الأحد، أكتوبر 28، 2012

سمير فريد في أبو ظبي: عن حجز جائزة أفضل فيلم عربي

عن حجب جائزة أفضل فيلم عربي في أبو ظبي السينمائي




المخرجة المصرية هالة لطفي تتسلم جائزتها في أبو ظبي السينمائي



بقلم
سمير فريد



لأول مرة حجبت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فى مهرجان أبوظبى، جائزة أحسن فيلم عربى منذ أن تقررت هذه الجائزة فى الدورة الثالثة عام 2009، ولست فى حل من ذكر أسباب هذا القرار كعضو فى اللجنة التى اتخذته، وقررت أيضاً فوز نورى بوزيد بجائزة أحسن مخرج من العالم العربى عن فيلمه «مانمونتش» وكل أفلامه.
وقد اعتبر البعض هذين القرارين إساءة إلى المهرجان وإلى مبرمج الأفلام العربية «انتشال التميمى»، ولكن هذا غير صحيح، ويرجع، فقط إلى أنها المرة الأولى التى تحجب فيها إحدى جوائز المهرجان فمن ناحية عرض المهرجان فى مسابقاته 60 فيلماً عربياً تمثل أغلب الإنتاج المتميز فى العالم العربى، وفى مسابقات الأفلام الطويلة فازت 6 أفلام عربية من فلسطين ومصر وتونس، وكلها من اختيار «التميمى» أيضاً.
من ناحية أخرى، فالحجب حين لا تنص اللائحة على عدم الحجب، وعلى النقيض تماماً من الذين يرون فيه إساءة، يقوى من شأن المهرجان لأنه يعنى أن مهمة لجنة التحكيم ليست «توزيع» الجوائز، وإنما «اختيار» الأفلام الجديدة بأن تكون «الأحسن»، فالفوز يعنى أن الفيلم «نموذج» يجب أن يحتذى به، وهذه مسؤولية أدبية كبيرة تتحملها أى لجنة تحكيم. وبالطبع فقرارات اللجان بالأغلبية، ولم يكن هناك إجماع فى لجنة أبوظبى 2012 إلا على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فاز بجائزة أحسن فيلم «100 ألف دولار أمريكى» الفيلم التركى «مكان ما فى الوسط» إخراج يشيم أوستاجلو، وبجائزة لجنة التحكيم الخاصة «50 ألف دولار» الفيلم البرتغالى «جيبو والظل» إخراج مانويل دى أولفيرا، وبجائزة أحسن مخرج من العالم العربى نورى بوزيد «25 ألف دولار»، وبجائزة أحسن ممثل «20 ألف دولار» جيل جارسيا بيرنال عن دوره فى الفيلم الشيلى «لا» إخراج بابك لارين، وبجائزة أحسن ممثلة «20 ألف دولار» فرانشسكا بيترى عن دورها فى الفيلم الروسى «خيانة» إخراج كيريل سيربير نيكوف.
وفى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة للأفلام الأولى أو الثانية فاز بجائزة أحسن فيلم «100 ألف دولار» الفيلم الإيرانى الفرنسى «عائلة محترمة» إخراج مسعود باكش، وبجائزة لجنة التحكيم الخاصة «50 ألف دولار» الفيلم الأمريكى «وحوش البرية الجنوبية» إخراج بن زيتلين، وبجائزة أحسن فيلم عربى «50 ألف دولار» الفيلم الفلسطينى «لما شفت» إخراج آن مارى جاسر، وبجائزة أحسن مخرج من العالم العربى «25 ألف دولار» عن الفيلم المصرى «الخروج للنهار»، وبجائزة أحسن ممثل «20 ألف دولار» سورين مالينج عن دوره فى الفيلم الدنماركى.. «اختطاف» إخراج توبياس ليند هولم، وبجائزة أحسن ممثلة «20 ألف دولار» جولشيفت فاراهانى عن دورها فى الفيلم الأفغانى الفرنسى «حجر الصبر» إخراج عتيق رحيمى.
ومن اللافت أن تعلن الجوائز دون ذكر القيمة المالية لها، ومجموعها 480 ألف دولار أمريكى، وهى الأكبر من نوعها فى العالم، بل لا تذكر فى الكتالوج، ولا فى البيان الصحفى عن الجوائز، وكذلك فى إعلان جوائز الأفلام التسجيلية الطويلة ومجموعها 250 ألف دولار أمريكى!!.
 samirmfarid@hotmail.com

عن جريدة المصري اليوم 

 

المخرجة المصرية هالة لطقي تتسلم جائزتها في أبوظبي السينمائي 

الجمعة، أكتوبر 26، 2012

كل عام وأنتم بخير وعيد سعيد من سينما إيزيس




عيد سعيد لقراء" سينما إيزيس"
 ولكل لمن يدخل أو يخطو الى هذه المجلة السينمائية الثقافية على شكل بلوغ لأول مرة ويتعرف علينا. نمد له ايادينا ونقول له الآخر:  أهلا أهلا حبيبنا ومرحبا. و بدوام التواصل وتحية الى أهل مصر وجميع الأصدقاء والأحباب في عيد الولاء والوفاء ورفاق الرقاق جميعا معنا على الخط



salah hashem moustafa
editor of CINEMAISIS

الخميس، أكتوبر 25، 2012

فيلم " الشتا اللي فات " لابراهيم البطوط في مسابقة مهرجان مونبلييه السينمائي 34 بمشاركة حضور سينمائي مصري متميز




فيلم " الشتا اللي فات " لابراهيم البطوط 
يشارك في مسابقة الأفلام الروائية
 في مهرجان مونبلييه السينمائي الدولي
 للسينما المتوسطية 34

الدورة 34 تقام بمشاركة سينمائية مصرية كبيرة
 في الفترة من 26 اكتوبر الى 3 نوفمبر 2012
 وتعرض أكثر من 250 فيلما من بلدان المتوسط
 من ضمنها 150 فيلما تعرض هنا للمرة الاولى 

 باريس.سينما إيزيس


يشارك فيلم " الشتا اللي فات " للمصري ابراهيم البطوط في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان مونبلييه الدولي للسينما المتوسطية 34 المعروف بإسم " ميدم " وذلك ضمن 12 فيلما تتنافس على جوائزها. ويعرض المهرجان أكثر من 22 فيلما في مسابقة الأفلام القصيرة التي يشارك فيها فيلم " زفير " لعمر الزهيري من مصر ، و9 أفلام طويلة في مسابقة الأفلام التسجيلية ، وفي قسم البانوراما يعرض 11 فيلما روائيا و15 فيلما قصيرا و14 فيلما تجريبيا مابين أفلام وفيديو، ويشارك الناقد الكبير يوسف شريف رزق الله من مصر المدير الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي لأكثر من 24 عاما يشارك في لجنة التحكيم الرسمية للدورة34 
 كما يشارك، الناقد السينمائي  صلاح هاشم مؤسس ومحرر " سينما إيزيس " والصحافية نعمة الله حسين من مجلة "اخر ساعة" و المسئولة عن الصحافة الأجنبية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في لجنة تحكيم النقاد في الدورة 34

ويمكن الاطلاع على برنامج المهرجان وكامل فعالياته وأقسامه على الرابط المرفق



يقيم مهرجان مونبلييه السينمائي يوم الجمعة الموافق 26 اكتوبر 2012 صالونا  لتعريف الشباب بالمهن السينمائية وتخصصاتها المتعددة، بمشاركة أكثر من 30 هيئة ومعهد ومؤسسة فرنسية وهي المرة الثانية التي يعقد فيها هذا الصالون بعد أن حقق نجاحا في دورته الاولي التي اقيمت في العام الماضي 
 

مختارات إيزيس: أفلام العيد في مصر موسم خال من النجوم بقلم محمد عبد الرحمن

مختارات إيزيس
كولاج للشاعر الفرنسي الكبير جاك بريفير
 

إطلالة على أفلام العيد في مصر

بقلم

محمد عبد الرحمن


القاهرة | موسم مليء بالأفلام خال من النجوم، هكذا يمكن وصف موسم عيد الأضحى في مصر الذي يشهد عرض ستّة أفلام دفعة واحدة تزامناً مع احتفال صنّاع الفن السابع باطلاق صالتين جديدتين في مدينة «السادس من أكتوبر» بإمكانات تقنية ضخمة. هكذا بدأت الصناعة «تشم نفسها» بعد عامين عجاف إثر تداعيات الثورة المصرية. لكن الازمة الحقيقية ما زالت في المضمون. والدليل أنّ الأخوين السبكي اللذين اعتادا التواجد في موسم عيد الفطر بفيلمين على أقصى تقدير يستحوذان على نصف الأفلام المشاركة في موسم عيد الأضحى 2012.
علماً أنّها الأعمال نفسها المرشحة لحصد الايرادات أبرزها «الآنسة مامي» لياسمين عبد العزيز. تواصل هذه الأخيرة تعاونها مع الاطفال للفيلم الثالث على التوالي بعد «الدادة دودي» و«الثلاثة يشتغلونها». وبعيداً عن مستوى أعمالها الفني، يُحسب لعبد العزيز صمودها في شباك التذاكر وتحقيقها للايرادات في الفيلمين السابقين، إذ تتوجّه أعمالها إلى العائلة. وفي الشريط الجديد، تناقش ياسمين أزمة الشباب والفتيات الذين يخاصمون الزواج خوفاً من المسؤولية. لكن الممثلة المصرية ستضطر لرعاية أربعة أطفال في سلسلة من المفارقات الكوميدية بمشاركة حسن الرداد، وانتصار، وسليمان عيد، وهشام اسماعيل، وضيف الشرف سعد الصغير. علماً أنّ الشريط من تأليف خالد جلال وإخراج وائل احسان. ومع السبكي أيضاً، تعود فيفي عبده مع إدوارد ونهلة ذكي وضيفة الشرف مادلين مطر ليطلّوا في «مهمة في فيلم قديم» (تأليف محمد فاروق وإخراج أحمد البدري). يستوحي العمل أحداثه من أفلام مصرية شهيرة تتخلّله الرقصات والضحكات والأغنيات الشعبية التي تغازل فئة محددة من الجمهور. ولا تزال البلطجة تسيطر على عقول صنّاع السينما في مصر بعدما برزت الشخصية بقوة إثر استخدام النظام البائد لها بهدف ردع المتظاهرين خلال الثورة وبعدها. الممثل الصاعد محمد رمضان يقدم للمرة الثانية في العام نفسه شريطاً عن شخصية البلطجي. بعد «الالماني» الذي عرض الصيف الفائت، ها هو يدخل سباق العيد بـ«عبده موتة» (إخراج اسماعيل فاروق) مع حورية فرغلي ومجدي بدر. وتطلّ دينا لتنافس فيفي عبده لكن في دور مساعد، إذ تؤدي أيضاً مجموعة من الرقصات التي تغري الفئة نفسها من الجمهور التي يتوجه إليها السبكي دائماً. ويستعين النص الذي كتبه محمد سمير مبروك بالعبارات السوقية التي يتداولها البلطجية لتظهر على شاشة السينما، متوقعاً اثارة جدل حول الجدوى من تقديم هذه الأفلام. علما بأنّ آسر ياسين وكندة علوش قدما في رمضان الفائت مسلسل «البلطجي» الذي حقق نجاحاً مقبولاً. علوش الممثلة السورية الأكثر نشاطاً في المحروسة، تدخل للمرة الأولى سباق الموسم الكبير من خلال «بارتيتا» (تأليف خالد جلال وإخراج شريف مندور) الذي انتهى تصويره قبل عامين. ورغم أنّ مضمون الفيلم لا يناسب طبيعة الموسم، إلا أنّ صناعه اضطروا لطرحه حتى لا يتأجل أكثر من ذلك. وحاز العمل اعجاب الحاضرين في العرض الاول له قبل يومين لكن الحكم الأخير متروك لجمهور العيد في القاهرة والمحافظات المصرية. ويدور الشريط حول فتاة تعاني عقدة نفسية بسبب مشاكل أسرية تعرّضت لها منذ صغرها. ويشارك في البطولة أحمد السعدني ودينا فؤاد. خامس أفلام عيد الأضحى سيكون للمطرب مصطفى قمر الذي يعود إلى الشاشة الكبيرة بعد غياب طويل منذ «مفيش فايدة». لكن قمر يفاجئ جمهوره هذه المرة بالابتعاد عن الرومانسية والكوميديا ويقدم عملاً تشويقياً بعنوان «جوة اللعبة». نحن هنا أمام شاب يدير شركة للدعاية والإعلان، لكنه يتورط في جريمة قتل ويحاول كشف الفاعل الحقيقي. العمل الذي يحمل توقيع الكاتب أحمد البيه والمخرج محمد حمدي، تشارك في بطولته ريهام عبد الغفور، ومحمد لطفي وأشرف مصليحي ورشا نور الدين. وبعد سلسلة من البطولات التلفزيونية المطلقة، يدخل الممثل الكوميدي سامح حسين سباق السينما المصرية بــ«30 فبراير» مع ايتن عامر وصفاء جلال ولطفي لبيب وعايدة رياض. الفيلم الذي كتبه صلاح الجهيني وأخرجه معتز التوني، يدور حول شاب يطارده الحظ السيئ إلى أن يلتقي فتاة ويعتقد خاطئاً أنّها ستساعده على فك النحس قبل أن يجمعهما الحب في النهاية. وفي مناخات الحبّ والكوميديا والعلاقات الغرامية، يأتي «غش الزوجية» (إخراج أحمد البدري وتأليف لؤي السيد) الذي سنشاهده في الصالات اللبنانية في العيد. الشريط الذي يؤدي بطولته رامز جلال، وايمي سمير غانم، وإدوارد، وحسن حسني أُطلق الفيلم في القاهرة في حزيران (يونيو) الماضي محقّقاً إيرادات بلغت حوالي 9 مليون جنيه. وفي إطار من التشويق والكوميديا، يحكي الفيلم قصة حازم الشاب المستهتر المعروف بتعدد غرامياته، لكنّ والده يقرّر تزويجه، فتعاني العروس من نزوات زوجها «الدونجوان

عن جريدة الاخبار اللبنانية

 

الأربعاء، أكتوبر 24، 2012

سينما إيزيس في لجنة تحكيم النقاد في مونبلييه السينمائي34



سينما إيزيس في لجنة تحكيم النقاد في مونبلييه السينمائي
 الكاتب والناقد السينمائي صلاح هاشم

سينما إيزيس 

في "لجنة تحكيم النقاد" في مونبلييه السينمائي34

يسافر الكاتب والناقد السينمائي المصري صلاح هاشم مصطفى المقيم في باريس الى مهرجان مونبلييه السينمائي34 في جنوب فرنسا المخصص للسينمات المتوسطية وذلك للمشاركة في لجنة تحكيم النقاد في المهرجان التي تمنح جائزة لأحسن فيلم في مسابقة الأفلام الروائية وقيمتها 2000 يورو يتسلمها مخرج الفيلم الفائز
 وكان هاشم مؤسس ومحرر موقع " سينما إيزيس" عام 2005 شارك من قبل في لجنة تحكيم النقاد في مونبلييه عدة مرات
 ويشارك في اللجنة هذا العام الناقد الآن ماسون من مجلة بوزيتيف ويحتفل المهرجان بمرور 60 عاما على تأسيس "مجلة بوزيتيف" التي تعد من أشهر المجلات السينمائية في فرنسا والعالم

  
المخرج الفرنسي الكبير كوستاغافراس يعرض فيلمه " رأس المال " العرض الأول في حفل الافتتاح ويتم تكريمه في المهرجان الكبير

انظر موقع المهرجان على الرابط التالي


www.cinemed.tm.fr 

حضور مميز للسينمات الافريقية في القاهرة السينمائي 35



حضور مميز  للسينمات الافريقية
 في مهرجان القاهرة السينمائي 35




باريس,سينما إيزيس


يهتم مهرجان القاهرة السينمائي في كل دوراته بالسينما الإفريقية، التي بدأت تخطو خطوات جيدة نحو التواجد على ساحة السينما العالمية، من منطلق أن مصر جزء لا يتجزأ من إفريقيا، وتسعى دائمًا لتحقيق التواصل بين دول القارة السوداء، التي تمتلك إمكانيات بشرية هائلة وموارد في شتى المجالات، ولكنها لم تستغل حتى الآن.


وتشهد الدورة الخامسة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والتي ستقام خلال الفترة من 27 نوفمبر المقبل حتى 6 ديسمبر القادم.


 شاركت السينما الإفريقية بتسعة أفلام تتناول قضايا مختلفة من واقع المجتمع الإفريقي، إلى جانب ندوة كبرى تحت عنوان "اليوم الإفريقي"، سوف تقام يوم 29 نوفمبرالمقبل، بداية من الساعة الحادية عشرة صباحًا وحتى السادسة مساء.


يفتتح الندوة الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، وتديرها السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية وشؤون الاتحاد الإفريقي.


وأول الأفلام التي تمثل السينما الإفريقية الفيلم الكيني "نيروبي نصف حياة"، إخراج ديفيد توش جيتوني، وتدور أحداثه حول ممثل شاب صاعد من إحدى مدن كينيا، يحلم بالذهاب إلى نيروبي، وتحقيق حلمه بالنجاح في المدينة الكبيرة، وأثناء محاولته الوصول إلى هذا الحلم يخالف كل توقعات والديه وأفراد أسرته، ويبدأ في شق طريقه.


وثاني الأفلام المشاركة في فعاليات المهرجان، الفيلم النيجيري "مبادلة الهاتف"، إخراج كونلي أفولايان، ويتناول قصة "أكين" و"ماري"، اللذان يصطدمان بعضهما البعض، عن طريق الخطأ في المطار.


أما ثالث الأفلام الإفريقية المشاركة عنوانها "بلا شفقة"، إخراج آندى أمادي أوكورونر، ويتناول مشاعر الوحدة والحب، واكتشاف الذات من خلال قصة "أوبي" الجندي في قوات حفظ السلام، الذي يقع في حب "بلاسيج".

كما يشارك الفيلم الرواندي "أمر رمادي"، إخراج كيفو روهوراهوزا، وتدور أحداثه حول رجل من رواندا يشرع في تصوير فيلمه السينمائي الأول عن امرأة شابة، وتعاملها مع شقيقها المضطرب، بعد أن فقدا أباهما أثناء الإبادة الجماعية في رواندا.


تشهد فعاليات المهرجان عرض الفيلم التشادي "صرخة رجل"، إخراج محمد صالح هارون، وتدور أحداثه حول "آدم"  (55 عامًا)، بطل السباحة السابق، الذي يعمل بعد اعتزاله مراقبًا لحمامات السباحة بأحد الفنادق، وتنتقل ملكية الفندق إلى صاحبته الصينية الجديدة، فيجبر آدم على التخلي عن وظيفته لنجله "عبدل".



السبت، أكتوبر 20، 2012

فيلم "الخروج للنهار" لهالة لطفي يكشف عن موهبة سينمائية أصيلة


المخرجة المصرية هالة لطفي

فيلم " الخروج للنهار " لهالة لطفي
يكشف عن موهبة سينمائية مصرية أصيلة
ومتميزة
تقطع بفيلمها مع السائد
لو لم يكن هذا الفيلم معروضاً هنا لكنت اخترته للمسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي المقبل”.. بهذه العبارة وصف فنشينزو بونيو مبرمج الأفلام العربية في مهرجان برلين فيلم “الخروج للنهار” للمصرية هالة لطفي الذي يعرض ضمن فئة “آفاق جديدة” في مهرجان أبو ظبي السينمائي السادس. وإذا كانت هذه التظاهرة تعرض الأفلام الأولى والثانية لمخرجين من البلدان العربية والعالم، فهي أيضاً مكان تكتشف فيه المواهب، حيث قدم “الخروج للنهار” مخرجة جديدة من مصر تقطع مع سينما السائد، وترتبط بسينما حاولت إعادة إحيائها أسماء مثل عاطف حتاتة، وأسامة فوزي، وآخرين.
وصورت هالة صدقي في فيلمها مأساة عائلية بأسلوب قدير متحكم وإنساني صامت أمام الوجع والمعاناة والفقر.
هذا الفيلم هو الأول للمخرجة إذن، ولكن فيه كثيراً من نضج السينمائيين الكبار، ونفس من بعض المخرجين الذين عملوا كرواة على تجديد السينما المصرية، لكن تجاربهم كانت محصورة في العدد، وإن كان لها قيمتها الفنية.
تقدم هالة لطفي في “الخروج للنهار” لغة سينمائية عالية مرتكزة على معاني الصورة وخلق عالم خيالي مواز لهذا العالم.
يصور الفيلم شجاعة أم وابنتها في مواجهة عجز الوالد المشلول والموجود في البيت والمحتاج لعناية فائقة تؤمنها الأم التي تعمل كممرضة في مستشفى في الليل، بالتعاون مع ابنتها، لكي يستمر الوالد في الحياة الكريمة.
ويأتي هذا الفيلم ليصور عالماً خاصاً داخلياً أولاً قبل أن يصبح في الخارج، بعيداً عن ضجيج الثورات وهموم الجماعة وصيحات الشارع، بعيداً عن التحولات السياسية والاجتماعية التي تعيشها مصر، وقريباً من الإنسان المصري في يومياته الصعبة.
يصور الفيلم تصرف الإنسان أمام العجز خاصة حين يعيش وسط طبقة محرومة فقيرة تتمرد على واقعها، وفي داخلها ثورة مكبوتة لكنها في النهاية تقبل هذا الواقع وتحاول التعايش معه.
وتصور هالة لطفي يوماً واحداً من أيام تلك العائلة يمتد بالمشاهد إلى ما قبله وما بعده، ويروي تفاصيل تعايش رجل مع مصيبته بعد إصابته بسكتة دماغية أفقدته الرغبة في الحياة.
يتميز فيلم “الخروج للنهار” بصياغة عالية، ولغة فنية ناجزة، وأطلق من مهرجان أبو ظبي إلى العالم مخرجة تطلق صوتاً كبيراً في السينما المصرية المستقلة.
وهالة لطفي مخرجة مصرية تخرجت من معهد القاهرة السينمائي عام 1999 ونالت رتبة الشرف، وأنجزت قبل ذلك فيلمين وثائقيين الأول “عن المشاعر المتلبدة” (2005) والثاني “عرب أميركا اللاتينية (2006) الذي أنجزته لحساب قناة الجزيرة.

الجمعة، أكتوبر 19، 2012

انطلاقة الدورة الثانية لمهرجان " فيدل "FIDEL لصور التنوع والمساواة في باريس



 ملصق االدورة الثانية لمهرجان فيدل

   
    لقطة من فيلم " اليوم "  لألان جوميس الذي عرض في حفل افتتاح الدورة الثانية
لفطة من فيلم " ممنوع " للمخرجة المصرية أمل رمسيس

لقطة من فيلم " المجاهدة والمظلي " للجزائري مهدي للعلوي



 إنطلاقة الدورة الثانية
 لمهرجان " فيدل "FIDEL " 
لصور التنوع والمساواة
 في باريس

فيلم " ممنوع " للمصرية أمل رمسيس يشارك في المهرجان



باريس. سينما إيزيس

يشارك فيلم  " ممنوع " للمخرجة المصرية أمل رمسيس في مهرجان فيدلFIDEL المخصص لصور التنوع والمساواةIMAGES DE LA DIVERSITE ET DE L EGALITE الذي يعقد دورته الثانية في الفترة من 18 الى 21 اكتوبر 2012 في مقر المدينة الدولية لتاريخ الهجرة، محطة مترو بورت دوريه ، في باريس, ويعرض " ممنوع " وهو من النوع الوثائقي 67 دفيقة  مع 19 فيلما تتوزع على ثلاثة محاور رئيسية في المهرجان, يخصص المحور الأول لسينما الجزائر المعاصرة ، ويخصص المحور الثاني للمخرجات في العالم العربي، أما المحور الثالث فيناقش ويعرض لقضية الاختلاط MIXITE و سؤال الهوية، وتشارك المخرجة المصرية  أمل رمسيس في ندوة يوم السبت  بعنوان " معنى أن تكوني إمرأة ومخرجة وعربية في نفس الوقت " تدور حول وضعية وأحلام وطموحات المخرجات العربيات في إطار ثورات الربيع العربي وتقام على الساعة 17,30، وتشارك في الندوة سامية مسعودي  رئيسة المهرجان والمخرجة نادين ناعوس من لبنان فلسطين، والمخرجة دليلة النادر من المغرب ، والمخرجة جيهان شعيب من لبنان ، والمخرجة صوفيا جمعة من الجزائر ، والمخرجة كارين البو من فرنسا وتونس، وتدير الحوار والمداخلات في الندوة الصحافية والمخرجة والناقدة السينمائية الفرنسية فلورانس كولومباني..

ويمكن الاطلاع على برنامج المهرجان على الرابط المرفق






معرض بعنوان " حيوات المنفى " عن أوضاع الجزائريين في فرنسا أثناء فترة حرب الجزائر من 1954 حتى 1962 مقام حاليا في مدينة تاريخ الهجرة ويمتد حتى 19 مايو 2013

جوائز مسابقة أفلام من الإمارات في مهرجان أبو ظبي




جوائز مسابقة أفلام الإمارات

 في مهرجان أبوظبي



 
 
قبل يوم من إعلان نتائج المسابقات الرئيسية أعلن مهرجان أبوظبي السينمائي عن أسماء الفائزين في حفل توزيع جوائز اللؤلؤة السوداء لمسابقة أفلام الإمارات ومسابقة الأفلام القصيرة. قدمت الجوائز في حفل أقيم في قصر الإمارات.
 
مختارات مسابقة أفلام الإمارات تضم 36 فيلما قصيرأً من المنطقة، بما في ذلك 32 فيلماً من دولة الإمارات العربية المتحدة. المسابقة مفتوحة لصانعي الأفلام من جميع دول مجلس التعاون الخليجي. كما كان هناك أيضا عرض خاص من أفلام خارج المسابقة. تتضمن مسابقة الأفلام القصيرة الأفلام الروائية القصيرة والوثائقية وأفلام التحريك وهي مجموعة من الأعمال المختارة من جميع أنحاء العالم. تم اختيار 28 عنوان منها لمسابقة هذا العام.
 
قُررت الجوائز من خلال لجنتي تحكيم منفصلتين لكل منافسة، وتكونت كل لجنة من مخرجين متخصصين في قطاع السينما.
 
رأسل جنة تحكيم مسابقة أفلام الإمارات المخرج التونسي رضا الباهي. وضمتاللجنة الكاتب والمخرج البريطاني اليمني بدر بن حرصي والمخرج البحريني علي العلي والممثلة العراقية سهى سالم والمخرجة والممثلة السعودية الأمريكية عهد كامل.
 
ورأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة المخرج الهولندي الجزائري الحائز على جوائز عديدة كريم بشير طرايدية وتضمنت لجنة التحكيم المخرجة اللبنانية رانيا عطية والمدير الفني الإماراتي أحمد حسن أحمد والكاتب والمخرج البلجيكي فيليكس فان كرونينغن والمخرج والممثل المصري أحمد مجدي.

مسابقة أفلام الإمارات  
الفائزون بجوائز اللؤلؤة السوداء
الأفلام الروائية القصيرة
* الجائزة الأول "ضوء شاحب"، إخراج ياسر الياسري (الإمارات العربية المتحدة

لنضج التجربة السنمائية وامتلاكه صور مرئية معبرة.
الجائزة الثانية   "أصغر من السماء"، إخراج عبدالله حسن أحمد من الإمارات العربية المتحدة.
التماسك الدرامي للزمن (لحظة موت) وتناسب المعالجة الفنية مع متطلبات القصة.
* جائزة لجنة التحكيم الخاصة: "الرحلة"، إخراج هنا مكي (الإمارات العربية المتحدة.
لمعالجتهالمرهفة للمصير الذاتي (للوافد) بأسلوب انشائي راق.
 
الأفلام الروائية القصيرة للطلاب
* الجائزة الأولى"عيب"، إنتاج هنا كاظم (الإمارات العربية المتحدة).
لجرأةبالموضوع والطرح.
* الجائزة الثانية "صبر الملح"، إخراج محمد ابراهيم محمد (البحرين).
لنجاحه في التعبير عنالمعاناة الانسانية لبائع الملح الكادح.
الجائزة الثالثة " تغيير ولكن"، إخراج حصة الشويهي، ريم الفلاحي (الإمارات العربية المتحدة).
يبشر هذا الفيلم بميلاد مخرجتين امتلكتا أدواتهما التعربية الفنية
الأفلام الوثاقئية القصيرة للطلاب
الجائزة الأولى: "يولد حلم في العينين"، إخراج عبير المرزوقي، عائشة العامري، خولة المعمري (الإمارات العربية المتحدة).
يعبر هذا الفيلم عن حالات في مخيمات اللاجئين الفلسطنيين بحس مرهف وبانشائية عالية.
* الجائزة الثانية"ظاهرة القمبوعة"، إخراج عبد الرحمن المدني (الإمارات العربية المتحدة).
يقدم هذا الفيلم نقدالظاهرة القمبوعة بأسلوب ساخر جميل.
الجائزة الثالثة"رفقا بالحب"  إخراج فاطمة إبراهيم مشربك (الإمارات العربية المتحدة).
طرح هذا الفيلم موضوعه (الحب) في المجتمع الإماراتي التقليدي بأسلوب حميمي مرهف.
أفضل فيلم إماراتي"يولد حلم في العينين"، إخراج عبير المرزوقي، عائشة العامري، خولة المعمري (الإمارات العربية المتحدة).
تألق هذا العمل بإخراجه مجموعة من المخرجين الإماراتيين
أفضل تصوير"ضوء دامس" من تصوير استين فان دير فكين
لتميزه في الإضاءة وادارة التصوير المحكمة.
أفضل سيناريو"أصغر من السماء"  من كتابة محمد حسن أحمد (الإمارات العربية المتحدة).
للحبكة الدرامية العالية والمتقنة
تنويه خاص:
"سمكة"، إخراج مايكل نجيب (الإمارات العربية المتحدة)
"أسطورة"، إخرج هاني كيشي (الإمارات العربية المتحدة)
أكاديمية نيويورك للأفلام، مرشحو جائزة صانعي الأفلام الصاعدون
* "التقسيم الأخير"، إخراج هناء كاظم (الإمارات العربية المتحدة).
*   "الأطفال"، إخراج محمد فكري (الإمارات العربية المتحدة)
*  "المتنازلة"، إخراج مرام عاشور (الإمارات العربية المتحدة)
* "قطط"، إخراج مروان الحمادي (الإمارات العربية المتحدة)
"كفى"، إخراج عائشة الحمادي (الإمارات العربية المتحدة)

مسابقة الأفلام القصيرة
الفائزون بجوائز اللؤلؤة السوداء
جائزة أفضل فيلم روائي"9 لقاحات"، إخراج ايار سعيد (الأرجنتين)
جائزة أفضل فيلم وثائقي "الابتسامة المخيفة"، إخراج فنتورة دورال (اسبانيا)
جائزة أفضل فيلم تحريك: "جمال"، من إخراج بارك جي يون (كوريا الجنوبية). 
جائزة أفضل فيلم تحريك:  "طولي"، إخراج أمير أدموني (البرازيل)
جائزة أفضل فيلم من العالم العربي"الجزيرة"، إخراج أمين سيدي بومدين (الجزائر)
جائزة أفضل منتج:  تيل نواك، "مشروع الطرد المركزي للدماغ" (ألمانيا)
جائزة أفضل منتج من العالم العربي:  ياسين بو عزيز، فيصل حموم، "الجزيرة" من الجزائر.

الأحد، أكتوبر 14، 2012

مختارات إبزيس : حوارمع الروائي محمد ناجي في باريس أجراه محمد حربي



محمد ناجي في باريس تصوير صلاح هاشم

غرافيتي على الحيطان تصوير صلاح هاشم



شاعر الرواية
 محمد ناجي
  يطرح رؤيته للمشهد السياسي
 في مصر

حاوره محمد حربي


بسبب الشاعرية التى تختفي وراء أقنعة الحكى فى رواياته خلع عليه الروائي الكبير علاء الديب وصف "شاعر الرواية" وربما هذا ما اغراه عندما هاجمه المرض أن يعود الى سيرته الأولى عندما كان شاعرا يكتب القصيدة قبل حرب اكتوبر وقبل ان تختطفه الرواية بسبب خافية قمر وفى كتابه تسابيح للنسيان لامس محمد ناجى - الذى يخضع حاليا لعلاج فى احد مستشفيات باريس بعدما اجريت له عملية زرع كبد - الشعر ربما لأن الشعر تميمة ضد الألم ولكن الروائى ما أن استراح قليلا حتى عاود الحكى وكتب رواية وبدأ فى الأخرى وأفرغ جعبته من النثر المشعور - كما يسميه فى كتاب ثالث هو "ذاكرة النسيان" يقول أنه تتمة لكتاب التسابيح، محمد ناجى قبيل ساعات فقط من دخول غرفة العمليات كان معى فى هذا الحوار على الإيميل وكتب شهادته فى المشهد السياسي والثقافي المصري برؤية الروائي وواقعية الصحافي.
- كيف تعايش غربتي المرض والسفر؟
أدرك أنني لست المريض الوحيد فى العالم، فهناك من يعانون أضعاف ما أعانى ولا يجدون فرصة للعلاج، وأعرف أن فى الحياة محنا تتضاءل أمامها عذابات المرض، وأرى أن المحنة قد تكون درسا بليغا وفرصة لتأمل الحياة والمصائر بشكل أعمق وأصدق. أنا أعايش متاعبي، وأحاول أن استغل الوقت المتاح فى القراءة والكتابة وتطهير النفس. ولا أخفيك أن محبة أصدقائي تؤنسنى كثيرا. 
وها أنا أتابع العلاج فى فرنسا، بعد أن أجريت لى عملية زرع كبد نتجت عنها تعقيدات أولها انسداد متكرر فى القناة المرارية يستدعى كل مرة تركيب دعامة بالقسطرة وثانيها قصور وظائف الكلى نتيجة جرعات الأدوية الكبيرة لتثبيت الكبد وثالثها وجود فتق بالبطن مكان العملية. أما عن موعد عودتى فذلك متروك للأطباء، الذين طلبوا أن أكون تحت تصرفهم حتى نهاية العام. 
- كيف تقرأ المشهد السياسي المرتبك فى مصر بعد ثورة يناير؟. وأي الأسئلة المطروحة الآن تستحق التوقف أمامها؟
أظن أن المشهد ليس مربكا، بل إن الارتباك موجود فى رؤى النخب السياسية وتعاملها مع الواقع. فلو نظرنا إلى ما تحقق بعد انطلاقة يناير الثورية لوجدنا الكثير: تم انهاء نظام يوليو، وجرت انتخابات رئاسية بعيدا عن أى ضغوط سلطوية قمعية، وتمت الانتخابات البرلمانية بحرية نسبية رغم ما شابها من ارتباكات قانونية وتوظيف لرأس المال والدين، وانطلقت طاقات الشباب لتنتزع مساحة أكبر للتعبير من خلال تكوين الأحزاب وتنظيم المظاهرات والاعتصامات والإضرابات. 
طبعا هناك أهداف مهمة لم تتحقق ولم يتبلور نهج لإنجازها، منها العدالة الاجتماعية، وتحديد الإنحيازات الطبقية، وإعادة رسم السياسات تجاه الأمن القومي وقضايا المنطقة، ووضع سياسات اقتصادية تضمن تحرير الإرادة المصرية من الضغوط الإقليمية والدولية. يضاف إلى ذلك صياغة تصورات واضحة تضمن عدم إعادة إنتاج منظومة الفساد المالي والإداري. 
الشق الذي تحقق يمكن أن نعتبره "بنية أساسية" تمهد الطريق لتحقيق البقية، لكن حجم الإنجاز سيظل مرهونا بنضج القوى السياسية وتفاعلها مع حقائق الواقع، وبتبلور معارضة توحدها الرؤى والبرامج. 
لكننى ألاحظ بأسى أن الحكم والمعارضة فى حالة خصام لا حوار، وأن الصراع بينهما يجرى عبر تعبئة شعبوية حول شعارات وليس حول خطط وبرامج، وأن الإعلام الحكومي والخاص والمستقل يغذى حالة الخصام بتتبع زلات الكلام هنا أو هناك، وإثارة قضايا صغيرة تغطى بضجيجها على القضايا الجوهرية. وألاحظ أيضا اختلاط الحابل بالنابل فى الشارع السياسي مما يعطى لأعداء المطالب الثورية وحراس الفساد القديم فرصة لبلبلة الناس وخلط الشعارات.

محمد ناجي في باريس تصوير صلاح هاشم

- ماذا تعنى بإنهاء نظام يوليو؟ وكيف تفسر رفع الشباب فى الثورة لصور عبدالناصر؟
نظام يوليو معروف: مفتتح قصير لمحمد نجيب، ثم عبدالناصر والسادات ومبارك. وبعيدا عن حسابات الإنجازات والسلبيات قام النظام على رئيس عسكري تتجدد رئاسته بالاستفتاء، فيما عدا انتخابات مبارك الهزلية. وحزب واحد يديره الرئيس، ويتشكل منه البرلمان والمحليات، وإن تم تجميل الصورة بعد ذلك بأحزاب رضيت أو أجبرت على أن يكون دورها ديكوريا. وانتخابات تصوغ نتائجها أجهزة الإدارة والشرطة. 
النظام واحد، لكن الآدء اختلف من رئيس لآخر. وكان لكل واحد منهم رهان، وكل رهان أسفر عن نتائج حسب طريقة مواجهة التحديات: 
- عبدالناصر. طموح لتحرير الإرادة وتحقيق مستقبل أفضل، انحشر فى مأزق النكسة. 
- السادات. خروج من المأزق العسكري، انتهى بمآزق أخرى فى السياسة والاقتصاد والأمن القومي. 
- مبارك. تفادى المآزق بشكل أسفر عن شلل فى الحراك السياسي والإدراى والفكري والإبداعي. 
الثلاثة لم تكن لهم اختيارات أيديولوجية، وإنما برامج عملية يتم ترتيبها وفق أولويات داخلية. 
الشباب رفعوا صور عبدالناصر فى الميدان لأنه يمثل رمزا لمعانٍ افتقدوها فى عهد مبارك: التحدى والإصرار، الطموح. وبعيدا عن الحديث عن السلبيات والعثرات سيظل عبدالناصر رمزا لأشياء يحبها المصريون. وهل يستطيع أحد أن يتجاهل معنى أن يخرج الناس ليهتفوا له وهو مهزوم عام 67؟
- لماذا تستخدم تعبير انطلاقة يناير الثورية؟ وهل تعنى أننا كتبنا مطلع القصيدة أما الرواية فلم تكتب بعد؟ هل سنكتب ملحمة الثورة أم سنقف عند حدود الأغنية؟ 
أرى أن ما حدث هو مجرد "انطلاقة" أما الثورة فما زالت رؤاها قيد التبلور فى الحوار السياسي والمجتمعي. واكتمال الثورة لا يكون إلا بتحقيق أهدافها، أو على الأقل ببلورة رؤية ممنهجة لها ووضع آليات لتنفيذها. مطالب النخب المعارضة قبل الثورة ركزت على إفشال مخطط التوريث، وتداول الرئاسة، وكف يد الأجهزة القمعية عن تزييف إرادة الناس فى الانتخابات التشريعية، وقد تحقق ذلك. 
أما الجماهير التى خرجت إلى الشوارع فى 25 يناير فكانت لها مطالب إضافية أهمها العدالة الإجتماعية وهو فى رأيى المطلب الأساسى، وتحقيقه هو الثمرة الحقيقية لشجرة الثورة، وبدونه نكون قد زرعنا وروينا "شجرة زينة" لا ثمار لها. وتحقيقه يتطلب إعادة رسم السياسات الداخلية والإقليمية والدولية وفق خطة متكامه. 
و تحقيق المطالب مرهون بوضوح رؤى القوى السياسية، وفاعليتها، وقابليتها للتحاور، وقدرتها على مواجهة بقايا النظام القديم المتجذرة فى عالم المال ومؤسسات الدولة. 
- كيف تقرأ المشهد الثقافى فى مصر حاليا ونضال المثقفين فى الدفاع عن مدنية الدولة؟ 
نضال المثقفين هو فى النهاية جزء من النضال العام، فالمشهد الثقافي لا ينعزل عما يدور حوله، وهو دائما جزء من النسق العام السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وطبيعى بل وحتمي أن يهب المثقفون للدفاع عن مدنية الدولة باعتبارها ركنا أساسيا فى النضال العام فى هذه المرحلة، وباعتبارها أيضا ضمانا لحرية الفكر والإبداع. 
- وهل تابعت الإبداع المصري عن ثورة يناير؟
لم أتابع بشكل جيد الإصدارات الجديدة، بحكم صعوبة الحصول عليها فى فرنسا. لكنني أتابع بدأب من خلال الانترنت الفعاليات الشعرية والغنائية والتشكيلية التى نزلت إلى الشارع والتحمت بالمطالب الثورية، مثل احتفاليات الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد، ونشاطات فرقة اسكندريلا والفنانين أحمد إسماعيل وحازم شاهين، ورسوم الجرافيتي. أتابع هذه الفعاليات بفرح، وأرى أنها تمثل نقلة نوعية مهمة نحو تفعيل دور الإبداع وإطلاقه من سجون الكتب والندوات والمعارض الضيقة إلى فضاء الشارع المصري. 
- يرى بعض المثقفين إن وصول الإسلاميين الى الحكم يقلص مساحات الحرية والتفكير، كيف ترى ذلك؟
الإسلاميون لم يتمكنوا من الوصول للحكم إلا بفضل مساحة الحرية التى أتاحتها انطلاقة يناير الثورية، وأتصور أن الحفاظ على هذه الحرية هو ضمان لهم قبل أن يكون ضمانا لغيرهم من أطياف العمل السياسي. وأى قفز على هذه الحقيقة من جانبهم سيكون نوعا من الغباء السياسي المدمر للبلد. 
أما بخصوص تعاملهم مع حرية الفكر والإبداع خلال وجودهم بالحكم فلابد أن تنتج عنه بعض المشاكل لأن لهم تصورات خاصة حول حدود تلك الحرية ولهم جمهور واسع يتحيز لتلك التصورات. لكن علينا أن نعى أن التاريخ لا يمضى هكذا إلى النهاية، وتفاعلات الفكر والابداع تفرض نفسها على مساراته، ففى ظل دول وإمبراطوريات إسلامية كان هناك شعراء ومفكرون لا تتوافق أفكارهم مع قناعات الحكام، بل كان بعضهم مقربين من البلاط أو عاملين فيه مثل ابونواس، وابن الرازى الطبيب صاحب الرسائل الفلسفية المعروفة بمخالفتها للتصورات الاسلامية.
- يمر المجتمع المصري الآن بتحولات عميقة فى البنى الاجتماعية تتعرض فيه الطبقة الوسطى للتفكك، وهى الطبقة التى تحافظ على قيم المجتمع وأمدت الرواية العربية بمواضيعها. فهل ستتحول الرواية الى الهامش للبقاء فى المشهد الإبداعي؟. 
اسمح لى أن أقول أننى اهتممت منذ روايتى الأولى بمشاكل الطبقة الوسطى وهمومها وانكساراتها وانهياراتها، وأرى إن تحولاتها لم تبدأ بعد انطلاقة يناير الثورية، وإنما منذ أربعين عاما، فمع "سداح مداح" الانفتاح سقطت شرائح منها من قاع الطبقة، وهددتها ظروف معيشية بالغة القسوة، ولاعبها النظام بسياسة "العصا والجزرة. انخرط البعض فى منظومة الفساد، ورضى بدور المسوق الإعلاني لسياسات النظام، وهاجر البعض، وبحث البعض عن حلول شخصية فى هامش "البيزنس". 
مصر نزفت عرق سواعدها وعصارة فكرها خارج الحدود على مدى أربعين سنة، وعاملت البشر المصريين باعتبارهم عبئا أو سلعة زائدة عن الحاجة تسعى لتصديرها، وتستورد بتحويلاتهم الدولارين اللحوم المجمدة. 
طبعا لا أستطيع أن أتجاهل نضالات بعض أفراد الطبقة الوسطى من خلال النقابات المهنية والحركات المستقلة والتى مهدت لانطلاقة يناير، وبعد الانطلاقة بدأت شرائح الطبقة الوسطى كلها تستنهض همتها لتستعيد دورها، لكنها ما زالت مسكونة ببعض شوائب الفترة السابقة. 
أما عن آفاق الرواية فلابد أن مساراتها ستكون غير الأمس، فالأحداث الجارية ستفرض الاهتمام بموضوعات وشخصيات وأفكار تختلف عما سبق، ولابد للروائى أن يبحث عن أشكال وآليات للسرد تناسب موضوعه الجديد 
- هل لا تزال الكتابة حرفة قلق لا تمرد كما قلت ذات يوم؟ أم أن الثورة ستدفع الكتابة الى معايشة التمرد؟
ستظل الكتابة عندى "صنعة قلق"، بمعنى إعادة فحص القناعات المستقرة على ضوء المعطيات المستجدة والأحلام المتجددة. ليست فاعلية المبدع فى أن يرضى أو يصفق، ولا فى أن يكون مكملا غذائيا لسلطة حاكمة أو لاتجاه سياسي، وإلا أصبح دوره إعلاميا لا ثقافيا. دوره الحقيقي أن يسكن المساحة التى لم تتحقق من الحلم، وأن ينبه ويحذر. هذا القلق الخلاق هو الذى يقود فى النهاية الى التمرد الخلاق إذا اقتضت الضرورة ذلك.
- فى روايتك "ليلة سفر" تعرضت لموضوع العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وإذا تجاوزنا شخوص الراوية ورمزيتها، كيف ترى العلاقة الآن بين المسلمين والمسيحيين؟ 
فى الدولة المدنية لا يوجد مسلم ومسيحي، وإنما "مواطن مصري" أيا كان دينه ومذهبه، ومحاولات أشعال الفتنة الطائفية هى أخطر ما يهدد الدولة المدنية وأمن البلد ومستقبله. وأظن أن الفيلم الأخير عن الرسول كان يستهدف ذلك وفى مصر تحديدا.
الفيلم كان اختبارا لصلابة التكوين المصرى، وجاءت النتيجة مثيرة للتفاؤل، فكان موقف الكنيسة وأقطابها رائعا، ورد فعل المسلمين فى عمومه متزنا ومتفهما للمسئولية، فيما عدا بعض التجاوزات الفردية - مثل تمزيق الإنجيل - والتى يجب محاسبة مرتكبيها قضائيا. 
محاولات بث الفتنة مدمرة طبعا، لكننى لا أميل إلى وصفها بالزلزال، فهى ليست عنصرا أصيلا فى التكوين الطبيعى المصرى، وإنما هى أشبه بتفجير نووى معادى يأتى غالبا من خارج الحدود. 
- فى كتابك الاخير "تسابيح للنسيان" تحول إلى الشعرية، هل هو الشعر يندهنا فى ساعات التعب؟. أم هى الشاعرية التى تسكن تحت جلد الحكى فى رواياتك؟ ولماذا الاصرار على تسمية الكتاب نثرا مشعورا وليس قصيدة نثر؟
لا يشغلنى أمر تصنيف الكتاب، فتلك وظيفة النقاد. يهمنى فقط أن يكون ما أكتبه جميلا. ولهذ الكتاب ظرف خاص، إذ كتبته فى فترة احتدام المرض، وضمنته تأملاتى فى الحياة والموت والأقدار والمصائر والزيف والصدق والقوة والضعف، ولأن الموضوع عاطفى وذو شجن خاص فقطعت سطور الكتاب على نحو شعرى، لتساعد الوقفات والسكتات على تأمل المعانى. 
هل كان ما كتبته نثرا أم شعرا؟. ذلك أمر يخص النقاد. وأذكر أن الناقد والأديب الدكتور أحمد الخميسى وصفه بأنه كتاب "توافرت فيه خبرة الشعر وخبرة الرواية"، بينما قال المفكر و"الناقد المتخفى" نبيل عبدالفتاح أنه "متتالية سردية شعرية فى نشيد ملحمي". 
أما اطلاقى تسمية "نثر مشعور" عليه فكان من باب الدعابة، وهربا من التورط فى النقاش الدائر حول قصيدة النثر وإذا سألتنى ما هو الشعر سأقول لك: "لا أعرف". 
- كيف لا تعرف وقد بدأت شاعرا قبل ان تخطفك الرواية؟
دعنى أتذكر معك الحكاية من أولها. 
سكننى الإيقاع مبكرا، واكتشفت منذ طفولتي قدرتي على النظم. ربما نما فى ذلك مع سماع أخوتى الكبار وهم يرددون أناشيدهم وقصائدهم المدرسية ليحفظوها. تنبهت لذلك أختى فاطمة رحمها الله، وساعدتني وأنا فى الصف الثاني الابتدائي على نظم قطعتين زجليتين، الأولى عن جمال "عبدالناصر" منقذ الأوطان، والثانية عن الأم التى حملتنى فى بطنها. أظن أنها كتبت أغلب السطور، لكنها ظلت فى ذاكرتي مجرد مساعدة، أنا المؤلف. 
قدمت المقطوعتين إلى مدرسي، الذى سحبني من يدى وقدمني بلطف إلى ناظر المدرسة. كان الناظر زجالا موهوبا يشهد له الناس. وكان لا يخجل من موهبته، بل يباهى بها ويستعرضها بطيبة وظرف، يتوقف فى الشارع أمام مقهى أو متجر ليعلق بالزجل على مشهد رآه، أو يداعب رجلا بفكاهة زجلية. تصرفات لا تناسب وضعه كناظر مدرسة، لكن ذلك لم يقلل من هيبته. كان الجميع يعاملونه باحترام ويطلبون مداعباته، وكانو يلقبونه "السمباتيك المحبوب"، ولا أعرف معنى ذلك. 
المهم، فرح بى حضرة الناظر، "السمباتيك المحبوب السيد أمين أيوب". أجلسني على كرسي، وأعاد تقويم القطعتين بصوت عال. أظن أنه حذف وأضاف الكثير، لكنه ظل فى ذاكرتي مجرد مساعد، أنا المؤلف. 
قدمت المقطوعتين بعد ذلك فى حفل مدرسي كبير، وشاركت فى تمثيلية لعبت فيها دور مصر بشكل رمزى، وهى تحمل شعلة الحرية وسط ضباطها الثوار. 
فى المرحلتين الإعدادية والثانوية أصبحت خطيب المدرسة وشاعرها، لا يفوتني منبر طابور الصباح يوما. ما زلت أحتفظ بأشعاري فى تلك الفترة، فيها غزليات لحبيبات وهميات وقصائد مناسبات. كلها تجارب مصطنعة، لكنها منظومة بشكل جيد وتراعى قواعد العروض والقافية. وفى تلك الفترة بدأت كتابة القصة والرواية، ومازلت أحتفظ برواية عنوانها "ابن الخادمة" كتبتها بخطى "المنعكش"فى ثالثة إعدادي. 
فى نها ية المرحلة الثانوية تعرفت على أشعار السياب وعبدالصبور والبياتى وحجازي وغيرهم من أقطاب شعر التفعيلة، ومع انتقالي للجامعة فى القاهرة انفتحت أمامى آفاق ثقافية أرحب وكتبت قصائد تخصني، لا اصطناع فيها ولا محاذاة لأى شاعر آخر حتى من المحدثين. 
بعد النكسة التى وافقت عامى الثالث فى الجامعة، أصبحت قصائدي أكثر انشغالا بالهم العام، وحين دخلت الخدمة العسكرية أصبحت أكثر اهتماما بالبشر الواقع المعقد الذى أعقب حرب أكتوبر التحريرية أنضج إحساسي بالدراما، فكتبت مسرحية شعرية بعنوان "ليلة الملك"، ولم أنشرها. وخطوة بعد خطوة اصطادتني الرواية. 
- يقول بعض النقاد ان المبدع يكتب نصا واحدا طوال حياته، وما الروايات الكثيرة او الدواوين إلا تنويعات على لحن وحيد. هل تؤمن بهذه المقولة؟
دعنى أتعامل مع هذه المقولة من منطلق أن الكاتب تكوين خاص متفاعل مع واقع اجتماعى ووقائع زمان ومكان محددين. هذه المعادلة بين البيولوجى والاجتماعى والوقائعى هى التى تنتج الكاتب وتشكل اهتماته. تتعدد خبرات الكاتب على مدى العمر، وتتبدل أحاسيسه واهتماماته وأفكاره لكنه يظل نفس التكوين، وكتاباته المتعددة هى نبض مسارات هذ التكوين. 
من هنا أميل للموافقة على أن أعمال الكاتب الواحد هى جدارية ضخمة، وأن أعماله المتعددة المذاقات والأشكال والأساليب تفاصيل فى تلك الجدارية. هنا البطن، وهناك العين، والغريزة، والوردة التى يشمها. لكل تفصيلة تكوين، كما أن لكل كتاب مذاق، لكن اللوحة تتكامل بكل تفاصيلها. 
- استفدت من عملك الصحافى فى بنية الرواية، ولكن العمل الصحافى التهم أوقاتا كثيرة كان ممكنا ان تخصص للحكى والشعر. كيف ترى علاقة الصحافة بعملك الابداعي؟
أعتقد أن الصحافة أفادتنى كثيرا، فهى مهنة تضعك فى بؤرة الحياة، تجبرك على متابعة الأحداث بتركيز شديد، فتقرأ وتدرس وتحلل. 
وقد أحدث ذلك عندى توازنا بين الإنغماس فى الواقع، وبين تأملات الفكر ذات الطابع الفلسفى المجرد وتهويمات الخيال. ولا تنسى أن الصحافة هى فى النهاية كتابة وقدرة على توصيل المعانى بدقة وبأقل عدد من الكلمات. لكننى كنت طوال الوقت حريصا على ألا تجذبنى أضواؤها بعيدا عن اهتماماتى الأدبية، أو تتلف لغتى الأدبية بلغتها المباشرة، أو تشغلنى بطبيعتها العملية عن حسى التأملى.
 

الثورة مستمرة كتابة على الجدران تصوير صلاح هاشم



عن الأهرام . الملحق الثقافي. بتاريخ 14 اكتوبر 2012

السبت، أكتوبر 13، 2012

عن تلك " العين " التي تشبه مصر، و " الشفافية " المطلوبة على سكة التغيير بقلم صلاح هاشم


نظرة خاصة يكتبها
صلاح هاشم



أم كلثوم في ملصق فيلم " صوت يشبه مصر " لميشال جولدمان تصوير كمال عبد العزيز
   
 عن تلك العين التي  تشبه مصر 
و " الشفافية " المطلوبة على سكة التغيير
                                               

                                                 بقلم

                                            صلاح هاشم


* معظم مهرجانات السينما في مصر والعالم العربي هي مجرد " حفلات " حكومية رسمية إستعراضية تحتقر الثقافة والمثقفين، ومكان الجمهور فيها على الرصيف وهو يرفع لافتات الاحتجاج كما حدث في مهرجان " ساعة لقلبك " الفضائحي المعروف بمهرجان الاسكندرية السينمائي..
*  لولا حضور عيني المصور السينمائي الكبير كمال عبد العزيز في فيلم " أم كلثوم صوت يشبه مصر " لما كان  له أن يحقق هذا الـ " كمال " الفني البديع الذي حققه ليصبح في التو  قطعة من أفئدتنا وذاكرتنا..



لم أكن التقيت مدير التصوير كمال عبد العزيز أبدا من قبل، لكني قبل أن أتعرف عليه شخصيا، هذا الفنان المصري الأصيل والتقيه في مهرجان الاسماعيلية المنصرم، كنت تعرفت عليه من خلال عمله وفنه، وعينه الفذة التي يري بها العالم، وبخاصة في فيلم " أم كلثوم صوت يشبه مصر " الوثائقي من اخراج الامريكية ميشال جولدمان وتصوير كمال عبد العزيز، وأعجبت بالفيلم كثيرا جدا، وصفقت له طويلا بعد أن شاهدته في عرض خاص في سينما " كريم " وسط البلد في صحبة مجموعة من فقهاء السينما ومبدعيها الكبار من ضمنهم الاستاذ محفوظ عبد الرحمن والأستاذ أحمد الحضري ود.صبحي شفيق والاستاذ يعقوب وهبي وكان الفيلم يعرض آنذاك في إطارأحدي دورات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وكنت وصلت الى المهرجان من باريس متأخرا، وسعدت بهذا العرض الاستثنائي أيما سعادة،ليس فقط بسبب عشقي لكوكب الشرق أم كلثوم وكل أغنياتها وتراثها الفني العريق، بل بسبب الكلية الفنية الشمولية للفيلم بكل عناصره
والمتعة التي يحققها للمشاهد، وتلك الصورة الشامخة التي تترسخ لقامة أم كلثوم بكل تلك القيم التي تمثلتها في حياتنا، وأصبحت تجري مع الدم في عروق كل فنان ومبدع مصري أصيل، والمصريون أصلهم مبدعون وفنانون بالفطرة

وأعتبر هذا الفيلم ومن دون مبالغة أو إطالة بمثابة " وثيقة " بصرية فائقة الأهمية لذاكرة أم كلثوم وتطور فن الغناء في مصر، وهي وثيقة تتوهج باشتغالات عين الفنان المصور كمال عبد العزيز على الضوء في مصر بكل امتداداته في الريف والمدينة والحضر، للامساك بتجليات البهجة في ذلك الاحتفال بالحياةالذي تدور عجلته 24 ساعة في اليوم، ضد اندثار الحياة والفناء والعدم

ولذلك عندما انتهى الفيلم سألت عن من هو هذا الكمال عبد العزيز الشاب المصور الذي لم أسمع بإسمه من قبل، وقلت هذا هو المصور الذي أحتاجه للعمل معي في تصوير كل الأفلام الوثائقية عن مصر التي كنت ومازلت أحلم بإخراجها وعرفت ان كمال هو ايضا مصور فيلم " سوبر ماركت " لمخرجنا المصري الكبير محمد خان ، وتحققت في ان ذلك المصور الفذ وعينه المصرية السحرية الأصيبة قد ولد نجما، وقد استطاع أن يضع ومنذ أول أعماله الروائية بصمته ويحقق لذاته " شخصيته "

ولولا حضور عينه الفذة في الفيلم لما كان يمكن لفيلم " أم كلثوم صوت يشبه مصر " أن يحقق هذا الـ " كمال " الفني " البديع " الذي حققه لينال استحسان كل من شاهده ، وليصبح في التو قطعة من افئدتنا وذاكرتنا ..

ثم شاءت الظروف أن أتعرف من خلال المخرج الصديق مجدي أحمد علي " يادنيا يا غرامي " على كمال عبد العزيز في مهرجان الاسماعيلية، وطوال الفترة التي قضيتها في المهرجان، كانت جل أحاديثنا تدورحول أحلامنا وطموحاتنا كمبدعين وسينمائيين وبخاصة بعد الثورة على سكة تطوير تطوير فن السينما في بلادنا ، والوعى بأهمية السبنما كأداة للنفكير في مشاكل ومتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية، وعرفت من كمال أنه أخرج فيلما وثائقيا مهما بعنوان " حريق الأوبرا "  يؤرخ في رأيه لعملية هدم بنيان وتخريب الثقافة في مصر



الفنان المصور كمال عبد العزيز رئيس المركز القومي للسينما حاليا


وتحدثنا بشأن تلك المهرجانات السينمائية التي تقام في بلادنا، فحدثته عن الطريقة التي تنظم بها المهرجانات في فرنسا وغالبا ما تؤسس نتيجة لمبادرات فردية يقوم بها النقاد من أصحاب الثقافة السينمائية الموسوعية، وتكون نتيجة  معاشرة وتمرس طويلين بالمهرجانات السينمائية ومتابعتها وحضورها والكتابة عنها

في حين أن معظم تلك المهرجانات التي تقام في مصر أو خارجها في العالم العربي هي مجرد " حفلات " حكومية رسمية استعراضية تحتقر الثقافة والمثقفين،  وتتباهي دوما بالكثرة والكم  من الأفلام على حساب الكيف، وعروض أفلامها للأسف لا يحضرها أحد من الجمهور فمكانه الأثير يكون دوما على الرصيف، وهو يرفع لافتات الاحتجاج على اقامتها كما حدث في "مهرجان ساعة لقلبك" الفضائحي الأخير، وأعني به مهرجان الأسكندرية السينمائي عروس الثغر

وعلى العكس من المهرجانات السينمائية الحقيقية التي حضرناها وشاركنا شخصيا أحيانا في تنظيمها والإعداد لها في الخارج ( مثل المشاركة في مهرجان لاروشيل السينمائي في فرنسا من خلال تنظيم احتفالية تكريمية بسينما صلاح أبو سيف عام 1992 و لجان تحكيم المهرجانات الكبري مثل  مهرجان " كان " في فرنسا ومهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية ومهرجان الفيلم الفني في سلوفاكيا وغيرها) التي تنتهج مبدأ " الشفافية " في تقاريرها الحسابية الختامية، من حيث الكشف عن ميزانية المهرجان، وتبيان كيف انفقت وصرفت، كما تعرف بأعداد الجمهور التي توافدت على المهرجان، وتوزعها للنشر في الصحف السيارة والاذاعات المحلية ووكالات الأنباء الدولية..

وهي معلومات تكون جاهزة وتكون بمثابة " كشف حساب " للمهرجان وفي متناول أي صحفي يطلبها .. في الخارج، وهذا شييء لايمكن توقع حدوثه في مصر بالطبع أو خارجها، لأن تلك تقارير تكون في بلادنا مثل  "أسرار دولة " و " سرية للغاية " ومن يجرؤ على طلبها، ترفع في وجهه الغدارات، وتوجه الى صدره البنادق، ويسأل طيب يا اخي وانت مالك ! عايزها ليه ؟ ، أما انت حشري بجد !!.

لكن ما أحوجنا وبخاصة بعد ثورة يناير 2011 وتلك الظروف والأزمات المالية والنفسانية العصيبة التي تمر بها البلاد وهي تكاد أن تقف على حافة الإفلاس
ما أحوجنا في مصر الى مهرجانات سينمائية حقيقية يتركز همها الأساسي في تربية  وتأسيس جمهور تحت أي مسمى مثل " جمعية أصدقاء مهرجان  كذا وكيت " ولاتكون فقط جمعية للمنتفعين و محاسيب فلان وعلان رئيس أو مدير مهرجان كذا وكيت، حيث أن تلك جمعيات تستطيع ومن منطلق تأسيس مهرجانات سينمائية حقيقية، تستطيع ان تكون " البذرة " الحقيقية لتأسيس وخلق " جمهور " لأي مهرجان من أجل نشر الثقافة السينمائية، وثقافة " الوعي " بمفهومها الشامل، واعتماد مبدأ  " الشفافية " و " الصراحة " في حياتنا،على سكة " التغيير " في مجتمعاتنا الجديدة..

صلاح هاشم




                                          عن جريدة " نهضة مصر " بتاريخ 7 اكتوبر 2012



  صورة المقال في جريدة " نهضة مصر "