السبت، يونيو 29، 2013

مختارات إيزيس : المصريون يدافعون عن وطنيتهم بقلم سمير فريد

الربة إيزيس أم المصريين ربة الخصب والنماء والحصاد وحارسة القطر



المصريون يدافعون عن الوطنية المصرية الحديثة
  بقلم   سمير فريد    ٢٩/ ٦/ ٢٠١٣
يمكن على نحو ما تقسيم تاريخ مصر إلى ثلاث مراحل كبرى هي المرحلة المصرية القديمة التى بدأت مع توحيد مينا للوجهين البحرى والقبلى، ومرحلة مصر فى عصور الإمبراطوريات منذ الغزو الفارسى فى إطار الإمبراطورية الفارسية، إلى الغزو العثمانى فى إطار الإمبراطورية العثمانية، ثم مرحلة الدولة العلوية نسبة إلى محمد على باشا الكبير التى بدأت عام ١٨٠٥ منذ مائتى عام ويزيد قليلاً.
تكونت الوطنية المصرية بعد توحيد الوجهين، وترسخت فى عصور الدولة القديمة التى تعرف بالفرعونية، وواجهت الوطنية المصرية تحديات كبيرة فى عصور الإمبراطوريات، وضعفت، ولكنها لم تتلاش، وظلت جذورها قوية فى انتظار أن تزدهر من جديد، وكان الموعد مع الغزو الفرنسى بقيادة نابليون بونابرت.
تبدو نظرية توينبى عن التاريخ «التحدى والاستجابة» أوضح ما تكون فى المقاومة الشعبية المسلحة للاحتلال الفرنسى، الذى بدأ عام ١٧٩٨، والتى لم تتوقف يوماً واحداً حتى هزمت جيوش بونابرت بعد ثلاث سنوات.
وربما يسأل من يتأمل تاريخ مصر الحديث ما الذى جعل المقاومة المصرية للاحتلال الفرنسى بهذه الضراوة والإصرار، بينما لم تكن بنفس القدر إزاء الاحتلال البريطانى عام ١٨٨٢. وفى اعتقادى أن السبب محاولة الاحتلال الفرنسى تغيير الهوية الثقافية لمصر على النقيض من الاحتلال البريطانى.
وقد كانت المقاومة ضد الاحتلال الفرنسى، مثل أى مقاومة، بقيادة المثقفين، وكانوا جميعاً من علماء وخريجى الأزهر، الجامعة الوحيدة فى ذلك الوقت، وهم الذين انتخبوا محمد على لقيادة مصر بعد جلاء القوات الفرنسية. وكان الرجل بارعاً، أو كما قال عنه كارل ماركس «تحت هذه العمامة رأس حقيقى»، فلم يرفض الحداثة التى بشر بها بونابرت، وإنما رفض أن تفرض بالقوة وتغير الهوية الثقافية لمصر، وأرسل إلى فرنسا بعثته الشهيرة من خيرة شباب مصر فى مختلف المجالات، وعندما عادوا مكنهم من تأسيس الدولة المصرية الحديثة.
وبعد قرن كامل من الزمان فى بداية القرن العشرين تبلورت الوطنية المصرية الحديثة على أيدى المثقفين المصريين، وكان أولهم أحمد لطفى السيد «١٨٧٢-١٩٦٣» مؤسس جامعة القاهرة، والذى كان أول من رفع شعار «مصر للمصريين»، ولم يكن من الغريب أن يطلب منه جمال عبدالناصر أن يكون أول رئيس لجمهورية مصر، فى بداية النظام الجمهورى، أو ما يمكن أن نطلق عليه المرحلة المصرية من تاريخ حكم «عبدالناصر» من ١٩٥٣ إلى ١٩٥٨.
المصريون الذين يخرجون إلى الشوارع غداً يدافعون عن الوطنية المصرية الحديثة، وموعدنا غداً.
samirmfarid@hotmail.com

عن جريدة المصري اليوم بتاريخ 29 يونيو 2013

ليست هناك تعليقات: