الجمعة، أبريل 27، 2007

سمير فريد: لبني عبد العزيز لا تحزني

سمير فريد علي غلاف الكتاب الذي صدر بمناسبة تكريمه في مهرجان الفيلم القومي




مختارات ايزيس


كتب الناقد السينمائي الكبير سمير فريد المقال التالي في جريدة المصري اليوم بتاريخ 27 ابريل 2007 و يقول فيه


لبني عبد العزيز .. قدرك محفوظ.. فلا تحزني


نشرت بعض الصحف أن لبني عبد العزيز قررت الهجرة من مصر مرة أخري، والعودة إلي أمريكا، ونشرت صحف أخري أنها أقامت دعوي قضائية ضد التليفزيون «لاسترداد كرامتها التي أهدرها مواطنون في التليفزيون أمام الرأي العام»، وأصل الحكاية لمن لا يعرف أن التليفزيون تعاقد معها لتمثيل دور في مسلسل ثم تراجع بعد تغيير المخرج الذي اختار ممثلة أخري
المشكلة تكشف أن إنتاج التليفزيون لم تعد له تقاليد ولا قواعد، أو في عبارة واحدة إنتاج عشوائي مثل العشوائيات الكثيرة في حياتنا، ولكن ألا تعرف لبني عبد العزيز بيت الشعر«الحكمة» الذي قاله المتنبي: وإذا أتتك مذمتي من ناقص، فهي الشهادة لي بأني كامل

من حق الفنانة الكبيرة أن ترفع دعوي، بل وواجبها حتي تعطي درسًا للموظفين الذين لا يعرفون أقدار الناس، ولكن لماذا تهاجر من مصر مرة أخري، ولماذا تعتبر كرامتها قد أهدرت بسبب هذا الموقف؟
كرامة لبني عبد العزيز أكبر من أن تهدر لتراجع التليفزيون عن عقده معها، وإنما كرامة التليفزيون هي التي أهدرت، ومصر لا يجب أن تدفع ثمن هذا الموقف بأن تهجرها الفنانة مرة أخري لأن التليفزيون والحمد لله ليس مصر، ولا يمثل مصر، وإنما يمثل نفسه وقد رحبت مصر الحقيقية بعودة لبني عبد العزيز إليها، وتم تكريمها في أكثر من مناسبة، وكان من الواضح أنها تعود إلي مصر وليس إلي التمثيل في مصرلبني عبد العزيز صفحة رائعة من تاريخ السينما المصرية، وهذه الصفحة محفوظة إلي الأبد، ولن يؤثر فيها مثل هذا الموقف السخيف، وربما تشعر الفنانة بأنها أخطأت بالتفكير في العودة إلي التمثيل، وخاصة أنها صرحت مرارًا بأنها لا تعود إلي مصر للتمثيل من جديد.
ولكن ليس هناك أي خطأ في ذلك، فمن المنطقي بالنسبة لأي فنان أن يعاوده الحنين لفنه حتي لو غاب عنه عقودًا طويلة كما هو الحال بالنسبة لها، وهي بالتأكيد لم يخطر علي بالها أن التقاليد والقواعد قد غابت عن الإنتاج في التليفزيون إلي هذه الدرجة. وفي كل العالم المتحضر تعتبر عودة ممثل إلي فنه بعد غياب حدثاً جميلاً وكنزًا يكشف عنه.
إنني أدعو الزميل الكبير العزيز أسامة سرايا رئيس تحرير «الأهرام» لترجمة مقال لبني عبد العزيز الأسبوعي في «الأهرام ويكلي» ليعرف قراء العربية أيضًا الخبرة العميقة الشاملة التي أصبحت عليها لبني عبد العزيز، وهذه الترجمة ستكون بمثابة باقة زهور من مصر الحقيقية التي تتبادل الحب مع لبني عبد العزيز


سمير فريد.

ليست هناك تعليقات: