الخميس، نوفمبر 30، 2006

تسريب الرمل: عن الخطاب السلفي في الفضائيات العربية



غلاف كتاب " تسريب الرمل. الخكاب السلفي في الفضائيات العربية " للناقد السينمائي التونسي خميس خياطي


تسريب الرمل


الخطاب السلفي في الفضائيات العربية










صدر لزميلنا الناقد التونسي " المعتق " خميس خياطي رفيق درب الكتابة في النقد السينمائي الطويل كتاب جديد بعنوان " تسريب الرمب. الخطاب السلفي في الفضائيات العربية " يناقش فيه كما يكشف عنوانه عن غياب هامش الحرية والجدل السياسي في التلفزيونات الحكومية في العالم العربي، الذي قد يؤدي حسب رأيه للانجراف نحو خطاب سلفي رجعي ،تسعى عدة فضائيات عربية لارساله في اشكال تحديثية تقدمية. ويمثل الكتاب رحلة نقدية في واقع الاعلام السمعي البصري في العالم العربي، طارحا في الان ذاته العديد من التساؤلات حول قضايا فكرية وسياسية مثل حرية التعبير وحق الاختلاف والدعاية الحكومية وخطورة خطابات رجعية بديلة. ويشتمل الكتاب الذي يقع في 200 صفحة على 12 فصلا تحكي عن التجربة الاعلامية التونسية والمغاربية ثم التجربة المشرقية وينتهي بالحديث عن الاعلام الخليجي الذي انهال عليه الخياطي بسهام نقده


والمعروف انه عمل عضوا في لجنة اختيار الأفلام لاسبوع النقاد بمهرجان (كان) وادار المكتب الصحفي لمعهد العالم العربي بباريس قبل ان يعود لتونس ليقدم برنامجا عن السينما بالتلفزيون الحكومي، ويكلف هذا العام بمهمة مدير مكتب الاعلام والاتصال بمهرجان قرطاج السينمائي. ويقول الخياطي منتقدا واقع بلاده الاعلامي "لو صدقنا ما تقوله الشاشة الصغيرة التونسية ، لكنا امام مجتمع هلامي يخلو من نتوء اختلاف. هي الصورة التي تقدمها النشرة الرئيسية للاخبار باسلوب الروائي (جورج) أروال ، في نقل الوقائع المحلية والعالمية ، مع تغييب لانشطة المعارضة البرلمانية ، وحتى الكوارث الطبيعية التي تصيب العباد". ولم ينف الخياطي وجود الكفاءات في التلفزيون الحكومي، غير انه شببها "بواحات صغيرة لا تقوى أمام التصحر الزاحف، جراء تقلص الضمير المهني، وتدجين النقابة، وتكبيل للكفاءات ورقابة صرفة يومية ، لا أول ولا اخر لها في كل صغيرة، لا تهم تونس فقط بل الدول الصديقة".عين الناقد السينمائي خميس الخياطي الذي عمل ايضا بنقابة نقاد السينما بفرنسا لم تهمل ما تقدمه قناة حنبعل تي في أول فضائية خاصة في تونس، اعتبر انها لا تمثل نبض الشارع التونسي، وأشار الى ان غياب الحرية والشفافية والحراك السياسي تهدد بهجرة المشاهدين ، الى قنوات تمرر رسائل سلفية. ويقول "الا ن ، البديل الحاضر (الخطاب السلفي الاسلامي وغير الاسلامي) الحاضر بكثافة على الفضائيات، جراء غياب الحرية من جهة ، والغلاف الاتصالي البراق من جهة ثانية والاعتماد على قوة مالية صلبة، وعلاقة اخطبوطية من جهة ثالثة ، وجد صداه لدى شرائح مختلفة من المجتمع العربي.. شرائح فقدت الثقة في حكوماتها وفي مثقفيها ، فانجرفت وراء سراب الصحاري". ويشير المؤلف الى ان البديل الذي يزرع هذا الخطاب السلفي الرجعي ، هو عشرات القنوات الخليجية ، التي تمرر من حين لاخر فتاوى لعلماء دين لامعنى لها ، سوى نشر قيم رجعية في اشكال تحديثية منمقة، وصارت برأيه " بوقا دعائيا للاصولية الشيك التي تعمل على مهاجمة العلمانية العربية، واتهامها بابشع التهم، حتى الخيانة لعروبتها ، وتحميلها مسؤولية الهزائم العربية". وخلص خمبس خياطي في نهاية كتابه ان العالم العربي لديه طاقات لتجديد دمائه، بما لاتقوى عليه كل الاتجاهات السلفية مجتمعة ، مادام هناك من يؤمن بحصانة الفرد، وحرية النقد، وحق الاختلاف


قريبا تنتقل ايزيس الي موقعها الجديد


ليست هناك تعليقات: