الأحد، مايو 26، 2013

من سيفوز الليلة بسعفة " كان " 66 الذهبية ؟ بقلم صلاح هاشم


فيلم الجمال الكبير لباولو سارانتينو
أصغر فرهادي


                      من سيفوز الليلة بسعفة " كان " 66  الذهبية  ؟

                     
            سبيلبيرج امبراطور أم خيال مآتة  ؟

                                   
            
سحاقية تمارس الحب مع مراهقة ، قضية أجل،  لكنها تهم الفرنسيين وحدهم

لقطة من فيلم صغيرة وجميلة

كان . فرنسا . من صلاح هاشم

تجري الاستعدادات حاليا للأعلان عن جوائز مهرجان " كان " السينمائي الدولي في حفل يقام في قاعة ديبوسي في قصر المهرجان الساعة السابعة مساء اليوم، ولسوف نتأكد عندئذ فقط  اذا كان "امبراطور المهرجان" ستيفن سبيلبيرغ كما أطلقوا عليه  هنا امبراطورا بجد وعن حق ، ولم يخضع للضغوطات الفرنسية لمنح جائزة السعفة الذهبية  لفيلم فرنسي معين، إتفق معظم النقاد الفرنسيين انه " تحفة " سينمائية ، ولن يجود الزمان بمثلها، ونعني به فيلم " حياة عادل " للفرنسي من أصل تونسي عبد الطيف كشيش، ولسنا معهم في ذلك بالطبع..
 أو اذا كان سبيلبيرغ  مجرد خيال مآتة و " دمية " تشتغل لحساب جيل جاكوب وتيري فريمو والدبلوماسية الفرنسية التي يهمها بالطبع أن يفوز فيلم  عبد الكشيش لتحقيق مصالح سياسية معينة لليسار الاشتراكي الحاكم. .


                     سحاقية تمارس الحب مع مراهقة هل هذه قضية ؟


فيلم " حياة عادل " LA VIE D ADELE واسمه بالانجليزي " الأزرق هو أكثر الألوان  دفئا "  يحكي عن علاقة حب بين فتاة عمرها 17 سنة تقع في حب  بنت سحاقية تصبغ شعرها باللون الأزرق وتدرس في كلية الفنون الجميلة لتتخرج وتصبح فنانة رسامة، ويحكي الفيلم بالتفاصيل المملة عن تلك العلاقة، وتطورها وتفاصيلها وتعقيداتها، ويكشف عن مجتمع فرنسي منقسم على نفسه بخصوص  حق الزواج، والحرية الجنسية  المثلية، ويجعلنا نغرق في مشاهد الحب بين الفتاتين وهى المرة الاولى ربما التي تفرد فيها السينما الفرنسية فيلما بأكمله  لعلاقة حب " سحاقية " وترينا كيف تمارس سحاقية الحب مع سحاقية او غير سحاقية في  الفراش وفي جميع الأوضاع  وبشكل مبالغ فيه وبتطويل ممل ومتكرر، وممارسة الحب سبيل الى النضج ربما والى الانفتاح على العالم وكل العوالم، كما يكشف الفيلم عن تجربة تتكرس لنضج هذه الفتاة المراهقة التي ينتهي بها المطاف للعمل بالتدريس للصغار وانفصالها عن صديقتها وهو فيلم عن  هجران الحبيب والوحدة ، وينتهي بعادل وهى تسير وتعطينا ظهرها، ولانعرف الى أين تسير ، وكيف ستواجه مصيرها في هذا العالم المملوء أخطاء




    أحببناه أجل  لكن  قليلا

فيلم كشيش يقدم بانوراما لتلك العلاقة بإيقاع بطيء ويأخذ راحته ووقته فيجعلنا نستعجل تقليب صفحات المشاهد بسبب ذلك الايقاع والاكثار من مشاهد الأكل وتناول الطعام والكلام أثناء المضغ، ثم المضغ أثناء الكلام ويجعلنا نفهم بصعوبة  ، فقد كدنا ننام في دفء القاعات  ونصرخ إن ياعبد الكشيش إرحمنا. بينما راحت سيول المطر تنهمر في الخارج وتكاد تغمر القصر بأكمله ، وكنا انتظرنا لفترة في الخارج تحت المطر،  وأعلنا العصيان المدني على ادارة المهرجان وفجأة تحول المنظر أمام  السلم الصاعد الى قاعة ديبوسي الى قطعة من التمرد مأخوذة عن ميدان التحرير في مصر وتعالى الصياح والصراخ اتركونا نصعد الى القاعة وننجو بجلدنا من المطر لكن لا أحد يسمع أو يلتفت لتوسلاتنا. غير انه في اليوم التالي أشاد النقاد الفرنسيون بالفيلم وكتبوا فيه " الملاحم " ، وقال أحدهم أنه كان قنبلة من المشاعر الملتهبة الجياشة التي  انفجرت أو تفجرت في كان، وقد بدا لي ان ثمة تواطؤ ومؤامرة وانا لا احب هذه الكلمة ، فلنقل كان ثمة اتفاق سري بين النقاد على التصويت للفيلم، ولم يمنح سوى ناقد واحد من جريدة الفيجارو الفيلم نقطة واحدة ، ومعناها أنه قد أحب الفيلم قليلا ، وليس – مثلنا – تماما أكثر من ذلك . فيلم " حياة عادل " لا يستحق جائزة السعفة الذهبية  وربما حصلت الممثلتان اللتان اضطلعتا ببطولة الفيلم على جائزة أحسن ممثلة في المسابقة اسوة بمنح  جائزة أحسن ممثل من قبل لفريق ومجموعة من الممثلين في فيلم "  أولاد البلد ، ليزانديجن، أو سكان البلد الأصليين  " للفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب ببطولة جماعية..
وأرشح الأفلام التالية -  المرتبة حسب درجة اعجابي بالفيلم -  للحصول على سعفة " كان " الذهبية :
فيلم الجمال الكبيرGREAT BEAUTY ل  للايطالي باولو سارانتينو. انه تحفة فيلينية خالصة تقدم استكشافا للحاضر الايطالي من خلال طرح تساؤلات على الماضي وقد أتحفنا سارانتينو حتى الثمالة بفنه وسينماه وموسيقاه وهو
فيلم " لمسة خطيئة " A TOUCH OF SIN للصيني جيا زو زانجز . أهم فيلم سياسي قدمه المهرجان وهو يحكي عن الثمن الذي سوف تدفعه الصين وهى  تسير على نهج الدول الرأسمالية الاستهلاكية الغربية الكبري ، ويتكرس  الفيلم هكذا لمأساة انظمة الاقتصاد الحر وغربة الانسان الصيني في وطنه وهى غربة سوداء كئيبة و دموية تتكرس من خلال آليات العنف والنهب  والفسادوالاستغلال البشع للبشر..
فيلم " الماضي " THE PAST  للايراني أصغر فرهادي. تشريح للعواطف باي
وفيلم نبراسكا  للامريكي الكسندر بين
وأرشح مايكل دوجلاس للفوز بجائزة أحسن ممثل عن عن دوره في فيلم " الشمعدان الكبير " لستيفن سوديربرج. أداء رائع يتسامق فيه دوجلاس بتمثيله ومبروك له مقدما
كما ارشح فيلم " صغيرة وجميلة " للفرنسي فرانسوا أوزون للحصول على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في المهرجان
 فقد تميزت الافلام المذكورة بجودتها الفنية  الفائقة وبها " سينما " أدهشتنا وبهرتنا، ولم نشعر ابدا بالملل او التباطؤ في  إيقاع في أي منها ، وكما يقول المخرج الاسباني العظيم لوي بونويل أنه تستطيع أن تغفر أي شييء لأي فيلم إلا أن يكون مملا ، بل لقد شعرنا في تلك الأفلام بأنها سوف تزداد جمالا اذا شاهدناها مرة ثانية ، بل ولسوف نتذوقها يقينا بشكل أفضل ويزداد إحساسنا بجمالها فنيا وسينمائيا وإنسانيا ونعجب بها أكثر وأكثر، وهى قيم ضمن جملة اعتبارات نضعها في مقدمة مقايسنا في الحكم على الأفلام ، قيمتها ونفعها وجدواها ، وقدرتها على أن تقربنا أكثر من إنسانيتنا ..

ليست هناك تعليقات: