الأحد، أغسطس 02، 2015

في " الف ليلة وليلة " شعب البرتغال هو البطل ( 1 من 2 في دراسة بعنوان " من يصنع في العالم سينما الغد ؟ ) ) بقلم صلاح هاشم

من يصنع في العالم " سينما الغد " ؟

ملصق فيلم " الف ليلة وليلة " للمخرج البرتغالي الكبير ميجيل جوميز


( 1 من 2 )
في " الف ليلة وليلة " شعب البرتغال هو البطل

بقلم

صلاح هاشم

كيف نكتشف في السينما الجديدة " سكة" جديدة، للتعبير عن التناقضات والأيام السوداء التي نعيشها الآن كل يوم في حياتنا ، ونوظف بذلك السينما فقط كأداة - كما يقول المخرج الفرنسي والمفكر السينمائي الكبير جان لوك جودار - آداة تعبير عن مشاكل وهموم الواقع المعاش والحديث عن الأزمات الاقتصادية التي صارت تعصف الان - كما حدث في اليونان - بمجتمعاتنا ؟
شهر زاد في فيلم " الف ليلة وليلة " لميجيل جوميز

سؤال طرحه المخرج البرتغالي الكبير ( 41 سنة ) ميجيل جوميز على ذاته، وكان قد حقق ولحد الآن ثلاثة أفلام روائية طويلة، عرضت في مهرجانات العالم السينمائية الكبرى، وحصلت على جوائز، و من ضمنها رائعته " تابو "، فوجد جوميز نفسه، في " محاولة سينمائية " فقط للإجابة على السؤال المذكور، يصنع فجأة "ملحمة" فيلمية، بعنوان " ألف ليلة وليلة "، في فيلم طويل جدا، و أشبه مايكون بـ " أوديسة " عن واقع بلده البرتغال. وكان أعلن عن إفلاس خزينة الدولة في البرتغال منذ عدة سنوات،والعمل بسياسات التقشف والتوفير على جميع المستويات حتى صارالبرتغال يقف على حافة المجاعة، بل لقد مر وقت طالب فيه رئيس الوزراء البرتغالي السابق مناشدا المجموعة الاوروبية والبنك الدولي والبنك الأوروبي بأن يحضروا الى البرتغال، ويديروا المجتمع البرتغالي بانفسهم 
ورئيس الوزراء البرتغالي السابق هذا للعلم محال للتحقيقق حاليا، لاتهامه بعدة جرائم ،من ضمنها نهب المال العام، و إستغلال النفوذ ، والفساد المالي والاداري ..
 ويستغرق عرض فيلم جوميز الذي عرض في تظاهرة " نصف شهر المخرجين " في مهرجان "كان" 68 أكثر من 6 ساعات !، وقد عرض بأجزائه الثلاثة ، وكل فيلم أو كل جزء مستقل عن الافلام الأخرى، ويمكن مشاهدته منفردا كفيلم قائم بذاته، عرض على مدار 3 ايام في المهرجان، وقوبل بحفاوة نقدية كبيرة
كادرات من "  مشاهد في فيلم " ألف ليلة وليلة " لميجيل جوميز

 فيلم " ألف ليلة وليلة " لميجيل جوميز فيلم متميز جدا، و بكل المقاييس، لثلاثة اسباب رئيسية سوف نحكي عنها ونشرحها ونفصصها هنا، وهو متميز  بسبب التساؤلات الفكرية والجمالية التي يطرحها جوميز أولا في فيلمه، ولعل أهمها سؤال السينما ذاته في الفيلم
 وبسبب توظيفه لشخصية " شهر زاد " في الفيلم، و اختراعات وابتكارات الفن المدهشة التي يطرحها  جوميز ويبرزها في فيلمه أيضا، على سكة البحث عن اساليب جديدة في التعبير، تساهم في "تطوير" فن السينما ذاته
 لكن ربما كان أهم ماحققه جوميز في فيلمه ، أنه كرس "البطولة المطلقة " في الفيلم لشعب البرتغال، وبكامل افراده  وطبقاته، وقدم لنا من خلال أوديسته السينمائية وفيلمه الراوائي الذي ينهل من إضافات وإنجازات الفيلم الوثائقي وفي أروع نماذجه قدم  درسا عظيما في السينما  " الحرة "المستقلة،
  التي تصنع خارج " الأطر" الانتاجية التجارية التقليدية المتعارف عليها، و نموذجا فريدا لمن يصنع في العالم  الآن " سينما الغد "، وعلى أية شاكلة سوف تكون
بطولة مطلقة لشعب البرتغال في فيلم " ألف ليلة وليلة " الذكي لميجيل جوميز


 وهذا ماسوف نعرض له هنا ، من خلال  هذه الحلقة الاولي من دراستنا بعنوان  من يصنع في العالم سينما الغد
صلاح هاشم
 
 ( .. يتبع )

ليست هناك تعليقات: