الثلاثاء، يونيو 14، 2011

صلاح هاشم دليل المتفرج الذكي الى السينما الفرنسية في كتاب

لقطة على ظهر الكتاب من فيلم الصعود الى القمر لجورج ميلييس و على خلفية لقطة من فيلم اطفال الجنة لمارسيل كارنيه

السينما والسحر.لقطة من فيلم " الصعود الى القمر" لجورج ميلييس


صلاح هاشم يمارس " سندبادياته " في عاصمة السينما في العالم باريس

رفاعة رافع الطهطاوي مؤلف " تخليص الابريز في تلخيص باريز" ورائد نهضة مصر الحديثة


لقطة من فيلم " عاشت حياتها " للمخرج والمفكر السينمائي الفرنسي الكبير جان لوك جودار






في مكتبة " سينما إيزيس "


صلاح هاشم دليل المتفرج الذكي الى السينما الفرنسية
في كتاب
" تخليص الإبريز في سينما باريز"

باريس.إيلاف

صدر للكاتب والناقد السينمائي المصري الزميل صلاح هاشم المقيم في باريس، كتاب جديد بعنوان " السينما الفرنسية.تخليص الابريز في سينما باريز "، عن العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة في مصر، ويقع الكتاب في240 صفحة من القطع المتوسط،ويقدم بانوراما عريضة للمشهد السينمائي في فرنسا، بافلامه ومهرجاناته، واحداثه واجوائه وظواهره، ويضم مجموعة كبيرة من المقالات والدراسات، التي كتبها صلاح هاشم عن السينما الفرنسية، من واقع معايشته لها هنا في باريس، محل عمله واقامته،وذلك علي طريقة وباسلوب، رائد التنوير في مصر الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي، ومؤلفه الكبير " تخليص الابريز في تلخيص باريز" الذي صدر عام 1834 من مطبعة بولاق في القاهرة. اذ يقدم صلاح هاشم في كتابه استكشافا للسينما الفرنسية، واضافاتها الي التراث السينمائي العالمي، كما فعل الطهطاوي، حين حضر مع اول بعثة مصرية تعليمية ارسلها محمد علي الي فرنسا،في اواخر القرن 18،فراح يكتب عن مشاهداته، ويقارن بين مايحدث في فرنسا، ومايحدث في مصر، ويطالب المصريين بالانفتاح علي الآخر، والاخذ باسباب رقيه ونهضته، وهكذا فعل صلاح هاشم في مؤلفه، فكتب عن السينما الفرنسية التي عاش فيها وخارجها، وبين ماذا تستطيع السينما العربية ان تكتسب، كتجارب وخبرات، من هذه الافلام الفرنسية الفنية المتميزة التي تحترم عقل المتفرج - عكس السينما التجارية الامريكية بعنفها وخزعبلاتها ودمويتها للتسلية والترفيه- و تدفع بنا الي التأمل والتفكير واعمال الذهن، وتصبح اداة لرفع مستوي وعينا، وادراكنا بمشكلات وحياة مجتمعاتنا، و لذلك ينحاز المؤلف، كما انحاز الطهطاوي الي تقاليد ومظاهر رقي وحضارة بعينها في المجتمع الفرنسي الذي اختلط بأهله، ينحازصلاح هاشم في كتابه الي افلام فرنسية بعينها، مثل افلام الواقعية الشاعرية القديمة، كما في افلام جان رينوار، وافلام موريس بيالا الجديدة التي تصدمك بواقعيتها، والافلام التي تجعل السينما (أداة تفكير) في مشاكل عصرنا، وتناقضات مجتمعاتنا الانسانية، كما في افلام المفكر والمخرج السينمائي الفرنسي الكبير جان لوك جودار، كما ينحاز الي سينما الموجة الجديدة في فترة الخمسينيات، ويعلي من قيمة الفضول المعرفي لدي الفرنسيين، الذي يجعلهم في فرنسا، وطن السينما، يحبون ان تكون افلامهم مثيرة للجدل، ويدفعهم الي الاقبال علي مشاهدة افلام السينمات العالمية الاخري، ومن ثم يتحمسون لجديدها، في الصين وايران وكوريا وتونس والمغرب والبرازيل وغيرها، كشاهد علي حضارة، وكتعبير عن ثقافة وهوية، في مرآة السينما، ويفتحون لها ابواب التوزيع علي مصراعيها في فرنسا. كمايضم الكتاب مجموعة من الحوارات التي اجراها المؤلف مع علامات شامخة من مشاهير السينمائيين الفرنسيين، من امثال الناقد الكبير جان ميتري شيخ النقاد السينمائيين في فرنسا، والمخرج بول جريمو( الملك والطائر) صاحب اول فيلم طويل بالرسوم المتحركة، وكوستا جافراس مخرج " هانا ك"، وجاك دومي صاحب الافلام الموسيقية لخلق اساطير عصرية، وغيرهم، ويعرج في كتابه علي افلام السينما العربية التي حققت نجاحا، حين خرجت للعرض في الصالات التجارية الفرنسية، مثل فيلم " يد الهية " للفلسطيني ايليا سليمان و" بغداد اون- أوف " للعراقي سعد سلمان، و"في انتظار السعادة" للموريتاني عبد الرحمن سيساكو، ويشرح لماذا اقبل الجمهور الفرنسي علي هذه الافلام، واعجب بها، وحصدت الجوائز في العديد من المهرجانات الفرنسية، ويتحمس ايضا لها، ثم يروح يشرح لماذا تحتفي فرنسا بالعديد من السينمائيين العرب، من امثال صلاح ابو سيف ويوسف شاهين وفاتن حمامة وسامية جمال وغيرهم في مهرجاناتها واحتفالاتها السينمائية في " لاروشيل " و" نانت " و" مونبلييه "، ويتساءل في كتابه لماذا تعرض (كنوز مصر الخفية) في اعمال المخرجين التسجيليين الكبار من امثال عبد القادر التلمساني وهاشم النحاس وعلي الغزولي وغيرهم، لماذا تعرض في فرنسا،وخارج البلاد في المهرجانات الدولية، ولاتعرض في التلفزيون المصري، ويحرم الجمهور من مشاهدة نلك (الكنوز) التي تظل حبيسة العلب في مخازن التلفزيون حتي تفسد ؟ كما يتساءل في مكان آخر من الكتاب، لماذا توجد دار الافلام " السينماتيك " في فرنسا مثلا، ولاتوجد في مصر، ويكتب عن اهمية تأسيس ارشيف للافلام المصرية، ليحافظ علي تاريخها وذاكرتها، ويعتبر ان تأسيس مثل هذه الدار، التي لايقتصر عملها علي حفظ الافلام من التلف وترميمها فحسب، بل يمتد الي عرض الافلام، ونشر الثقافة السينمائية عن طريق الاصدارات والمطبوعات وتنظيم الاسابيع والمهرجانات واللقاءات السينمائية، ينبغي ان تكون مشروعا وقضية قومية، لابديل ولاغني عنه،وذلك قبل التفكير في أي عمل آخر، للنهوض بصناعة السينما في مصر واعادة الاعتبارمن جديد الي روائع افلام السينما المصرية بالابيض والاسود، التي صارت الآن للأسف بحوزة اسرائيل، وبعض رجال الاعمال من الاثرياء العرب الذين اشتروا باموالهم التراث السينمائي المصري او معظمه، وتركوا للجان السينما المتعاقبة،، تبحث من دون جدوي، عن اساليب للخروج بالفيلم المصري من النفق المظلم الذي صار اليه، في حين يصرف ببذخ في مصر علي الاحتفالات، ولايجد المرء فيلما واحدا حديثا صالحا لتمثيل مصر في المهرجانات السينمائية، ان داخل البلاد او في الخارج. وكان مهرجان الاسكندرية السينمائي عقد ندوة في دورته العشرين المنصرمة بعنوان " البحث عن فيلم مصري " لبحث هذه المشكلة، التي صارت تجلب وجع الدماغ للمهرجانات المصرية والعربية، بعدما فقدت السينما المصرية ريادتها وكادت تصبح في خبر كان. ويهدي المؤلف كتابه و"سندبادياته" في السينما الفرنسية، يهديها الي " هنري لانجوا " مؤسس السينماتيك الفرنسي، والي ذكريات سينما " ايزيس " في شارع مراسينا في حي السيدة زينب، التي كانت اول دار يشاهد فيها افلام السينما الامريكية في الخمسينيات، ثم تحولت بعد الانفتاح الاقتصادي في فترة الثمانينيات الي انقاض، كما يهديه الي زمن الستينيات السينمائي الجميل في مصر الذي عايشه قبل سفره الي الخارج، و انقضي الي الابد، لكنه لايفقد الامل في ان" تعيد الينا سينما الغد، ذكريات تلك الايام الجميلة التي مضت، والايام القادمات، التي سوف تكون حتما، كما يقول الشاعر التركي العظيم ناظم حكمت، أكثر جمالا ورونقا " والمعروف ان صلاح هاشم الذي مازال يمارس "سندبادياته" السينمائية من موقع عمله واقامته في باريس، عرف في مصر كأحد أبرز كتاب القصة القصيرة في مصر في فترة الستينيات، وصدرت له مجموعة " الحصان الابيض " عن دار الثقافة الجديدة، و شارك كناقد في لجان تحكيم العديد من المهرجانات السينمائية العالمية، مثل مشاركته في لجنة تحكيم " الكاميرا الذهبية" في مهرجان " كان " السينمائي الدولي عام 1989 التي ترأسها الممثل الايطالي رالف فالون، ولجنة تحكيم الفيلم الفني في سلوفاكيا عام 1999 التي ترأسها الاديب والمخرج السينمائي الفرنسي الكبير آلان روب جرييهALAIN ROBBE-GRILLET وكان، بحكم عمله كمندوب لمهرجان الاسكندرية في باريس، صاحب فكرة دعوة جرييه وتكريمه في مهرجان الاسكندرية السينمائي العشرين، كما ترأس صلاح هاشم لجنة تحكيم النقاد في مهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية في فرنسا، وصدر له عدة كتب مثل " الوطن الآخر.سندباديات مع المهاجرين العرب في اوروبا وامريكا " الذي صدر في ثلاثة أجزاء عن دار الآفاق الجديدة في لبنان، ويضم تحقيقاته الميدانية عن المهاجرين العرب في اوروبا وامريكا وكانت تنشر بانتظام في باب " العرب في العالم " الذي كان يشرف عليه ويكتبه في مجلة " الوطن العربي " في فترة السبعينيات، وكتاب " السينما العربية خارج الحدود" الصادر عن المركز القومي للسينما في مصر( الكتاب رقم 11 في سلسلة "ملفات السينما" التي كان يشرف علي اصدارها د.مدكور ثابت) وكتاب " السينما العربية المستقلة.أفلام عكس التيار "، الذي صدر في الدوحة.قطر، كما اشرف بتكليف من مهرجان " لاروشيلLA ROCHELLE السينمائي في فرنسا، علي اعداد وتنظيم احتفالية سينمائية لتكريم المخرج المصري الكبير صلاح ابوسيف عام 1992، وبتكليف من مهرجان الفيلم الفنيART FILM FESTIVAL في سلوفاكيا أعد تظاهرة مماثلة للاحتفال ب" نور مصر " في اعمال المصور المصري الكبير الفنان رمسيس مرزوق عام 1999..


عن جريدة " إيلاف " الاليكترونية

ليست هناك تعليقات: