الأربعاء، نوفمبر 04، 2015

تجربتي مع السينما والنقد بقلم صلاح هاشم مع تعقيب



مقال صلاح هاشم في جريدة الجمهورية الصادرة الاربعاء 4 نوفمبر 
2015
الكاتب والناقد السينمائي صلاح هاشم

نادي السينما
يكتبه هذا الأسبوع: صلاح هاشم
مخرج وناقد مقيم في باريس
 
تجربتي مع السينما والنقد

 
كثير من صناع السينما جمعوا بين النقد والاخراج أو بين النقد وكتابة السيناريو والأمثلة علي ذلك كثيرة مثل الشاعر والكاتب المسرحي الفرنسي جان كوكتو الذي أخرج فيلم "الحسناء والوحش" والكاتب مارسيل بانيول الذي أخرج "زوجة الخباز" والأدباء مرجريت دوراس وأندريه مالرو وألان روب جيريه والأسباني أرابال. جميعهم كانوا روائيين وكتاباً اتجهوا للاخراج السينمائي. هذا إلي جانب مخرجي "الموجة الجديدة" في فرنسا مثل جودار وتريفو وايريك رومير.

ولو تحدثت عن نفسي أجد انني انتقلت بشكل طبيعي في فترة الستينات في مصر، من كتابة القصة القصيرة ونشر الدراسات الأدبية والسينمائية وانا طالب في قسم اللغة الانجليزية بآداب القاهرة، إلي الاخراج  وذلك بعد سفري إلي فرنسا، ودراستي ايضا للسينما في جامعة فانسان الشهيرة في باريس.. وكان يدرس لي أبرز نقاد مجلة "كراسات السينما" آنذاك مثل جان ناريوني وسيرج لوبيرن ودومينيك لوبلان. وانا لم أدرس السينما لكي أصبح ناقداً فقط بل لكي أمارس عملية الاخراج وصنع الافلام .



ملصق أفيش فيلم " البحث عن رفاعةA LA RECHERCHE DE RIFAA لصلاح هاشم "


 الابداع الفني هو فعل حرية بالدرجة الأولي وانا تشغلني دائماً قضية التربية والتعليم علي خطي رفاعة رافع الطهطاوي رائد نهضة مصر الحديثة لذلك صنعت فيلماً وثائقياً عن حياته وأفكاره ورحلته القديمة إلي باريس مع البعثات المصرية التي ذهبت إلي هناك. 

أما الآن فاننا نفتقد المشروع الوطني للنهوض بالوطن مثل قضية ضرورة التنوير ومحاربة التيارات الظلامية المتطرفة. ونحن مشغولون الآن بمحاربة الارهاب الاسود الفاشي وأعتقد انه لن نستطيع تغيير أي شئ في مصر إلا إذا تغيرت المنظومة التعليمية والمنظومة الاعلامية لما لهما من تأثير كبير في صياغة عقل ووجدان الشباب. 

صلاح هاشم يكتب من باريس لجريدة " القاهرة " عن فيلم تسجيلي عن الاسكندرية يستغرق عرضه 12 ساعة
 
واعتقد أن السينما جديرة بأن تقوم بالدور الأهم في هذا المجال.. استطيع القول بانني حاولت في كل كتاباتي اثبات جدارة السينما بتقديم كل الكتابات العظيمة للأدباء الكبار بداية من نجيب محفوظ وديستوفسكي وهيرمان هسة ونيكوس كازانتزاكيس وحتي الأجيال الجديدة الأحدث. 

ملصق أفيش فيلم " وكأنهم كانوا سينمائيين . شهادات على سينما وعصر " ..عن " سحر " السينما المصرية الخفي وتأثيراتها على الشعب المصري
كما اعتقد أن السينما كان لها تأثير كبير علي الشعب المصري عبر المائة عام الماضية. وهذا ما أردت إيضاحه في فيلمي "وكأنهم كانوا سينمائيين.. شهادات علي سينما وعصر" وهو خامس تجربة اخراجية وثائقية أقدمها وهو يطرح سؤالاً: "ما هي الأضافات التي حققتها السينما المصرية إلي الشعب المصري". أردت التذكير بأن السينما صنعت وجدان أمه وشعب تمتد جذوره إلي أعماق التاريخ. وكان قدماء المصريين يرسمون ويوثقون برسوماتهم علي جدران المعابد كل مناحي الحياة في مصر القديمة وكأنهم كانوا سينمائيين دون كاميرا. كما أن مصر بسبب طبيعتها وتاريخها وشعبها وعاداته وتقاليده وأعياده واحتفالاته.. بلد مليئ بالصور وتعتبر جنة المصورين الفوتوغرافيين في العالم. 

عن جريدة " الجمهورية " المصرية 
بتاريخ الاربعاء 4 نوفمبر

--
تعقيب

فقط بـ " المشاركة " نؤسس لنهضة 
 
 تقدير لناقد وصفحة في المشهد السينمائي المصري
 
بقلم
 صلاح هاشم

منذ فترة برزت "صفحة السينما"- انظر صورة الصفحة المرفقة -  في جريدة الجمهورية، وتحديدا عندما بدا الناقد السينمائي المصري المتميز حسام حافظ يشرف على الصفحة التي كان يحررها سابقا الناقد السينمائي المصري الكبير سمير فريد. وحينها.. بدأت الصفحة  التي تخرج كل اربعاء، تفرد صفحاتها كل إسبوع للكتاب ونقاد السينما في مصروتدعوهم الى  "المشاركة" بكتاباتهم وافكارهم وارائهم لتصبح في اطار التردي الكبير الذي تعيشه بلادنا في " محنة " وعلى كافة المستويات تعليمية وصحية واعلامية وسياسية، وهي تتراجع عن دورها التنويري الطليعي، تصبح منبرا للكتابات الحرة الجريئة، وشباكا على تفاعلات المشهد السينمائي ليس في مصر فقط بل في العالم ولايسعنا هنا من خلال هذا التعقيب إلا أن نحيى " نزاهة " حسام حافظ الذي لايريد أن يستاثر بالصفحة ويوظفها لتلميع نفسه، وتلميع أصحابه من " أصحاب المصالح " والمنتفعين ويحتكرها لنفسه كما فعل ويفعل البعض للاسف في صفحاتهم ومواقعهم ، بل يريد أن يؤكد أنه فقط من خلال " المشاركة " و" الانفتاح " على كل الآراء والافكار والاتجاهات
 نستطيع يقينا أن نؤسس لنهضة ثقافية سينمائية في بلادنا،على درب الوعي وأفكار التنوير، ونحن نمد يدا الى " الجار "، ونتصالح من خلال الكتابة مع أنفسنا والعالم
كل التقدير للأستاذ حسام حافظ و" صفحة السينما " في جريدة الجمهورية

صلاح هاشم

ليست هناك تعليقات: