الخميس، أكتوبر 02، 2014

مالمو " العربي " في " هوية " مدينة بقلم صلاح هاشم



عمدة مدينة مالمو علي اليمين في حفل توزيع جوائز مسابقات المهرجان ويظهر محمد قبلاوي أقصى اليسار


مالمو " العربي " في  "هوية " مدينة !


بقلم 


صلاح هاشم
 salahashem@yahoo.com


قضيت اسبوعا ممتعا في مالمو . السويد . بعد ان وصلتني دعوة من مهرجان الفيلم العربي الذي أنشأه ويترأسه محمد قبلاوي. شاهدت افلاما كثر، من مصر وسوريا وفلسطين والعراق والمغرب الخ،  وسأكتب عنها لاحقا، من ضمنها تحفة المخرج السوري الكبير محمد ملص " سلم الى دمشق " والتقيت أيضا بأصدقاء منذ زمن كانوا يعرفونني .. لكني ..ومعذرة ..لم أكن تعرفت عليهم بعد قط ..
من ضمنهم الأستاذ محمد قبلاوي ،ومنجزه السينمائي الرائع ، حيث تتحول مالمو خلال فترة المهرجان الى " عيد حقيقي للاحتفاء بالسينما العربية" في أفضل أعمالها ونماذجها، بحيث يمكن القول بأن المهرجان نجح في أن يصنع جمهورا رائعا في المدينة، وأن يضع مالمو على خريطة المشهد السينمائي العربي، وأن يصحح من خلال السينما "صورة العرب" في أوروبا،و ..بخاصة بعد أن أصبح المهرجان بعد مرور أربع سنوات على تأسيسه أهم وأبرز مهرجان سينمائي عربي في كل شمال أوروبا.

ملصق المهرجان لقطة من فيلم " سلم الى دمشق " للمخرج السوري الكبر محمد ملص

 وليس هناك أبلغ من تلك " الشهادة " لعمدة المدينة في كلمته في حفل الختام ، الذي ذكر بأن " مهرجان مالمو للفيلم العربي بعد نجاح 4 دورات صار قطعة من ذاكرة وتاريخ بل و " هوية " المدينة، في وقت تتحول فيه  مالمو ، من مدينة صناعية الى مدينة ثقافية ( صناعة الثقافة )، تفتخر بتعدديتها الثقافية ،حيث تضم اعراقا وثقافات وأجناسا من كل أنحاء المعمورة.. " ..

ويكفي المهرجان فخرا تلك الشهادة على لسان عمدة المدينة( تضم الجالية العربية في السويد أكثر من 200 الف عربي من ضمنهم 120 الف عراقي ) بل أن المهرجان " النشط " لايكتفي بعرض أفلامه في مالمو وحدها، بل يذهب أيضا بأفلامه وضيوفه من النجوم والممثلين والمخرجين العرب الى عدة مدن سويدية من ضمنها العاصمة استكهولم، ويفتح بذلك أكبر جبهة للحوار والنقاش بين الجمهور والسينمائيين وبين السينمائيين بعضهم البعض لتعزيز قيم التضامن والتفاهم والمحبة والسلام ضد العنصرية البغيضة والفاشية الداعشية الصاعدة 
وذلك " الوحش " الذي يسكن داخلنا، والذي حاول المخرج الامريكي الكبير ستانلي كوبريك أن يحاربه في كل أفلامه ..
تحية الى محمد قبلاوي على مهرجانه السينمائي الحقيقي الواعد..والذكي.
وما أحوجنا في بلادنا الى تقليد هذا النموذج والاحتذاء به في محل " حفلات النفاق الجماعي" التي تقام بإسم السينما- مهرجان الاسكندرية السينمائي الثلاثين نموذجا- والسينما منها ..براء.

صلاح هاشم

ليست هناك تعليقات: