الجمعة، ديسمبر 15، 2006

في " كيف الحال " تمثيلية تليفزيونية فقيرة











فى (كيف الحال )..... الحال لم يكن على مايرام ؟

بقلم عماد النويري



الدعاية ساهمت في الخداع والتجارب الأولى لها أخطائها
تمثيلية تلفزيونية ، ونهاية توفيقية ، وغياب للخطاب البصري


وصف الممثل خالد سامي مشاركته في بطولة الفيلم السينمائي السعودي الأول "كيف الحال" بأنها فرصة لا تعوض من أجل إبراز موهبته وخوض غمار تجربة فنية جديدة , مؤكداًَ في الوقت نفسه أن مشاركة كوكبة من نجوم الدراما المحلية والعربية سوف تساهم في دعم العمل.وبين سامي أن دوره الذي يلعبه في الفيلم هو دور الجد مشيراً إلى أن هذا الدور هو الخط الكوميدي الأول والسبب المباشر في اقتناعه بالمشاركة في العمل الذي سيكون نصيبه النجاح على حد قوله.وقال سامي إن الميزانية الكبيرة التي رصدتها روتانا للعمل والأسماء الكبيرة التي سوف تشارك سوف تساهم في تقديم دراما خليجية راقية مشيراً إلى أن الدراما العربية تحتاج للدعم لتصل إلى العالم . يذكر أنه يشارك في بطولة الفيلم أيضا الممثل تركي اليوسف, وفاطمة الحوسني ومشعل المطيرى وهند محمد ومحمد الصيرفي وميس حمدان و نجم ستار أكاديمي "هشام عبد الرحمن" . والفيلم من إخراج ايزادور مسلم



قصة وتعديل
بلال فضل الذي ساهم بجهد كبير في أعداد سيناريو الفيلم يقول عن تجربته في ( كيف الحال ) : ( بعدما شاهد المسؤولون في شركة روتانا فيلمي ( ابو على ) ارسلوا لى معالجة الناقد محمد رضا لعمل فيلم سعودي يدور حول الزواج في الآسرة السعودية ، ولانهم أرادوا ان تكون التجربة الجديدة قوية ، فقد قرروا الاستعانة بالمحترفين في مختلف مجالات العمل السينمائي، فعرضت عليهم تصوري للقصة بحيث ندخل فيها قضايا ورسائل تهم المجتمع السعودي ، مثل قيادة المرآة للسيارة هناك ، والصعوبات التى يمكن ان تواجه هاويا للمسرح والمشاكل التى تواجهها امرأة تهوى العمل بالصحافة وتضطر للكتابة باسم مستعار . ورحب المسؤؤلون بالشركة بالقصة بعد تعديلها
تدور الأحداث لتصور أسرة مكونة من أب ثري منفتح التفكيريؤمن بتعليم ابنته ويتيح لها قدرا معقولا من الحرية ويناقش زوجته بمودة وهدوء وأم تقليدية تلعب دور «المتفرج» ، وجد مرح صقلته التجارب يهوى الغناء ويلعب بعض التمارين الرياضية فوق السرير ، وابن متشدد يميل الى العزلة والانطواء و يبحث عن تحقيق أفكاره في الواقع وابنة تتخرج من الجامعة فيحاصرها الخطاب، وأبرزهم صديق أخيها معلم المدرســة الابتـدائية ، وابن عـم يهتم بالفنـون ويحلم بأن يكون مخـرجا، وتحظى ابنـة عمه بمســاحة من اهتمــامه، ويحتدم الصراع بين الابن المتشــدد من ناحية وبين الأسرة، خاصة أخته وابن عمــه، وإن كان الأمر ينتـهي نهايـة سعيــدة


تعديل وتحوير
في الفيلم ( السيناريو ) نحن أمام شخصيات مقولبة تقليدية تعرفنا عليها في مئات الأعمال الدرامية العربية سواء السينمائية او الإذاعية ام المتلفزة الأب المنفتح ( يوسف وهبى اوفاخر فاخر ) وابن العم الذى يقع فى غرام ابنة العم ( عمر الشريف او كمال الشناوى ) والعزول الشرير الرجعى ابن العم او ابن الخال ( فريد شوقى او مجدى وهبه ) نحن اذن امام عملية استنساخ لشخوص درامية تم استهلاكها مئات بل آلاف المرات في توليفات درامية تم تعديلها وتحويرها واستنساخها لتتلاءم وطبيعة الحبكات المختلفة ضمن إطار مثلث العشق الشهير ( صراع اثنين حول واحدة او صراع اثنتين حول واحد ) . في ( كيف الحال ) الحال لم يكن على مايرام بالنسبة للشخصيات فنحن لانعرف على وجه التحديد ماهى أسباب التزمت وحالات الغضب التى تنتاب الابن باعتباره من المتشددين الإسلاميين وكان من المهم إلقاء الضوء على التركيبة الاجتماعية والثقافية التى أوصلته الى تلك الحالة لكن السيناريو اكتفى بالمرور على الشخصية مرور الكرام دون الإغراق في التفاصيل . وبالنسبة للابنة سحر في مكياجها وملابسها فى البيت وفى دبى كانت تعيش فى هامش حرية كبير من المفترض ان يكون ورائه موروث ثقافى واجتماعي يتناسب ومساحة الحرية لكن ردور أفعال البنت في مواجهة الواقع كانت مثل ردود اى بنت تنتمى الى الآسرة العربية في الدراما هناك اختلاف والفن لايلتقط شخصيات من الواقع بشكل مجاني فسحر من المفترض ان تكون رمزا للبنت السعودية المتحررة والتى تؤمن بقضية تحررها كانسانة أولا واخيرا لكن في ( كيف الحال ) لم تتلائم ردود أفعال سحر مع كينونتها كرمز كبير . وبالنسبة الى شقيق سحر والعريس المتشدد كان تصويرهما كشخصيات بطريقة كاريكاتورية تماما كما يحدث في اغلب الدر أميات العربية كما شاهدنا في ( العائلة ) وفى ( الارهابى ) وفى ( طيور الظلام ) وغيرها وكأن المتشدد عبارة عن جلباب ولحية طويلة وجلباب قصير , ولم يتعرض الفيلم الى مناقشة موضوع المرآة بشكل عام بالنسبة لهؤلاء المتشددين . كان من المهم المرور على صورة المرآة عند هؤلاء ومنهم من يبجل ويكرم المرآة في البيت وخارج البيت . وفى رسم الشخصيات أيضا لم يوضح لنا كاتب السيناريو لماذا تحول الابن المتشدد في نهاية الفيلم دون ان تقدم لنا التبريرات الواضحة لدافع الشخصية . لماذا ظهر الابن في النهاية وهو موافق على كل شىْ على ( حرية ) اخته وعلى ( فن ) ابن عمه وعلى تصوير فيلم يخرجة الجد . كما يبدو ان كاتب السيناريو اراد ان ينهى فيلمه بنهاية توفيقية تفتقد لمنطق الأحداث ومنطق الأحداث يقول ان الواقع اشد قسوة من الفيلم وان النهايات في موضوع التشدد وحرية المرآة اما ان تقود الى القتل او الى حبل المشنقة ( فى اغلب الحالات ) . لم يرغب الفيلم وكما يبدو ان يدين أحدا حتى يخرج الجميع من دار العرض في حالة سعادة وانتشاء . لم يرغب الفيلم ان يقول صراحة مع من يقف ولمن يدق أجراس الخطر
عملية خداع
وفى الفيلم ( الفن ) نحن بصدد عملية خداع كبرى يبدو ان الدعاية ساهمت فيها بشكل كبير، ورغم وجود إمكانات ضخمة كما قالت هذه الدعاية ورغم وجود خبرات عالمية كما ذكرت فان الفيلم في صورته الأخيرة جاء بشكل اقرب الى تمثيلية تلفزيونية فقيرة سيئة التنفيذ . نجد مثلا ان 80 بالمائة من مشاهد الفيلم تم تصويرها فى الاستديو ( هذا ليس عيبا ) , ولكن العيب ان نجد كاميرا ساكنة خائبة لاتتحرك لتقدم لنا اى ابداع من اى نوع . ومع احترامنا لبعض اللقطات الخارجية فى دبى وفى المملكة لم اشعر ابدا ان هناك حياة من اى نوع تتصارع فيها الشخصيات والافكار . وانما هناك مجموعة من الممثلين جاءا ليقدموا بعض مشاهد الهواء على خشبة مسرح تفتقد الى خطاب بصرى او رؤية سينغرافية واضحة وكانت الموسيقى التصويرية بمثابة ذلك المزعج الدائم الذى ياتى بمناسبة وغير مناسبة وكما يبدو فان صانع الموسيقى التصويرية كان بعيدا تماما عن اجواء منطقة الخليج واستخدم منذ بداية الفيلم تيمات بكائية دون تقديم تنويعات تتلائم وطبيعة الانتقالات من مشهد الى مشهد
على مستوى التمثيل لابد من الاشارة الى الممثل السعودى مشعل المطيرى الذى جسد دور المدرس الاصولى ببراعة وكذلك نجحت الاردنية ميس حمدان فى تجسيد شخصية سحر فى حدود الدور المرسوم لها , ونجح خالد سامى فى الظهور بمظهر الجد اللعوب الحاضر فى حياة الاسرة بقوة وكان من المهم ان يهتم قليلا بدراسة حركة الشخصية الداخلية والمفترض انها فوق السبعين . اما هشام عبد الرحمن فقد حاول جاهدا ان يكون على قدر المسؤولية ونجح فى بعض المشاهد ولم يوفق فى البعض الاخر فمازال يحتاج الى قدر من التدريب ليخرج من دائرة الهواية الى دائرة الاحتراف

اشارات لابد منها
وهناك إشارات لابد منها
لاشك ان دخول روتانا مجال الإنتاج السينمائي هو حدث مهم وكم نادينا مرات كثيرة ان تساهم الفضائيات فى إنتاج الأفلام وفى اكتشاف المواهب وفى تقديم أفكار مغايرة من اجل واقع سينمائي افضل واذا كان ( كيف الحال ) هو التجربة الأولى في هذا المجال فان التجارب الأولى دائما لها أخطائها ومن الصعب وضع كل شي في سلة واحدة ..
والإشارة الثانية انه مع ميزة التنوع في الخبرات والتى حرص الفيلم على تقديمها .( كاتب القصة لبنانى وكاتب السيناريو مصرى والمخرج فلسطينى والممثلون من الكويت والسعودية والاردن ) مع هذه الميزة كان من المهم الالتفات للواقع الخليجي ومايضمه الان من خبرات اثبتت جدارتها واثبتت انها قادرة على القراءة الصحيحة لواقع الحال ولا يعنى ذلك اننا ضد التنوع فنحن مؤمنون ان الفن لا وطن له ولكن مع واقع مثل الواقع الخليجي تتقاذفة التناقضات والمورثات والحساسيات القبلية وطموحات المجتمعات المدنية فان الآمر مختلف ويحتاج الاقتراب منه الى جرأة وشجاعة اهل الوطن
وفى كل الأحوال تحية لتجربة وليدة تستحق التشجيع


قريبا تنتقل ايزيس الي موقعها الجديد








ليست هناك تعليقات: