السبت، ديسمبر 09، 2006

الأفلام العربية تمنح الدورة الثلاثين تميزها وتفردها

لقطة من فيلم " قص ولزق " للمصرية هالة خليل
لقطة من فيلم " بركات " الجزائري لجميلة صحراوي




رغم غيابها غير المفهوم عن المسابقة الرسمية

الأفلام العربية الجديدة تمنح الدورة الثلاثين للمهرجان تميزها وتفردها

واحد وعشرون فيلما عربيا في أقسام المهرجان المختلفة


في سابقة هي الأولي من نوعها بين المهرجانات العربية

البرنامج العربي الحافل يحسب لادارة المهرجان الحالية ويعد اهم ملامحه هذا العام


القاهرة-صلاح هاشم

علي الرغم من الفعاليات الضخمة " الجبارة " التي يحتشد بها مهرجان القاهرة السينمائي 30 الذي يختتم الجمعة المقبل، وتشتمل علي أكثر من 250 فيلما جديدا من أنحاء العالم ، موزعة علي العديد من التظاهرات السينمائية الموازية للمسابقة الرسمية للمهرجان ، ولا يستطيع أحد يالطبع، أن يتابع ويشاهد كل تلك الافلام ويهضمها ويكتب عنها.
ثم تظهر هذه الفعاليات التي تشي بال" تنوع " الفائق" ولارضاء كافة الاذواق علي مايبدو ، كما لو أن المهرجان حرص علي أن تكون مسألة "الكم " و العرض التجاري " أهم شييء في الدورة الجديدة 30 ، حتي صار مجرد التلويح ببرنامج المهرجان ولو من بعيد، يصيبك بالتخمة، ويقتل فيك اية رغبة لمشاهدة كل هذه الافلام المعروضة كما لو للبيع في سوق المهرجان، كالبضائع التجارية الملفوفة في ورق سوليفان في السوبر ماركيتات العملاقة، تلك التي تليق فقط بحضارات الاستهلاك الكبري، وتكتم علي نفس المواطن المشاهد بأفلامها


وفي وقت يتشكك فيه البعض في قيمة بعض التظاهرات الجانبية في المهرجان، مثل تظاهرة غريبة بعنوان ساذج هو " أفلام مثيرة للجدل "، ويتساءل ان كانت مثيرة للجدل حقا ، فلماذا لم تدخل مسابقة المهرجان الرسمية ؟.
وتظاهرة اخري أغرب ل " الفيلم الكاتالاني، تحيل الي أفلام الاقاليم والاثنيات العرقية والاقليات ومشاكلها، ويعتبرهما مجرد " حشو " وسد خانة، وتبدوان كما لو كانتا مدسوستان لحسابات لا علاقة لها البتة بالسينما، ومفروضتان ربما بالقوة أو الحيلة علي أدارة المهرجان، لتمريرهما بالطبع ضمن البرنامج العرمرم لاعتبارات سياسية أو دبلوماسية، ولم تكن هناك ضرورة يقينا لتواجدهما بالمرة ، وسنناقش كل هذه الامور لاحقا في متابعتنا للتعرف علي المهرجان " الحدث " السينمائي العربي الكبير.. وجمهوره


علي الرغم من كل هذه الفعايات الفائقة التنوع، والتساؤل حول جدواها، حين يعتقد البعض أنها قد تعوق المهرجان بكثرتها، تعوقه عن الحركة، وتبعث علي الحيرة والتشتت والدوار، وتعطل المهرجان عن التواصل بشكل مباشر وأعمق مع جمهوره
وربما كان هذا الجمهور، كما يجزم البعض، لاوجود له بالمرة، كما في أغلب مهرجاناتنا السينمائية العربية، التي تهتم بالكم علي حساب الكيف، وتعتني أولا بمظهرها وحفلاتها قبل النظر في قيمة الأفلام المعروضة
ولايحضر عروض تلك المهرجانات كما هو الحال مع أغلبها، الا بعض الصحفيين، وقلة من الفضوليين من عشاق السينما الحقيقيين وبعض من " هواة " أفلام الجنس والعنف الدموي والمطاردات

دورة العرض اللاهثة

حين تخفت الضجة المصاحبة لحفل الافتتاح، وتطفيء الأضواء وتبدأ دورة العروض اللاهثة وتثار التساؤلات حول المهرجان وقيمته وأهدافه
سوف يحسب يقينا للدورة الجديدة 30 برئاسة الممثل عزت أبو عوف، ونائبته سهير عبد القادر، تخصيصها برنامجا حافلا لعرض مجموعة كبيرة من الأفلام العربيةالمتميزة خارج المسابقة الرسمية، تبدو لنا الآن، وبعد استعراض برنامجه الجبار، ومشاهدة بعض أفلأمها كأهم " ملمح " في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
الذي يحتفل هذا العام بمرور ثلاثين عاما علي تأسيسه، وينفتح علي السينما في أمريكا اللاتينية، ويهدي دورته الحالية – كترنيمة حب – الي أديبنا المصري الكبير الراحل نجيب محفوظ، ويشمخ بتكريمه، وعرض فيلمين مكسيكيين مأخوذين عن روايتين من رواياته، هما " بداية ونهاية " التي أخرجها للسينما المصرية صلاح أبو سيف، ورواية " زقاق المدق " التي أخرجها في السينما حسن الامام

تميز ومصداقية

وعلي الرغم من غياب السينما العربية- الأفلام غير المصرية – غير المفهوم عن مسابقة المهرجان، بعد استبعاد الفيلم التونسي " عرس الذئب " لاشتراكه في مهرجان قرطاج



الا أنها ستحضر بشكل غير معهود في دورة المهرجان 30، حيث يعرض 21 فيلما عربيا في أقسام المهرجان المختلفة
وبما يمثل " سابقة " هي الأولي من نوعها علي مستوي المهرجانات السينمائية العربية، ويمنح المهرجان تميزه ومصداقيته، ويعيد اليه أصالته.
أصالته في أن يكون أهم وأكبر تجمع سينمائي عربي في منطقة الشرق الأوسط، وكشف حساب للسينما العربية علي مدار العام
اذ يعرض المهرجان ضمن ال 21 فيلما المذكورة 8 أفلام في المسابقة الرسمية : فيلم " التلفزة جاية " لمنصف ذويب، و " بين الوديان " لخالد البرصاوي من تونس، و " حنين " لمحمد الطريفي من الامارات و " أشواك القلب " لهشام عيوش من المغرب، وكنا شاهدناه في " مونبلييه " السينمائي 30 وأعجبنا به ، وكشف عن مخرج طموح واعد، علي الرغم من أن مخرجه صنعه في 11 يوما
كما يعرض المهرجان فيلم " فلافل " لميشيل كمون من لبنان، الذي شارك في مسابقة مهرجان القارات الثلاث في نانت، وفيلم " بركات " لجميلة صحراوي من الجزائر، وفيلم " البوم " لخالد الزدجالي، وهو أول فيلم عماني ، وكان شارك في مسابقة البينالي في باريس وفيلم " كيف الحال " لايزادور مسلم وهو فيلم سعودي من انتاج شركة روتانا
كما تشارك أربعة أفلام في قسم " سينما عربية " 2005 : فيلم " خشخاش " لسلمي بكار من تونس ، وفيلم " أبواب الجنة " لعماد وسوريل نوري، وفيلم " حياة خوانيتا بنت طنجة " لفريدة با ليزيد من المغرب ، وفيلم " علاقات عامة " لسمير ذكري من سوريا
وبمشاركة ثلاثة أفلام في قسم " بانوراما السينما اللبنانية " : فيلم " بوسطة " لفيليب عرقتنجي ، وفيلم " يوم آخر " لخليل جورجي و جوانا حاج توماس الاثير، الذي نرشحه للمشاهدة عن جدارة ، وسبق أن أشدنا به علي صفحات " القاهرة " .
كما يعرض أيضا في البانوراما فيلم " زنار النار " لبهيج حجيج، وتشارك ثلاثة أفلام في قسم " عرب في السينما العالمية " : فيلم " صباح " لربا ندا لبنان-كندا، وفيلم " السكان الأصليون " لرشيد بو شارب الجزائر- فرنسا ، وفيلم انتظار " لرشيد مشهراوي فلسطين- فرنسا




عن جريدة " القاهرة " بتاريخ 21 نوفمبر 2006

ليست هناك تعليقات: