الأربعاء، يونيو 29، 2011

ثورة مصر تتعثر .للروح التي تجوب القطر بقلم صلاح هاشم



ثورة مصر تتعثر

للروح التي تجوب القطر



بقلم صلاح هاشم



استيقظت هذا الصباح الاربعاء في الفراش وصبّحت على حبيبتي التي كانت ترقد الى جواري في الفراش والروح التي تجوب القطر،وكانت الساعة قد جاوزت الخامسة والنصف في باريس ومن عادتي ان انام متأخرا، ثم اصحو باكرا.كنت نعمت بليلة طيبة، ونمت جيدا، لكني كنت حزينا .سألتني حبيبتي ماذا بك ؟.قلت لها اني أشعر بشييء من اليأس والقرف والاحباط ، لأن ثورة مصر- التي انطلقت في الخامس والعشرين من يناير 2011 وانتصرت يوم رحيل مبارك رأس النظام يوم 11 فبراير، وسعدت بمشاركتي فيها ،وليس القعود والفرجة على أحداثها على شاشة التلفزيون في باريس - تتعثر
ولم تتحقق بعد،
وربما لن تتحقق
لكن ماسبب هذا الشعور ؟
سببه اني بدأت أشعربالحزن كلما تطرقت الى صفحات الفيس بوك وقرأت مايكتبه البعض من الاصدقاء الذين يعيشون في مصر فالصديق وليد سيف الناقد السينمائي يكتب مثلاعن الثورة التي تحولت الى حفنة من الهتافات العقيمة والشعارات المزورة والاناشيد الحماسية التافهة في التلفزيون ، وعلى ذكر الاخير، كنت كتبت كما يعلم الجميع واكتب منذ زمن وقبل قيام الثورة وقلت بان التلفزيون المصري الحالي ببرامجه وتمثلياته ومساسلاته في اغلبها بالطبع ومما لا ينفي وجود اشياء جيدة احيانا او في النادر وتفرّح القلب( مثل الافلام القديمة بالابيض والاسود وحسنا يفعل احيانا باعادة عرضها)
لابد ان يلقي به في بحر النيل ،واعتبره اخطر وباء سرطاني يهدد عقل مصر ووعيها وتاريخها وثورتها ، ولابد من وضع نهاية وحد للخراء الاعلامي الذي يروج له عبر قنواته وشاشاته، ولابد من اغلاقه فورا، وتذكرت ماقالته الاديبة الفرنسية فرانسواز ساجان عن التلفزيون، ولم تكن تتحدث بالطبع عن ذلك التلفزيون المصري التافه العقيم بل عن لتلفزيون الفرنسي بجلالة قدره، فقالت انه اختراع للعجائز فقط والعاطلين عن العمل
وكان عصام زكريا احد النقاد السينمائيين المصريين طالب في مقال له بجريدة " الفجر " بدفن السينما المصرية ونجومها وكتب ذلك على صفحته في الفيس بوك ايضا( ماجدوي الكتابة في السينما كحرفة كنت أحيانا اسأل اذا لم يكن الناقد السينمائي في مصر لايستطيع أن يصل الى منصب رئيس التحرير بالاقدمية ، إسوة بزملائه الذين يكتبون في مجالات اخري غير فنية. الوحيد الذي فلت وعلى مايبدوهو الاستاذ الناقد رءوف توفيق الذي تولي رئاسة تحرير مجلة صباح الخير.)
كنت اقول لحبيبتي كل ذلك مع أشياء اخري واتساءل عن جدوي الكتابة والنقد في وسط لايريد أن يفهم بعد ان معظم مايطلق عليه بسينما في مصر لاعلاقة له بذلك الفن العميق بل هو اقرب الى البضائع الاستهلاكية الملفوفة في ورق احمر سوليفان
كنت اقول لها لتلك الروح التي تجوب القطر وتسكنني ان الثورة تتعثر ،لانه كان المفروض هكذا خمّنت ان يتولى كل الاصدقاء الذين اقرأ لهم على الفيس بوك مواقع ومراكز يستحقونها بافكارهم النيرة وارائهم المستبشرة لكنهم مازالوا محلك سر في نفس الموقع وذات المكان ! ولاني اعتبر ان الثورة هي التغيير، والقصد منها هو التغيير، لكن مازال هؤلاء الاصدقاء يعبرون عن تذمرهم على صفحات الفيس بوك فقط ويكتفون بالفرجة ويقولون نحن بلا حيلة ، ولذلك لن يحدث اي تغيير ولن يأتي هذا التغيير او يهبط من السماء بطبيعة الحال وهو شييء يجعلني حزينا ومحبطا للغاية. ترى هل تحركنا ذرة فقط نحو الافضل على مستوي الثقافة في مصر او السينما او الوضع الاجتماعي العام او اي شييء ، اني اسأل ، ام اننا انتصرنا فقط في خناقة ؟ ، ثم عاد كل شييء الى وضعه ومكانه. الهذا السبب يضرب الجيش الذي حمى الشعب، يضرب الناس في الميدان الآن ؟ اني لا اطالب مع زكريا بدفن السينما المصرية ونجومها بل اقول
اشنقوهم عاليا ( مع الاعتذار للفيلم المعروف بهذا العنوان )
او اضربوهم بالنعال في ميدان عام فمازال هؤلاء النجوم يروجون لكل ماهو تافه وغبي ومنحط ومضاد للثورة والتغيير
ولأن الخراب الذي وقع على مستوي الاعلام في مصر وادارة عقول الناس والانحطاط الذي نجم عن نشر الهراء الاعلامي في كل لحظة وكل ساعة من ساعات النهار والليل
وعلى مدي سنوات طويلة
يحتاج الى أكثر من ثورة
يحتاج الى ثورات ، وفي كل لحظة من لحظات حياتنا، وورش للتغيير في سلوكياتنا
ولذلك اشعر بالثورة والغضب لأن التغيير المنشود بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب بعد الثورة لم يقع
وفقط انتصرنا كما يبدو في خناقة
كنت اقول لحبيبتي كل ذلك
عندما اعلن المذيع فجأة في اخبار الصباح التي كانت تبث من اذاعة فرانس انفو
أعلن عن عودة الشعب المصري من جديد الى ميدان التحرير والمطالبة باقالة طنطاوي
قالت لي حبيبتي وهى تعلي مؤشر الراديو وتداعبني: هل أنت نبي صغير ؟ لقد كنت تحكي لي منذ لحظات فقط عن تعثر الثورة والتغيير الواجب الضروري المنشود الذي لم يقع وهاهو شعب مصر الغاضب يعود مرة اخري الى الميدان ليعلن من جديد عن غضبه وتذمره ويطالب بالتغيير. الهذا السبب يضرب الجيش الذي حمى الشعب اثناء الثورة ، يضرب الشعب الآن ؟
قلت للروح التي تجوب القطر
انه بعد الثورة لن يستطيع اي مخلوق ان
يضحك أحد على الشعب المصري او يستكرده
ولن يسكت شعبنا على ضرب
حتي تتحقق له كل رغباته
قدرنا أن لا نركع لأحد



صلاح هاشم











ليست هناك تعليقات: