الخميس، يونيو 20، 2013

مختارات إيزيس . كيف تشاهد فيلما ممنوعا من العرض في مصر بقلم رانيا يوسف

لقطة من فيلم " الخروج من القاهرة "


مختارت إيزيس

كيف تشاهد فيلما ممنوعا من العرض في مصر

بقلم
رانيا يوسف


في اوربا وامريكا والدول المتقدمة يتم تصنيف مشاهدة الافلام حسب الفئة العمرية، كنوع من الرقابة المقننة حتي لا تؤذي بعض المشاهد الجنسية او العنيفة التي تحتويها بعض الافلام مشاعر الاطفال او المراهقين، وهناك افلام لا يسمح لمن هم دون السن القانوني بمشاهدتها الا بحضور العائلة ،وبما اننا لسنا في اي من هذه الدول فلابد للرقابة التي هي في الاصل جهاز حكومي ان تلعب هذا الدور ولكن بشكل اكثر تخلفاً يتناسب مع حالة الاعياء الفكري والثقافي الملتصق بمجتمعنا، حتي بعد ان اصبح الواقع الذي نعيشه اكثر عهراً من اي مشهد سينمائي توصي الرقابة بحذفه،يقف جهاز الرقابة في مصر عند فترة زمنية مندثره لم يتجاوزها ،متجاهلاً ايقاع الزمن والتطور الذي تشهده وسائل الاتصال كل لحظة، في الوقت الذي لم يتم تطوير فكر وهيكل الرقابة في مصر، يتجاوز المخرجون الشباب هذا الحاجز وغيره من الحواجز، دون ان يخضعوا او يتنازلوا امام حجرية تلك القرارات التي تذبح ابداعهم.
ان تتبعنا نوعية الافلام السينمائية التي عرضت خلال السنوات القليلة الماضية نستخلص منها اهم الموضوعات التي تثير حفيظة الرقابة،ويخالف الواقع توقعات الكثيرين ان المشاهد الجنسية او العنيفة هي التي تتصدر قائمة هذه الممنوعات ،لا تحظي ايضاً الالفاظ البذيئة او الايحاءات الجسدية الجنسية التي يحشرها محمد سعد او محمد رمضان او سما المصري بشكل مبتذل في افلامهم باهتمام الرقابة ولو من منطلق حرصها علي الذوق العام، اول ما يتصدر القائمة السوداء للمحظورات الرقابية هو التعرض المباشر للاديان، حتي وان كان العمل لا يحمل اي اساءة او متاجرة رخيصة ، الدين هو افيون الرقابة في مصر، وربما يعتبر قضية امن قومي يجب تجنب مناقشته بشكل صريح حتي "حسب تفكير الرقباء" لا يثير الفتن الطائفية بين المصريين المسلمين والمسيحيين،دوماً كانت العلاقة بين المسلم والمسيحي تتناول بحساسية مفرطة في السينما، عادة كانت هذه الافلام تقدم العلاقة بصورة مثالية تبروز صورة الوحدة والحب الذي يجمع الطرفين وتؤكد علي وحدتهم،حتي وان كان الواقع اكثر تطرفاً يطفح بالقصص والروايات المختلفة حول هذه العلاقة التي شهدت توتر ملحوظ السنوات الماضية خصوصاً بعد الثورة.
كيف تشاهد فيلماً ممنوعاً من العرض في مصر؟ ، ولماذا اصلا يمنع اي فيلم من العرض في مصر، ربما الخيال المريض الذي يسيطر علي المسئول الذي بيده ان يذبح هذا العمل او ذاك، لكن الحلول كثيرة لمراوغة هذا الخيال و مقاومته ،في البداية كانت المهرجانات هي الحل ان تشاهد ما لا يمكن ان تشاهده طوال العام، ثم اصابت المهرجانات نفس حالة الاعياء التي اصابت السينما ، واقصد اختيارات الافلام او الخضوع لسلطة الرقابة وحذف مشاهد من الافلام، يتبقي لنا بعض النوافذ التي تنقذ حواسنا في تلقي الفيلم من مزاج الرقابة، اما ان يهديك مخرج الفيلم نسخة بشكل ودي لتشاهده وسط اصدقائك سراً ،واما ان تنتظر حتي يتم تسريبه علي شبكة الانترنت لتراه سرقة، اما ان تنتظر لتشاهده في اي مهرجان اخر خارج مصر، او تشاهده صدفه علي اي قناة فضائية غربية علي قمر اخر غير النايل سات.
اخيراً اقتنصت فرصة منهم وشاهدت فيلم "الخروج من القاهرة" للمخرج هشام العيسوي، وهو الفيلم الممنوع عرضه في مصر بسببب موضوعه الذي يتناول قصة حب نشأت بين شاب مسلم وفتاة مسيحية، الفيلم الذي انتج منذ عامان تقريباً عرض في عدد من المهرجانات السينمائية في العالم تحت اسم مصر، في الوقت الذي يحذر علي المصريون مشاهدته، رغم تواضع فكرة الفيلم وضعف مستواه الفني الا انه اصبح من احد ضحايا التخلف الرقابي في مصر،ولا اعتقد انه سيخضع للخطوات التي خضع لها من قبل فيلم "عين شمس" للمخرج ابراهيم البطوط الذي منع عرضه لفترة طويله ايضا، مع اختلاف اسباب المنع، لان الفيلم يتعرض لعلاقة المسلم بالمسيحي،التي اصبحت في واقعنا اكثر توتراً وتجاوزت مشاغباتها اي فيلم واي خيال، لذا لتشاهد فيلم ممنوع عرضه في مصر عليك اختيار احد البدائل السابقة، واما ان تنتظر الفرج في اصلاح ما يصعب اصلاحه داخل هيكل الرقابة علي المصنفات الفنية
.

ليست هناك تعليقات: