الاثنين، أبريل 30، 2012

الثورة مستمرة : حفل يحيي خليل في دارالأوبرا المصرية يوم الخميس 3 مايو



الفنان الاستاذ يحيي خليل: الثورة مستمرة


  حفل يحيي خليل في الأوبرا يوم الخميس 3 مايو

                  تحت شعار الثورة مستمرة


سينما إيزيس . باريس


الثورة مستمرة مع يحيي خليل بالأوبرا
تحت شعار "الثورة مستمرة" يقيم فنان الجاز العالمي يحيى خليل حفل فني على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية يوم الخميس 3 مايو 2012  في تمام الثامنة مساء، يقدم خليل من خلاله باقة من أشهر أعماله مثل "دنيــــا"، "من غير عنــــوان" ، "أميـــرة" ، "الأمــــل" و "ايقــاع الروح" بالإضافة إلى أنشودتين للثورة الأولى تحمل عنوان "بحلم" كلمات الشاعر عبد الرحيم منصور, والأخرى بعنوان "بنادي على كل واحد في مصر" كلمات الشاعر أحمد فؤاد نجم ، وتشارك الفنان يحيى خليل لأول مرة مغنية البلوز والصول الامريكية ملكه دونيتا.
كان خليل قد شارك مؤخراً بعدة مهرجانات دولية منها مهرجان "صحار للموسيقى"  والذي يقام كل عام بمدينة صحار بسلطنة عمان، ومهرجان "موسيقى من السماء" بنيجيريا حيث شارك خليل بحفل فني وإقامة ورشتي عمل لتعليم ثقافة وأصول فن الجاز للأطفال والشباب.


السبت، أبريل 28، 2012

السينما عند العرب مثل قصيدة عن الأرض الخراب لصلاح هاشم


مختارات إيزيس

فصل من كتاب
 "السينما عند العرب.
مثل قصيدة عن الأرض الخراب"
لصلاح هاشم


هذا المقال بعنوان " في وداع رمسيس " يمثل أحد فصول كتاب بعنوان " السينما عند العرب. مثل قصيدة عن الأرض الخراب " للكاتب والناقد السينمائي صلاح هاشم، ويصدر الكتاب قريبا عن الهيئة العامة للكتاب في مصر، ويضم مجموعة كبيرة من المقالات والابحاث والدراسات التي تحكي عن حال وأوضاع السينما العربية افلاما ومهرجانات التي يتابعها ويرصدها هاشم ويكتب عنها في العديد من الصحف والدوريات العربية

في وداع رمسيس



بقلم
صلاح هاشم




لا ادري لماذا يتصور بعض القائمين علي المهرجانات السينمائية العربية، وأغلبهم من الموظفين الرسميين المعينيين في الحكومة،، أن دعوتهم للنقاد والصحفيين، معناها أنهم يصرفون عليهم من أموال أجدادهم، ويمدون لهم موائد الغداء والعشاء من مصروف عيالهم في المدارس، في حين ان ميزانيات المهرجانات، هي من أموال الشعب المصري، ولقمة عيش الشعب المغربي، وجهد وعرق الخليجيين؟ 
غير أن هؤلاء يتصرفون في تلك الميزانيات للأسف وفقا لأهوائهم، ومزاجهم الشخصي، فيغدقون الكثير علي الصحافيين الصغار، الذين يفردون الصفحات في جرائدهم لتصريحاتهم وهرائهم بالهبل، كما يحسب هؤلاء أن الدعوة التي يتحصل عليها المرء، لحضور المهرجان والكتابة عنه، ملزمة بالتغزل ضروريا في محاسن الإقامة والسكن والأكل وطواجن الحفلات، ومن دون تقييم حقيقي لفعاليات المهرجان ككل، أفلامه وتنظيمه وأجوائه، وانتقاد أخطائه وعثراته، والتنبيه عليها، للمبادرة إلي إصلاحها وعلاجها.. 
ان كل  المهرجانات السينمائية في العالم، ومن واقع خبرتنا الطويلة في حضورها والكتابة عنها، ومنذ أكثر من 25 سنة، معرضة أحيانا للزلل، ولا توجد مهرجانات من دون أخطاء، غير أن المهرجانات السينمائية الحقيقية، تتقبل النقد والانتقاد، وتفتح صدرها للعين النافذة المتفحصة الناقدة من الخارج، إلا عندنا في بلادنا، حيث تعتبرك مهرجاناتنا السينمائية خائنا ،إذا دعيت إلي إحدها ، ثم رحت - ياويلك بعد انتهاء المهرجان - تنتقده ، فإذا بك تجد نفسك علي رأس قائمة المبعدين عنه، كما ذكر حديثا الناقد أمير العمري في  رسالته المنشورة في " سينما ايزيس ، ومن واقع تجربته مع تلك المهرجانات العربية، التي لا تتقبل أبدا كلمة الحق والنقد، وترفض الحوار والجدل، وتعتقد دوما، انه ليس في الإمكان أبدع مما كان، ولابد بعد حضور أي مهرجان عربي، ان تصبح مغردا له في السرب، ومن حملة المباخر والمداحين.
أعتقد أن معظم القائمين علي تلك المهرجانات، من جنس هؤلاء الموظفين المخضرمين، يخشون من لوم وتقريع رؤسائهم وتقريظهم، ولا يشتغلون إلا علي مزاج الوزير، وابن الحاكم ، وزوجة الأمير. ومن تلك المهرجانات مهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية، الذي يدار كما كل شيء في مصر بواسطة الحكومة، وصار الشعب المصري بسبب ذلك، كما يؤمن البعض، صار متواكلا ومتخاذلا ومتكاسلا ، يعتمد عليها في أكله ومنامه وشربه، بعد أن أممت الحكومة كل مبادراته الإبداعية الديمقراطية الخلاقة، وصادرت حقوقه في إنشاء الجمعيات الأهلية، وشغلته بأمور البحث المسعور عن لقمة العيش، ومصاريف الدروس الخصوصية للعيال، وعلاج الأولاد المحرومين، وكتمت علي أنفاسه، وكانت آخر حماقاتها بعد حادثة القطار، التي راح ضحيتها العشرات بسبب الإهمال وتردي المرافق.. نقل تمثال رمسيس، جدنا الأكبر من مكانه، وإخلاء الميدان من أي اثر، يذكر المصريين بحضارة بلادهم وأجدادهم، ومنجزاتها الإنسانية العظيمة، لكي تتكسب وزارة الثقافة من عملية نقل التمثال علي ما يبدو، بضع آلاف من الدولارات ، وتتقاسم المبلغ الذي كان مخصصا لعملية النقل مع المقاولين، او بالا حري المخربين العرب..

وكانت  المظاهرات التي خرجت بالآلاف لتوديع التمثال، وإلقاء المصريين نظرة أخيرة علي جدهم- مماثلة كثيرا لما حدث ويا للعجب، عند نقل المومياوات الملكية إلي مركب في النيل ، أثناء تصوير فيلم " المومياء " للراحل شادي عبد السلام ، الذي شهد كيف خرج الأهالي والنسوة اللواتي يرتدين الحداد ، لتوديع تلك المومياوات علي شكل إكسسوارات  من خشب وورق، وكأنها أجساد أحبائهم أجدادهم بالفعل، التي غيبها الموت، وقد قرروا مدفوعين بقوة غامضة خفية، قرروا أن   يصاحبونها في رحلتها الأخيرة،  بعيدا عن الوادي والجبل، وان يودعونها وهي مجرد إكسسوارات، كما لو كانت.. مومياوات حقيقية..
ولذلك   لم يكن ذلك "الخروج" المصري الكبير لتوديع تمثال رمسيس، إلا تعبيرا عن الضياع الذي يعيشه المصريون، والفراغ الذي يستشعرونه، في غياب أي مشروع قومي حقيقي للنهوض بمصر، من التخلف الذي تعيشه   في مجالات التربية والتعليم والصحة  والمواطنة والثقافة. ولم يكن خروج الحشود من المصريين يقينا لتوديع تمثال من الحجر، بل لتوديع قطعة من أرواحهم. قطعة كانت مزروعة في قلب الميدان، لتستقبل عزيزا قادما من آخر بلاد الصعيد وأعماق الريف المصري، أو لكي تودع عزيزا آخر في طريقه إلي طنطا، لزيارة شيخ العرب، السيد البدوي. فلم يكن تمثال رمسيس في الميدان تمثالا، بل قطعة من كيان مصر الروحاني، وشاءت الحكومة اقتلاعها من مكانها ، لتطمس وتشوه معالم المكان، وتاريخه وذاكرتنا، وتنكد  كالعادة علي كل المصريين، متحججة بحركة المرور، وتلوث البيئة وتأثيراتها المدمرة ، ولكي تنضم عملية نقل التمثال هكذا إلي الانجازات العبقرية لوزير الثقافة المصري، وتابعه الأثري الملهم ، ويصفق لهما الأجانب في بلاد بره..

  وعودة إلي مهرجاناتنا السينمائية ، نقول انه لا يتصور أي عاشق للسينما في مصر، ان يكون في بلد يصل عدد سكانه إلي أكثر من 70 مليون نسمة، إلا مهرجانا واحدا يتيما مخصصا للسينما التسجيلية، ويدار مثل كل شيء بواسطة الحكومة، ولا يدعي إليه فقط سوي المقربون من ذلك الموظف الحكومي المخضرم الذي يديره، والذي يشغل عدة مناصب سينمائية في مصر، ويجمع بين كل الوظائف السينمائية في البلاد، فهو مدير المركز القومي للسينما، ورئيس جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية، ورئيس المهرجان القومي للسينما في مصر، ولا يعلم أحد شيئا عن تلك "الوظائف الاخري" التي يحتمل أن يكون مضطلعا أو مكلفا بها في الخفاء، وكلها عند بعض المصريين أرزاق من عند المولي..

والادهي من كل ذلك، ان ذلك الموظف يعتبر نفسه مؤرخا سينمائيا ، بسبب كتاب هزيل له بعنوان "تاريخ السينما المصرية في مائة سنة " من إصدار ذات المركز الذي يترأسه ، وقد جمع فيه بمعرفة أحد الموظفين في المركز، بعض المعلومات وتواريخ صنع الأفلام. ولا يوجد في كتابه هذا أي جهد توثيقي او تأريخي أو تحليلي حقيقي، بل آن الكتاب ما هو إلا "أكذوبة" كبري صنعها  ذلك الموظف، لكي ينصب نفسه علي الجميع ، وبقوة الحكومة والنظام الحاكم مؤرخا،ومن لا يعجبه الأمر، يشرب من ماء النيل.. في حين كان الأستاذ الناقد والمؤرخ السينمائي الكبير أحمد الحضري وضع كتابا قيما، ولاغني عنه، لفهم ودراسة والتعمق في تاريخ السينما في مصر، وانفق علي جمع معلوماته سنوات طويلة، وسافر إلي فرنسا وآخر بلاد المسلمين، لكي يتحقق من دقة المعلومات الواردة فيه، ثم راح يستقرأها علي ضوء الحاضر والتاريخ، ليفصح عن رأيه، ويقدم تفسيراته، ويعلق علي الأفلام في إطار الواقع العياني والظروف الاجتماعية والتاريخية والسياسية التي أفرزتها، ثم يطبع الكتاب بمعرفة جمعية كتاب ونقاد السينما، وهي جمعية أهلية مستقلة، وعلي الرغم من كل ذلك، لم يقل احمد الحضري عن نفسه انه مؤرخ ويشار إليه بالبنان، بل اعتبر نفسه وبكل تواضع مجرد "باحث  سينمائي" فقط ، في حين يعرف ذلك الموظف المخضرم في كتالوج البينالي الثامن بنفسه، فيذكر ببجاحة ومن دون حياء، انه مؤرخ للسينما المصرية، وهو ليس اكثر من موظف كبيرفقط، سلمه الوزير مفاتيح السينما المصرية ، وجعله وصيا علي شئونها والتحكم في مآلها.. 
إن تلك الأحوال والأحداث والموارد الغريبة المتناقضة للمهرجانات السينمائية التي تقع علي ارض مصر ، وفي بلاد العرب، وعلي خارطة الثقافة العربية بشكل عام، باحتفالاتها ومهرجاناتها وأحداثها، تدعو حقا إلي العجب. بل إنها تجعلنا نتساءل بعد أن ودعنا جدنا رمسيس: ألسنا بالفعل تلك الأمة التي تضحك من جهلها وتخلفها الأمم، بسبب عقلية الموظفين البيروقراطيين الحكوميين المتخلفين الذين مازالوا يتحكمون فينا وفي جل شئون حياتنا، ويركعون تحت أقدام السيد الوزير، وابن الحاكم، وزوجة الأمير!




عن جريد ايلاف الاليكترونية
بتاريخ 25 اغسطس 2006


 

الخميس، أبريل 26، 2012




لماذا سيكون الحضور المصري في مهرجان كان 65

 الأكثر تميزا؟

الأربعاء 25 إبريل 2012 14:59:00




                                                      
  صلاح هاشم - باريس



سوف يكون الحضور السينمائي العربي في الدورة القادمة (من 16 الى 27 مايو) من مهرجان "كان" متميزا والتي يحتفل فيها المهرجان أيضا بعيد ميلاده الخامس والستين.
ولا يقاس هذا الحضورالعربي يقينا بالكم والعدد، بل يقاس بالـ "كيف" الفني وخصبه وتنوعه في أقسام المهرجان الرسمي من جهة، والتظاهرات الجانبية المصاحبة مثل مسابقة الفيلم القصير، أو الموازية مثل تظاهرة "إسبوع النقاد" أو "نصف شهر المخرجين" من جهة أخرى.
ويبرز ذلك الحضور العربي من خلال مشاركات لأفلام من المغرب ولبنان وسوريا، ومشاركة المنتجة المصرية ماريان خوري في لجنة تحكيم مسابقة تظاهرة "إسبوع النقاد"، لكنه يشمخ بصفة خاصة في المهرجان من خلال الحضور السينمائي المصري أولا، ومن خلال اختيار فيلم "بعد الموقعة" للمخرج المصري المتميز يسري نصر الله للمشاركة في مسابقة المهرجان الرسمية، ويبرز ذلك "الحضور السينمائي المصري" بصفة خاصة في الدورة 65 لعدة أسباب.
 أولها أو من ضمنها، كونه يشارك بفيلم يسري في المسابقة الرسمية التي تعتبر "بؤرة" المهرجان، و في مركز القلب تماما، إذ تستقطب اليها كل الأضواء، وتسحب الاهتمام الأكبر لافلامها وصناع افلامها، ونجومها من قبل وفود "الاعلام العالمي" المتواجد في المهرجان وارسالياته. انها " بوابة " كان الكبرى، وقاعدة انطلاق الى النجومية والشهرة والمجد، وتستطيع أن تحول - بقدرة قادر- اي ممثل في اي من الافلام المشاركة في المسابقة حتى لو كان يمثل لأول مرة في حياته وغير محترف، تحوله الى نجم سينمائي في غمضة عين.

ولدوا في "كان"

ولذلك مازال بعض نجوم السينما مثل الامريكي جاك نيكلسون يعتبرون ان مشاركتهم بافلام في بعض تظاهرات المهرجان كانت سببا لاطلاق شهرتهم، ويحب نيكلسون بالذات في هذا الصدد أن يذكّر دوما  أنه "ولد في "كان "وانه أيقن أنه قد صار ممثلا عالميا فقط في المهرجان، حين عرض له فيلم "الراكب السهل" Easy Rider في إحدى التظاهرات الجانبية، فنيكلسون لم يضطلع بالبطولة المطلقة في الفيلم، لكنه مثل في مشهدين أو ثلاثة، لكنها كانت كفيلة بجذب الانظار اليه ، والاعتراف بحضوره كممثل واكتشاف موهبته.
إضافة الى أن المسابقة تحقق دعاية للفيلم المشارك الذي وقع عليه الاختيار، والبلد الذي ينتمي اليه الفيلم، والمخرج صانع الفيلم، وهي  دعاية لايمكن أن تقدر بثروة، ولا أظن أن جيل جاكوب رئيس المهرجان كان مغاليا في كلامه عندما قال مرة بأن الدعاية التي يحققها المهرجان لأي فيلم مشارك في المسابقة على وجه الخصوص وخلال فترة الـ 12 يوما (فترة انعقاد المهرجان) توفر على منتج الفيلم العمل - للدعاية للفيلم- لمدة 3 سنوات على الأقل، ورحلات سفر مكوكية مع الفيلم والدوران به في المهرجانات السينمائية العالمية ومحاولة بيعه في سوق الافلام التي تقام هنا وهناك على هامشها والمصروفات والنفقات التي يتحملها، ولذلك عندما تبلغ إدارة المهرجان منتجا ما بأن فيلمه قد وقع عليه الإختيار للمشاركة في المسابقة، من بين أكثر من 1500 فيلما تقدمت للمهرجان، فإنه يشعر في ذات اللحظة وكأن ثروة ضخمة قد هبطت عليه من السماء فجأة.. أو كأنه ربح ورقة يانصيب بمليون يورو في غمضة عين.
وسوف يكون هذا الحضور السينمائي المصري الأكثر تميزا في ساحة المهرجان ليس بالمشاركة "المصرية" في المسابقة الرسمية للمهرجان وحدها، بل بسبب آخر في رأينا الا وهو "الموضوع" المثير للفضول الذي يناقشه الفيلم المشارك ذاته، والاشكاليات التي يطرحها: أي "ثورة 25 يناير" المصرية التي استقطبت أنظار واهتمام العالم، وعرض لها فيلم في دورة " كان " الفائتة، وسوف يستمر الاهتمام بها دوليا في رأينا لفترة عقود.

   مصر، كيف حالك والألم ؟

 فالفيلم "بعد الموقعة" الذي لم نشاهده بعد، هو يقينا مثير للفضول بطبيعته، ويجعلنا نتساءل "بعد الموقعة" ماذا بعد؟ .. ونستطيع أن نستقرأ من خلال عنوانه فقط أنه ربما سيسأل عن مصر، وكيف حالها مع الألم وخيبة الأمل ومشاعرالاحباط وأمراض الكآبة التي انتابت واصابت كل المصريين، بعد ان انتهت "معركة الثورة" ثورة 25 يناير 2011 بالاستيلاء عليها من قبل العسكر واعادة تدوير وإنتاج نظام مبارك من جديد، وكأن الثورة لم تكن، وكأنك يابو زيد ما غزيت.
بل ان تميز الحضور السينمائي المصري سيكشف عن نفسه ايضا من خلال طبيعة الفيلم ذاته، وحضور "التفكير" المعاصر في السينما في الفيلم، وظهوره في شموليته أوكليته الفنية TOTALITEو"نسيج " الفيلم العام، انطلاقا من قناعاتنا بأن للفيلم عقلا مفكرا وليس مجرد طبخة أو "بضاعة" استهلاكية، بل "أداة  تفكير" وتأمل في واقع مشاكلنا الحياتية، بل وأداة تفكير أيضا في فن السينما ذاته، من أجل تحديثه وتطويره، بابتكارات "الخلق الفني" المدهشة، واختراع النظرة.
 ولأن القيمة الاساسية في السينما هي الحث على التفكير، في وقت ترفع فيه يافطة "ممنوع التفكير" على سوبر ماركت السينما وفي كل مكان في مصر، مع تجريم الحب. وقد يكون المخرج يسري نصر الله في الوقت الحاضر ومن واقع رؤيتنا لكل أعماله هو المخرج المصري الأكثر تميزا في المشهد السينمائي المصري، لأنه كما يظهر جليا لايكتفي في جل أعماله بـ " تصوير سيناريو" فقط لكي يصنع فيلما كما في معظم أعمال السينما التجارية المصرية التافهة الرثة التي هلكتنا، وعجلة انتاج الافلام والمسلسلات الهابطة المعادة المكررة التي لاتتوقف عن الدوران (هل هي مؤامرة أم ماذا، ومن المستفيد منها بالفعل ؟) التي أجهزت على البقية المتبقية من العقل المصري المفكر، ودفنته في التراب،حتي صرنا مسخا في بلادنا، وتغربنا داخل مجتمعاتنا.

 "بعد الموقعة" وسينما يسري نصر الله

بل يفكر نصر الله في كل لقطة ومجموع اللقطات التي تشكل مشاهد الفيلم و "يفكر" في الفيلم وهو يصنعه، ويشتغل عليه، ولأنه صاحب ثقافة سينمائية كبيرة وعجن السينما وخبزها بالبلدي ويجيد عدة لغات، ومطلع على انتاجات السينما العالمية من خلال حضوره ومشاركاته في المهرجانات السينمائية العالمية، لذلك تبدو أفلامه المصرية أقرب الى "الاستاندار" او المستوى السينمائي العالمي، إذ يهرب نصر الله من الانماط السردية التقليدية التجارية، ونماذجها الهابطة المنحطة في السينما المصرية "العقيمة".
 ويدلف بفيلمه الجديد الى سكة الحداثة، عبر "سينما المؤلف" التي يصنعها والتر ساليس في البرازيل، وبيلغ سيلان في تركيا، وعبد اللطيف كشيش في فرنسا، وفاتح أكين في ألمانيا، وجيم جارموش في امريكا، مع اختلاف درجات التكوين وطبيعة المجتمعات التي شبوا فيها ونضجوا، ثم راحوا من بعدها يعكسونها ويصورونها في أفلامهم لصنع "صورة" تشبهها.
ولولا أن تلك "الصورة" الأصيلة حتما في فيلم "بعد الموقعة" ليسري نصر الله قد ظهرت بشكل بارز وناضج ولافت للنظر في مرآة الفن، وحازت اعجاب المشرفين على اختيار أفلام المسابقة لأكبر وأشهر مهرجان سينمائي في العالم، وهم حفنة من عتاة النقاد السينمائيين، ونحن نثق تماما في أذواقهم وكفاءاتهم لما كانوا اختاروا هذا الفيلم  المصري الجميل الواعد للمشاركة في مسابقة تدخلها وياللهول حفنة من جبابرة المخرجين وأشهرهم في العالم من أمثال الفرنسي آلان رينيه والإيراني عباس كيارستمي والبريطاني كين لوش وغيرهم.

الجمعة، أبريل 20، 2012

أهلا بـ "كان " 65 ومرحبا بقلم صلاح هاشم

مارلين مونرو في ملصق الدورة 65 لهذا العام واالاحتفال بعيد ميلاد المهرجان الخامس والستين

السعفة الذهبية التي تتنافس عليها أفلام المسابقة الرسمية

أودري توتو بطلة الفيلم الأخير للراحل كلود ميلر ويعرض في حفل ختام المهرجان

المعلم رئيس مهرجان " كان " جيل جاكوب. المهندس والعقل المفكر للمهرجان

تيري فريمو المندوب العام للمهرجان والمشرف على اختيار الافلام للمهرجان مع لجان مشاهدة مساعدة


***

أهلا بـ " كان " 65 ومرحبا


صلاح هاشم.باريس

أهلا بـ " كان " 65 ومرحبا
بقلم
صلاح هاشم

تعال معي الى اعظم مهرجان سينمائي في العالم

مهرجان " كان " يوظف نجوم السينما في هوليوود

وفرنسا والعالم لخدمة الفن السابع

وسينما المؤلف والدفاع عن الحريات.


من أين يأتي هذا الدق؟ ومن أين تأتي هذه الموسيقي التي تجعلك تحلق في سماوات الأحلام، وماهذا الشهب البريق الذي يتوهج على شاطيء البحر في الكروازيت وقد دخل الليل فجأة؟

أنه المهرجان السينمائي الكبير العلامة، مهرجان "كان" الدولي اعظم المهرجانات السينمائية في العالم قاطبة وسيرك الافلام والنجوم وجيوش الصحفيين والمصورين حيت تبرق فلاشات الضوء ولا تتوقف، وقد بدأت الاستعدادات تأخذ مجراها لانطلاقة جديدة مؤثرة وساحرة الدورة 65 ، ولسوف تبقى وهو المهرجان العرمرم الذي يحتفل بعيد ميلاده الخامس والستين "علامة" LANDMARKبسحر ضوء السينما الذي يشجينا..

وذلك السلم البرتقالي الذهبي مع موسيقىسان صان الموصل الى السماء حيث يصعد "كان" بنا، ويسلمنا في صمت وظلام القاعات الى اكتشافاته الجديدة، وأفلامه الخارجة لتوها من " فرن " المصنع السينمائي العالمي، وعندئذ فقط تسري تلك القشعريرة التي تحيينا وتجعلنا نحب "كان" و"السينما " ونحب الحياة ذاتها في مرآة الفن، ونعب منها حتى النخاع، بعد طول جوع وتوق وعطش.

ثم صار "المهرجان" العلامة و أكبر تجمع للسينمائيين في العالم ، صار بمرور الوقت ومتابعاتنا لدورات المهرجان ومنذ عام 1982 صار يقينا الآن قطعة من جسدنا، وصفحات متوهجة بحنان الذكريات الحلوة في وجداننا وذاكرتنا، بل وجزءا من رئة السينما تلك التي نتنفس بها ونحن نبحر في ظلام القاعات مع افلام المهرجان، ثم نروح من بعدها نغطس في بحر "كان" في الخارج حتى الاعماق السحيقة. ها هي الموسيقي تنطلق والمشاعل تشعل، وتبدأ الاستعدادات، إذ ترتفع سحابات البخور حول ضريح شيخ "كان" الكبير الحكيم الذي تعودنا زيارة ضريحه كل سنة، لكي نقرأ الفاتحة للسينما،ونلتقي بالاصدقاء والاصحاب في مولد " كان " الكبير ، وننهل من بركاته.

ويقينا لايوجد في العالم مولد آخر من هذا النوع السينمائي يمكن ان يضارعه او ان يتجاوزه او حتى يتطاول عليه في فتح أعيننا وغسيلها على وقائع عالمنا المعاصر، ومتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية، ولابد كل عام من زيارة الضريح الكبير لكى نتطهر من كل سوءاتنا وأدراننا ، ونتصالح من خلال الافلام مع أنفسنا والعالم.

فقد تأسس المهرجان اساسا عام 1946 في مواجهة الفاشية والعنصرية والحروب المدمرة بواسطة " العالم الحر " اي فرنسا وامريكا والعالم ، ضد مهرجان "فينيسيا" الذي انشأه موسوليني ليروج لافكار الفاشية والحرب، ولذلك فإن "كان" ومنذ تأسيسه هو اعلان بمثابة "حطمت قيودي" مع الاعتذار للفيلم المذكور من بطولة توني كيرتس، وجدار ضد الفاشية وحكم العسكر هتلر وموسوليني الزبالة. ويمرور الوقت صارت ادارة "كان" وربما بعد ان تولى جيل جاكوب ادارته وتحمل مسئوليته، تحول ذلك الاستعراض السينمائي الذي هو أشبه مايكون بسيرك الى ترسانة فنية، توظف نجوم هوليوود ونجوم الغناء ونجوم السياسة لخدمة فن السينما، وتطوير امكانياته وفعاليته، باتجاه "سينما المؤلف" والدفاع عن الحريات الأساسية في العالم، ولـ "كان" في ذلك وعبر تاريخه مواقف مشهودة، حتى أنه ساعد على هروب المخرج التركي ايلماظ جوني من سجنه في اسطنبول لكي يحضر الى المهرجان ويتسلم جائزته السعفة الذهبية ( تقاسمها مع مخرج فيلم " مفقود " كوستا جافراس.

وبمناسبة الذكرى السادسة والخمسين على تأسيسه، يقوم مهرجان كان بتكريم مارلين مونرو باختيارها رمزا لدورة 2012.، فبعد خمسين سنة من وفاتها كما يذكر البيان الصحفي الصادر عن المهرجان تظل مارلين.. " واحدة من بين أهم الشخصيات السينمائية العالمية ورمز أبدي ومعاصر للأناقة، الغموض والإغراء.في كل ظهور لها، توقظ الخيال. تفاجئنا هنا في لحظة حميمية، حيث تلتقي الأساطير بالواقع. إنها تسحرنا بهذا القوام الذي تحول إلى وعد، بهذه النفحة على شكل قبلة مغرية.

واليوم الخميس 19 ابريل أعلنت ادارة المهرجان عن قائمة الاختيار الرسمي (بلغ عدد الافلام التي وصلت المهرجان للمشاركة 1779 فيلما!) وتشتمل على أكثر من خمسين فيلما كالعادة، بمشاركة مجموعة كبيرة من عمالقة المخرجين في المسابقة الرسمية – انظر الجدول المرفق- من أمثال البريطاني كين لوش والفرنسي عميد المخرجين الفرنسيين الان رينيه ( وعمره 90 سنة ! ) والنمساوي ميكائيل هانكه والبرازيلي والتر ساليس والكندي دافيد كروننبيرغ والفرنسي جاك اوديار وغيرهم.

وتشارك مصر في المسابقة الرسمية بفيلم " بعد المعركة" ليسري نصر الله ويعرض في اطار تظاهرة "نظرة خاصة" على هامش المسابقة الرسمية فيلما للمغربي نبيل عيوش ويختتم المهرجان أعماله بعرض الفيلم الأخير للمخرج الفرنسي الراحل كلود ميلر في حفل الختام ، ويترأس لجنة التحكيم الرسمية للدورة 65 المخرج الايطالي الكبير ناني موريتي الذي طلب كما ذكر المندوب العام للمهرجان تيري فريمو في المؤتمر الصحفي للمهرجان صباح اليوم.

طلب في لفتة طريفة ان تكون افلام المسابقة بها الجديد والمشوق واللافت للنظر وليست من نوع الافلام التي شاهدها من قبل – اللعنة - أكثر من خمسين ألف مرة ! وإلا فلن يقبل رئاسة لجنة التحكيم ، ولم يقبل إلا بعد أن طمأنه فريمو ، كما ذكر في المؤتمر الصحفي العام وضجت القاعة بالضحك.

ولن يخلو المهرجان بالطبع هذه المرة كالعادة من فاتنات ونجمات السينما الامريكية من أمثال الامريكية أنجلينا جولي وتحضر المهرجان مع زوجها النجم الامريكي براد بيت كما تحضر ايضا النجمة الاسترالية التي غزت هوليوود نيكول كيدمان الى جانب نجوم السينما الفرنسية والعالمية .أهلا بالدورة الجديدة 65 للمهرجان في حياتنا ومرحبا.


عن موقع " عين على السينما" وبإذن خاص من الناشر


الأربعاء، أبريل 18، 2012

السينما من أجل الإنسان. قراءة في كتاب " السينما العربية خارج الحدود " لصلاح هاشم












السينما الخيالة من أجل الإنسان.

قراءة في كتاب " السينما العربية خارج الحدود " لصلاح هاشم


الناقد الليبي رمضان سليم

بقلم

رمضان سليم



يعبر الدكتور مدكور ثابت في مقدمته لهذا الكتاب فيؤكد بأنه ليس كل كتاب تجميعي هو شتات متفرق من هنا أو من هناك بهذا المعنى أو ذاك، ولكن يكون " التجميع " أحيانا متصلا ومترابطا ويحقق هدفا معرفيا فاعلا.. " لذلك تتسق فكرة هذا الكتاب التجميعي مع مبدئية " ملفات السينما " - السلسلة التي تصدر عن المركز القومي للسينما الذي يتراسه – من حيث طرحها لمادة تلبي حاجة "معرفية "كانت شتاتا، وباتت هنا تمثل تراصا وتجاورا تجميعيا . " ..

وبهذا التقديم أو غيره، يبقى الجهد المبذول في هذا الكتاب رائعا، ولهذا اختصر الاستاذ المشرف على السلسلة مقدمته، وترك المحتويات تتحدث عن نفسها، وتنطلق في رحلة ممتعة وشيقة ..

وحسب القاريء في نهاية هذه الرحلة أن يشعر بأنه قد عرف الكثير، أو انه استرجع بعض ما كان يعرف وعلم ياشياء اخرى جديدة، وحسبي أنا شخصيا أن الكتاب قد حقق لي " متعة معرفية " خاصة ليس من السهل تحقيقها في أوان اصدار الكتب الكثيرة العدد فاقدة القيمة والمتعة ، متعة القراءة والتواصل مع الكلمات والافكار والمعاني وتوليدها ..

وهذا الكتاب " السينما العربية خارج الحدود " لمؤلفه صلاح هاشم، هو كتاب حول " الخيالة أو السينما خارج حدود الوطن العربي، وهو أحد الكتب المنشورة ضمن سلسلة " ملفات السينما " التي يشرف عليها ويصدرها المركز القومي للسينما في مصر، وباهتمام خاص من الدكتور المخرج رئيس المركز الذي يولي اهتماما كبيرا بهذه السلسلة، التي تحقق ولاشك انجازا مهما على صعيد التعامل مع السينما العربية وبحيث يحسب لصانعيه، ويبقى بعد أن تزول الكثيلر من التفاصيل والجزئيات ويمحوها الزمن ..

وكما تقول مقدمة السلسلة فإن عنوان السينما العربية خارج الحدود هو اسم لسلسلة جديدة، يعد هذا الكتاب أولها، وتتناول السلسلة موضوعات السينما العربية كما عرضت في خارج الوطن العربي وبأقلام عربية أخرى ..

( 2 )


واذا تركنا هذه السلسلة والتي لها مكان آخر من التناول والعرض النقدي، فإن مدخلنا لقراءة كتاب " السينما العربية خارج الحدود " لابد وأن يكون مؤلف الكتاب نفسه وهو الكاتب والناقد السينمائي صلاح هاشم، الصحفي المعروف بتحقيقاته واستطلاعاته المصورة،

وهو " القصاص " الذي ترك الأدب منذ صدور مجموعته القصصية " الحصان الأبيض " لينتقل الى الصحافة، والسينما على وجه الخصوص، وهو في الحقيقة لم يترك " الأديب "، بل نقل الأدب الى المقالة الصحفية، سواء كانت في النقد السينمائي أو في كتب وأدب الرحلات، وهو مايبرز هنا في هذا الكتاب " السينما العربية خارج الحدود " والذي صدر ضمن سلسلة " ملفات السينما " التي يصدرها المركز القومي للسينما في مصر ..

وعفوا على إعادتي وتكراري لعنوان الكتاب، وأسماء الأشخاص من مشرف ومؤلف، ولأسباب ربما شخصية، أساسها إعجابي بهذا الكتاب، وهو إعجاب لابد أن يكون متحققا بالفعل، ولا أعتقد بأن هناك من يختلف معي في ذلك ..

وسأرد هذا الإعجاب الى عدد من العوامل والأسباب، وهي كثيرة جدا، ولكن في النهاية هناك ماهو خارج الأسباب والعوامل والحجج والبراهين، هناك " متعة خاصة " تنبعث من داخل الكلمات والجمل والمعاني وطريقة التعامل مع السينما لاتصدر إلا عن " خبرة " في التواصل مع القاريء، وهي خبرة تشعر بأنها ليست دراسية جامدة ، بل لها علاقة مباشرة بالحياة، وتشابكها وتقلباتها، وهنا نقترب من من أهم المنطلقات والمباديء التي ينطلق منها الكتاب

فالسينما بالنسبة لصلاح هاشم المؤلف هي الاقتراب من الحياة، لا بل الانغماس فيها، وليس من هدف جمالي مباشر أو غيره للسينما، إلا وينبغي أن يصب في هذا السياق، سياق حب الحياة، والإشتباك معها، والإقبال عليها بلهفة ومتعة، وهذا هو " دور " السينما ..

ومن خلال الرحلة التي قام بها الكاتب صلاح هاشم، يحمل القاريء معه ليطوف به في عالم السينما العربية وعالم الأشرطة العربية التي عرضت في فرنسا بشكل عام من خلال المهرجانات السينمائية التي تنظم فيها وأحيانا العروض التجارية..

وستلاحظ من خلال الموضوعات التي تطرق اليها الكاتب، أنه يقترب كثيرا وبحب ومودة من تلك الأشرطة التي تنساب بشكل طبيعي غير مصطنع، وتجيد تصوير الحياة بفن، وليس مجرد تسجيل لهذا الواقع أو التعبير عنه ..

ويكاد الكاتب أن تطبق عليها الواقعية بصورتها القديمة والحديثة أبوابها، ولكنه ينسل منها ليستقبل نوعا جماليا مجردا، كما حدث وكتب عن فيلم " الهائمون " للتونسي ناصر خمير، وفيلم " حتى إشعار آخر " للفلسطيني رشيد مشهراوي وفيلم " زهرة الرمال " للجزائري رشيد بن حاج ..وغيره .

لايخفي الكاتب الناقد صلاح هاشم إقترابه من " الشريط أو الفيلم الواقعي "، ومتى كان يعبر عن قضيته بإنفعال إيجابي، وفنية قادرة على التواصل مع الجمهور بهدوء وإنسيابية واضحة..

وسنرى في كتابته عن فيلم " يوم حلو يوم مر " للمصري خيري بشارة، وكذلك فيلم مثل " حتى إشعار آخر " وفيلم " السامة " وغير ذلك من الأفلام خير دليل على هذا الاختيار..

( 3 )

فرنسا ومنذ سنوات عديدة تعج بأشكال مختلفة من الإنتاج الثقافي العربي، وهو إنتاج متنوع تحظى السينما فيه بنصيب وافر، بل لقد عرفت السينما العربية ومن خلال فرنسا أنواع مختلفة من السينما التي تتصل بالسينما العربية من ناحية، والسينما الفرنسية من ناحية أخرى، وذلك بسبب الانتاج الثنائي المشترك، الذي أفرز أشرطة لها طبيعة غير معتادة في السينما العربية، وكما يوضح الكتاب فإنه من الممكن استنتاج ثلاثة أشكال من السينما العربية تم رصدها في السنوات الأخيرة من خلال ما أفرزته الساحة الثقافية الفرنسية..

أولا.. أشرطة عربية الانتاج تمت المشاركة بها في مهرجانات فرنسية مثل مهرجان نانت ومهرجان لاروشيل ومهرجان مونبلييه وغيره، وأغلب هذا النوع من الافلام المصرية وكذلك السورية، والقليل منها من الجزائر والمغرب..

وسوف نذكر في هذا الصدد أفلام تمت المساهمة بها في أسابيع سينمائية، كما حدث بالنسبة لتكريم المخرج صلاح أبو سيف وتكريم المخرج يوسف شاهين وكذلك عاطف الطيب وبعض الأسابيع الخاصة الأخري المرتبطة بدعوة بعض الفنانين والفنانات كما حدث بالنسبة للممثلة فاتن حمامة وتكريم سامية جمال ونعيمة عاكف وتنظين إسبوع للمخرج بركات، وغير ذلك من المناسبات..

أما باقي الأشرطة أو الأفلام العربية، ونقصد بذلك ذات الإنتاج العربي الخالص، فهي قليلة مثل شريط " الطحالب " لريمون بطرس من سوريا وفيلم " صعود المطر " لعبد اللطيف عبد الحميد، وأشرطة أخري من الجزائر مثل " إسطورة يوسف النائم " لمحمد شويخ وغيرها ..

ثانيا – أشرطة مشتركة الإنتاج، ونسبة الإنتاج هنا متفاوتة بين الأقطار العربية ودول أوروبية أخرى، وهذا النوع من الأشرطة من أكثر الأشرطة التي تعرض لها الكتاب للنقد والمتابعة، ومن ذلك أشرطة من تونس والجزائر ولبنان وفلسطين ومن الأمثلة شريط " السامة " وشريط " صفائح من ذهب " للتونسي نوري بوزيد، و شريط " حكاية الجواهر الثلاث " للفلسطيني ميشيل خليفي، و شريط " خارج الحياة " للبناني مارون بغدادي، وغير ذلك من الأشرطة والتي تتم الإشارة إليها في اللقاءات الصحفية المنشورة داخل الكتاب من دون متابعة نقدية ..

ثالثا – أشرطة فرنسية غير أن مخرجيها من جنسيات عربية مثل شريط " حب في باريس " للجزائري مرزاق علواش، وأشرطة مهدي شريف وكريم دريدي، وغيرهم من جيل المهاجرين المتجنسين ..

( 4 )

بالطبع يحتوي الكتاب على أنواع من الأشرطة ذات الموضوع العربي، مثل شريط " بداية ونهاية " المكسيكي المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ، وأشرطة تمس القضية العربية الفلسطينية لكنها من إخراج مخرجين أجانب مثل شريط " ليت للصبار روحا" للفرنسي جيل داينمان، وشريط " القاهرة " التلفزيوني للمخرج البريطاني كلايف جيمس..

ويتطرق الكتاب أحيانا الى مايدور في المهرجانات السينمائية الفرنسية من إهتمام بالأفلام العربية والنجوم والمخرجين العرب، وبشكل عام يتغلف الكتاب بروح عبقة، عندما يتعلق الأمر بالتظاهرات العربية والحضور العربي، لما لكل ذلك من بريق إيجابي، ومن النادر أن تلمح ذكرا لبعض السلبيات المصاحبة وما أكثرها، وهكذا يسيطر الجانب الاحتفالي على تقبل التظاهرات السينمائية في الخارج ..

( 5 )

يقدم الكتاب للقاريء معلومات، ويعرفه ببعض التظاهرات التي تقام بفرنسا، والتي تتم في شكل مهرجانات، مثل " مهرجان دوارنونيه " الخاص بسينما الاقليات، ويختار المؤلف من الدورات ما يتناسب والاهتمام بالسينما العربية، فيشير الى الدورة الثالثة عشرة في مهرجان دوارنونيه التي كرست بأكملها لموضوع " فلسطين في السينما " ..

حيث تم عرض أكثر من 30 شريطا من النوع التسجيلي والروائي وهي أشرطة لها علاقة بفلسطين

ومن الأشرطة المعروفة أشرطة ميشيل خليفي " عرس الجليل " و " الذاكرة الخصبة " و و " نشيد الحجر "، وبعض أشرطة آموس جيتاي، والذي يقال عنه أنه متعاطف مع القضية الفلسطينية، كما عرضت أشرطة أخريب لبعض المخرجين العرب مثل السوري أمين البني، بحضور بعض الفنانين والسينمائيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية ..

( 6 )

من الفصول الممتعة في الكتاب ذلك الفصل المسمي " طفولة إيزيس "، وهو عبارة عن كتابة متحررة من ذكريات الطفولة وعلاقتها بفن السينما من خلال دار عرض " سينما إيزيس " في القاهرة،وماتعرضه من أشرطة مازال سحرها منعشا في المخيلة، ويشعر القاريء بأن هذا الفصل هو كتاب منفصل، بما فيه من روح تعشق السينما، وهو عشق مترسخ منذ الطفولة، ولهذا السبب فقد استمر ثابتا ومتدفقا ومتجددا..

نقرأ بعض العبارات من " طفولة إيزيس "، وهي كالآتي :

" لاخلاص إلا بالسينما الفن..هكذا سوف تقول بعد أن تكون تعبت من تجوالك وترحالك في مدن هذا العالم الواقع، وقد إلتهمت كل شييء، وتكون الهموم قد تكاثرت عليك فجأة وبدت لك سحب باريس قاتمة منذرة بالرعد والمطر. أنت لاشك تعرف عن يقين بأن أياما سوداء كهذه تبدو أحيانا ثقيلة الوطأة الى حد لايحتمل، بحيث يصعب التصديق أنها ستذهب الى غير رجعة، لكن فجأة يتكشف لك خلاصك المؤقت الى حد ما. عليك أن ترحل من هذا العالم الضجر بكآبته وزيفه واصطناعيته الى عالم آخر حتى لو كان هذا الآخر من صنع الخيال.."

ومن موقع آخر نقرأ مقاطع من التصور لعلاقة الإنسان بالسينما وهي مقاطع تعكس بالطبع النظرة الى فن السينما، وتأثير كل ذلك في عملية النقد السينمائي ..

" في الظلام كنا نتساءل عن طبيعة هذه العلاقة التي تربط بين الإنسان، ثم كبرنا وعرفنا أن السمة الجوهرية للسينما هي أنها تمارس تأثيرها على الإنسان في نفس الوضع والمكان الذي يوجد فيه المتفرج، وهي إذ تستبدل بتحرياتنا تحرياتها، أدركنا أنها تتخيل منأجلنا وتتخيل بدلا منا، وفي الوقت نفسه تتخيل بعيدا عنا تخيلا أكثر كثافة وأكثر دقة ، وعرفنا أنها أكثر قدرة من الإنسان الواقعي، حين تتجاهل فوارق المكان والزمان، وتقدم لنا في مكان واحد أحداثا متتالية في أزمنة متباعدة أو منفصلة عن بعضها بعضا جغرافيا

إنها تجعلنا نري عملية إختراق الإنسان للعالم، وهي تجعلنا أيضا نرى إختراق العالم للإنسان، وهذه العمليةهي في البداية عملية إستكشاف لما هو خارجنا، وهي في النهاية عملية كشف عما هو داخلنا ..

( 7 )

و إذا قلنا بأن " فصل إيزيس " هو مقدمة صالحة لكتاب حول الخيالة وللذكريات والمخيلة، فإن المؤلف قد تعرض لموضوعات أخرى ذات أهمية كبيرة، وحتى إذا كان التناول صحفيا، فإن القيمة الأساسية باقية لها فعاليتها..

ونحن نشعر بأن مصطلح" التناول الصحفي " أو " المتابعة الصحفية " قد شابه بعض التبسيط، وصار يعني في كثير من الأحيان عدم الدقة وعدم العمق والسطحية، وهو أمر ممكن بالطبع، إلا في كتاب " السينما العربية خارج الحدود " لصلاح هاشم

حيث أن التناول الصحفي فيه يعد " ميزة " و " ملمحا إيجابيا "، لأن المهم " وجود الفكرة " نفسها ورسوخها بصرف النظر عن طبيعة التناول أو عن الطريقة التي تقدم بها

ولعلي هنا أشير الى مقالة صغيرة في الكتاب، مقالة صغيرة لكنها بالغة الأهمية، حول الطريقة التي تعمل بها السينما العربية، ويعمل بها النجوم العرب ، والكيفية التي يتم بها تصور نجاح فيلم وفشل آخر

وهو المقال بعنوان " نجم هوى " حيث يسلط المقال الضوء حول أعمال الحسد والممارسات التي يتعامل بها أهل الفن مع السينما، والعلاقات الاجتماعية والفنية التي تجمع بينهما

وفي نفس الإتجاه السابق، يكتب المؤلف صلاح هاشم عن مفهوم " السينما المتوسطية " والعوامل المشتركة التي تجمعها، وهي رؤية فيها الكثير من جوانب التوفيق رغم عموميتها، وعدم تفرد المتوسط بها ..

فعوامل الإختلاف التي تفرق البلاد المتوسطية كثيرة جدا، وهي في الوقت الحاضر أكثر حضورا من عوامل الإرتباط والتوحيد، ولاسيما في ما يتعلق بالصراع بين الشمال والجنوب

وكذلك الإختلاف بين الهويات وإختلاف المصالح التي تجمع بينها، وهو أمر تجده مثلا في الإختلاف الواضح وعدم الإنسجام الثقافي بين تركيا والأقطار العربية، وعدم حضور دول مثل اليونان والبرتغال على ساحة المتوسط ورغم كل الدعوات المنادية بالعمل لأجل التوفيق ولو مرحليا في المصالح، إلا أن الواقع يجعل من مفهوم المتوسط مجرد مناخ وبحر ودرجة حرارة معينة، تشمل مناطق ليس من بينها الصحراء، وهو مناخ يتوفر في أماكن أخرى من العالم ..

