الثلاثاء، سبتمبر 08، 2015

حوار مع الكاتب الروائي مكاوي سعيد .حاورته ناهد سمير في مختارات سينما إيزيس



مختارات سينما إيزيس

حوار مع الكاتب الروائي مكاوي سعيد 


مكاوي سعيد: أن تحبك جيهان رواية معنية بالطبقة الوسطي خاصة فيما قبل ثورة يناير

    حاورته : ناهد سمير


   
 
جدل كبير دار حول روايته الأخيرة “أن تحبك جيهان”، فهناك من وقع في حب “ريم” علي سبيل المثال، وآخرون كرهوا “جيهان” لأسباب مختلفة، وشخصيات أخري فاجيء تطورها علي الورق الروائي مكاوي سعيد أثناء خلقها، إضافة إلي بعض النقد الذي وجِه للرواية، وقام مكاوي بالرد عليه خلال حوارنا معه إضافة لأمور أخرى تتضح عبر السطور القادمة..
يعاني أغلب أبطال “أن تحبك جيهان” من فقد شئ ما، فهل تري أن الفقد حالة عامة بمجتمعنا؟

الهم الإنساني علي الأغلب بيكون متشابه، الأشخاص في حالة بحث دائم عن شئ يسعدهم، أو يعوضهم نقص ما، أو شئ حتي معتقدين إنه هيحققلهم السعادة، و بالتالي الفقد زي ما بيقولوا “هم” عام وموجود، وأغلب الروايات والأدب عموما بيتكلموا عن هموم موجوده، و أشخاص وبيحاولوا يحلوها، ودور المؤلف إنه يوجد حلول، أو يتنبأ أو يسيب المشكلة قدام القارئ، المهم إنه يقدر يقنعه إنها مشكلة حقيقية.

في الرصد اللي اتكتب عن الرواية قيل إن الأبطال بيدوروا عن “صورة الروح” إيه المقصود بده من وجهة نظرك؟

أعتقد المقصود إن الأبطال أرواح هائمة، متعددة ومتشابهه مع حيوات كتير موجودة، وكل واحد بيبحث عن خلاصه أو صورته، خاصة “ريم” الشخصية الأكثر تمردا في الرواية، وهي ميتافيزيك شوية، ومُطارده من الغيبيات ومتأثر بها وكمان باحثة عنها، فممكن يكون ده سبب تأويلهم عن “صورة الروح”.

بعض اللي قروا الرواية استغربوا إن تم تسميتها علي أسم أسوأ شخصية من وجهة نظرهم وهي “جيهان”  رد حضرتك علي ده إيه؟

المسألة هنا بين شخصيتين وهما جيهان الملتزمة أخلاقيا اللي حاطه حدود، والمتمردة “ريم” بسبب حياة أسرية مفككة وظروف متعدده، لكن في ناس بتميل أكتر للنموذج المُتمرد علي اعتبار إن النموذج الأخلاقي ده ملتزم أوي، ومعقد أوي، وبالتالي النقد أغلبه يميل أكثر للمتمرد اللي بتمثله”ريم”

بخلاف إن العنوان هنا سؤال بمعني “ماذا سيحدث لو حبتك جيهان؟”، هل هتوديك الجنة، ولا هتموتك وبالتالي عنوان الرواية سؤال.


هل بتبقي قاصد في كتاباتك إنك تتكلم عن تفاصيل الطبقة المتوسطة؟

مفيش حاجه اسمها كتابة مقصودة في الأدب، بخلاف إن الأدب المقصود ما بحبهوش، لكن إني أكتب ويكون في قضية بيتم مناقشتها ده أفهمه، وعموما أنا بكتب عن الطبقة المتوسطة لأني منها، وحاسس إنها تآكلت أكتر في عصر مبارك، و ازدادت فقرا وجزء منها ارتفع للطبقة العليا، وبالتالي فهي رواية معنية بالطبقة الوسطي وتآكلها في فترة ما قبل الثورة.

هل علي الورقة في أي شخصية من أبطال الرواية فاجأتك؟

أيوة .. ويمكن ده حصل مع شخصية “الظابط عماد”، اللي صفاته إنه عنيف وقاسي، لكن في الكتابة والخلق قدر يوجد مبررات لقسوته وتحول، وبقي شخصية ممكن نتعاطف معاها، وبالتالي تطور شخصيته خلال أحداث الرواية فاجئني، وكذلك ريم، وده يمكن بيحصل لأننا ككتاب بناخد مواقف أخلاقية من بعض الشخصيات في بداية الرواية لكن الأحداث بتفاجئنا إنهم كويسين والقارئ بيحبهم.

ليه مرتبط جدا بمنطقة وسط البلد و دايما حاضره في رواياتك؟

أنا كاتب مديني، يعني مثلا نجيب محفوظ كان كده مرتبط  بالحسين والقاهرة القديمة وغيرهم من الأماكن، ومن الأفضل إن الكاتب يكتب عن شئ يعرفه، خاصة في روايات المكان، لأن سهل جدا أي حد يوصفه، لكن صعب حد يوصف روحه غير إنسان عاش فيه، وبالتالي قليل لما بحط أبطالي في الريف أو الصعيد، رغم إن “أحمد الضوي” جذوره صعيدية، إلا إن رحلته لدفن أبوه ظهرت كأنها رحلة سياحية.

في نقد تم توجيهه للرواية بخصوص عدد صفحاتها بيقول إن عددها كبير وكان من الممكن إختصارها؟

المسألة هنا تعتبر تحديا للكاتب إنه يكتب أي عدد من الصفحات يلتهمه قارئه، ولما الطبعة الأولي تخلص في 3 أسابيع، ده معناه إن أنا صح، لأن علي الجانب الأخر في روايات بتبقي 80 صفحة ممكن القارئ يريميها بعد 10 صفحات لأن كاتبها مش قادر يقنعه، وبالتالي الشخصيات والكتابة واللغة هي اللي بتأسِر القارئ وتجبره يكمل، والقارئ العربي معندهوش مشكلة مع الروايات كبيرة الحجم ولكن مشكلته مع الروايات ثقيلة الظل، ده غير إن القلم بيرفع لما تنتهي الحدوتة.


هل كانت في شخصية مرنه في الكتابة وشخصية مستعصية؟

الصعبة كانت “تميم” النحات لأنها كانت محتاجه مذاكرة، ده غير إن الفن التشكيلي مش موجود أوي في الرواية العربية، فكان دوري أقدم معلمومات عن فن النحت، مع مراعاة إن الكلام عنها يكون سهل، وأفهم القارئ شخصية البطل ومشكلته، ده غير غن “تميم” شخصية محتاجه إقناع لمن يعمل في مجال النحت لما يقرا الرواية، و الوشاحي لأني أعرفه معرفة شخصية حاولت أوجده في الرواية تحية لروحه، أما “ريم وجيهان” فهما متعلقين بمجال السينما والمسرح فكان الأمر سهل لأني كتبت عن المجالات دي قبل كده.

حضرتك قولت قبل كده إن من الممكن تحويل “أن تحبك جيهان” لـ عمل درامي ؟

أنا بحب أعمال السينما والتليفزيون، لأن جمهورهم مختلف بعض الشئ، والواحد محتاج يخاطبه، يعني مثلا نجيب محفوظ أتعرف أكترعن طريق السينما، وأكيد أحب إن شخصياتي تكون موجوده ع الشاشة، وده حصل في “تغريدة البجعة” اللي راحت لأكتر من شركة إنتاج لكن تعثر خروجها للنور.


إيه افضل تعليق جه علي “أن تحبك جيهان”؟

التعليقات كان أغلبها إيجابي، ومنها مثلا “ياريتك كنت سميت الرواية ريم”، لكن أكتر تعليق عجبني لما قارئ وصل لـ 600 صفحة وقالي أنا زعلان جدا إنها قربت تخلص.

هل مصر بتفتقد حركة نقدية ترفع من شأن الإصدارات؟

مصر بتعاني من مشكلة كبيرة جدا، في المتابعة لأن الأعمال كتير جدا والنقاد قليلين، ده غير إن الناقد زمان كان بينزل يجيب الكتب ولما يسمع عن أعمال ينزل يشتريها ويكتب نقد عليها، لكن حاليا ممكن أعمال توصله لشباب يهملها، وبالتالي الفجوة دي تحولت إلي قراء بينقدوا أو كُتاب فاشلين ما بيعرفوش يكتبوا فبيصدروا إن كل الناس مبيعرفوش يكتبوا، إضافة إلي إن النقاد الحقيقيين قليلين، و الأكثرية عارفين مقولة أو مقولتين من النقد الغربي بيطبقوهم علي أي رواية، ده غير إن كل ناقد بيتعامل وفقا لمدرسته النقدية، بالرغم من إنه المفروض يكون مُحب للأدب وللفن وغيرها من الفنون، ودي مشكلة كبيرة في الوطن العربي كله.

وبالتالي الناقد فلان بيكتب عن صاحبه وهكذا، فيتحول الأدب إلي وجاهه إجتماعية فقط، لكن القارئ الحقيقي غير مهتم بده، وزمان كان الناقد هو اللي بيقود القارئ للإصدار الأدبي، لكن حاليا الأمر اختلف، و إحنا محتاجين بالفعل حركة نقد عامة.

في أي إصدار جديد قريبا؟

“أن تحبك جيهان” أرهقتني جدا لأني كتبتها في 3 سنين ونص، وبالتالي أنا في فترة راحة حاليا، ومتفرغ فقط للقراءة، خاصة للروايات المترجمة، عشان أعرف العالم دلوقتي فين وإحنا فين، وكمان لمقالاتي في المصري اليوم.


حضرتك اتكلمت عن عشق الزمالك في مقال بالمصري اليوم، فممكن نعرف شايف المشهد الحالي إزاي بعد الصراع اللي تم مؤخرا بسبب الدوري؟

في حياتنا الفرح قليل جدا، و زمان كُنا نفرح بأغاني أم كلثوم ونجاة وعبد الحليم وغيرهم، لكن علي مستوي الطرب هما هنا قتلوا ده، فمبقاش عندنا غير الكورة اللي بقيت مسخ علي فكرة عن زمان، والزمالك نادي بحبه من زمان، وكنت أتمني أبقي لاعب فيه، وكانت حصلت بالفعل محاولات لده، فهو بهجة بالنسبة لي، ونادي بيمثل لي “دراما حقيقية” لأنه دايما بيقدملي أمور غير متوقعه، و بتفرج علي مباراة نتائجها دايما بتفاجئني، ومباراياته دايما غير متوقعة وده أجمل ما في الزمالك، وده  طبعا عكس ما يبقي في فريق حد بيساعده، ونتيجة مباراياته معروفه مسبقا، فههتم بها ليه!

لكن المشهد الحالي وكم الدم اللي سال في المباريات، والألتراس اللي بيتخانق، كل دي أمور مكنتش موجوده، علما بإن زمان لما كانت بتترمي طوبة في مباراة كان بيحصل مشكلة، لكن حاليا في شماريخ وغيرها من الأمور، فوصلنا لمرحلة إن إحنا مش عارفين حتي نروح نتفرج ع المبارايات، لما علي سقف حرية الجمهور، وبالتالي محتاجين ضوابط، وهنا في مصر رغم حبهم للكرة بيتعاملوا مع كرة القدم علي أنها ترويض أطفال وبالتالي الفهم العام لها ولجمهورها لسه لم ينضج بعد.



هل ممكن تكتب رواية كروية؟

نفسي أكتب فعلا، حتي لو هكتب في رواية عن شخصية كرواية هامشية.

عن موقع " قل " بتاريخ 4 سبتمبر 2015

ليست هناك تعليقات: