الجمعة، أبريل 20، 2012

أهلا بـ "كان " 65 ومرحبا بقلم صلاح هاشم

مارلين مونرو في ملصق الدورة 65 لهذا العام واالاحتفال بعيد ميلاد المهرجان الخامس والستين

السعفة الذهبية التي تتنافس عليها أفلام المسابقة الرسمية

أودري توتو بطلة الفيلم الأخير للراحل كلود ميلر ويعرض في حفل ختام المهرجان

المعلم رئيس مهرجان " كان " جيل جاكوب. المهندس والعقل المفكر للمهرجان

تيري فريمو المندوب العام للمهرجان والمشرف على اختيار الافلام للمهرجان مع لجان مشاهدة مساعدة


***

أهلا بـ " كان " 65 ومرحبا


صلاح هاشم.باريس

أهلا بـ " كان " 65 ومرحبا
بقلم
صلاح هاشم

تعال معي الى اعظم مهرجان سينمائي في العالم

مهرجان " كان " يوظف نجوم السينما في هوليوود

وفرنسا والعالم لخدمة الفن السابع

وسينما المؤلف والدفاع عن الحريات.


من أين يأتي هذا الدق؟ ومن أين تأتي هذه الموسيقي التي تجعلك تحلق في سماوات الأحلام، وماهذا الشهب البريق الذي يتوهج على شاطيء البحر في الكروازيت وقد دخل الليل فجأة؟

أنه المهرجان السينمائي الكبير العلامة، مهرجان "كان" الدولي اعظم المهرجانات السينمائية في العالم قاطبة وسيرك الافلام والنجوم وجيوش الصحفيين والمصورين حيت تبرق فلاشات الضوء ولا تتوقف، وقد بدأت الاستعدادات تأخذ مجراها لانطلاقة جديدة مؤثرة وساحرة الدورة 65 ، ولسوف تبقى وهو المهرجان العرمرم الذي يحتفل بعيد ميلاده الخامس والستين "علامة" LANDMARKبسحر ضوء السينما الذي يشجينا..

وذلك السلم البرتقالي الذهبي مع موسيقىسان صان الموصل الى السماء حيث يصعد "كان" بنا، ويسلمنا في صمت وظلام القاعات الى اكتشافاته الجديدة، وأفلامه الخارجة لتوها من " فرن " المصنع السينمائي العالمي، وعندئذ فقط تسري تلك القشعريرة التي تحيينا وتجعلنا نحب "كان" و"السينما " ونحب الحياة ذاتها في مرآة الفن، ونعب منها حتى النخاع، بعد طول جوع وتوق وعطش.

ثم صار "المهرجان" العلامة و أكبر تجمع للسينمائيين في العالم ، صار بمرور الوقت ومتابعاتنا لدورات المهرجان ومنذ عام 1982 صار يقينا الآن قطعة من جسدنا، وصفحات متوهجة بحنان الذكريات الحلوة في وجداننا وذاكرتنا، بل وجزءا من رئة السينما تلك التي نتنفس بها ونحن نبحر في ظلام القاعات مع افلام المهرجان، ثم نروح من بعدها نغطس في بحر "كان" في الخارج حتى الاعماق السحيقة. ها هي الموسيقي تنطلق والمشاعل تشعل، وتبدأ الاستعدادات، إذ ترتفع سحابات البخور حول ضريح شيخ "كان" الكبير الحكيم الذي تعودنا زيارة ضريحه كل سنة، لكي نقرأ الفاتحة للسينما،ونلتقي بالاصدقاء والاصحاب في مولد " كان " الكبير ، وننهل من بركاته.

ويقينا لايوجد في العالم مولد آخر من هذا النوع السينمائي يمكن ان يضارعه او ان يتجاوزه او حتى يتطاول عليه في فتح أعيننا وغسيلها على وقائع عالمنا المعاصر، ومتناقضات مجتمعاتنا الإنسانية، ولابد كل عام من زيارة الضريح الكبير لكى نتطهر من كل سوءاتنا وأدراننا ، ونتصالح من خلال الافلام مع أنفسنا والعالم.

فقد تأسس المهرجان اساسا عام 1946 في مواجهة الفاشية والعنصرية والحروب المدمرة بواسطة " العالم الحر " اي فرنسا وامريكا والعالم ، ضد مهرجان "فينيسيا" الذي انشأه موسوليني ليروج لافكار الفاشية والحرب، ولذلك فإن "كان" ومنذ تأسيسه هو اعلان بمثابة "حطمت قيودي" مع الاعتذار للفيلم المذكور من بطولة توني كيرتس، وجدار ضد الفاشية وحكم العسكر هتلر وموسوليني الزبالة. ويمرور الوقت صارت ادارة "كان" وربما بعد ان تولى جيل جاكوب ادارته وتحمل مسئوليته، تحول ذلك الاستعراض السينمائي الذي هو أشبه مايكون بسيرك الى ترسانة فنية، توظف نجوم هوليوود ونجوم الغناء ونجوم السياسة لخدمة فن السينما، وتطوير امكانياته وفعاليته، باتجاه "سينما المؤلف" والدفاع عن الحريات الأساسية في العالم، ولـ "كان" في ذلك وعبر تاريخه مواقف مشهودة، حتى أنه ساعد على هروب المخرج التركي ايلماظ جوني من سجنه في اسطنبول لكي يحضر الى المهرجان ويتسلم جائزته السعفة الذهبية ( تقاسمها مع مخرج فيلم " مفقود " كوستا جافراس.

وبمناسبة الذكرى السادسة والخمسين على تأسيسه، يقوم مهرجان كان بتكريم مارلين مونرو باختيارها رمزا لدورة 2012.، فبعد خمسين سنة من وفاتها كما يذكر البيان الصحفي الصادر عن المهرجان تظل مارلين.. " واحدة من بين أهم الشخصيات السينمائية العالمية ورمز أبدي ومعاصر للأناقة، الغموض والإغراء.في كل ظهور لها، توقظ الخيال. تفاجئنا هنا في لحظة حميمية، حيث تلتقي الأساطير بالواقع. إنها تسحرنا بهذا القوام الذي تحول إلى وعد، بهذه النفحة على شكل قبلة مغرية.

واليوم الخميس 19 ابريل أعلنت ادارة المهرجان عن قائمة الاختيار الرسمي (بلغ عدد الافلام التي وصلت المهرجان للمشاركة 1779 فيلما!) وتشتمل على أكثر من خمسين فيلما كالعادة، بمشاركة مجموعة كبيرة من عمالقة المخرجين في المسابقة الرسمية – انظر الجدول المرفق- من أمثال البريطاني كين لوش والفرنسي عميد المخرجين الفرنسيين الان رينيه ( وعمره 90 سنة ! ) والنمساوي ميكائيل هانكه والبرازيلي والتر ساليس والكندي دافيد كروننبيرغ والفرنسي جاك اوديار وغيرهم.

وتشارك مصر في المسابقة الرسمية بفيلم " بعد المعركة" ليسري نصر الله ويعرض في اطار تظاهرة "نظرة خاصة" على هامش المسابقة الرسمية فيلما للمغربي نبيل عيوش ويختتم المهرجان أعماله بعرض الفيلم الأخير للمخرج الفرنسي الراحل كلود ميلر في حفل الختام ، ويترأس لجنة التحكيم الرسمية للدورة 65 المخرج الايطالي الكبير ناني موريتي الذي طلب كما ذكر المندوب العام للمهرجان تيري فريمو في المؤتمر الصحفي للمهرجان صباح اليوم.

طلب في لفتة طريفة ان تكون افلام المسابقة بها الجديد والمشوق واللافت للنظر وليست من نوع الافلام التي شاهدها من قبل – اللعنة - أكثر من خمسين ألف مرة ! وإلا فلن يقبل رئاسة لجنة التحكيم ، ولم يقبل إلا بعد أن طمأنه فريمو ، كما ذكر في المؤتمر الصحفي العام وضجت القاعة بالضحك.

ولن يخلو المهرجان بالطبع هذه المرة كالعادة من فاتنات ونجمات السينما الامريكية من أمثال الامريكية أنجلينا جولي وتحضر المهرجان مع زوجها النجم الامريكي براد بيت كما تحضر ايضا النجمة الاسترالية التي غزت هوليوود نيكول كيدمان الى جانب نجوم السينما الفرنسية والعالمية .أهلا بالدورة الجديدة 65 للمهرجان في حياتنا ومرحبا.


عن موقع " عين على السينما" وبإذن خاص من الناشر


ليست هناك تعليقات: