الثلاثاء، يونيو 20، 2006

الثقافة السينمائية علي الانترنت: تحية الي " سينماتيك " حسن حداد. بقلم صلاح هاشم

صلاح هاشم
-
الناقد السينمائي البحريني حسن حداد
http://www.cinematechhaddad.com/Cinematech/Cinematech.htm


الثقافة السينمائية علي الانترنت: تحية الي " سينماتيك " حسن حداد
باريس.سينما ايزيس.كتب صلاح هاشم
من أبرز المواقع السينمائية علي شبكة الانترنت ، التي ساهمت في التعريف بحركة واتجاهات السينما في بلاد العرب والعالم موقع " سينماتيك " لصاحبه الناقد السينمائي البحريني المتميز حسن حداد، الذي شارك مؤخرا ك " الناقد الرسمي " لمهرجان أو مسابقة أفلام من الامارات، التي يديرها ويشرف عليها الناقد مسعود أمر الله
ففي الوقت الذي تتنازع فيه المواقع السينمائية، وتتنافس علي جذب القاريء ، بخزعبلات المؤثرات البصرية، كما في جل افلام هوليوود الاستعراضية، وتكاد تضيع عندما تدلف الي احد تلك المواقع بسبب ضوء الفلاشات التي تبرق وتزغلل وتوجع العين وتلحس البصر، وهي في الجوهر خواء وبلاقيمة
يمضي قارب " سينماتيك " حسن حداد هادئا علي صفحة نهر المعلومات الكبير، وينفذ الي داخل المياه واثقا ومن دون وجل
وفي الوقت الذي تتنافس فيه تلك المواقع علي نشر ذات الاخبار المكررة المعادة، الخاصة باخبار نجوم السينما والمسلسلات العربية الحقيرة التافهة الرديئة، وقطع تورتات البدء في تصويرها ، وكأنه المسلسل او الفيلم الجديد سيكون بمثابة انتصار علي الرداءة ، والمط والملل والرهرطة والاطناب الرذيل، في حين ان معظم المسلسلات والافلام القادمة، وعلي الاقل لفترة العشر سنوات المقبلة، سوف تكون علي ذات النهج ونفس الموال الذي عزف من قبل عشرات الالاف من المرات، وتكديس للهراء العام ، وحفظه وتخزينه
و تعيد تلك المواقع البائسة نشر معلومات قديمة، ومن دون ان تتحري الدقة، وتكرس بذلك لنشر التفاهات والدعايات الرذيلة لهذه النجمة المتصابية ، اوتلك التي انتوت ان ترتدي الحجاب مستقبلا لتكون مثالا يحتذي في الطهارة من وسخ السينما النجس
يسلط " سينماتيك " حسن حداد الضوء علي الاخبار السينمائية المهمة التي تعنينا ، وتجعلنا نري كيف تتطور السينما في بلادنا او تتقهر بستين نيلة، وتهبط الي قاع سلال المهملات علي الرصيف
لأن ثقافة السينما المعتمدة مازالت في بلادنا محصورة في اخبار النجوم الفاضية التافهة، وهي سياسة مقصودة كما نعلم لأن الدولة تخشي السينما ، كسلاح ضد التخلف والجهل ، ولاتريد وجع دماغ وتعمل علي تكريس الاوضاع القائمة بشتي الطرق، وحتي آخر لحظة في عمر النظام الحاكم
ولأن السينما جماع الفنون، وهي أخطرها علي السياسات القائمة كما قال " لينين " في ثورة اكتوبر
لذلك سوف تجد ان كنوز السينما المصرية الحقيقية في السينما التسجيلية ، في جل الاعمال التي قدمتها علي مدار مائة سنة واكثر ربما من عمر السينما في مصر
وفي اعمال باهرة متوهجة مثل " النيل ارزاق " لهاشم النحاس، وغيرها من روائع سينما الواقع التسجيلية لعلي الغزولي وسميحة الغنيمي وداود عبد السيد وشادي عبد السلام وخيري بشارة وغيرهم
مازالت حبيسة العلب، ولا تعرض علي شاشة التلفزيون المصري، وعلي الرغم من حصول اغلبها علي جوائزعديدة في مهرجانات السينما العالمية
نحن لانعرف كيف نحافظ علي تراثنا السينمائي، ولانريد ان نعرف ونعمل، والحديث عن ثقافة السينما في بلادنا يجعل موظفي وزارات الثقافة في العالم العربي يسحبون عليك في التو غدارتهم، لأن الوسيلة المتاحة امامهم لنشر ثقافة السينما كماارتأتها جل انظمتنا هي اقامة الحفلات والولائم التي يصرف عليها بالهبل، والجوائز التي تمنح الي الافلام المعطوبة، والقروش الكثيرة التي تصب في جيوب موظفيها من عقد الصفقات، وتسفير الافلام للمشاركة في المهرجانات الخارجية، والاحتيال للنهب باية طريقة، وابتزاز المخرجين
الصاعدين الواعدين وتأميمهم
من هنا دخلت ثقافة السينما في نظام العولمة الحديث، وهيمنة الروح التجارية، واساليب البيع والشراء التي تتناسب مع طبيعة الحياة العصرية ان فتح عينيك انهب واركض في التو، وصار لكل شييء ثمنا
ومن ثم ترسخت دعائم سياسات النهب والتكسب المالي والاداري علي حساب ثقافة السينما والفن الجميل الذي خطف ارواحنا ، وصارت مهرجاناتنا السينمائية تضحك الناس علينا ، فهي مهرجانات بافلام رديئة واقعة ومعطوبة وبلا جمهور ولانجوم ولا سينما، بل مجرد خيالات مضحكة تتحرك علي الشاشة فتتزغلل العيون، وتبعث علي القييء من تفاهتها وسخافتها وانحطاطها بعقولنا
ومن هنا برز دور المواقع السينمائية في خلق ثافة سينما حقيقية بديلة، خارج التيار الرسمي الوظيفي الحكومي، وفي تقديم اطلالة مغايرة ، تعكس ثقافة السينما الحقيقية ، بمبادرات فردية من قبل اشخاص او جمعيات فنية مستقلة
وموقع " سينماتيك " في رأينا قدم مثالا بارزا علي حب السينما الفن، والتفاني بالمجهود الذاتي في خدمته، وعلي الرغم من ان " سينماتيك " هو "موقع شخصي"، علي استحياء وبتواضع جم، و يقدم فيه حسن حداد نفسه، ويعلن عن كتاباته، ونشاطاته واخباره
الا انه تحت غطاء الشخصي، يروج " موقع " سينماتيك "ّ للشيء الاهم الاصيل، الا وهو ثقافة السينما الحقيقية، كما يراها ويتمثلها حسن حداد الناقد البحريني المهذب النبيل الجميل
ولعل اهم ركيزة من ركائز تلك الثقافة، هي المحافظة علي ذاكرتها، ...تلك الذاكرة التي يعمل الموظفون الحكوميون علي نهبها بعد لوي عنقها، ونخشي ان تضيع معها هويتنا الاصيلة، وتغيب وتندثر في التراب
يحافظ " سينماتيك " حسن حداد بدأب وصبر علي ذاكرة تلك الثقافة، ويصرف علي ذلك من جيبه الخاص، فيؤرخ ويؤرشف لها، كما في باب " كتبوا في السينما " ،الذي صار مرجعا مهما لكل نقاد وكتاب السينما في العالم العربي، للاطلاع علي اعمالهم واعمال الآخرين علي طبق فضة، ويؤسس في ذات الوقت لروابط وصداقات، وكما في باب " ملفات خاصة " في ذات الموقع ، الذي تجد فيه كل كتابات نقاد السينما العرب، الذين تابعواورصدوا وقيموااعمال وفعاليات مهرجان كان 59 الاخير، لمعظم الصحف العربية الجادة، مثل الحياة " و" القبس " ، و" القدس " و" الخليج " وغيرها، ويتطلب منك تفرغا كاملا للاطلاع علي محتوياته
كما ان حسن حداد يفتح شباكا آخر في موقعه بعنوان " خاص بسينماتيك " ينشر فيه مساهمات تطوعية لبعض النقاد من عواصم العالم، و يكتبون فيه علي راحتهم، ومن دون ضغوطات، واذا به يصبح " ورشة " للكتابات النقدية الجريئة وبوابة الي الحرية وفضاءات ثقافة السينما الرحبة
هذا مافعله حسن حداد ، فماذا فعلت قصور ووزارات الثقافة في بلادنا لتحرير الخيال وتطوير السينما الفن؟
تحية الي حسن حداد علي موقعه الضروري الهام ، وتمنياتنا له بالتوفيق والازدهار والتقدم في كل أعماله ومبادراته الملهمة
صلاح هاشم
رئيس تحرير سينما ايزيس
انظر " سينماتيك " حسن حداد
انظر الموقع الرسمي لسينما ايزيس
انظر ايضا موقع " جهة الشعر "الذي تأسس عام 1996 للشاعر البحريني قاسم حداد

ليست هناك تعليقات: