الجمعة، أكتوبر 05، 2007

مهرجان الاسكندرية يجدد الدعوة.كمال القاضي


مختارات ايزيس


الاسكندرية السينمائي 23 ماذا حقق ؟



مهرجان الإسكندرية يجدد الدعوة


لوحدة الأفلام العربية


بقلم كمال القاضي


23 عاماً مضت علي انعقاد الدورة الأولي لمهرجان الإسكندرية آخر عرس سينمائي تقام أفراحه علي شواطئ البحر المتوسط وتتنافس فيه مجموعة من الأفلام علي الجائزة الكبري، حيث الجديد في هذا العام هو الإحتفاء والإحتفال بالأفلام التسجيلية والقصيرة.
التفوق الملحوظ لهذا النوع من السينما دفع بها إلي الصفوف الأولي وأكسبها قدرة علي المنافسة في المسابقات والمهرجانات المحلية والدولية ومنحها صكوك الاعتراف بأهميتها كسينمابديلة للأفلام التجارية المنتمية قسرا للسينما الروائية الطويلة، صاحبة الهيمنة - ذائعة الصيت ، فمن دلائل تفوق السينما التسجيلية تلك الخطوة الإيجابية التي قطعتها في اتجاه المشاركة بالتجارب المتميزة من إنتاج عام 2007 لتصبح منافسا قويا لغريمتها السينما الروائية الطويلة في مهرجان الإسكندرية الذي تعٌقد دورته الـ «23» في الفترة من 7 : 11 سبتمبر المقبل مسجلة سبقا سينمائيا، حيث شارك لأول مرة «20» فيلما تسجيليا وروائيا قصيرا تتنافس علي جوائز «الديجتال» وهو ما لم يتحقق في الدورات الماضية، وقد تم تعزيز المشاركة برصد «14» ألف جنيه للأفلام الثلاثة الفائزة بالمراكز الأولي كنوع من التحفيز للمزيد من انتاج الأفلام التي تعتمد علي التقنية الرقمية بوصفها سينما المستقبل، وحسبما تقرر تخضع عملية التقييم للجنة التحكيم المشكلة من الناقد السينمائي رؤوف توفيق رئيسا وعضوية المخرج سعد هنداوي والمونتيرة مني ربيع، ومن المتوقع أن تشتد المنافسة بين الأفلام المشاركة لتساويها في المستوي الفني ودرجة التميز فمعظمها حصل علي جوائز في مهرجانات دولية سابقة، خاصة فيلم «فلوس ميتة» للمخرج رامي عبدالجبار و«رقم قومي» لمحمد محسن، و«6 بنات» لشريف البنداري، و«أكبر الكبائر» ليوسف هشام، وربما يصعب ذلك من مهمة اللجنة في تحديد أوجه الاستحقاق للجوائز الممنوحة.
شيء آخر يجعل من الدورة «23» لمهرجان الاسكندرية خصوصية تتمثل في عودة بانوراما السينما المصرية المتوقفة منذ أربع دورات، إذ كانت هذه البانوراما واحدة من السمات المميزة بقوة للمهرجان، حيث يتم خلالها عرض الأفلام الفائزة التي لم يسبق عرضها تجاريا وتقدر جوائزها بـ200 ألف جنيه.
كما تجدر الإشارة هنا إلي الجهود الحميدة المبذولة في سياق العبور بالمهرجان إلي شاطيء النجاة ووضعه في بؤرة الضوء، لاسيما في ظل الدعوة التي وجهت إلي المحامي الفرنسي الشهير «جاك فيرجس» زوج المناضلة الجزائزية جميلة بوحريد لحضور الدورة الثالثة والعشرين وموافقته علي تلبية الدعوة دون تردد عن طريق
مندوب المهرجان في العاصمة الفرنسية باريس الناقد السينمائي صلاح هاشم الذي تولي مسئولية إبلاغه بالدعوة رسميا .. ويعود أصل «فيرجس» إلي أب فرنسي وأم فيتنامية، وقد سبق تجسيد شخصيته في فيلم «جميلة بوحريد» الذي أخرجه يوسف شاهين ولعب دور الشخصية المعنية فيه الفنان القدير محمود المليجي، فضلاً عن أن السينما الفرنسية نفسها تناولت شخصية المحامي «جاك فيرجس» بشكل إيجابي في الفيلم الوثائقي «محامي الرعب» للمخرج الفرنسي «باريت شرويدر» والمنتجة اللبنانية ريتا داغر.. تماشيا مع الاتجاه العام لنبض الشارع والدور المنوط بالوسائط الثقافية المتعددة سواء مايأخذ منها شكل الاحتفالية أو المهرجان دفع إدارة المهرجان برئاسة إيرس نظمي إلي عرض مجموعة من أفلام دول البحر المتوسط تناقش معظمها القضايا العربية - الشرق أوسطية الراهنة
وفي إطار الُلحمة العربية التي يهدف إليها مهرجان الإسكندرية هذا العام تقام احتفالية خاصة بالسينما الجزائرية بمناسبة اختيار الجزائر عاصمة الثقافة العربية، حيث يعرض فيلم «معركة الجزائر» للمخرج الايطالي الشهير «جيلو بونتيكورفو» انتاج عام 1966 وهذا الفيلم تم منعه من العرض لمدة أربعين عاما حتي عام «71» وتم عرضه علي استحياء ببعض دور العرض الفرنسية وسط موجات من المعارضه والاحتجاج علي مضمون الفيلم الذي ينتقد العدوان الفرنسي علي الجزائر ويدين معركة المظلات الفرنسية علي جبهة التحرير الجزائرية ورجالها البواسل، فضلا عن فضحه لعمليات التعذيب الوحشية للأهالي والمقاتلين.. ويأتي عرض هذا الفيلم بالتحديد كأبرز أعمال المخرج الإيطالي الذي رحل في شهر أكتوبر الماضي عن عمر يناهز «84» عاما والذي رُشح لجائزة الأوسكار مرتين ولكن لم يحصل عليها لأسباب سياسية
تشهد الدورة «23» أيضا لمهرجان الاسكندرية تكريما خاصا «لاسم السيناريست الراحل عبدالحي أديب فقد تم إهداؤها إليه وفاءًا وتقديرا لإسهاماته السينمائية التي بلغت «74» فيلما، وتعد هذه الخطوة هي الأولي في هذا الاتجاه منذ وفاة الراحل الذي ترددت أقوال عن تخصيص جائزة باسمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. وعلي ذكر السينما المصرية وتكريم المبدعين يستوجب المقام التنويه عن قيام المهرجان بتكريم المخرج نادر جلال وفني الكاميرا الأسطي دكروري عبدالحليم» «75» عاما أحد الرواد الفنيين المتخصصين في التعامل مع الكاميرا والذي عمل باستديو الأهرام بمرتب شهري قيمته «15» قرشا، غير أن تكريم نادر جلال يأتي لكونه واحدا من مخرجي الأكشن المهمين ونجل المخرج أحمد جلال والمنتجة ماري كوين، فالاثنان أصحاب سيرة فنية رائدة استكملها بعدهما نادر وأضاف إلي تجاربهما الفريدة تجارب أخري لم تقل جودة

كمــال القــاضي- مجلة الموقف العربى

ليست هناك تعليقات: