الثلاثاء، أكتوبر 28، 2014

بالأمس فقط كنت مع فاتح أكين ! . بقلم صلاح هاشم












نظرة خاصة




نظرة خاصة يكتبها من باريس صلاح هاشم 









بالأمس فقط..كنت مع فاتح أكين !..   


 
بقلم صلاح هاشم





بالأمس فقط كنت مع المخرج الألماني الكبير من أصل تركي فاتح أكين الذي يفتتح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته 36 بفيلمه " القطع" فقد حلمت بالأمس بأني أدير المؤتمر الصحفي معه  في مهرجان القاهرة السينمائي، بعد ان اتصل بي هاتفيا قبلها الاستاذ الناقد الكبير سمير فريد اتصل بي في باريس محل اقامتي وعملي، وكلفني بصفته رئيسا للدورة 36 بهذا الأمرفرحبت على الفور. وهذا لم يحدث بالطبع ،حيث اني لم ألتق بفاتح أكين ابدا في حياتي، لكني  كنت شاهدت بعض أفلامه فقط. وبخاصة فيلمه الأثير أو بالاحرى رائعته " حافة السماء في مهرجان كان ، واعجبت بها كثيرا،لأنه مخرج جد متميز، وله بصمته ومنهجه السينمائي، وهو خير ممثل لشباب السينما الالمانية الجديدة ، أعماله وأحلامه وطموحاته. وكثيرا ماتقارن سينما فاتح أكين( من مواليد هامبورج عام 1973 ) ،بسينما المخرج الألماني الكبير الراحل فاسبندر، من حيث اهتمامها بـ" الهم الاجتماعي "



 وابحارها في قلب تناقضات المجتمع الالماني المعاصر، و تسليطها الضوء وبخاصة في أفلام أكين ،على حياة الجالية التركية المهاجرة- وهي تاريخيا وعدديا إن صح التعبيرأقدم وأكبر الجاليات الأجنبية  المهاجرة الى ألمانيا- والمشاكل التي تواجهها في غربتها : الزواج والطلاق والعمل والانتماء والهوية، وبخاصة في مايتعلق بحياة " الجيل الثاني " . حيث يشتغل أكين في معظم الأفلام التي حققها على  تلك "الرابطة الألمانية - التركية" والعلاقات بين البلدين والشعبين، والثقافتين، وينقب في حاضرها وتاريخها.وأريد أن الفت الانتباه هنا الى بعض الأفلام الوثائقية الرائعة التي حققها فاتح أكين أيضا الى جانب أفلامه الروائية الطويلة ، ولعل أهمها في رأيي فيلمه " عبور الجسر. صوت اسطنبول"
  
 
الذي أعتبره من أهم الأفلام الموسيقية التي رأيتها في حياتي وعششت في دماغي، حيث يأخذنا الفيلم في رحلة الى تركيا ، ويجوب في أنحاء البلاد، وشوارع وحواري اسطنبول، لنتعرف على اتجاهات الموسيقى التركية الحديثة، لندرك كيف صارت جسرا بين الشرق والغرب. ويعرض الفيلم ايضا لأعلام الطرب والغناء التركي، الذين مثلوا أو قاموا بأدور في السينما، والذين طبعوا هذا الفن الاصيل بطابعهم . كما يحكي عن " التأثير المصري " الذي طبع هذه الموسيقى بطابعه، في فترة تاريخية معينة من مراحل تطورها. وسوف يعرض الفيلم إن شاء الله في بانوراما " جاز وأفلام " التي تقام على هامش مهرجان مصري دولي لموسيقى في ديسمبر المقبل.
اما بخصوص الحلم إياه، فلا أعرف من اين أتي ، وكيف ورد؟ . ربما - قلت في نفسي- ربما كان نابعا من اعجابي الكبير بسينما فاتح أكين من جهة، وبخاصة فيلمه الموسيقي ذاك " صوت اسطنبول" الذي سحرني ، ورغبتي في أن أكتب عن مسألة تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي 36 التي اعتبرها " ضربة معلم " تحسب للمهرجان، وحرصي ربما على أن تتحقق اكبر إستفادة من المؤتمر الصحفي الذي سوف يعقد مع مخرجه هذه المرة، وأن يختار المهرجان لادارة المؤتمر الصحفي مع فاتح اكين الشخص المناسب الذي لايكون يفهم فقط في الترجمة ، ويجيد التحدث بلغتين ، بل أن يكون صاحب ثقافة سينمائية ايضا. رغبتي  يقينا في أن يظهر مهرجان القاهرة السينمائي  - مهرجان بلدي -  في دورته 36 في أجمل صورة، والمساهمة - دور كل انسان يحب وطنه والسينما - في إنجاحها..لكن المؤكد - وربما من دون وعي مني – اني مازلت مسكونا بـ " صوت اسطنبول" الشجي ، لفاتح أكين ، ومسحورا بموسيقاه ..



ليست هناك تعليقات: