الأربعاء، أبريل 30، 2014

تحية الى موسيقى الجاز ويحيى خليل ، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للجاز ( 1 من 2 ) بقلم صلاح هاشم مصطفى


لوي أرمسترونج أشهر فناني الجاز في العالم
 
تحية الى موسيقى الجاز
ويحيى خليل
في يوم الاحتفال باليوم العالمي للجاز
( 1 من 2 )
بقلم
صلاح هاشم

 
هل موسيقى الجاز ضرورة ؟
ماذا يعني الاحتفال باليوم الدولي لموسيقى الجاز؟
الجاز أكثر منه إيقاعات و الحان وموسيقى ، إنه إسلوب حياة يعلّي من قيمة الحرية
من خلال عنصر الارتجال، والانفتاح من دون حدود على التراث الموسيقي في العالم شرقه وغربه، والنهل منه ، من دون شعور بالتفوق أو الدونية..


إلا فيتزجيرالد. صوت الجاز
--
لاشك ان الاحتفال باليوم الدولي لموسيقى الجاز - هكذا فكرت - هو " الاحتفال بالقيم" التي رسختها هذه الموسيقى منذ نشأتها في التربة الامريكية منذ أكثر من مائة سنة ولحد الآن، ثم انتشارها في مابعد في أنحاء العالم، حيث لايوجد تقريبا مدينة في العالم الآن الا وفيها مهرجان لموسيقى الجاز، وأعني بهذه القيم التي رسخها هذا النوع: قيم التسامح والتواصل والتقارب والتفاهم بين الشعوب والثقافات والأمم، والنضال ضد الظلم وقهر الانسان للانسان والتمييز العنصري ..
ولقد تطورت موسيقى الجاز التي حملت "ذاكرة" العبد الافريقي المختطف الى العالم الجديد لتكون " صلة وصل" مع تاريخه في القارة، وبكل ما يتضمنه ذلك التاريخ من حكايات وأصوات ولغات وحركات، وممالك و قصص..
وذلك لقدرتها على التعبير عن " ايقاع " عصرنا ، و"الحساسية الموسيقية الجديدة " وقدرة الجاز على "الحوار" مع موسيقى العالم، والانفتاح من دون حدود على مصادرها ، والنهل منها، حتى اصبحت أعمال الجاز والألحان التي وضعها بعض عمالقة النوع من أمثال لوي آرمسترونج أو سيدني بيشيت أو مايلز ديفيز مثل مسرحيات الكاتب الانجليزي وليام شكسبير ، ملكا ، ليس لامريكا أو انجلترا وحدها، بل ملكا للانسانية جمعاء..
بل ولقد شكلت هذه الالحان الجازية مجتمعة، ما يمكن أن نطلق عليه بالموسيقى الكلاسيكية الامريكية، فلم ينشأ أو يتطور في أمريكا إلا هذا النوع الذي ولد في نيو اورليانز على حافة نهر المسيسيبي ، ونهل من موسيقى الشوارع والموسيقى الاوروبية التي حملها المهاجرون الاوروبيون الجدد الى العالم الجديد، كما نهل من موسيقى الشوارع والاحتفالات والكرنفالات الشعبية..

مغني الجاز أول فيلم ناطق في تاريخ السينما


ولابد أن نتذكراليوم بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي لموسيقى الجاز الدور الكبير الذي لعبته هذه الموسيقى الافريقية الجذور الامريكية النشاة في تشكيل ثقافة وحضارة العالم الجديد ، فقد صارت صوت الشعب الافرو امريكي الأسود الصاحي، ووعيا وسلاحا في نضالاته ، ضد المؤسسة الامريكية الحاكمة ، من أجل نيل حريته و حصوله على حقوقه المدنية، وقد تحققت له كل انتصاراته بسلطة الجاز وحدها وقدرة هذه الموسيقي ليس فقط التعبير عن ذكريات المعاناة والاسى والالم كعبد مختطف عبر موسيقى البلوز الحزينة، بل بسلطة الجاز وقوته على أن يكون صرخة أو طلقة مدفع لشحذ واستنهاض الهمم والثورة على الذل والقهر والظلم والعبودية..
واذا كنا نحتفل اليوم بموسيقى الجاز، فهو اعتراف منا بأن القيم التي ترسخت وتعززت عبر مسيرتها الطويلة قد طرحت اخيرا ثمارها العظيمة ، وعلينا الآن ان لا نقلل ابدا من قدرة هذه الموسيقي على أن تكون سلاحا ضد التمييز وقهر الانسان للانسان، واداة فعالة لتقارب وتفاهم أكبر وأعمق ، بين كل ثقافات وشعوب العالم
ان التطور المذهل الذي حققه هذا النوع في العالم استطاع أن يكتسب يوما بعد يوم احترام وتقدير الشعوب، ومن هنا كان التفكير في تكريس يوم 30 ابريل للاحتفال بموسيقى الجاز في أنحاء المعمورة، فقد اصبحت موسيقى الجاز بشتى انواعها من جازلاتيني وجاز شرقي وجاز بلقاني الخ، وبكل ماتحمله من رموز وتاريخ، من ذاكرة وتاثيرات ..
أصبحت المعمل التجريبي للموسيقى في العالم وبكل ابتكاراتها واختراعاتها المدهشة، وصارت تتواصل مع كفاح الجماعات الانسانية للحصول على حقوقها المسروقة المنهوبة والتي نص عليها اعلان الامم المتحدة العالمي لحقوق الانسان، وصرخة ضد الاستعباد والعبودية.ولذلك اذا كان الجاز هو هدية افريقيا الى العالم الجديد امريكا ، فهو أيضا و من دون جدال يمثل الاضافة الحقيقية للثقافة الامريكية الى الثقافة العالمية في القرن العشرين..
في اليوم العالمي للاحتفال بموسيقى الجاز، دعونا ننحني تحية لهذه الموسيقى التي قربتنا أكثر من انسانيتنا .. وعمقت فينا من حس الانتماء الى " انسانية جديدة " .. إنسانية أكثر عدالة ومحبة وتسامحا..تحية الى هذه الموسيقى " الضرورة " ورشة الابداع الموسيقى في العالم عن جدارة ، وممارسة للحرية في أعلى صورها ..
في اليوم العالمي لموسيقى الجاز تحية الى فنان الجاز في مصر الاستاذ يحيى خليل
فرصة اثناء الاحتفال باليوم العالمي لموسيقى الجاز اليوم - وفي 30 ابريل كل سنة - ان نتعرف على تاريخها الذي ارتبط بقارة افريقيا ، وبتجارة العبيد،وبتهجير أكثر من 4 مليون افريقي من المخطوفين الى العالم الجديد للعمل في مزارع القطن في ولايات الجنوب الامريكي وليشيدوا الطرق و المباني والسكك الحديدية في امريكا ، والدور الذي لعبته موسيقى الجاز في نضالات السود لنيل حريتهم - حطمت قيودي - وحصولهم على حقوقهم المدنية، وكيف ان من شجرة موسيقى الجاز نبتت موسيقى البوب والروك والصول، فالجاز هو الاصل، والباقي فروع، كما أن أصل الجاز وأهم آلاته في المركز تماما هى " الطبلة " أو آلة الدرامز التي تضبط ايقاعات الجاز الافريقية على الواحدة، ولاغرابة لأن موسيقى الجاز في بداياتها الاولي، لم تكن إالا طرقا على علب الصفيح والخشب والبراميل في ميدان الكونغو في قلب مدينة نيو أورليانز ، طرق يتواصل مع تلك الايقاعات والاصوات ولغات الممالك الافريقية العريقة التي حملها معه العبد الافريقي المختطف الى العالم الجديد. ولاشك ان معرفتنا بتاريخ وذاكرة هذه الموسيقى ، بالاضافة الى حضور حفلاتها الموسيقية، سيعزز ويقوي ويعمق من إستمتاعنا بها أكثر واكثر..

يحيى خليل فنان الجاز ونجمه الأوحد في مصر

ثم تحية شكر وتقدير في يوم الجاز العالمي الى فنان الجاز في مصر الفنان الاستاذ يحيى خليل أحد أشهر عازفي آلة الدرامز في العالم الذي استطاع أن يرسخ من خلال مسيرته الموسيقية الطويلة لذوق مصري اصيل لتذوق وفهم والاعجاب بهذا الفن المحترم ، وثيق الصلة بحياتنا ، في ايقاعاته وموسيقاه ،وانفتاحه مثل شباك على الهواء الطلق على كل ثقافات العالم الموسيقية ، وكونه أصلا ممارسة لحرية التعبير والخلق في أرقى صورها..
لكن ماهي علاقة موسيقى الجاز بالسينما ؟ .. وماهي القواسم والروابط المشتركة التي تجمع بينهما.؟
 ( يتبع .. )

لقطة من فيلم مغني الجاز اول فيلم ناطق في تاريخ السينما
الجاز في السينما : ملصق فيلم " أوه يا أخي " للشقيقين كوين 

ليست هناك تعليقات: