عماد النويري
عالم الغناء والاستعراض وما يحدث في كواليس الفرق الغنائية الكبيرة والصغيرة والمنافسة بين الفرق الموسيقية هو موضوع فيلم 'ميوزيك اند ليريك' من بطولة النجم البريطاني العالمي هيو غرانت والنجمة المتألقة باريمور)، ومن إخراج مارك لورانس.يومان فقط أمام اليكس فلتشر (غرانت) لكي يؤلف أغنية للنجمة المتألقة كورا كورمان حتى يحصل على فرصة مشاركتها الغناء. ولأنها ربما المرة الأولى التي يؤلف فيها أغاني فإنه يبذل جهدا كبيرا حتى يجد الكلمات. بطريق الصدفة يأتيه شيطان الشعر عندما تكون بداية الالهام على يد صوفيا فيشر (باريمور) وهي فتاة غامضة تأتي اليه لتعتني بالنباتات في المنزل. نعرف ان صوفيا كانت مشروع كاتبة في السابق لكن وقوعها في علاقة حب فاشلة مع كاتب مشهور أضاع الكثير من همتها وجعلها تعيش قصة حب فاشلة. ونعرف ان هذا الكاتب استغل قصة صوفي واستغل مشاعرها الصادقة ليرسم صورة لاحدى بطلات رواياته. يقرر اليكس الاعتماد على صوفي في تأليف الأغنية وبعد عدة لقاءات ينجح الثنائي في جذب انتباه كورا بمقاطع أغنية جميلة لكنها لم تكتمل. يختلف الثنائي اليكس وصوفي على كيفية انهاء الأغنية كما يختلفان على طريقة غناء كورا للاغنية. اليكس يترك لنفسه العنان في مهاجمة صوفي ويكيل لها الاتهامات بأنها تستحق الفشل. في النهاية تغني كورا الاغنية بصحبة اليكس وبالطريقة التى طلبتها صوفي . قبل أغنية 'كورا' يغني اليكس لصوفي مقدما الاعتذار تلو الاعتذار لعلها تسامحه وتعود اليه بعد ان دق قلبه لها ووقع في غرامها. تتجمع خيوط الحكاية في نهاية تقليدية حيث يخرج الجميع سعيدا بعودة صوفي الى اليكس وبنجاح 'كورا' في استعراضها وبنجاح اليكس أيضا في العودة الى الشهرة والأضواء.نموذج واضح الفيلم 'السيناريو' يقدم توليفة كوميدية رومانسية تقليدية. ونوعية السيناريو هنا من نوعية السيناريوهات المغلقة ويعني ذلك أننا بصدد أحداث تتنامى، وشخصيات تتصارع من خلال حبكة تقليدية تمر ببداية ووسط ونهاية. وقبل النهاية لابد للعقدة ان تنحل ولابد للذروة ان تصل الى انفراج مطلوب. في السيناريوهات المغلقة لا مجال للغموض ولا مجال للرموز الصعبة والدلالات غير الموحية. في 'موسيقى وأغان' ربما سنجد نموذجا واضحا لكيفية صناعة سيناريو كوميدي غير مبتذل لا يعتمد على كوميديا الشخصية او كوميديا الألفاظ إنما يعتمد على كوميديا الموقف. لن نجد ممثلا يتشقلب لكي يستجدي منا الضحك، ولن نجد ممثلة تتفوة بألفاظ خارجة لكي تدفعنا عنوة إلى الابتسام. في سيناريو 'موسيقى وأغان' كل شيء محسوب وليس متروكا للصدفة. حركة الممثل وحركة الحوار وحركة الأغاني وحركة الموسيقى.أغان ورقابة وفي الفيلم 'الفن' غرانت وباريمور كانا دائما في حالة انسجام وقدما افضل ما عندهما وكان غرانت موفقا تماما في تجسيد شخصية الكس كفنان حصد الشهرة وهو شاب يغني ويحقق النجاح كواحد من نجوم البوب وكان عليه ان يكافح من جديد عندما وجد نفسه في ظلال النسيان. وباريمور كانت أيضا متألقة وجسدت شخصية صوفي ببراعة شديدة واستطاعت ان تقنعنا بمشاعرها المتناقضة وبأزمتها مع الكاتب الذي استغلها ثم بحبها الصامت للنجم السابق اليكس. هالي بينت استطاعت بنجاح ان تجسد شخصية كورا كورمان وكانت مقتصدة في تعبيراتها عندما يتطلب المشهد ذلك وكانت قادرة على تقديم الإطلالة الواثقة عندما تغيرت الظروف ويذكر ان هذا هو الفيلم الأول لهالي. شريط الصوت كان أيضا من محطات التميز التي يمكن التوقف عندها فقد كانت كلمات الأغاني معبرة وكانت الألحان أيضا لها دور كبير في تأكيد الحدث ولا تشعر ولو لمرة واحدة ان هناك أغنية زائدة عن الحاجة او انها مقحمة على الأحداث. وفي النسخة التي عرضت في الكويت كان هناك العديد من النقلات المفاجئة نتيجة مافعلته الرقابة بالفيلم وقد أضاعت هذه النقلات الكثير من المعاني كما أوقفت حالة التدفق الانفعالي للمشاهد مع أحداث الفيلم. 'موسيقى وأغان' من الأفلام الجميلة والنظيفة التي يمكن مشاهدتها وقضاء وقت ممتع ومسل في متابعتها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق