لقطة من الفيلم الجزائري " البيت الأصفر " المشارك في مسابقة المهرجان
ملصق المهرجان في دورته 29
القبس في مهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية
يعد مهرجان مونبلييه السينمائي الدولي المعروف باسم " سينيميد " من أهم المهرجانات السينمائية الفرنسية والعالمية المخصصة لسينمات البحر الأبيض المتوسط، إن لم يكن أهمها على الاطلاق، ويعتبر 'كان' السينمات المتوسطية بلا منازع في العالم. وتقام الدورة الحالية للمهرجان (الدورة 29) في الفترة من 26 اكتوبر الى الرابع من نوفمبر 2007، ويقدم المهرجان في كل دورة 'بانوراما' شيقة وفريدة من نوعها، لأفضل انتاجات البلدان المتوسطية من أفلام، من جميع الأنواع (روائية وتسجيلية وتجريبية... الخ) ليصل مجموع الأفلام التي يعرضها إلى أكثر من 250 فيلما خلال هذه الدورة، من ضمنها 120 فيلما تعرض لأول مرة داخل قائمة الاختيار الرسمي، التي تشتمل على أفلام المسابقات التي ينظمها (للفيلم الروائي الطويل والقصير والفيلم التسجيلي الطويل والقصير) والأفلام التي تعرض للمرة الأولى في المهرجان 'افان بروميير' اي قبل خروجها للعرض في الصالات التجارية. وتتوزع أعمال واشتغالات المهرجان المهمة للدورة 29 القادمة على عدة محاور.دعم السينمات المتوسطيةأولا: الجوائز. يقوم المهرجان الذي يقام كل عام في مدينة مونبلييه في الجنوب الفرنسي على البحر (على بعد 900 كيلومتر من باريس) بدعم السينمات المتوسطية ماليا، بميزانية تصل الى مائة الف يورو، يوزع جزءا منها على الفائزين بجوائز في مسابقاته الرسمية، مثل جائزة انتيغون الذهبية (في مسابقة الفيلم الروائي الطويل) وقيمتها 15 الف يورو، وجائزة دعم توزيع الفيلم 15 الف يورو، وجائزة النقاد وقيمتها الفي يورو، وتمنح لأفضل فيلم في مسابقة الفيلم الروائي الطويل، وتشكل لها لجنة تحكيم خاصة من النقاد الدوليين من منطقة المتوسط، وجائزة الجمهور وقيمتها 4 الآف يورو، والجائزة الكبرى للفيلم القصير وقيمتها أربعة آلاف يورو، وجائزة 'يوليسيس' ـ بطل ملحمة الاوديسة للكاتب اليوناني هوميروس ـ لأحسن فيلم تسجيلي طويل وقيمتها 4 آلاف يورو، كما يوزع العديد من الجوائز الاخرى
ثانيا : مسابقة تطوير السيناريو
ينظم المهرجان في كل دورة مسابقة لمشروعات وسيناريوهات الافلام الجديدة التي لم تنجز بعد، ويعقد جلسة تناقش فيها لجنة خاصة السيناريوهات المقدمة، بعد ان تكون قامت باختيار عدد من السيناريوهات من بين مئات السيناريوهات التي تصل الى ادارة المهرجان للمشاركة في المسابقة ـ تعقد الجلسة القادمة رقم 16 يومي 1 و2 نوفمبر ـ وكانت هذه المسابقة بعنوان بورصة دعم تطوير السيناريو تأسست عام 1992 وانطلقت منذ ذلك الوقت لتدعم اكثر من 33 مشروعا وحتى الآن، حيث يمنح مبلغ قيمته 7000 يورو لكل مشروع او سيناريو فائز، والجميل هنا والجدير بالذكر ان عددا كبيرا من مشروعات السيناريو الفائزة، تحولت بالفعل الى افلام، مثل مشروع فيلم 'ماشاهو للجزائري بلقاسم حجاج، ومشروع فيلم 'الابواب المغلقة' للمصري عاطف حتاتة، وشاركت هذه الافلام في مهرجانات عالمية، وحصدت كما في الفيلمين المذكورين العديد من الجوائز، وبسرعة اخذت بعض المهرجانات الاخرى في فرنسا مثل مهرجان آميان المخصص للسينما الافريقية بفكرة مونبلييه الملهمة، وصارت هناك عشرات المسابقات في المهرجانات السينمائية الفرنسية لدعم وتطوير مشروعات سيناريوهات الافلام بالطريقة نفسها، ويعود الفضل في ذلك يقينا الى مهرجان مونبلييه، الذي كشف في الوقت ذاته من خلال مسابقة دعم السيناريو هذه، عن العديد من المواهب السينمائية المتوسطية من الشباب، من الجزائر ومصر ولبنان وتونس وفرنسا ورومانيا والعديد من الدول المتوسطية الاخرى
تكريمات وحفلات موسيقية
يكرم المهرجان العملاق الذي سبق له تكريم العديد من نجوم السينما العربية مثل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والنجم الممثل عمر الشريف والمخرجين صلاح ابوسيف ويوسف شاهين وبركات وغيرهم وبحضورهم الى مونبلييه ـ يكرم في دورته 29 الممثل النجم الايطالي الكبيرالراحل مارشيلو ماستروياني، والجميع يتذكرون ادواره الرائعة في افلام عملاق الاخراج الايطالي فيلليني مثل فيلم 'الحياة الحلوة' لادولشي فيتا، وهو اول تكريم لشخصه في فرنسا، منذ رحيله عن عالمنا عام 1992، ويعرض له المهرجان اكثر من 20 فيلما قام ببطولتها، من ضمنها الفيلم المذكور، وفيلمه الاثير 'الزواج على الطريقة الايطالية' الذي عرض في بلادنا واعجب الناس به كثيرا جدا، كما يكرم المهرجان ايضا المخرج الاسباني فاسينت اراندا، الذي يعد احد ابرز المخرجين الاسبان في الاربعين سنة الاخيرة، وكذلك المخرج الفرنسي ـ من كورسيكا ـ بيير سلفادوري، الذي يعد خبيرا في الكوميديا المعاصرة. كما يعرض المهرجان في قسم الاستعادات، وخلال ليلة كاملة 'ليلة في الجحيم'، بانوراما للافلام البوليسية الايطالية في فترة السبعينيات، وينظم عدة حفلات موسيقية تصحبها او لا تصحبها عروض افلام، ويقيم معرضا لمارشيلو ماستروياني بالتعاون مع سينماتيك روما، وتحت اشراف باربارا ماستروياني ابنة الممثل الايطالي الكبير الراحل. وتنظم ندوتان خلال فترة انعقاد المهرجان: ندوة عن الانتاج السينمائي في اقليم 'لانجدوك روسييون'، الذي تقع فيه مدينة مونبلييه، وندوة اخرى بعنوان: أين هو النقد السينمائي؟ يديرها جان ميشيل فرودون رئيس تحرير مجلة 'كراسات السينما ' الفرنسية الشهيرة، كما يخصص المهرجان قسما لافلام الديجيتال الرقمية، يستعرض فيه منجزات السينما الحديثة، من تجريب وتحريك، في هذا المجال
السينما العربية في المسابقة الرسمية
لقطة من فيلم " تحت القصف " للبناني فيليب عرقتنجي
يشارك في مسابقة المهرجان الرسمية للافلام الروائية الطويلة 11 فيلما هي كالتالي
فيلم "تحت القصف ' لفيليب عرقتننجي من لبنان. انتاج 2007، وهو فيلمه الروائي الثاني ويحكي فيه عن أم لبنانية تبحث عن ابنها تحت القنابل والقصف اثناء الغزو الاسرائيلي الاخير للبنان ومن خلال رحلة البحث تتعرف على شاب يرافقها في رحلة بحثها وتقع في حبه
فيلم ألبيت الأصفر' لعمور هاكار من الجزائر انتاج 2007 ويحكي عن فتاة جزائرية في العاشرة من عمرها، تعيش في اعماق الريف الجزائري وتسهر على رعاية قطعة ارض صغيرة وزراعتها، وذات يوم يمر ساعي البريد لكي يسلمها رسالة من ادارة الجيش تعرف منها ان شقيقها الذي يقضي فترة خدمته العسكرية، قد وقع له حادث
فيلم 'ادوارد' لانجليكا انطونيو من اليونان، انتاج 2007 ويحكي عن شاب يوناني يعيش حياة عائلية قاسية ويحلم بأن يصير نجما في عالم موسيقى الروك.فيلم 'طين حلو' لدرور شاؤول من اسرائيل. انتاج ،2007 ويحكي عن شاب اسرائيلي يعيش في 'كيبوتز' في فترة السبعينيات في جنوب اسرائيل يكتشف فجأة وهو طفل مازال في المدرسة ان امه مجنونة فيحاول اخفاء الامر عن اقرانه، ويتظاهر بأنها عاقلة مثل كل الناس لكنه يكتشف ان مجتمع الكيبوتز ينبذها ولايقبل بأمثالها في تلك المجتمعات المنعزلة المنغلقة والمتقوقعة علي ذاتها
فيلم 'لابوفاتا' لميمو كالوبريستي من ايطاليا. انتاج 2006، يبسط لنا حكاية مدينة صغيرة تدعى 'داياماند' في مقاطعة كالابر الايطالية ومغامرات ثلاثة شبان فيها ورغبتهم في صنع فيلم عنها ولقاءهم بأمراة عجوز يكتشفون من خلالها انها يمكن ان تصبح بطلة لفيلمهم عن جدارة
فيلم 'انا حتى لا افكر في الامر' لجياني زاناسي من ايطاليا. انتاج 2007 ويحكي عن ستيفاني الذي اشتهر وهو في الخامسة من عمره بعبقريته الموسيقية وصار نجما غير انه بعد تجاوزه الآن الثلاثين من عمره اذا بأضواء الشهرة تخفت من حوله ولا يعبأ بأمره أو موسيقاه أحد
فيلم 'حقل هدر' لايفان زيفكوفيتش من صربيا. انتاج 2007، ويحكي عن رشا التي تعيش مع والدها المدمن على الشرب وتحايلها على العيش باعطاء دروس خصوصية في الادب
فيلم 'رضا' لطيفون بيرسيلموجلو من تركيا. انتاج 2007 ويحكي عن سائق شاحنة تتعطل به فجأة والمواقف التي يتعرض لها في محاولته إصلاح الشاحنة المعطوبة
فيلم 'المنافس' لرودريغو كورتيس من إسبانيا، انتاج 2007، يحكي عن فوز استاذ جامعي بجائزة مالية قدرها 3 ملايين يورو وكيف تغيرت حياته بعد ان صار مليونيرا
فيلم 'فراشة' لبابلو غارسيا من إسبانيا، انتاج ،2007 ويحكي عن تجربة شاب مخرج ومحاولته ان ينجز فيلما بكاميرا ديجيتال صغيرة ورغبته في ان يمسك في ذلك الفيلم بتوهج الحياة ذاتها وعبقها وعطرها وجمالها فهل ينجح في مشروعه السينمائي الطموح؟
فيلم 'الاندلس' لآلان جوميس من فرنسا. انتاج 2007، يحكي عن شاب يدعى ياسين يعيش بمفرده في سيارة رحلات 'كارافان' ويمارس عدة أعمال، لكنه يكتشف ان النمط الذي يعيش فيه حياته، لا يحقق له سعادته، ورغبته في عناق المطلق، فيقرر ان يسافر من فرنسا الى الاندلس في اسبانيا
أندلس جديدة
هذه 'الأندلس'.. كفكرة وتجربة تعايش بين اقطار وبلدان المتوسط باديانه وثقافاته واجناسه على اختلافها وتعددها، تمثل الفكرة المركزية المحورية التي يشتغل عليها مهرجان مونبلييه للسينمات المتوسطية، فهو ـ وهنا تكمن قيمته ـ يعمل من خلال 'اكتشاف' الاعمال السينمائيةالمتوسطية الجديدة ودعمها، والتعريف بها والعمل على توزيعها ونشرها وعرضها في فرنسا والعالم كما يقول لي جان فرانسوا مدير المهرجان، يعمل ويؤسس ل 'أندلس' جديدة من خلال السينما، للمزيد من التعاون والتفاهم والسلام والمحبة بين جميع بلدان المتوسط وشعوبه وثقافاته المتعددة.ولاشك في ان موقع مدينة مونبلييه في اقصى الجنوب الفرنسي، التي اشتهرت بجامعتها الشهيرة في العصور الوسطى (القرن 15)، وكان بها كلية للطب طبقت شهرتها الآفاق، وكان يدرس بها كتاب 'الطب' لابن سينا، وهي الجامعة ذاتها التي درس فيها عميد الادب العربي د.طه حسين كما نعرف، ومع وجود جالية عربية مهاجرة كبيرة، الى جانب جالية يهودية مقيمة في المدينة منذ زمن. لاشك في ان موقع مونبلييه هذا يؤهلها بالفعل لتأسيس وانعاش وتطوير تلك الفكرة، بل ورعايتها وحمايتها من خلال مهرجانها الكبير. ذلك المهرجان الذي يحتفل بمرور ثلاثين سنة على تأسيسه في العام القادم.والدليل على نجاحاته واضافاته السينمائية الكثيرة، أنه استطاع ومنذ تأسيسه، ان يستقطب اليه اكثر من 36 الف متفرج من أهل المدينة كل عام، وان يصبح بمرور الوقت، 'عيدا' للسينما من دون منازع في تلك المنطقة المتوسطية من العالم، تعلي من قيم التمايز والاختلاف والتعددية، واحتفالا كل سنة ب 'أندلس' جديدة
مونبلييه بالأرقام
يشارك في لجنة تحكيم مسابقة المهرجان الرسمية التي تمنح جائزة 'انتيغون الذهبية' المخرج مروان حامد من مصر 'عمارة يعقوبيان' و'وناتاشا لوران مديرة' و'سينماتيك تولوز' في فرنسا وكاترين ماكول (ممثلة ـ فرنسا) وجان بيجيجي (ممثل ـ فرنسا) وفلاج (الكاتب المسرحي والممثل الفكاهي الجزائري المعروف)، ويشارك في لجنة تحكيم النقاد آلان ماسون من مجلة 'بوزيتيف' وريتشارد فيني وجيروم بروفنسال من فرنسا، وصلاح هاشم من مصر، وامبرتو روزي من ايطاليا. ويعرض المهرجان خلال 10 أيام وداخل 6 قاعات عرض 212 فيلما من 12 بلدا من ضمنها:11 فيلما في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.22 فيلما في مسابقة الفيلم الروائي القصير11 فيلما في مسابقة الفيلم التسجيلي الطويل والقصير.ويناقش المهرجان 13 مشروعا للسيناريو، ويمنح جوائز مالية تتجاوز قيمتها المائة الف يورو، ومن المتوقع ان يستقطب المهرجان أكثر من 75 ألف متفرج خلال الدورة 29
ملصق المهرجان في دورته 29
عن " جريدة " القبس " الكويتية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق