الذي خرج للعرض حديثا في فرنسا ، من أحلي وألطف وأجمل أفلامه، واكثرها التصاقا بمشاغل وهموم الواقع البريطاني اليوم، في ظل افلاس حزب العمال في الحكم وفضائحه،والحرب التي يشنها علي المسلمين بأسم مكافحة الارهاب في المملكة المتحدة. وكان الفيلم الذي يتميز ب " حس فكاهي " عال، ولا نظير له، دخل مسابقة مهرجان " كان " 62 الرسمية ولم يفز بشييء،علي الرغم من أن الغالبية العظمي من النقاد الذين حضروا وتابعوا أعمال المهرجان وأفلامه ،رشحوه معنا للحصول علي جائزة..

وكان عرض في منتصف أيام المهرجان تقريبا ، وكنا بالفعل تعبنا وهلكنا من تفجرات العنف في افلام المهرجان علي شاشة " كان "، وعشنا جهنم الرعب في أفلامه، كما في فيلم " ضد المسيح " للدانمركي لارس فون تراير وغيره. فلما عرض فيلم " البحث عن ايريك " الطيب الذكي ، كان مثل تلك النسمات الطازجة الطرية المنعشة القادمة من البحر، علي بعد أمتار فقط من قصر المهرجان، وقد هبت في وقتها، لكي تلطف من حارة " جو " الدورة 62 الملتهب ، بصخبها وعنف أفلامها..

كما كان " البحث عن ايريك " اضافة الي ذلك، مؤشرا علي أن كين لوش – من مواليد 17 يونيو 1936 بوارويك شاير انجلترا واخرج اكثر من 19 فيلما من ضمنها رائعته " الريح التي تهز الشعير " التي حصل بها علي سعفة " كان " الذهبية عام 2006 ، و " الملك "، كما يطلق عليه نقاد السينما في بريطانيا،يعود الينا مجددا في أحلي فيلم في المهرجان، وفي أحسن صحة ولياقة فنية عالية، وقد حقق الكثير في " البحث عن ايريك " وجدد دمه ، وهو يدلف بنا الي اعماق المجتمع البريطاني،ويتواصل هكذا كما عودنا في جل افلامه ، مع واقع طبقة العمال والبروليتاريا المسحوقة من المعدمين والمهمشين في مجتمعات الوفرة الغربية الاستهلاكية، و يحقق بفيلمه هذا "اضافة " جديدة الي انجازاته، علي سكة السينما الواقعية الانسانية..

يحكي الفيلم عن عامل بريد يدعي ايريك بيشوب ( يلعب دوره في الفيلم الممثل البريطاني العجوز القدير ستيف ايفيتس) ونراه في مكتب بريد في مدينة مانشستر وقد بدا حزينا ومهموما حتي ان زملاؤه في العمل يحاولون اضحاكه بأي ثمن ونتعرف من خلال تطور الاحداث في الفيلم علي مشاكله فهو يعيش من شابين ابنيه بعد ان طلق زوجته وله ابنة كبري من زوجته الاولي وكان تزوج مرتين وفشل، والشابان يحاولان التحايل علي الحياة بأية طريقة فاحدهما يدرس بينما يدع الآخر اصدقائه من الشباب الضائع الذي لايجد عملا فينخرط في اعمال الجريمة يترددون علي البيت في اي وقت ويجلسون امام شاشة التلفزيون لمشاهدة افلام البورنو والجنس والعري الفاضح ، وكلما عاد ايريك الاب الي البيت وجدهم يتفرجون علي احد هذه الافلام وهم يحتسون البيرة ويدخنون السجائر المحشوة بالمخدرات

كما نتعرف من جانب آخر علي ابنة ايريك الكبري التي تعمل وتدرس في الجامعة وتطلب من الاب من وقت لآخر ان يكون جليسة اطفال تسهر علي طفلها كما تفعل امها زوجة ايريك الاولي وكان طلقها بعد ان عاش معها قصة حب حقيقي انتهت للأسف بالخراب، فقد هجر ايريك عش الزوجية فجأة ومن دون سبب واضح واختفي نهائيا وترك زوجته حبيبته وهي حامل، ونتعرف علي تلك الحكاية من خلال بعض المشاهد الاسترجاعية في الفيلم التي تعود بنا الي ماضي حبهما وتأثيراته النفسانية المدمرة علي حياتهما في الحاضر، فمازال جرح الفراق وايام السعادة التي عاشها سويا في الماضي وانقضت الي الابد مازال ينزف ، كما ان حياة ايريك العابس المهموم دوما ، ولا تنفع المقالب او النكات التي يخترعها اصدقائه في مكتب البريد لاضحاكه ، مازالت حياته النفسانية والعاطفية هذه تبدو كصحراء قفر موحشة، وعليه ايريك ان يخترع لنفسه حياة جديدة والا سقط في هاوية العدم . أللعنة..

وكلمة اللعنة هنا اي ( فاك ) بالانكليزية ، ليست من عندنا ، بل انها الكلمة " فاك اللعنة " التي ينطقها ايريك بين كل كلمتين: فاك ات ، فاك يو، فاك لايف ، وهي تتردد اكثر من ألف مرة في فيلم " البحث عن ايريك " كما لو كانت حبل غسيل يعلق عليه ايريك في الخارج وهو ينطق ويردد تلك الكلمة جهارا طوال فترة عرض الفيلم، كل لعنات الطبقة التي يمثلها في اجواء ازمة البطالة الطاحنة التي تشهدها بريطانيا وجيل الاطفال المتزوجات العازبات اللواتي ينجبن اطفالا ويعشن عالة علي مساعدات الضمان الاجتماعي وانتشار قيم الفردية والمادية والانانية في مجتمعات الوفرة البريطانية الاستهلاكية ان كل شييء في حياة ايريك صار لعنة: تللك الوحدة الموحشة بعد ان تقدم في السن وعليه الآن ان يقدم كشف حساب لنفسه وحياته ويعرف ماذا يريد أن يصنع بحياته فاك فاك فاك..

الجني كانتونا يظهر فجأة

ونتعاطف بطبيعة الحال مع شخصية ايريك في الفيلم ونأسي نحن ايضا لحاله، حين يجد نفسه في وحدته ولا يوجد من يتحدث معه، يروح بعد ان دخن سيجارة حشيش يكلم صورة بالحجم الطبيعي لايريك كانتونا لاعب كرة القدم المهاجم الفرنسي الشهير الذي لعب لنادي مانشستر يونايتد وصار نجما وعرف عنه مزاجه الناري وتمرده وثورة غضبه علي الاداريين واللاعبين المنافقين ، وكان ايريك كما عرفنا سابقا من خلال احداث الفيلم يشجع مع بقية زملائه في مكتب البريد ناديهم المفضل مانشستر يونايتد ويحتفظ بتلك الصورة بالحجم الطبيعي لنجمه ولاعبه المفضل كانتونا في غرفته

وفجأة وهو يشكو حاله لنفسه اذا بايريك كانتونا الفرنسي ، يظهر لصاحبنا ايريك البريطاني في الغرفة ، بلحمه ودمه، ويتصور ايريك انه فقد عقله وجن ، الا ان ايريك كانتونا يقول له انه ايريك الحقيقي لاعبه المفضل وسوف يظهر له في اي وقت يريد ليساعده من واقع تجاربه وخبراته في حل مشكلاته، ويسأله مثل ذلك الجني الذي خرج من القمقم في فيلم " لص بغداد " شبيك لبيك ايريك كانتونا بين ايديك، ومنذ تلك اللحظة ينطلق فيلم داخل الفيلم ويظهر فيلم جديد وتتبدل حياة ايريك بيشوب تماما بعد ظهور ايريك كانتونا له، ويقدم الفيلم كشفا مثيرا فكاهيا ومأسويا في آن لعملية " التحول " التي يمر بها ايريك بيشوب اليائس من حياته المستسلم الي ايريك آخر، ونمر نحن ايضا كمتفرجين بنفس العملية عملية التحول التي يمر بها ايريك بيشوب لكي نخرج من نهاية ذلك النفق المظلم الموحش المرعب، و نحن نري قبسا من ضوء النهار لاشك سيقودنا الي الحياة في الخارج فرحها وبعجتها، فننهض من جديد ونمشي علي الشوك وبمساعدة بعض الاصدقاء المخلصين كما حدث لايريك نواجه الحياة وننتصر بتضامننا وتآخينا علي الفناء والموت

فيلم " البحث عن ايريك " يقدم فلسفة حياة ، وهو يعرض لمشاكل المجتمع البريطاني حيث تهاجم الشرطة دار ايريك للبحث عن مسدس اخفاه ابنه في ركن من الدار نزولا علي طلب صديق مجرم له وكان استخدم المسدس في اقتل احد اعضائة كما يحدث لتصفية الحسابات بين عصابات الاشرار في بريطانيتا، ويعتبر هذا المشهد من ارعب المشاهد المخيفة في الفيلم التي ارتعبت لها وصدمني فيه عنف هجوم رجال الشرطة علي البيت اثناء الاحتفال بعيد ميلاد ايريك في الفيلم وكان بدأ عند تللك استعادة العلاقة مع زوجته الاولي وحبيبته ودعاها لزيارته مترددا وخائفا من عدم قبولها دعاها للبيت فوافقت وكانت الشرطة قامت بتلك الهجمة للبحث عن المسدس أداة الجريمة، وقد هزني هذا المشهد بقوة وكدت من هول الصدمة اقفز من مقعدي من الخوف والرعب، علي الرغم من وجود العديد من المشاهد العاطفية الشاعرية الرقيقة في الفيلم مثل مشهد أول لقاء بين ايريك وزوجته بعد مرور اكثر من عشرين عاما علي انفصالهما، و كذلك المشاهد الانتقامية الفكاهية الاخيرة في الفيلم، التي تجعلنا نصفق لتلك " الحيلة " الملهمة التي توصل اليها ايريك بيشوب للانتقام من المجرم الذي كاد يودي بابنه الي السجن، وذلك من دون ان يتعرف المجرم علي فرقة الانتقام المكونة من ايريك بيشوب واصحابه في الشغل، ولن نسرد عليكم هنا وقائع الفيلم ونكشف سرها ،حتي لا نفسد عليكم متعة مشاهدته، والتصفيق ايضا له ، كما فعل جمهور مهرجان " كان " ، حين الفيلم عرض لأول مرة هناك..

عنصر الفانتازيا

بمجرد ظهور اللاعب النجم ايريك كانتونا يتغير الفيلم تماما، ليكون ظهوره بمثابة ظهور "المخلص " بالنسبة لايريك ، ويقوم كانتونا في الفيلم بلعب دور " الجورو " ، اي دور الاستاذ الحكيم المعلم الدليل المرشد الناصح ، بل انه وهو ينصح ايريك الآخر اليائس لينتشله من هاوية العدم ، ينطق ببعض العبارات الشهيرة الغريبة التي رددها ايريك كانتونا بالفعل في بعض المؤتمرات الصحفية الرياضية التي شارك فيها ، ويجعنا نكاد نفطس ونموت من الضحك ، بسبب من غرابتهاوغموضها، فيقول كانتونا مثلا وهو ينصح ايريك : " انا لست انسانا مثل بقية البشر، بل أنا اريك كانتونا " ويقول ايضا عندما يظهر عدة مرات مثل الجني في الغرفة، ثم يطلع مع ايريك بيشوب في الخارج لييدربه علي بعض التمرينات : " اعلم يابيشوب ان تللك الطيور التافهة التي تتبع مركبا في البحر، تحلق معه علي امل ان يلقي اليها ببعض الاسماك وفتات الموائد " كما يردد عليه عبارته الشهيرة : " اعظم انتقام هو العفو عند المقدرة " ويروح يتحدث كانتونا هكذا مثل حكيم، ويسخر هنا كانتونا من كانتونا ويتهكم علي نفسه ، مما يزيد من تأثير المواقف الفكاهية في الفيلم التي تصل الي لحظات سينمائية متوهجة لا تنسي ضمن سلسلة الافلام العظيمة التي صنعها ملك الاخراج في بريطانيا كين لوش ...

فيلم " البحث عن ايريك " يحقق اضافة جديدة الي اضافات كين لوش السينمائية، فهو فيلم واقعي انساني عميق جدا وخفيف الظل جدا وبروح فانتازية ،اذ يقدم من ناحية من خلال قصة ايريك بيشوب استكشافا جديد لواقع وعذابات الطبقات الشعبية في بريطانيا، ويمثلها ايريك بيشوب في الفيلم، بنفس روح ومنهج ومعالجة الفنان والمخرج الماركسي كين لوش الواقعية الذي يعتبر عميدا للمخرجين البريطانيين في الوقت الحاضر..

ومن جهة اخري يتعامل هنا كين لوش مع عنصر جديد هو عنصر الفانتازيا والخيال الجامح في الفيلم لكن بروح واقعية، وينعكس ذلك من خلال قصة ظهور اللاعب الفرنسي ايريك كانتونا الذي هجر الكرة وصار ممثلا وهو يمثل عنصر الفانتازيا في الفيلم، وهو الروح كما يريد ان يقول لنا كين لوش، الروح التي تحثنا علي اعمال الخيال الجامح، وتشغيله ، لأن حل مشاكلنا لن يأتي من الخارج ابدا، لكنه بدلا من ان يظهر في صورة الجني كما في فيلم " لص بغداد " يظهر بشكل واقعي جدا وبصورته الحقيقية..

فن ادارة الممثلين

واعتبر ان اجمل ما في الفيلم، بعد تحية كين لوش ودوره الرائع في تحريك وادارة الممثلين كل الممثلين كبارهم وصغارهم، هوعنصر المفاجأة في السيناريو ، والامساك عندها بلحظات الاثارة وتوهج المشاعر، اتعرفون ما فعل كين لوش الحكواتي الفطن البارع ؟ . حسنا ، انه لم يكتب سيناريو محكا ويصوره ، بل جعل السيناريو مفتوحا ، وتفتق ذهنه عن تلك الحيلة الرائعة، اذ جعل ايريك كانتونا يظهر فجأة ولأول مرة في الفيلم في ذلك المشهد الذي حكينا عنه ، من دون ان يخبر الممثل ستيف ايفيتس الذي يقوم بدور ايريك بيشوب بذلك، جعل لوش ايريك كانتونا يختفي خلف ستارة، ثم يظهر فجأة اثناء تصوير ايريك بيشوب اليائس في غرفته ، وهو يشكو لصورة كانتونا علي الحائط همه ، فاذا بايريك كانتونا كما لوكان بفعل شيطان او ساحر ، يظهر له فجأة.. ولم يكتب ذلك المشهد قط في سيناريو الفيلم بل اخترعه اثناء التصوير..

كما جعل ايضا رجال الشرطة من الممثلين في المشهد الذي ارعبنا، جعلهم يهجمون علي دار ايريك بيشوب لتفتيشها اثناء تصوير مشهد الاحتفال بعيد ميلاده ، كما لوكانوا رجال شرطة حقيقيين ، وصور ردود افعال الممثلين ورعبهم ودهشتهم تحت تأثير المفاجأة ، ولم يكتب في السيناريو عن حملة التفتيش المرعبة هذه ، ليمسك لاول مرة بمشاعر عفوية حقيقية من دون اخراج او تمثيل، ويمنحها لنا في الفيلم بواقعيتها وعنفها ببراءتها وعفويتها وطزاجتها، ولهذا نعتبر ان لوش حقق " اضافة " جديدة الي عنصر الاخراج في الفيلم ، وسمح لنفسه بفضاء حرية اكبر،لكي يكون الاخراج ممارسة حية مفتوحة علي متغيرات الواقع والحياة والظروف ، والتواصل مع الخيال الابداعي الملهم المانح الجامح في التو..

تحية الي الطبقة العاملة وروح التضامن

لقد بدا لنا فيلم " البحث عن ايريك " ايضا كما لوكان وهو يحكي عن الواقع البريطاني الحالي ويتفادي تجهم وقتامة بعض افلام كين لوش احيانا ، وبخاصة تللك التي يعالج فيها موضوعات تاريخية، بدا لنا ، ولم نستشعر فيه ذرة ملل، بل كدنا نفطس علي روحنا فيه من الضحك في الكثير من مواقف الفيلم ، بدا كما لو كان " قصة خرافية " تفلسف حياتنا ، وتجعلنا نعتمدعلي انفسنا، كما اعتمد ايريك بيشوب علي خياله، واخترع لنفسه كانتونا يسدي له النصح والمشورة والارشاد ، وكما اعتمد ايضا علي تضامن ومساعدة اصحابه ، ووقوفهم الي جانبه للخروج من نفق حياته اليائسة البائسة الي النور..

بدا لنا " البحث عن ايريك " ببساطته ومصداقيته، وفنه وخياله الجامح وهو يصالح بين عشاق السينما وعشاق كرة القدم في آن ولأول مرة – وفي الفيلم العديد من المشاهد التسجيلية لبعض المياريات الرائعة التي شارك فيها كانتونا ويكشف فيها عن عبقريته كلاعب كرة نجم مثل البرازيلي بيليه او الارجنتيني مارادونا ، ويقول في الفيلم ان التمرير افضل عنده من احراز الهدف - ..

بدا " البحث عن ايريك " كما لوكان " تحية " الي روح الصداقة والتضامن والنهوض وعدم الاستسلام لليائس، لكي نتصالح اخيرا مع انفسنا والعالم ، ونقترب اكثر بالسينما من انسانيتنا..

تحية الي كين لوش علي فيلمه الجميل الذي امتعنا ..

عن جريدة " نهضة مصر " بتاريخ الاحد 14 يونيو 2009