( 8 )

يخصص المؤلف قسما خاصا لحوارات أجريت مع بعض المخرجين العرب، وهي حوارات تتناول بعض قضايا السينما العربية

وبعض هذه الحوارات إنطلقت من مبدأ الإختلاف كما في اللقاء الذي أجراه المؤلف مع المخرج التونسي فريد بو غدير، وحاوره فيه حول ماقدمه المخرج عبر شريط " الكاميرا العربية " من تصورات حول علاقة السينما في مصر بغيرها من الإنتاجات العربية، وهو الحوار الذي أظهر المؤلف متوترا ومجادلا أكثر منه محاورا ..

أما باقي الحوارات فقد دارت في سياق السؤال والإجابة كما حدث مع المخرج سهيل بن بركة ونوري بوزيد وعمر أميرالاى ومحمود زموري ونادية بن مبروك..

( 9 )

ولا يحتوي الكتاب على المقالات الصحفية فقط رغم جودتها، ولكن يقدم المؤلف بعض الدراسات والتي كتبت بإسلوب المقالة التي يتابعها القاريء بشغف، كما حدث بالنسبة للقراءة المقدمة لفيلم " المصير " للمخرج يوسف شاهين

فرغم مظاهر البهجة المصاحبة لحفل تتويج يوسف شاهين في مهرجان " كان " السينمائي في دورته الخمسين، وهو مانقله المؤلف بحيوية ومرح، إلا أن الملاحظات التي قدمها لشريط " المصير " تعكس وجهة نظر لها علاقة مباشرة بفن السينما، ولاتخضع لمفهوم الإعلام الطاغي

كما حدث ذلك أيضا بالنسبة لفيلم " المهاجر "، وفي الحالتين يعبر الكاتب صلاح هاشم عن وجهة نظر ترى في السينما فنا بسيطا ومعبرا ويتسلل الى المشاهد بكل هدوء، وليس شرطا أن يحمل أفكارا كبيرة أو يدعي تصورات متتالية أو يناقش قضايا فكرية موسعة ..

( 10 )

من بين كل ماقلناه و مالم نتعرض له وهو أكثر حضورا، يقدم الكتاب " المتعة " و " المعلومة " و " البهجة " للقاريء، وهو كتاب مملوء بحب السينما، فشكرا للمؤلف والناشر والمشرف على سلسلة " ملفات السينما "، على الجهد المبذول في خدمة قضايا السينما العربية ..

رمضان سليم

جريدة " الجماهيرية " الليبية 2853 . الجمعة 23 من شهر جمادي الأولى الموافق 3 من شهر الفاتح 1429 ميلادية



الثلاثاء، أبريل 17، 2012

يوسف نبيل الـ " بصمة " التي لاتخطأها العين في المشهد الفوتوغرافي العالمي الآن بقلم صلاح هاشم

الفنانة المغنية المصرية العالمية ناتاشا أطلس التي غنت للوردة فابدعت. تصوير يوسف نبيل

الفنانة الممثلة البريطانية شارلوت رامبلنج. تصوير يوسف نبيل، الذي يلتقط الصورة بالابيض والاسود ثم يقوم بتلوينها بريشته ويعطيها من القه وروحه المصرية الاصيلة

المصور المصري العالمي الفنان يوسف نبيل في باريس


مفكرة باريس2012
يكتبها
صلاح هاشم



يوسف نبيل

"البصمة "المصرية الفنية الأصيلة

التي لاتخطأها العين


في المشهد الفوتوغرافي العالمي الآن




بقلم
صلاح هاشم



تحقيق في التلفزيون الفرنسي في اخبار الصباح بالقناة الثانية عن الفنان المبدع المصور المصري الشاب يوسف نبيل الرائع - ننشره هنا في " سينما إيزيس " - انظر الفيديو المرفق اعلاه -وكنت كتبت عنه مقالا كبيرا في جريدة "الاهرام الدولي" منذ زمن، وسعدت بلقائه ومعرفته أثناء زيارة له لباريس - الذي اصبح الآن احد ابرز المصورين في المشهد الفوتوغرافي العالمي، والدليل هذا التحقيق المرفق في نشرة الاخبار الذي يحكي عن معرضه الاخير في باريس ويلهج بالثناء عليه، وهو بالطبع شرف عظيم لبلدنا مصر، فقد اصبح يوسف نبيل سفيرا في العالم لابداعات ابنائها وتفوقهم وتميزهم مصرنا أم الدنيا، وهو ينطلق بسرعة الصاروخ

يوسف نبيل " بصمة " لاتخطأها العين
تجعنا نتعرف على لوحاته للوهلة الاولى وفي التو

ولعل اهم مايميز صور يوسف نبيل - الذي يعشق مثلنا جميعا السينما المصرية وبخاصة في افلام الاربعينيات والخنمسينيات ، وتنحى صوره بالتالي نحوها، باتجاه تلك الروائع لكي تستلهم صورها وروحها وشخصياتها بروعة الابيض والاسود، حتى يخيل اليك احيانا ان شخصيات صوره قد خرجت للتو من افلام " سيجارة وكاس " و " اللص والكلاب " و " درب المهابيل " و " بداية ونهاية " وتلك الافلام المصرية الكلاسيكية الشوامخ التي كنا نشاهدها في "سينما الاهلي" في حينا الشعبي العريق السيدة زينب في فترة الخمسينيات ونعجب بفنها وتصويرها
اذ ينهل يوسف نبيل من ضوئها وسحر التصوير فيها " الفوتوغرافيا " وروحها وعبقها- ولعل اهم مايميز يوسف نبيل هو انه صار الآن " بصمة" بصرية مصرية فوتوغرافية أصيلة، بفرادتها وتميزها، بصمة فنية لايمكن بحال ان تخطأها العين في المشهد الفوتوغرافي العالمي، " بصمة "تجعنا نتعرف على لوحاته الفوتوغرافية في التو كما نتعرف على صور كبار المصورين والرسامين الكبار مثل ادوار دوانوه ويوسف كرش وماتيس ورينوار وبيكاسو
فتحية ليوسف نبيل على فنه ،وكل ذلك الحب المسكوب في لوحاته للناس، للممثلين والمغنيين والمخرجين والفنانين وكذلك الناس العاديين أبطال لوحاته، وعشقه للجمال والخيروالخيال والفن

صلاح هاشم

*

"الحورية الناعسة"، التسمية من عندنا، والصورة للفنانة ناتاشا اطلس. لوحة فوتوغرافية ليوسف نبيل