الاثنين، مايو 23، 2016

جوائز مهرجان " كان " السينمائي 69 واحسرتاه تذهب لأفلام لاتستحقها بقلم صلاح هاشم


ملصق أفيش الدورة 69

جوائز مهرجان " كان " 69 تذهب واحسرتاه لأفلام لاتستحقها !

بقلم
صلاح هاشم

لجنة التحكيم برئاسة جورج ميلر تمنح جائزتها الكبري للخطاب السياسي الفكري في فيلم كين لوش ، وليس لـ " قيمته أو " شموليته " الفنية..
قرارات لجنة التحكيم الرسمية جاءت  " سياسية " صادمة وظالمة ومهينة للـ " ضمير " المهني لأكثر من 4500 ناقد وصحفي في الدورة 69

لقطة من فيلم توني إردمان الذي كان يستحق سعفة كان الذهبية في دورته 69

لقطة من فيلم انا دانيال بليك الفائز بجائزة السعفة الذهبية

لقطة من فيلم نهاية العالم فقط لإكزافييه دولان من كندا الحاصل على الجائزة الكبري

كان .فرنسا .من صلاح هاشم

انتظرت قبل الاعلان عن جوائز مهرجان " كان " 69  أن تكون لجنة التحكيم الرسمية "منصفة" في قرارتها، وأن تعكس – كما تعودنا في دورات سابقة للمهرجان الذي أتابع دوراته منذ عام 1981 - ردود فعل جمهور المهرجان – لجنة التحكيم الكبرى  -  المكون في أغلبه من النقاد والصحفيين المحترفين الذين حضروا الى المهرجان – أكثر من 4500 ناقد وصحفي معتمد من أنحاء العالم - بعدما تجشموا مشاق السفر والترحال والغربة، لكي يكتبوا عن الأفلام من واقع خبراتهم وتجاربهم وتاريخهم المهني، ويقولوا لنا – وبمسئولية - رأيهم فيها..
وعلى اعتبار أن هؤلاء المحترفين ايضا، في رأيي، هم جزء لايتجزا من لجنة التحكيم الرسمية الصغرى في المهرجان، ولابد أن أن تؤخذ ارائهم ايضا في الاعتبار، ويكون لها صداها في قرارات لجنة التحكيم " الصغرى " الرسمية ..
لكن كانت المفاجأة التي نكدت علينا عيشتنا بعد استمتاعنا بماسات  كان 69 من الروائع السينمائية الباهرة ومن ضمنها فيلم " توني إردمان " للمخرجة الألمانية مارين إده الذي رشحناه مع الأغلبية من نقاد المهرجان من المحترفين للفوز بسعفة " كان " 69 الذهبية ..

                قرارات لجنة التحكيم جاءت صادمة وظالمة ومهينة

كانت المفاجأة أن قرارات لجنة التحكيم الرسمية الصغرى في الدورة 69 عند الاعلان عن جوائزها، جاءت صادمة وظالمة، بل ومهينة أيضا للضمير الصحفي لأكثر من 4500 ناقد محترف ،ومخيبة للآمال،وعلى العكس تماما من أغلب توقعاتنا، وذهبت أغلب الجوائز، وبخاصة جائزة السعفة الذهبية – واحسرتاه - ..لأفلام لاتستحقها ..
بل لقد صفر "جمهور المهرجان" من النقاد والصحفيين الذي يمثل الاغلبية الساحقة من جمور المهرجان عموما،وعبر عن استهجانه لبعض الأفلام  - من بين تلك الأفلام التي حصدت الجوائز – وذلك عند عرضها في العروض المخصصة للنقاد والصحفيين، ومن ضمنها فيلم " عسل أمريكي " للبريطانية  اندريه ارنولد الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وفيلم " مجرد نهاية العالم " للكندي اكزافييه دولان الذي فاز بالجائزة الكبرى،وهو بالقطع لايستحقها ، و فيلم " المتسوقة الشخصية " للفرنسي اوليفييه الساياس، وجاءت قرارات اللجنة سياسية توافقية وربما في أغلبها لإرضاء فقط أعضاء لجنة التحكيم الرسمية الشخصية..

    "  لسنا كلابا " : صرخة كين لوش على لسان  دانيال بليك في الدورة 69

كما أن فيلم " أنا دانيال بليك " للمخرج البريطاني الكبير كين لوش الذي حصل على سعفة " كان " الذهبية في الدورة 69 نال جائزة لايستحقها في رأيي، لأنه فيلم أقرب مايكون الى الأفلام التسجيلية الوثائقية التي تعرض لظروف الطبقة العاملة في بريطانيا،ويشبه كل افلام كين لوش " السياسية اليسارية التي تتعاطف مع قضايا الفقراء والعاطلين عن العمل والمعذبين في الأرض،وتقف في خندق ضحايا النظام الراسمالي العالمي الجديد  وتحولاته..
وهو فيلم جد " مباشر" وبسيط، وأشبه مايكون بـ " خطبة "وخال من أية إضافات أو إختراعات أو "طموحات فنية" جديدة، يقف فيه كين لوش  "محلك سر " في مكانه ولايضيف به جديدا الى " سينما المؤلف " التي يصنع، والتي عودنا عليها عبر مسيرته السينمائية الطويلة..
إنه أقرب ما يكون  الى " صرخة " يطلقها بطل الفيلم دانيال – نجّار بريطاني يقع ضحية لبيروقراطية حكومة كاميرون الليبرالية اليمينية،ويحكي الفيلم عن ضحية أخرى في صورة أم تعول وحدها طفلين، ويتعاطف معها دانيال، بعد أن تسرق من السوبر ماركت كي تطعم طفليها وينقذها من براثن عصابة، تدفعها للعمل كمومس في بيت للدعارة -  وعندما يموت دانيال بسكتة قلبية في نهاية الفيلم ، ينتهي الفيلم بمشهد تقرأ فيه تلك الأم علينا " خطبة " كتبها دانيال قبل وفاته ، ويصرخ فيها إن نحن " بشر ".. و " لسنا كلابا " .. ونطالب فقط بمعاملة " إنسانية " أفضل ..
وقد وجدته فيلما عاديا ومملا – ويتطور -على مستوى تطور "حبكة " الفيلم-  ببطء شديد  وميلودراميا زاعقا أيضا في بعض اجزائه ، كما في ذلك المشهد الذي يحكي فيه دانيال عن زوجته " مولي " – مشهد طويل جدا – وحسناتها وأفضالها عليه ،ويتحسر على وفاتها ، وكما في تلك " الخطبة " الزاعقة " لسنا كلابا " في المشهد الأخير في الفيلم ، ولذا كتبت  في ترشيحاتي لجوائز المهرجان ، أنه يمكن للجنة التحكيم الرسمية أن تمنحه فقط جائزة السيناريو والتي يستحقها  طبعا وعن جدارة ..
أما أن تمنحه لجنة التحكيم جائزة " السعفة الذهبية " للدورة 69 وأن لا تذهب الجائزة لفيلم " توني إردمان " التي يستحقها وعن جدارة فهو  " ظلم " مبين في حق الفيلم الألماني  الإنساني " النبيل " الجميل الرائع الذي صفقنا له طويلا،  وتوقعنا مع جمهور النقاد من النقاد والصحفيين أن ينالها -وعن  جدارة وإستحقاق ..
والواضح جدا أن جائزة السعفة الذهبية  لم تذهب لفيلم"  أنا دانيال بليك " لكين لوش لقيمته أو " شموليته " الفنية "، بل منحت للمخرج البريطاني كين لوش الكبير – 80 سنة – لمسيرته الفنية الطويلة- ( حصل لوش بفيلمه " الريح التي تهز الشعير " عام 2006 على سعفة كان الذهبية ) وبما فيها طبعا من " إضافات " فنية مهمة لـ " سينما المؤلف " – من ذلك اقتراب السينما الروائية من سينما الواقع في الافلام الوثائقية التسجيلية - ولقناعاته الفكرية، وللخطاب " الايديولوجي " في الفيلم..
ذلك الخطاب الذي يخطه دانيال بليك بنفسه على جدران أحدي البنايات في الفيلم خارج مكتب العمل، ويقول فيه : " .. لسنا كلابا.. بل نحن بشر .. ونستحق معاملة " إنسانية " أفضل فقط " ..وينتصر للـ " الكرامة " الإنسانية..
 ضد بيروقراطية جهاز ومكاتب العمل في حكومة دافيد كاميرون ،التي تماطل و ترواغ في حصول العاطلين عن العمل على مستحقاتهم، وتنهب حقوقهم، وتعاملهم للأسف معاملة  الكلاب..
كما منحت  لجنة التحكيم أيضا جوائز في غير محلها ، فجائزة أحسن إخراج – في رأيي -  كان من المفروض أن تذهب  لفيلم " الزبون " لأصغر فرهاديـ أو أي فيلم آخر، لكن اللجنة منحته جائزة أحسن سيناريو ! بينما كانت الجائزة يمكن أن تمنح مثلا لفيلم كين لوش، أو فيلم " باترسون " البديع للأمريكي جيم جامروش..
أما جائزة أحسن إخراج فقد وزعت مناصفة – نسأل لماذا ؟ -  بين فيلم " بكالوريا " للمخرج كريستيان من رومانيا، وفيلم " المتسوقة الشخصية "  للمخرج الساياس من فرنسا، والمؤكد أن عضو لجنة التحكيم المخرج الفرنسي أرنو دبلشيان تدخل أكيد لفرض فيلم الساياس بالقوة، وكان المخرج الروماني في رأيي يستحقها وحده..
كما تدخل ذات المخرج أرنو دبلشيان في رأيي لكى تمنج الجائزة الكبرى لفيلم " نهاية العالم فقط " للمخرج الكندي إكزافييه دولاند ،الذي صفر له جمهور المهرجان من النقاد والصحفيين فهو فيلم " مسرحي " شخصي جدا لمخرجه ولم يأت فيه بجديد ياحسرة، وعبارة عن " تمرينات في الإسلوب " وترف عقيم، ويعج بمشادات وخناقات كلامية طويلة وثرثارة، وشتائم واتهامات متبادلة لاتنتهي ،لأفراد إسرة برجوازية تعاني من التمزق والضياع والفرقة، وربما كانت الأسرة هنا هي صورة مصغرة للأسرة الإنسانية الكبيرة،- وهذا فقط من عندنا - لأنه فيلم مدع كما تمثلناه وهضمناه، ولم نتعاطف مطلقا مع أبطاله، وأشبه مايكون بمباراة ملاكمة بين شخصيات الأسرة المتصارعة، التي حط فيها الإبن أخيرا بعد غياب طويل، كي يبلغها – ومالنا نحن وهذا الأمر الذي لايعنينا ؟ -  بأنه سيموت عن قريب، ويريد أن يودع أفراد اسرته الآن والى الأبد، لكن محاولة التصالح مع أفراد الأسرة.. تنتهي في الفيلم.. بالفشل..وتكسير دماغنا..
والحق اننا يمكن في رأيي أن نغفر للجنة التحكيم تخبطها في قراراتها، ومحاولة إرضاء جميع أعضاء اللجنة -  مثال ذلك – في رأيي - منح المنتجة الايرانية عضوة اللجنة جائزتين لبلدها إيران، بمنح جائزة أحسن ممثل لبطل الفيلم الايراني " الزبون " لأصغر فرهادي ومنح مخرجه جائزة أحسن سيناريو..
لكننا لن نغفر لها وبعد أن عرفنا انه لم يسبق لأية لجنة تحكيم في تاريخ المهرجان أن تجاوزت - على مستوى الوقت الضروري للمناقشة والمداولة السرية والحكم على الأفلام-   الوقت المقرر لها بكثير..
لن نغفر لها ابدا خروج الفيلم الألماني العظيم " توني إردمان " من مولد " كان " الولي بلا حمص أو جائزة، فقد كان في رأيي  ورأي معظم النقاد والصحفيين " تحفة " سينمائية، و يستحق أن ينال وحده جائزة السعفة الذهبية، وجائزة احسن ممثل ( بيتر سيمونيشك) وجائزة احسن ممثلة (ساندرا ويلر) أيضا  في دورة مهرجان " كان  " السينمائي 69 ..وعن جدارة ..

صلاح هاشم
موفد " سينما إيزيس " الى مهرجان " كان " 69









الأحد، مايو 22، 2016

من يفوز بسعفة " كان " الذهبية في الدورة 69 ؟ بقلم صلاح هاشم



لقطة من فيلم توني إردمان

من يفوز بسعفة " كان " الذهبية في دورته 69 ؟

بقلم

صلاح هاشم

ترشيحات " سينما إيزيس " لجوائز الدورة 69 لمهرجان " كان " السينمائي العالمي

من واقع متابعاتنا لأفلام المسابقة الرسمية في الدورة 69 نرشح الأفلام التالية - القلب له أحكام - للفوز إما بسعفة " كان " الذهبية أو بالجائزة الكبرى للمهرجان . القلب الإنساني هو المعيار والحكم من خلال ارتباط هذه الأفلام التي شاهدناها وأعجبنا بها كثيرا وصفقنا لها ، إرتباطها مباشرة بمشاكل حياتنا وهمومنا وتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية،ولما تستطيعه الأفلام من تحفيز على التأمل والتفكير والتغيير أيضا وقدرتها على أن تمتعنا وتثقفنا في آن وهي تتواصل مباشرة مع القلب الإنساني فينا :

فيلم " توني إردمان " للألمانية مارين أده
فيلم " باترسون " للأمريكي جيم جامروش
فيلم " اكوارياس " للبرازيلي كليبير فيلهو ميندوزا
فيلم " بكالوريا " للروماني كريستيان مونجو
فيلم " الزبون " للايراني أصغر فرهادي

جائزة أحسن سيناريو : فيلم أنا دانيال بليك للبريطاني كين لوش

جائزة احسن ممثلة : سونيا براجا في فيلم اكواريس البرازيلي

جائزة أحسن ممثل : بيتر سيمونيشك في فيلم توني اردمان الالماني

أسوأ فيلم في المهرجان : فيلم الوجه الآخر للامريكي شون بن

الأربعاء، مايو 18، 2016

جولة كاميرا سينما ايزيس في مهرجان كان السينمائي ٦٩ علم مصر يخفق عاليا في المدينة . كاميرا٠ صلاح هاشم


جولة كاميرا سينما ايزيس في مهرجان كان السينمائي ٦٩
علم مصر يخفق عاليا في المدينة


كاميرا٠ صلاح هاشم
 

افتتاح قسم نظرة خاصة  في الدورة ٦٩
بفيلم اشتباك لمحمد دياب
هو بمثابة تكريم لمصر وتاريخها
و تراثها السينمائي العريق
 






الثلاثاء، مايو 17، 2016

فيلم " جوليتا " للمخرج الاسباني الكبير بدرو المودفار ..هلكنا . بقلم صلاح هاشم


فيلم " جوليتا " للمخرج الأسباني الكبير
 بدرو المودوفار .. هلكنا !

بقلم

صلاح هاشم
في مهرجان " كان " السينمائي العالمي 69
-



فيلم " جوليتا " للأسباني بدرو المودوفار..هلكنا  !..



كان . فرنسا . من صلاح هاشم



أنتهيت في التو اليوم الثلاثاء 17 مايو من مشاهدة فيلم " جوليتا " للمخرج الاسباني الكبير بدرو المودوفار في القاعة الكبرى بقصر مهرجان " كان " السينمائي في دورته 69،ويشارك الفيلم في المسابقة الرسمية للدورة الحالية، ويتنافس مع 20 فيلما على الفوز بجائزة من جوائز المهرجان ، ..ويقينا .. لن تكون جائزة السعفة الذهبية من نصيبه..

 فقد كنت بالطبع أنتظر مع الكثيرين من عشاق أفلام المخرج الأسباني الكبير أن يطل علينا من خلال " جوليتا " بفيلم جديد متميز ، مثل فيلمه الأثير " كل شييء عن أمي " أو فيلم " نساء على حافة الإنهيار العصبي " مثلا أوفيلمه البديع " تكلم معها " فقد عودنا بأسلوبه السينمائي " العاطفي " وسينمتاليته – عاطفيته - وتأثره بسينما هوليوود في فترة الثلاثينات وأفلامها وجمالياتها كما في فيلم " حواء " مثلا لمانكويتش مثلا..

عودنا أن يغوص في قلب المشاعر الإنسانية النسائية بالذات، وهو يبحر عميقا في القاع، ليستخرج منها لنا الدرر، ويجعلنا نتعاطف مع بطلاته، ونحبهن ونتمثلهن في حياتنا.ويكفي المودوفار فخرا- مخرج  "الموفيدا "أو " الموجة الجديدة " في السينما الإسبانية في الفترة التي أعقبت وفاة الديكتاتور الأسباني فرانكو..

 أن المودوفار جعلنا نكتشف من خلال أفلامه الرائعة المذكورة هنا ممثلة أسبانية شابة صغيرة تدعى " بينيلوب كروز "، إشتهرت بسرعة، وصعدت من خلال أفلامه الى قمة المجد، ودلفت كممثلة الى مصنع الأحلام في هوليوود من أوسع باب، لتشق طريقها وحدها..بعيدا عن الفنان المثال.. الذي قدها وصاغها وصنعها ..

غير أن فيلم " جوليتا " جاء للأسف مخيبا لكل آمالنا، وتوقعاتنا ، فقد حقق المودوفار من خلاله فيلما ثقيلا جدا في إيقاعه، ويتطور بصعوبة، و متكلف و يفتقد " المصداقية "،  ولذا لم نقتنع ابدا بقصته – التي بدت لنا مفبركة ومقحمة – فخرج لنا " اصطناعيا" للغاية، بل ولايشبه في شييء.. أي من أفلام المودوفار  العاطفية " السينتمنتالية " الجميلة المذكورة، إلا في أن بطل الفيلم وشخصيته المحورية.. إمرأة..



                               " جوليتا " ..لايحمل هما أو قضية



فيلم " جوليتا " هو فيلم لايحمل هما أو قضية، على عكس ما عودنا المودوفار في جل أفلامه، إلا إذا كانت قضية المودوفار في فيلمه -  قضية الفيلم - هي تشريح إحساس "  الشعور بالذنب " عند أم هجرتها إبنتها، وقررت أن تقطع صلتها بأمها ولفترة تزيد على العشر سنوات وهربت لتعيش في منتجع أو ملجأ " روحاني "  ظنا منها أن الأم – جوليتا في الفيلم - كانت سببا في موت الأب- وهو صيّاد خرج ليصطاد في البحر وتغيرت أحوال الطقس وهبت عاصفة جعلته يغرق وقاربه-

وخلال فترة " غياب " الإبنة تحتفل الأم التي هجرتها إبنتها بعيد ميلاد الإبنة وحدها، ويصلها يوم الاحتفال كل سنة رسالة من الإبنة التي تكتب عنوان الأم في مدريد وتتعمد عدم كتابة عنوان المرسل. وتقوم الأم كالعادة كل سنة بإلقاء تورتة الاحتفال بعيد ميلاد إبنتها في صندوق القمامة،ويدور المودوفار حول نفسه، ومنذ أول مشهد في الفيلم الذي يدور في قطار، في محاولة لاقناعنا بقصة الفيلم القائم كله على " المصادفات" القدرية التي تغير من مصير الشخصيات وتجعل الأم تعيش مأساة الفراق..

ويحتشد الفيلم " الممل " بالخيوط الدرامية التي لاتتطور، وتفتقد أية ضرورة  على الاطلاق : مثال ذلك علاقة جوليتا بأمها المريضة، وعلاقتها بالأب الذي وقع في غرام " سناء "  وهي ممرضة جاءت لكي تعتني بالأم المريضة، ويبدو جليا أن المودوفار " ورط " نفسه بصنع هذا الفيلم -  الذي لم تكن له ضرورة على الإطلاق - واختلاق قصته وتطوير أحداثه على طريقة  "دوخيني يا ليمونة" ، إذ يفتح لنا المودوفار بابا  أو خطا دراميا جديدا في الفيلم عند " منعطف " درامي ما، ثم سرعان مايتركنا في منتصف المسافة، كمن يرقص على السلم ،ويعود الى خط درامي آخر، ونحن نركض خلفه ونقع في الورطة أو بالأحرى " الحفرة " التي أوقع نفسه وأوقعنا فيها ....

 والمصادفة هنا – كما في الميلودراما وهذا طبيعي – تتحكم في حركة وتطور الأحداث، مثال ذلك أن جوليتا تلتقي مصادفة برجل لا تعرفه في قطار فتتعلق به وتنام معه وتنجب منه إبنتها   بل لقد " حرق " المودوفار – الغشيم -  فيلمه في آخر لقطة في الفيلم ،حين جعل شخصية في الفيلم،وقد وصلت اخير لجوليتا رسالة من الإبنة، تذكر فيها عنوانها ،فتركب جوليتا السيارة في صحبة صديقها في طريقها الى حيث  تسكن الإبنة – ويترك لنا المودوفار بالطبع أن نتخيل كيف سيكون اللقاء  والصلح الجميل  بين الأم وإبنتها بعد فراق دام أكثر من 12 عاما..

جعل شخصية ما تصرح في الفيلم بأن هموم جوليتا ومعاناتها قريبة الشبه من هموم بطلات بعض روايات باتريشيا هاي سميث- كاتبة روايات بوليسية -  التي تبدو دوما مسكونة بمشاعر  " الإحساس بالذنب " ،اي انه المودوفار يقوم هنا بشرح فيلمه، لمن لم يفهم، مبررا لنا تصرفات جوليتا وسلوكياتها ،وفي آخر لقطة في الفيلم، وقبل أن يظهر إسم جوليتا على الشاشة – نهاية عبيطة جدا طبعا من مخرج يغرق فليس لديه مايقوله -- بدلا من كلمة النهاية ..

 لم أجد على الاطلاق أن المودوفار شعر بأنه مدفوع ومجبر على صنع هذا الفيلم-  الذي لم يعجبني ابدا-  كـ " ضرورة حتمية وملحة " لابلاغنا رسالة ما ..

لأنه لا توجد في فيلم " جوليتا " كما بدا لي أية رسالة.. و لايقول لنا  المودوفار بفيلمه " المحفلط " الكيتش" على طريقة  "النيوويف" –فكل شييء هنا حديث ومودرن ويلمع ويمتليء الفيلم بالاشارات والايحاءات "المدرسية" الظاهرة الفجة لرسامين وفنانين ومصممي ديكور لفترة مابعد الحداثة الخ – لايقول لنا  للأسف –  أي شيي..

بل أن كل ما أراد أن يقوله المودوفار.. ولم يستطع قوله في فيلمه " الفاشل " الذي هلكنا ..لا يهمنا.. في ألمنا وغربتنا ..ومعاناة كل نهار، ولايعنينا  على الإطلاق ..

خسارة..


صلاح هاشم

الاثنين، مايو 16، 2016

الصين ضيف شرف مهرجان القاهرة السينمائي 38

3 لقطات من المؤتمر الصحفي لمهرجان القاهرة السينمائي 8


 " الصين " ضيف شرف مهرجان القاهرة السينمائي38

تكريم المخرج الكبير محمد خان والممثل الفنان أحمد حلمي 

 سينما إيزيس . كان. فرنسا

في المؤتمر الصحفي الذي اقيم يوم الأحد 15 مايو في الجناح المصري- الجناح رقم 114 - علي شاطييء الكروازيت صرحت د. ماجدة واصف رئيسة مهرجان القاهرة السينمائي 38 أن الصين ستكون ضيف شرف المهرجان في دورته المقبلة التي تقام في القاهرة عاصمة مصر في الفترة من 15 الى 25 نوفمبروأعلنت أن أن المهرجان ستبع نظاما جديدا لعرض بعض أفلام المهرجان ليس فقط في دور العرض بالأوبرا حيث يقام المهرجان عادة ،بل أيضا في بعض دور العرض في وسط البلد حتى يتاح لجمهور أكبر  مشاهدتها، والمعروف أن قطاعا كبيرا من الجمهور القاهري مازال يخشى التردد على المسارح و دور العرض في الأوبرا ويعتقد أن حضور الحفلات والعروض السينمائى التي تقام هناك هي للمثقفين والنخبة فقط....
 كما صرحت د.ماجدة واصف ، وبحضور الاستاذ الناقد يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان الدورة 38 وعدد كبير من النقاد والصحفيين والسينمائيين العرب والأجانب بأنه سيتم تكريم الممثل الفنان أحمد حلمي بمنحه جائزة فاتن حمامه الإمتياز والمخرج المصري الكبير محمد خان بمنحه جائزة فاتن حمامة التقديرية
في الدورة 38..

لسنا كلابا : بشر في مهرجان " كان " 69 يطالبون فقط بمعاملة " إنسانية " أفضل بقلم صلاح هاشم مصطفى .


لقطة من فيلم توني إيردمان
لقطة من فيلم أنا دانيال بليك



"  لسنا كلابا  " : بشر في مهرجان " كان " 69
 يطالبون فقط بمعاملة إنسانية أفضل
بقلم

صلاح هاشم
في مهرجان " كان " السينمائي 69


هاهو مهرجان " كان السينمائي الدورة 69 يركض بسرعة ونحن نركض هنا معه وبحر السينما يحتوينا و نحن نتابع عروض أفلام المسابقة الرسمية،إذ تحتدم المنافسة بينها على الفوز بالجائزة الأرفع والأسمى في المهرجان أعني جائزة " السعفة الذهبية..
 فمنها ما يجعلنا نضحك ، أونكاد نستلقي على أقفيتنا و نموت من الضحك مثل فيلم " توني إردمان "  للمخرجة الالمانية مارين آده ، الذي هزنا بإنسانيته الجمة ، ومفاجآته، ونكاته وقفشاته، و حولنا نحن الكبار الى أطفال يتطلعون في عجب ودهشة الى عروض من عروض السيرك الساحرة ، او نمرة ضاحكة من نمر المهرجين التمثيلية،  مثل نمرة السيرعلى حبل مشدود وعلى كتفه قرد لشارلي شابلن مثلا  في فيلم " السيرك "
وفي الفيلم سنجد مدرس موسيقى خرج على المعاش، ويجسد شخصية أب تشبه كثيرا شخصية الصعلوك شارلي شابلن ، وقدرته الفذة رغم ضعفه الإنساني على الخروج من أعتى المآزق.. وهاهي القاعة تبحر مع الفيلم الذي تستغرقنا أحداثه،  وإذا بقاعة العرض في المهرجان الكبير وبخاصة في العرض الصحفي المخصص للصحفيين في السابعة مساء يوم عرض الفيلم ..
تتحول الى شلال هادر من الضحك وأقرب مايكون الى " زلزال"  جعلنا نغفر للفيلم الطويل جدا الذي يستغرق عرضه  حوالي 3 ساعات طوله وكل سوءاته، ونصفق له طويلا، ونرشحه مع  معظم النقاد في الدورة 69 للحصول على سعفة كان الذهبية

ويحكي الفيلم عن محاولة أب إنقاذ إبنته من براثن الوحش الكبير الممثل بالنظام الحياتي أو أسلوب  الحياة في إطار الرأسمالية الجديدة التي تلتهم حياة الناس كما الشياطين من أكلة لحوم البشر في لوحة من لوحات الرسام الفنان الهولندي العظيم جيروم بوش
 
 ذلك النظام القائم على العبودية وطاعة رؤساء العمل والامتثال لهم ، والذي نجح في أن يجعل العمل ليس مرتبطا بمكان يمكن مغادرته بعد الانتهاء من العمل كما كان سابقا

 بل جعل العمل، وبخاصة في إطار الانظمة الاحتكارية العالمية الكبرى كابوسا مرعبا يصطحبنا في كل أوقات النهار والليل - بحيث يستطيع رب العمل أن يطلبك  في أي وقت ومن أي مكان فينكد عليك عيشتك  ويقطع عليك استمتاعك بحياتك - يناقش الفيلم  في العمق على خلفية أحداثه عدة مفاهيم وأفكار ومشاكل فلسفية مرتبطة بمعاني  "السعادة " و "العمل" و "العلاقة بين الأجيال" ومفهوم " الإنسانية "
  ويكشف عن غربة الإنسان المعاصر في حياته رغم التشدق الفارغ بالحرية والديمقراطية والمساواة وغيرها من الشعارات التي فقدت معانيها بمرور الوقت وسعى الرأسمالية الجديدة الى المزيد من الكسب على حساب طرد وفصل العمال وتسريحهم وتشريد أسرهم
ونجح هكذا في أن يجعل العمل في وقتنا الراهن شكلا من اشكال العبودية، وعرضا مستمرا من عروض.. مسرح اللامعقول

ولذلك لاعجب في إطار ظروف " العمل " الجديدة تلك، أن يصرخ دانيال بطل فيلم " أنا دانيال بليك " للمخرج البريطاني الكبير كين لوش - يشارك للمرة 13 بفيلم في المسابقة الرسمية ، وسبق له فوزه بجائزة السعفة الذهبية في دورة سابقة للمهرجان - لسنا كلابا..
 ثم يروح يكتب على الجدران بالقرب من مكتب العمل عريضة إتهام للبرالية الجديدة وبيروقراطية حكومة دافيد كاميرون الحالية..

( ..يتبع . )