الاثنين، فبراير 23، 2015

عن مدارس " الوهم " في بلنا بقلم صلاح هاشم. فقرة من كتاب " نزهة الناقد. التفكير المعاصر في السينما " .


عن مدارس " الوهم " في بلدنا
فقرة من كتاب " نزهة الناقد.التفكير المعاصر في السينما 
تحت الطبع

بقلم


صلاح هاشم

خطرعلى بالي مع انتشار بعض الجمعيات والمدارس السينمائي الخاصة أو العامة التي تدعي أنها قادرة على منح البعض شهادات لكي يصبحوا بموجبها مخرجين أو نقاد سينمائيين وبيفهموا، أن من يصدق هذا الهراء، أو يشارك في نشره، يساهم في استشراء جهلنا، وتخلفنا، والاستهزاء بقيمة العلم الحقيقي والعلام، ففترة الثلاثين سنة من حكم مبارك والخراب الثقافي الذي إستحدثته لم تطرح ابدا اي من الدكاترة أو الأساتذة الذين يستحقون شرف هذا الكلمة وعن استحقاق. لأنه لايوجد ألان المعلم المثقف الموسوعي والقامات الفكرية الشامخة من أمثال د.لويس عوض ود. طه حسين ود. الحسين فوزي ود صقر خفاجة وفاطمة موسى ومجدي وهبة وغيرهم . فقد كانوا معلمين عظماء بجد، وقامات فكرية كبيرة، تربينا في حضنها. ومع احترامي لكل دكاترة الجامعات المصرية ، لم أجد منذ عودتي، وذلك أيضا وعلى مايبدو منذ وقت طويل، لم أجد ولم ألتق ولحد الآن أي دكتور أو أستاذ في الجامعة، وفهمت مما يقوله أي شيء.
واسألوا طلاب الجامعة أنفسهم، بعد أن صارت المدارس و الجامعات في بلدنا بلا تعليم وعلم ، بل مجرد.. " تلقين " عبثي ، ولا يفضي الى شيء، بالمرة ، ومجرد " مسكنات " و تطمينات وهمية خادعة، بأن التعليم على مايرام ، وأدي مصر ، وشكرا لكل الاغاني في حب مصر بلدنا. ولعلك تفهم ما أقوله.
وأردت من التحذير من الوقوع في شراك المعاهد والمدارس المذكورة وهى مجرد تجارة أن أنوه بقيمة العلم والتعليم، وكيف انهما تبدلا وبشكل خطير جدا ، فنحن لم نعد نتحدث حين نتحدث عن التعليم، والنهضة نتحدث عن نفس الأشياء، ولذلك انقطع " الحوار " بيننا. وفي غياب القضية واختلاط المفاهيم، واستشراء الفساد والنصب والنهب العلني لحقوق الآخرين، صرنا لا نعلم عما نتحدث بالضبط ونعيش فكريا حالة الضبابية و" الغيبوبة " الفكرية والثقافية والفنية التي نعيشها الآن .
نحن بحاجة في مصر بالفعل الى " ثورة " في التعليم ، على خطى رفاعة رافع الطهطاوي، الذي لم نستفد كاملا من تجربته في " تربية البنات والبنين ".

 بحاجة الى مشروع ثقافي رسمي نهضوي، وأن يشارك الشعب فيه ،والتخطيط له بوعى، فيؤخذ رأيه، ومشاركة كل الكوادر والكفاءات المصرية التي درست وتعلمت وتعيش في الداخل أو الخارج، والاستفادة من علمها وفكرها وإلا صارت حياتنا الى عبث.
 

وحيث أن الارادة الشعبية في مصرخلال السنوات الأربعة الأخيرة أظهرت انها كانت سباقة، حتي على رجال الحكومة والنظام - فهي تطلب مثلا أن يتم القصاص وبسرعة، في حين تتباطأ أحياناالحكومة، ويمضي وقت، قبل أن تسارع الى التنفيذ والتطبيق
كما كانت تلك الارادة VOLINTE أو العزيمة - نسبة الى الفيلم  المصري المعروف- سباقة في فرض خياراتها بحريتها بشأن تجديد " التعليم " في بلدنا. لذا لابد من مشاركة الناس في وضع خطة للنهوض بالتعليم في بلدنا، فمصر محتاجة الى " عقليات " جديدة .عقليات فكرية وثفافية وفنية في جميع المجالات.
كما أردت من ذلك التحذير بخصوص " بعض "  المعاهد السينمائية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، التي تبيع لك " الوهم "، أن أنوه بأن تلك الشهادات " الباطل " التي تمنحها، لاقيمة لها بجد، ولا تستطيع ان تصنع لنا ناقدا أو مخرجا فنانا .
لماذا ؟ .
لأن  "الاخراج " كما مارسته، وبعد أن درسته في الخارج، هو " تجربة " تلخص  " أوديسة " حياة، و" فلسفة حياة " كاملة. 

ولأن النقد السينمائي يحتاج الى "المثقف الموسوعي" الذي يفتقده شباب الحاضر الآن في بلادنا..

صلاح هاشم

كاتب وناقد سينمائي مصري مقيم في باريس
مؤسس مهرجان " جاز وأفلام " للموسيقى في السينما
مؤلف كتاب " السينما العربية خارج الحدو د" الصادر حديثا عن الهيئة العامة للكتاب ومجموعة " الحصان الأبيض " قصص قصيرة .

ليست هناك تعليقات: