السبت، أبريل 07، 2012

رفاعة رافع الطهطاوي( 1801-1873) رائد نهضة مصر الحديثة

رفاعة الطهطاوي

بين ضفتين

محاضرة وفيلم عن سيرة رائد نهضة مصر الحديثة

في المعهد الفرنسي بمصر الجديدة يوم الاربعاء 11 ابريل في السابعة مساء


باريس . سينما إيزيس


ينظم المعهد الفرنسي بمصر الجديدة احتفالية لرفاعة رافع الطهطاوي رائد نهضة مصر الحديثة بعنوان " النيل والسين : طهطاوي بين ضفتين" يوم الاربعاء 11 ابريل الساعة السابعة مساء، والدعوة عامة. وتبدأالاحتفالية بمحاضرةعن حياة وأعمال الطهطاوي تلقيها د. جينا بسطة استاذ الأدب والحضارة بكلية الالسن جامعة عين شمس،تشرح فيها كيف كان الطهطاوي المحفز على النهضة المصرية في القرن 19، فقد سافر كـ "إمام" للبعثة الجامعية الاولى التي ارسلها محمد علي الى فرنسا، وفي كتابه " تخليص الابريز في تلخيص باريز " الأثير قدم الطهطاوي للقاريء وصفا تفصيليا عن الحياة في البلاد ومؤسساتها وقوانينها، تدفعه في ذلك رغبة عارمة لاستخلاص عناصر" الحداثة " MODERNITEالتي تتفق مع الاسلام، ويعقب المحاضرة في الثامنة مساء عرض فيلم " البحث عن رفاعة " A LA RECHERCHE DE RIFAA للكاتب والناقد السينمائي المعروف صلاح هاشم. وهوأول فيلم وثائقي( ناطق بالعربية مع ترجمة فرنسية ) يعرض لسيرة الطهطاوي بشكل مغاير،ويسأل إن أين رفاعة منا الآن ؟! وماذا حدث لافكار التنوير ( الثقافة والحرية ) التي جلبها معه من رحلته الى فرنسا على سكة التطور والنهضة ؟!كما يوثق الفيلم الذي صور قبل ثورة 25 يناير، يوثق أيضا للتراجع والخراب الثقافي والتدهور التعليمي الذي عرفته مصر في ظل حكم مبارك، مع صعود التيارات الدينية المتطرفة، وافكارها الرجعية بخصوص المرأة،والارتداد بالمجتمع المصري الى الخلف وظلامية العصور الوسطى "السلفية" البغيضة..

والدعوة عامة رفاعة رافع الطهطاوي، أين هو منا الآن ؟


*

مقال عن الفيلم بقلم الكاتب والناقد عثمان تزغارت نشر بتاريخ 28 اغسطس آب بجريدة " الاخبار " اللبنانية

الطهطاوي: عن النهضة و الاسئلة المعلقة.عثمان تزغارت



بعد قرابة قرنين على رحلة رفاعة الطهطاوي الشهيرة

إلى فرنسا، يسير صلاح هاشم

في شريطه على خطى صاحب «تخليص الإبريز في
تلخيص باريز»
معيداً طرح السؤال

ذاته: لماذا تأخّر المسلمون وتقدّم غيرهم؟


بقلم

عثمان تزغارت


تتنازع الإعلامي والناقد السينمائي المصري صلاح هاشم ثلاثة انشغالات أساسية: حبّ السينما وموسيقى الجاز والبحث في الفكر التنويري بوصفه المنطلق التأسيسي لأي مسعى تحرّري من شأنه تخليص الثقافة العربية من براثن التشدد والظلامية.وها هو يجمع بين هذه الانشغالات الثلاثة في شريطه «البحث عن رفاعة» (وثائقي 63 دقيقة ـــــ إنتاج كويتي مصري) الذي قُدّمت عروضه الأولى أخيراً في لندن وباريس، وسيُعرض ضمن «كرافان السينما العربية الأوروبية» الذي بدأ في عمان. كما سيشارك في مهرجان السينما المتوسطية في مونبولييه.يمثّل هذا الشريط الجزء الأول من ثلاثية توثيقية يعتزم هاشم تخصيصها لفكر رفاعة الطهطاوي ومساره، ضمن مشروع يشغله منذ أكثر من عقدين. لكن إعجابه بشخصية الطهطاوي ومكانته الرائدة لم يمنعه من أن

يطرح جانباً الأساليب الحكائية التقليدية، ليخرج من الإطار الضيّق المتعلق بالتأريخ لسيرة هذا المفكّر، ويوسّع المشهد إلى ما هو أبعد وأعمق وأكثر راهنية، عبر إعادة طرح السؤال ذاته الذي شغل الطهطاوي قبل قرن ونيف: لماذا تأخّر المسلمون وتقدّم غيرهم؟ وإذا برحلة البحث عن الطهطاوي بين باريس والقاهرة وطنطا وأسيوط تتحوّل إلى رحلة تأمّلية في الواقع المصري والعربي اليوم، ضمن نظرة تشريحية قاسية، تضع اليد على الجرح وعلى مكمن الخلل في المشروع الحداثي العربي المعطّل والمعطوب..

.يقول صلاح هاشم: «لم يكن الهدف من إنجاز الفيلم نوعاً من التكريس لـ«عبادة البطل»، رغم مكانة رفاعة المعلّم والمفكّر والإنسان ورائد نهضة مصر الحديثة، إلا أنّ ما شغلني هو التحفيز على التأمل في فكر رفاعة ومفاهيمه لمعاني النهضة والتقدم وحرية المرأة ودور المثقف وعلاقة الحاكم بالمحكوم، من أجل طرح سؤال أكثر راهنية

وهو: أين موقع مصر والعالم العربي اليوم من ذلك الفكر التنويري المجدّد؟»

.لهذا، لم يسلك هاشم في ثلاثيته المخصّصة للطهطاوي المنحى الكرونولوجي التقليدي، بل سلّط الضوء في هذا الجزء الأول على موقع فكر الطهطاوي وأثره في الراهن العربي اليوم، بعد قرابة قرنين من الزمن، على أن يعود لاحقاً، في الجزءين الباقيين إلى التأريخ لرحلة الطهطاوي إلى باريس، عام 1826، ومن ثم إلى الجهد التحديثي الذي اضطلع به بعد عودته إلى مصر

.في الملخص التقديمي للشريط، يقول هاشم إنّه عمل يحكي وقائع رحلة مطوّلة بين باريس والقاهرة، مروراً بأسيوط وطنطا في صعيد مصر، بحثاً عن ذاكرة رفعت رفاعة الطهطاوي (1801 ـــــ 1873)، رائد نهضة مصر الحديثة الذي يلخص مشواره العلمي قصة بلاده في القرنين الماضيين. لكنّ الفيلم يطرح السؤال الأكثر راهنية: ترى ماذا بقي من تعاليم الطهطاوي ونظرياته وأفكاره بخصوص العلم والتعليم وحرية المرأة والعلاقة بين الحاكم والمحكومين في مصر والعالم العربي اليوم؟

بغية تحقيق ذلك، لم يراهن صلاح هاشم على المغايرة على صعيد المضمون فحسب، من حيث كسر الوتيرة الكرونولوجية، بل أيضاً على صعيد الشكل الفني، إذ طرح جانباً الأساليب الحكائية التقليدية، لحساب لغة بصرية مكثّفة أتاحت له الغوص في الواقع المعيشي للناس، ليرصد مآل بلد الطهطاوي بعد كل هذا الوقت على رحيل رائد نهضتها. ولم تمثّل موسيقى الجاز مجرد خلفية صوتية للفيلم، بل مثّلت عنصراً بصرياً أساسياً فيه، بحيث لم تكتف أجواء الجاز وتلوّناته الإيقاعية بمرافقة إيقاع الفيلم وضبطه، بل كانت مرتكزاً استند إليه هاشم وشريكه في المشروع، المصوّر اللبناني المقيم في كوبنهاغن سامي لمع، للغوص في أعماق الحياة الشعبية للناس البسطاء في مصر. حتى أننا حين نسأله عن أهم ما يميّز عمله التوثيقي هذا

يجيب: «لا بد من أن أفلاماً كثيرة تسجيلية وروائية ستُنجز مستقبلاً عن الطهطاوي، لكنّي واثق بأنّ عملي سيبقى أكثرها قرباً من واقع الناس البسطاء ومعاناتهم في بلد الطهطاوي، حتى لنكاد نلمس في الفيلم حفيف خطواتهم ولفح أنفاسهم...».

عن جريدة الاخبار اللبنانية

عدد الاثنين ١٨ آب ٢٠٠٨

ليست هناك تعليقات: