الجمعة، سبتمبر 06، 2013

احتفالية كبيرة عن رفاعة الطهطاوي. تكريم مونتسكيو العرب في مارسيليا

لقطة من فيلم صلاح هاشم " البحث عن رفاعة " الذي يعرض في مارسيليا


إحتفالية كبيرة عن رفاعة الطهطاوي
تكريم «مونتسكيو العرب».. في مارسيليا



ينظم «متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية» المعروف باسم «موسم MUCEM» في مارسيليا الفرنسية احتفالا كبيرا الخميس المقبل لرائد نهضة مصر الحديثة رفاعة رافع الطهطاوي بعنوان «رفاعة رافع الطهطاوي مونتسكيو العرب».
ويبدأ الاحتفال بمحاضرة لأستاذة علم التاريخ في جامعة إكس أون بروفانس د.ليلى داخلي، وذلك للتعريف بإنجازات الطهطاوي الفكرية التنويرية الرائدة على سكة التعليم ونهضة مصر والعرب والآثار التي تركها مؤلف «تخليص الإبريز في تلخيص باريز».
التنوير والنهضة
 وتعقد د. داخلي مقارنة بينه وبين المفكر والفيلسوف الكبير مونتسكيو مؤلف كتاب «روح الشرائع» وأحد أعظم فلاسفة التنوير في فرنسا، وتعتبر ان رفاعة رافع الطهطاوي هو «مونتسكيو العرب» بحق وعن جدارة. ويعقب المحاضرة عرض الفيلم الوثائقي «البحث عن رفاعة» 105 دقائق، سيناريو وإخراج صلاح هاشم مصطفى وتصوير ومونتاج اللبناني سامي لمع، وإنتاج الناقدة السينمائية الكويتية الراحلة نجاح كرم، وموسيقى الفنان يحيى خليل والفيلم من إنتاج 2008. 
والمعروف ان «متحف موسم» MUCEM للحضارات الاوروبية والمتوسطية افتتح حديثا في مارسيليا في شهر يونيو الماضي بمناسبة الاحتفال بمارسيليا عاصمة للثقافة الاوروبية هذا العام، ويعتبر أهم مركز ثقافي في مارسيليا على نسق مركز جورج بومبيدو في باريس.
وللمزيد من المعلومات: موقع متحف الحضارات الاوروبية والمتوسطية في مارسيليا: www.mucem.org
ذاكرة الشيخ
وحول الفيلم كتب الشاعر والنقد حكمت الحاج إثر عرض الفيلم في لندن بعد إنتاجه عام 2008؛ إنه «رحلة ما بين باريس والقاهرة وأسيوط وطهطا بحثا عن ذاكرة الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي رائد نهضة مصر الحديثة «من مواليد طهطا 1801-1873»، والذي يلخص مشواره العلمي قصة مصر في القرنين الماضيين، حينما سافر مع أول بعثة تعليمية أرسلها محمد علي باشا إلى فرنسا‏‏ لدراسة العلوم الحديثة‏‏ فعاد منها لكي ينشر العلم والتعليم ويشارك في تأسيس الحداثة في مصر، وما تبقى من أفكاره بخصوص العلم والتعليم، وحرية المرأة، والعلاقة بين الحاكم والمحكومين، والثقافة والعدل، وكل تلك الأفكار التي جلبها معه من رحلته إلى باريس عام 1826». 
ارتجال إبداعي
وحول «الحركة والارتجال»، أشار الحاج إلى أنهما العنصران المهيمنان في فيلم البحث عن رفاعة، الحياة حركة في الزمان والمكان، وموسيقى الجاز قبض على لحظة من تلك الحركة من أجل إدامتها وتجميدها في اللحظة الراهنة عبر الارتجال والتمدد الزمني والإطالة المبالغ فيها. قطبان متناقضان للوهلة الأولى يصر صلاح هاشم على ربطنا بهما عبر عناصر فيلمه المختلفة، بالضبط كما وجدناه منذ البداية مصرا على أن تكون موضوعاته شعبية مستقاة من تفاصيل اليومي. وعدا استجوابين في الفيلم لشخصيتين أكاديميتين بشأن تراث الطهطاوي، ندر أن تجد شخصيات لمثقفين أو لمعاناة وجودية أو لدرامات كبرى، أو حتى لما قد يشبه السيرة الذاتية. كل ما في الأمر ان صلاح هاشم اشتغل على فيلمه وكأنه يشتغل على نص قصصي يكتبه في مقهى قاهري، مع ارتجال واضح في كل شيء. ومن دون اهتمام كبير بالأبعاد التقنية. وكأننا هنا في ازاء عين توثيقية طلب منها أن تتابع الشخصيات في ما تقول وتفعل. وأحيانا بالمعنى الحرفي للكلمة. من هنا لم يكن غريبا أن يصور سامي لمع اكثر من 25 ساعة تصوير على كاميرا من نوع الفيديو الرقمي ليطلع في نهاية الأمر بفيلم من ساعة لا أكثر. هذا الارتجال الذي يبدو، أكثر ما يبدو، منتميا الى تيار سينما الحقيقة هو الذي حدا بالمخرج أن يقول في اللقاء الذي اعقب عرض الفيلم هنا في لندن انه بدلا من أن أحقق فيلما عن الطهطاوي، أفضل أن أحقق فيلما عن الناس في بلد الطهطاوي. اذ ان طريقة العزف في الموسيقى هي أهم عندي، والكلام لصلاح هاشم، من اللحن المميز لتلك الموسيقى».
إيقاظ ذاكرة أمة
أما د.شفيق صبحي فكتب عن الفيلم مبينا أن «الفيلم كله محاولة للإجابة عن هذا السؤال، محاولة لإيقاظ ذاكرة أمة دراميا، يلجأ مخرج الفيلم إلى ما يسميه رائد المسرح الملحمي «برتولت بريشت» بتأثير التعبير، بمعنى أنه يلغي عادة المشاهدة للأفلام التقليدية، تلك القائمة على الإبهار وعلى انتزاعنا من واقعنا، وينشئ عادة جديدة، هي أننا أمام مخرج، ومصور، وهما يبحثان. يبحثان في الواقع المعاصر عن شخصية تفصلنا عنها سنوات طويلة من الاستعمار والثورة والهزيمة، ثم استعادة كياننا، وإذا بنا أمام «فجوة»: أمام الجامع الذي اختير إماما لبعثة عسكرية أرسلها محمد علي لتدرس في نفس المدرسة العليا التي درس فيها نابليون، كي يعودوا بنفس مكتسبه، ويتعلموا على يد تلامذة أستاذ نابليون، البروفيسور مونج».
ضد معاول الهدم
ومن أجواء الفيلم أشار إلى لوحاته التصويرية: «أطفال يلعبون، طفلة تستسلم لإيقاع الموسيقى، ورغم حجابها ترقص، أنماط بشرية متعددة هي: «مصر الآن»، هل تولد «مصر الغد» وسط كل هذا؟ هل تحدث انتفاضة فكرية، توصل نهضة عصر التنوير بنهضة الفكر الحديث: شبلي شميل، سلامة مرسي، طه حسين، إسماعيل مظهر، فرح أنطون، لتنتهي إلى فكرة مصر المعاصرة؟ كل ما في الفيلم يوصي بأن الإجابة ستكون: «نعم»، رغم كل ما يفعله حاملو معاول هدم الهوية الثقافية، للبلد التي علمت العالم كله كيف يفكر ويبدع ويخترق ويتحدى قوانين الطبيعة
عن جريدة " الكويتية " بتاريخ 5 سبتمبر 2013

ليست هناك تعليقات: