الاثنين، أغسطس 31، 2015

ملف صحفي لسينما إيزيس.سينما إيزيس ملف صحفي.

الربة إيزيس أم المصريين ترضع طفلها حورس

الناقد السينمائي الكبير سمير فريد
ملف صحفي
لموقع سيما إيزيس

الربة إيزيس أم المصريين

-



هذه مختارات مما كتب الناقد السينمائي صلاح هاشم عن الموقع عند انطلاقته يوم الاثنين 29 اغسطس 2005 في فضاء الحرية على شبكة الانترنت، وبعض مما كتب كتقييم للموقع وما جاءحوار مع مؤسسه صلاح هاشم و بعض رسائل التهنئة لموقع " سينما إيزيس " من كبار النقاد والكتاب المصريين والعرب..
 
الافتتاحية.. وكلمة ترحيب
بقلم
  صلاح هاشم
 
بتاريخ الاثنين 29 اغسطس 2005

أهلا بكم في موقع مجلة " سينما ايزيس " تحت التأسيس,، كما هو يبدو كل شييء في حياتنا، علي موقعة شبكة المعلومات الجديدة الهائلة الانترنت, حيث هي المعرفة مبحاحة ومتاحة لم يشاء ، ومجانا ببلاش ، وكنت تدوخ السبع دوخات يامؤمن لكي تحصل علي معلومة في بلدك، اذا سألت تتهم بأنك عميل سري ، وبيشتغل مع مخابرات دولة اجنبية,.. والآن.. وبعد ان تكسرت كل الحدود والعراقيل والعقيات التي كانت تواجهنا في الوطن.. وتسد امامنا الطريق, وتغربنا اكثر عن مجتمعاتنا، حتي صرنا مسخا في بلادنا, صارلنا بفضل الانترنت موقعا واسما وصالة عرض واوطان. لم تعد القضية الآن ان ننغلق علي وطن واحد، وثقافة واحدة، ونتعصب لجنس او طائفة اوحزب او فريق او دين.صار وطننا هو حريتنا ، بفضل الانترنت , حريتنا في ان تقول نحن ايضا كلمتنا ، ونعلي من شأن الصورة التي نريد . حريتنا في ان تكون لنا اوطانا وجبالا وبلدانا ومحيطات . حرينتا في الانفتاح علي كل ثقافات العالم ونحن نعاتق الاهل في الوطن. صرنا الآن نريد ان نتواصل في اللحظة مع طوب الارض، ونعانق كل الموجودات والمخلوقات، ونحن نحلق في الاعالي مع السحب، ونسطر ابجدية السعادة والنور، ونتصالح مع البحر والسماء والغابة والنهر. . نتصالح مع انفسنا والعالم.اصبحنا نجيب محفوظ ونيكوس كازانتزاكي وهرمن هسه وطاغور ووالت ويتمان وشهرزاد ويحيي حقي وادجار الآن بو، لأن كل الكتابات العظيمة في اعمال هؤلاء وغيرهم تنتمي جميعها الي الانسانية, وهي ملكا لكل البشر و..لكل العصور. نريد في " سينما ايزيس " ان نعني اساسا بفكر السينما المعاصرة, اي الطريقة التي تفكر بها ب و مع ....من اجل ان تصبح اداة تفكير في مشاكل الواقع ومتناقضات مجتمعاتنا الانسانية تحت الشمس, وليس خزعبلات وترهات ثرثارة لاعلاقة لها لا بحياتنا، ولا بواقعنا, وأكثر من مجرد وسية للترفيه وقطع الوقت ( وبالله عليكم اين هذا الوقت الذي نجده اولا كي نقطعه، او نقتطع منه ؟. علينا ان نفكر الآن في الصورة التي نصنع، كي تكون شبيهة بنا , ومعبرة عن احلامنا وطموحاتنا ومغامرتنا وفكرنا , وكل ماعدا ذلك في رأينا فهو هراء وعبث ، وأحد اهداف سينما ايزيس ان تكون منبرا للاقلام الحرة التي تشارك في الكشف عن الحقيقة وعدم الخضوع والرضوخ ، وكنس الهراء العام، علي جميع مستويات التفكير في الحياة وفلسفة الجمال وفي الموسيقي والسينما وفلسفة الفكر المعاصر . وكل هذا مطلوب لتفتيح الاذهان وتوعية الشعوب ونشر الثقافة السينمائية وغسيل العيون ، وأكثر منه مطلوب, وكفاية , قبل ان نندم علي الوقت والايام والاحلام التي ضاعت من عمرنا. ومجلة " سينما ايزيس " هي وقبل اي شييء تحية الي دار " سينما ايزيس " في حي السيدة زينب, حينا , وكانت شباكنا نحن الا طفال الاشقياء في قلعة الكبش في منتصف الخمسينيات , شباكنا علي السفر والترحال والاستكشاف والدهشة وعناق المغامرة, لهذا اردنا من خلال هذه المجلة الجديدة ان نحييي سينما ايزيس من جديد , وننفخ فيها الحياة ونحكي عن الصورة التي تعجبنا, وتكون المجلة ببركة ايزيس رحلة استكشاف ومغامرة حياة جديدة وعرضا مستمرا في قاعة جديدة لسينما ايزيس . قاعة لاتفارقها ابدا الحياة
ايزيس.صلاح هاشم

--


كتب الناقد والباحث السينمائي العراقي الاستاذ يوخنا دانيال حديثا دراسة بعنوان " المواقع السينمائية علي شبكة الانترنت ما لها وما عليها" ونشره في موقع " سينماتيك " لحسن حداد، فوضع سينما ايزيس في المرتبة الثانية مباشرة بعد " سينماتيك " كأحد أهم وأبرز المواقع السينمائية العربية علي شبكة الانترنت، وكتب يقول .. " سينما ايزيس هي مجلة سينمائية اليكترونية تعني بفكر السينما المعاصرة وفنونها، مؤسسها ورئيس تحريرها الناقد السينمائي المصري المقيم في باريس الاستاذ صلاح هاشم مصطفي، وسيهتم الموقع المتعدد اللغات والاهتمامات عند تكامل انشائه بالسينما العربية والفرنسية والاوروبية والافريقية والعالمية ليعكس فكر السينما المعاصرة وفنونها وانجازاتها حول العالم. وللحق فان الموقع يحمل بأمانة طابع الناقد صلاح هاشم " المتمرد " والخارج عن مؤسسة السينما القائمة في مصر أو العالم. لقد وقف صلاح هاشم بمفرده بعيدا عن الجميع... ولم يساهم في حملة التهليل والتبجيل الشاملة ، " غير الموضوعية أحيانا " بفلم عمارة يعقوبيان، لذا يحفل الموقع الذي انبثق في آب. أغسطس 2005 بمقالات نقدية عميقة " مضادة " للسينما العربية الراهنة في مصر، والسينما القائمة فقط علي الابهار والتقنيات والاثارة في هوليوود وغيرها من عواصم العالم ، كما يحفل بمقالات تبجل السينما التسجيلية والمستقلة والفقيرة الخارجة عن المألوف في مصر وكل مكان، بأقلام أهم النقاد في العالم العربي. يمتاز الموقع بغناه النظري وتغطياته الموسعة العميقة و " غير المهادنة " للمهرجانات التي يحضرها باستمرار " ناسك " السينما صلاح هاشم. كما يمتاز الموقع بخدماته الكثيرة وروابطه الاليكترونية الواسعة بمختلف المؤسسات والمعاهد والجهات التي تعني بالسينما في العالم. سينما ايزيس هي وفاء وتحية من مؤسس الموقع الي دار عرض " سينما ايزيس " في حي السيدة زينب، التي جذبت الطفل صلاح هاشم الي عالم السينما السحري منذ أربعين عاما أو يزيد. ". ويسمح باقتباس او نقل اي مادة من أرشيف وموقع المجلة من دون اذن من الناشر صلاح هاشم . يرجي فقط الاشارة الي المصدر. مع تحيات سيبنما ايزيس.
--




تهنئة من الناقد السينمائي المصري الكبير سمير فريد الي سينما ايزيس

بعث الناقد السينمائي المصري الكبير سمير فريد برسالة تهنئة الي " سينما ايزيس " يقول فيها
عزيزي صلاح تهنئة حارة على موقع "سينما إيزيس" والذي قرأته وأعجبني كثيراً. لا أرى ما يدعو للتفكير في مجلة مطبوعة, فهي لن تكون تحت المخدة, وإنما تحت الرقابة..كل ما أتمناه التدقيق في المعلومات على مواقع السينما العربية, ففي مقابل حرية الرأي من دون قيود ولا حدود, ليست هناك حرية في نشر معلومات غير محققة مائة في المائة بل إن المعلومات الخاطئة -كما تعلم- عدوان على الحرية.مع أطيب التمنيات
سمير فريد
--

تهنئة الي سينما ايزيس

بقلم الناقد السينمائي هشام لاشين
كتب الناقد السينمائي المصري هشام لاشين رسالة الي سينما ايزيس يقول فيها
عزيزي الاستاذ صلاح هاشم
أهديك شعار مهرجان القاهرة السينمائي لدورته الجديدة، ربما لأنه أيضا عن ايزيس والاهرامات، وهو ما يبدو ملائما لموقعك، الذي اخترت له هذا الاسم مبكرا، وفي حيثيات اختيار شعار هذه الدورة المهرجانية أشارت ادارة المهرج
ان، أنه وقع الاختيار علي ايزيس، لأنه تتبادر فور ذكرها معاني الابداع في كل صورة، بداية بالخصوبة، مرورا بالرخاء والعدالة والعاطفة، وانتهاء بفكرة السلام، شأنها شأن الفن السينمائي، الذي تتضمن لقطاته المتتابعة تبادرا لأفكار شتي، في محاولة لرصد الوجود الانساني. هذا الوجود الذي صاحبه منذ الأزل طموحا في الخلود، لتصبح السينما احدي سبل الحضارة، تماما كأهرامات الجيزة، التي خلدت ذكري قدماء المصريين بابداع بقي منغلقا علي أسراره، شاهدا علي عبقرية صانعيه، ليستحق أن يكون رمزا لقيم العمل ، محمولا بيمين المبدعة ايزيس. لقد كان لك السبق صديقي في استلهام هذه المعاني، وأنت تطلق علي موقعك هذا الأسم، بما يحمل من دلالات يتوازي فيها الابداع والخلود بالتواصل عبر شريط السينما، وهو ما أهنئك عليه، وان جاءت تهنئتي متأخرة، وهي فرصة لنهنيء أيضا مهرجان القاهرة في دورته الحادية والثلاثين، لأنه اختار بدوره من عبق المحلية والتاريخ شعارا لدورته، ولم يستسلم مثل آخرين لشعارات ممسوخة. شعارات لاتعكس سوي أطماع الآخرين علي طريقة الشرق أوسطية وغيرها من الشعارات المستوردة وربما المفروضة، والتي لاتعكس سوي الفراغ والاستخفاف، وبالتالي فهي لاتسمن ولاتشبع من جوع..
هشام لاشين
-

مدوّنة «سينما إيزيس» تطمح الى سينما تشبهنا

صلاح هاشم : نريد بديلا من الهراء الذي يُسمَّى ثقافة السينما


حاوره :  الناقد السينمائي اللبناني نديم جرجورة


يُقيم الناقد السينمائي المصري صلاح هاشم في باريس، ويتابع واقع السينما الغربية والعربية على حدّ سواء، في مقالاته النقدية وكتبه المتفرّقة. في آب ,2005 أطلق مدوّنة سينمائية باسم «سينما إيزيس»، استناداً إلى رغبته في إصدار مجلة سينمائية متكاملة تُقدّم وجهات نظر سجالية مختلفة

ما الذي دفعك إلى إصدار مجلة (مدوّنة) سينمائية عربية في مرحلة تتّسم بارتباك كبير على مستوى الإنتاج السينمائي العربي السوي؟

كان الدافع إلى إنشاء مدوّنة «سينما إيزيس» في آب 2005 على شبكة «إنترنت» أن تكون تحيةً إلى دار عرض «سينما إيزيس» في حي السيدة زينب في القاهرة، أحد أهم الأحياء الشعبية فيها وأعرقها، التي كانت تعرض أفلاماً أجنبية فقط بترجمة لأنيس عبيد، وكانت بمثابة مدرسة سينما لي ولأقراني في فترة الخمسينيات، حيث شاهدنا فيها روائع السينما الأميركية في تلك الفترة. لكنها، في عصر الانفتاح الاقتصادي الساداتي، تحوّلت الى «خرابة» مهجورة مثل الأشياء الأصيلة كلّها في حياتنا. حفّزتني أفلامها على الكتابة، إذ لولا تلك الأفلام، التي فتحت أمامي نافذة على العالم، لما انطلقت في الإبداع، ولما اخترت أن أكون كاتباً. أردتُ من تأسيس مدوّنة «سينما ايزيس» أن تكون قاعة عرض مفتوحة على العالم من دون أن تغادر مقعدك. أردتها أن تُذكّر بتلك القاعة التي وسّعت مداركنا وغذّت مخيّلتنا وألهبتها. رغبتُ في أن تحافظ على ذاكرتها، وعلى مجد السينما التي صنعتنا، وعلى ذكريات تلك الأفلام العظيمة التي شاهدناها في تلك القاعة، بعد أن صارت الآن جزءاً منا، زارعةً فينا سحر الضوء، وذلك التوهّج والتألّق والوميض
اختراع النظرة

هناك دافع آخر: التواصل مع القارئ العربي المهتمّ بالشأن السينمائي الجاد. أردت أن تكون المدوّنة حلقة تواصل للتعريف باتجاهات السينما الجديدة وتياراتها، اذ تتقدّم السينما التي اعتبرها أداة تفكير في مشاكل ومتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية في العالم، وتقترب أكثر من الشعر والفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع والأدب وعلم النفس، وتتواصل مع تلك العلوم، بينما تتخلّف في بلادنا وتعاني «ارتباكاً كبيراً على مستوى الانتاج السينمائي السوي»، كما قلتَ في سؤالك، بسبب عزلتنا وتخلّفنا وتقوقعنا على أنفسنا. أردتها أن تكون شاهداً على ما يحدث في تلك المنطقة الحرّة (باريس)، وأن تُبلّغ بما يحدث (هناك أكثر من مئتي مهرجان سينمائي في فرنسا تحتاج تغطيتها والكتابة عنها إلى جيش جرّار)، انطلاقاً من أن الحديث عن الأعمال السينمائية الجديدة التي تُعرض هنا، وإن لم تُتَح للمواطن العربي مشاهدتها، أساسي وضروري. أردتُ لهذه الشهادة المرئية والروحانية أيضاً (المدوّنة)، باعتبار أن السينما كما أتمثّلها حضارة للسلوك في الأساس، أن تكون محاولة شخصية وفردية لكنس «الهراء العام» الذي يمثّل المادة الأساسية لما تبثّه غالبية صحفنا وأجهزتنا الإعلامية ومحطاتنا التلفزيونية المصرية والعربية، التي تجهل الشأن السينمائي. لهذا كلّه، أركّز في كتاباتي على محاولات ترى أن السينما تكمن في اختراع النظرة، وليست للترفيه والتسلية ودغدغة المشاعر والعواطف لتغريبنا عن أنفسنا ومجتمعاتنا. أردتُ المدوّنة مساحة للتعبير تُعنى أساساً بفكر السينما المعاصرة، لأن ما يهمّني كامنٌ في «كيف تفكر السينما في تطوير فن السينما نفسه»، من خلال التجريب والابتكار والاختراع (اختراع النظرة)، وكيف يضيف كل فيلم جديد إلى التراث السينمائي العالمي، ويتواصل مع التقاليد التي أرساها كبار السينمائيين المخرجين، «حكواتية» عصرنا، من هوميروس اليوناني إلى فيلّيني وستانلي كيوبريك وغريفيث وهيتشكوك وبونويل ومحفوظ وساتياجيت راي وصلاح أبو سيف وغيرهم. أردتها أن تصبح مشروعاً في طور التكوين والتحقّق مفتوح على التجريب والتطوير في كل لحظة، بما يتلاءم والأحوال والظروف والمتغيرات الجديدة، وضد كل ما هو ثابت وتقليدي ومحافظ ومتحجّر وجامد وبلا حياة

ما الذي دفعك إلى إصدار المجلة إلكترونياً وليس كمطبوعة ورقية؟ وهل تعتقد أن وسيلة التواصل الإلكتروني أفضل من المطبوعة الورقية؟

وسيلة الاتصال الإلكتروني أفضل وأسرع من المطبوعة، لأنها مجانية أولاً، وتوفّر إمكانيات لا حدود لها في الحفظ والمراجعة والأرشفة والتطوير ثانياً، فتضع العالم كلّه بين يديك (مثل السينما) في لحظة واحدة، و«بكبسة زرّ». فالوسائل الإلكترونية سبّاقة في نشر الصورة والخبر والتعليق والتحليل والرأي، في حين أن عهد الإعلام الموجَّه الخاضع للحكومات والسلطات انتهى، وفقدت المجلات والصحف الحكومية مصداقيتها، وأصبح الإعلام الرسمي الآن مثار سخرية وتهكّم. كما أنها تتيح للقارئ التعقيب والتعليق على ما تبثّه وتكتبه وتنشره المدوّنات، فتخلق بذلك «تفاعلية تبادلية» أوسع ومشاركة أكبر، بالحوار الديموقراطي المثمر والبنّاء والمتبادل والمفتوح على الاحتمالات كلّها، متمنّياً أن تتسع حلقة التواصل هذه عبر سينما إيزيس»
جرأة الاكتشاف
إلى أي مدى يُمكن القول إن «سينما إيزيس» نجحت في استقطاب القرّاء المهتمّين بالشأن السينمائي بجانبيه الثقافي والفني؟
ربما نجحت «سينما إيزيس»، التي يتردّد عليها أكثر من مئة شخص يومياً منذ تأسيسها، في أن تصدم البعض، بل قل الكثيرين، بأفكارها وكتاباتها الجريئة المغايرة. ربما نجحت أيضاً إلى حدّ ما في أن تكون كشّافاً واكتشافاً، وأن تعبّر وتنطق بما لا يستطيع البعض أن ينطق به، بسبب صراحتها وحريتها وجرأتها. لـ«سينما إيزيس» نكهة وطعم خاصّان، وهذا بالضبط ما يميّزها. من الطبيعي أن يكشف كل موقع عن صورة صاحبه ويأخذ من نفسه وتاريخه وروحه وفلسفته ورؤيته للعالم، لذا تطرح «سينما إيزيس» «صورة» تشبهنا، كما تطمح إلى أن تقدّم سينماتنا أيضا صورة قريبة من واقعنا. ربما حفّزت «سينما إيزيس» على هذا المنحى ودفعت باتجاهه وشجّعت على تأسيس وخلق مواقع سينمائية جديدة وبديلة محل «الهراء العام» الذي يُرَوَّج له باسم ثقافة السينما

في هذا الإطار، كيف تنظر إلى الواقع الحالي لـ«المواقع والمدوّنات الإلكترونية العربية»؟ وبرأيك، ما هو الهدف من إصدار» هذه المواقع والمدوّنات؟

الواقع الحالي يكشف عن إمكانيات محدودة جداً في التطوير، بسبب ضعف الميزانيات المالية المخصّصة بالمواقع، خصوصاً المواقع الجماعية المعبّرة عن مجموعة بعينها. لذلك، نجد أن هناك إقبالاً أكبر وأكثر على المواقع الفردية، فزيارة الموقع الشخصي تكون بمثابة تحية ورغبة في الالتقاء بصديق، تعرّفت عليه وأُعجبت بكتاباته وأحببتها، مثل موقع الناقد اللبناني محمد رضا «ظلال وأشباح»، أو موقع «سينماتيك» الضروري لصاحبه الناقد البحريني حسن حداد، الذي صار الآن مرجعا أرشيفياً مهماً لجلّ الكتابات المهمة عن السينما. ذلك أن الموقع الشخصي ينهل من تاريخ صاحبه وسيرته وأسلوبه وروحه، في حين تضيع هذه اللقطة في المواقع الجماعية، فلا تحسّ فيها بنَفَس أحد، وتحل محلها اللقطات الكبيرة العامة. هناك مواقع تأسّست بمبادرة من مهرجان ما، مثل موقع «شبكة السينما العربية» الذي أطلقه «مهرجان الفيلم العربي في روتردام» بإشراف الناقد المصري أشرف البيومي، الذي حقّق إنجازاً مهمّاً (ونجح فيه) لجهة التعريف بالأحداث السينمائية في العالم العربي، من خلال المتابعة الخبرية الرصينة والجادة، والساعية الى تلبية حاجة ما. إن المواقع الشخصية يُصرِف صاحبها عليها من جيبه الخاص، وتكون مطبوعة ببصمته. الأهمّ أن تخلق المواقع وبخاصة الشخصية حاجات، وأن يكون هناك نَفَس فردي شخصي. إن مدونة فلان هي عطره. وأعتقد أن الهدف الأسمى للمدوّنات كلّها أن نُقبل على السينما وأن نحبها أكثر، لأن وظيفة السينما كما نراها في مدوّنة «سينما إيزيس» أن تقف ضد الظلم في العالم، وأن تطوّر فن السينما نفسه، وأن تقرّبنا أكثر من إنسانيتنا. إلى أي مـــدى تعتبر أن وسيلة التواصــل هذه قادرة على جذب قرّاء مهتمّين بالشأن السينـمائي؟ أعتقد أن المواقع والمدوّنات قادرة على جذب قرّاء أكثر لو توفّر لها الدعم المالي غير المشروط للتطوير المستمر. إن طموح «سينما إيزيس» أكبر من أن تكون مجرد مدوّنة، لأنها أصلاً مشروع سينمائي يهدف إلى إصدار مجلة سينمائية فصلية بعنوان «نظرية الفيلم» قدّمته الى مؤسسة ثقافية عربية ثم نام في «الدُرْج». الهدف من تأسيس «سينما إيزيس» أن تكون صورة مصغّرة عن مشروع المجلة. لذلك أقول إن المدوّنة مشروع في طور التحقّق

استقلالية وحرية

ما هي أبرز القضايا السينمائية العربية/الأجنبية التي تثير اهتمامك، والتي تثير اهتمام قرّائك؟

أبرز القضايا التي تهتم بها «سينما إيزيس» هي «استقلالية» الفكر وحرية التعبير والحثّ على خوض مغامرة الكتابة عن الأفلام، وأهمية ارتباط السينما بواقع وتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية. تهتمّ المدوّنة بالأفكار ومقالات الرأي أكثر من اهتمامها بالأخبار. تحب الاشتباك، وتحبّ أن تكون مثيرةً للحوار والجدل. تنحاز إلى سينما الواقع التسجيلية وتشجّع على صنعها وعلى تركيب أفلام صغيرة من دون «فلوس»، وهي تحكي عن محاولات صنع أفلام بهذه الطريقة بكاميرا «ديجيتال» صغيرة ومن لا شيء. نريد لمخرجينا الشباب أن يقوموا بجمع تلك الأفلام الكثيرة التي تحكي عن همومنا وعذاباتنا وتوثق حياتنا. تحب «سينما إيزيس» الأفلام الروائية التي تستفيد من إنجازات الفيلم التسجيلي، كما في أفلام الإيطالي ناني موريتي والأميركي جيم جارموش والإيراني عباس كياروستمي، فتمزج بين الروائي والتسجيلي في آن واحد. تهتمّ بقضية الأرشيف السينمائي للمحافظة على تاريخنا وذاكرتنا، وتعتبر أنه لا يمكن الحديث عن أي سينما أو قيام أي نهضة سينمائية حقيقية في عالمنا العربي، طالما أن قضية الأرشيف السينمائي في كل بلد عربي لا تزال مؤجّلة ومهمَلة. تريد أن تصبح الأفلام، أفلامنا، مثل السير في حقل ألغام، بدلاً من تلك الترهات والسخافات المصوّرة والعقيمة في أعمال يصنعها «ترزية» السيناريوهات في بلادنا، تقذفنا بها شاشات التلفزيون العربية في كل لحظة، وجميعها يمكن أن يُلقى به في صناديق القمامة. تريد أن تُعلي أفلامنا كرامة الإنسان في بلادنا، بصنع أفلام سهلة وواضحة وسينمائية وبسيطة، تأسرنا ببساطتها وتشدّنا إليها بعذوبتها، كاللبناني «سكّر بنات» لنادين لبكي. نريد للسينما (وهذه قضيتنا) أن تصبح «صورة» تشبهنا و«ضرورة» في حياتنا، فبلد بلا سينما كبيت بلا مرآة، كما يقول برتولت بريخت. في مقابل هذا كلّه، أعتقد أن أغلب إنتاجاتنا السينمائية العربية الحالية لا يشبهنا في أي شيء

عن جرية " السفير " اللبنانية بتاريخ 24 اكتوبر 2007

ليست هناك تعليقات: