السبت، مارس 08، 2014

في مدرسة السباحة أحد لايصيح انزلي ياست أو البسي ياقحبة بقلم صلاح هاشم في " نظرة خاصة " ..


صورة من فترة الخمسينيات لمدرسة السباحة المجانية رجال ونساء في رأس البر

نظرة خاصة
يكتبها
صلاح هاشم


 
في مدرسة السباحة في رأس البر ، أحد لا يصيح انزلي ياست
أو البسي ياقحبة !

 بقلم صلاح هاشم



بكت عندي ،وارتمت في حضني، وعانقتني طويلا، حتى هدأت ، ثم قالت انها في طريقها الى مكان تصوير الفيلم في بولاق أبو العلا، وأثناء مرورها بمنطقة الاسعاف المزدحمة بالبشر والسيارات والباعة الجائلين - في قلب القاهرة التي تحولت الى ساحة للفوضي العارمة - اذا بأحدهم من زبانية جهنم ،من أصحاب الذقون الفاشيين يعترض طريقها، ويسبها، لا لجرم ارتكبته، وانما لأنها لأنها تركت شعرها الطويل الجميل المكشوف ينساب على كتفييها ، ولم تكن بعد تحجبت لزوم تصوير اللقطة التي ستظهر فيها في الفيلم ، ثم فجأة اذا به - ابن الكلب - يقذفها أيضا بحجر وهى تحاول أن تفلت بجلدها، وسط السيارات المكدسة عند إشارة مرور الاسعاف. ولولا ستر الله، لكان الحجر شج رأسها. قالت بنت اختي: انهم يتحرشون حتى بالمحجبات ياخالي. أين هذه الحضارة الآن، رحت اتأمل في الصورة المرفقة من زمن الخمسينيات في بلدنا وأنا أتساءل كيف زالت كل صور الجمال  هذه في مصر، واختفت ! ، إمرأة بمايوه وسط حشد من الرجال، ولا خوف من تحرش، أو أهانة عابرة، ولا أحد يصيح انزلي ياست، والبسي يا قحبة، أو يتجرأ أحدهم، ويقذفها بحجر.
 يا ألهي. اللعنة، لكم تخلفنا !..



ليست هناك تعليقات: