الأحد، مايو 26، 2013

من سيفوز الليلة بسعفة " كان " 66 الذهبية ؟ بقلم صلاح هاشم


فيلم الجمال الكبير لباولو سارانتينو
أصغر فرهادي


                      من سيفوز الليلة بسعفة " كان " 66  الذهبية  ؟

                     
            سبيلبيرج امبراطور أم خيال مآتة  ؟

                                   
            
سحاقية تمارس الحب مع مراهقة ، قضية أجل،  لكنها تهم الفرنسيين وحدهم

لقطة من فيلم صغيرة وجميلة

كان . فرنسا . من صلاح هاشم

تجري الاستعدادات حاليا للأعلان عن جوائز مهرجان " كان " السينمائي الدولي في حفل يقام في قاعة ديبوسي في قصر المهرجان الساعة السابعة مساء اليوم، ولسوف نتأكد عندئذ فقط  اذا كان "امبراطور المهرجان" ستيفن سبيلبيرغ كما أطلقوا عليه  هنا امبراطورا بجد وعن حق ، ولم يخضع للضغوطات الفرنسية لمنح جائزة السعفة الذهبية  لفيلم فرنسي معين، إتفق معظم النقاد الفرنسيين انه " تحفة " سينمائية ، ولن يجود الزمان بمثلها، ونعني به فيلم " حياة عادل " للفرنسي من أصل تونسي عبد الطيف كشيش، ولسنا معهم في ذلك بالطبع..
 أو اذا كان سبيلبيرغ  مجرد خيال مآتة و " دمية " تشتغل لحساب جيل جاكوب وتيري فريمو والدبلوماسية الفرنسية التي يهمها بالطبع أن يفوز فيلم  عبد الكشيش لتحقيق مصالح سياسية معينة لليسار الاشتراكي الحاكم. .


                     سحاقية تمارس الحب مع مراهقة هل هذه قضية ؟


فيلم " حياة عادل " LA VIE D ADELE واسمه بالانجليزي " الأزرق هو أكثر الألوان  دفئا "  يحكي عن علاقة حب بين فتاة عمرها 17 سنة تقع في حب  بنت سحاقية تصبغ شعرها باللون الأزرق وتدرس في كلية الفنون الجميلة لتتخرج وتصبح فنانة رسامة، ويحكي الفيلم بالتفاصيل المملة عن تلك العلاقة، وتطورها وتفاصيلها وتعقيداتها، ويكشف عن مجتمع فرنسي منقسم على نفسه بخصوص  حق الزواج، والحرية الجنسية  المثلية، ويجعلنا نغرق في مشاهد الحب بين الفتاتين وهى المرة الاولى ربما التي تفرد فيها السينما الفرنسية فيلما بأكمله  لعلاقة حب " سحاقية " وترينا كيف تمارس سحاقية الحب مع سحاقية او غير سحاقية في  الفراش وفي جميع الأوضاع  وبشكل مبالغ فيه وبتطويل ممل ومتكرر، وممارسة الحب سبيل الى النضج ربما والى الانفتاح على العالم وكل العوالم، كما يكشف الفيلم عن تجربة تتكرس لنضج هذه الفتاة المراهقة التي ينتهي بها المطاف للعمل بالتدريس للصغار وانفصالها عن صديقتها وهو فيلم عن  هجران الحبيب والوحدة ، وينتهي بعادل وهى تسير وتعطينا ظهرها، ولانعرف الى أين تسير ، وكيف ستواجه مصيرها في هذا العالم المملوء أخطاء




    أحببناه أجل  لكن  قليلا

فيلم كشيش يقدم بانوراما لتلك العلاقة بإيقاع بطيء ويأخذ راحته ووقته فيجعلنا نستعجل تقليب صفحات المشاهد بسبب ذلك الايقاع والاكثار من مشاهد الأكل وتناول الطعام والكلام أثناء المضغ، ثم المضغ أثناء الكلام ويجعلنا نفهم بصعوبة  ، فقد كدنا ننام في دفء القاعات  ونصرخ إن ياعبد الكشيش إرحمنا. بينما راحت سيول المطر تنهمر في الخارج وتكاد تغمر القصر بأكمله ، وكنا انتظرنا لفترة في الخارج تحت المطر،  وأعلنا العصيان المدني على ادارة المهرجان وفجأة تحول المنظر أمام  السلم الصاعد الى قاعة ديبوسي الى قطعة من التمرد مأخوذة عن ميدان التحرير في مصر وتعالى الصياح والصراخ اتركونا نصعد الى القاعة وننجو بجلدنا من المطر لكن لا أحد يسمع أو يلتفت لتوسلاتنا. غير انه في اليوم التالي أشاد النقاد الفرنسيون بالفيلم وكتبوا فيه " الملاحم " ، وقال أحدهم أنه كان قنبلة من المشاعر الملتهبة الجياشة التي  انفجرت أو تفجرت في كان، وقد بدا لي ان ثمة تواطؤ ومؤامرة وانا لا احب هذه الكلمة ، فلنقل كان ثمة اتفاق سري بين النقاد على التصويت للفيلم، ولم يمنح سوى ناقد واحد من جريدة الفيجارو الفيلم نقطة واحدة ، ومعناها أنه قد أحب الفيلم قليلا ، وليس – مثلنا – تماما أكثر من ذلك . فيلم " حياة عادل " لا يستحق جائزة السعفة الذهبية  وربما حصلت الممثلتان اللتان اضطلعتا ببطولة الفيلم على جائزة أحسن ممثلة في المسابقة اسوة بمنح  جائزة أحسن ممثل من قبل لفريق ومجموعة من الممثلين في فيلم "  أولاد البلد ، ليزانديجن، أو سكان البلد الأصليين  " للفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب ببطولة جماعية..
وأرشح الأفلام التالية -  المرتبة حسب درجة اعجابي بالفيلم -  للحصول على سعفة " كان " الذهبية :
فيلم الجمال الكبيرGREAT BEAUTY ل  للايطالي باولو سارانتينو. انه تحفة فيلينية خالصة تقدم استكشافا للحاضر الايطالي من خلال طرح تساؤلات على الماضي وقد أتحفنا سارانتينو حتى الثمالة بفنه وسينماه وموسيقاه وهو
فيلم " لمسة خطيئة " A TOUCH OF SIN للصيني جيا زو زانجز . أهم فيلم سياسي قدمه المهرجان وهو يحكي عن الثمن الذي سوف تدفعه الصين وهى  تسير على نهج الدول الرأسمالية الاستهلاكية الغربية الكبري ، ويتكرس  الفيلم هكذا لمأساة انظمة الاقتصاد الحر وغربة الانسان الصيني في وطنه وهى غربة سوداء كئيبة و دموية تتكرس من خلال آليات العنف والنهب  والفسادوالاستغلال البشع للبشر..
فيلم " الماضي " THE PAST  للايراني أصغر فرهادي. تشريح للعواطف باي
وفيلم نبراسكا  للامريكي الكسندر بين
وأرشح مايكل دوجلاس للفوز بجائزة أحسن ممثل عن عن دوره في فيلم " الشمعدان الكبير " لستيفن سوديربرج. أداء رائع يتسامق فيه دوجلاس بتمثيله ومبروك له مقدما
كما ارشح فيلم " صغيرة وجميلة " للفرنسي فرانسوا أوزون للحصول على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في المهرجان
 فقد تميزت الافلام المذكورة بجودتها الفنية  الفائقة وبها " سينما " أدهشتنا وبهرتنا، ولم نشعر ابدا بالملل او التباطؤ في  إيقاع في أي منها ، وكما يقول المخرج الاسباني العظيم لوي بونويل أنه تستطيع أن تغفر أي شييء لأي فيلم إلا أن يكون مملا ، بل لقد شعرنا في تلك الأفلام بأنها سوف تزداد جمالا اذا شاهدناها مرة ثانية ، بل ولسوف نتذوقها يقينا بشكل أفضل ويزداد إحساسنا بجمالها فنيا وسينمائيا وإنسانيا ونعجب بها أكثر وأكثر، وهى قيم ضمن جملة اعتبارات نضعها في مقدمة مقايسنا في الحكم على الأفلام ، قيمتها ونفعها وجدواها ، وقدرتها على أن تقربنا أكثر من إنسانيتنا ..

فيلم " عمر " للفلسطيني هاني أبو أسعد يفوز بجائزة في مهرجان " كان " السينمائي 66


لقطة من فيلم " عمر "
هاني أبو أسعد

فيلم " عمر " للفلسطيني هاني أبو أسعد يفوز بجائزة
 في مسابقة  أفلام  " نظرة خاصة " في مهرجان " كان " 66

كان. فرنسا . من صلاح هاشم

فاز فيلم " عمر " للمخرج الفلسطيني المتميز هاني أبو أسعد صاحب " الجنة الآن " بجائزة لجنة التحكيم الخاصة لتظاهرة " نظرة خاصة " اUN CERTAIN   REGARD  التي تعقد على هامش المسابقة الرسمية للمهرجان وتضم الأفلام التي لا تشارك في المسابقة الرسمية لكنها تأتي داخل قائمة الاختيار الرسمي للمهرجان الاوفشيال سيليكشن وعادة ماتضم أكثر من خمسين فيلما جديدا لم تعرض من قبل كل سنة من ضمن أكثر من ألف فيلم يستقبلها المهرجان كل عام ويختار من بينها مجموعة  أفلام القائمة الرسمية المذكورة ، وقد ضمت تظاهرة " نظرة خاصة "  لهذا العام 18 فيلما تمثل 15 بلدا وتضم 6 أفلام من الأعمال الأولى لمخرجيها( تدخل مسابقة الكاميرا الذهبية ) وافتتحت التظاهرة بفيلم " زابلينج رينج " أو " حلقة مجتمع المظاهر " للامريكية صوفيا كوبولا الذي لم يدخل المسابقة المخصصة لأفلام التظاهرة وعرض فقط في حفل الافتتاح، ةترأس لجنة تحكيم تظاهرة " نظرة خاصة " المخرج الدانمركي توماس ونتربرج وضمت اللجنة الممثلة زانج زيل من الصين ، والممثلة لودفين سينييه من فرنسا وليدا سنتياجو مديرة مهرجان ريو السينمائي في البرازيل والمنتج والمزع الاسباني انريك جونزاليس ، ووتوزعت جوائز لجنة التحكيم على الأفلام التالية :
 جائزة أفضل فيلم  : ذهبت الى فيلم " الصورة المفقودة " للمخرج ريت بانه من كمبوديا
جائزة لجنة التحكيم : فاز بها فيلم " عمر " للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد
جائزة أفضل موهبة : فاز بها في الفرنسي الآن جيرودي مخرج فيلم " غريب البحيرة " 
جائزة المستقبل : ذهبت للمخرج الامريكي الواعد ريان كوجلر مخرج فيلم " محطة فروت فيل "

السبت، مايو 25، 2013

جريجري فيلم إفريقي محتال وعبيط ولايشرّف مهرجان " كان " 66 أن يعرض في مسابقته. بقلم صلاح هاشم



            مهرجان " كان " 66 : الشاشة تمطر حكايات
                      " جريجري "  فيلم افريقي " محتال " وعبيط
                      يهبط بالسينما الافريقية الى الحضيض
                   ولايشرف  المهرجان أن يعرض في مسابقته






                         مهرجان " كان " 66 : الشاشة تمطر حكايات
                               
                  " جريجري "  فيلم افريقي " محتال " وعبيط
                    يهبط بالسينما الافريقية الى الحضيض
                ولايشرف  المهرجان أن يعرض في المسابقة


كان.فرنسا. من صلاح هاشم
يبرز من ضمن الأفلام ( 20 فيلما )التي شاركت في مسابقة مهرجان 55 الأفلام التالية" الماضي للايراني أصغر فرهادي و" نبراسكا " للامريكي مايكل باين و " حياة عادل" للفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف كشيش وغيرها التي حققت لنفسها حضورا قويا على مستوى التفاعل والتعاطف معها، فإما الوقوع في هواها والاعجاب بها بحيث انها تصبح في التو أكبرمنا، كما وقع لنا مع فيلم " الجمال الكبير " للايطالي بولو سارانتينو المشارك في المسابقة، ورشحناه للحصول على سعفة كان الذهبية، وكتبنا عنه بأستفاضة. وإما نبذها والقطيعة معها ،والرفض التام للفيلم، كما وقع لنا مع فيلم " جريجري " من اخراج المخرج محمد صالح هارون من التشاد ، وهو الفيلم الوحيد الذي مثل قارة إفريقيا للأسف في المهرجان، وكنا نتوقع أن يكون ممثلا لفورة وديناميكية شباب القارة وابداعاتهم الملهمة على كافة المستويات وفي جميع المجالات، إلا أنه جاء للأسف مخيبا لكل الآمال، وخذلنا بشكل منقطع النظير،  فلم يكن  لا من ناحية الموضوع ولا من ناحية الشكل ، أي في " كليته الفنية الشمولية "، لم يكن يستحق أصلا أن يعرض في المهرجان وليس فقط في المسابقة فذاك شرف كبير لم يكن بالقطع يستحقه هذا الفيلم المفبرك المصنوع المضلل المخادع الضحل الزبالة إن في موضوعه أو تمثيله !..فلم يكن  <ريجري " سوى مجرد " نمرة " في الاخراج، ولم يكن هناك فيلما بالمرة بل شييء " جامد "هو أشبه مايكون بـ" سلاطة روسية " لاشك من النوع " الاستشراقي " الفولكلوري الذي يعجب الفرنسيين الذين مولوه وأنتجوه .يحكي الفيلم عن شاب معوق صاحب عاهة يدعى " جريجري " لكنه عندما يرقص يتغلب على إعاقته، ويتفوق في رقصه حتى على المغفور له مايكل جاكسون ، ويتعرف جريجرى على  فتاة شابة مومس ، تطلب منه أن يعد لها البوما للصور لكى تتقدم بها الى مسابقة على شكل اختبار لاختيار فتاة اعلانات. وتسقط كما نعرف من بعد في ذلك الاختبار، ويبدو ان مهنة التصوير التي يعمل بها جريجري بالنهار، والنمر الراقصة التي يعرضها على زبائن البارات والحانات الافريقية في الليل ، لاتكفيان لسد احتياجات الأسرة ، ولذلك يساعد جريجري والدته في غسل الملابس في النهر كما كل الأسر الفقيرة الافريقية المعدمة من الغلابة الشقيانيين المعذبين في افريقيا وكل أرض ويبحث  جريجري في نفس الوقت عن عمل ثابت ثم يشترك مع عصابة تشادية في تهريب البضائع والبنزين وعندما يمرض عم جريجوري الذي سهر على تربيته، ويرقد للعلاج في أحد المستشفيات ، يحتاج جريجري لـدفع مصاريف العلاج المكلف الباهظة، فيحتال على العصابة التي يشتغل معها ويسرق أموالها ويذهب ليعطيها لعمه ، وبالطبع يتعرض للعقاب على يد أحد أفراد العصابة الذي يهدده بالقتل اذا لم تسترد العصابة المبلغ الذي سرقه فيهرب مع الفتاة المومس الى الريف،  ثم يستقر بهما المطاف في قرية تعطف على جريجري وزوجته المومس ، وعندما تعثرالعصابة على جريجري بعد طول بحث، وترسل شريرا لكي ينتقم منه ويقتله، اذا بكل نساء القرية يهبون للدفاع عن جريجري المسكين الغلبان،  وينهالون بالعصى على رجل العصابة حتى يلفظ أنفاسه ويموت وتتعاهد النساء على الاحتفاظ بذلك السر،  ويقمن بحرق جثة الضحية داخل السيارة ثم حرق السيارة أيضا لاخفاء معالم الجريمة. وينتهى الفيلم الذي لانعرف ماهى مشكلته وماهى  قضيته، غير  تقديم هذا الافريقي المعوق الغلبان في " نمر " استعراضية راقصة والتبليغ فقط عن موهبته، وقد عرفنا ذلك في أول مشهد من الفيلم ثم كان الله يحب المحسنين، اذ يفتتح بنمرة راقصة لجريجري وهو أصلا ليس من التشاد بل من بوركينا فاسو في أحد الملاهى الليلية ،ثم من بعدها ينتهى الفيلم  أو لن تجد فيلما أو سينما وادهشتاه بالمرة.وتبدأ عملية " فبركة" FABRICATION  فيلم على حس الإعاقة وموهبة جريجري في الرقص،واحاطتهما بموضوعات وحكايات تقليدية جد " نمطية " مصنوعة ومفبركة دخلت ومنذ زمن طويل متحف التاريخ والانثروبولوجيا ، وشاهدناها مئات المرات في أتفه وأحط نماذج السينما الافريقية التي تلف وتدور في فلك الانتاج الفرنسي الانتهازي.والوسط  السينمائي الفرنسي الموبوء حاليا بالمنتجين الانتهازيين الذين يتربصون للمساعدات والمنح التي تمنحها الدول الاوروبية لسينمات العالم الثالث ، ونهبها عن طريق انتاج مثل هذا النوع التافه السخيف من الأفلام  المسلوقة  الفولكلورية التي تتمتليء بالاكليشيهات غير الضارة وغيرالمؤذية ، التي لاتحمل هما أو قضية. بل تحمل "فولكلورا" ساذجا وتافها وعبيطا ولاتطرح مشاكل القارة الحقيقية وتسأل إن افريقيا كيف حالك مع الحروب والمجاعات والألم.وبعض هؤلاء المنتجين  من الموظفين الحكوميين الفرنسيين الرسميين و يعرفون من أين تؤكل الكتف لصنع أفلام افريقية تجعلنا نضحك من استهبالها وعبطها وهى تلمع في ورق سوليفان، وبحيث يذهب الجزءالأكبر من ميزانية الفيلم الى جيوبهم ، ويصرف الجزء المتبقي على حفلات الدعاية للفيلم  وبعض النقاد الفرنسيين والافارقة المأجورين.ومرة أخرى أتعجب اشد العجب من اختيارفيلم " جريجري "  للمسابقة، ووضع فيلم " عمر" للفلسطيني هاني أبو أسعد في قسم " نظرة خاصة " على هامش المسابقة، على الرغم من جودته الفنية العالية المتميزة التي شهد بها الجميع ، والحفاوة  التي تم بها استقبال الفيلم من الجمهور والنقاد في آن، وكان " عمر " يستحق المشاركة في مسابقة المهرجان الرسمية وعن جدارة في محل ذلك الجريجري التافه المحتال والعبيط . خسارة !

صلاح هاشم

الخميس، مايو 23، 2013

الفنان محمود عبد العزيز رئيسا شرفيا لمهرجان الاسكندرية 29 في الفترة من 11 الى 16 سبتمبر


الفنان محمود عبد العزيز

إختارت جمعية كتاب ونقاد السينما الفنان المصري محمود عبد العزيز رئيسا شرفيا لمهرجان الإسكندرية\   29  \
 السينمائي لدول البحر المتوسط.
كما اختارت رئيس مجلس إدارة الجمعية الناقد السينمائي الأمير أباظة رئيسا للمهرجان والناقد السينمائي أسامة عبد الفتاح مديرا، والكاتب نادر خليفة أمينا عاما والصحفية ميرفت عمر مديرا فنيا، كما تم اختيار مجلس استشاري للمهرجان من الناقد، والكاتب السينمائي د. رفيق الصبان. والناقد والكاتب السينمائي د. وليد سيف والكاتب مجدي صابر.
من جانبها بدأت هيئة مكتب المهرجان اجتماعاتها المكثفة استعدادا للمهرجان الذي يعده الناقد السينمائي الأمير أباظة تحديا جديدا يخوضه من أجل أن يعيد للمهرجان بهاؤه وارتباطه بالإسكندرية، من خلال تشكيل مجلس أمناء للمهرجان من مثقفي الإسكندرية وفنانيها برئاسة الكاتب والمثقف الكبير الدكتور محمد زكريا عنان، ويضم في عضويته كوكبة من أبناء الإسكندرية.


الأمير أباظة 

الأربعاء، مايو 22، 2013

كل هذا " الجمال الكبير " في مهرجان كان 66 بقلم صلاح هاشم



كل هذا الجمال الكبير في مهرجان كان 66 






        مهرجان " كان " 66 :  سحر الضوء وكيمياء النور ( 1 من 2)
               أحقا كان مهرجان " كان " 66 موعدا مع السعادة ؟
 فيلم " الجمال الكبير " للايطالي باولو سارانتينو: سيمفونية سينمائية وتشريح لمدينة
 
كان . فرنسا. من صلاح هاشم 

          
من حقنا الآن وبعد مرور اسبوع من  بداية المهرجان الذي انطلق في 15 ويستمر حتى 26 مايو أن نتساءل إن كان مهرجان " كان " 66  كان  وعن حق موعدا مع السعادة ؟ موعد مع السعادة بسحر تلك السينما التي تشجينا وتستحوذ على كل مقدراتنا في التو في اللحظة، ثم تروح تحلق بنا عاليا في سماوات الحلم والواقع والخيال، وتجعلنا نتحول الى سحابة. سحابة مسكونة بحب الحياة والسينما والناس ، فنتصالح مع أنفسنا والعالم وكل المخلوقات ونحب العالم والسينما أكثر وأكثر، والى مالانهاية . لكن  من حقنا أولا أن نتساءل عما كنا نبحث  ياترى في " كان "  66 ؟.كنا نبحث أولا عن  الـ " سينما "  الفن في تلك الأفلام التي شاهدناها في المهرجان ، ونجح بعضها في أن يقدم لنا هذه السينما التي نريد من دون جعجعة او ثرثرة. هذه السينما الخالصة – الكتابة بالضوء- التي تقطر عذوبة ، ولاتوجد لها أولسرها "وصفة " سحرية أو " طريقة إستعمال " تجعلها تتحقق في التو كما في فيلم " الجمال الكبير " للايطالي سورانتينو.كنا نبحث في تلك الأفلام عن هذه "الكيمياء" العجيبة التي تحول الحجرالجامد الى قطع من الماس والانفاس على طريق حياتنا الصاعد الى الجبل فتجعلنا نتصالح مع أنفسنا والعالم .كنا نبحث يقينا عن تلك "العذوبة الهشة" التي قد تعبر أو تمر مثل طيف ، وبها قدر كبير من الروحانية والصوفية. كنا نتساءل هذه المرة وفي كل مرة كيف يمكن أن يتحقق  للسينما هذا السحر حتى وهي تناقش مشاكل حياتنا. كيف يتحقق لها ذلك السحروهى تطرح علينا قضايا عصرنا ومشكلات الوجود الكبرى و" تفلسف " حياتنا في الآن اللحظة ولاجدال إذن في أن المهرجان أتحفنا في دورته 66 هذه بمجموعة من الأفلام المتميزة التي نضع في مقدمتها فيلم " الجمال الكبير"  LA Grande BEAUTE أو GREAT BEAUTY للمخرج الايطالي الكبير باولو سورنتينو ..


 انه " تحفة " سينمائية بكل المقاييس  فقد وجدنا فيه تلك السينما التي كنا نبحث عنها وتحكي عن حياتنا وزمننا وعصرنا ولاتخلو من ابداع وجمال وسحر، وقد كانت مشاهدة هذا الفيلم موعدا مع السعادة وعن حق في المهرجان.إذ يحكي عن حياة كاتب ايطالي  كبير تجاوز الخمسين أو الستين من عمره ، وهو أعزب ويعيش  بمفرده وفي صحبة خادمة فقط يعيش في شقة كبيرة على سطح احدي البنايات العالية التي تطل على أثر جميل من تلك الآثار الاركيولوجية التاريخية الرائعة لتي يتدفق السياح على مشاهدتها في العاصمة الايطالية  روما والجميل ان أحد السياح اليابانيين يموت فجأة في بداية الفيلم وهو يشاهد ذلك الأثر، يموت بالسكتة القلبية  من فرط جمال ذلك الأثر ومن فرط ذلك الجمال والسحر اللذان ينسكبان في الفيلم مع حركة الكاميرا التي تدور وتتأمل في جمال الأثر وكأن المخرج الايطالي يريد أن يقول لنا أن ..من الجمال ما قتل. ويجعلنا ذلك الكاتب في الفيلم نصطحبه في ترحاله وتجواله في شوارع مدينة روما وملاهيها ومراقصها وقصورها وحفلات الطبقات الارستقراطية وسهراتها التي تمتد الى الصباح الباكر وتضم أجناسا وأنماطا عجيبة غريبة من البشرويتيح لنا هكذا لنا فرصة الالتقاء بهم والتعرف على عوالمهم وجنونهم وأفكارهم بل وحتى اطفالهم ، ولذلك يبدو لنا الفيلم بقدر ما يقدم تشريحا للبرجوازية الايطالية ، يبدو لنا أيضا كما لو كان تشريحا لمدينة. كما انه يجعلنا نتذكر  من خلال تجوال ذلك الكاتب في مدينة روما ، نتذكر في التو فيلم " الحياة الحلوة " LA DOLCE VITA للمخرج الايطالي الكبير فردريكو فيلليني ، وشخصية ذلك االصحفي  - الذي لعب دوره في الفيلم الممثل الايطالي الكبير الراحل مارشيلو ماستروياني - المنغمس في الحياة الحلوة  في روما  في فترة الخمسينيات وملذاتها وهو يبحث عن معنى لحياته وعصره .كمايجعلنانتذكر أيضا فيلم " ثمانية ونصف "لنفس المخرج




وفي فيلم" الجمال الكبير "  إحالات ASSOCIATIONS من ها النوع، ليس فقط  الى أفلام فيلليني، بل الى جملة من أفلام المخرجين الايطاليين الكبار الذين وضعوا بصمتهم على تاريخ السينما الايطالية وقدموا عبرأفلامهم أجواء الحياة الايطالية  وذاكرتها ومناخاتها.فيلم " الجمال الكبير " بدا لنا كما لو كان بقصته وتركيبته الفنية وشخصياته وروحه نسخة من فيلم " الحياة الحلوة " لسنة 2013 وكأن الكاتب العجوز في الفيلم الجديد هو الصحفي الشاب الذي تعرفنا عليه في فيلم " الحياة الحلوة " لفيلليني ولعب دوره ماستروياني لكن بعد أن كبر وشاخ ، وهاهو وقد اقترب من الموت يتذكر أيام حياته " الحلوة " التي مضت ، وذكريات أول حب ، وتلك الرواية التي كانت نشرت له منذ 17 سنة وحققت له شهرته وتجعله عازف عن كتابة أية رواية الآن ، يتذكر كل ذلك في نوع من نوستاجيا الحنين اللذيذة .ويحيل الفيلم الى كتاب وأدباء مثل سيلين وفلوبير ومارسيل بروست و اتجاه تيار اللاوعي عند جيمس جويس في الرواية الحديثة من ناحية تداعي الذكريات في الفيلم ، بل أن الفيلم يبدأ  بكلمة مأخوذة عن رواية " رحلة الى نهاية الليل " للأديب الفرنسي سيلين يقول فيها مامعناه أن الحياة هى مجرد لحظات قليلة من السعادة التي نصنعها بمحض خيالنا في الحاضر، ومن خلال اصطحابنا لذلك الكاتب في رحلته وذكرياته في مدينة روما اليوم وعوالمها وأناسها، نكتشف نحن أيضا أنفسنا ، ونفلسف وجودنا الحي،  ونسأل إن كانت الحياة جديرة حقا بأن تعاش فقط الآن وفي اللحظة وما جدوى الكتابة  لأنه من يقرأ الآن ومن يسمع ونحن نشهد كل تلك التحولات الكبري في حياتنا وعصرنا،  وهي رحلة تنويرية ان صح التعبير
رحلة عبر الفيلم مع كاتب عجوزلايريد أن يكتب، لكى تخرج بنا في النهاية من نفق اللاشييء والعدم الى النور. أجل قد لاتساوى الحياة شيئا ، لكن لاشييء يمكن أن يساوي الحياة..



فيلم " الجمال الكبير" كان في " كان 66 " موعدا بحق مع السعادة  لأنه فيلم صوفي روحاني يبحث في معاني الحياة والوجود وتلك الروحانية التي لامعنى لحياتنا بونها ويجعلها هنا في الفيلم حاجة وضرورة من خلال سيمفونية سينمائية موسيقية تتضافر فيها كل العناصر الفنية من تصوير وادارة ممثلين ومونتاج واخراج لتخلق كلية فنية شمولية تصبح في التو أكبر منا وقبل أن نخطو خلف واجهة الحياة الى اللاشييء والموت والعدم .. ونرشح هنا " الجمال الكبير "  للحصول على جائزة الاخراج ضمن أفلام المسابقة التي تتنافس على الفوز بالسعفة الذهبية، فهو " عصير جمال " بفتح الجيم ، وعصير فن، وعصير موسيقى،  والأهم من ذك كله "عصير فكر" مصفى ، وتحية  HOMMAGE الى" جمال مدينة روما الساحق" الذي يذهب بالعقل واستعرضه لنا باولو بفنه، و تحية أيضا الى ذلك المخرج الايطالي العبقري فيلليني الذي اخترع لنا وللعالم طفولة متوسطية حافلة بالاثارة والشقاوة والسحر..وتحية الى السينما الايطالية التي صنعتنا وذلك التراث السينمائي الرائع الذي حققته ليس للشعب الايطالي وحده فقط ، بل للانسانية جمعاء ..


فيلم " عمر " لهاني أبو أسعد : مهرجان " كان " يحتفي بالسينما الفلسطينية بقلم صلاح هاشم



مهرجان " كان "  السينمائي 66 يحتفي بالسينما الفلسطينية

فيلم " عمر "  لهاني أبو أسعد

 يمنح المقاومة الفلسطينية شرعيتها

      ويتميز بحس إنساني نبيل

 " عمر" " فيلم سياسي يحكي عن شباب في فلسطين مع الحب والمقاومة 

من صلاح هاشم .كان.فرنسا



على الرغم من رداءة الطقس وانهمار المطر من دون انقطاع في كان المدينة وذلك الزحام المهول  داخل قصر المهرجان وفي الشوارع والميادين العامرة بالخلق من كل الأشكال والألوان ومن جميع الجنسيات  والملل والنحل، إذ يحتمون هنا تحت المظلات  في كرنفال  انساني بديع وأشبه مايكون بقوس قزح ثم يركضون ويتدافعون للدخول الى قاعات العرض في قصر المهرجان الكبير وعبور تلك السجادة الحمراء الاسطورة.نجح مهرجان " كان " 66 ولحد الآن  وعلى الرغم من جميع معوقات وموانع وعوائق الطقس الذي لايشجع على الخروج في تلك مناخات ، نجح في أن يتحفنا بمجموعة كبيرة من الافلام الجديدة المدهشة وبخاصة في مسابقة المهرجان الرسمية  التي تشتمل على عشرين فيلما من ضمنها ثلاثة أفلام نضعها على القمة ونرشحها للحصول على احدي جوائز المهرجان  الا وهي فيلم " لمسة خطيئة " A TOUCH OF SINللمخرج الصيني جيا زهو دنج ، وفيلم " الماضي " LE PASSEللمخرج الايراني أصغر فرهادي ، وفيلم " صغيرة وجميلة " JEUNE ET JOLIEللمخرج الفرنسي فرانسوا أوزون، كما عرض المهرجان أيضا  مجموعة من الأفلام المتميزة في تظاهرة " نظرة خاصة " التى تعرض أفلامها بالتوازي مع وعلى هامش المسابقة، من ضمنها فيلم " محطة فروتفيل " للمخرج الامريكي ريان كوجلر وفيلم " حلقة البلينج "  وفيلم " عمر " OMARللمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد الذي عرض يوم الاثنين 20 مايو وقوبل بحفاوة نقدية وجماهيرية ساحقة وقد وقف الجمهور في قاعة ديبوسي وأخذوا يصفقون للفيلم لأكثر من خمس دقائق ويلتقطون لنجوم ومخرج الفيلم الصور..



                           

    " عمر" " فيلم سياسي يحكي عن شباب في فلسطين مع الحب والمقاومة 
                                                

 ونعتبر  فيلم " عمر " من أنضح الافلام التي اخرجها أبو أسعد صاحب " عرس رنا " و " الجنة الآن " بل ربما كان أنضج افلامه سينمائيا على الاطلاق، ويحكي الفيلم عن " عمر " وهو شاب فلسطيني يعمل خبازا غير ان جدار العار الذي شيدته الحكومات الاسرائيلية الصهيونية المتعاقبة  صار يحول بينه وبين رؤية ولقاء حبيبته نادية التي تعيش في الطرف الآخر من فلسطين ، وعليه ان أراد زيارتها أن يسافر بالطائرة لكي يصل الى منزلها ويلتقى بأخيها طارق صديقه، غير أن عمر يحتال لرؤية حبيبته فيجدل حبلا ويتسلق جدار العار الى الطرف الآخر من الحياة والحب والعشق ويعرض نفسه هكذا للموت ورصاصات جنود حراسة السور ويعقبض عليه ذات مرة ويقف عقابا له على حجر في عز الشمس ، ونتعرف على ابطال الفيلم الثلاثة في المشهد الافتتاحي أصدقاء عمر،  وهم طارق شقيق نادية وأمجد ويلعب أمجد على العود  ويطلب منه في المشهد الافتتاحي اذا أراد ان يتحصل على قهوته أن يقلد مارلون براندو والطريقة التي يتكلم بها في فيلم " العرّاب أو الأب الروحي " للامريكي فرانسيس فورد كوبولا أما طارق فهو انضج الثلاثة سياسيا ، وهو مناضل يحرضهم على الكفاح ومقاومة الاحتلال ويتدرب الثلاثة على اطلاق الرصاص من بندقية بميكروسكوب ويقوم عمر بسرقة سيارة ويقوم طارق بسرقة بندقية وعند مواجهة جنود حراسة جدار العار ليلا  في عملية هجومية، يطلب طارق من أمجد أن يقوم باطلاق النار فيردي أحد الجنود قتيلا ويسرع الثلاثة بالهرب ..



                        فيلم " عمر " يمنح المقاومة في ظل الإحتلال شرعيتها

غير ان الجنود يتعقبون عمر ويقبضون عليه ويودع الحبس ، ومن هنا يبدأ الجزء الثاني من الفيلم فنرى عملية تعذيب عمر عاريا واجباره بكافة الوسائل على الاعتراف والادلاء بشخصية القاتل، ونشاهد ضمن عملية التعذيب حرق اعضاء عمر التناسلية بولاعة سجائر، غير مخرجنا أبو أسعد الفلسطيني لايتوقف طويلا عند هذه اللقطة المرعبة التي كنا شاهدناها من قبل في الفيلم المكسيكي " هيلي " المشارك في مسابقة المهرجان ، الذي بدا لنا  أعني الفيلم كما لوكان مؤسسا بكامله وكليته الفنية على لقطة مماثلة مؤلمة ودموية ومرعبة تقشعر لها ابداننا. حيث يقوم أحد أفراد عصابة بالقاء البنزين على الاعضاء التناسلية للضحية  بطل الفيلم ثم يشعل فيها بولاعته النار في مشهد من أفظع المشاهد الدموية التي عرضت ولحد الآن على شاشة المهرجان . .
وعودة الى فيلم عمر يلتقي عمر في السجن بشيخ ذو لحية يحرضه على عدم الاعتراف لأي مخلوق  من السجناء او الثقة في اي انسان في السجن ولايخدع اذا حكي له أحدهم أسراره ليكسب ثقته ويجعله يعترف في مابعد عن شخصية الجاني أو الفاعل الذي قتل الجندي، وفي المشهد التالي نكتشف ان ذاك الشيخ اياه لم يكن سوى أحد رجال  المخابرات الاسرائيلية الاسرائيلي الذي يقوم بتجنيد المناضلين الفلسطيننيين في السجون واقناعهم بالعمل لحساب جهاز المخابرات والاشتغال كعملاء لاسرائيل في  فلسطين المحتلة، ويتعهد ضابط المخابرات باطلاق سراح عمر ان دلّه على مكان طارق، غير ان عمر يتساءل : لكن ومن أين عرف الضابط الاسرائيلي بأن طارق قد شارك في عملية الهجوم على جنود حراسة جدار العار؟ ويتوصل الى قناعة أنه لايمكن ان يكون الا أحد الثلاثة عمر وأمجد وطارق الذين شاركوا في العملية بالطبع..
 ويخرج عمر من السجن بعد ان قطع وعدا بتسليم صديقه طارق وشقيق حبيبته نادية الى المخابرات، ولمعرفة من هو ذلك "الخائن" الذي أفشي للمخابرات الاسرائلية سرهم، وتتعقد القصة  تدريجيا وتصبح بعد انقضاء مشاهد لقاءات الحبيبين عمر ونادية في الجزء الأول أكثر تعقيدا ، إذ تتشابك خيوطها بشكل صاعد متوتر كما في الافلام البوليسية  وتنحو نحو التشويق كما في فيلم " الماضي " لأصغر فرهادي لاكتشاف الحقيقة، فيست هناك حقيقة واحدة ويجب اكتشافها بل عدة حقائق معقدة ومتداخلة وعمليات توجيه MANIPULATIONS وتحريك بما يخدم مصالح المخابرات وهى تتلاعب بعقول الفلسطينيين ..
ويخرج طارق من الحبس ويتهم بالخيانة ولابد ان يدفع الثمن ويحاول طارق ان يغتسل من عار الخيانة بأي شكل – اذا كان اطلق سراحه بهذه السرعة فلابد أنخ خان وباع  القضية- وعليه أن يكتشف الخائن الحقيقي وتتوالي الأحداث في الفيلم لتكشف عن ثلاثة حقائق أساسية تبدو لنا ولغيرنا جلية  بسبب ظروف القهر والاحتلال التي يعيشها الشعب الفلسطيني  : قسوة ظروف العزل والنفى القسري وتقسيم الفلسطيين من خلال ذلك الجدار الذي شيد ، تقسيمهم أكثر وتشتيتهم أقسى ، ووضعهم تحت ذل وقهرالرقابة ، كما يكشف  الفيلم عن  حقيقة الطبيعة السيكولوجية الشاملة للشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال يحاصر ويعذب ويقتل ويهان ، وعن مناخات التخويف والتخوين التي تستخدمها اسرائيل للتلاعب تحت ظروف الاحتلال بمصير الشعب الفلسطيني وتسفير الفلسطينيين من العملاء الى نيوزيلندا كمكافأة لهم على خيانتهم لأهلهم ولأصحاب القضية،،
 ولايمكن في أجواء كهذه أن تنتهى قصص الحب على خير ويتزوج عمر من نادية ويسافران معا لقضاء شهر عسل في الموزامبيق أو بلاد الواق الواق، فنادية لم تخرج ولن تخرج ابدا من  ذلك الزقاق الضيق الذي حشرت فيه قسرا مع أهلها،  وتقول نادية في الفيلم انها قد زارت الخليل فقط، وتحلم بقضاء شهر عسل في باريس، ومن خلال سيناريو الفيلم يطرح هاني أبو أسعد العديد من النكات التي تعكس  أجواء  الانهزامية والمرارة التي يستشعرها الفلسطينيون تحت الاحتلال ، وهناك نكتة رمزية موحية عن طريقة صيد القرود في افريقيا تفضح بين ثناياها الطريقة التي تتعامل بها المخابرات الاسرائيلية مع افراد الشعب الفلسطيني تحت ظروف الاحتلال, ومن ضمنها نكتة عن تحرير القدس ثم مضاجعة نساء العدو التي تقال لشيخ مسن فيكون رده  إن اذهبوا أولا لتحرير القدس ثم تعالوا بعد تحريرها وضاجعوا زوجتي !



                                 ليس هناك وطن آخر أفضل من فلسطين

وهناك في الفيلم " كمين " التي تتكرر كثيرا و" حفر " للفلسطينيين من صنع المخابرات ، وقد يعتقد بعض الفلسطينيين انهم اشطر واكثر ذكاء من جنود المخابرات الاسرائيلية لكنهم اذا بهم يكتشفون انهم سقطوا في الكمين او الحفرة التي ارادوا حفرها للعدو الذي يتجسس عليهم وعلى أسرارهم ، ويتلاعب بالعقول الفلسطينية المتعبة المنهكة الضعيفة ، وهناك ايضا في الفيلم عمليات تدجين و" تجنيد " مستمرة من قبل المخابرات لأن الاجواء النفسانية للفلسطينيين تساعد على ذلك.فيلم " عمر " فيلم فلسطيني  قوي وجد شاعري ومؤثر بفضل قصته وحبكته وتشريحه لنفسية الشباب الفلسطيني المقاوم الذي يتعرض لأبشع عمليات التغريب عن وطنه وهو يعطي لهذه المقاومة " شرعيتها " واستمراريتها رغم كل ظروف الاحتلال والتعذيب والقهر المستمرة في الأرض المحتلة كما يتسامق ذلك الفيلم " الانساني " بتصويره الجميل وانسيابيية احداثه من دون زيادة او مبالغات ميلودرامية بكائية عاطفية ، انه فيلم واقعي جد "متوازن " من أفلام الشخصيات CHARACTER MOVIEان صح التعبير ويقدم ولحد الآن أفضل معالجة سينمائية للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد من دون خطب ولاشعارات ويمضي الى هدفه من دون ان نشعر بملل أو تطويل ، وينتهى الفيلم بثأر عمر لنفسه من ضابط المخابرات الذي جعله يعيش طويلا في الوهم وكان لابد أن يدفع  ضابط المخابرات الثمن في النهاية ، كما يحذر الفيلم من ذلك الوهم: وهم أن تكون هناك فلسطين اخرى افضل، في مكان آخر غير فلسطين..فهذه أكذوبة من صنع اسرائيل لتهجير الفلسكينيين خارج بلادهم وضرب الفلسطيني بالفلسطيني اتباعا لسياسية فرق تسد، وهو ماينبه  اليه فيلم " عمر " ويتألق بتمثيل مجموعة من المواهب الفلسطينية الجديدة الرائعة التي تمنح الفيلم واقعيته وشاعريته ومصداقيته : الممثل آدم بكري في دور عمر والممثلة ليم لبنى في دور نادية والممثل سامر بشارة في دور أمجد وسوف تقوم على أكتاف هؤلاء الممثلين الجدد من الشباب الرائع سينما فلسطين الغد الوليدة، كما يحسب ايضا لمخرج الفيلم هاني أبو أسعد اعتماده على فلسطينيين في كل طاقم الفيلم الفني من مدير تصوير ومونتير ومساعدين  شاركوا جميعا في قصة نجاح الفيلم في أكبر وأضخم مهرجان سينمائي في العالم..


هاني أبو أسعد صفق الجمهور والنقاد لفيلمه " عمر " في المهرجان