الثلاثاء، يونيو 06، 2006

نور يسطع في روتردام

نور يسطع في روتردام.عدسة باسم العزاوي


لقطة من فيلم " يوم جديد في صنعاء القديمة لليمني بدر هيرسي نال جائزة الصقر الفضي


ناصر خمير.كرمه المهرجان وعرض له فيلم " بابا عزيز



مهرجان الفيلم العربي في روتردام " نور " يسطع
روتردام.سينما ايزيس

قد يكون أجمل لقطة وقعت عليها عيناي في مهرجان الفيلم العربي بروتردام في هولندا وبلاد رمبرانت و فان جوخ، لقطة يظهر فيها الفنان الممثل العربي الكبير نور الشريف وهو يسير في طرقات المدينة، فإذا بسيدة مغربية تحمل طفلا تندفع غير مصدقة أنها تري نجمها العربي المصري المفضل، الذي اضطلع بدور البطولة في مئات الأفلام والمسلسلات المصرية، وحققت له شعبية ساحقة ،أي نور الشريف الممثل الكبير بلحمه ودمه وهو يسير في ذلك الزقاق الجانبي المهجور في روتردام .وإذا بها تضع طفلها علي الأرض، وتروح تحتضن نور وتقبله، فحملت الطفل،حتي لايركض وتصدمه سيارة، وانتظرت الكاميرا التي كانت تدور في روتردام لتصورنور، وكان يحكي في ذلك الوقت عن ذكرياته مع السينما المصرية، وهو يسير، ودار عرض " سينما ايزيس " التي كان يتردد عليها في حي السيدة زينب ،لمشاهدة الأفلام الأجنبية في فترة الستينات..
وعلي أساس ان تكون هذه اللقطات الحية المأخوذة له في روتردام نواة لفيلم تسجيلي عن تاريخ السينما في مصر،كما يأتي علي لسانه، لكن إذا بهذه السيدة المغربية فجأة تقطع عليه حبل أفكاره، وتطلب مني أن التقط لها مع نور صورة، بواسطة جهاز التليفون المحمول، فأنزلت الطفل علي الأرض، والتقطت لها صورة مع الممثل الكبير، لتكون بمثابة أثر عزيز للقاء بالمصادفة مع نجم مصري كبير سطع فجأة بنوره في زقاق ضيق في روتردام...
وكان نور الشريف قد هبط الي روتردام ضيفا علي المهرجان هذا العام، ضمن جملة من نجوم السينما العربية،لكنه كان ألمعهم، وأكثرهم حبورا واستبشارا كما عودنا، وكانت صحبة نورفي روتردام متعة تنتهي دوما هكذا بمظاهرة حب مع أبناء الجالية العربية المهاجرة، الذين كانوا يستوقفونه في كل مكان، ويطلبون أن يسمح لهم بالتقاط صورة معه، لهم ولعيالهم. وفقط حين تكون مع نور، سوف تكتشف الي أي حد وصل حب الناس له ، وإقبالهم عليه، بعد أن حقق لنفسه حضورا سينمائيا وتليفزيونيا طاغيا ولاحدود لشعبيته، مما اكسبه تقدير الجميع ، واحترامهم له في كل مكان..
وهكذا هو نور في حقيقة الأمر، نور لذي يسطع في كل مكان، والذي أضفي علي عرس السينما العربية في روتردام القه وبهجته، باعتراف الجميع، وكان من أجمل مشاهد الاحتفاء بنور في روتردام، مشهد تلك السيدة المغربية المهاجرة التي أطلقت اسمه علي طفلها فلما علمت بأمر حضوره الي روتردام سافرت من حيث تقيم في احدي المدن الهولندية البعيدة ،وحضرت الي الفندق بالسسيارة خصيصا مع طقلها لتلتقي به، وتعرفه علي ابنها " نور " الصغيرفي السابعة من عمره، وتلتقط لهما معا الصور..
وهنا فقط ربما تكمن القيمة الأساسية ل " مهرجان الفيلم العربي " في روتردام، الذي عقد دورته السادسة في الفترة من 30 مايو الي 4 يونيو 2006 .قيمته في ذلك الحشد الإنساني الذي يهبط الي ساحته، ويتواصل مع ذاته والآخرمن خلال السينما، وهو يروج لمبادئ وقيم وسلوكيات، ويعرف بانتاجات السينما العربية الجديدة المبدعة ، في مناخات التواصل والتفاهم والمحبة بين الفنانين والمبدعين السينمائيين، وبين الجمهور العربي والهولندي في روتردام. ذلك الجمهور الذي يستقطبه المهرجان كل عام ويصل الي أكثر من 15 ألف متفرج، يقبلون بتقدير وحب وشغف علي تلك النافذة الصغيرة التي فتحها لهم المهرجان، لكي ينفذ منها قبس من ضوء الوعي والمعرفة. قبس ينير عتمة تخلفنا، وسيادة ثقافة "الهراء العام" التي تغربنا عن واقعنا ، وتطمس ملامح هويتنا الأصيلة. ولنا لقاء مع حصاد مهرجان الفيلم العربي السادس في روتردام في عدد مقبل
" ..
نتائج مسابقة مهرجان الفيلم العربي السادس في روتردام
* في مسابقة الفيلم الروائي
* جائزة الصقر الذهبي للفيلم الروائي الطويل : فيلم " دوار النساء " للجزائري محمد شويخ. منحت لحكاية أسطورية تتأمل في أحوال مجتمع يحكمه الخوف والرعب
* جائزة الصقر الفضي للفيلم الروائي الطويل : فيلم " يوم جديد في صنعاء القديمة " للمخرج اليمني بدر بن هيرسي. منحت لفيلم يحكي عن مدينة صنعاء التي نتعرف فيها علي مجتمع تصطدم فيه التقاليد بلغة الحب مما يؤدي الي ضرورة اتخاذ قرارات صعبة
* جائزة الصقر الذهبي للفيلم الروائي القصير : فيلم " صباح الفل " للمخرج المصري شريف البنداري
* جائزة الصقر الفضي للفيلم الروائي القصير : فيلم " بيروت بعد الحلاقة " للمخرج اللبناني هاني طمبا
* في مسابقة الفيلم التسجيلي
* جائزة الصقر الذهبي للفيلم التسجيلي الطويل : فيلم " من يوم ما رحت " للمخرج الفلسطيني محمد بكري. لقدرة الفيلم علي الجمع بين السيرة الذاتية والجماعية وهو يعرض لواقع شعب يرفض التخلي عن الأمل
*جائزة الصقر الفضي للفيلم التسجيلي الطويل : منحت مناصفة بين فيلم " مكان اسمه الوطن " للمصري تامر عزت، وفيلم " وجوه معلقة علي الجدار " للبناني وائل ديب. ونوهت لجنة التحكيم بفيلم " نساء بلا ظل " للمخرجة السعودية هيفاء المنصور
* جائزة الصقر الذهبي للفيلم التسجيلي القصير : فيلم " " أيام بغدادية " للعراقية هبة باسم
* جائزة الصقر الذهبي للفيلم التسجيلي القصير : فيلم " ثلاثون مترا من الصمت " للفلسطيني محمود المساد. ونوهت اللجنة بفيلم " المهنة امرأة " للمصرية هبة يسري
..
اعلن معنا في ايزيس

ليست هناك تعليقات: