الثلاثاء، يونيو 07، 2011

عمرو واكد :شموخ و أصالة بقلم صلاح هاشم



ملصق مهرجان " كان " السينمائي الدورة 64



عمرو واكد في اليوم العاشر من نهضة وقيام مصر على ظلم نظام مبارك وجشعه وإستبداده







أليست الكتابة عن السينما عملية " نقل دم " من الناقد الى
المتلقي ، و نوعا من التطعيم ضد سموم "الهراء العام "
الذي يروج له الاعلام مازال في بلادنا، أو هي كذلك ؟



عمرو واكد : شموخ و أصالة


بقلم

صلاح هاشم


ليست السينما مجرد صور وخيالات مرئية، تتراقص على الشاشة، ولكنها من خلال تلك الصور المتعاقبة، وهي الاقدر ولحد الآن على تصوير وتجسيد الحلم الانساني، الحلم بعالم اكثر عدالة ومحبة وانسانية، كما في تلك الاعمال الادبية العظيمة التي صنعتنا لهيمنجواي ومحفوظ وماكسيم جوركي ونيكوس كازانتزاكيس وتشيكوف وغيرهم..
هي "موقف" أيضا من الحياة والوجود، ورؤية للعالم، والمصير الانساني ذاته، ولذلك، وانطلاقا من هذا المنظور، يصبح الحديث او الكتابة عن الافلام وصناعها ، يصبح في اعتقادنا جزءا من تجربة حياتية واسعة وشاملة،و جزءا من عملية " نقل دم " من الناقد الى المتلقي، ونوعامن " التطعيم" ضد سموم " الهراء العام " الذي يروج له الاعلام التافه السافل مازال في بلادنا، وإسهاما كذلك في نقل وتداول الافكار و المعارف الجديدة التي تساهم في تشكيل " وعينا" بالعالم من حولنا ، وبالتالي المشاركة في تغييره، وليس فقط الحديث عن "فيلم" ما فقط ، وان كان نال ام لم ينل اعجابنا، بل عن "السينما" وعلاقتها الوثيقة بشلال الحياة الهادر من حولنا ، وهي يقينا في قلب الحلم الكبيربالتغيير والأمل والتمرد والثورة
وقد راودتني كل هذه التصورات والأفكار وأنا اتصفح ما كتبته الصحافة الفرنسية عن مهرجان " كان " وأفلامه في جرائد " لوموند " و " ليبراسيون " ومجلات " لو بوان " و " نوفيل اوبزرفاتور" وغيرها من " كلام عجب" بقلم كبار المحررين والنقاد الفرنسيين الذين كتبوا عن المهرجان السينمائي الكبير العرمرم في دورته ، 64 وكانت هذه هي المرة الثانية التي اتخلف فيها عن حضور المهرجان الذي كنت اتابع دوراته وأكتب عنها منذ عام 1982 ولحد الآن، فقد فضلت أن اذهب لقضاء فترة أجازة قصيرة في الريف الفرنسي عند عائلة زوجتي وان اتردد على افلام المهرجان بمجرد هبوطها للعرض التجاري في باريس بعد عرضها اولا في " كان " وقد كان. أعني اني استمتعت بفترة أجازة رائعة مع زوجتي في الريف ، وشاهدت عند عودتي الى باريس ولم يكن المهرجان أنهى أعماله ووزع جوائزه بعد
شاهدت عدة أفلام : فيلم الافتتاح للامريكي وودي الآن وأعتبره قصيدة عشق لباريس وتحية للعديد من الفنانين والكتاب والشعراء الذين شاركوا في صنع مجد باريس مدينة النور من أمثال رينوار وماتيس وبيكاسو ودالى وهيمنجواي وفيتزجيرالد ومان راي وإذرا باوند وغيرهم، وفيلم " شجرة الحياة " للامريكي تيرانس مالك - قلت لزوجتي التي اصطحبتني لرؤيته انه سيفوز حتما بسعفة المهرجان الذهبية وان لم تمنحه لجنة تحكيم المهرجان جائزتها الكبرى فستكون لجنة تحكيم جد فاشلة ولاتفقه شيئا في السينما وكسبت الرهان..
كما شاهدت ايضا فيلما تسجيليا عن الممثل الفرنسي القدير جان بول بلموندو و مسيرته السينمائية الطويلة وكان الفيلم عرض في التلفزيون الفرنسي في ذات اليوم الذي عرض فيه في المهرجان، و شاهدت ايضا فيلم " طفل الدراجة " للشقيقين داردين من بلجيكا وساكتب عن افلام " كان " هذه لاحقا في " سينما إيزيس " وبخاصة فيلم " شجرة الحياة " الذي أعتبره " تحفة " سينمائية او أوديسة سينمائية مثل أدوديسة الفضاء للامريكي ستانلي كوبريك العظيم
كما تابعت اخبار الممثل المصري عمرو واكد الذي شارك في اعمال الوفد المصري الثوري المهبب الى المهرجان للمشاركة في الاحتفال بالثورة المصرية من خلال الاحتفالية المؤسفة التي نظمها المهرجان وتورط فيها نفر من العاملين فيه من دون ذكر أسماءويعتبرون انفسهم أوصياء على السينما المصرية، وكان عمرو واكد وقف عكس التيار المتسامح المهاود الذي تزعمه يسري نصر الله وعبر الأخيرعن ذلك بتصريحاته لجريدة اللوموند ، في ما إنحاز واكد كمصري كريم أصيل الى التيار الذي دعا الى مقاطعة الاحتفالية وعدم شرعية التمثيل المصري ورأي في الاحتفالية عملية إحتيال وخداع و نصب، وانا معجب جدا بهذا الممثل المصري وموقفه من التمثيل السينمائي المصري في مهرجان " كان " وكانت الصحف والمواقع الفرنسية التي كنت اتابع من خلالها أخبار المهرجان كتبت عنه ونقلت بعض تفاصيل فضائح الاحتفالية المخجلة، و كنت قبلها بزمن اكتشفت عمرو واكد في فيلم متوسط الطول يدعي " لي لي" من اخراج المخرج الشاب مروان حامد( مخرج عمارة يعقوبيان ) واعتقد انه أفضل اعمال هذا المخرج ولحد الآن كما اعجبت ايضا بتمثيله في فيلم مروان الثاني بعد عمارة يعقوبيان - نسيت أسمه- فقد تفوق في هذا الفيلم على ممثل مصري كبير وقدير هو محمود عبد العزيز " الكيت كات " وسرق منه الأضواء..
لكني لم أعجب بدموية الفيلم وعنفه الزاعق ، لأن السينما تكره وتهرب من الزعيق والميلودرامية او المبالغات العاطفية لكني استمتعت حقا بتمثيل عمرو واكد الذي حمل الفيلم كله على أكتافه ، ويصعب على أن أجد ممثلا مصريا كان يمكن ان يقوم بدوره ذاك في الفيلم ويحل محله، وأخشي ان يفقد عمرو واكد - الذي شبههه أحد النقاد السينمائيين الفرنسيين بالممثل الفرنسي فانسان كاسل ، ووجد فيه نسخة جديدة من الممثل عمر الشريف ، وأصالة و شموخ في فن التمثيل تجعلانه يرتقي سلم النجومية والشهرة العالمية بسرعة ليصل الى تلك النجومية التي حققهاالشريف بفنه -أخشى أن تخطفه المسلسلات المصرية ونجعله " نمرة " فحسب وقد وجدت في شموخ واصالة فن التمثيل عند عمرو واكد الذي اعتبره " درة " التمثيل في أفلام السينما المصرية الجديدة الشابة المستقلة قبل وبعد الثورة ( اتمنى ان يحاسب في اختيار ادواره ويحافظ على فنه من "غدر" المسلسلات التلفزيونية المصرية والعربية التافهة العقيمة بالكوم ولابد ان عروضها انهالت عليه من كل حدب وصوب ، وعليه ان يختار من بينها بملقاط) وجدت قمة في فن الأداء، وسموا في التوافق والتناسق والانسجام مابين صورة عمرو واكد الممثل الفنان في الاطار او الكادر
وصورة عمرو واكد الانسان خارج الكادر و " كاريزميتها" أو جاذبيتها إن صح التعبير،ولنستمع ونستمتع ونحيي أيضا هنا مايقوله عمرو واكد عن ثورة الشعب المصري في ميدان التحرير، في اليوم العاشر على قيام نهضة مصر، وثورتها على الاستبداد والجشع والطغيان
تحية الى روعة وشموخ الاداء عند عمرو واكد الممثل الفنان، وأصالة التعبير عند عمرو واكد الانسان
في مواقفه وثباته على الحق
ونحن ايضا نقول لعمرو واكد: نحن فخورون مثلك بشعبنا المصري الطيب المسالم الأعزل العظيم ، وفخورون مثلك بثورته وحلم السينما المصرية" الانساني" الكبير في التغيير


ليست هناك تعليقات: