الخميس، أغسطس 27، 2015

إشكاليات سينمائية بقلم محمد عبد الفتاح في " مختارات سينما إيزيس "


مختارات سينما إيزيس
لوحة ياريتني طير لأطير حواليك للفنان الكبير حلمي التوني


إشكاليات سينمائية

بقلم
محمد عبد الفتاح
 اعتذرت هذا الأسبوع عن الاستمرار في إعداد كتاب عن مخرجنا الكبير محمد عبدالعزيز بعد أن قطعت فيه شوطا لا بأس به ويرجع سبب اعتذاري انني وجدت المادة الفيلمية للمخرج الكبير غير متوفرة بالصورة التي ترضيني كباحث وناقد.
فالمخرج الكبير له عدد كبير من الأفلام التليفزيونية التي صورت سواء بطريق التليفزيون أو السينما وهذه المجموعة من الأفلام تمثل ملمحا سينمائيا في تاريخ مخرجنا الكبير غير متاحة فالتليفزيون لم يهتم بتسجيل هذه الأفلام لتكون متاحة لمحبي السينما ودارسيها.. ولم تهتم أكثر بإصدار كشاف أو كتالوج بما تنتجه من أفلام سنويا وبالتالي لا يعرف أحد من المهتمين بالشأن السينمائي ماذا لدي التليفزيون من أعمال للمخرجين وكتاب السيناريو منذ انشائه حتي الآن ومحاولة الوصول إلي "كنز التليفزيون" محفوفة بالمخاطر والصعوبات ولا يسمح لأي باحث بمشاهدة أي عمل من المكتبة التي يحتفظ بها التليفزيون وكأنها سر الأسرار.
وبالتالي تصبح دراسة أعمال أي مخرج أو كاتب سيناريو أو ممثل دون مشاهدة ما لدي التليفزيون نوعا من العبث والقصور وعدم الكمال.. مطلوب من التليفزيون إصدار كتالوج سنوي يكشف فيه عما لديه من أفلام وأعمال درامية لمخرجين وكتاب حتي تكون متاحة ليد الدارسين.. ففي رأيي ان أي دراسة عن كاتب أو مخرج ستكون قاصرة دون النظر إلي كامل أعماله المجهولة المحبوسة داخل التليفزيون أضف إلي ذلك ان هناك أفلاما لم تطبع علي سيديهات!!
ومن هنا يأتي أهمية وجود "السينماتيك" يحفظ للباحثين وللأجيال تاريخ صناع الفن السينمائي والتليفزيون.. وأرجو ألا تذهب هذه الصيحات أدراج الرياح كما سبقها من صيحات أطلقها المهتمين بالفن السينمائي.. هل لدينا وزارة للثقافة تهتم بالفنون والحفاظ عليها؟
.
أحزان الفن

فقد الفن السينمائي خلال الفترة الأخيرة عددا من مبدعيه في المجالات الفنية المختلفة وكان آخرهم الفنان الكبير علي حسنين.
ومن المؤسف ان جميع المقالات التي كتبت كلها تحمل انطباعات شخصية وسريعة وليس بينها دراسة واحدة جادة تعرف بفن الفنان وتكشف عن قدراته الفنية وما أضافه إلي فن السينما.. وكيف كان وجوده مؤثرا بها اضافة من جديد وتطوير وطرق مختلفة سواء علي مستوي الأداء أو الاخراج أو التصوير.. الخ.
وهو محزن حقا ألا يكون لدينا دراسات تقيم عمل الفنان المبدع في كل عمل يقدمه أو مجمل أعماله بحيث من يأتي بعده يكمل مسيرة الاضافة لا مسيرة التقليد والبداية من الصفر
والسؤال ما هو دور أكاديمية الفنون بمعاهدها المختلفة.. معهد السينما ومعهد الفنون المسرحية وغيرهما من المعاهد الفنية إذا لم يكن من أهدافها دراسة التاريخ تاريخ الفن وتاريخ شخصياته وإبداعهم؟.
متي تدرك أكاديمية الفنون دورها الحقيقي؟


عن جريدة " الجمهورية " بتاريخ الاربعاء 26 اغسطس 2015

ليست هناك تعليقات: