الأربعاء، أبريل 18، 2012

السينما من أجل الإنسان. قراءة في كتاب " السينما العربية خارج الحدود " لصلاح هاشم












السينما الخيالة من أجل الإنسان.

قراءة في كتاب " السينما العربية خارج الحدود " لصلاح هاشم


الناقد الليبي رمضان سليم

بقلم

رمضان سليم



يعبر الدكتور مدكور ثابت في مقدمته لهذا الكتاب فيؤكد بأنه ليس كل كتاب تجميعي هو شتات متفرق من هنا أو من هناك بهذا المعنى أو ذاك، ولكن يكون " التجميع " أحيانا متصلا ومترابطا ويحقق هدفا معرفيا فاعلا.. " لذلك تتسق فكرة هذا الكتاب التجميعي مع مبدئية " ملفات السينما " - السلسلة التي تصدر عن المركز القومي للسينما الذي يتراسه – من حيث طرحها لمادة تلبي حاجة "معرفية "كانت شتاتا، وباتت هنا تمثل تراصا وتجاورا تجميعيا . " ..

وبهذا التقديم أو غيره، يبقى الجهد المبذول في هذا الكتاب رائعا، ولهذا اختصر الاستاذ المشرف على السلسلة مقدمته، وترك المحتويات تتحدث عن نفسها، وتنطلق في رحلة ممتعة وشيقة ..

وحسب القاريء في نهاية هذه الرحلة أن يشعر بأنه قد عرف الكثير، أو انه استرجع بعض ما كان يعرف وعلم ياشياء اخرى جديدة، وحسبي أنا شخصيا أن الكتاب قد حقق لي " متعة معرفية " خاصة ليس من السهل تحقيقها في أوان اصدار الكتب الكثيرة العدد فاقدة القيمة والمتعة ، متعة القراءة والتواصل مع الكلمات والافكار والمعاني وتوليدها ..

وهذا الكتاب " السينما العربية خارج الحدود " لمؤلفه صلاح هاشم، هو كتاب حول " الخيالة أو السينما خارج حدود الوطن العربي، وهو أحد الكتب المنشورة ضمن سلسلة " ملفات السينما " التي يشرف عليها ويصدرها المركز القومي للسينما في مصر، وباهتمام خاص من الدكتور المخرج رئيس المركز الذي يولي اهتماما كبيرا بهذه السلسلة، التي تحقق ولاشك انجازا مهما على صعيد التعامل مع السينما العربية وبحيث يحسب لصانعيه، ويبقى بعد أن تزول الكثيلر من التفاصيل والجزئيات ويمحوها الزمن ..

وكما تقول مقدمة السلسلة فإن عنوان السينما العربية خارج الحدود هو اسم لسلسلة جديدة، يعد هذا الكتاب أولها، وتتناول السلسلة موضوعات السينما العربية كما عرضت في خارج الوطن العربي وبأقلام عربية أخرى ..

( 2 )


واذا تركنا هذه السلسلة والتي لها مكان آخر من التناول والعرض النقدي، فإن مدخلنا لقراءة كتاب " السينما العربية خارج الحدود " لابد وأن يكون مؤلف الكتاب نفسه وهو الكاتب والناقد السينمائي صلاح هاشم، الصحفي المعروف بتحقيقاته واستطلاعاته المصورة،

وهو " القصاص " الذي ترك الأدب منذ صدور مجموعته القصصية " الحصان الأبيض " لينتقل الى الصحافة، والسينما على وجه الخصوص، وهو في الحقيقة لم يترك " الأديب "، بل نقل الأدب الى المقالة الصحفية، سواء كانت في النقد السينمائي أو في كتب وأدب الرحلات، وهو مايبرز هنا في هذا الكتاب " السينما العربية خارج الحدود " والذي صدر ضمن سلسلة " ملفات السينما " التي يصدرها المركز القومي للسينما في مصر ..

وعفوا على إعادتي وتكراري لعنوان الكتاب، وأسماء الأشخاص من مشرف ومؤلف، ولأسباب ربما شخصية، أساسها إعجابي بهذا الكتاب، وهو إعجاب لابد أن يكون متحققا بالفعل، ولا أعتقد بأن هناك من يختلف معي في ذلك ..

وسأرد هذا الإعجاب الى عدد من العوامل والأسباب، وهي كثيرة جدا، ولكن في النهاية هناك ماهو خارج الأسباب والعوامل والحجج والبراهين، هناك " متعة خاصة " تنبعث من داخل الكلمات والجمل والمعاني وطريقة التعامل مع السينما لاتصدر إلا عن " خبرة " في التواصل مع القاريء، وهي خبرة تشعر بأنها ليست دراسية جامدة ، بل لها علاقة مباشرة بالحياة، وتشابكها وتقلباتها، وهنا نقترب من من أهم المنطلقات والمباديء التي ينطلق منها الكتاب

فالسينما بالنسبة لصلاح هاشم المؤلف هي الاقتراب من الحياة، لا بل الانغماس فيها، وليس من هدف جمالي مباشر أو غيره للسينما، إلا وينبغي أن يصب في هذا السياق، سياق حب الحياة، والإشتباك معها، والإقبال عليها بلهفة ومتعة، وهذا هو " دور " السينما ..

ومن خلال الرحلة التي قام بها الكاتب صلاح هاشم، يحمل القاريء معه ليطوف به في عالم السينما العربية وعالم الأشرطة العربية التي عرضت في فرنسا بشكل عام من خلال المهرجانات السينمائية التي تنظم فيها وأحيانا العروض التجارية..

وستلاحظ من خلال الموضوعات التي تطرق اليها الكاتب، أنه يقترب كثيرا وبحب ومودة من تلك الأشرطة التي تنساب بشكل طبيعي غير مصطنع، وتجيد تصوير الحياة بفن، وليس مجرد تسجيل لهذا الواقع أو التعبير عنه ..

ويكاد الكاتب أن تطبق عليها الواقعية بصورتها القديمة والحديثة أبوابها، ولكنه ينسل منها ليستقبل نوعا جماليا مجردا، كما حدث وكتب عن فيلم " الهائمون " للتونسي ناصر خمير، وفيلم " حتى إشعار آخر " للفلسطيني رشيد مشهراوي وفيلم " زهرة الرمال " للجزائري رشيد بن حاج ..وغيره .

لايخفي الكاتب الناقد صلاح هاشم إقترابه من " الشريط أو الفيلم الواقعي "، ومتى كان يعبر عن قضيته بإنفعال إيجابي، وفنية قادرة على التواصل مع الجمهور بهدوء وإنسيابية واضحة..

وسنرى في كتابته عن فيلم " يوم حلو يوم مر " للمصري خيري بشارة، وكذلك فيلم مثل " حتى إشعار آخر " وفيلم " السامة " وغير ذلك من الأفلام خير دليل على هذا الاختيار..

( 3 )

فرنسا ومنذ سنوات عديدة تعج بأشكال مختلفة من الإنتاج الثقافي العربي، وهو إنتاج متنوع تحظى السينما فيه بنصيب وافر، بل لقد عرفت السينما العربية ومن خلال فرنسا أنواع مختلفة من السينما التي تتصل بالسينما العربية من ناحية، والسينما الفرنسية من ناحية أخرى، وذلك بسبب الانتاج الثنائي المشترك، الذي أفرز أشرطة لها طبيعة غير معتادة في السينما العربية، وكما يوضح الكتاب فإنه من الممكن استنتاج ثلاثة أشكال من السينما العربية تم رصدها في السنوات الأخيرة من خلال ما أفرزته الساحة الثقافية الفرنسية..

أولا.. أشرطة عربية الانتاج تمت المشاركة بها في مهرجانات فرنسية مثل مهرجان نانت ومهرجان لاروشيل ومهرجان مونبلييه وغيره، وأغلب هذا النوع من الافلام المصرية وكذلك السورية، والقليل منها من الجزائر والمغرب..

وسوف نذكر في هذا الصدد أفلام تمت المساهمة بها في أسابيع سينمائية، كما حدث بالنسبة لتكريم المخرج صلاح أبو سيف وتكريم المخرج يوسف شاهين وكذلك عاطف الطيب وبعض الأسابيع الخاصة الأخري المرتبطة بدعوة بعض الفنانين والفنانات كما حدث بالنسبة للممثلة فاتن حمامة وتكريم سامية جمال ونعيمة عاكف وتنظين إسبوع للمخرج بركات، وغير ذلك من المناسبات..

أما باقي الأشرطة أو الأفلام العربية، ونقصد بذلك ذات الإنتاج العربي الخالص، فهي قليلة مثل شريط " الطحالب " لريمون بطرس من سوريا وفيلم " صعود المطر " لعبد اللطيف عبد الحميد، وأشرطة أخري من الجزائر مثل " إسطورة يوسف النائم " لمحمد شويخ وغيرها ..

ثانيا – أشرطة مشتركة الإنتاج، ونسبة الإنتاج هنا متفاوتة بين الأقطار العربية ودول أوروبية أخرى، وهذا النوع من الأشرطة من أكثر الأشرطة التي تعرض لها الكتاب للنقد والمتابعة، ومن ذلك أشرطة من تونس والجزائر ولبنان وفلسطين ومن الأمثلة شريط " السامة " وشريط " صفائح من ذهب " للتونسي نوري بوزيد، و شريط " حكاية الجواهر الثلاث " للفلسطيني ميشيل خليفي، و شريط " خارج الحياة " للبناني مارون بغدادي، وغير ذلك من الأشرطة والتي تتم الإشارة إليها في اللقاءات الصحفية المنشورة داخل الكتاب من دون متابعة نقدية ..

ثالثا – أشرطة فرنسية غير أن مخرجيها من جنسيات عربية مثل شريط " حب في باريس " للجزائري مرزاق علواش، وأشرطة مهدي شريف وكريم دريدي، وغيرهم من جيل المهاجرين المتجنسين ..

( 4 )

بالطبع يحتوي الكتاب على أنواع من الأشرطة ذات الموضوع العربي، مثل شريط " بداية ونهاية " المكسيكي المأخوذ عن رواية نجيب محفوظ، وأشرطة تمس القضية العربية الفلسطينية لكنها من إخراج مخرجين أجانب مثل شريط " ليت للصبار روحا" للفرنسي جيل داينمان، وشريط " القاهرة " التلفزيوني للمخرج البريطاني كلايف جيمس..

ويتطرق الكتاب أحيانا الى مايدور في المهرجانات السينمائية الفرنسية من إهتمام بالأفلام العربية والنجوم والمخرجين العرب، وبشكل عام يتغلف الكتاب بروح عبقة، عندما يتعلق الأمر بالتظاهرات العربية والحضور العربي، لما لكل ذلك من بريق إيجابي، ومن النادر أن تلمح ذكرا لبعض السلبيات المصاحبة وما أكثرها، وهكذا يسيطر الجانب الاحتفالي على تقبل التظاهرات السينمائية في الخارج ..

( 5 )

يقدم الكتاب للقاريء معلومات، ويعرفه ببعض التظاهرات التي تقام بفرنسا، والتي تتم في شكل مهرجانات، مثل " مهرجان دوارنونيه " الخاص بسينما الاقليات، ويختار المؤلف من الدورات ما يتناسب والاهتمام بالسينما العربية، فيشير الى الدورة الثالثة عشرة في مهرجان دوارنونيه التي كرست بأكملها لموضوع " فلسطين في السينما " ..

حيث تم عرض أكثر من 30 شريطا من النوع التسجيلي والروائي وهي أشرطة لها علاقة بفلسطين

ومن الأشرطة المعروفة أشرطة ميشيل خليفي " عرس الجليل " و " الذاكرة الخصبة " و و " نشيد الحجر "، وبعض أشرطة آموس جيتاي، والذي يقال عنه أنه متعاطف مع القضية الفلسطينية، كما عرضت أشرطة أخريب لبعض المخرجين العرب مثل السوري أمين البني، بحضور بعض الفنانين والسينمائيين المتعاطفين مع القضية الفلسطينية ..

( 6 )

من الفصول الممتعة في الكتاب ذلك الفصل المسمي " طفولة إيزيس "، وهو عبارة عن كتابة متحررة من ذكريات الطفولة وعلاقتها بفن السينما من خلال دار عرض " سينما إيزيس " في القاهرة،وماتعرضه من أشرطة مازال سحرها منعشا في المخيلة، ويشعر القاريء بأن هذا الفصل هو كتاب منفصل، بما فيه من روح تعشق السينما، وهو عشق مترسخ منذ الطفولة، ولهذا السبب فقد استمر ثابتا ومتدفقا ومتجددا..

نقرأ بعض العبارات من " طفولة إيزيس "، وهي كالآتي :

" لاخلاص إلا بالسينما الفن..هكذا سوف تقول بعد أن تكون تعبت من تجوالك وترحالك في مدن هذا العالم الواقع، وقد إلتهمت كل شييء، وتكون الهموم قد تكاثرت عليك فجأة وبدت لك سحب باريس قاتمة منذرة بالرعد والمطر. أنت لاشك تعرف عن يقين بأن أياما سوداء كهذه تبدو أحيانا ثقيلة الوطأة الى حد لايحتمل، بحيث يصعب التصديق أنها ستذهب الى غير رجعة، لكن فجأة يتكشف لك خلاصك المؤقت الى حد ما. عليك أن ترحل من هذا العالم الضجر بكآبته وزيفه واصطناعيته الى عالم آخر حتى لو كان هذا الآخر من صنع الخيال.."

ومن موقع آخر نقرأ مقاطع من التصور لعلاقة الإنسان بالسينما وهي مقاطع تعكس بالطبع النظرة الى فن السينما، وتأثير كل ذلك في عملية النقد السينمائي ..

" في الظلام كنا نتساءل عن طبيعة هذه العلاقة التي تربط بين الإنسان، ثم كبرنا وعرفنا أن السمة الجوهرية للسينما هي أنها تمارس تأثيرها على الإنسان في نفس الوضع والمكان الذي يوجد فيه المتفرج، وهي إذ تستبدل بتحرياتنا تحرياتها، أدركنا أنها تتخيل منأجلنا وتتخيل بدلا منا، وفي الوقت نفسه تتخيل بعيدا عنا تخيلا أكثر كثافة وأكثر دقة ، وعرفنا أنها أكثر قدرة من الإنسان الواقعي، حين تتجاهل فوارق المكان والزمان، وتقدم لنا في مكان واحد أحداثا متتالية في أزمنة متباعدة أو منفصلة عن بعضها بعضا جغرافيا

إنها تجعلنا نري عملية إختراق الإنسان للعالم، وهي تجعلنا أيضا نرى إختراق العالم للإنسان، وهذه العمليةهي في البداية عملية إستكشاف لما هو خارجنا، وهي في النهاية عملية كشف عما هو داخلنا ..

( 7 )

و إذا قلنا بأن " فصل إيزيس " هو مقدمة صالحة لكتاب حول الخيالة وللذكريات والمخيلة، فإن المؤلف قد تعرض لموضوعات أخرى ذات أهمية كبيرة، وحتى إذا كان التناول صحفيا، فإن القيمة الأساسية باقية لها فعاليتها..

ونحن نشعر بأن مصطلح" التناول الصحفي " أو " المتابعة الصحفية " قد شابه بعض التبسيط، وصار يعني في كثير من الأحيان عدم الدقة وعدم العمق والسطحية، وهو أمر ممكن بالطبع، إلا في كتاب " السينما العربية خارج الحدود " لصلاح هاشم

حيث أن التناول الصحفي فيه يعد " ميزة " و " ملمحا إيجابيا "، لأن المهم " وجود الفكرة " نفسها ورسوخها بصرف النظر عن طبيعة التناول أو عن الطريقة التي تقدم بها

ولعلي هنا أشير الى مقالة صغيرة في الكتاب، مقالة صغيرة لكنها بالغة الأهمية، حول الطريقة التي تعمل بها السينما العربية، ويعمل بها النجوم العرب ، والكيفية التي يتم بها تصور نجاح فيلم وفشل آخر

وهو المقال بعنوان " نجم هوى " حيث يسلط المقال الضوء حول أعمال الحسد والممارسات التي يتعامل بها أهل الفن مع السينما، والعلاقات الاجتماعية والفنية التي تجمع بينهما

وفي نفس الإتجاه السابق، يكتب المؤلف صلاح هاشم عن مفهوم " السينما المتوسطية " والعوامل المشتركة التي تجمعها، وهي رؤية فيها الكثير من جوانب التوفيق رغم عموميتها، وعدم تفرد المتوسط بها ..

فعوامل الإختلاف التي تفرق البلاد المتوسطية كثيرة جدا، وهي في الوقت الحاضر أكثر حضورا من عوامل الإرتباط والتوحيد، ولاسيما في ما يتعلق بالصراع بين الشمال والجنوب

وكذلك الإختلاف بين الهويات وإختلاف المصالح التي تجمع بينها، وهو أمر تجده مثلا في الإختلاف الواضح وعدم الإنسجام الثقافي بين تركيا والأقطار العربية، وعدم حضور دول مثل اليونان والبرتغال على ساحة المتوسط ورغم كل الدعوات المنادية بالعمل لأجل التوفيق ولو مرحليا في المصالح، إلا أن الواقع يجعل من مفهوم المتوسط مجرد مناخ وبحر ودرجة حرارة معينة، تشمل مناطق ليس من بينها الصحراء، وهو مناخ يتوفر في أماكن أخرى من العالم ..

( 8 )

يخصص المؤلف قسما خاصا لحوارات أجريت مع بعض المخرجين العرب، وهي حوارات تتناول بعض قضايا السينما العربية

وبعض هذه الحوارات إنطلقت من مبدأ الإختلاف كما في اللقاء الذي أجراه المؤلف مع المخرج التونسي فريد بو غدير، وحاوره فيه حول ماقدمه المخرج عبر شريط " الكاميرا العربية " من تصورات حول علاقة السينما في مصر بغيرها من الإنتاجات العربية، وهو الحوار الذي أظهر المؤلف متوترا ومجادلا أكثر منه محاورا ..

أما باقي الحوارات فقد دارت في سياق السؤال والإجابة كما حدث مع المخرج سهيل بن بركة ونوري بوزيد وعمر أميرالاى ومحمود زموري ونادية بن مبروك..

( 9 )

ولا يحتوي الكتاب على المقالات الصحفية فقط رغم جودتها، ولكن يقدم المؤلف بعض الدراسات والتي كتبت بإسلوب المقالة التي يتابعها القاريء بشغف، كما حدث بالنسبة للقراءة المقدمة لفيلم " المصير " للمخرج يوسف شاهين

فرغم مظاهر البهجة المصاحبة لحفل تتويج يوسف شاهين في مهرجان " كان " السينمائي في دورته الخمسين، وهو مانقله المؤلف بحيوية ومرح، إلا أن الملاحظات التي قدمها لشريط " المصير " تعكس وجهة نظر لها علاقة مباشرة بفن السينما، ولاتخضع لمفهوم الإعلام الطاغي

كما حدث ذلك أيضا بالنسبة لفيلم " المهاجر "، وفي الحالتين يعبر الكاتب صلاح هاشم عن وجهة نظر ترى في السينما فنا بسيطا ومعبرا ويتسلل الى المشاهد بكل هدوء، وليس شرطا أن يحمل أفكارا كبيرة أو يدعي تصورات متتالية أو يناقش قضايا فكرية موسعة ..

( 10 )

من بين كل ماقلناه و مالم نتعرض له وهو أكثر حضورا، يقدم الكتاب " المتعة " و " المعلومة " و " البهجة " للقاريء، وهو كتاب مملوء بحب السينما، فشكرا للمؤلف والناشر والمشرف على سلسلة " ملفات السينما "، على الجهد المبذول في خدمة قضايا السينما العربية ..

رمضان سليم

جريدة " الجماهيرية " الليبية 2853 . الجمعة 23 من شهر جمادي الأولى الموافق 3 من شهر الفاتح 1429 ميلادية



ليست هناك تعليقات: